كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
.
،
.:
في طريقها الى ذلك الصالون الذي سبق وان زارته بصحبة نوره مديرة مكتبها.. لن تصمت اكثر، باتت متأكدة ان مريم تعرف كل شيء ولربما هي الشمطاء صاحبة الحرف "م"..
كل شيء يدور حولها يدعوها للتحرك...
حتى تهرّب عزام الذي اعطاها جُرعة رغبة في البحث ، رغم كرهها للبحث في الخفايا، ولكن شيءٌ ما يدعوها لأن تكتشف ما يدور حولها، قبل ان تُصدم به!
رن هاتفها .. لترى اسمه يُضي الشاشه..ردت بغضب مكبوت/الوهه
على الطرف الآخر استغرب نبرتها/قلبي فيك شيء؟!
تكاد تجزم انه يُخفي عنها شيئاً و لكنها تفتقد الدليل، عجزت عن الرد،في كلا الحالتين ستكون موجوعه..
استنطقها فهو يسمع انفاسها/الشموس شفيك سكتي؟!
تحدثت بشكل سريع وكأنها فقط تريد اغلاق الخط/انا طالعه مشوار .عزامي بكلمك بعدين ماني فاضيه
بصوت اقرب للغضب/منتي فاضيه ليه!!. ،وين رايحه؟
تحدثت بجديه/زياره لصديقه قديمه..
بنفس الصوت الحازم/هالوقت؟!
تأففت من تحقيقه ولكن مازالت تسايره/بتعشى معها، عندك مانع يا قلبي؟!
هدأ من نبرته/لا ماعندي مانع ،براحتك يا قلبي اسهري لو بغيتي بعد.
ردت وهي تحاول انهاء المكالمه/اوكي ..اشوفك بالبيت..سلام
وصلت قبل صلاة المغرب بقليل..،
نزلت من سيارتها بعدما أوصت سائقها ان لا يذهب لأي مكان..
دخلت وهي تبحث عن موظفة الاستقبال ولم تراها، ماهذا التسيب، لفتتها احداهن تبدو عاملة نظافه و اوقفتها/لو سمحتي اختي
اتجهت اليها تلك/نعم
بفضول/فيه هنا موظفه اسمها مريم الفايز.ممكن تنادينها لي او توصليني لها؟!
ابتسمت لها وهي تجيبها بدون تردد/مريم من فتره متغيبه عن العمل، ولا يندرى عنها، ليه تنشدين؟!
بتساؤل/معي لها غرض، الا ماقلتي لي هي غايبه او ماخذه اجازه
اجابتها وهي ترى بأن الفرق واضح بينهن/لا متغيبه من اكثر من اسبوعين او ثلاثه..حتى ان اهلها جوا ينشدون عنها كم مره بس مافيه علم.
استغربت، وظلت تفكر..لتسأل/طيب تعرفين وين تسكن؟! يعني علشان اوصل لأهلها اللي عندي وكذا
الموظفه بابتسامه/اهلها في البيت اللي بآخر الحاره الخلفيه...شارع ابو بكر الرازي.. يسار بقالة المجد
ابتسمت لها بامتنان وهي تخرج مستعجله..،
،
ركبت سيارتها وامرت سائقها بالانطلاق ...
وصلت للمنزل المنشود لتقف سيارتها امامه وسط تجمع لمراهقين يلعبون كرة القدم في الشارع وتوقفوا ينظرون لهذه السياره الفارهه التي تدخل حيهم المتوسط!
نزلت منها وهي تتجه للباب وترن الجرس وتنتظر ..
لاحظت الهدوء الذي يداخله همسات و تمتمات شبان الحي.. تجاهلت وهي تنتظر رد احدهم على جرس الباب..
لحظات لتخرج لها احداهن...
استغربت ان تخرج هذه السيده الكبيره لتفتح لها/السلام عليكم خالتي
ردت بصوت ضعيف/وعليكم السلام..تفضلي يا بنتي مافي حيله اطول بالوقفه
حاولت ان لا تطيل/انا مستعجله يا خاله، بغيت اسألك عن بنتك مريم ..اذا موجوده. او..
قاطعتها العجوز بصوت غاضب/ماعندي بنت اسمها مريم، هالبنت انا بريئه منها ليوم الدين..
استغربت/يا خاله،تعوذي من ابليس، وين مريم ومن متى مقاطعتها!!
شعرت العجوز بالضعف وهي تحاول الثبات ولكنها انهارت باكيه...!!!
،
.
،
.
ماهي إلا ايام وسيرتحل من هنا ..
في ذلك المقهى القديم..الملتقى الدائم لهم. يجلس بصحبة رفيق دربه . الذي تغير هو الاخر لرجل مبتسم، ليتحدث/غريبه ياخي ظنيت تروح للجبهه؟!
ارتشف من قهوته وهو يرد/كلنا تحت الطلب..و احتمال كبير يبدلون قوات و اروح للجبهه بأي وقت
ابتسم له/الله ينصر الجيش وينهي هالحرب باسرع وقت، ولا يحتاجون تبديل قوات ولا شيء
تنهد/امين
تسائل بفضول/البنت اللي تزوجتها اصغر بنات عم عزام؟!
رفع اليه ناظريه/الله الله..فالثانويه
باستغراب/غريبه والله..كيف زوّجك عزام
ضحك من ردة. فعله ليمازحه بالإجابه/وااسطه..تعرف ولد خاله وكذا..
ابتسم بخبث ليمازحه/دام كذا شمقعدك معي هنا ووراك عروس جديده والا انت هوايتك تنحاش من الحريم، ترى هذي صغيره شكّلها على مزاجك
هدأت ضحكته وهو يتذكر مفاجأته بها/البلى والله من الصغيره يا وليد..!!
استغرب نبرته ليرفع حاجبه/لا لااا العلم فيه إنَّ. انت رجالن رايح فيها.
عاد ليضحك مجدداً، حتى هدأ وهو يسأله/اتركك مني هاللحين و قول وش ناوي تسوي بعد الجنسيه..اعتقد خلاص الهجره مالها داعي
تذكر ما ينتظره ليبتسم له/ماني مهاجر.. بس هالسفره مهمه لي يا قاسي..انا لازم اطور نفسي..تدري وصلتني عروض جنسيه من ألمانيا و الامارات؟!..انا محتار كيف ارفض الجنسيه الألمانيه و انا رايح اشتغل عندهم..ان شاء الله ما تأثر علي.
شد على يده/لا تخاف ماظنتي بيغيرون معاملتك..انت مكسب بالنسبه لهم.. ويمكن يغرونك بالجنسيه اذا رحت لهم.. انت اذا رخت هناك ضبط امورك..لا تستعجل بأي قرار
اخذ نفساً وهو يسترخي في جلسته/الله يعين.....
.
،
.
عرف من سائقها الى اين ذهبت..لن يرتاح قبل ان يعرف لماذا تذهب لتلك الجهة الاخرى من المدينة و تقطع كل تلك المسافه..لابد وان هنالك سر تخبئه..!
انتظرها فقد تأخرت كثيراً..!
خرج من مجلسه وهو يقف أمام الباب..اتصل بها قبل ساعه وقالت انها في منزل صديقتها في الحي المجاور.. ولكنها تكذب..!
وصلت اخيراً سيارتها لتنزل مرهقه ، كل ما بها يدعوها لترتاح ولكنها لا تستطيع ان تستلذ بالراحه..!
امر السائق بالخروج و اغلاق باب الحديقه بعد خروجه..ليتجه إليه محاولاً كبت غضبه/الحمدلله ع السلامه
تعرف انه يريد فتح نقاش ردت ببرود/الله يسلمك
مشى بمحاذاتها في طريقها لغرفتهما/ايوه وين كنتي فيه يا عمري
تنفست لتجيبه/اظن قلت لك عند رفيقتي!،
إلتزم صمته وهو يهز رأسه بمسايره حتى دخلوا غرفتهما..جلس على طرف السرير وهو يحاول ان يكون هادئاً ، كيف يهدأ وهو يعرف انها تكذب!!
لاحظ ذلك السرير الصغير و تلك الهدايا التي حوله في زاوية الغرفه..
جذبته تلك الدمى الصغيره و تلك الألوان الجميله. ليذهب إليها تأمل السرير وهو يتخيل تلك الطفله الصغيره التي حلم بها تلعب داخله وتبتسم له..
إلتقط احدى الدمى ليحركها بين يديه..لاحظ كل شيء باللون الازرق..وخاص بالأولاد...لم يحبذ ذلك..كيف تشتري كل مايخص الاولاد لوحدها..!!
انتهت من طقوسها قبل الذهاب للنوم من اغتسال و تبديل ملابسها بهدوء وتلاحظ صمته مع حركتها بالغرفه، هدوءه و وقوفه الصامت هنالك بهذه الطريقه يخفي أمراً..والأرجح انه غاضب..وينتظر الانفجار /هذي هدايا النونو من ليال والصغار..
إلتفت إليها و رأها ترفع غطاء السرير وتصعد لتجلس و تدير المنبه بهدوء، لتتحدث اخيراً وهي تستلقي و تتدثر تحت اللحاف/ممكن تطفي النور، بنام
لم يحتمل تبلدها هذا، هو سينفجر، نزع الغطاء بطريقه تنم عن غضبه وهو يتحدث/مابعد تكلمنا عن تأخيرك، اظن انك ملزومه تبررين لي مشوارك للنظيم وتأخرك لهالوقت
اعتدلت جالسه وهي تستغرب تصرفه واسلوبه في فتح الموضوع...كم كانت مهذبه و صابره رغم كل ما يدور حوله من شكوك/قبل ابرر لك و قبل كل شيء، انا استشفيت من كلامك شيء بشع !، انت تراقبني يا عزام؟!!
تحدث بنفس الغضب/ماعليك مني راقبتك والا لا..جـ..
قاطعته بغضب وهي تبتعد وتنوي النزول من السرير/إلا علي ونص يا عزام...وانت اللي بديت
امسك بها قبل ان تنزل وسحبها إليه/وين راايحه تعاالي نتكلم هنا، قوليلي ليه عصبتي؟!
حاولت الصدود عن وجهه، فنظراته الشكاكه تقتلها/فكني
ثبتها و لف وجهها مقابلاً وجهه/ماني فاكك فاهمه، يلا اعقلي و تكلمي،
نزلت دموعها رغماً عنها، فلعنت ضعفها بين يديه، لم تستطيع تمالك نفسها، كم كانت تشك و لكنها كانت تبتسم له و تمرر كل شيء..! وهاهو الليله يصفعها باعلان شكه من أول موقف!!!
كم كانت مخطئه وهي تمرر له اخطاءه دون محاسبه..!
صُدم من انهمار دموعها، لم يتوقع ان تنزل من موقف عادي كهذا !!، لا إرادياً مسح دمعاتها وهو يقبل خديها بعمق ليهمس/اسف والله العظيم اسف ..لا تبكين
دفعته عنها و لكنه عاد ليمسكها ويسحبها لحضنه و يقبلها رغماً عنها/تأخرتي و اتصلت و سألت السايق ..اكيد بخاف عليك واسأل..انتي اغلى شيء بحياتي و ماني مستعد اخسرك. انا ما اشك فيك ،أنا بس اغار من غيابك ولا اعرف اعبر
هدأت فهي بين يديه...
كيف لا تهدأ؟! وهي تتنفس هواءا محملاً به..!
هو بحر الحزن الذي تهوى الغوص فيه كل ليله ...و الداء والدواء معاً..!!
همس وهو يشدها إليه/لا تفهمين خوفي عليك غلط
لم تحب ان تسأله فهو قد قال انه لا يحبها، وتعرف الآن انه قد يكون تعود عليها فقط بالإضافه لكونها حامل بطفله/اذا خايف عالنونو،تطمن انا ..
اغلق ثغرها بأنامله/انتي عندي اهم من الولد.
ابعدت انامله عن ثغرها وهي تبتعد عنه و تستلقي مكانها، لم تقتنع بإجاباته واحاديثه..
ابتسم وهو يرى هدوءها مجدداً ليقترب منها وينام بجانبهاعلى يمينه ويده على بطنها بحركه متعمده/شلون سارّة ابوها
وضعت يدها على يده بصمت ،فهذا الشيء الحقيقي الذي يجمعهما، اما باقي الأشياء متأرجحه بين الكذب والتمثيل...و شمّاعة الظروف..!
لاحظ سكوتها يطول، قد كانت كبريتاً قبل قليل، وكادت تنفجر/بكرا نروح انا وياك للعياده و نتطمن على وضعك قبل نسافر
لا تصدق ان يطلب الذهاب معها للعياده، هل يحاول التكفير عن اهماله ؟!..إلتزمت صمتها الذي تتسربل به، لم تعتاد التعبير..وهو قد اوجعها قبل قليل...
يخيفه صمتها هكذا، كان لابد وان تثرثر له كباقي النساء ولكنها الشموس!،هذه من يريد ان يسمع غزلها الصريح ورغبتها المتأججه..ولكنها كإسمها تماماً ..تُرى كيف سيكون غضب إمرأة مثلها؟! لا يستطيع التنبوء..،
ترددت كثيراً ولكنها تريد ان تفتح الموضوع، تريد ان تسمع تعليقه وكيف سيكون رده، تحدثت من دون مقدمات/وحده من صديقاتي المقربات..اكتشفت ان زوجها يخونها وتركت البيت و راحت لأهلها بالنظيم..علشان كذا رحت هناك ازورها..كانت منهاره
إلتزم صمته وهو يبتلع ريق الخوف..و يراها تنظر لعينيه اثناء حديثها...
أردفت/غبيه..ماكانت مصدقه انه ممكن يخونها وهو كان يحلف انها الوحيده!!،
تسائل بفضول/وكيف حكمت انه يخونها
تحدثت باهتمام/طاحت على جواله صدفه و شافته بعد..
شعر وكأنها تتكلم عنه/يمكن فهمت غلط، ويمكن له ظروفه،
اعتدلت جالسه وهي ترد بغضب مكبوت/مافي اي مبرر للخيانه..
ابتسم ليلطف الجو/شفيك تحمستي كذا؟!
اكملت بوجع وعينيها تغزو عينيه بقهر/اللي يوجع يا عزام انها حبته و اصبرت على بروده ، تجاهلت كل شكوكها وظنونهل. السيئه لين انكشف ، توقعت منه الوفاء حتى لو ما بادلها المحبه...و لكنه خذلها وهذا اللي قتلها!!
لمح بريق عينيها، يالله ماذا ستكون ردة فعلها لو علمت بما يفعله بها خلفها..ماذا سيقول و كيف سيشرح لها؟!!
لاحظت سرحانه المفاجئ بعد حديثها، لتستنطقه/برايك يا عزام كيف تجازيه؟!
كم يصعب عليه جواب هذا السؤال/انتي لو مكانها وش بتسوين؟!
اجابته بابتسامه مشتعله/الرد الاول بعد الخيانه خساره.
لم يفهم /مافهمت
بنفس ابتسامتها الصفراء/الرد على الخاين يعطيه قيمه ما يستاهلها، اشوف ان تركه بهدوء يناسبني.
سألها بلهفه/وان كنتي تحبينه؟! يمكن تغيرين نظرتك
استغربت إلحاحه ولكن ستجيبه/اللي يحب ما يخون لو السيف على رقبته..و ان ما حافظ الحب على كرامتك فتركه احسن..
ابتسم وهو يداعب خديّها و يحاول تقبيلها/هذا كلام السعه.. لكن فالحقيقه اللي يحب يغفر و يسامح
ابتسمت وهي تداعب عارضيّه/يمكن غيري تسامح...لكن انا لا...صدقني يا عزام...
وقعت جملتها في قلبه كجرس انذار، ان لم يُنهي مها ستهجره الشموس/انا اسألك عن شخص تحبينه.. كيف ماتغفرين له؟!
تأملت عينيه العسليتين كشعلة لهب في ليلة حالكة الظلام، لتجيبه بهمس/اللي احبه افديه بروحي يا عزام و انا صادقه، ..لكن والله ما سامحه..
شدها إليه بكل قوته وكأنه يريد إسكانها بين ضلعيه..
الله وحده يعلم ماذا سيحدث لو انكشفت قصة مها...سينهار كل شيء ..
.
،
.
،
.
،
.
،
.:
صباحاً...
انتظرت عودته فهي تتصل به ولا يرد ابداً..
بلغ الخوف منتهاه منها..
ضلت واقفه فهو لم يعود منذ ليلة البارحه!!
اين ذهب؟!وماذا حدث لإبنها يا تُرى؟!
ما بال هذا القلب لا يهدأ ولا يستكين وكأنما كُتب عليه العناء والتعب!!
نزلت من الاعلى وهي تراها تقف هناك امام الشُرفه ثم تتركها و تجلس مرهقه، اتجهت اليها لتقف قبالتها/خالتي اسفه عاللي سويته...لو ادري انه ولدك ما ضربته والله
ابتسمت لها بتردد/منتي غلطانه يا عمري..ولاني زعلانه منك
جلست عند ركبتيها/مابي يصير شيء يخرب بينك وبين ابوي.. راجح كان معصب من تركي مرره ماراح يخليه لين ينتقم، بس انا متأكده ان ابوي بيحل الموضوع
نزلت دمعتها بقلق/ماعندي شك بـ صالح.. انا بس خايفه على ولدي المتهور لا اكثر.
شعرت بالذنب وهي تقف/انا رايحه اسوي لنا قهوه.
جلست تنتظر قليلاً اذا به يدخل خافت وهي تستقبله بعناق/صالح....
طبع قبلته على جبينها وهو ينظر لملامحها بحب/شفيك ترجفين؟! تطمني مافي شيء يخوف
ابتلعت ريق الخوف وهي تسأله/وين تركي؟! وش سووا به..
استغرب معرفتها/كيف عرفتي انه هو
نزلت دمعتها وتحدثت بعاطفة الأم/وصفته لي هند وعرفته...لا يكون عذبوه والا اوجعوه!! ترى هو بس جاي يزورني ما يدري ان البيت في غيري
كم هي طيبه، لولا انه يعشقها لما اخلى سبيل ذلك الشقي ولكن دمعتها غاليه،مسح دموعها وهو يبتسم/ما حد اذاه ولا شيء، وهذا هو ينتظرك بالمجلس. روحي شوفيه، ترى رحلته للشرقيه بعد ساعه فالقطار
لم تصدق ما قاله، تركته وذهبت مسرعه للمجلس..ليجلس هو يحاول ان يكون هادئاً قدر المستطاع ..لا يعرف كيف سيكون لقاء ذلك العاق بأمه..كيف سيتحدث معها بأدب.. قد حاول كثيراً ان يكون مهذباً معه لأجلها رغم تعنت ذلك المراهق..لولا انه يعلم يوجعها لكان منعه من رؤيتها ولكن يعرف قلب حبيبته ..،
حضرت هند بالقهوه وهي تراه يجلس وحده مخفضا لرأسه ويداعب سُبحته/السلام عليكم
رفع رأسه بشبح ابتسامه/وعليكم السلام، ارحبي يا هند
تعرفه حين يحمل وزراً، وضعت القهوه واتجهت إليه وهي تجلس بجانبه وتعانق كتفه/يبه فيك شيء يا قلبي
إلتفت إليها بنفس الابتسامه/ابي قهوه ..مبطي من قهوتك صبي لي
ابتسمت وهي تتجاهل شعورها، هو يحاول ان يغير جوه لذلك ستحترم رغبته/ابشر بالقهوه وانا بنت صالح
.
،
.
،
.
،
منذ دقائق تجلس بجانبه تتفقد جُرحه الذي خلف رأسه و ذراعه المكسوره وهو صامت منذ دخلت، حتى انه لم يبكي وهي تعانقه/كذا يا حبيبي تهجر امك اللي تحبك؟!..يعني استاهل منك الترك يا تركي؟!
تحدث بعد طول سكوت/ما هجرتك! انتي اللي ماتبيني
استغربت حديثه/انا ما ابيك؟!!! كيف تقول كذا، انت قطعه من روحي وقلبي.كيف ما ابيك؟!
إلتفت إليها بجديه/جيت ادورك اكثر من مره ابي ازورك و كان يمنعني صالح..اخر مره دخلت كنت اظنك موجوده و ضربوني براسي وهم يعرفون اني ولدك.
استغربت/حبيبي كنت مسافره انا وصالح..متى واجهته؟!
تحدث بنفس هدوءه/جيتك قبل تسافرين وحضرت ملكتك فالاستراحه ولكنهم ابعدوني..!! يقولون امك ماتبي تشوفك!! واخر مره جيت هنا ضربوني وكسروني وحطوني باستراحتهم لين جاء زوجك ..كان يزورني كل يوم ويضايقني بس البارح جاء وقال امك مشتاقه لك وهددني اذا علمتك باللي سواه بي..!
هنا شعرت باللخبطه، هي في حيره تماماً هل يُعقل ان يكون صالح بذلك الحقد/ليه ما اتصلت بي طيب؟! كنت برد وانا فرحانه..
شعر بتوتره وهو يكذب يريد فقط ان تسكنه حضنها، اخفض رأسه في على فخذيها وهو يتمتم/يمه من فقدتك وانا ضايع..حتى دروسي اهملتها، انتي كنتي اماني اللي فقدته في البيت، ماعاد احد يسأل عني رحت والا جيت!
شعرت بالذنب وهي تراه بهذا الحال، جعلها تتلبس الخطأ وحدها و تشعر بالانانيه ان هدمت حياة إبنها بسبب بحثها عن الحياة بعيداً عنه وعن اخته!!
ربتت على ظهرها وداعبت شعره وهي تفكر بصالح كيف اخفى عنها كل ذلك..كيف يعانقها بلهفه وهو يطعنها في ظهرها و يؤذي إبنها بالخفاء؟!!
.
،
.
..
وصلت الى مكتبها متأخره..كانت مرهقه و مثقله وكأنها لا تنام الليل..مرت من مكتب نوره ألقت تحيتها على عجلوهي تدخل مكتبها..
استرخت في كرسيها وكأنها كانت تركض...كل شيء يدعو للقلق حولها..
دخلت مستغربه فقد قلصت دوامها ليومين فالاسبوع ولكنها تكسره اليوم و تحضر للعمل،/ما شاء الله نورتنا الشموس اليوم
رفعت عينيها لها وهي ترى الملفات بيدها/و بداوم كل يوم احسبي حسابك.. ورجعي كل شي مثلما كان
استغربت وهي تتبسم/الواحد يبي حي الله ما افتك من الدوام وانتي تجين ..وش فيك
فتحت الملف وهي ترى تقرير عمل الوقف/انا راعية حلال .. توقعي تشوفيني كل يوم..
اتسعت ابتسامتها/وحنا نطول نشوفك طال عمرك
رفعت عينيها لها وهي ترفع حاجبها/نوره بلا استهبال..شصار بعدي؟!
حاولت التذكر/مافي جديد..مواعيدك كلها كانت الاثنين و الاربعاء..لذلك ماعتقد في جديد..باستثناء امس جاتنا وحده تسأل عنك وبغت تلتقي فيك..بدون موعد
لم تستغرب /سجلتوا اسمها ووش كانت تبي؟!
نوره/لا والله رفضت حتى تتكلم عن اللي جايه علشانه، بس قالت اسمها مها..والموضوع شخصي.. تصدقين؟ بيني وبينك مارتحت لها!
تركت الملف وهي ترفع رأسها لها...هذه أيضاً بحرف الـ "م".. لا تعرف احداً بهذا الإسم وتلك تقول بأن الموضوع شخصي!!
تباً لها و لهذا الحرف اللعين..
..
،
.
،
خرج من المؤسسه بعدما تلقى اتصالاً منها اخبرته فيه بأنها زارت مكان عمل الشموس ولم تلتقي بها فقط لأنه اخلف وعده ولم يأتي لذلك الموعد !!
رفع هاتفه وهو يتصل بـ قاسي يجب ان يتحدث معه..وحده من بيده الحلول حينما يعجز هو عن حلها..
وصل منزله ليجد قاسي يقف امام الباب ينتظره مستغرباً/خير يا رجل روعتني من احلى نومه
تنفس كمن كان يعدو/يا ولد دخلني مجلسك وبعدها انشدني
ابتعد عن الباب وهو يشير للداخل/تفضل طال عمرك الظاهر العلم ماهو هين
دخل وهو يحاول ان يستريح من عناءه ولكن هيهات..انتظر عودت قاسي بالماء والقهوه..
قدم له قهوه ولكنه اخذ كأس ماء/ما يمديني عليها يا قاسي..ريقي ناشف يا ولد
جلس مستغرباً في كرسيه، ليس هذا عزام الذي يعرفه، هذا يبدو مشوشاً و متوتراً /عزام وش فيك ياخي روعتني عليك
وضع كأسه على الطاوله وهو يجيبه/مها يا قاسي طلعت لي مره ثانيه..
يتذكرها وقد كان احد شهود زواجه منها/طليقتك؟! وش تبي؟
مسح على وجهه بتوتر/ناشبه بحلقي، ان ماتزوجتها بتفضحني عند مرتي وانت عارف الوضع كيف
يالها من معضله حقاً/ليه ما تقول لزوجتك كل شيء وترتاح
عزام/وهي بهالوضع لا..حامل و عندها مشاكل بالحمل، والله ماتحمل..انا ناوي اقول لها بس بعدما تولد وترتاح..لكن مها والله ماتخليني ارتاح
عقد حاجبيه بغضب وهو يبتسم بخبث/خلها علي وانا بوخالد
استغرب/وش بتسوي تكفى فكني منها
استرخى في جلسته/انا اعرف لها ..اشكالها دواهن معروف.. معي اسبوع اجازه..وابشر بي بنهي لك موضوعها
مازال في حيرته/يا ولد وش ناوي عليه انت؟!!
..
.
،
يتبع
،
(من وين أبلقى قد هذا التعب آه؟!)
|