كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
25))ما وراء الغيوم...
.
.:
استفاقت اخيراً وهي تعتدل جالسه ..استغربت المكان الذي وجدت نفسها فيه..
لتلتفت للجاره التي تعرفها و أمها الباكيه بجانبها،عرفت الآن انها ليست بكابوس،
تكاد لا تستطيع التنفس، كيف ترتاح هنا وطفلها مخطوف امام عينيها ولا تعلم إلى أين، نزعت ذلك السلك من ظهر كفها لتحاول النزول بدون ان تتكلم..؟
اتجهت اليها والدتها وهي تحاول ان تمسك بها/يا بنتي وين رايحه انتي؟!ووين؟!
بصرخه مكتومه/خذوا قلبي من قدام عيني يمه خذوووه خليني تكفين
ام هيّاف بحزن/يا بنتي استهدي بالله هيّاف بلّغ عن خطفه واتصل بأخوك
تفلتت من يديها وهي تتجه ناحية الباب لتتفاجئ بممرضه وطبيب غاضب/لو سمحتوا اطلعوا برا راح نعطيها مهدئ ترتاح حتى تتجاوز صدمتها
خرجت ام قاسي و ام هيّاف ليجدون هيّاف يقف هناك و بجانبه طفلته..اتجهت اليه بخوف/هيّاف يا ولدي رد عليك قاسي؟!
هيّاف/لا يا خاله..ما رد
ام قاسي/والشرطه ماقالوا شيء
هيّاف/يقولون لازم يعدي عالاختفاء اربع وعشرين ساعه علشان يعتمدون تغيبه
جلست منهاره تشعر بالضيق و قلّة الحيله في آن معاً..بمن ستستنجد..؟!
اخرجت هاتف مدى من حقيبتها التي احضرتها لتفتحه بيدين مرتعشه لتتصل به لعله يرد عليها لتفرح بصوته/قاسي يمه وينك؟!
على الطرف الآخر/لبيه يمه..اعذريني جوالي كان طافي من البطاريه.. وما أمداني..وش فيه؟!
حاولت كتم بكاءها/لا ولا شيء بس عزام رجعت حرارته مره ثانيه ونبيك تجي
على الطرف الآخر/انا طالع مهمة عمل يمه ماني بالرياض بتصل بعزام هاللحين يجيكم.
ابتلعت ريق الخوف/رايح الجنوب؟!
حاول عدم اخافتها/لا يمه مهمتي بالشرقيه ويمكن ماوصل الا باخر الليل او الفجر ...سلام
اغلقت الهاتف وهي تدعي له...ليس هنالك بُد من الاستعانه بـ عزام الكبير، يالها من ثقيلة على النفس !!
'
،
'
'
للتو توقف امام المنزل عائداً من مقر عمله..ليلتفت إليها/تبين شيء قبل ارجع
كادت تنزل ولكنها إلتفتت متسائله/بتروح لمكان؟!
رن هاتفه ليُخرجه من جيبه ويرى أسم قاسي يضيء الشاشه.. خاف مما قد يسمعه من قاسي..!
لاحظته ينظر للهاتف الذي يرن ولا يرد/ليه ماترد؟! من المتصل؟!
بوجه خالٍ من التعابير/قاسي!
لربما استجد شيء في امر انضمامه للجبهه،شعرت بالفضول فهو زوج اختها الصغيره/طيب رد..شتنتظر
فتح الخط وهو يرد/هلا قاسي...كيف؟!..
لاحظت تغيّر ملامح وجهه وهو يرد وتوتره وهو يغلق الهاتف ويعد قاسي بالذهاب ، خافت/عزام من اللي مريض
بهدوء/عزام الصغير تعبان ..يلا انزلي بروح لهم
برفض قاطع/ماني نازله انا رايحه معك يلا لا نتأخر
بمحاولة لثنيها/حبيبتي بتتعبين من المشوار ماراح تستفيدين
بإصرار/ماني مخليتك تروح لحالك..يلا لا نتأخر على الناس
قرر المضي فهي عنيده ولن تغير رأيها.....ظل يفكر بمدى..لا تستحق مايحدث لها، كيف يتركها منيف كل تلك المده ويحرمها من اطفالها كما اخبره قاسي.. ويمرض طفلها وتضطر للذهاب مع الجار للمستشفى !!
يالتلك الحزينه ما كان بينهما ليس قليلاً ليُنسى ..مازال يحتفظ بذكريات الطفوله معاً..
وصلوا اخيراً للمشفى وهما يتجهان للغرفه المنشوده ..ليرون ذلك الرجل الغريب وتلك السيده التي استقبلتهم وهي باكيه/عزام يمه
لم يُصدق ان هذه ام قاسي تلك السيده العقرب، ترجوه وتقول يمه!!/عيني خير يام قاسي و تعوذي من ابليس..وش صار لعزام؟!!
تحدثت الشموس وهي تحاول تهدئتها/الله بيشفيه ان شاء الله لا تخافين
لم تفرح برؤيتها معه ابداً ولكن لا تستطيع فعل شيء/وين بتزول والولد مخطوف من قدام باب البيت وعين امه تشوف!!
عزام بصدمه/ابو ساااره!!!انتي وش تقولين؟! قاسي قال لي ان عزام مريض ما قال مخطوف!!
ام قاسي بدموع/ماقدرت افجعه وهو في عمله بعيد. .و فرحت اول ماقال بتصل بعزام..
وضعت يدها على بطنها بحركه عفويه، ففكرة خطف الاطفال مرعبه/يا رب رحمتك..!!
مسح عزام على جبينه وهو يحاول ان يركز/طيب هي شافته لمحته..اقصد اللي خطفه
للمرة الأولى تراه عن قرب هكذا بعدما كبر واصبح على بُعد ثلاثة اعوام من سن الاربعين يبدو وسيماً كوالده تماماً/شافته بس مادري انتبهت له والا لا
إلتفت لخلفها/هذي غرفتها؟!
ام قاسي/ايه هذي غرفتها... بس تصيح تركت نايمه بعد المهدئ
تقدم عزام إلى الغرفه وهو يمسك بيد الشموس ،يجب ان يراها ويسألها بنفسه...
استغربت وهي تراه يمسك بها هكذا/عزام يقولون ممنوع ندخل
وقف امام باب الغرفه وهو يتحدث للشموس/ادخلي قدامي و نبهيها
خافت/عزام!!
قاطعها وهو يفتح الباب ..لتعود إليه/نايمه ادخل..فيه ستاره بين السريرين والثاني فاضي تقدر تدخل معي وتتكلم بنفسك
ارتاح من هذا الهم وهو يدخل ويقف خلف الستاره بالقرب من سريرها وهو ينادي بصوت اقل/مدى!...مدى! تسمعيني؟!
لكم تغار من نطقه لاسم انثى غيرها ..ولكنها تقمع غيرتها برجاحة عقلها... تتفهم مكانته وتتفهم حب النساء له..ومن لا تُحبه؟!!
اعاد تكرار نداءها/مدى تسمعيني؟!! مدى
تنهدت بإسمه وهي مازالت مغمضت العينين تظن أنها تحلم!!
تحت انظار الشموس التي تغلي لتتحدث وهي تمسك بيدها/مدى قومي عزام ولد عمتك هنا ويبي يحاكيك
فتحت عينيها وهي خائفه لتعتدل جالسه، وتبكي ،مازالت تظن ان صوت عزام الكبير حلماً فهي لم ترى أمامها سوى الشموس/الشموس..شفتي شصار لي..خطفوا ولدي يالشموس!!!
تأثرت من انهيارها الواضح ولا تلومها/الله يصبرك..بأذن الله نلقاه، الكل حولك وماراح نخليك..انا وعزام جينا وهو باذن الله ماراح يخلي الخاطف على راحته...عزام تكلم مدى تسمعك
التزمت صمتها بعدما تأكدت انه هنا لتنتبه لظلّه خلف الستاره البيضاء....!
تحدث بصوت يشوبه الغضب/مدى؟اهدي وقوليلي وش نوع سيارة اللي خطف عزام
بكت بصمت وهي تحاول التذكر،ستجن مما حدث/برادو بيضاء..و فيه صدمه خفيفه من وراء
اردف بسؤال آخر/مالمحتي وجه الخاطف وكم واحد بالسياره
اجابته وهي تتخيل المشهد/مانتبهت كم كانت عيني على ولدي اللي اخذه في مكان الراكب قدام و مغطي وجهه بلثام..
صمت وهو يفكر قليلاً ثم قرر/انا طالع هاللحين لمركز الشرطه و بعدها بسوي اتصالاتي
تسائلت الشموس/ماراح تتصلون بأبوه؟!..اعتقد هذا وقته
هنا تذكرت اتصالها بمنيف و اغلاق الهاتف بوجهها،حتى انه لم يسأل عن عزام الصغير، إلتفتت للشموس وهي خائفه ثم التزمت صمت الصدمه...هل سيحرمها من اطفالها كلهم؟!!!
تدارك بالسؤال/عطيني رقم منيف يا مدى...لازم يكون عنده علم
خافت من تدخله بالتأكيد سيزيد منيف احتقاناً وتُحرم من اطفالها للأبد لتعترض..لا تريد المزيد من المشاكل يكفيها إلى هنا...ان تدخل عزام فلن تُحل أزمة منيف ابداً/لا عزام... مابي ادخلك بمشاكل انت في غنى عنها.
غضب من ردها/انا اخووك..من بيفزع لك غيري و قاسي؟! تكلمي وعطيني رقم منيف بسرعه
"اخوك" اخترقت قلبها تلك الكلمه...أبعدما كانت الحب؟!..ستصر ولن تجيبه حتى لا تؤذيه/ماقدر يا عزام ماقدر افهمني..تدخلك ماراح يحل شيء صدقني
ازداد غضبه وهو يجمع اصابعه في قبضته ويحاول كبت نفسه/وبعدين معك انتي؟! ماتبين ولدك؟!!
لاحظت صمتها وانكسارها و قررت الذهاب لعزام وابعاده قليلاً وهي تهمس له/قدّر وضعها و لا تصغط عليها..انت تعرف وين ساكن بالشرقيه ...بعدما تروح للشرطه و تأكد تقديم البلاغ، روح دوره عند ابوه اذا ماكان هناك دوروه بأي مكان ..الموضوع مو لعبه يا عزام..الطفل يدوب مكمل سنتين! حرام
جمع هواء في رئتيه ثم نفثه وهو يحاول التركيز/طيب اخذك معي والا تجلسين؟!
باهتمام/لا يا قلبي بجلس معها واضح انها منهاره مرّه. اذا احتجناك بنتصل، واذا قرروا يطلعونها بتصل بالسايق لا تشغل نفسك
أشار برأسه كان سيذهب لولا دخول ام قاسي وهي تحمل هاتف مدى/منيف توه متصل هاللحين و قال ان الولد معه..
زم شفتيه بغضب/والله ماخلي هالزلابه...شلون ياخذ ولده بهالطريقه..حتى السكارى مايسوونها!!
اخفضت رأسها وهي تضع يدها عليه بحسره...بات قلبها كالبيت المهجور ابوابه مشرعه و نوافذه محطمه وسقفه يخر ماءاً بعد ليلة عاصفه..!
.
،'
.
،
.
رن هاتفه وهو يخرج من مركز الشرطه ليلاً..ليرى أسم وليد يضيءالشاشه، ركب سيارته وهو يرد عليه/هلا وليد
على الطرف الآخر/هلا بك وينك يا رجل؟!
عزام/انشغلت يا وليد لكن اوول ما اخلص اتفرغ لك...ترى باقي حقك علينا.. انت انقذت اخت الغاليه يا بطل
وليد/متنازل عن حقي ..انا قررت اقدم موعد سفري
قاطعه/امنعني من ذالخبال واسمعني زين انا رجال قد كلمتي لك بعد العمليه ماراح يضرك لو قعدت اسبوعين ..اساساً ماراح يبدأ دوامك الا بعد شهر
اخذ نفساً طويلاً شعر به عزام ...
انتبه لأنفاسه ..لا يبدو بخير/وليد طالبك..انا محتاجك بموضوع..تفزع لي؟!
تغيرت نبرته/ابشر بي
ابتسم،هكذا سيغير جوّه قليلاً/تجهز ترى رايحين الشرقيه انا بمرك هاللحين ..انت بالبيت صح؟!
وليد/ايه انتظرك..
اغلق الهاتف منه ليرى اتصال قاسي،ليرد بسرعه/هلا قاسي...
على الطرف الآخر/عزام وين اهلي؟! رجعت البيت ومالقيت احد..لا يكون عزام الصغير حالته خطيره بالمستشفى؟!
فرح به و باتصاله/هاللحين اقولك كل شيء غير ملابسك وبمرك وبقولك كل شيء
،
.
،
.
،
في مكان آخر..،
وقفت أمام مرآتها وهي ترتدي احد فساتينها الأنيقه ذو الياقات الواسعه نوعاً ما..تتذكر انه من اختيار ليال ليوم عيد الفطر الماضي..ولكنها لم ترتديه ..قد اختارت آخر غيره....
فتحت علبة إكسسواراتها التي لا تفتحها كثيراً.. لتلتقط سلسالاً ذهبياً بتعليقه كُتب إسمها عليها باللاتينيه المزخرفه بإتقان...كان هدية رأس السنه من والدتها في عمر السبعة اعوام...
نظرت لشعرها بإحساس الندم ليتها لم تتهور هذه المرّه وتقصه بهذا الشكل القصير جداً..كان سيكون جميلاً وهو منسدلاً على هكذا فستان.. ولكنها سرحته بشكل مناسب
ثم
وضعت ماسكاراً و احمر شفاه ..
لتقف بعدها امام المرآه الطويله وهي تستدير حول نفسها... تذكرت كلمات قاسي المزعجه وهو ينعتها بالولد و يتحدث معها بأسلوب خشن..
اغمضت عينيها وهي تحاول ان تُبعد كلماته المزعجه..ولكن لا تستطيع..يجب ان تُريه انها فتاه وتُجبره ان يغير طريقة مخاطبته لها حتى تنسى ..
لاحظت ذلك الوشم المرسوم بشكل فراشه ملونه على كتفها الأيسر يبدو ظاهراً بهذا الفستان...خافت فلو لمحته إحدى اخواتها ستوبخها... ابتسمت وهي تتذكر إحدى سفراتها لإسبانيا ذهبت مع ابنة خالها ليضعن الوشوم... لم تكن تعرف انها حراماً في ذلك الوقت..!
لحظات لتسمع صوت اميره في الجوار ..لتخرج إليها بابتسامه صامته..وهي تنتظر ودة فعلها..
تسمرت واقفه مكانها وهي متفاجئه ونطقت بإعجاب طفولي/الله يا نيفو تجننين مررررا
اتسعت ابتسامتها/جد والله؟!
حركت رأسها بالإيجاب/والله..تعالي خلينا ننزل تحت ليال و خاله ام طراد تحت ينادونك.، اذا شافتك ليال ماراح تصدق
خرجت من غرفتها وهي تتجه الى الاسفل، لترى ليال جالسه هناك...ووقفت بإبتسامه حينما رأتها قادمه..
ابتسمت بخجل وهي تلقي تحيتها/هلا باختي حبيبتي..قسم بالله اشتقت لك ليال
عانقتها بشدّة لا تصدق ان هذه الطفله متزوجة الآن/انا اللي اشتقتلك يا احلى عروس، وش هالززين يا بنت؟! وش هالدلع
ضحكت بخجل/لا تبالغييين لياال
استغربت ام طراد وهي تراها بشكل انثوي بحت بل وكأنها اخرى غير تلك "الولده" /اي والله وش هالدلع ما شاء الله..صادقه اختك انتي صايره عروس
لا تعرف لماذا اسعدها هذا الإطراء اكثر من غيره، تلك السيده كانت دائماً تنتقدها وهذه المرّة الأولى التي تمدحها فيها، اتجهت إليها لتسلم/تسلمين يا خاله
قررت ليال ان تُخبر خالتها بعدما غمزت لاختها ان تجلس بجانبها/ماقلنا لك يا خاله نيفادا انخطبت وتملكت..
استنكرت الخبر/لا إله الا الله ..مره وحده!! مبرووك ان شاء الله. من هو صاحب النصيب؟!
بابتسامتها/ولد خال عزام...اسمه قاسي
ضغطت على يد اختها فهي تخجل ان يعرف احداً انها متزوجه..
ليال بسعاده/قرريب بإذن الله نسوي لها حفل ما صار ولا استوى غير لاميرتنا الصغيره
ام طراد وهي تُلمح فمازال إبنها يُلح عليها/عقبال يلين قلبك على الضعيف اللي يرجيك
فهمت مقصدها ولكنها تجاهلته بعد رنين هاتفها لتفتحه وتنهال عليها كلمات الغضب/لحظه اماني بطلع اكلمك برا
على الطرف الآخر وهي تبكي/اصلاً انا عند الباب يا اتعس صديقه خلي الشغاله تفتح لي
ابتسمت على نقاء تلك الرفيقه هي هكذا حين تحب احداً بشده تصل لمرحلة تعجز فيها عن التعبير سوى بالشجار،التفتت لنيفادا وهي تأمرها/قلبي روحي افتحي الباب الداخلي لأماني ..توها عرفت باللي صار لي..كانت حامل و ماخذه اجازه مرضيه..
امتثلت لأمرها وذهبت ...
لحظات لترى اماني تتجه إليها باكيه و لا تكاد تستطيع السير..لتختصر عليها المسافه وتعانقها بابتسامه وتسمع توبيخها/يا ويلك مني صدقيني يا ليال ماراح اعديها لك ماراح اسامحك ماراح اسامحك
كيف تقول بأنها لن تسماحها وهي تعانقها بشده هكذا.،يا لجمالها/طيب طيب بس هدي نفسك ارتاحي انتي حامل يا بنت...انتي متوحمه عالتليفون وانا اخذ اخبارك من الوالده او اذا زرتك..بالله تبيني افجعك كذا واقولك؟! ماصير
مسحت دمعتها بابتسامه وهي ترى هذا اللقاء الدرامي بين الصديقتين/والله يا اماني يا بنتي معك حق لو ما تسامحينها
إلتفتت الى خالتها بضحكه/خااالتي خليك محضر خيير
.
،
.
،
،
.
.
،
.
،
لم يصدق ما سمعه الآن من عزام..للحظه ظن الأمر مجرد مزحة سخيفه!!
كيف يحدث كل ذلك لأخته و طفلها وهم في منزله وتحت حمايته؟!!!
إلتفت إليه غاضباً/وليه أمي ما قالت لي وقت ما اتصلت
قاطعه عزام محاولاً تهدأته/شلون تقولك وانت مرابط ماتدري متى تجي،،بعدين ما قالت لغريب طلبت من ولدها الثاني
ركل حجراً كان امام قدمه و ذهب وهو يُخرج هاتفه و يتصل بمنيف، الذي رد بعد طول انتظار بكلمة "خير"
حاول تهدأت نفسه وهو يرد بغضب مكبوت/السلام عليكم منيف
رد بهدوء/وعليكم السلام
قاسي/وينك ماجيت بالعيال يزورون خوالهم؟!
رد ذلك ببرود/العيال مالهم خوال
غضب من رده الوقح/طيب عالاقل انشد عن ولدك اللي عندي؟!
مازال بنفس بروده/اخذته ومعاد يربطهم بكم شيء
لم يصدق ما يسمعه/وصلت بك الخسه والدناءه لهالدرجه؟! بلا مرجله تجي بيت راعيه غايب و تنتهك حرمته كذا!!!
اسمعني يا منيف...هاللحين تجيب العيال كلهم...مالك حق تمنع اطفال مالهم ذنب باللي بينك وبين امهم..
تحدث ذلك بانفجار غضب/مالك حق انت تسبني ..اختك عندك وعيالي عندي..وانتهينا...واعلى مافي خيلك أركبه ، حالف يا مدى ماتشوف عيالها لو بتموت.
اغلق الخط في وجهه وهو يريد الحديث.أعاد الإتصال به مجدداً ولكنه يُغلق الخط ويقطع أي اتصال..،ليجلس منهاراً هنالك على طرف اسفل درجة سُلم، كيف سيحل هذه الأزمه مع طليق أخته؟! ماذا لو عاند و لجأ للقضاء، أي مشكلة يقع فيها الآن؟!!!
فهم ماقاله له منيف من ردة فعله..ما باليد حيلة..امسك بيده وهو يأخذه ويربت على كتفه وهو يساعده للنهوض/يا رجل هونها وتهون على الأقل عرفنا ان عزام بخير ، اكيد ابوه ماهو مأذيه
بغضب شديد/انا موجعتني الطريقه اللي اخذ فيها الولد ..ليه كذا؟! وش جاه منا؟! يظن بمنعه؟! هو حتى ما زار ولده من طلق اختي.. منيف صاير واحد ماعرفه..
نطق وليد اخيراً وهو يدلي بدلوه/برأي ترفعون عليه قضيه وتطالب فيه بحضانة الاطفال لاختك...أنا اشوف ان اخذه للاطفال كلهم وهي ماتزوجت ولا شيء أمر مجحف لها!
والا كيف يا عزام؟!
تحدث عزام بعد تفكير مبسط/لو علي بروح اتفاهم معه واخذ عيال اختي بهدوء او على الأقل نحدد وقت زيارات شهريه او اسبوعيه...الحرمان من الأم صعب على الطفل صدقوني
ضل هو يحترق من داخله وهو يتذكر حقارة منيف و اسلوب حديثه بالهاتف قبل قليل ليقرر ما سيفعله/ماراح اطالبه بشيء وعياله خلهم عنده...واختي عندي... ان اصبر بعياله فهي بتصبر بدونهم ان شاء الله..
حاول عزام منعه/بس كذا بتظلم اختك؟! لا تجور عليها ، انت تدري ان الضنى غالي
تحدث بغضب/بكون ظالمها لو اهنتها ورضخت لأوامر زوجها وشروطه...والله ان يحشف ما طلبته عياله.
سكت كل من وليد و عزام وهما يرونه قد حزم أمره...
.
،
.
،
.
،
.
،
.
،
هاهو اسبوع يمر على الاحداث السابقه..*
في غرفته التي تغرق بالفوضى هاهو مستلقياً على سريره كما كان يفعل دائماً حينما يصاب بالخيبه ،
لا يعلم لماذا يرى ان خيبته هذه المره ثقيله جداً و صعبة التجاوز كسابق خيباته !
حتى ان انجازه لم يتعدى اعلاماً عالمياً ومجلات احتفت به!
انتظر الإلتفاته من هنا لا من الخارج..!
اكتمل عقد الخيبه بذهاب مصدر إلهامه و الشمعه المضيئه التي أنارت له طريق الانجاز ليسلكه بكل جداره واستحقاق.. رسم حلماً في صوره و كانت تأخذ الحيز الأكبر من الصوره... وفي غفله سُرقت منه الصوره و نُهب منه الأمل...وبقي له الحُلم الذي يرافقه حتى في يقضته..!
رن جرس المنزل ولكنه لم يعيره انتباه..
لحظات ليدخل ابن اخته الصغير/خااالوو وليد في رجال برا يبيك
اعتدل جالساً وهو ينتعل "الشبشب" /روح دخله المجلس يا سلمان
سلمان/بس يا خال رفض وقال فيه شيء مهم لك
خرج بلا اهتمام فمن سيأتي إليه بشيء مهم، لم يعد هنالك ما يهم أصلاً..
وصل الباب وهو يستغرب من شكل الواقف عند الباب و خلفه تلك السياره/السلام عليكم
إلتفت إليه الرجل بإهتمام/الدكتور وليد العمرو؟! تشرفت
ابتسم مجاملةً/الشرف لي تفضل كيف اقدر اخدمك؟!
قدّم إليه ظرفاً كبيراً بلون البيج وهو يتحدث/في الحقيقه يا دكتور وليد انا جاي و معي دعوه من مدير المركز الوطني لابحاث الاورام والسرطان باليوم العالمي لمحاربة السرطان والاورام.. ونتمنى تأكيد حضورك لأنه مهم
استغرب/مهم؟!
ابتسم/مثلك و انجازك مهم حضوره..و اتمنى فعلاً حضورك يا دكتور لتلقي كلمتك فيه
هز رأسه بالموافقه/ان شاء الله...حالياً بإجازه فبحضر اكيد..
ابتسم ذلك الرجل بسعاده...وهو يمد يده ليصافح وليد و يذهب...
مازال يستغرب إلحاح ذلك الرجل..ولكن مالمهم ..سيحضر لن يضره شيء..
.
،
.
،
..
،
.
،
،
.
.
منذ اسبوع..
تغرق في محيط من الصمت..تحاول ان تجاري ما يحدث لها وان تكون نداً لوجع الفراق و أي فراق ذلك الذي يشابه انتزاع الروح من الجسد..
أمامها على المرآه صورهم مُعلقه و بيديها تحتضن لعبة طفلها الصغير الذي أُخذ منها عنوة.. ليلحق اخويه السابقين..!
اطلقت تنهيدتها وهي تذرف الدموع كسابق أيامها..بعدما أقسم قاسي ان لا يذهب ليرجو منيف حتى يعيد اطفالها..!
وقعت بين قسوتهما ..ولكنها تعرف أنها جنت على نفسها ولم يعد يسعها التراجع..فهمت ذلك من اسلوب زوجها في اخذ الصغير..كم هو قاسِ..!
دخلت ساره وهي تراها بحال الأيام الماضيه...
تنهدت ليس بيدها شيء لفعله لها..ولكن عليها ان تكون اقوى وقفت أمامها لتقطع تواصلها الروحي مع صور أطفالها/مدى وبعدين؟!
نطقت ببحة وجع"بعدهم مافيه بعدين"...حاولت ان لا تبكي وبكت.
تقدمت خطوتين لتحاول ان ترفع رأسها لها/بسم الله عليهم..هم موجودين، مع ابوهم مو مع احد غريب..الأب اكثر واحد يخاف على عياله..لا تشيلين همهم..مصيره يعرف خطاه ويجيبهم لك عالاقل لو زياره...
رفعت رأسها لها وقد إحمر انفها وذابت عينيها/صبرت يجيب ندى و بسام ظنيته بيجيبهم بعد كل هالوقت ولكنه صفعني بأخذه لـ عزام ..انا انتهيت يا ساره صدقيني معاد فيني لأي شيء. حتى احيان افكر اهرب من قاسي و اروح لمنيف واترجاه يرجعني...
اغلقت فمها بيدها وهي تهمس/ياوويلك لو فكرتي حتى..يا ويلك ..اتركي اخوك يتصرف
ابعدت يدها عن ثغرها بضعف/تعبت يا ساره تعبت
سمعت صوت خطوات قادمه من الممر لتأمرها بالسكوت/اششش
طرق الباب وهو ينادي/بنااات
ردت ساره وهي تفتح الباب/لبيه يا عزوتي
ابتسم لها وهو لا يخفاه وجه مدى الباكي/ساره تعالي ابيك بسالفه تحت..وانتي يا مدى انزلي سوي القهوه وضبطي لنا شاهي بنعناع
اشارت بالإيجاب وهي تخرج من الغرفه..وتمر بجانبه..يشعر بوجعها ويقسم انه يعلم بإنفطار قلبها في غياب فلذات أكبادها ..آه لو كان بيده لأعاد إليها اطفالها ولكن طليقها قد تجاوز معه كل حدود الخصومه وفجر فيها..
اخفظ صوته بعد ذهابها وهو يسأل ساره/شلونها هاللحين؟!
تنهدت بأسى/لون الشقى ياخوي..لون الشقى.
مسح على وجهه بقهر/ساره ابيك تفهمين ان هالوضع ماهو معجبني...اذا الكل فهمني غلط..انتي لازم تفهميني صح...انتي الوحيده اللي تعرفين اخوك زين.
ابتسمت لتهوّن عليه ما يمر به/ادري يا قلبي..مابين مرابطه بالأيام ومابين مشاكل طليق مدى و البيت ربي يعينك..انا متأكده انك ماراح تسوي شيء يضر بأحد
طبع قبلته على جبينها وهو يبتسم لها..هذه من تريح قلبه كلما ازداد همه/ساره بقولك شيء بس خلينا ننزل تحت عند أمي احسن..ابيكم كلكم مجتمعين..
ساره/يلا شتنتظر نزلنا
،
في الصالة الجانبيه حيث تجلس وتشاهد التلفزيون محاولة التركيز فيما يقوله ذلك المذيع..
سمعت صوتهما قادمين لتلتفت بابتسامه فلأول مره ترى ابتسامة قاسي منذ اسبوع/يا زيين الخشّه يا عرب ..وشعنده ولدي يتبووسم جعلني قبله
ضحكة ساره وهي تجلس بجانبها/والله علمي علمك بس عااد هو يقول ان عنده علم ويبي يعلمنا كلنا هاللحين
إلتفتت إليه مجدداً وهو يجلس في الكرسي المنفرد/هو صدق يا حبيبي؟! وش عندك من علم قوولنا
فتح شماغه واعاد ترتيبه مجدداً وهو يستعد لما سيقوله/انا نويت اتزوج من جديد..
خفتت ابتسامتها/غير ريم بنت خالك؟!
يا الله ما زالت تذكرها حتى الآن،نفضها من ذاكرته، وعليها ان تمحيها كما محاها/لا يمه بجيب لك وحده اموره صغيره وبنت عز ..تدلع ولدك
لفتتها تلك الكلمه/بنت عز؟!..
ساره بحماس/والله شوقتني من هي؟!
قرر الحديث و سرد كل شيء/نيفادا اخت الشموس..
استغربت ساره/وش هالاسم؟! اول مره اسمع به
ابتسم/اسم لاتيني..أمها اجنبيه "اسبانيه" اكيد هي مسميتها
ردت غاضبه/قلّوا بنات العرب علشان تاخذ وحدتن امها كافره؟!!
استمر بابتسامته، ليغريها بالفكره/يا يمه بنت الكافره هذي مليونيره ..سمعت من عزام ان حصتها لحالها اربعين مليون ...يمكن حتى اتزوجها واتقاعد بعد واريح بجنبك
فهمته ساره وهي تغمز له،اخيراً بات يستخدم خبثه/والله يا يمه انا اقول توافقين احسن.."بنت صغيره وغنيه" رفس النعمه حرام
و كأنها اقتنعت/متى الزواج؟!
حضرت مدى بالقهوه وهي تضعها وخلفها الخادمه بصحون الحلى..ترتبها على الطاوله لتنصدم/زواج من؟!
نطق قاسي بابتسامه/زواجي...نهاية الاسبوع حفل زواج عايلي فقط وانتي يمه اعزمي ام هيّاف وانا بعزم ولدها راح يكون الزواج ببيت البنت هناك...
جلست مدى مستنكره تفكيره بالزواج وهي بهكذا حاله..ذلك ليس عدلاً كيف يقسى عليها بالتغاضي عن حل مشكلتهامع طليقها و رد اطفالها، تركت المكان/عن اذنكم
وقف وهو يلحق بها حتى أوقفها عند اسفل درجات السُلم، ليمسك بعضديها/مدوش..ادري وش يدور داخلك هاللحين..،تظنين ناسيك صح؟!
ابتلعت غصتهاوهي تصد للجهه الأخرى و لكنها فضحها احمرار انفها و دموعها/لا
اعاد وجهها وهو ينظر لعينيها ويمسح دموعها/و الله لو تدرين وشلون تحرقني دموع عينك ما ذرفتي دمعه وحده ..انا اكثر واحد يعرف شعورك و احساسك..الضنى غاالي وما مثل حبه حب لو اجتمعوا حولك كل الاحباب. وانا فقدت ولدي للأبد ومازلت عايش بقلب موجوع..
لكن عيالك عايشين و بخير و بظل أبوهم ..هي مسألة وقت بس ويكونون تحت عينك هنا..بس اصبري على اخوك تكفين.
وكأن نبرته وحديثه كالبلسم، يكفيها حديثه و شعوره بها بالتأكيد لن يخذلها، ابتسمت له/مبروك زواجك
ابتسم اخيراً وهو يرى ابتسامتها/الله يبارك فيك ..يلا عاد تعالي قهوي اخوك
حركت رأسها بالإيجاب/من عيوني
.
،
.
،
.
|