كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
.،
.
الظلام دامس في غرفتها..وهي هناك نائمه مُقطبة الحاجبين وهنالك بعض حبات العرق على جبينها ... تبدو أنها في صراع مع كابوس يدك مضجعها..
لحظات لتفتح عينيها وهي تعتدل جالسه وهي تضع يمينها على صدرها وكأنها تحاول صد قلبها عن الخروج من بين اضلاعها..عرفت أنها في كابوس... "اين عزام؟!!"
ليس في سريره!! نزلت مسرعه وهي تُبعد خصلات شعرها المتبعثر عن وجهها..بحثت عنه في الحمام ولم تعثر عليه..
لتبحث عنه في الدور العلوي ولم تجده حتى في غرفة والدتها التي تغط في نوم عميق..!!!
انتابها الفزع..أين ذهب ذلك الصغير؟!!
نزلت للأسفل وهي مسرعه وتتخطى عتبات السُلم بخفّه.. بحثت عنه في كافة أرجاء المنزل ولم تجده!!
ستُجن بعدما رأت باب المنزل الخارجي..
جلست بإنهيار على اعتاب الباب الداخلي في ساحة المنزل وسط البرد..ركبتيها لم تعد قادره ان تصمد اكثر من شدّت خوفها..انهارت باكيه بضعف..وهي تتهم نفسها بالفشل ..كم هي أمٌ سيئه!!
كيف لم تشعر بإبتعاده عنها هكذا!!
ماذا ستفعل الآن.. عادت للداخل وهي تعيد بحثها لعله نام في مكان ماء ولم يسمع نداءها ..لعل وعسى ..
عادت لغرفتها وهي بغاية توترها وخوفها لتبحث عن هاتفها تريد الاتصال بـ قاسي ليأتي ويتصرف في هذه الورطه التي تُكبل عقلها عن التفكير بأي حل" بات قاسي دائم الخروج من المنزل"..يالله اين ذلك الهاتف؟!!
وجدته...
هو هناك على الكوميدون في الجهه الأخرى من السرير..ذهبت لتلتقطه بيد مرتجفه ولكنها ما ان لامسته حتى سقط ،، انخفضت لتأخذه فسمعت صوت انفاسه تحت السرير .....!!
تنفست الصعداء وهي تراه لتبتسم وهي تستند على الكوميدون باكيه ..، اخذ من الروح كفايتها الليله كادت تُجن وهو نائم تحت السرير بكل وداعه وبيده لُعبته..!!
مسحت دموعها وهي تُخرجه بهدوء وتضعه في سريره وتغطيه بعدما طبعت على وجهه ويديه الكثير من القُبل..
لم تذق طعم النوم جلست تراقبه بجوارها طوال الليل وتتخيل طفليها الآخرين..كم هو موجع الشوق للأبناء وكم هو محرق للقلب بُعدهم..!
تسائلت ككل ليلة في الفراق..مالذي استفادته؟!
غير الذُل و التجاهل ...مالجُرم الذي ارتكبته لتتعب في حياتها...لم تُسيء يوماً لأحد فلماذا لا ترتاح ؟!!!
اغمضت عينيها المبلله وهي تتمتم "ان كانت تلك عقوبةً لذنب ارتكبته فنسيته..فإني استغفرك واتوب إليك من كل ذنب تعلمه ولا اعلمه"
،
.
،
.
،
.
،
.
،
وصله اتصال أفزعه وهو ساهر امام شاشة التلفزيون في غرفته الفندقيه...يتابع مباراة فريقه المفضل في الدوري الانجليزي...
ترك الريموت كنترول وهو يلتقط هاتفه ليقف باستقامه ويرد بإهتمام/نعم طال عمرك؟؟
ارتفع حاجبه وهو يزم شفتيه بعد الذي سمعه/تم طال عمرك هاللحين اتصل بكل قادة الكتايب و السرايا..أمرك
اتجه لدولابه مباشره وهو يغيّر ملابسه بسرعه ، يجب ان يكون في مقر عمله في اسرع وقت ممكن..
ليخرج من غرفته متجهاً لغرفتها المجاوره لغرفته...فتحها و دخل وهو يناديها ..تفاجأ بظلام الغرفه ماعدا تلك الإضاءه التي بالقرب من جهتها في السرير...
اقترب منها وهو يناديها بصوت مرتفع قليلاً/نيفاداا...نيفااداا قووومي
فتحت عينيها و فزعت واقفه وهي تراه بهذا القرب/بسم الله بسم الله..شفيك علي انت شفيييك
بحواجب معقوده و جديه/بسرعه البسي ملابس و اخذي اغراضك بنمشي
نظرت لساعتها واستغربت/ لوين بتاخذني هالوقت؟!
انزلها من السرير وهو يوقفها امامه فهو على عجله من امره/انالا أمرتك بشيء نفذيه لا تقعدين تحققين فاهمه؟!
بكت مجدداً لا تدري مالمكان القادم، هذا فوق طاقتها تختلج استقرار تريد الامان الذي فقدته بمغادرتها منزل اهلها/امانه قاسي لا توديني الصحراء
تأفف وهو ينفضها من يده/قلت لك ألبسي بسرعه
عاكست يديه التي تبعدها لتعانقه برجاء باكيه وتتشبث به/الله يخليك لا الله يخليك
توقف كالصنم وهو يشعر بحرارة انفاسها على صدره بالرغم من ثوبه الشتوي الثقيل، و يديها الرقيقتين التي تطوقه وكأنها تستجير به منه، ليستشعر مدى رعبها وتغيرها، هي لم تصمد منذ اخذها سقطت من اول اختبار نضج بأنها طفله و مطيعه جداً هي حتى لا تعارض مايقول.. " اتستجيرين ممن بات أباً لك يا طفلتي الباكيه، منذ الان، عجز عن لمسها وهو يرجو من الله ان تبتعد بنفسها عنه..لتتغير نبرته فجأه/نيفادا وقفي بكاء..انا ماضربتك...انا بس عندي شغل مضطر اطلع وابي اوديك لأهلك ..
ارتاحت وارتهت يديها لتترك عناقه ولكنها مازالت بين يديه لترفع رأسها لتعانق عينيه بعينيها المبلله/اهلي؟!!!
سكت وكأن دمعها ينهمر سهاماً تخترق منتصف قلبه..
ضغطت على يديه ليرد/قاسي شفيك سكتت؟!
سحب يديه بهدوء وهو يجيبها/ايه..يلا خلصي لمي اغراضك..لأن مدري كم بغيب
ابتلعت ريق الخوف وهي تهدأ و ترتاح اخيراً، لتتركه وتذهب لدورة المياه القريبه لتغسل وجهها من بكاءها..
رأها تبتعد عنه ليتنفس اخيراً ويخرج مسرعاً ليحاسب الفندق ويلهي نفسه حتى تنتهي ..لن يظل يراقبها وهي ترتدي ملابسها...
،
.
.
،
.
،
.:
أطلت برأسها من خلف الباب وهي تناديها بابتسامه/مانمتي ؟!
ابتسمت لها وهي تتجه إليها بهمس/ماتصلت فيك الا مانمت
نادتها للخارج وهي تحمل بيديها كوبي قهوه، لتمد اليها احدهما/تفضلي يا ستي..وتعالي معايه لغرفة الممرضات فاضيه نسهر وندردش علشان خالتك نايمه هنا هنزعجها
فرحت باقتراحها وهي اصلاً ملت من الغرفه اخذت شالها وخرجت للغرفه القريبه ...
بعد لحظات صمتت وهي تتلقف الكوب و ترمقها بسعاده و غرابه في نفس الوقت..هذه لم تنساها بعد كل تلك السنوات..
لمحت سرحانها وهي تتكلم/متصله فيا علشان تسرحي والا شنو؟!
مازالت مبتسمه لتمسك بأناملها/اشتقتلك يا رورو
لمعت عينيها/وانا كمان..تصدقي ماتوقعت نلتقي بعد كل هالسنين يا ليال بعد سنتين من رجعت للسودان انقطعت اخبارك .. احكيلي سويتي شنو بعدي؟!
ارتشفت من كوبها وهي تفكر ماذا فعلت؟!/انا رجعت بعدما خلصت دراستي و عملت في المؤسسات الاجتماعيه....انتي مثلما توقعت تخصصتي مخ واعصاب صح؟!
ابتسمت وهي تجيبها/ايوه بالزززبط
ابتسمت بخبث وهي تهز رأسها/هاللحين عرفت وين التقيتي بزوج الهناء الدكتور معتصم
ضحكت وهي تشير اليها بالصمت/اسكتي لا تفضحينا
مازالت تبتسم بخبث/يقولون في كلية الطب كل قصص الحب تبدأ من المشرحه؟!! صحيح هالكلام؟!
نفت بشكل قاطع وهي تبتسم/الكلام دا مو صحيح ...معتصم كان سابقني بثلاث مستويات.. وتخرج قبلي ومالتقينا في المشرحه ابداً..
رفعت حاجبها كمحقق/ايوه اجل وين ...احكي انا وحده متفرغه وبسمع شسويتي بعدي
تذكرت كيف إلتقت به لتبتسم، كيف ستخبرها/يا ستي بقولك ..بس لا تتريقي لووو سمحتي
بحماس/قوولي بسرعه
نظرت للكوب وهي لا تريد رؤية وجه ليال،ستضحك بالتأكيد/مره من المرات وانا طالعه من الكليه متأخره لقيت زحمه شديد عند الباب وانا كنت مستعجله لأن امي اتصلت بيا و قالت لي انو اختي بتولد في المستشفى..
انا هنا اتزنقت..قلت شغلي مخك يا رورو الوقت مو من صالحك.
تحمست اكثر/ايوه ايش سويتي..اكيد جبتي العيد اعرفك ياما ورطتينا ههه
حاولت التركيز/اسمعيني يا بت...قلت خلاص ماراح اضيع وقت اكتر..،رحت صرخت وانا اقول فيه قنبله يا جماعه قنبله.. و هووبااا دقيقه وحده والبوابه خااااليه تمام وانا اتفرج..
حاولت كتم ضحكتها/مجنوووونه وربي!!شلون خطرت لك هالفكره؟!!
اكملت وهي تعرف انها ستنفجر ضاحكه بعد قليل/يا رريتني اتأخرت في الزحمه دي احسن...خرجت وانا اضحك واروح انتظر لي تاكسي بس ماحد وقف بسرعه
تقدم لي شاب طويل و حليوه ويطلبني اوقف له...انا قلت بس هدا اللي واثق من نفسوا ونازل من سيارتو جري علشان يوقفني ماراح اوقف و..يا ريتني وقفت له
بترقب ووجه ضاحك/ايش صاار بعد
نطقتها وهي تتذكر الموقف/وقعت في فتحة صرف صحي..
ستكوت من شدة ضحكها لم تضحك هكذا منذ مده طويله ثم هدأت لتسألها/ماقلتي لي المعتصم وينه من كل هالقصه؟!! لا يكون هو الشاب الطويل الحليوه هذاك
رويدا هزت رأسها بالإيجاب وهي تحاول السيطره على ضحكها وهي تتخيل الموقف/كان يبي يوقفني ما اوقع بس وقعت..
استرخت بعدما هدأت من ضحكها/يعنني ثقيله يا رويدا، ماتخلين خبالك يالله قسم تضحك قصتك..وياحليله معتصم هام فيك بعد الـ. لا لا سوي له تمثااال
هدأت من ضحكها هي الاخرى/انا قلتلك كيف عرفت معتصم ..يلا قولي لي كيف عرفتي خطيبك؟!
هدأت وهي تتذكر ماحدث بينها وبين وليد ، كم كانت لئيمه، حاولت ان لا تقلب جو الضحك الجميل/ماعندي خطيب..عنست يا رويدا طافني القطار
صغّرت عينيها وهي تراها تكذب/لا تحاولي تتهربي..انا كنت موجوده وقت ما زارك في غرفة النقاهه وانتي بغيبوبه..وسألته مين وقال خطيبك..وقتها خرج ولاحظت بيدك خاتم توقعت علطول أنو منه هو..لأن محد دخل عليك غيره ..يلا اعترفي
لحظه لحظه..شخص آخر؟!! بالتأكيد طراد/رويدا انا ماني خطيبه لأحد..
خافت من جديتها/ليااال انتي اكيد تمزحي..عاارفاكي
ليال بجديه اكثر/روويدا انا ماني خطيبه لأحد واليوم اتهمت من غير قصد الدكتور وليد بأنه هو اللي لبسني الدبله..!!
استغربت اكثر من حديثها/معناتو في لبس في الموضوع كيف خطرلك تشكي بدكتور وليد؟! انا شايفته انسان منضبط لأبعد درجه في عمله ..ماظن انه بيسوي شيء زي اللي بتقوليه هو ارقى من كدا صدقيني معتصم بيشكر فيه كتير
صمتت وهي تسمعها بقلبها..ماذا فعلت يا طراد..لتتذكر أمراً/رورو ..الرجل اللي دخل تتذكرين شكله ملامحه مثلاً
حاولت التذكر/لفتني انو بلا شعر بوجهه.. وتقريباً اقصر بقليل من معتصم
زمت شفتيها بغضب وهي تلتزم صمتها...
.
،
.
،
.،
.
.
ماقبل الفجر.
استيقظت بتأفف على رنين هاتف عزام..لتلتفت إليه وهي تراه ينام على بطنه ومستغرقاً بنومه وكأنه لا يسمع صوت الهاتف، لتحاول إقاظه بلمس كتفه/عزاام..عزاام قوم تلفونك يرن..
لم يسمعهااا...
حاولت مرّة اخرى بانزعاج/ليه ماحطيته سايلنت وريحتني ..افف من بيتصل هالوقت؟!
تقلّب بتملل وهو يأمرها/يا بنت لا تزعجيني اخذي الجوال وقفليه والا اكسريه
زمت شفتيها بغضب وهي تحاول ان تضايقه كما ازعجها هاتفه لتمد جذعها وهي تأخذ الهاتف فهو في الكوميدون الذي في جهته/معليش حبيبي
يعرف انها متعمده ولكنه صمت يريد النوم كان مرهقاً طوال النهار...
لتلتقط الهاتف وتتفاجئ/غريبه شيبي قاسي هالوقت؟!!
اعتدل جالساً وهو يلتقط الهاتف من يدها/اكيد شيء مهم..
خافت/الله يستر لا تكون اختي فيها شيء!!
أعاد الاتصال الذي انقطع وهو في ترقب لما سيسمع/الو قاسي..سلامات!!!
رأته يغلق الهاتف بسرعه و يهم بالنزول والاتجاه لباب الغرفه على عجله من أمره..لتناديه/عزام ألبس بجامتك عالاقل بتطلع هالشكل؟!!! شصااير مع قاسي تكلم
اووه تذكر لباسه ليعود للشماعه ويلتقط بيجامته ويرتديها بسرعه/قاسي جايب اختك نيفادا...
فرحت واستغربت بنفس الوقت/بسم الله...لا يكون صاير لها شيء
خرج مسرعاً...
إلتقطت روبها الطويل لترتديه وتُحكم رباطه وتلتحق به تريد ان تستقبل اختها لمعرفة مابها...!
.
،
.
،
اطالت عناقها وهي تبكي سعيده بعودتها لمنزلها اخيراً..كانت صامته وكأنها فقدت احبالها الصوتيه!!
تحدثت وهي تربت على ظهرها/نيفوو خلاص ..تكلمي وش فيكم ليه جايين هالوقت
تنهدت وهي تترك عناقها ومازالت ممسكه بيديها/عنده عمل ضروري وما يدري متى بيرجع..
استغربت/كان خلاك عند اهله ومن اصبح افلح، واجي اخذك مناك بكرا
حاولت الهدوء فهي الآن بأمان/انا ساكنه بفندق..مو عند اهله..
استغربت اكثر/كل هالمده؟!!!
هزت رأسها بالنفي تريد الفضفضه بكل شيء داخلها/لاااا..شوشو تعبانه والله العظيم لا ترجعوني له
سمعوا آذان صلاة الفجر حاولت تهدأتها وهي تصطحبها لغرفتها وهي تشعر بالذنب تجاهها ، سامح الله عزام فهو من ابعدها لقاسي، مسحت دموع نيفادا بحنو/هاللحين يا قلبي توضي وصلي ونامي.. اول مانصحصح بتصير بيننا جلسه و بنسولف عن كل شيء صار..اوكي قلبي؟!
حركت رأسها بالإيجاب وهي تبتلع عبراتها...
.
خرجت من غرفة اختها غاضبه وهي تنزل اسفل وهي غاضبه..فحال اختها لا يسر أبداً تبدو اكثر نحافه عن ذي قبل وشاحبه جداً لم تفوتها تلك الهالات التي اسفل عينيها..
دخلت المكتب لتراه يقف هناك امام شاشة التلفزيون..لم تنتبه لما في الشاشه فقط استفسرت/عزام!! اشوفك رجعت بسرعه؟!! هذا و..
اشار للتلفزيون و ملامح وجهه لا تبشر بخير/قاسي طلع مرابطه يا لشموس.. احتمال كبير يروح للجبهه
خافت وهي ترى الاخبار العاجله تترى على شاشة التلفزيون، الانقلاب في اليمن يهدد الشرعيه و امن المنطقه و رئيس اليمن يستنجد بالعرب/يا ربي وش صار وحنا نايمين يا رب رحمتك
اشار بعبوس/هالانجاس استولوا على مكان ماهو لهم ، عمر العصابات ما ترأس دول..لكن الحمدلله من اول ربع ساعه قفلوا الاجواء اليمنيه كامله..
استضاقت وهي ترى ان طبول الحرب قد قُرعت..لا احد يحبذ الحروب..لم تنسى بعد استشهاد ابناء عمتها لولوه محمد و عامر..في حرب2009 ..مازالت تتذكر أزمة عمتها التي استمرت ثلاث سنوات حتى تستوعب انها فقدت اثنين من فلذات قلبها في وقت واحد..
،
.
،
.
،
،
في أحد ألوية الحرس الوطني التابعه لمنطقة العاصمه..
قد اعدوا العده منذ اشهر ..فقد كانت هنالك بوادر حرب وخيانه على الحدود..وهنالك اوامر عُليا بالجاهزبه القصوى لكافة القوات المسلحه ..
دخل مهرولاً مع بقية زملاءه الضباط والافراد.. يبدو الأمر طارئاً ليجمعهم القائد العام...وقد اتصلوا بمن هم في اجازاتهم..
وقف مصطفاً مع صف الضباط هنالك أمر جلل قد مس الوطن ..العدو متربص في الثغور.. وقد تجرأ على مس السياده باستفزازاته المتكرره على الحدود واليمن السعيد بات حزيناً ويطلب العون من اشقاءه.. اذناب الفُرس لم تترك فرصه لتحاول جاهده في تدمير كل ماهو عربي...
تحدث رفيقه بترقب/قاسي توقع بيصدر أمر مشاركتنا؟!
نطق بحماس. فهذه الفرصه التي ينتظرها/ياليت يا ماجد ياليت..
ماجد بترقب/ماتوقع ان الجيش محتاج مشاركتنا.
بحماس يضخ الادرينالين في الدم بقوه في عروق رأسه ،نظر لجموع الصفوف التي إصطفت خلال ساعتين من النفير في كافة منسوبين الواء بالمنطقه ليتحدث بجديّه/الحرب لا دقت اجراسها ماخلت ولا بقت..لازم نحتزم بكل قواتنا ونخليها على اهبة الاستعداد..هالعدو ماراح يرحمنا لو لقاا فرصه و هالوطن ما يُضحى به يا ماجد
ماجد بتأييد/عز الله صدقت..
حضر القائد وهو يبدأ بمخاطبتهم/السلام عليكم يا ابطال
ردوا السلام بصوت واحد والكل يترقب...
أردف بجديّه وحديث حماسي...لشحذ الهمم لابد وان يتوقعوا استدعائهم في أي لحظه..
.
.
.
.
.
.
دخل اليوم وهو يلقي نظراته الوداعيه للمكان الذي عمل فيه لسنوات والذي احتوى سنوات من نجاحاته المخفيه وغير معترف بها. حتى زهرت بوجهه تلك التي جعلت العالم يتهافت لإستقطابه والعمل معه...للتو تلقى طلبات من مستشفيات بدبي و الدوحه و فرنسا ولكنه قد رتب وضعه في ألمانيا و انتهى الامر . البُعد كل البعد عن هذا المكان... اليوم هو آخر يوم له هنا. سيخرج ولن يعود أبداً..أبداً
دخل عيادته للمره الخيره...سيأخذ بعض اشياءه الخاصه..
ليتفاجئ بصندوق هدايا فيروزي اللون بشرائط بيضاء عريضه.. وفوقه باقة ورد بيضاء..!!
شعر بالفضول.. لم يتلقى يوماً هديه!!
فتح الكرت ليبتسم وهو يقرأ ما كُتب عليه [عمرك لا تقول عن نفسك نكره، ..انت طبيبي الخاص..والا هذا ما يكفيك؟!.... *اعتذر عن قلّة ذوقي معك]
ماذا عليه ان يفهم من اعتذارها السريع و وصفها له "انت طبيبي الخاص؟!!"".. اتسعت ابتسامته وهو يهم بالخروج من عيادته ويذهب لزيارتها...
لم تستعجل في الإعتذار إلا انه يمتلك مكانه ..هذا مافكر به... ليتقدم إليها اليوم ويصارحها بأنه سيزور عزام وابحديث معه عن الارتباط بها...
وصل الممر الذي أمام غرفتها ليجد ذلك الرجل المقيت نفسه يدخل ..حاول اعتراضه وهو يمسك بذراعه بقوه..ولكنه تفاجئ بأحداهن معه..!!
تحدث طراد بغضب/خيير بعد انت مانتهت مهمتك وخلصنا؟!! والا براسك شيء؟!!
تحدث من بين اسنانه/وش جايبك لها مره ثانيه..
لا يفوته خبث الرجال... تحدث بغيره وهو ينادي أمه لخارج الغرفه/هاللحين اعلمك ليه جاي
توقف وهو يفلت يده بعد رؤية السيده..
تحدثت ام طراد/وش فيك يمك؟!
تكلم وعينيه بعيني وليد/يمه هالدكتور ماهو مصدق اني خطيب ليال..فهميه خليه يقتنع لانه شاك بزيارتي
هي بنفسها تفاجأت من حديثه ولكن لن تكذبه أمام احد، لتلتفت لوليد/ايه يا دكتور ..طراد ولدي خطيب ليال .. وجاي علسان خروجها اليوم مثلما انت قلت..
وكأن كلماتها رصاص يخترق أذنيه ويفجّر أوردته متجهاً ناحية قلبه .. ترك المكان و ذهب بأكبر خيبه في تاريخه.. !!
.
.
.
اليوم التالي..
خرجت على صوت والدتها التي تناديها في الصاله امام التلفزيون/خير يمه خوفتيني وش صااير لبى قليك
اشارت للتلفزيون وهي خائفه/يقولون قامت الحرب فالجنوب البارح ومادرينا
إلتفتت الى التلفزيون وهي متفاجأه/الله ينصر جيشنا و يحمي هالمستضعفين يا رب
ام قاسي بقلق/تهقين بيستدعون قاسي،؟!!..انا اتصل فيه وجواله خارج الخدمه بعد عيني ولدي
التفتت اليها/واذا استدعوه يمه.. بتوقفين بوجهه وبتمنعينه؟! علميني؟؟!
لا تستطيع النطق بها ..ان جلس عن واجبه مقتته وان ذهب للقتال بكته.. يالقلب الامهات..
تذكرت ان طفلها ليس موجود لتلتفت إلى والدتها/يمه شفتي عزام؟!
اجابتها بقلقها الذي تخفيه/تركته يلعب فمرحوحته فالحوش.
لم ترتاح ..فلم تنسى بعد كابوس البارحه. لتخرج مسرعه للخارج..لم تراه هناك وباب الشارع مفتوح..!!
ستُجن الآن لا محاله..
رفعت شالها لرأسها لتلتثم به وهي تُطل برأسها للشارع ..لترى تلك السياره تلتقطه ..لم تشعر بنفسها وهي تخرج مسرعها خلفه ولكنها وجدت نفسها تقف وحيده في الشارع الخالي،
سمعت خطوات خلفها لتلتفت بسرعه وهي تصطدم باحدهم يرفع شماغه ويغطيها...ويمسك بها قبل ان تسقط مغماً عليها....!!
..
.
يتبع..
...
شمسك جفا ياليتها ماضوت لي
وياليتني أعمى.. ولا غرّني ضي !
|