كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
.
،
اوقف سيارته على مشارف مزرعه مليئه بأشجار النخيل المرتبه والتي تتخللها القنوات المائيه..
نزلا من السياره وهو يأخذها معه لتلك الجلسه الشعبيه الجميله التي تحتوي على مساند حمراء منقوشه و فراش الزل الشعبي القديم..المكان هادئ جداً فقط اصوات خرير الماء و ليله تداعبها النسائم النجديه العليله...
جلس يضع العشاء ثم إلتفت إليها/الشموس اجلسي..بيمديك تتفرجين عالمكان كله
ابتسمت وهي تجلس، فخبر نجاة اختها يغمرها بالسعاده/اللي ورانا مسبح؟!
كتم ضحكته وهو يقدم لها صحنها/نسميه بركه ..تفضلي عشاك..استعدي بتذوقين ألذ شاورما بحياتك..
ابتسمت وهي تفتح الصحن/والله الريحه تشهي..بنشوف كيف الطعم.
بدأوا في الاكل وهو يبتسم لتعليقاتها، ليتحدث بعد دقائق/هاه شرايك؟!
اخذت قطعة بطاطس و نطقت باعجاب/والله يستحق العنوه..لذيذ من جد..!
ابتسم وهو يرتشف من عصيره/كنت اكل منه من ايام المتوسط لحد ما انتقلت وبعض الاحيان اجي من الرياض لهنا علشان اكل هالشاورما بس
بفضول انثوي تدفعه الغيره، قد علمت بماضي الخطبه من مدى/بس للشاورما؟!!!
حرّك رأسه بالإيجاب/بس
استمر فضولها حول ماضيه/متى انتقلت من الخرج؟!
اجابها براحه/اخذت الثانويه وهجيت منها،و اسست نفسي بالرياض
استغربت/ما كان صعب عليك تطلع بهالعمر و بدون دعم!
ابتسم وهو يرى شريط كفاحه امامه/ما كانت اصعب لحظات حياتي، اشتركت بشقه انا ووليد اللي سوا عمليه لليال وواحد اسمه ناصر..اشتغلت و درست بنفس الوقت، ولا تسألين وش اشتغلت لأن اي شيء يخطر ببالك اشتغلته هه
لأول مره يتحدث معها عن ماضيه هكذا بأريحيه،هل يريد الاعتراف بشيء ما، ام انه مرتاح فقط ويريد الفضفضه لا أكثر/تقول ما كانت اصعب لحظات حياتك!! اجل وش كان الاصعب بمراحل حياتك؟!
تذكر الماضي من طفولته الصعبه و ذلك الطفل اليتيم الذي ينام على صراخ زوجة خاله و يمشي تحت اوامرها، انزعج/لحظة الايمان بفقد أمي للأبد كانت اصعب ايام حياتي، بعدها صارت هالديره مصدر ازعاجي، وماصفت لي ابد.،ثم قررت ابتعد
ابتسمت بتهكم فهو يتحاشى ذكر موضوع مدى وكأنها سقطت من تاريخه/وهذا انت رجعت وشكلك حنيت بعد!
صمت قليلاً ليجيبها بهدوءه/محد يحن للمكان اللي شهد كل خيباته و احزانه...
لاحظت خفوته فجأه/اجل ليش تجيبنا لهالمكان؟!
ابتسم وهو يلتفت إليها/ابيه يشوف أشعّة الشموس اللي خبتها الغيوم العاصفه عني سنين طويله..ابيها تشرق هنا علشان يعرف كيف غيّرت قلب هالرجل اللي كان على حافة الكفر بشيء اسمه حياه طبيعيه وهي جادت عليه بهالحياه..
ارتاحت لحديثه المبعثر و فضفضته المرتبه! ،...يبدو اخر غير ذلك الرجل الغامض الذي اعرفه، ..كيف يقوم بكل ادواره بهذه الحرفيه دون ان يتضح خبثه و إلتواء افعاله؟!!
متى سيخضع ويعترف بأنه لا يستحقني؟! او انه نادم و يحاول ان يثبت العكس!!
بل متى سأتشجع أنا و اكسر قلبي قبل ان اكسره؟!،
لماذا أتحاشى انا من ان أواجهه بما أشك وبما أسمع؟!
يالضعفك يا أنا ..أحقاً صرتي تحبينه؟!
رآها تقف و تذهب للحافه لتطل على مكان تلك البركه الواسعه وتتأمل انعكاس نجوم السماء عليها..اقترب منها ووقف خلفها وهو يعانقها بلحظة صمت،،
دقائق من الصمت الصاخب بين قلبيهما، فهو يعانقها من خلفها، نطقت بعدها بهدوءها/غريب!
مازال يعانقها و يداعب عنقها بقبلاته المتأنيه/وين الغرابه؟!
لامست يده التي يضعها على بطنها وهي تتحدث بعمق/احياناً نظن اننا متحكمين بزمام امورنا وقادرين نضبط انفسنا ، ولكن تفاجئنا الحياة بأشياء ماكنا متوقعينها..وتخلينا نغير حاجات كانت ثابته فينا!
قبّل كتفها و أدارها نحوه بنعومه وهو يتأمل عينيها المتلألأتين بحب/الحياه ماشيه بطريقها طبيعيه مثل كل البشر لكن رغبات القلب واحلامنا هي اللي تغيرنا...او خلينا نقول تغيّر قناعاتنا تجاه اشخاص او تجاه مشاعر معينه.. و حتى تجاه نمط الحياه اللي نبي نعيشها.
نظرت لعينيه التي تعانق عينيها وهي تلعنها سراً، غامض و متحدث لبق لاغرابه ان كان محامياً بارعاً..و دكتور في ادارة الاعمال.. لعل ذلك اعطاه قدره في اخفاء حقيقته عنها...!
عموماً هي ليست عاجزه عن البحث خلفه و تتبع عثراته،
ولكن لن تصدم نفسها بالتجسس عليه ، يكفيها منه ما كان ظاهراً..تكفيها تلك الرسائل وخبر خطبته السابقه..
استغرب طول صمتها وهي ترمقه/بخاطرك حكي؟!
تسائلت بابتسامه بالكاد ترتسم على ثغرها/كيف كانت حياتك مع رغبات قلبك؟! يا ترى عاندتها والا سايرتها؟! .. باستثنائي طبعاً مثلما قلت لي سابقاً"ماني رغبتك ولا حلمك"
يالذكاءها، اوقعته بالمحظور الذي وضعه هو بنفسه ببداية زواجه بها، بالتأكيد مازالت تلك الكلمات تغذي الوجع بداخلها،والدليل انها لم تنسى حتى الآن..!
رباه كيف قاومت و كانت تسايره طوال الوقت وبداخلها جرح ينزف وان لم تعترف بنزيفه؟!/توقعتك نسيتي؟!
بابتسامتها التهكميه/غلطة الرجال الازليه يتوقعون ان الزوجه غبيه تنسى غضبها بمجرد انك تعانقها وتنام معها..!
مازال يخطىء امامها، رغم اجتهاده/ماكان قصد...
قاطعته بنفس تلك الابتسامه التي تخفي وجعاً/و مشكلتك انت،، للحين تسيء تقديري..!
تدثر برداء الصمت مجدداً وهو يراها تتركه وتذهب بهدوء..منذ متى وهي هكذا؟..
مالذي اطفأ نيرانها ان كانت تظنه يسيء تقديرها؟! هدوءها رغم غضبها يزعجه...كان يجب ان تثور ليشعر انها طبيعيه ولن تكتم بداخلها...
نزل للاسفل حيث بركة الماء..تبدو المياه بارده جداً..ولكن بداخله غليان، لا يعرف كيف يتملص من كل منغصاته..حتى مع هروبه بها من الرياض مازال يخاف ان يفتح قلبه لها..يخاف من كل شيء قد يكشفه امامها بهذا التوقيت؟! اللعنه على مها و من هن في شاكلتها..
"كم يمقت نفسه وهو بين نيران لهيبها الذي سيحرقه ذات مصيبه ولكن لا يعرف متى!!!"
نزع ملابسه ووضعها على جذع النخله ليصعد فوق البركه و يقذف بنفسه داخلها من ارتفاع..
سمعت صوت سقوط شيء في الماء لتذهب وتقف مكانهما قبل قليل وهي ترى ثيابه معلقه بجانب البركه وهو يسبح..،ضلت تراقبه من اعلى وهي تغبطه/المويه بارده؟!
اجابها وهو يرتجف/مو بالحيل..تعالي معي
بابتسامتها/لا..خلك تتجمد لحالك
بضحك/قولي ماتعرفين تسبحين وبس، لا تلفين وتدورين
صغّرت عينيها وهي تبتسم/ماراح تستفزني بهالكلمتين،
ابتسم بخبث/بكيفك..لا تنزلين
ضلت مكانها تتكئ وهي تراه يغطس تحت الماء...هب هواء بارد إنها بدايات الشتاء..كم يسحرها النسيم العليل هنا..
انتبهت انه مازال تحت الماء،لينبض قلبها بقوه وهي تناديه/عزاام..عزااام اطلع بلا مزحك البايخ
مضت دقيقه ونصف لتنزل مسرعه وهي تتجه للبركه و تصعد للاعلى لتغمر رأسها في الماء وهي تبحث عنه لكن الظلام دامس،نادته من قريب ولكنه لا يجيب،ستُجن، نزعت جاكيتها الثقيل ووضعته جانباً لتنزل بخفه، وتبحث عنه في الاسفل!!
لتشعر بيديه تمسك بخصرها و ترفعها لسطح الماء ليبتسم وهو يلتقط انفاسه ويضحك/جبتك غصب، خفتي صح؟!
كاد ان يتسبب عليها وهاهو يضحك، حاولت التملص من يديه/يا بروودك كنت بسقط من خوفي بالنهايه تمقلبني!!
امسك بها وهو يعانق انامل يديها بأنامل يديه/خفتي علي يا قلبي..
حاولت الافتكاك منه بغضب لترش الماء على عينيه ولكنه بادلها الرش/سخيييف
...تركته وهي تخرج تسبح للحافه تريد الخروج من هذه المياه البارده. ولكنه امسكها من خصرها وثبًتها/افااا وووين بهالسرعه؟!خليك شوي بس
حاولت افتكاك نفسها بضعف/من جدك عزام نقعد بهالمويه البارده؟!..بتجمد
احاطها بذراعيه وهو يشدها ليهمس في أذنها وهو يزرع قبلاته في عنقها وخدها المبتل/بدفيك يا قلبي..بدفيك
تنهدت وهي تهدأ و تستسلم لحرارة اقترابه وجنون افعاله، وحده فقط من يستطيع ان يملي عليها اوامره وتنفذها ولو خالفة رغباتها!..ابتسمت وهي تلتقط مقصده/عموماً مصيده حلوه
اقترب بها من الحافه لتتكئ وهو يحيطها بذراعيه ويغوص في اعماق عينيها التي تفهمه بدون ان يتحدث/مهما حاولت وسويت افعالي عاريه قدامك..وش اسوي غير التلميح؟! قوليلي
وهل قتلها فيه إلا تلميحه،ابتسمت برقّه/لا تسوي شيء..انت كذا عاجبني.
ليس هنالك اجمل من هذا الخبر، هو يعجبها.تاه في عينيها البرّاقه وشموخ اهدابها....ملامحها المبلله دقة أنفها الذي بين وجنتيها الناعمتين وليل شعرها المنسكب على كتفيها. ..و اخيراً جمرتي ثغرها المتقده رغم البلل!!
قبّلها بلهفه وهو يحاول ان يكون رقيقاً معها..ولكن جنونه بها يدفعه للاعنف، لاحظ تألمها من قوته ليهمس لها ببحه/تحمليني شوي..بتعبك معي.
،
.
،
.
بعد منتصف الليل..
دخل بعد خروج تلك السيده بلحظه وهو يخالفها بسرعه لغرفة النقاهه..
اغلق الباب خلفه وهو يراها ممدده و برأس ملفوف !! ..
عرف من الممرضات انها لم تستفيق بعد...لم يستطيع النوم وهو لم يراها ..
عليها ان تعرف انه يريدها..عليها ان تفكر به بأي طريقه..
.
اقترب منها وهو يتأملها بحب عن كثب..صغيرته باتت سيده ناضجه! و مكتملة الانوثه..
لن تكون لغيره وعليها ان تعي ذلك جيداً، عرف انها كانت ترفضه بسبب مرضها فقط، كم هي منغلقه على نفسها وكتومه ،،،
ارهقته وهي تحاول ان تركله بعيداً عن حياتها و لو انها فهمته و سمحت له ووافقت على الزواج منه لوقف بجانبها مهما كانت حالتها هو لا يبالي..
اخرج خاتمه من جيبه قبّله و هو يمسك بيدها البارده ليلبسه لها في مكان الدبله.. ابتسم و هو يتمتم داخله
"كم من مرّه دعيت انك تكونين لي ،،، يارب اكون اعظم امانيك"
دخلت في هذه اللحظات وهي تستغرب وجود هذا الرجل الغريب/عفوا من انت؟!
حمد الله انها ليست من العائله/انا خطيبها دكتوره..متى بتصحى من البنج؟
لم ترتاح رويدا فهو يبدو مرتبك/المفروض ان مفعول البنج انتهى من ساعات ، هي حالياً بغيبوبه طبيعيه وان شاء الله ماتطول..
استغرب/كيف يعني غيبوبه طبيعيه؟!!
اقتربت للجهاز وهي تراقب ضغط ليال بنفسها/العمليه كانت صعبه وما نعرف متى بتصحي..الحاله جديده بالنسبه للجراحه
رتب شماغه وهو يهم بالخروج/اوكي..مشكوره ..سلام
استغربت ذلك الرجل، خطيب ليال؟!!..رن هاتفها لترد/ايوه يا عصوم... لا خلاص رحت اتطمن على ليال قبل ما اطلع
ايوه جاهزه تعال..
اغلقت هاتفها وهي تبتسم لليال/متى بتصحين يا بت؟!!يا ريت ماتطولي علينا!!
قبّلت رأسها ثم خرجت بعدما رآت قدوم مرافقتها/يلا سلام يا خاله انا رايحه
لولوه/طمنيني على حالتها ؟!
رويدا بابتسامه/عاال العااال الحمدلله فاضل لها تصحى بأي وقت اذا استمر الوضع كدا..
استبشرت خيراً وهي تجلس/الله يبشرك بالخير
فرحت بدعوتها/امين يا خاله..يلا اشوفك بخير
ابتسمت لولوه وهي تودعها..لتسترخي بكرسيها ...
.
,
صباحاً..
انتهت من افطارها و كفت يديها وهي تشعر بغثيان خفيف.. لتقف
رآها تبتعد/مافطرتي
اغلقت ثغرها بأناملها/الحمدلله شبعت...يلا عزام مشينا والله تأخرنا
وقف هو يلتقط شماغه/ماعليك يا قلبي هاللحين ماشين
استغربت تركه للسفره/وهذي من بياخذها
امسك بيدها/هاللحين بيجون عمال المزرعه وبياخذونه..البسي عباتك ومشينا فيه مكان لازم نمره قبل نرجع الرياض
تسألت بعينيها/مهم يعني؟!
شدد على انامل يدها/حيييل مهم..
سحبت اناملها لترتدي عبائتها لتنحني تريد ان تلتقط حقيبتها ولكنه سبقها و اخذها منها وامسك بيدها وهما يخرجان معاً من المزرعه .
تسائلت بداخلها طوال الطريق عن نظراته لها وكأنه للتو يعرفها..تُرى ما سر لحظات الصمت الطويله بينهما؟!
لماذا يظل ممسكاً بيدها وهما حتى في السياره..
تراودها الكثير من الأسئله..
احبت اقترابه المفاجئ واهتمامه الزائد..تُرى هل مازال يمثل عليها؟!
استغربت توقفه امام باب مقبره، والتفتت إليه متسائله/هذا المكان اللي تقصده؟!
حرك رأسه بإبتسامه يشوبها حزن/هنا أمي وخالي ..ويمكن ابوي..دقايق وراجع لك..
تفهمت رجفة صوته ونزوله المفاجئ، وهي ترى تلك القبور خلف باب المقبره المُشرّع، يالله وكأنها ممتلئه لا فراغ يتسع لقبرٍ آخر، .. هنا المآل المحتوم مهما اعتلى أي انسان، هنا النهايه العادله لكل البشر ، هنا تقف الاحاديث وهنا مختصر الحياه..
..تنهدت وهي تتذكر الراحلين والدها ووالدتها/السلام عليكم دار قومٍ مؤمنون..انتم السابقون ونحن ان شاء الله اللاحقون..
،
داخل المقبره ..وبجانب ذلك القبر القديم يقف وهو يدعو لها من اعماق روحه المشتاقه لرؤية محياها..لذلك الوجه الذي دثرته اغطية التراب..
جلس و الوحشه تخالج روحه ليدس يده في تربة قبرها كطفل يدفعه الشوق لأمه الراحله، "هل يا ترى لو ازحت هذا التراب..سأراكِ كما وضعتكِ..و كما ودعتك آخر وداع..هل لي بلحظة عناق واحده فقط؟!.. ..هل يا أمي؟! "
اخرج يده وهو يرتب ماتبعثر من فوقه ويبتسم بدموع/يمه سامحيني على طول الغياب.. لا تزعلين علي يالغاليه.. ماغبت الا تعب.. وما ابتعدت الا علشان ما يقال ولد ساره رخمه..انا مثلما حبيتي تشوفيني " رجّال ينغزى به"
وينحط على اليمنى مايخون الصاحب و يحافظ على اهله.
جلس بعدما ارهقه بكاءه الصامت ليمسح دمعته/يمه نسيت اقولك..تزوجت و هذا انا انتظر اول عيالي،.. تسمعين يمه؟!
صمت وهو يرفع عينيه الممتلئه بماء حزنه..وهو يرى ان المقبره باتت اكبر من ذي قبل..تُرى كم ابتلعت من الاحباب مع مرور السنين؟!..مع ذلك هاهو يعود إلى قبر أمه بقلب ذلك الطفل ذو التسع سنوات..الذي أودعها قبرها و ارهق خاله وهو يخرجه من جانب اللحد..مازالت تلك اللحظه المؤلمه عالقه في ذهنه..مازالت تلك الحرقه في قلبه.
تذكر انه ليس لوحده نزل لتربة القبر ..قّبله وابتعد وهو يلتفت ..وكأنه سيراها!!
حاول جاهداً ان يكون طبيعياً قبل ان يعود للسياره، لبس نظارته السوداء..و ركب السياره وهو صامت ويلتثم بطرف شماغه، حاول ان يبتلع غصته ليتحدث و كأنه يبتلع شوكه/اسف تأخرت
لاحظت الغصّه في تعثر نبرته، مدت يدها ليده وهي تشد عليها بصمت ، نعم كلاهما فاقد ..ولكنه تيتم منذ الصغر وذاق لوعة الحرمان باكراً..
.
،
.
الرياض..
خرجت مستغربه وهي ترى عاملاً احضره قاسي يغسل سيارة عزام بعدما اصلحها..
مضت كم ليلة هنا وعزام لم يأخذها؟!!
وكأن ذلك الرجل حوله حرس من كل سوء يحمونه!!
لن تتركه حتى ينحني لابنتها مجدداً.. من يظن نفسه إبن ساره؟!!!
عادت للداخل وهي تسمع مدى تتحدث في هاتفها وتمسح دمعاتها بالتأكيد اطفالها..
تركتها و ذهبت لاعمالها..
،
.
وقفت و دخلت للداخل وهي تهمس لابنتها بعد تردد/ندوش حبيبتي وين بابا؟!
عبر الهاتف/بابا عطاني الجوال وقال كلمي ماما و راح غرفته..
تنهدت و دموعها تزداد، ما يحدث في حياتها كئيب ولا يُحتمل، لماذا منيف بهذه القسوه، لا يجدر به ان يؤذيها بإبعاد اطفالها/طيب ماما ، الخدامه راحت من صار يطبخ لكم ومن يرتب البيت ومن يغسل ملابسكم
تحدثت تلك ببراءه/بابا..مايطلع من البيت يطبخ غدانا ويودينا المدرسه والملاهي والبحر
أمعقول منيف يفعل كل ذلك؟!!لا تصدق!! هو متعاون لكن لن يتفرغ لهذا كله يستحيل ذلك!!/يزوركم احد؟!
اخبرتها ببراءه/لا ..بس جده تقول لي مامتكم يع.. و بابا بيجيب لنا ماما ثانيه ..وانا مابي غيرك كلميها وقولي لها لا..صح انتي بترجعين؟!
غضبت من تصرف ام زوجها وضغطها النفسي على ابنتها، لكن هي الملامه، هي من تركتهم بغباء و زيف تتبعته في لحظة ضعف غبيه، كانت ستجيبها لولا ان سمعت صوته وهو يحاول ان يكون جافاً معها/طولتي مع بنتي وصرتي تسألين عن خصوصيات اظن مالك فيها دخل!!
ابتلعت الغصّه وهي تسمع نبرة جفاه، تحدثت بهدوءها المعهود هي لا تحب رفع الصوت ابداً/بنتك بنتي يا منيف..و اي شيء يتعلق فيها بيخصني وطبيعي بسأل عنه
اهتز صوته قليلاً وهو يرد/و من بين هالخصوصيات أنا! علشان تنشدينها عني؟ وتحققين !!
نزلت دمعتها الحارقه وهي تتذكر كيف كان يداريها حين تغضب ، كيف يحاول جاهداً ان يفعل ما تريد، و لكم غضب من برودها ولكم حاول تحريك مشاعرها ولكنها تتجاهل كل محاولاته بقلبٍ غافل/منت واحد عابر والسلام يا منيف ، يوم من الايام كنت اهم شخص بحياتي.. وللآن لانك ابو عيالي، ما انكر عشرتك و ما اشيل لك بقلبي الا الاحترام حتى لو حرمتني عيالي
صمت ...
خافت من صمته، و لكن يجب ان تغلق الخط الآن/منيف مضطره اقفل..بس تكفى اذا صحى بسوم من نومه خله يكلـ ..
اغلق الخط قبل ان تنتهي من جملتها ..!
معه كل الحق ..اصلاً استغربت استماعه لها بعدما حدث!،، ""لم يدفعه لسماعي الا الحب أعرفه جيداً ذلك الرجل.. وليتني عرفت رجلاً اقسى منه ..انا لا استحق حُبه..ابداً !""
.
،
.
كعادته..يدخل يراقب حالتها و لا يطيل البقاء بسبب وجود مرافقتها .. الامور مستقره...لكن لا يعرف لماذا لم تستفيق بعد!!
ولكن هذه المره لفته شيء غريب في يدها..ولم تكن ترتديه!!... من ألبسها هذا الخاتم..من زارها في غفلةٍ منه؟!!..لم يستطيع سؤال عمتها..لربما هي من ألبستها ذلك...ولكن لماذا في ذلك الاصبع..؟!
لم يرتااح ابداً ..
حتى انه خرج بدون ان يتحدث مع عمتها..
اتجه للاستقبال ليسأل عن الممرضه المناوبه ليلة البارحهًولكن لم يجدها،اخذت إجازه و ربما ستأتي بعد يومين او ثلاثه..ياللحظ!!
|