كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
20))ما وراء الغيوم…
..
يبدو ان الليله اول ليالي الوسم..هاهي بدأت تُمطر..وكأنما الغيوم اجتمعت فوقها وحدها وبدأت تمطر عليها بغزاره ، ايما فعلت من محاولات ان تجد لها مظله يزداد المطر مع توخيها الحذر..
تكاد تغرق ولكنها لن تطلب مساعدة احد..!!
هاهي مذ رحل تقف متوشحه شالها الرمادي الخفيف وتحمل مظلتها.. لم تبتسم وهي تمطر بعد فصل كان جافاً جدا كالعاده.. ،
ظلت تنتظره في الحديقه حتى صدح أذآن الفجر!
و لم يعد!!
تُرى أين امضى ليلته؟!
فكت ربطة شعرها ثم اعادت ربطه مجدداً بتوتر..لم تستطيع النوم وهو ما زال في الخارج..تمنت ان لم يمنع عودته اي مكروه، إن عاد سالماً سيكون كل شيء بخير ويمكن تصليح كل شيء..
رباه ماذا لو عاد تركي و ظهر له فجأه..؟!
خرجت إليها ليال بمظلتها بعدما افتقدتها وهي توقظها للفجر..
ابتسمت لها من بعيد وهي تراها تقف تراقب الباب الذي ستدخل منه سيارته لو عاد..،
غبيه مفضوحة افعالها..تقول انها لا تهتم وهي تراقبه خلسه؟!!
اتجهت إليها و وقفت بالقرب منها وحدثتها/أذن الفجر ..ماراح يجي الا بعد الصلاه ..ويمكن يروح دوامه مناك بعد...ادخلي صلي وارتاحي احسن لك من هالوقفه والانتظار..
مسحت دموعها قبل ان تلتفت إليها/من قال اني انتظره؟! انا بس ضاق صدري شوي وطلعت اتنفس
بابتسامتها التهكميه/وش مضيق صدرك؟! و ش مخلي اكسجين هالبيت بكبره ما يكفيك؟!
ردت بغضب/ليال اتركيني بحالي
أردفت ليال بواقعيه/رحتي تنامين بغرفتك اللي فوق، وقلتي لا احد يقومني لو يحترق البيت!، وهذا انتي لحالك جالسه هنا تحترقين داخلك من انتظاره!!!
لم ترد ضلت صامته وتدير ظهرها..
أكملت ليال بهدوءها/إذا بالحيل يوجعك تأخره و زعله...وش بتسوين اذا تزوج عليك وحده ثانيه؟! ..انتبهي ترى زوجك لو يخطب اي وحده بتوافق مغمضه..وواجد اللي يبونه
ألتفتت إليها متسائله بنظراتها/وش دخل الزواج هاللحين
بجديّه/انا بس انبهك و أوعيك، الرجال اذا ما ارتاح عند زوجته ماعنده مانع يدور راحته عند غيرها، و زوجك لو فكر يخطب اي وحده بتوافق مغمضه..و على فكره واجد اللي يبونه
لن تصدق ان عزام قد يفعلها، هي لا تدعه يحتاج لأخرى، وماحدث البارحه كان استثناء/مستحيل عزام يسويها
ضحكت ليال/انا نبهتك وسلامة فهمك
الشموس بحيره و ضياع/لا تتكلمين وكأنك عارفه وش يصير بيننا، انتي ماتدرين عن شيء يا ليال..
ليال بابتسامه صغيره/يمكن ماعرف كل شيء، بس يكفي اني شفتك تهجرينه البارح..! انتي ماعمرك انسحبتي ودايم تواجهين مشاكلك، ليه قدام زوجك تتهربين؟!.. على الاقل احترمي اسمك... الشموس ماتهاب.
إلتزمت صمتها هي محقه لم تتهرب يوماً سوى من مواجهة عزام لأنها تعرف بأنه نقطة ضعفها..وذلك الشيء ضد ابجديات كيانها وما أنشأها والدها عليه!!..
فقدت صوتها و إلتفتت لتجدها قد انسحبت بهدوءها..
رفعت رأسها للسماء برجاء ان لا يخونها عقلها وان لا يخذلها قلبها..ماحدث بينهما بالأمس لم تتمنى حدوثه..
تنهدت وهي تقرر الدخول هي الأخرى، قد دخل وقت الصلاة على أية حال..
.
،
.
،
جلست في منتصف سريرها بابتسامات فقدتها منذ زمن،
اغمضت عينيها و كأنه عانقها بعينيه!!
آه كم احبت هذه الليله التي جمعتها به وحيدين ،..هو كما عهدته شهم..
بات أوسم من ذي قبل و شعيرات ذقنه التي خالجتها بعض خيوط البياض زادته هيبه....طوله و عرض منكبيه ، بنيته التي تعشقها...
عادت بها الذاكره للمستشفى وهو يحمل طفلها باهتمام واضح ويمشي بجانبها..
ثم وقوفها معه بعد العوده من المستشفى..
تغمرها السعاده رغم انه لم ينظر حتى إليها..
كان صامتاً فقط ..يالأناقة صمته..!
و يالأصالته!..حبه في قلبها لم يغير!
ويا لشقائها من قلبها!!
فرقتهما الايام ولكنها باتت متأكده انها ستجمعهما ذات يوم..ليس على الله شيء مستحيل.
لملمت شعرها في مشبك و نزلت من سريرها وهي تتجه الى سبب سعادتها الليله و سمي الحبيب..
لامست جبينه تقيس حرارته و اتسعت ابتسامتها ..حرارته منخفظه..
اتجهت الى هاتفها اخذته واتجهت للشُرفه المطله على شارع الحي الهادئ..قد بدد التفكير به رغبتها في النوم فاخذت سماعاتها ووضعتها في اذنها لتسمع موسيقاها المفضله..احتفالاً برؤيته..
.
،
.
،
الساعه الخامسه صباحاً..
تركت كرسيها في الصاله بعدما سمعت صوت اغلاق باب المكتب...لابد وأنه وصل اخيراً.. اتجهت للنافذه فتأكدت من وجود سيارته أنه هو..
وقفت متردده وهي تريد الذهاب إليه ، ولكن ما هو عذرها وهي قد اعلنت اعتصامها فوق؟!!
بل ماعذر غيابه هو حتى الوقت؟!!
تشجعت واتجهت للجناح بخطوات هادئه ومرتبكه...
فتحت باب الغرفه و دلفت منه وهي تسمع صوت تدفق الماء في الحمام لابد وانه يستحم..
بتصرف لا إرادي اتجهت للشمّاعه حيث ثوبه الذي نزعه للتو وشماغه معلقين...
اخذت ثوبه لتقربه لأنفها بخوف لتتأكد من عدم وجود رائحه غريبه و لكنها ارتاحت ، لا توجد عطورات عالقه.. فقط رائحة عطره التي تخالط رائحة جسده ..قرّبته مجدداً لأنفها و اغمضت عينيها وهي تستنشق رائحته لتتشبع منه رئتيها ..
توقف صوت تدفق الماء يجب ان تخرج الآن قبل ان يخرج من الحمام و يراها فيظن أنها كسرت اعتصامها وعادت إليه!!
خرج من الحمام وهو يجفف شعره ويلبس سروال بيجامته الطويل .. ليجلس على طرف السرير مشغول عقله بالذي حدث بينه وبين الشموس..
معها الحق في ان تتهمه بسوء التدبير ، معها حق في ان تهجر من خذلها، سامح الله قاسي ، مافعله به دمر العلاقه التي بدأت للتو مع زوجته!!
تذكر رسائلهما البارح .. وخروجه بعد اتصال مدى، ابتسم لقلبه الذي طاب من هواها.. فحتى انه سمع بخبر طلاقها الذي لطالما تمناه ولم يشعر بشيء تجاهها..قد سدت تلك العزوف المُتعِبه كل الثغرات في قلبه..و رممت ما تآكل منه..
يعترف ان الغرفه التي جعلتها جنته تبدو موحشه الليله بدونها..هي من تشعل شموع السهر و هي من شعله هو..
فقط لو أنه وجدها هنا لأرضاها ، كل شيء سيمر و سيتخطيان كل المشكلات معاً .
لكن قبل ذلك عليها ان تثق به مجدداً..و ان لا تعاقبه بالهجر مهما يكن.
كم هي صعبه و متحكمه..كيف اصبرت و استمرت في صدودها؟!!
سمع صوت في المكتب وكأن شيئاً يسقط !!!
وقف مسرعاً ليتجه للباب فتحه ووجدها تحاول اخذ شيئاً سقط منها على الأرض!!
اعتدلت واقفه و الارتباك يتضح عليها من طريقة امساكها بهاتفها و ابعادها لشعرها لخلف أذنها/ا. ن انا كنت جايه اشوف الملف اللي باخذه معي للمؤسسه و ا..
قاطعها بابتسامه هادئه وهو يقترب منها ببطئ/طيب ليه خايفه ماراح اضربك هذا بيتك وهذي غرفتك
حاولت النفي بسرعه وهي تراه يقف امامها عاري الصدر كعادته حينما يريد النوم/من قال اني خايفه...
تاه في ليل عينيها، لمح قصص من العشق لم تُروى بعد/اشوف بعيونك ملام ، واضح ان بداخلك كلام ..جيّتك للمكتب ماهي للملفات..صح؟!
تريد منه المبادره بالحديث..تريد حقاً ان تسمعه وهو يبرر لها افعاله ويدافع عن قرارته ليقنعها بصحتها، تريد ان تكون اول من تعرف بقراراته..فهي لا تخفي عنه شيئاً/مانمت البارح...ضليت افكر طول الليل
أردفت بعد تنهيده/مابي يجي يوم و اندم على اني ماعطيتك فرصه يا عزام.. انا مازلت ملتزمه بهالعلاقه وابيها تستمر ، من حقك تتكلم واسمعك. ومن حقي بعد كذا اصدق كلامك او اكذّبه..
تجذبه حينما تتحدث بعمق و باسلوبها الهادئ و الواضح، كم هي ذكيه، لا عجب إذن في ان تكون سيدة اعمال ناجحه..
مد يده لخصلات شعرها ومن ثم نزل ليدها اخذ منها هاتفها ووضعه جانباً و عاد ليمسك بيدها مجدداً/اللي صار كله انا اتحمل خطاه لحالي..معك حق المفروض اني قلتلك عن زواج نيفادا بوقته..لكن وقتها كنت ابي قاسي يطلقها و هو رفض ...الزواج حصل بطريقة الامر الواقع
لم تفهم مقصده/شلون يعني؟
أردف وهو يخبرها/هو متأكد اني ماراح اوافق ازوجه نيفادا..لذلك اتخذ اسلوب ثاني،ناداني المحكمه على اساس شاهد في ارض يملكها في الخرج.. دخلت لقيت كاتب العدل رفيق صالح الهادي ..زوج عمتي و الكل يعرف رجل الاعمال راكان المناع..و كان معطيهم خبر انه خاطب و اني جاي وكيل نيفادا في عقد النكاح ماحبيت اظهر بنت عمي مثل المغصوبه قدامهم ..وافقت على الزواج بلحظتها ..و قطعت علاقتي بقاسي وشرطت يطلقها لاسامحه ولكنه كان مُصر عليها ...ادري انه يبي يريحني من مسؤلياتها كان يقول بكون خير وصي لها بس ماسمعت له....
الآن ارتاحت بعدما عرفت القصه الكامله ولكن اختها صغيره جداً/نيفو صغيره يا عزام و الزواج مسؤليه ،،ولد خالك ماراح يتحمل طيشها
ابتسم وهو يتذكر مايعرفه قاسي عنها ومدى صبره/هو عارف كل شيء عنها..عارف انها مابعد وصلت سن الحكم على تصرفاتها.. قاسي ناضج يا الشموس بيتحملها انا اضمنه لك بعد الله..
أراحها حديثه كثيراً و لكن غيرتها تدفعها للسؤال بإلحاح، التزمت صمتها وهي تتفقد عنقه وصدره بعينيها..
استغرب صمتها مع نظراتها، داعب خدها بأنامله/للحين منتي مرتاحه يا قلبي؟!
بادرته بالسؤال الذي يختنق به صدرها/وين كنت طول الليل؟!شفتك طلعت والجوال بأذنك ..!!
تنهد بابتسامه اعترفت بلا شعور انها تراقبه..بكل الاحوال هو مُلزم ان لا يُخبئ عنها شيء، لا يعلم لماذا يشعر انها تعرف اين يذهب و بمن يلتقي ولكنها تسأله فقط لتختبره/قاسي موصيني بأهله بما انه طلع مع نيفادا برا الرياض..عاد اتصلت بي مدى وطلبت فزعتي ولدها حرارته مرتفعه ومو راضيه تنزل..رحت وقمت بواجبي وجيت
صمتت وكأن سُكب عليها ماءاً بارد، مدى مجدداً..التي كان يناديها "مدوش"..لا تعرف لماذا تذكرت حديث ليال عن رغبة النساء به..!
،
.
،
.
،
،
.
،
الساعه 8 صباحاً..،
نزل من سيارته مستعجلاً بعدما أوقفها في مرآب المستشفى..
اخبروه بأن الشُحنه التي طلبها من ألمانيا بالأدوات اللازمه وصلت.. سيكتمل كل شيء الآن..
كل شيء كان على حسابه الخاص..بما ان مدير المستشفى رفع يديه و ابدا رفضه للدعم الذي طلبه..
لا بأس سيثبت للجميع بأنه كفوء لأن يُرفع اسمه عالياً
إن لم يرفعك عملك واجتهادك لن يرفعك نسبك !
دخل غرفة التعقيم بصحبة الدكتوره غدير وهو ابتسامته تتسع بعدما تأكد من جودة ما طلبه/الحمدلله مثلما طلبته بالضبط..
بسعاده/حلو..طيب متى بتحدد العمليه
ترك ما بيده وهو يتذكر طلب المستشفى الألماني بنقل العمليه على الهواء مباشره بالدائره الالكترونيه/انا بتصل فيها اليوم وانسق معها لازم يحضر عزام بعد
لاحظت تغيره المفاجئ/شكلك متوتر
وليد/بالعكس انا بأحسن حالاتي..بس شايل همها، للحين محد من اهلها يدري بمرضها، الله يكون بعونها وعونهم،
هزت رأسها وهي تسايره/فعلاً مشكله
تحدث بعمليه اكثر/دكتوره انا رايح الاداره تكفين نبهي عالممرضات لا احد يفتح هالقسم من الغرفه..
.
،
.
،
..
خرجت بصحبته من الفندق ..تشعر بالراحه بقربه ولكن عليها ان تكون اكثر إقداماً و شجاعه لتتخطي عقبة خيالاتها الوهميه وذكرياتها المزعجه لتعيش بسلام و بشكل طبيعي معه..
لاحظ هدوئها الدائم ، تمنى لو ان ينتشلها من قُعر الصمت وان يعزل ذاكرتها القديمه قبل ان تتزوجه..يريدها بلا ذاكرة وجع ولا خوف ولا توتر ..ذلك الحقير جعلها تهاب كل شيء و نفّرها من الحياه باكملها..يتضح ذلك من قلقها الدائم.. و دموعها حينما يحاول الاقتراب منها..
لم تشعر بالطريق وهو يتحدث معها عن كل شيء..كان يخبرها بما يفكر به و عن احلامه معها و عما يفكر به تجاه اللحظه التي يعيشانها ..هو نبع من الحياه انفجر و تدفق أمامها فجأه في لحظه قد يأست من شَربة تدفع الموت عن قلبها..!!
اوقف سيارته ليلتفت إليها وهو يشير بيده/هذا هو بيتك وبيتي يالغاليه..
التفتت الى منزلها الجديد..يبدو اصغر من منزل اخيها ولكن ذو تصميم جميل..حجمه مناسب يليق بأب وابنته..
نزلت بعدما فتح لها باب السياره..لتتفاجئ به يُمسك بيدها ويصطحبها بهدوء للداخل.. كان يريها ساحة المنزل وماتحويه من جلسات دافئه و اطلالات مائيه تبعث للهدوء
كان كل شيء في هذا المنزل يشبهه،
وما كان داخل المنزل لا يقل جمالاً عن خارجه، نزلت دمعتها رثاءاً لعمرها الذي مضى بدون صالح..
انتبه لبريق عينيها و دمعتها، توقف عن حديثه ليلتفت إليها و هو يمسح دمعتها بعبوس/ماقلتلك دموعك توجعني؟ ليه البكى هاللحين يا هند؟!
ابتسمت بامتنان و دمعتها تردفها دمعه، تجرأت وامسكت بيديه التي تمسح دمعاتها لترد ببحة بكاء/الدموع ماهي بس للحزن ، احياناً من عِظم سعادتنا نعجز عن وصفها و تترجمها لنا الدموع..اليوم بس يا صالح عرفت قيمة صبري الجميل!
بادلها الابتسامه بدفئ/ان كان شعورك رد جميل فأنا مابيه.. انتي غاليه حيل و ما يليق بك الا ...
قاطعته وهي تضع اناملها على شفتيه لتتحدث بأريحيه صادقه/مالي عمر قبلك وماشفت الحياه غير بعيونك يمكن تقول بدري على هالشعور....لكن وحده مثلي عاشت مرارة السنين ونكدها ،تعرف تفرق بين المشاعر الحقيقيه و المشاعر المزيفه..وانت الحقيقه الوحيده اللي عرفتها.
لابد وانها التيه الذي قرأ عنه!، انتظر منها كلمه واحده فانهالت بسيل من الجُمل التي انعشت نبضه و دفعت برغبته ان يضغط على يديها وكأنه يستأذنها بالاقتراب..
لن يهدم كل ما حاول بناءه..يجب ان تبادر هي ليرتاح قلبه، لم يعد يطيق الانتظار..يريد فقط إشاره.. ولكنه تفاجئ بها تقبله على خده اردفتها بعناق طويل وهي تشده بقوه..ليبادلها ماتفعله.
.
،
استيقظت وهي تشعر بدوار ..نامت كثيراً ، انتبهت للمكان حولها ..ماحدث البارحه ليس كابوساً بل حقيقه ،
شعرت بالرعب وهي تحاول الوقوف ويمنعها صداعها حاولت مجدداً لتطل من رواق الخيمه لابد وانها مخطوفه بالتأكيد..
لا يوجد هنا احد سوا قطيع ابل يبعد عنها امتاراً ويبدو معها رجل يبدو هو الراعي..!
ازداد خوفها وهي تشعر انها مخطوفه ..ضلت مكانها قليلاً وهي تعجز عن فهم تواجدها هنا!!
تسائلت هل تخرج لتستطلع ام تضل هنا ..
تريد ماء لتأخذ حبوبها التي لا تستغني عنها..
ستجن من توترها وزغللت عينيها لو لم تتناولها الآن..
قررت الخروج لتفقد المكان لن تبتعد فقط ستذهب لذلك الخزان وتغسل وجهها وترتوي من الماء..
وصلت اليه ولم يعترضها احد ولم ترى احد اصلاً..!
لفت انتباهها صوت نباح كلب لتلتفت وتراه يركض ناحيتها ..
كانت تركض على غير هدى..لتراه يقف عند خيمة بجانب الخزان..اتجهت إليه وهي تبكي وتشير للكلب/قاسي الحقني
لم تنتبه بعد انها بصحبته، ابتسم وهو يراها تختبئ خلفه..وتشد ثوبه لتحتمي به...اشار للكلب وهو يوقفه/خلاص يا حرّاص..وقف..يلا ارجع مكانك
توقف الكلب وهو يمتثل لإشارة قاسي ويذهب ..!
استغربت و تذكرت ما تراه وما يحدث..إلتفت حتى وقفت امامه/انت اللي خاطفني؟! كيف يا حرامي يا خطاف
ضحك وهو يسمع صوتها المندهش وكلمة خطاف/اخيرا قمتي..تعالي افطري الله يصلحك بس
استشاطت غضباً لتتحدث بتوتر/افطر ايش هنا بهالصحاري؟!! بعدين انا كنت رايحه للمطار كيف اخذتني ..اكيد نومتني صح؟ رشي بوجهي بخاخ ينومني صح؟!
ضحك من احاديثها المتوتره والمشتته، يبدو انها متأثره بأفلام الخطف، تجاهلها وهو يكمل طريقه للخيمه و اكمل ترتيب سفرة الفطور بصمت..
استنكرت تجاهله لها /اصلا ماهي غريبه عليك هذي حركاتك..تفرض نفسك،و تلاحقني، !!
لم يرد استمر في عمله..سيخبرها بما ينوي لاحقا، الآن يجب ان ينجز الجزء الاول والمهم من الخطه..
انفرط عقد صبرها لتصرخ/ هيييه رد علي لا تطنش..
إلتفت إليه وهو يحد ناظريه/لا تقولين هييه!! كلمه وحده اطلعك و اطلق الكلب يلحقك..
حاولت ان لا يتضح خوفها/هاه!!
أردف بهدوء/انا اسكتي مثل البنات الحلوات وافطري
صرخت باعتراض و هو يعاملها كطفله بالتأكيد يسخر منها/ماني بنت ومابي فطورك ..و قوم ردني لأهلي يلااا
ابتسم بخبث وهو يجلس ويسكب الشاهي ببرود/طيب ياللي منتي بنت..وريني مراجلك فهالرحله ..وان اقنعتيني بمرجلتك ..انا بنفسي بسفرك لأمك.مو بس اوديك بيت اهلك
غصبت من اشتراطه، لتعترض وتجلس بعيداً.
لاحظها تجلس بعيداً/تعالي اكلي، كم لك ما اكلتي؟
ردت بغضب/مابي ..ارتحت
اشار بيده بلا مبالاة/تقول جدتي "من اكل..في بطنه..ومن قعد ياغبنه"
ألتفتت إليه و هي تراه يشرب الشاي براحه وامامه فطور .. هي جائعه حد انها ستنهار ولكن لن تأكل معه، حتى أنه لم يُلح عليها ان تأكل/شلون تاخذني معك كذا؟! انت ضابط فالجيش والا حرامي؟!
وقف وهو يُخرج وثيقةً صغيره مغلفه پالأخضر، اتجه إليها وهو يريها الغلاف/شوفي شمكتوب هنا .."عقد زواج للسعوديين"..صح؟!
فتح الدفتر ليريها إسمها وإسمه/هالعقد يعطيني الحق اخذك فهمتي لوضع والا للحين؟!
نزلت دموعها غزيره، ما سمعته في الفيديو الذي ارسله تركي حقيقه..والذي اخبرت به الشموس، كانت ردة فعل الشموس صامته.. كان يجب ان تتأكد..
تركها وعاد و ارتشف من كاسته ثم رفع ناظريه إليها/انا طالع اودي فطور للراعي قبل يروح .. اذا تبين افطري وشيليه بعدك وتجهزي بنطلع مشوار
زاد رعبها/وين؟!
ابتسم بخبث/مكان مايجيه الا الرجال...احتزمي بس
ابتلعت ريق الخوف .. راقبته حتى اختفاءه..راحت تتبعه بنظراته لتعود وهي تجلس و تأخذ قطعة خبزه اكلتها ثم بكت ...
ماذا ينتظرها من ذلك الرجل؟ كيف يسمح له عزام ان يأخذها بهكذا طريقه..،لن تغفر له...
وقفت وهي تخرج تبحث عن حقيبتها ستناول حبتها وإلا انها ستنهار..
،
.
،
|