كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
16))ما وراء الغيوم…
.
.
.
..:
لندن....في فندق كارلتون تاور
..استيقظ متأخراً ..تعمد البقاء اليوم في الفندق للراحه سينزل فقط لاحتساء قهوته في اللوبي مع رفيق رحلته مهند..وبعدها سيقلعان الليله للولايات المتحده..
اتجه للمصعد ليتفاجئ بها امامه..لم يصدق من يراها الآن، بالحقيقه هو صُدم،، ضغط زر المصعد وهو ينتظره وفضل عدم الحديث..
ابتسمت وهي تراه كما عهدته خجول/عزام..معقوله ماعرفتني؟!!مستحيل
هذه الوحيده التي يتمنى زوالها من ذاكرة ايامه وهاهو يلتقيها بلندن/مها!!! اسف مانتبهت لك
مازالت تستغل صدوده بتأمله/من بيصدق اني اشوفك بلندن بعد هالسنين يا عزام؟!
فُتح المصعد ودخل لتدخل بصحبته فسألها/تحت؟!
اشارت بالاجابه/معك
ماذا تريد ايضاً منه، هل يعقل انها مصادفه؟!! سحقاً مرافقتها له تثير الرييه وهو رجل معروف و ذو اعمال هنا/المعذره يا مها مشغول
ابتسمت/لا تخاف ماراح اورطك مره ثانيه..انا بس حبيت اسلم ، اللي بينا ..
قاطعها غاضباً/اللي بيننا انتهى والله يستر عليك
استغربت نبرته و ردت بقهر/اللي بيننا عمره ما ينتهي يا عزام.. صدقني راح يضل للابد.
استغرب حديثها عما تهذي هذه الواقفه امامه و كيف سيضل ماكان بينهما للابد ..؟!
فُتح المصعد و خرجا منه ليلتفت إليها بجديه اكثر/اسمعي يا مها انا محيتك من راسي ومن تاريخي كله.. اظن ماقصرت معك ، ردي المعروف بنسيانك لي، اظن انك متزوج و
شعرت بغصة الغيره لتقاطعه/ادري،، تزوجت بنت عمك الشموس..
لمح مهند يقف ينتظره هناك/المراد يا بنت الناس...لعاد توريني وجهك الله يسترعليك ..انتهى
راقبته حتى ذهب وهي تتنهد/مانتهى يا عزام.. مانتهى طلبك صعب وانت ما تنسي بسهوله.
.
،
.
،
.
،
في الرياض.. ارض البياض..
اغلقت هاتفها من نيفادا بعدما دعتها للنزول تحت فهي منذ لم تراها منذ يومين، ارادت الاطمئنان عليها، فصدودها و انعزالها يريبها احياناً..صفنت فيما يشغلها حتى عن نفسها..
بات ذلك القلب كورقة صفراء في موسم خريفي رياحه لا تكاد تهدأ حتى تهب من جديد..
يالأوقات فراغها التي اصبحت ممتلئه به ..
ينحني لذلك الغائب كل شيء داخلها ولكنها لا تنحني! و تلك مقاومه ترهقها،..وهاهو لا يتصل منذ ايام!!
عقلها يُخبرها ان هكذا افضل "جميله المسافات التي بينها وبينه، لا يجب ان تغمس قلبها في بحره،بالتأكيد سيغرق وسيموت، هو بجانبها على أية حال إذن مالداعي لتضخيم امور تتعلق بالقلب والمشاعر؟!
قليلاً من الاقتراب يكفي ..لكن من يشرح ذلك لقلبٍ مائل؟!!
قدمت ليال بابتسامه وهي تلاحظ سرحان اختها و تتجه للقهوه/انتي مو سرحانه وبس..انتي وصلتي لندن خلاص..
التفتت إليها واجابتها بدون شعور/طلع اليوم من لندن لامريكا.
ضحكت ليال وهي ترى اختها تعترف بلا شعور/غرقاااانه انتي مو سرحاانه
اخفت خجلها برغع خاجبها الأيسر و إلتفتت إليها لتراها بعبائتها/وانتي وين تروحين بالله هالمشاوير وانتي بإجازه؟!!
إلتقطت فنجان قهوه وهي تسكب لها وهي واقفه بابتسامتها التهكميه/بتراقبيني مثل نيفادا بعد !
عبست/وش بتخسرين لو علمتيني؟..ترئ بتصل بأماني اسألها ادري انك ماتروحين مكان بدونها
ضحكت وهي تتذكر أماني وما اصابها/اتركي اماني بحالها، البنت متوحمه علئ جوالها وما راح ترد عليك، ناويه ازورها انا والزميلات بس مو اليوم
انتهت من ارتشاف فنجانها ثم همت بالخروج/يلا سلام.. لا تسرحين كثير هاا.. و انتبهي لوسوم..
ألقت ماتريده وخرجت..
يالهذه الليال، باتت تتكتم علئ كل ما يخصها.. ابتسمت من شكلها قبل قليل و احاديث ليال.. اختفت ابتسامتها وهي تعرف بخبر حمل اماني، يااااه كم كانت الامومه حلم يراودها والآن باتت امنيه و دعوه و رغبه ملحه لقلبها،
حققت ذاتها و صنعت لها إسماً و شهره، تزوجت في وقت لم تتوقع انها ستتزوج فيه ولكن حدث ذلك وان كانت لم تريده في حينه..فهي الآن ترجوا الله ان تُرزق عاجلاً بطفل فهي تريده بحق..
شاهدت ام رواد قادمه من المطبخ بيدها صحن مليء بالسينابون، ولكنها تبدو رسميه او متردده راقبتها حتى جلست/ام رواد فيك شيء؟! من اليوم وانتي تطلين الصاله وترجعين وش فيك
تنهدت وهي تنظر اليها/شفتي نيفادا اليوم؟!
كادت ترد عليها لولا انها سمعت خطوات تركض من السلم وهي تنادي/انااا جيييت
سقط هاتفها من يدها وهي تقف من صدمتها وتداهمها بالتحقيق/بسم الله!! ..وين شعرك انتي؟! ليه لاعبه بنفسك كذااا؟
اتجهت الى صحن السينابون اخذت منه قطعه وجلست وهي تمد قدميها على الطاوله بحركه صبيانيه وتبتسم بلا مبالاه/شرايك باللوك الجديد بس ؟!
يكاد رأسها ان ينفجر من عبث تلك الطفله التي تمادت/وش هالشكل وين شعرك؟، انتي ولد هاااه؟!!
اشارت برأسها بالإيجاب/ايوه ولد اي خدمه؟..بليز شوشو ترى طول عمري شعري قصير لا تكبرين السالفه
الشموس بقهر/كيف ما اكبر السالفه يا…بالله هذا شكل بنت ناس محترمه؟..كلما قلت هالبنت كبرت وبتعقل تنهبلين وتتمادين زياده؟
تحدثت ام رواد محاولةً تهدأت الشموس/تعوذي من ابليس يالشموس..ا
قاطعتها بغضب/هذا شيء ما ينسكت عنه، ستايل الشباب هذا تغيرينه ألبسي لبس زي بنات العرب شعرك تغيرين صبغته استغفر الله، عدساتك هالموفيه اللي تخوف شيليها و ياويلك ان شفت تاتوه حيوانات بجسمك
استفزتها اشتراطاتها، وكونها تتحدث عن بنات العرب وكأنها ليست عربيه،ذلك يسبب لها حساسيه حتى مع اسقاطات الجميع بأنها ابنة ممرضه اغوت والدها/انا بنت عرب غصب عنك فاهمه؟ بعدين شفيه لون شعري تراه لوني الطبيعي بس الظاهر نسيتيه من كثر ما اغطيه بالصبغه ..هو نفس أمي.. والا أمي عيب بعد..!!
قاطعتها بانفلات اعصاب/ما تكلمت عن شعرك ، بعدين امك شيء وانتي شيء ثاني فااهمه.. انتي تنتمين هناا لهالبيت..مابي بكره بالمناسبات تفشلينا، كفاايه فضاايحك، كلن يقول معقوله ذي بنت راكان المناع
رمت قطعة السنابون على الطاوله وهي تقف باعتراض/وش قصدك بالفرق بيني وبين أمي؟!! هااه تكلمي
حاولت الهدوء بعدما استفزتها وجعلتها تخطئ في حقها، ولكن تلك تثير اعصابها منظرها الشبابي وقصة شعرها التي توحي وكأنها ولد جعلتها تشمئز منها/انتي عارفه الفرق..
نزلت دموعها وهي تتذكرها لترد بدموع/انا عارفه لأن امي غير امك و علشانها مسيحيه وماهي عربيه؟!..لكن قريب بتجي وبروح معها غصب عنكم كلكم، ومحد بيمنعني لا انتي ولا عزام حقك هذا
اكملت بكذب بعدما ابتلعت غصتها/أصلاً انا ماحبكم.. ولا ابي اتزوج ولا ابيكم تتحكمون فيني، والله لاقول لأمي كل شيء بس خليها تجي
ذهبت بعدما ألقته من فوضى ثرثرات طفوليه غاضبه
...لم تهتم الشموس لحديثها الغاضب ولكن استغربت من ذكرها للزواج، تلك الغبيه هل ظنت انها ستقبل بتزويجها قبل ان تصل لسن الزواج؟، مازالت صغيره حتى تعرف ما تمر به من مرحله..هي تحبها و ان كانت تقسو عليها احياناً..ذلك من نتاج افعالها..
ام رواد بتنهيده/الله يصلحها، البارح رجعت من الصالون ودخلت علي الغرفه تبي توريني شكلها و انصدمت..عورني قلبي عليها، الظاهر الفراغ مخليها تسوي كذا
تحدثت الشموس وهي تعود لتجلس مجدداً/ياخوفي يلعب بحسبتها هالفراغ، ومحد فاضي لها بهالبيت بعد، اااه يا نيفا انا بديت صدق اقلق عليها.
ام رواد/انا طلبت منها تدخل النادي و قالت بتفكر.
خافت من هذا الاقتراح/لااا واللي يعافيك مابيها تختلط مع كل من هب ودب...خلقه اختي تتأثر بسرعه، بدور لها دار تحفيظ قران قريب منا و يشغلها بشكل انفع
سكتت ام رواد وهدأ الحوار قليلاً لتتذكر/ماكلمتك خالتك منيره بعدما راحت؟!
اجابتها بتنهيده وهي تلتقط كاسة الشاي/والله للآن، شكلها شايله بخاطرها من رفض ليال
ام رواد بقلق/اللي محيرني ان ليال رفضت واحد كفو مثل طراد لا و خاطبها بالطريقه اللي تبيها بعد..مادري وش خلاها تطلب شوفته ثم بعدها تفركش الخطبه
ظلت تفكر بصمت، تساؤلات ام رواد واقعيه، ليال باتت بالنسبه لها بحر مليء بالاسرار التي لم يكتشفها احد..
.
،
.
،
.
فوق المحيط الاطلسي و على متن الطائره المتجهه للولايات المتحده.. في درجة الاعمال..
ابتسم لذلك الرجل الصامت طوال الرحله فلا يتحدث الا بما يخص العمل!! وكأنه ذو باع طويل في هذا المجال..
يحب ان يقوم بعمله بنفسه بدون اتكال..حتى تلك الفكره التي اطلع من خلالها على كل التقارير بدون قلق الموظفين من كشفهم له..الجميع ظن انه لا يتقن الانجليزيه فوقعوا بالفخ وسقطوا بالامتحان !!
ابتسم وهو يراه يقلب اوراق عمله حتى وهو في الطائره/شلون فكرة انك ماتعرف الانجليزي حلت كل الامور؟!!
رفع ناظريه له و ابتسم وهو يجيبه/لأنهم ببساطه استغبوني..والاستهانه بصغائر الامور بحد ذاتها مشكلة، ممكن تخسرك كل شيء.
اتسعت ابتسامته باعجاب/عز الله ما اخذت الدكتوراه عبث.
هز رأسه وهو يعود ليقلب اوراقه بين يديه ويتحدث عن العمل/فرع لندن راح يكون تابع لفرع دبلن ما ادري ليه فاتحين مكتبين في بريطانيا.. مكتب واحد يكفي يا مهند..وطبعاً تسرّح موظفين فيصل بحجة اغلاق الفرع و دمجه بفرع دبلن.. واعطوهم تعويضات ...لا يطلعون لنا الاعلام بكرا يقولون سياسات تقشف و خرابيط
مهند وهو يؤيد ما قاله/تم طال عمرك
.
،
.
،
.
،
.
المشفى..
خرج من غرفة المدير غاضب ،لم يعد يحتمل ما يتعرض له من تهميش في هذا المستشفى، سيعلن اعتراضه عن اي مهمه خارج اطار هذا المستشفى وليكتبوا ضده التقارير وليشربوا من البحر الأجاج ملء افواههم المتشدقه باهانته و التقليل من قيمته كطبيب جراح بارع وموهوب، نعم سيهاجر وليكن ما يكن،
و ان عشق هذه الارض وطلب ودها كثيراً و صبر سنوات عجاف إلا انه بشر و للبشر طاقه محدوده..
ان عاشت في اوطانها بكرامه وإلا انها ستهاجر كما تهاجر الطيور ..
نعم هذه الارض وطنه الذي يرفض الاعتراف به ومع ذلك هو بار وعاشق وفخور به..!
دخل عيادته غاضباً مشحوناً مكبوتاً سينفجر في وجه من سيقف أمامه
لحقت به وهي تراه يمر من امام الاستقبال غاضباً لطالما عشقت هذا الزميل الخلوق وتمنت لو يلتفت إليها، دخلت وه تسأله بلهفه/خير دكتور وليد سمعت صوتك ارتفع بالاداره ومو من عادتك
مرر انامله في شعره و هو يمشي بتوتر في العياده ذهاباً وإياباً محاولاً تهدأت نفسه وكبح جماح غضبه ولكنه الان منفجر ..وهو لم ينفجر غضباً ابداً ،
بلا شعور ركل الكرسي بقدمه بقوه حتى وقع وهو يرد على تلك التي لطالما احترمها كما تحترم مهنتها ولم تدخل عليه وحدها سوى اليوم ويتضح خوفها/الله يحرق الطب على المستشفيات على ابو هالناس اللي ماتخاف الله، انا ادرس طول عمري علشان اكون سيد نفسي و ابني نفسي بمجهودي وبتفاني واخلاص و صبر، وبالنهايه اتوظف تحت رحمة ناس ميته داخلياً و يعيشون على قتل الطموح والتميز بداخلك ، بيئة عمل منفّره ، ناس تهددني علشان يؤثرون علئ طلب الجنسيه عند كل تصرف تافه ابتزاز وصل لدرجة يشغلوني وينتدبوني لمستشفيات ثانيه ...
انا ماني مكينه انا دكتور جراح كل اللي ابي اسويه انجاز يخدم البشريه ويسجل باسم هالبلد.وبالنهايه يقول لي المدير "انت ما عندك ماعند جدتي!!و محد يرد الموت عن اجله"..بالله هذا كلام مدير مكان وظيفته يعيد الصحه والأمل للمرضى"...لكن خلاص البلد معاد تبي اهلها..والهجره اللي كنت اخاف منها بتحصل
حاولت تهدأته/دكتور وليد انت هاللحين معصب لكن بعدما تروق اكيد بتتراجع
جلس في كرسيه بعدما هدأ حتى انه سكت خجلاً مما باح به، لم يسبق وان انفجر هكذا أمام احد..غرق في داخله ثم قاطع حديثها بعصبيه/دكتوره غدير اطلعي برا لو سمحتي يا دكتوره وابعدي الموظفين و عمال النظافه عن الباب بلا جمهره
عذرته في محاولة تجاوز مشاعر غضبه/ان شاء الله بس روق انت.
استرخى في كرسيه بعد خروجها وهو يحاول إلتقاط انفاسه، وقف واتجه للنافذه المشرعه على حدائق المستشفى كل شيء هنا طارد له...فلماذا يتمسك بالمكوث هنا وابواب الهجره مشرعه امامه..؟!!
،
.
،
.
،
.
ليلاً… ،
أطلت من الشباك، بيدها كوب قهوتها ترتشفها وهي تراقب لعب اخويها التوأم بصحبة وسام ، يبدو افضل حالاً من السابق، وان لم يتفاعل سوى معهم فقط هذه البدايه ...،
سرحت قليلاً و تنهدت وهي تتذكر ما حدث البارحه و حديثها الذي تفوهت به، تعجّبت من جُرأتها في الحديث ولكن كان يجب ان تخبره بما يجعله ينسفها من تفكيره، كان يستحق ان يسمع ما يدميه ويشعله و ينهيه..، يجب ان يفهم انها لم تظل باقيه على ذكراه طوال تلك السنوات..
أيظن انها حينما رفضت الزواج من غيره انها فقط تنتظره؟!
خاب ما ظن به...
لتنساه الآن فقد استوفت دينها منه..،
الآن ما يشغلها هو التفكير بذلك المشروع الانساني الذي اقترحه عزام،يبدو رائعاً ذلك الرجل ..هو فعلاً من يستحق الشموس..
لكن مشروع كذاك يحتاج شخصاً صحيحاً ليس كمثلها على شفير الموت..
فكرة كتلك ستساعد الكثيرين ممن هم بنفس حالة وسام وايتام ليس لهم من يرعاهم .. تود فعلاً العيش للحظه الذي يظهر ذلك المركز للنور.. هي متردده والخيارات لديها قليله.. ايضاً يجب ان تؤمن مكاناً يضم وسام، لو تركوه بعدها وحيداً…
ايقظها من تفكيرها صوت صراخ اميره وهي تنادي تحت باسم وسام..
حاولت الإلتفات بحركه سريعه ولكنها شعرت بسواد يعمي عينيها عن الرؤيه.. بدأت تتخبط وهي تبكي بصمت، رباه هل هي النهايه.. ان كانت ستموت اهون من ان تفقد حواسها وهي على قيد الحياه..
حاولت ان تقف كلما تعثرت..مشت قليلاً لتصطدم بالباب الذي فتحته الخادمه "جوري" وكانت تنادي..
لكنها فقدت وعيها اثر اصطدامها وسقطت....!
نزلت جوري مسرعه وهي تبكي/مدااادم شموس،بليييزز
.
.
،
.
،
،
..
اصوات مآذن الفجر تعطر الأجواء..
تسلل الآن الى أذنيها كالحلم.. لم تكن واعيه.. بل تشعر بدوار وغثيان.. فتحت عينيها لترى النور الذي بالقرب الاريكه حيث تنام الشموس بالقرب منها..
ابتسمت فهي ترى.. ماحدث البارحه كان حادثاً اثر فقدها المؤقت للبصر… فكيف لو فقدته نهائياً…
تركت السرير بهدوء لتتجه الى دورة المياه.. غسلت وجهها مراراً وهي ترى وجهها .. الاعراض بدأت تأخذ منحى آخر ،
لا تستطيع التعايش مع فقدها للحواس تدريجيا حتى الموت
إما ان تخضع للعمليه و تعيش صحيحه او ان تموت مرة واحده..
حزمت أمرها وكأن ماحدث ليلة البارحه اشاره لما يجب ان تفعله.. سترتب وضعها جيداً ثم ستستعين بعزام ليخبر اختها لاحقاً وليس الآن..
يبدو ان الشموس سهرت ليلتها كلها بجانبها..
خرجت من دورة المياه وهي تراها تنام براحه.. اتجهت اليها تريد إقاظها للصلاه/الشمووس.. الشموس
استيقظت فزعه وهي تناديها/ليااال.
ابتسمت ليال وهي تجلس بجانبها/بسم الله عليك، انا بخير يابنت الحلال
لم تصدق عينيها، عانقتها بخوف مازالت تتذكر اغمائتها/حبيبة قلبي.. خفت عليك.. حاولت اصحيك مافي فايده.. كنتي تهمهمين بس..
*تركت عناقها وهي تتأمل وجه ليال بحب لتكمل حديثها بخوف/و ناديتي نايف كذا مره وانتي نايمه.. وخفت كثيير قلت بس بيصير فيها نفس نايف.. قلبي مايتحمل بعد يا ليال اقسم بالله اني اضعف مما تتخيلين
نزلت دموعها وهي تتذكر نايف وتسمع كلمات اختها بصوتها الباكي.. لتعانقها مجدداً و تشد عليها بقوتها..
.
،
ايها القاسي لست كذلك ولكنها تجبرك بأفعالها ان تكون كإسمك !
ليس ذنبها انك تعلّقت بطفلة ابليس!
نعم انت من اوقعت نفسك في فوهة جحيمها المتلاطم.
لم تكن مجبراً بل راضياً تمام الرضا!!
اخترت عذابها وها انت تريد التقهقر!
سحقاً لك ان تذمرت الآن وتباً لك ان تراجعت!
من يظن ان من تزلزلك الآن هي طفله في السادسه عشر فقط؟!!
وانت رجل الثلاثين من العمر وتجهل ماهية النساء!
تراجعك الآن هو خدلان لرفيقك.. و قتلا له..!!
،
مر اسبوعاً كاملاً بكل ما فيه ..
وهو مر عليه وقت طويل بدون صاحبه، حد انه ضجر من المدينه و اتجه لزميل عمله الذي يملك قطيعاً كبيراًمن الأبل.
اراد ان يسلي نفسه عما يضايقها..
هاهو هنا منذ الفجر وقرر النوم هنا ، المكان ملائم والأجواء باتت تميل للبروده في نجد ..
اشعل النار بنفسه و ضل يتأمل اشتعالها ولمعان دلّة الرسلان التي تفوح منها رائحة القهوه على جالها..اعد الجلسه في انتظار صاحبه الذي ذهب لجلب الحليب من إحدى نياقه "الخلفات"..
وصل الآن و جلس بعدما قدم له الحليب/انطح فالك يا قاسي
ابتسم وهو يتلقف منه إناء الحليب/فالك الطيب يابو مسلط،اسلم اسلم يعطيك العافيه
ابو مسلط بابتسامه/الله يعافيك ذوق هالغبوق بس ذوقه
احتسى منه جرعات حتى ارتوى ثم وضعه جانباً/الحمدلله .. ما شاء الله تبارك الله
ضلا يحتسيان القهوه بعد صلاة العشاء وهما يتبادلان احاديث السمر المكان مناسب و ابو مسلط قد رتب المكان بخيامه وملحقات العزبه بشكل جميل حتى لاستقبال عائلته وضيوفه.. ومن هناك يبدو مجلساً ضخما على عجلات.. قد رتبه لاستقبال الضيوف،
ابو مسلط بابتسامته/شرايك بمالمراح الجديد يابو خالد
ابتسم باعجاب/كلاااام، مراحك هذا ازين من الاول، هنا ماحولك من العربان احد مغير انت وابلك لا ازعاج مواتر ولا ابل تخالط ابلك .
مد فنجانه وتحدث بكرم بدوي/اسمع يابناخي ترى المراح ذا والعزبه تحت امرك متى مابغيت تكشت فيها انت والوالده والا تعزم ربعك هنيا ..ترى الحلال حلالك والذود ذودك يابو خالد
قاسي بامتنان/بيض الله وجهك يابو مسلط، عز الله انك كفو و ماتقصر..
،
.
،
مرت الايام على الاحداث السابقه..
اغلقت الهاتف وهي تبتسم بسعاده لتذهب وتأمر الخادمه بإعداد قهوه و اشعال الجمر لتبخير المنزل..
اليوم سيضاء المنزل من جديد ،سيأتي من يحييه.
خرجت من غرفتها وهي تنوي الخروج بصحبة هدى رفيقة العمر ولكنها تفاجأت بعمتها هند تناديها/الشموس وين رايحه هالوقت؟!!!
ابتسمت تلك وهي تلف شالها/شفيه هالوقت؟! تونا العصر ومتفرغه، انا مواعده هدى اطلع معها المول ونتعشى برا.
استغربت/و من بيستقبل زوجك اللي جاي بالطريق من سفره طويله!!!
صُدمت…. لم تعرف بموعد وصوله، في الحقيقه هو لا يتصل وهي لم تبادر و كلاهما ينتظر وصلاً من الآخر، لماذا يتصل بعمته يخبرها ولا يتصل بها هي، تصنعت البرود/انتي فيك الخير والبركه.. استقبليه انتي..امّا انا عندي موعد مهم ،سلام.
دُهشت من تصرفها الغريب و ردها البارد/انتي من صدقك بتطلعين ؟!!
خرجت بدون تعليقٍ إضافي بعدما ودعتها بابتسامه صفراء،سرعان ما اختفت وهي تخرج وتجزم الغياب عن المنزل طوال هذه الليله، من يظن نفسه؟..منذ سفره لم يتصل بها سوى مره واحده وكانت ثواني..أيظن انها ستقبل ان يعاملها كجاريه تظل تنتظره في مخدعها لتترقب حضوره في اي وقت يرغب هو فيه، بدون سابق خبر؟!!
كانت ستفتح باب سيارتها ولكن لفت انتباهها باقة ورد التوليب المثبته على سيارته لمركونه خلف سيارتها!!
اتجهت إليها بغضب لتنزعها منها بقوه ولمحت ورقه صغيره كُتب فيها [عوداً حميداً حبيبي....(م) ]، تباً لهذا الورد الذي باتت تكرهه وللتلك الاوراق وصاحبة الحرف (م) وسحقاً لقائمة حبيباته التي لا تنتهي..!
نتفتها بعشوائية حقد،ثم دهستها تحت قدمها و تركتها عند السياره واتجهت لسيارتها وهي تأمر سائقها/روح بسرعه يا سنجاي.
تدور بداخلها نفس الأسئله، لماذا يقطعها من الاتصال لأكثر من اسبوع ثم يأتي بعدها ولا يخبرها بموعد وصوله الذي تأخر ..!
كم اكره غيرتي وامقت مشاعري،
كم اتمنى ان أقتلع تلك "المُضغه" من بين اضلعي
و أُلقي بها بعيدا ثم أمضي..
،
|