كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
.
.
،
اليوم التالي؛
اغلق هاتفه من اخته وهو غاضب مما اخبرته به..لابد وأنها تمزح،من ذلك الذي تجرأ وخطب والدته؟ولم تخبره؟!!!
وقف وهو يهم بالخروج ليجد والده يناديه"تركي"..
إلتفت الى السلّم حيث يقف والده/سم يبه
تقدم اليه وهو يتسائل/كلمت اختك تتجهز؟!
هز رأسه بالموافقه/ايه يبه وهذا انا طالع بروح اجيبها
هز رأسه وجلس يسترخي، ليس بخير منذ غياب هند، لم يدعها تعيش بسلام معه ولم يطلقها الا في اشد الظروف التي كادت تقتلها عرف لاحقاً أنه ظلمها ، يعرف انه خسر كل شيء بإتباعه والدته لكن وما يفيد الندم الآن بعدما فعله بها،يعرف انها رغم تحملها له إلا انها لن تتحمل قذف شرفها وبذلك لن تعود له، تردد ولكنه بادر بالسؤال/شلون أمك؟!
تنهد ولكن يجب ان يخبر والده ويستفزه لربما يستعيدها/امي بخير ، وهذا هي مخطوبه بعد
اعتدل في جلسته/وشوو؟!! امك انهبلت اكيد؟! ناويه تتزوج مره ثانيه بهالعمر؟!
استغرب ردة فعله/هذا اللي صار، وش اسوي
زم شفتيه بغضب ثم تحدث/انت هاللحين رجال، وتقدر تفرض رايك عليها، تقدر ترفض وهي غصبٍ عنها تسمعك وتطيعك.. انت وليها.
سكت قليلاً ثم أردف/ واذا ودها ترجع ماعندي مانع، بس ترى بترجع بالسر
شعر بنشوه غريبه، هو فعلاً لا يريد لأمه ان تتزوج رجلاً آخر، فكر فيما قاله والده جيداً/صدق يبه بترجعها؟!
هز رأسه بالموافقه، هو يعلم ان هند لن تعود له أبداً بعدما تعرضت له، ولن لن يسمح لها بالتمتعِ واستمرار حياتها يريد ان يكون آخر رجل عرفته/انت اول شي امنعها من الزواج، وبعدين نتكلم بالرجوع..ولحد يدري من عمامك
،
.
،
،
.
.
اغلقت هاتفها وهي تكفكف دموعها، صوت ندى وهي تبكي يعذبها، يالله مالذي فعلته بنفسها وبأطفالها!
لمحتها أمها وهي قادمه من الاعلى/وش فيك تبكين بعد يالله مساء خير!!
مسحت دموعها بسرعه لأن قاسي قادم لا تريد منه ان يحمل همها/ابد يمه،
فهمت والدتها ردها وهي ترى قاسي يجلس/السلام عليكم، وين عزام.
ام قاسي/نايم.. انت وينك من صبح طالع!!
استرخى بجلسته وهو يأخذ نفساً ويجيبها/،احاول اخلص بيتي من كل شيء، قررت اسوي العشاء بمناسبة نزولنا البيت هالاسبوع ان شاء الله نعزم جيراننا الجدد و عزام واهله وخوياي، واللي تبين اعزمي يمه
نفضت يدها بحسره/مالي احد بالرياض كلهم في الديره
سكتت تلك بعدما ذكر أهل عزام، من المؤلم ان اصبح له عائله بالتأكيد سينسى، يا ترى من تلك المحظوظه التي نالت سعادتها بالزواج منه؟!!
استغرب سكوتها منذ وصل تبدو شاردة الذهن/وين وصل بك مداك يا مدى
ردت بإبتسامه مصطنعه/افكر متى بيمدي اختي ساره تجي، اشتقت لها
قاسي بابتسامه صغيره/بيمديها تجي ان شاء الله ، توني متصل بها وبزوجها وعازمه .المهم شوفوا وش اللي ناقص وقولوا لي.
تذكرت ماتريد سؤاله عنه/اقول يمه قاسي؟
كان يهم بالوقوف ولكنه عاد ليجلس يسمعها/سمي يمه،.
بتساؤل/يا وليدي اول ما نزلنا البيت قلت مانبي نأثث الا اللي تحت لكن اشوفك مدهر تأثث وتزين الدور الثاني وش عندك
ابتسم/ابد يمه ودي أخلص البيت كله مره وحده افضل
تقسم ان خلف ذلك الاهتمام انثى جديده، وإلا لماذا يقف على رؤوس العمال ويدقق في كل شارده ووارده، ليس من عادته ان يهتم بالتفاصيل/الظاهر فيه نية زواج والا لا؟!
وقف بنفس ابتسامته وهو ينظر لساعة معصمه ويهم بالخروج/ههه يمكن ليش لا، انا هاللحين طالع اشوف غرفتي خلصت وسووها مثلما أبي والا لا، سلام.
راقبت إبنها حتى خرج،لديها فضول/نفسي اعرف وش وراه مشتط بعمره، حتى بزواجه من ريم ما سوى هاللي يسويه بنفس
اجابتها تلك وهي تطلق تنهيدتها/بين الثقل و هوى القلب شعره.
عقدت حاجبيها/قصدك انه يكون صدق ناوي يتزوج!!، ياويله ياخذ غير ريم ماااله الا بنت اخوي، ماهو بكيفه
إلتفتت إليها مستغربه استماتت والدتها لريم والدفاع عنها حتى الآن/يمه لو مره احترمي قراراتنا ورغباتنا، كفايه انا خربت حياتي..واتركي قاسي يلحق هواه
بضيق/انا للحين مقهوره من زواج ساره اللي ما خلاني أبوك اتدخل فيه، وتبيني اسكت عن طلاقه!
استرخت مدى بإبتسامه جانبيه وهي تفتح هاتفها المحمول/وهذي ساره مبسوطه بحياتها، تزوجت رجال على قد حاله بس رزين وعاقل ويعزها بالحيل، و ربك رزقهم من واسع فضله، هاللحين بيتهم مُلك و هو صار راعي محلات وبزنس معاد يعتمد على راتب وظيفته..ساره احسنت ليتيم وربي وفقها بحياتها.
فهمت أنها تقصدها بجملتها الاخيره/وانتي وش سوى بك حب اليتيم هااه؟!!يالعوبا
نزلت دمعتها وهي تلتفت إليها بقهر السنين/حرمتيني منه بكراهيه انا ماعرف سببها ، وهاللحين تبينه لي لأنه صار غني .. وبكلا الحالتين انا لعبه بين يديك..وش قد تحبين تعذبين يمه؟! ما ألوم قاسي إذا بيخبي علينا زواجه الثاني وبيخلينا فيه مجرد ضيوف..
قالت ماعندها وذهبت.. بداخلها نيران تزيد اشتعالاً ولا تعلم ماذا سيطفئها..حياتها تبدو بنهايه غامضه، لم تعتاد على فراق اطفالها كل هذا الوقت..و منيف يقسم انها لن تربيهم..وأنها لن تحظى بحضانتهم وهاهي تعد الأيام تخاف أن يُسلب منها عزام الصغير في أي وقت..!
مابين هوى الماضي الذي لم يغادرها وأطفالها تاه قلبها على اي وجع ستبكي!
،
.
،
خرجا من المحكمه صعدا سيارة عزام معاً ..وصالح يلتفت إليه مبتسماً/مبرووك يابو عبدالله
عزام بابتسامه/الله يبارك فيك..
صالح بإلحاح/وين ناوي تروح؟! انزل معي تقهو بالبيت
يفكر في رؤيتها الآن والحديث معها لم يراها منذ يومين/ودي يا بو هند بس عن اذنك بروح الاهل يبوني
صالح بعد تردد/ما قلت لي وش علوم الخطبه،ترى السالفه طالت ياولد.
تذكر ما قالته عمته لا يعرف ما ستكون ردة فعله/بصراحه هي حملتني لك جواب..و انت لك حرية الرد
بفضول يدفعه الحب النقي/سمعني الجواب
تحدث وهو يحاول ان ينتبه للطريق أمامه/ ان كان الايام يوم مَرّتك غنت لك،،
انا الزمن يوم مرني سوا بي سوايا.
ماني على خبرك، انساني احسن لك
وش تبي بي أنا و انت حلم الصبايا؟!
هز رأسه بصمت بعد سماع ابياتها، إذن هي شاعره!.. صد وهو يفكر بالرد، لو انه يفكر بصبيه صغيره لتزوج كثيراً ولكن هند ظلت حسره بقلبه، لولا أنه يتجلد بالصبر..
استنطقه وهو يرى الصمت يُخيّم عليه/هااه وش قولك يابوهند؟!'
ابتسم وهو يحاول مجاراتها/
لا تسألين ليه ابيك والقلب ينبض لك
ولا تقارنين هامت جمالك بالصبايا
انتي منوة الروح و النفس ترخصلك
و أنا اللي "بُعدك" سوى بي سوايا
.
،
هاهي بمكتب والدها كالمعتاد، ترتدي نظارتها وتدقق في أوراق بين يديها واللابتوب أمامها..وكأن حياتها بدأت تعود طبيعيه..بات يعتمد عليها عزام كثيراً..
رن هاتفها الذي أمامها لترى إسمه يزين الشاشه،إبتسمت بخفوت ثم إلتقطته لترد/الوه.. انا بالمكتب..لا مافي احد تعال..
لحظات قليله ليدخل وكأنه كان خلف الباب/مساء الخير
بنفس الابتسامه الخافته/مساء النور..ظنيتك برا البيت !
اتجه اليها وهو يجلس في الكرسي الذي امام المكتب/لا توني واصل، رحت المحكمه مع صالح كان عندنا مشكله.
استغربت/مشكلة إيش؟!
تحدث وهو يفرك جبينه بإصبعيه/ابداً، تسجيل عقود شراء، تعرفين الارض اللي شراها عمي بثلاثين مليون هي ارض ورثه والظاهر بينهم مشاكل، عقد البيع كان واضح وكامل شروط البيع لكن الظاهر عند هالرجال زوجه ثانيه مسببه لباقي عياله مشاكل
استغربت/هذا شي خاص فيهم مالنا علاقه بعدما اخذنا الارض و بصك الملكيه
ازاح شماغه من على رأسه ووضعه جانباً وهو يرد/بس زوجة ابوهم طعنت بصحة العقد والبيعه وتقول انها ما وكلت احد ومن هالاتهامات بينهم، اظن ماعرفوا بزواجه الا بعد وفاته
نزعت نظارتها متفاجئه/شلون مايدرون ان ابوهم متزوج الا بعد وفاته؟!
يراها تداعب نظاراتها بين أناملها كما تتلاعب بقلبه/و انا وش دراني عنهم.. المهم ان القضيه انحلت وخلاص ثبت حقنا
وضعت نظارتها على الطاوله وهي تعتدل بجلستها/الحمدلله ان ابوي الله يرحمه مايخبي عني شيء وكل شي يسويه يعطيني خبر فيه وياخذ رايي
ابتسم لنبرتها/اجل واضح انك ماعندك مشكله مع التعدد والدليل تأييدك لزواجات الوالد!
لم يعجبها ما قاله بشأن التعدد،لتصغر عينيها وتجيب لا إرادياً/بس ابوي ما سبق و جمع زوجتين على ذمته..ماتزوج الا بعد سنوات من وفاة أمي وطلق بعدها أم نيفادا ثم استقر مع ام رواد..الزواج ما كان يهم ابوي.
مازال مبتسماً يمازحها/الزواج يهم كل الرجال..لا يغرّك كونه أبوكِ
بإبتسامه جانبيه أرخت جلستها،و نظرت اليه وكأنها محقق/اوكي دكتور عزام، وليه حضرتك انت ماتزوجت؟!دامك تقول مهم!!
تذكر تلك الايام وغضبه من طريقة عمه في محاولته تزويجه لها، ثم حديثه الاحمق لها بعد عقد الزواج..صمت قليلاً وهو يرمقها/مادري،..يمكن لأني ماكنت اعرفك
لن تصدقه ابداً، رغم صدق نبرته، هي متأكده من وجود انثى اخرى وان كانت بالماضي، لترد بإبتسامه/اشكثر محترف تمثيل؟!!
ابتسم بخيبه، معها حق في عدم تصديقه، قد هدم كل شيء بينهما منذ البدايه...التفت ناحية الباب المغلق من جهة البيت/وين عمتي هند؟!غريبه بالعاده تنط علينا هنا!!
ضحكت/عزاام لا تقول عنها كذا تراها بالحيل تغليك.
تنهد بابتسامته/وأنا أحبها بعد..
حاولت تغيير ما هم فيه/عموماً عمتي هند راحت مع بنتها مشوار ..
عم صمت لثواني ليتذكر/شلون ليال؟!عسى معاد داخت بعد هذيك المرّه
بإبتسامة رضا/لا الحمدلله و هذا هي ماخذه اجازه وجالسه مع وسام
صمت قليلاً ثم تذكر/وهالصغير اللي معها كيف صحته؟! ،ماله حس ابد!!
يعجبها اهتمامه بالجميع، لا يكاد يمر يوم دون ان يسأل عنهم ، تذكرت اتهاماتها له بالانتهازيه كم كانت عجوله، حاولت تجاوز شعورها الأليم والتحدث إليه عن اعراض التوحد التي اخبرتها بها ليال/غالباً مايتكلم وما يرد على احد يناديه، يتوتر من الازعاج ، ويتمسك باللي يحبهم لدرجه غريبه والدليل تعلقه بليال. ويعبر عن احتجاجه بشكل مؤلم وممكن يضر نفسه بعد..هذا تقريباً اللي عرفته من ليال
استعجب كثيراً مما سمعه، تبدو ليال شخصيه معطاءه/لو فيه من ليال كثير، كان انحلت مشاكل واجد، الله يعطيها العافيه ويعينها.
عادت لتلتقط نظارتها مجدداً وهي تحاول تجاوز مشاعر الغيره التي تكرهها حينما يظهر اعجابه بغيرها وان كانت اختها، قامت بإعطاءه ملفاً/المهم قبل انسى تفضل هذا الملف اللي طلبت ادرسه خلصته لك.
تأمل الملف مستغرباً/بسرعه خلصتيه!طيب وش رايك بعدما اطلعتي عليه؟!
بجديه اكثر/برأيي تنسى أمر الاستثمار بهالشركه.
استغرب اكثر/ليه طيب؟!الربح مضمون!!
عدلت نظارتها بطرف اناملها وهي تكمل بجديتها/صحيح الربح مضمون لكن ماتدري وش يستثمرون فيه! ، بمعنى أدق الشغل اللي يتم بدون معرفتنا تفاصيله ، استثمار مافيه خير ومجازفه غنيين عنها.
صمت مبهوراً من تحليلها الرصين.. ثم تحدث/معك حق..
ابتسمت بثقه/طبعاً معي حق.
بادلها بابتسامة اعجاب/عندي هالاسبوع دعوه لإفنت شباب الاعمال في الرتز كارلتون وماني متحمس اروح،
بحماس/وانا بعد ارسلوا لي دعوه، كنت برفض، بس دامهم دعوك، فلازم نروح مع بعض.
تفتنه بذكاءها وثقتها/انا توني داخل السوق ماعندي ذيك الخبره اللي تخليني احضر هالمناسبات يعني ما عندي مرونه لهالاشياء
بابتسامه جانبيه/مو على اساس كنت دكتور بالجامعه، كيف ماعندك مرونه؟ !
بواقعيته/دكتور جامعه ومُحاضر غير رجل اعمال ..
اردفت بحماس تريد ان يكون رجلها هو سندها الاول كما كان والدها تماماً/لا مو غير، كل تجربه لازم تضيف لك،انت الدكتور عزام المناع حضورك بين رجال الاعمال مهم، لازم تكون الاول ولازم تكون لك بصمتك .
لا يعرف من هذه التي تشع بالحياه وهي تتحدث اليه براحه كما وأنها تعرفه منذ سنين؟!!، كل يوم تدفعه للحياه ، تسائل لماذا يشعر انها تريده ان يكون افضل منها؟!،
فعلاً هكذا هي الانثى الكامله، تثق بعلمها وبنفسها فلا تخاف ان يغلبها رجل وان كان زوجها فإن نجح سيُنسب النجاح إليها..كم هي ذكيه...
استغربت سرحانه الذي طال/شفيك سكتت فجأه؟!
بابتسامه صغيره/لا.. بس انا هالسبوع أجهز لسفر مهم مثلك عارفه.. ماظنتي بحضر الافنت.. انتي تكفين عني..
عادت لتصمت هي بدورها.. سيسافر ويترك الامور معلقه هنا.
،،
.
،
.
،
.
،
'مساءاً.. .
دخلت وهي تبتسم من تعليقات ابنتها التي دفعتها لتغيير لون شعرها من الاسود للبندقي، مع لمسات تنظيف بشره و عنايه كانت تفقدها بريقها و احمر شفاه زاهي يضفي الحياه لملامحها الهادئه،بدت متغيره ولو قليلاً..
خرجت ليال هذه اللحظات من المصعد بصحبة اميره ووسام لتبتسم تلقائياً/وااااو.. لا لا هذي عمتي هند؟!!
التفتت إليها هند بإبتسامه خجوله/شايفه وش سوت فيني بنت عمتك
ليال بسعاده/كفو شهد، يا بنتي وينك من زمان عن أمك، فعلاً البنت سر أمها..
وقفت مبهوره وفخوره بوالدتها،تلك الصبوره تستحق الافضل/شايفه كيف يمه، هذي ليال اعجبها التغيير،
اقتربت منها وهي تمسك بطرف شعرها/حبيييت الصبغه عليك.. تصدقين شجعتيني، كنت خايفه ماتضبط الصبغه على بشرتي، لكن شايفتها لااايقه بالحيل عليك.
شهد بتأييد/اي بتطلع لايقه، بالعكس متشوقه اشوفها عليك
رفعت حاجبها وهي تمازحها/هيييه لو سمحتوا بدون تقليد..
ليال بتلميح/اهم شي طلعت حلوه عليك يا عروس
عبست/لياال!!
رن هاتف شهد لتخرجه من حقيبتها وترد/هلا تركي.. طيب سلم بالاول!!.. اي جاهزه طيب..
استغربت انه يتصل بأخته ولا يتصل بها/وينه؟!
اشارت بيدها للخارج/يقول انه برا بالمجلس وينتظرني اطلع، ابوي رجع الدمام ويبيني ارجع..
استغربت ليال ما يفعله، لكنها سكتت وهي ترى تغير ملامح هند، التي خرجت إليه غاضبه..!
خافت ليال/اخوك هذا ما يستحي؟! من كم له ما جاء يسلم على امك ولا حتى يتصل بها؟! من وين جايب قسوة القلب هذي
إلتزمت صمتها فهي تعرف ان ما يفعله أخيها عقوق، لكن تعرف من يحرضه، لابد انها جدتها التي تقود أبيها بدأت تقوده هو ولربما أبيها نفسه يؤثر عليه..!
.
،
دخلت المجلس وهي تعقد حاجبيها وتقف امام الباب لتراه يجلس هنالك ويخفض رأسه لهاتفه المحمول الذي بين يديه/أخيراً جيت يا روكي؟!!
رفع رأسه وهو يسمع صوتها،كان مشتاقا حقاً لها ولكن لفت نظره تغييرها و زينتها ليندهش، لابد وأنها متزينه لذلك الخطيب/أمي..!
اقتربت منه معاتبه، لم تقوى على خصامه، هو قطعة قلبها التي تمشي على الأرض/كذا يا تركي وأنا امك تهجرني؟! اتصل بك وما ترد؟! ليه يا تركي وش شفت مني هاه؟! ماتحملت كف واحد مني؟! مالي حق امد يدي عليك واربيك هاه؟!
رد بإستعلاء وغرور/يعني بتقنعيني انه يهمك أمري يمه؟!
لم يعجبها اسلوب سؤاله المغلف بالجحود، حتى انه لم يبادر بتقبيل رأسها ولم يسلم/وش هالسؤال؟! طبعاً يهمني امرك انت ولدي
رفع حاجبه/ولدك هو ولي امرك وواجب عليك تستشيرينه اذا جالك عريس، صح؟!
صدمت مما نطقه، لماذا تغيرت نبرة تخاطبه معها!!، هنالك من يعبث بطفلها ضدها/بالله؟ ولي أمري هاه! يعني بترفض والا بتوافق عني؟؟
ارتفعت نبرته/طبيعي برفض، انا وكيلك لازم تسمعين كلامي، انتي زوجة ابوي وبس، وهو مستعد يسامحك و يرجعك، اذا صدق تبيني تعالي البيت
شعرت بأن كل خليه بجسمها تصرخ من وجعها المكبوت، حتى بعد انفصالها عنه لم يكف عن وضع الخطأ عليها، ويلعب أمام طفلهما دور الطرف المضحي في العلاقه/هذا ماهو كلامك انت! .. هذا كلام ابوك.. لكن وش اقول غير ان الناقص طول عمره ناقص، ومن شب على شيء شاب عليه،
رفع صوته اكثر وهو يقاطعها/الرجال ماهو بناقص،المره هي اللي ناقصه
صفعته مجدداً وهي تبتسم بقهر السنين التي أمضتها تحت رحمة ذلك الحقير سيء المعشر من اجل طفل كبر واصبح يصرخ في وجهها ويعاملها بغرور ويتهمها بالنقص/روح قول للي ارسلك ترى زواج أمي قريب.. اذا وده يحضر 'الله لا يسمح دروبه' <<شددت عليها
تركي بغضب/والله ما أخليه يتهنى بك والله، والله لاخرب زواجك من غير ابوي.
دخل عزام وهو عاقدآ لحاجبيه بعد سماع زمجرة صوت تركي على والدته/بس ياولد!!.. قصر حسك و حط عينك بالارض وانت تتكلم مع أمك
تركي بلامبالاه/انت مالك دخل.. انا ارفع صوتي متى ما بغيت.
لم يحتمل قلة أدبه فإتجه إليه غاضباً وهو يمسك بياقته، ويرفعه ليهدده من بين أسنانه/تأدب مع امك والا اقسم بالله لأعلمك السنع.. لو تركتك امك وانت صغير سن كان عرفت قيمتها لكنك ماتستحي وباين ان اللي ارسلك ما يستحي بعد ، اخذ قشك وانقلع و مثلما قالت أمك زواجها قرب ومانبي مشاكل.. انقلع
صرخ بصوت متهور بعدما قذفه عزام بعيداً/ناادوا لي شهد باخذها ونروح..وانتي اقسم بالله لأحرق زوجك واقهره والله
شاهدته يخرج غاضباً لتجلس محبطه باكيه تحيط بها غيوم الخذلان وتحجب عنها سعادتها التي أضفتها شهد بوجودها بجانبها... إبنها العاق سيضل جرحاً ينزف بداخلها، اي صدمه تركها لها، كم ضحت بالبقاء عند والده من أجله حتى كبر واشتد عوده ، كيف يجازيها بهكذا نكران؟!!!
شعر بحزنها يكاد يقطع قلبه، الامهات لا يجب ان تعانق اعينهن الدموع، الأم مهما بلغت من السوء لا يجوز ان تشتم أو تساء معاملتها، الأم جزء من النعيم..و هو اكثر من قد يعرف قيمة الأم، جلس امامها وهو يحاول رفع رأسها، حتى حديث صالح و رده عليها لم يستطيع إيصاله لها/لا تشيلين هم يا عمه ولا يضيق لك صدر، توه صغير و مصير الدنيا تخليه يعرف قيمتك.
رفعت عينيها الدامعتين له وهي تهز رأسها بالنفي/لا تقولها، مابي الدنيا تخليه يعرف قيمتي يا عزام ، مابيه يذوق حزنها ولا ضيقها.. ان ما جاني راضي و مسرور قلبه وإلا الله يوفقه ويحفظه لو كان يهجرني ، دعواتي ماراح تفارقه يوم لين اموت.
لذلك هو يقدس الأمهات، قلوب لا تكره اطفالها مهما أساؤا،..تذكر تلك الراحله.. لن ينسى دموع ذلك الطفل امام باب المقبره ولن ينسى الفراغ الذي سببته بعد رحيلها.. ذلك الرحيل الذي جعله يشيب باكراً جداً..
.
،
.
،
.
،
.
،
.
خرجت من جناحها وهي تغلقه وتتجه لصالة الاستقبال و تتفاجئ بليال وشهد اللاتي تقفان امام الشرفه بتصرف غريب منهن/بنات وش فيكم واقفات عندكم وش تطالعون فيه؟!
التفتت ليال وهي تبتعد عن الشرفه بصحبة شهد/عزام وعمتي هند بيدخلون و انا وشهد بنروح، وانتي علمينا وش صار بالمجلس
مازالت مستغربه وهي تراقبهن يتركن المكان لها، ثم انفتح الباب لترى دخول عزام بصحبة عمته ويده تمسك بيدها وهو يحدثها بلطف وكأنه يواسيها/روحي ارتاحي و مثلما قلت لك لا تشيلين هم.
تركته وهي تذهب للمصعد بصمت رهيب، شعور الخذلان من الأبن خانق و قاسي جداً، خلق في قلبها حزناً لم تعهده من قبل، حتى انه فاق حزنها حينما اتهمت في شرفها!،،
اتجهت لعزام متسائله/عزام وش صاير؟!، ليه عمتي ساكته!
رد بضيق/هالتبن ولدها جاي ومضيق صدرها، لا تخلينها لحالها، خليك جنبها.. وترى على فكره قررت تتزوج صالح.
عبست/الله يهدي تركي، شبلاه هالولد كبر وانهبل كل شوي مسبب لنا مشكله؟!!
استغرب وهو يصغر عينيه، ذلك يعني ان لديه سوابق/وش مسوي بعد؟!
خافت ولكن عزام رجل البيت الآن ويجب ان يكون مطلعا على كل شيء و بالاخص هكذا امور/كان ياخذ نيفادا معه مشاوير يتمشون، وبدون علم أحد
غضب بشده/وانتي كيف عرفتي وليه ساكته؟!
الشموس/انا عرفت من نيفادا، نيفادا تفكيرها برئ لدرجة مخيفه، حتى انها ماتخبي شي عني مع ذلك ضربتها اول ماعرفت منها.
زم شفتيه بغضب ثم نطق وهو يحرص عليها/خلي عينك مفتوحه على اختك، انا كفيت يدي عن ضربها اللحين لكن ما اقدر اكفها بعدين.. انتبهوا والله ان تركي هذا ماعجبني ابد.. اللي ما يحترم أمه ينخاف منه.
ابتسمت بخفوت/طيب عن اذنك عزام انا رايحه لعمتي اواسيها..
تذكر موضوع شهد وهو يراها تدير نفسها ليمسك بيدها/لحظه
ابتلعت ريق اللهفه، قد لامس يدها أخيراً، ألتفتت إليه بعين التساؤل وهي تنتظر حديثه/!!
يلاحظ نظرتها و دهشتها لإمساكه بيدها، ليفلتها بسرعه/نادي شهد لأخوها برا.. و خليها تاخذ اغراضها معها هو ينتظرها بسيارته
هزت رأسها بالموافقه/ان شاء الله...
ليس متأكدا ان تلك النظرات الراجيه تدعوه، هو في حيره، لا يريد إرخاص نفسه، ولكن التجلد بالصبر أمام واحده مثلها صعب جداً..!
خرج هارباً من بريق عينيها الذي يصعب عليه تفسيره/عن اذنك.
راقبته حتى خرج لتطلق تنهيدتها وتدخل.. تريد تشتيته من تفكيرها ولو للحظات.. ذلك الرجل اقتحم حياتها من كل النواحي، لم يتردد ولم يستسلم لرفضها وشموسها بل فرض نفسه عليها، ثم أحاطها بحمايته فحافظ على مكانتها بعدما عرف قيمتها ، لذلك هو يستحق ان تلتفت إليه وتستمع لما يقوله وان تسمح له بالصعود إليها وان يشاركها عرشها.
.
،
.
،
|