كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
،
وصلت غرفتها وهي تتنفس بصعوبه ، سلب انفاسها وأربكها، مازال معصمها يؤلمها من قبضته القويه، تفاجأت بإحمراره، يالقوته المفرطه..لم تتوقع ان تتعرض لهكذا ضغط،
تُرى ماذا يحاول الوصول اليه بما يفعله بها؟!!
لم تستطيع حتى رؤية وجهها في المرآه بعدما عبث بها، خجلت من نفسها.. وهي تغسل وجهها مراراً ثم تجففه بمنشفتها و تهرب الى سريرها وتلوذ به كعادتها حينما تتوتر، اغلقت الاضاءه كامله، مازالت تتخيل لمساته الجريئه لاجزاء جسدها وقبلاته، حاولت جاهده النوم وهي تدس وجهها في وسادتها.
.
،
.
،
.
،
في جناحها..
خرجت من دورة المياه وهي تجفف وجهها وتشعر بتحسن بعد استفراغها ، لتجلس على سريرها بإحباط العالم.. اخذت هاتفها وهي ترى تلك المكالمات..لا تريد الاحتكاك بأحد.. لا تريد من احد اقتحام عزلتها..
هنا تمارس طقوس حزنها ويأسها بعيداً عن الجميع..
هنا تكون على حقيقتها.. فتاه يائسه.. بعكس قناع التفاؤل الذي تلبسه حين خروجها كل يوم..
فكرت كثيراً في الهرب لا تريد توريط اخواتها بذنبها ..
كل منهن امامها اعمال تقوم بها وحياتها الخاصه،
لا تريد ان تكون عبئاً على احد من اخواتها وبالأخص رمز التضحيه الشموس..آه فقط لو انها تصغي لقلبها مره اخرى وتترك ماتفكر به لكان افضل لها من تعنتها الفارغ، عزام يستحق من تسعده..
الماضي مات.. يجب ان لا تدفن نفسها حيه..
شعرت بغثيان آخر وهي تحاول الوقوف لإخماد الإضاءه.. لكنها عادت لدورة المياه مجدداً..
،
.
،
.
،
.
الصباح الباكر..
اعدت الفطور لأبنها بسعاده فهو لم ينم هنا منذ تزوج، وهاهو منذ ايام ينام في المنزل ،..
بداخلها تعترف ان ريم قد سلبته منها وابعدته عنها، ولكن لا تظهر تذمراً من اخيها وابنته..
تعرف ان منيف زوج مدى لا يحب لقائها وكثيرا ما يأتي ولا يسلم عليها ولكنها تصمت، الاهم ان لا تنهار علاقة ابنتها ثم تتلقى الشامتين!!
دخلت غرفته القديمه وهي تراه يحتضن وسادته و هو غارق في نومه لتهمس له/قااسي يمه.. قاسي.. صحصح يا حبيبي
فتح عينيه بخمول و جلس بكسل/كم الساعه يمه؟
اجابته بابتسامه/الساعه 7..قوم افطر معي وتقهوى مليت لحالي
اشار لها برأسه/بدرري، طيب خلاص روحي يمه انا شوي ولاحقك
خرجت بابتسامتها و هي تجلس في الصاله تنتظره على طرف السفره.. سكبت له الحليب و ماهي الا لحظات ليخرج لها ويجلس/صبحتي بالخير يمه..
بسعاده تفتقدها/صبحت بمثله.. يلا افطر وتقهوى معي شوي ..قبل ترجع تنام.
عبس وهو يرى كوب الحليب/يمه ماحب انام بعد الاكل.. بعدين ليه حاطه لي حليب.. صبي لي قهوه الظاهر تحسبيني للحين بزر.
سكبت له فنجان قهوه ثم قدمته له/ابشرر كم عندي ولد انا..
سكتت وهي تفكر كيف تفتح معه موضوع استعادة ريم،مازال ذلك الموضوع يؤرقها/يمه قاسي، شبغيت اقول
شعر انها ستقول مايضايقه/قولي يمه اي شي الا اي موضوع يخص ريم واهلها
برجاء/يا وليدي خوالك قاطعوني لهالسبب… ليه ما تستردها وتصلح امورك معها .
تركها حتى انتهت من حديثها، كم يستغرب اهتمامها بمشاعر الاخرين وتركه هو/وانا يمه ليه ماتفكرين بي، ليه تبين تنهين قطاعتهم على حساب ولدك، ع العموم يمه هم الغلطانين.. لو يحبونك ما ساوموا قربك برجوعي لبنتهم، طول عمر الناس تنفصل ماتوصل معهم للي وصلوا له اخوانك..
تنهدت/بس كذا بيهجروني اخواني
قاسي بصرامه/اللي يبي فرقاك فارقيه.. تعالي معي للرياض انا ودي اخذك معي، ناوي اخذ لي بيت واستقر هناك ان شاء الله
لم تعجبها الفكره/واترك جيراني و حارتي؟!!ماقدر يا ولدي
قاسي بتذمر/اي جيران وحااره، لي عندك اسبوعين ماشفت احذ دق بابك بالغلط.. تعوذي من الشيطان وتعالي معي للرياض،انا من زمان موصي مكتب عقار يدور لي بيت، نويت اشتري فيها بيت خلاص، والحمدلله لقيت مطلبي هاه شقلتي
صمتت وهي تشعر بتقلص رقعة معارفها واصحابها،هي فعلاً لم تعد كما السابق/خلني اضب عفشي واضبط البيت هالسبوع وبعدين يصير خير.. ولا تنسى ترى الشغاله تبي ترسل رواتبها هالشهر..
تنهد وهو يكمل قهوته/ابشري يمه
،
.
.
خرجت من غرفتها متأخره تحمل بيدها حقيبتها وعبائتها، لم تود الذهاب الى العمل لولا إلحاح نوره على حضورها ..وجدت ليال تقف امام المصعد وتتحدث بالهاتف ثم تنظر للفراغ ربتت على كتفها مستغربه إغماضها لعينيها/ليال فيك شيء؟!
تنهدت وهي تحاول ان ترى امامها/لا مافيني شيء..بس احس مكسله شوي وبي خمول.
ابتسمت /مو لازم تداومين يختي ريحي نفسك، ملاحظه انك تجهدين نفسك
شعرت بوضوح الرؤيا اخيرا لتلتفت اليها/بالعكس الروحه للعمل تريحني، بعدين بروح بعد ساعه مو اللحين
فتحت الشموس المصعد وهي تدخله بصحبتها/خاطري ازور الدار حقتك هذي واشوف وسام ، افكر اسحب على المؤسسه اليوم شرايك؟!
ترددت وخافت ان تصاحبها/اقول بس لا تسحبين على دوامك روحي لا يجي عزام يدورك ويحطها عذر، واصلاً ما راح اداوم اليوم، خير شر مالي نفس
ضحكت/والله!! اجل زين بسمع كلامك..واجازه هاديه لك
فتح المصعد وهما يخرجان،لتذهب الشموس وتبقى هي جلست وهي تحاول ان تخفف من نوبة الغثيان التي بدأت تنتابها منذ البارحه..
رن جرس الرسائل في هاتفها بإسم كانت تنتظره"طلال"
فتحتها ببرود وهي تقرأها[ ليه ما تردين علي؟.. حبيت اقولك اني سويت اللي تبينه كله.. ]
اغلقت الهاتف وهي تشعر برغبه في الاستفراغ..تركته على الاريكه وذهبت مسرعه لدورة المياه..
انتهت من استفراغها وهي تبكي،..ضلت تبكي لدقائق وهي تغلق ثغرها خشية ان يسمعها احد..!!
الألم أناني…ينهك جسمك و يسلبك ابسط حقوق الراحه النفسيه!!
،
.
،
.
،
.
حضر المجموعه متأخرا بعدما سوا أمر البارحه..جلس على مكتبه ورفع الهاتف على عجاله/يا حمزه اتصل بأبو هند يحضر عندي حالاً..
السكرتير/اسف يا دكتور بس هو في كتابة العدل وشوي وراجع
تذكر ما أرسله به/طيب يا حمزه سويت اللي قلت لك عليه اليوم الصبح
السكرتير/ايوه سويت لك الحجز و كل شي تمام
بابتسامه/يعطيك العافيه..وش عندي بجدولي اليوم
السكرتير/طال عمرك عندك بعد نص ساعه غداءعمل مع ابناء رئيس شركة المجد بخصوص العمل على صفقة شراء اسهمهم اللي انت تقدمت بها، و زيارة من الوفد الانجليزي بخصوص فنادق المجموعه اللي استحوذت عليها مجموعتنا مؤخراً هناك، فيه عقود وتسويات
انتهى من سماعه/اسمع يا حمزه كنسل كل جدولي اليوم، انا طالع بدري عندي موعد اهم ، وحط مواعيد قريبه، والوفد الانجليزي اتصل لمدير العلاقات العامه يسوون لهم برنامج زياره بالرياض ليومين..انا بكون مشغول اوكي
السكرتير/ان شاء الله
اغلق هاتفه وهو يحاول ان يتذكر ما يريد فعله،يجب ان ينهي اعماله اليوم و غداً ليتفرغ لنفسه، كفاه عملاً طوال سنوات عمره.. آن لقلبه ان يسعد..وان يشعر بألوان الحياه..
اخرج الخاتم الذي نزعه من يد الشموس البارحه وهو يتذكر غضبها من نزعه.. ضل يتأمل هذا الخاتم مالذي يفرق بينه وبين غيره، لماذا ترتديه دائماً؟ وغضبت من اخذه له!!
لاحظ وجود كتابات مزخرفه بدقه عليه، لا يلاحظها احد سوى من سيدقق فيه عن كثب..!!
(وأكره ان أسمعُ في اللهو ريبةً ... كما كرهت صوت اللجام الشوامسُ )
ابتسم وهو يعيد قرآءة بيت الشعر الذي اقتبسته واسقطته على نفسها..، رباه كيف سيتعامل مع هكذا معتده ومعتزه بنفسها؟!!!
اغلق ادراج مكتبه بالمفاتيح ثم وقف يريد الخروج، ليتفاجئ بدخول المحامي/صالح!!
بابتسامه/ااسف يابو عبدالله. درعمت
ابتسم ليريحه/يا رجال ادخل انت راعي محل، ما ادري لولاك بعد الله وش كنت بسوي بهالمجموعه
جلس/انت فيك الخير والبركه،ثقة السوق بالمجموعه ارتفعت بتوليك لرئاستها،
بفضول/خلنا من المجموعه وبشرني سجلت العقود
بتردد،فهو يريد موضوعاً آخر/اكيد سجلتها ما يبي لها كلام، وهذي هي كلها بالملفات هذي حطيت كل ملف لحاله، بس ماهو هذا اللي جيتك اللحين علشانه
استغرب/اجل وش عندك يابوهند
قرر ان يقول ماعنده وينتهي مما يؤرقه/انا جاي اخطب عمتك هند لي،
لم يرمش من المفاجئه، ظل يحدق فيه للحظات،..!!
اكمل صالح بثقه/انا ادري انك بتتفاجئ، انا رجال مطلق من سنين، وعندي بنت بتتخرج من الجامعه وبتتزوج قريب، ظروفي مناسبه وادري ان عمتك تعبت في زواجها السابق، قالي عمك ووكلني بعدة قضايا ضد زوجها السابق.
ليس لديه مانع من ناحية صالح فهو رجل كفؤ ولكن كيف يخبر عمته ذات الاربعين عاماً!!، هي ليست صغيره ذلك امر مربك/يا بوهند ماعندي مانع انت ونعم فيك بس، انت عارف كم عمر عمتي؟ ما أقلل من عمتي ولا منك بس ابي اشوف عندك خلفيه عن الموضوع هذا زواج وكل منكم منفصل من علاقه سابقه ولازم الكل يكون على بينه
ابتسم وهو يتذكر الماضي،سبق وان رآها في المرحله الثانويه حينما ارسله والده باوراق مهمه لابو راكان وراكان الذي كان يجلس بجانبه ..،دخلت ولم تكن تعلم بوجوده كانت تحمل بيدها صحن يحمل ابرة السكر لوالدها..،
لم تنتبه لوجوده قبل ان ينبهوها،
رآها بوضوح وهي تنظر للابره، لاحظ اسفل شعرها يتمرد تحت الرداء الرمادي الذي تضعه على رأسها ،مازال يذكر لون ذلك الرداء وعينيها العسليتين وصوتها وهي تستغرب وتهرب كانت المره الاولى التي يراها فيها بعدما احتجبت، تلك الطفله/مايهم عمرها،،يعني من صغري انا ، ترى عمريظ¥ظ¤سنه
ابتسم عزام وهو ينظر اليه بتفكر/لك طولت العمر يا بو هند .. ابشر بشوف عمتي واقولك بس امهلني وقت هالسبوع ماني فاضي
استغرب صالح/وش عندنا هالسبوع؟!!
رفع يديه ليعيد ترتيد شماغه/تخبر عريس جديد ومثلك عارف، بصراحه حجزت لي بالرتز كارلتون اسبوع ، نبي وقت وكذا
ضحك صالح/الله يوفقك ومنك المال ومنها العيال.، حط الشموس بعينك يا عزام تراها بنت الغالي
عزام وهو يفكر بها بشغف/مايحتااج يا بوهند، بس ما قلت لي!! هاللحين البنت هند والعروس هند، فيه إنَّ بالموضوع والا كيف؟!!
ضحك صالح وهو يقف ويهم بالخروج ويشير بيده ملوحاً/خلك في نفسك يا عريس
وقف عزام ضاحكاً وهو يأخذ هاتفه من على مكتبه ويرسل لها رساله قبل خروجه ..
،
.
.
،
.
دخلت اليها نائبتها نوره وهي تستعجلها/الشموس يلا الناس اتصلوا بي ثلاث مرات وينتظرون حضورك لحفلهم ناسيه انه تكريم لك
كانت تقف وهي ترتدي عبائتها تريد الخروج في دعوه مقدمه من احدى الجمعيات الخيريه تكريماً لها/يابنت الناس اوكي، ماكان له داعي التكريم والله، ثاني مره لا تقبلين دعوات تكريم من دون ترجعين لي
ضحكت نوره/حبيبتي انتي اسم لامع منتي حي الله، الناس ودها تكرمك بس على دعمك الدايم، مدري وش بتخسرين
وصلتها الرساله وهي تفتحها بعدما ارتدت عبائتها لتتفاجئ بما مكتوب فيها[انزلي تحت حالاً انتظرك باخذك مشوار ،.... ايوه انا بالرولز رايس حقت اخوك]
غضبت لابد وانه جُن لترسل له؛ [شكراً عندي سايق..ومابعد انتهى الدوام اصلاً، عندي دعوه لحضور حفل لي ]
ليأتيها الرد سريعاً؛ [انزلي بهدوء يا قلبي, .. ماله داعي ادخل بنفسي اطلعك]
اغلقت هاتفها بغضب مكبوت وهي تلتفت الى نوره/نوره انا اسفه ماقدر اروح معك، روحي انتي بدالي
خافت نوره وارتبكت/بس أنا أكدت حضورك يا الشموس مايصير كذا
حاولت اغلاق الموضوع وهي تخرج غاضبه/صرفي نفسك يا نوره تذكرت ان عندي مشوار مهم.
استغربت نوره وهي تجلس محتاره ومحبطه،كيف سيكون موقفها الآن ممن دعوهم،
،
.
.
،
ابتسم لانعكاس صورته في مرآة السياره وهو يعيد ترتيب شماغه بثقه و يرتدي نظارته السوداء و قد حدد عارضيه بالاسلوب الخليجي..
انتظرها تأتي ولكنها تأخرت كثيراً شاهد احداهن تنزل شبه عليها ولكن لا هي ذهبت في سيارة سائق المؤسسه..
ظل ينتظرها وبعد دقائق قرر ان يتصل بها.. انتظرها ترد.. ولكنها تماطل هو يعرف ذلك..
لم يعد يستوعب.. قد هددت مزاجه وبدأ يتوتر لترد عليه بعد رابع اتصال بصوت بارد/نعم
تحدث بغضب/وينك للحين مانزلتي مصختيها!!
ردت ببرودها/اعذرني يابو الفزعات ماني متفرغه لك.. جدولي مزحوم..
ازداد احتقانه وهي تتهكم/ان مانزلتي لي هاللحين يمين بالله ان يكون لي تصرف ثاني مايعجبك يالشموس
تحدثت بتحدي/عموماً انا طلعت من المؤسسه ماني فيها.. تعوذ من ابليس وارجع مكتبك وانسى.
وكأن بركاناً ثار داخله،
هو يعرف انها استغبته وخرجت وهو مازال واقفاً بسيارته ينتظرها،تحرك بالسياره وتحدث اليها وهو يتذكر تلك التي ركبت بسيارة المؤسسه/خربتي كل شي يالشموس، تحملي النتايج بنفسك ..
ردت بغضب/وش اللي خربته هااه.. اساساً مافيه شي معتدل علشان اخربه.. اجل تتصل وانا بنص عملي تبي تأخذني كذا وكأني بملاهي ، ناسي اني مسؤله و عندي اشغال، لا وعندي دعوه كنسلتها بس علشان ارد عليك، من انت هاااه من انت؟!!
ابتسم بتهكم غاضب وغمازتيه تتضح/من أنا؟!!! هههه يا عمري انتي بتعرفين من أنا بس نتقابل
غضبت من ضحكاته الساخره/حركاتك بالمكتب البارح راح اتناساها و بنسى تعدياتك علي.. وكل منا بحاله..بس لا عاد تحتك فيني مره ثااانيه،، و يلا انتهئ وقتي معك سلام!..
سمعها تغلق الهاتف بوجهه، ليضرب بيده على مقود سيارته. بكل قوته، فكر ان يعود ادراجه الى المؤسسه..ولكن ذلك سيأخذ من وقته..
.
،
.
،
.
في صالة المعيشه وملتقى العائله..
جلست لوحدها مسترخيه في الصوفا بيدها فنجان قهوتها كالعاده وباليد الأخرى كتاب مغلق، تريد ان تنشغل عما يدور في رأسها وعما تمر به.. أدارت ناظريها في المكان.. هنا كانت اجمل لحظات حياتها مع من احبتهم..
هناك على تلك الاريكه الكبيره كان يجلس والدها بدفء ابتسامته و هنا كانت تتصارع نيفادا ونايف كان كل منهما لا يترك الآخر وشأنه.. تقوم حروب وتنتهي بسبب لعبة بلايستيشن ..ثم ياخذها ويصطحبها على سيارته، تعلم انه لطالما عبثا بتلك السياره وكان يصورها وهي تقودها ليغيض بها الشموس التي كانت تغضب من تهورهما..
هنا مازالت تتذكر ذلك اليوم الذي تخرجت من الجامعه وعادت من ألمانيا لتجد حفله من اعداد زوجة ابيها والشموس..
لن تنسى ابداً احاديث ام رواد وحكمتها تعترف أنها لم تتقبلها في البدايه ولكنها احبتها بعد فتره بسيطه.. هي انسانه تفرض احترامها.. وتأثرت كثيراً بها..
آه من صداع ذكريات يستحيل ان تعود..
حاولت ان تعود وتفتح كتابها الأهم ان لا تفكر بشيء..ولكنها لم تعد حتى تحتمل قراءة ماتحب..
أي شعور قاتل يسيطر عليها منذ البارحه..
شعرت بحرقة لنضع يدها على بطنها بحركه لا اراديه نتاج ماتشعر به وهي تتنهد بداخلها( يا رب غفرانك)
لاحظتها وهي قادمه من بعيد ،ظنت انها ليست بخير او مرهقه..
جلست هند وهي تراها منذ البارحه لا تخرج لعملها، لطالما كانت نظاميه لأبعد حد .. وقتها موزع مابين عملها و راحتها و ماتحب مزاولته.. هي تعطي نفسها مساحه اكبر ، يعجبها تدبرها للامور/السلام عليكم
التفتت اليها وهي تعدل جلستها/وعليكم السلام..
هند بابتسامه/من امس وانتي بالبيت لا طلعه ولا شي.. اخاف فيك شي او مريضه
خافت ان يتضح عليها، لتحاول زرع ابتسامتها، رغم شعورها بالغثيان/لا بالعكس انا بخير.. بس تقدرين تسمينها استراحة محارب.. حاسه اني اجهدت نفسي بالفتره اللي راحت.. قلت لازم ادللها.
ترددت هند بسؤالها/وجهك اصفر.. ماهو عاجبني..!
حاولت تغيير الموضوع لآخر/اتركك من وجهي هاللحين وقولي لي شلون شفتي هند بنت صالح، طيبه وحبوبه صح
ضحكت هند من تغييرها لمحور الحديث/اي صح الله يخليها لعين ترجيها.
قررت ان تتحدث ولكن وردها اتصال من زميلتها المشرفة ، خافت فأماني لا تتصل دائماً، لابد وان خلف اتصالها شي مهم/عن اذنك عمتي برد…. هلا اماني..
وقفت مرعوبه/كيييف؟..احلفي.. اماني لا تعورين قلبي وش صار لوسام بالضبط؟..خلاص انا جاايه هاللحين..
تفاجأت من ردة فعلها وهي تقف معها/وش العلم يا ليال؟
ليال بدموع وتشتت/وسام ولد عندنا بالدار.. طاح على راسه وصار ينزف وفقد وعيه،، انا لازم اروح له. عن اذنك
رحمت تأثرها.. لماذا كل تلك المشاعر لطفل ليس لها؟!! لماذا اصبحت دموع ليال سهله و اي شي يأتي بها؟!!
تلك البنت الغامضه تخفي سراً..
.
،
.
،
.
،
.
نزعت اتزانها وتعقلها بتمرد وتحدي سافر!!
هكذا من دون اي تفكير بالعواقب..
"هربت"
بنظرها هو يتحداها.. يريد كسرها فقط
وكأنه يقول انتي "انثى" ضعيفه
لا يمكنك المضي بدوني..!
أيظن ان لا غنى لها عنه؟!!
أيظن الجميع انها ستموت بدون الرجل!!
خابت ظنونه وظنونهم..
وصلت استراحة العائله الكبيره.. وطلبت من سائقها الرحيل..
نزلت وهي تتجه للداخل وتتجاوز المعشبات وظلال النخيل بهدوء ..
المكان يدعو للاسترخاء، هي محتاجه لبعض السكينه.. لهدنه مع النفس بعدما تعرضت له في الفتره القليله الماضيه..
نزعت نقابها وعبائتها وهي تسترخي في الصاله الداخليه للاستراحه الكبيره..
دخل وهو يحمل بيده مكنسته وممسحته.. كان يؤدي عمله اليومي فقط.. ليرى شبح انثى يجلس مسترخياً هناك..!!
ظن انه يحلم او ما شابه.. من هذه.. لم يراها مسبقاً..كانت اخر انثى رآها في بلده.. تعثر وهو يمشي بدون وعي..
فتحت عينيها وهي مرعوبه من الصوت وتصرخ/من هنااا.
وقف وهو ينظر اليها لا يعرف لغتها.. هذه المرة الاولى التي يعمل بها في بلد عربي.. تلعثم/..
إلتقطت شالها وهي تتحجب به وتلتثم و تأمره، يبدو جديداً لطالما رفضت توظيف شباباً صغاراً في استراحتهم/انت شلون تدخل هنا.. هاااه.. برااا وناد لي براتاب بسرعه ..
خاف وهي تذكر اسم براتاب.. لا يريد دمارا لوظيفته.. ماحصل كان خارج ارادته..لم يحلم باكثر من النظر فهل تحسده من لذة النظر.. خرج مسرعاً..
لتلحق به وتغلق الباب خلفه، اللعنه هل كان ينقصها رعب ليظهر هذا امامها..
دخلت وهي تتجه لجناحها هنا.. ففيه تضع مناشفها و بعض حاجياتها.. لطالما كانت تحب المجيء هنا اسبوعياً مع العائله..ولكن ماحدث لنايف تسبب لهم بالأسى ..وانعدم خروجهم الا لاعمالهم فقط..
وصلت سريرها وهي تجلس باسترخاء ، قررت فصل وتغيير كل من بهذه الاستراحه بعدما حدث.. ولم تفكر بهم..!
رن هاتفها وهي تتذكر انها لم تغلقه.. لترد بعد رؤية اسم اختها/خير يا نيفا.. وش عندك
على الطرف الاخر/يوووه شكل المود خربان ..كيف بطلبك هاللحين
بتملل/نيفاا وش تبين انتي اخلصي؟
نيفادا/حبيبي شوشو.. بغيت اقولك اني حاابه اسوي حفله باستراحتنا هالسبوع يعني حابه اشوف صديقاتي
باعتراض غير مبرر/لااا الاستراحه هالسبوع مافيييه.. بعدين وشو له حفلات بنات بعيد عن اهاليكم، سوي حفلتك بالبيت وامنعيني من الاستهبال.
برجاءها/شوووشوو تكفين.
بضيق واضح/بالعربي هالسبوع مافيه استراحه.. يلا سكري الخط ولا عاد احد يتصل بي ولا تقلقون لاني بطفي جهازي
ببرائه/ادري انك رايحه مع عزام للرتز هالسبوع، عزام قايل لعمتي هند بياخذ هناك بعد الدوام
شعرت بالغضب وعزام وعمتها يخططان من خلفها بدون علمها!! كم يستصغرها ذلك الدخيل المعتد برجولته/ايه يصير خير.. سلام
اغلقت الخط وهي تشعر بالحنقه والغضب اكثر من اي وقت مضى… هذه كانت مفاجئته لي، يأخذني ليختلي بي بعيداً ليمارس علي رجولته!!
ستطال الوهم ولن تطالني..
.
،
.
،
.
تركته على قارعة الشك و التفكير..
اشغلته بها
كيف لها ان تتلاعب به.. وتهرب مره اخرى!
كيف تضعه على كف الحيره من تصرفاتها!
تذكر حديث عمته هند وهي تحذره بعدم تحديها (الشموس مهره ماحدن يعسفها..)
زم شفتيه بغضب، كيف سيتصرف.. كيف يعود للمنزل بدونها؟ وقد اخبر عمته هند بأنه سيأخذها للفندق لبضعة أيام.. حتى يتم ترتيب غرفتهما الجديده..
آه لماذا تحاول ان تصعب نفسها، وتصعب على قلبه الذي جعلته بتصرفاتها يتعلق اكثر.. تباً لها كيف تجرأت؟!
تسائل بداخله، كم يحتاج من السنوات ليستقر وينعم بحياه هادئه، طبيعيه؟
شعر بصداع ..لم يشعر به منذ فتره..هو انخفاض الضغط.. ستمرضه بلا شك.. ايفكر بعمله ام بالمنزل ام بتمردها؟!
هي تشغله وتشعله وتوتره في آن واحد..
،
.
،
حضرت مسرعه للمستشفى التي اخبرتها بها زميلتها المشرفه..كان قريباً من الدار..
اخبرتها ان وسام قد أذى نفسه، هي السبب نعم، فهي تغيب منذ يومين ولم يراها، بالتأكيد سيعلن عن رفضه ويلفت الانتباه بطريقه موجعه لانتبه له،..تُرى ماذا سيحل به لو توفيت؟!
بداخلها احزان متراكمه، تفكر بالغير اكثر مما تفكر بنفسها، قليلة بوح وهذا ما يرهق قلبها ..
اتجهت الى الطوارئ لتدخل الغرفه وهي تنادي/وساام يمه؟!
تلقفتها زميلتها اماني وهي توقفها/ليااال اسكتي، محد موجود غير وسام و توه الدكتور واصل له من شوي
مسحت دموعها وهي تسألها بلهفه/شصار على وسام يا اماني، كيف طلعتيه مع الاطفال للالعاب لحاله، ليه ما كنتي جنبه؟!
اماني/والله كنت عندهم بس انشغلت باحد الاطفال وهو راح فوق ورمى نفسه من فوق الزحليقه وطاح على الارضيه على راسه، نزف كثير والله وفقد وعيه
بكت وهي تتخيل قوة الصدمه وفي رأسه ايضاً!!
خلف الستار ، صرخ وليد بالممرضات/الفحص الاولي والاشعه توضح عنده نزيف داخلي بالراس ،انقلوه لغرفة العمليات بسررعه ، انا رايح افهم اهله بالحاله تكونون جهزتوه بالغرفه..
خرج وهو على عجله من امره..نظر في الممر ولم يجد سوا سيدتين ذوات بشره بيضاء من اليدين الظاهره ومن العينين،ليلتفت للممرضه/وين ام وسام عبدالله
سمعت سؤاله تقدمت ليال و بصوت باكي/انا أمه يا دكتور وش فيه وسام ليه كلكم حوله كذا
هو متفاجئ، اذن كيف وذلك الطفل اسمر، ما لذي يحدث له اليوم،قرر الرد وهي تلح عليه/بخير لا تخافين، ولدك فيه نزيف داخل الراس ، محتاجين نسوي له عمليه فوراً وان شاء الله ماقدامه الا العافيه
ارتاحت نوعاً ما فنبرة الثقه و وجهه يبشران بخير وطمأنها قبل العمليه/اكيد يا دكتور
وليد وهو يتلقى اتصال من الممرضين/اكيد بس دعواتك ، عن اذنكم،باذن الله ماتاخذ وقت كثير.
ذهب وهي تقف على جمر، وكأنها نسيت قليلاً مصيبتها،
ربتت اماني على كتفها/لا تخافين سمعت من الممرضات وطبيب الطوارئ انه طبيب جراحه مخ واعصاب ممتاز وحيل شاطر
تنهدت/الله كريم، تعالي ننتظر عند العمليات، وسام ماله اهل يا اماني، ماراح نخليه
استغربت نبرتها وتأثرها الشديد/شفييك لياال من قال اننا بنخليه، انا وانتي مسؤلين عنه،شوفي انا دوامي انتهى من ساعتين بس وجالسه هنا، ازعجني زوجي بالاتصالات، ياااله رضا اقعد ساعه زياده، بعدها تكفين انا ماقدر وراي عيال وزوج لكن انتي ظروفك احسن من ظروفي
هزت رأسها بالموافقه، الكل يظنها افضل منهم، وهي لا تجادل تسكت وتمضي ..
،
.
،
.
،
|