كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
في غرفة التنويم تجلس على سريرها وهي تتحدث بحماس/ليش ما اطلع وليد الله يخليك بشوف ولدي بلييزز
بتملل إلتفت الى وليد الآخر/شوف لك صرفه مع اختك، توها من شويه بس جايه من عند الصغير أهي وامي و اختي، صرعت راسي هالمره..
ضحك/والله انت عارف طبايعها محد غشك يا وليد..لو مخلي الوالده تخطب لك بنت من بنات عمك ازين
رفعت حاجبها بإستنكار/انت يالشايب محد كلمك بليز يعني لا تدخل بين الحبايب..لا توسوس لزوجي
ضحك زوجها/مو انا انضربت على راسي خلاص ماكو فكه بعد.
وليد/عاد ماقلتوا وش بتسمون الحلو. من امس اسألكم!
نطق بفخر/قررنا نسميه فرهاد على اسم جدي.
استغرب/غريب! شمعناه؟!
زوج رشا/فرهاد اسم كوردي، معناه المحترم و شخص عظيم الشأن.
ابتسم وليد/بإختصار يعني كفو..
طُرق الباب في هذه اللحظات،لتستغرب/من بيجي؟! مانعرف بألمانيا غير خالتي ام وليد وبنتها جيندا وتو راحوا.
وقف ليفتح الباب و يبتسم بعد رؤيتها/أولينا!!
تأملته قليلاً يبدو رجلاً بكل ماتحمله الكلمه من معنى، لا تخفي انها معجبه به، لتقدم له باقة ورد/مبروك نيو بيبي
لمحت نظرات زوجها لها لتناديه/عيونك يالطيب
ابتسم لها/هو انا اقدر؟!
صغرت عينيها وهي ترى دخول تلك الشقراء وتخاطب اخيها/من هذي وليد؟!
ابتسمت ونطقت بعربيه مكسره/انا نيو فريند لوليد ،امس عرفت انو انتي ولدتي بالصودفه و هبيت ابارك
اخذت منها الهديه ولم ترتاح لها فهي تنظر لأخيها كثيراً/شكراً ..عقبالك لكن بعيد عنا
كتم ضحكته وليد ليلتفت الى زوج اخته/زوجتك ماراح تخليني اعيش حياتي يابو فرهاد، حتى كنسلت سفرتي للديره علشان ولادتها..
رشا بقلق/يعني خلاص بتروح؟!!
ابتسم وهو يقدم طبق حلوى لأولينا/بكرا ، اخذت اجازه..تفضلي يا أولينا حلاوة فرهاد "نيو بيبي "
تنهدت وهي تخاف ان تغترب بعد ذهابه،لمح زوجها ذبلان نظرتها يعرف انها ممزقه من الداخل بينه وبينهم، هما من قوميتان مختلفتان و إن جمعهما الرابط المقدس، هو اكثر من يعرف الضغوط التي تعيشها لتبقي علا علاقتها به،شد على يدها التي ترتاح بجانبها، ليبتسم لها ويلطف الجو الذي تعكر قليلاً...
.
.
.
.
.
في الرياض...،
إلتقط ساعته بهدوء من فوق المكتب ليلبسها معصمه، لا تخفاه نظراتها له من انعكاس المرآه الطويله التي يقف أمامها في المكتب، ليتحدث بموضوعه بدون مقدمات/جاني فيصل الراشد قبل يومين..و طلب ليال للزواج..ياليت تسألينها عن رأيها..
في الاريكه الجانبيه تحتسي قهوتها الصامته لاحظته يلبس ساعته بسهوله، ليس كالسابق يتوتر حين تُغضبه ويفقد السيطره على حتى لبس ساعته، الآن هو هاديء و لبس ساعته بسرعه و يتحدث بلا توتر/كذا من الباب للطاقه خطبه!!
بابتسامه جانبيه/مادري وش الخطوه اللي تبينها حضرتك قبل الخطبه؟!
بهدوء مصطنع/يعني ابوه توه متوفي من فتره ماهي طويله اظن ،مو بدري على زواجه!!
إلتفت إليها وهو يذهب للمكتب و يأخذ سُبحته/يابنت الحلال قلنا خطبه،محد حدد زواج و لا شيء ، من قالك ان الدخله بكرا؟!، شلون تفهمين انتي؟!
لم تحبذ اسلوبه، وهي تحاول ان تقمع الشموس داخلها/عزام لو سمحت !
رفع حاجبه/انتي اللي لو سمحتي افهمي، و كلمي اختك عن الموضوع وحاولي ما تدخلّين برأيها خليها تقرر من نفسها،فكّيها منك.
شعرت بشعور بشع لا تعلم كيف ولكنه قاسي جداً/أفكّها مني؟!! لهالدرجه أنا مؤذيه؟!
بتملل واضح/مقصدي واضح،مابي أفتح أي مواضيع انتهت بالنسبه لي.
حركت رأسها وهي تحاول الإبتسامه لتجحد بكائها الوشيك/لا تخاف راح احرص انها توافق هالمره ، فيصل يستاهل الوحده توافق عليه وهي مغمضه،
بنفس هدوءه يداعب سُبحته/اي حاولي باللي تقدرين عليه لا تخلينها ترفض..و مثلما قلتي فيصل الراشد كفو، وانتي اكثر وحده تعرفينه و احسن مني بعد مايحتاج ..
نجح بإستفزازها بعدما فشلت هي في ذلك/عزاام!!
قاطعها بلا مبالاة/المهم ابي ردها الليله ان كانت موافقه..و ان رفضت خليها تفكر مره واثنين..ودي أول ما يرجع اخوك بالسلامه نعقد عقدها مع فيصل و ننهي الموضوع..
شعرت بالنيران تشتعل داخلها وهي ترى عدم إبداء غيرته و تقارنها بذلك الموقف حينما ثارت غيرته وهي تخبره أنها تمنت فيصل الراشد بدلاً من اخيه حين خطبها ماجد!،
كل شيء ينهار بداخلها شيء فشيئاً إلا رغبتها فيه تتعاظم و ذلك مالم تحتمل كتمه اكثر "سوى بالبكاء وحيده"..حينما يخرج و يتركها في كل مره يجدد فيها صدوده!
ذهبت لدورة المياه وغسلت وجهها بعد بكاءها المرير،لترفعه وتجففه بالمنشفه الصغيره و هي ترى إنعكاس ملامح هزيمتها في المرآه التي شهدت اشنع لحظات ضعفها و اسوء أيامها..
لم تكن خسارته عاديه..و لم تتقبل ان يعاملها بتبلّد هكذا بعد كل ذلك التعلّق كان لا يترك عناقها حتى وان كانت غاضبه وناقمه منه كان يُصر على النوم بجانبها و ان كانت لا تتودد له و تُظهر عدم رغبتها و الآن !!!
صد و جفى حتى صار بينهما جبال من جليد و اسوار شاهقه جداً!!
لم تستوعب حتى الآن اسلوبه الجديد و طريقته التي ينأى بنفسه عنها و كأنها لم تعد تعنيه، و كأنها شخصيه عاديه بحياته لا محل لها من الإهتمام!!
،
.
،
.
،
.
،
.
،
خرجت من المصعد وهي تتحدث في هاتفها و يبدو أمراً مهماً/طيب انا قلتلك اني موافقه و مستعده لكل شيء يترتب على هالخطوه وش يمنع هاللحين؟.....لا بليز انا جد مستعجله و الموعد مرره قرّب ابي كل شيء مثلما اتفقنا عليه..ايوا بعد بكرا الإفتتاح بحضور شخصيات مهمه و ملهمه في هالمجال..لا تنسى ،حضورك يشرفني اكيد..
لمحتها ام رواد تمر بجانبها مستعجله!/ليال وين رايحه هالوقت؟!
اغلقت هاتفها لتلتفت إليها مبتسمه، و بحماسه كانت قد إفتقدتها في الفتره الماضيه ولكنها عادت من جديد/بروح وقف ابوي..انتي عارفه الافتتاح قرّب و يبي لي اخلص كل شيء و ارتب كل شيء بنفسي.
بفضول قلق/عسى ربي يوفقك، ما قلتي من اللي يكلمك قبل شوي؟!
فهمت غرضها/استاذ طلال رجل فاضل وله باع طويل في العمل التطوعي خاصه بمجال رعاية الأيتان يعني بينفع العمل ، يمكن تذكرينه هو كان مسؤل دار الايتام اللي كنت موظفه فيه.
ضحكت/اي موظفه؟ و انتي ماعمرك استلمتي راتب كل مرتباتك محولتها لصالح المؤسسات الخيريه!
ابتسمت براحه/الحمدلله يام رواد، دام الله منعم علي ليه ما انفع المحتاج..هالعمل من اهم اسباب سعادتي و رضاي عن ذاتي و حتى توفيق ربي لي، وسبحان الله كلما ضاق صدري و قفلت بوجهي بسبب شيء، سرعان ما توسع خاطري و فرحت!
بابتسامة حنين لذلك الراحل/راكان المناع مامات وانتي بنته ..كان دايم يردد خير الناس أنفعهم للناس.
ابتسمت وذلك يشعرها بالفخر/الله يرحمه، يلا تامرين شيء يا زوجة الغالي؟
كادت تدمع/يالله من زمان ماقلتيها،
قبّلت رأسها/علشان ماتنسين تراك ام اخواني وراعية هالبيت حنا مجرد ضيوف عندك طال عمرك... سلام
ابتسمت براحه وهي ترى التقدير ممن يحيطون بها، حتى والكل منشغل بتحقيق ذاته لا ينسون فضلها، بنات زوجها مهما بلغت عيوبهن و إكتفاءهن بانفسهن، لديهن خصلة الإحترام والتقدير للكبير، و ذلك شيءّ عظيم بالنسبة لها ..
جلست وهي ترى الشموس قادمه تحمل طفلها و تبدو هادئه جداً، حتى جلست و ألقت تحيتها/وعليكم السلام..هاتي ركون عنك
قدمته لها وعادت لتجلس بعدما سكبت لنفسها فنجان قهوة عربيه/ليال مانزلت؟
بابتسامه/ليال طلعت من شوي، حبيبتي تشتغل ليل نهار الافتتاح قرب..ربي يوفقها
هدأت وهي تفكر بردة فعل ليال هي واثقه أنها لن تقبل فيصل و قلبها مازال معلق بوليد، ولكنها تحيّيها فهاهي تعمل بجد من جديد و تعرف كيف تتناسى و تتحاوز مشاعرها، كم تغبطها على تحكمها في أمورها، بعكسها باتت تشعر بالضعف تدريجياً و ذلك شيء تكرهه جداً.. ياللمشاعر!
استنطقتها بابتسامه/اليوم كله ما طلعتي من جناحك حتى للغداء و هاللحين طلعتي علشان تسرحين في فنجال القهوه! وش عندك يالشموس؟!
تنهدت وهي تحاول ان تبتسم/ابداً فيه خاطب متقدم لليال، وعزام يبيني اقول لليال عنه
استغربت برودها/عسانا نفرح بزواجها ما قلتي لي نعرفه؟!
سكتب لنفسها فنجان آخر/فيصل الراشد ولد سعد الراشد صديق الوالد الله يرحمهم جميع.
تذكرته/ما شاء الله، اخيراً قرر يتزوج! هالرجال كفو وابوك كان يمدحه عساه يكون من نصيب ليال.
تنهدت/امين..
لمحت الهم في نبرتها/فيك شيء؟! كأن خاطرك ضايق؟!
حاولت تجاوز ما تمر به/لا و لا شيء..قلقانه على نايف بس
ابتسمت لتريحها/يابنت الحلال،ريحي قلبك بس مافيه إلا العافيه لا و هند تقول ان شهد راحت له تزوره ومعها اخوها بعد،
استغربت/ماصدق شهد تسويها!!
بنفس ابتسامتها/لا صدقي، شكل البنيه حابته، عسى الله يتمم زواجهم و يجمعهم على خير
تمنت حقاً ان تحبه شهد و ليس فقط رد دين،أي زواج يُبنى على وصايا و شروط هو زواج ميت و إن لم يحدث طلاق/يا رب..
.
،
.
.
،
،
.
ألمانيا..
رفعت رأسها بتثاقل وهي تحاول ان ترى جيداً ولكنها تفاجأت به جالساً هنالك/وين تركي؟! الساعه كم؟! بسم الله!
بحاجب معقود/تركي وصل مرهق من شوي و نام، انتي ليه ما قلتي لي ان عندك سكر؟!
تركت السرير وهي تلملم شعرها المبعثر و تجمعه على كتفها/تركي جاب الشنطه؟!
زم شفتيه بغضب/ردي علي ليه ما قلتي لي ان عندك سكر؟! كان راعيتك و عرفت كيف اتعامل معك.
ابتسمت رغم ذبول عينيها/عشت مع السكر سنتين بصمت محد يدري به، حتى أمي ..و عارفه كيف ادبر نفسي، ما احتاج شفقة أحد.
بغضب مكبوت حتى لا احد يسمع صوته غيرها/بس انتي كنتي بتموتين اليوم لولا وجودي،لا تكابرين
قاطعته بغرور/لولا الله قبل كل شيء، بعدين ياليتك تركتني اموت احسن، بلا منتك هذي !! و كأنك اول مره تسوي خير بحياتك!
شد على عصاه ليقف بوجهها وهي تمر من أمامه ليشد ذراعها و يلفها بقوّة تجاهه/اشوف طلع لك لسان عندي يا بنت حسين؟! وانا اللي كنت اظنك ضعيفه و مغلوب على أمرها.
ابتسمت بسخريه رغم ضغطه على ذراعها/أولاً خضوعي لأبوي ماهو ضعف، ثانياً فك يدي عساها الـكـ .. فكي يدددي<<<< لم تستطيع الدعاء عليه
بغضبه فهو عانى معاودت الألم بعد إسعافها/كنت اليوم بنكسر وانا اشيلك واسعفك وانتي ولا همك، فعلاً قناع البراءه طاح وانكشفتي!
بنفس ابتسامة السخريه/ياااي لهالدرجه هشّ!! كل هالمعاناه علشان اسعافي!! والله مادريت انك .... اسكت احسن لي!
إستفزته و حاول فعل شيء و لكنه خائف جداً و لا يستطيع المجازفه بسمعته أمامها خصوصاً مع إشتداد ألآم ظهره الذي لم يعتاده إلا بعد إسعافها ، نفضها من يده و خرج غاضباً يتكىء على عصاه التي صار يكرهها/عشاك بالمطبخ سخنيه واكليه. و من بكرا تقولين لاخوك ترجعون..ماقصرتي على الزياره..
شعرت بالذنب وهو لا يرد عليها، شتمت نفسها كثير فهذا ليس اسلوبها ولا شخصيتها أبداً "اشعربالضيق حينما أُسيء إلى احدهم، حتى وان كان ذلك رداً على إساءته لي !!، هذه ليست أنا "
ندمت وهي تتذكر تحذيرات هند بأنها ستندم لذهابها لخطيبها، و هاهي تندم من اول يوم!!
"ليتني تزوجت بالخاطب الذي اختاره ابي.. على الأقل اختياراً ليس لي ان كان خيراً فخير و ان كان شراً فلن اندم لأنني لم اختاره بإرادتي!"
اخذت إبرتها معها و خرجت من غرفتها وهي تبحث عن أولينا بنظراتها..لم تجدها لتتجه للمطبخ ستموت من الجوع..ابتسمت وهي ترى ان اخيها جلب لها كل ماتحبه، يستحيل ان يكون من فعل هذا نايف فهو لا يعرف ماتحب و ما تكره...
بدأت بتسخين العشاء ثم اخذت إبرتها و بدأت بالأكل..رغم كل شيء تشعر برغبه غريبه في الأكل ، و كأن ماحدث بينها و بين نايف كسر حاجز الخوف والتردد منه..
تأكدت أنه لا يريدها و ذلك يتيح لها مساحه من الحريه...حالياً ليس لديها مانع بأن تكون زوجه معلّقه ...
ابتسمت وهي تكمل عشاءها برضا غريب جداً..حتى أنها لم تحاول تفسير ما حدث..لديها دراسه لتكملها ستنتبه لها حالياً..و ستتجاهل صدمتها بنايف،،
فهي تعرف جيداً ان الأيام كفيله بتغيير حالها للأفضل..الله دائماً معها فمِن مَن تخشى؟!
.
،
.
،
.
،
.
،
.
ليلاً..،
اغلقت هاتفها من قاسي و عادت لتجلس بتعب وهي صامته،كدأبها حين يتصل بها، لا يتحدث كثيراً و لا يتصل كثيراً و لكن مادام متواصلاً معها هاتفياً فهذا أرحم بكثير من إنقطاع دائم..
لاحظتها اختها وعينيها تسقط في الفراغ/شلون قاسي؟
ابتسمت بذبول/يقول بخير.
ابتسمت بدورها/شكلك منتي مصدقته
حاولت ان تتجاهل مشاعرها السلبيه ولكن حدس يخبرها ان كارثة ما ستحدث لا تدري متى و مانوع تلك الكارثه و لكنها ليست مرتاحه/كيف يكون حاله و هو في حرب؟! بين اوديه وجبال و ارض مليانه ألغام؟!
صمتت قليلاً لتردف بعدما ابتلعت غصتها/تدرين يالشموس أنه كل ما اتصل بي أحس اني انولد من جديد و الحظ يبتسم لي..لكن من يودعني علشان ينهي المكالمه احس الحياة كلها تودعني.
أذهلتها بحديثها الذي يتغلل في الروح، كبرت هذه الطفله و باتت أماً و حزينه كثيرة السرحان و ان نطقت اعجبت، حاولت ممازحتها لإخراجها من ازمة تفكيرها به/لا لا ما توقعت تحبينه كذا؟! تذكرين يوم تقولين لي لا ترجعوني معه اول مره جابك البيت؟!
تتذكر جيداً كيف إستمال قلبها وجذبها برجولته و مواقفه النبيله، و كيف انه يعرف عنها اشياء لم يكونوا يعرفونها، هو من اشعرها بأنوثتها و بكمالها، نطقت بإبتسامه و يدها بعفويه على بطنها البارز/بالبدايه كنت اكابر، اقول هو حدث عابر بحياتي بسبب فارق السن وكنت استعجل فراقه ، لكن موقف وراء موقف يثبت لي انه جاد بعلاقتنا .. كان يسامح كثير و يتفهم طيش تصرفاتي و يسايرني بهدوء واثق و رزانه حتى اني صرت اغار من فارق العمر بيننا، مابي هالعمر يصير فجوه بيننا، صرت أنا أحاول أجاري مستواه مثلما يجاريني و أسايره مثلما يسايرني، بإختصار هو الهدوء اللي وسط كل ازعاج عالمي.
صمتت للحظه وهي تحاول ان تستوعب كمية اللطف في حديثها عن علاقتها بزوجها، كيف إستطاع كل منهما فهم الآخر و إكماله/كنت رافضه فكرة زواجك من قاسي و تخاصمت مع عزام علشانك، يالله فعلاً ابن آدم عدو ما يجهله!!
تذكرت ماحدث و اخبرها به قاسي عن طريقة زواجه بها، لتبتسم/مع ان عزام كان رافض قطعياً زواجي من قاسي، كيف خاصمتيه؟!
تذكرت لومها لعزام في حينها/عارفه، حكى لي عزام، كل شيء بعدين
ضحكت حتى هدأت/كنت زعلانه و متضايقه من عزام بسبب تزويجه لي وللأمانه فكرت في أذيته ، لكن هاللحين والله لو يسمح لي الشرع لأبوس رأسه..
شعرت بصداع يلف رأسها كل ذلك النبل من عزام و هي التي كانت تتهمه في حينها باللامبالاة/وانا بعد ما قصرت كنت اتهم عزام انه يبي يتخلص منك وبس. رغم انه طالب قاسي ما يعاملك كزوجه الا بعد العشرين!
بابتسامه/والله يا أختي انتي متسرعه بالحكم على كل شيء يخالف رغباتك ، متسلطه وعذراً على اللفظ بس هذا واقعك،
صغّرت عينيها وهي تنظر لبطنها لتنطق بسخريه/واضح ان قاسي حافظ على عهده..
بابتسامة خبث/يشهد الله انه حافظ عليه لكن أنا اللي ما حافظت...معليش يعني..قلت له على بلاطه اذا ناوي تعاملني كأخ فأنا مابي اخو غير نايف.. غير كذا سلام، و بعدها اقتنع و راح التردد و عشنا حياتنا بوضوح.
صدمتها جرأت تلك الصغيره بعدما فهمت مقصدها لتفتح عينيها على اتساعها/يمه يمه وانا اقول صغيره و ظلمناها !!طلعت انا الهبله و انا اللي ماعرف كيف اتصرف مع زوجي!!
ضحكت حتى شعرت ان بطنها بدأ يؤلمها وهو يتحرك، لتصمت وهي تنتظر توقف الحركه..
لاحظت صمتها المفاجىء/نيفو فيه مشكله؟!
زمت شفتيها بألم و لكنها ابتسمت/فيه مشكلتين مو مشكله..اذا تحركوا يتعبون
تذكرت ما اخبرتها به ليال انها حامل بتوأم لتبتسم/اي صح نسيت ابارك لك، مبرووك التوأم ، عرفتي جنسهم؟!
ابتسمت وهي تتذكر لحظة السونار مع قاسي/الله يبارك فيك ، واحد ولد،الثاني مو مبين..بس اتمنى بنت
بخوف عليها/الله يعينك و يسهل هالحمل..واحد متعب شلون اثنين
تنهدت بعد راحتها من الألم/امين يا رب ، بقوم لدورة المياه ..و بعدها بروح ارتاح بغرفتي شوي ، اذا مانمتي عادي اتصلي بي و انزل اسهر معك ماعندي مشكله
ابتسمت لها/ابداً بس بنتظر ليال ثم اروح انام..روحي ارتاحي و ماعليك.
جلست وحيده بعد ذهاب نيفادا، يؤلمها ما آلت إليه الأمور بينها وبين زوجها، لم يعد يريدها ويتضح ذلك في تصرفاته و نظراته،..ما اقبح الجفول بعد الإقبال و الإهمال بعد شدة الإهتمام..
دخلت منذ دقيقه و هي تلاحظ سرحان الشموس، حتى أنها لم ترد السلام حين سلّمت، لتعيده وهي تقترب و تجلس/السلام عليكم ..نحن هنا!!
انتبهت اخيراً لتواجدها/وعليكم السلام..من متى دخلتي؟ ماحسيت بك!!
بابتسامه/اشوفك سرحانه و وجهك معتفس!،وش مضيق صدرك يا بنت، إذا علشان هواشي لك انا والله مسامحتك صدقيني،مهما زعلت منك و ضيقتي صدري تراني أظل احبك.
ابتسمت لطيبة اخواتها/حبيبتي للوش، ليت قلبي مثل قلبك..لكن اللي مشغلني شيء ثاني غير اللي جاء ببالك.
نطقت بإهتمام وهي تضع حقيبتها جانبها/وش هالشيء؟! قولي.. واضح انه مشغلك بالحيل و موترك بعد!خلينا نتكلم و فضفضي بكرا عندنا استقبال يا قلبي، مابي شيء يأثر عليك.
تنهدت وهي تحاول ان ترتب حديثها/ادري انك مشغوله هالايام و الافتتاح قرب..بس هالموضوع شخصي يعني يخصك انتي.
استغربت تشتتها لتبتسم/هاللحين بتتكلمين عن العمل و الا بموضوع شخصي؟! حددي باين مرتبكه!!
نطقت بدون مقدمات/فيصل الراشد تقدم لخطبتك من عزام.. و مايحتاج اتكلم لك عن فيصل معروف ما شاء الله..
صمتت وهي تسمع بخطبة رجل غريب غير الذي سبق و وافقت على خطبته في ألمانيا، يالله هو متزوج صديقي و رفيقة غربتي فلماذا أفكر به في اللحظات الخاصة بي، إحتقرت نفسها و هي ترى تمسكها بالوهم يزداد..،
تحدثت لتريحها/ليال طلبتك تاخذين راحتك، لا تضغطين على نفسك و انسي كل شيء خذي مهله و فكري بنفسك فقط و لا تفكرين بكلام احد،هذي حياتك قرري مع من بتعيشينها.
ابتسمت بسخريه/بس اخاف ان رفضت هالمره تتهميني و تقولين لي اكيييد تفكرين بأحد غيره!!
قاطعتها بجديه/عسى الله يقص لساني لو قلته او عاتبتك ، ليال انسي كلامي كله اللي راح و عتابنا و فكري بحالك هذا من ابسط حقوقك.لكن هالمره فكري بتمهل و لا ترفضين بسرعه..كل اللي ابيه بهالحياة اشوفكم يا خواتي سعيدات.
تنهدت لتعتدل جالسه ثم وقفت وهي تتحدث بجديه/فيصل الراشد رجل صالح مافيه شك .. انا موافقه
خافت لتقف معها/قلبي ليال اذا كان موافقتك علشان تثبتين لي شيء تكفين اعفيني منه و انسي، حلفتك بالله!
ابتسمت لها/يا غبيه، وش بستفيد ان رفضت فيصل؟! عموماً لو عزام مو مقتنع بفيصل ما جاء يشاورني فيه.. انا اثق فيكم اثنينكم..
كادت تتكلم ولكن قاطعتها ليال وهي تبتسم/ وربي موافقه بكامل إرادتي لا تظنين اني غبيه بسوي شيء ضد رغبتي بس علشان اثبت لك شيء ماني مقتنعه فيه..و بعدين خلاص عقلت وابي عيال بصراحه.<<ابتسمت
ارتاحت فهي تبدو حيويه عكس ما توقعته/الله يوفقك..قولي امين
طبعت قبلتها على رأسها بابتسامه/امين، يلا عاد الوقت متأخر بنام وراي افتتاح ،تصبحين على خير
بابتسامه باهته/وانتي من هله.
راقبتها حتى دخلت المصعد، لتترك الصاله وتعود الى جناحها فالكل نائم ماعدا عزام لم يعود بعد..!
.
،
.
،
،
.
،
.
،
دخلت غرفتها وهي تضع حقيبتها جانباً و تتجه للشماعه و تعلق عبائتها عليها..
اتجهت إلى خزانتها لتُخرج لها بيجامه، اخذتها و انتبهت للصندوق المغلف بغلاف شركة النقل، لم يتسنى لها الوقت لتفتحه كانت مشغوله حينما إستلمته ، داهمها الفضول لتفتحه..
اخذته لتتجه ناحية أريكتها و تفتحه/لتتفاجىء برائحة الكليجا، هذا الصندوق يشبه ذلك الصندوق..فتحته بلهفه وعينيها على غطاءه من الداخل ..شعرت أنه منه..لتتفاجىء بما كتبه لها!! لم تصدق ما تراه!!!
[حالف قبل موتي أرد إعتباري ،
والله ما أموت و خاطر الأحلام مكسور!]
لم تفهم ما يقصده تماماً، ولكن وليد اكبر من ان يهدد بهكذ اسلوب!!هل يعقل انه ارسل هذا الصندوق و تكلف من اجل التهديد فقط؟!!
وكيف يكون هو نفسه وليد!!
ابتسمت وهي تتذكر ان لا رجلاً تعرفه ليهدي لها سوى طبيبها ..فمن سيكون؟!
اغلقت الصندوق وهي تضعه في ثلاجتها الصغيره المتواجده في طرف الغرفه...
لتتركها و تكمل ما كانت تفعله، هي متأكده ان وليد رجل عاقل و لديه ما يفعله اهم من ملاحقتها و متأكده أنه لن يؤذيها.
وصلت سريرها وهي تحاول ان ترمي كل شيء خلف ظهر ذاكرتها لتنام بدون تفكير ...
ولكن ماخلف الضلوع يدق طبول الحنين رغماً عن أنف الغياب!
حضوره المهيب، أحاديث عينيه الصامته، جديّته التي تمثل جيداً دور الصمود أمامها..كل شيء لطيف يذكرها به ياللأسى ، حتى الصديقه المقربه لها باتا يشتركانها فنصفها صديقتها و نصفها الآخر زوجته!!
و لكن رغم إنهزامها الداخلي انتصرت على قلبها و هذا بحد ذاته مؤلم!
حسناً الآن ظهر فيصل.. و سيكون فيصلاً بالتأكيد ليفصل بينها و بين حباً عفيفاً لم تندسه لقاءات و لا حتى وعود زائفه..بل حباً عذرياً..لعاشقيّن احدهما فاشل و الآخر منحوسٌ بالفطره!!
.
.
.
.
،
.
،
.
لو نلتقِي في نجد، عاصمةُ الهوى
لو ألتقي عينيكَ ما سيضرّني ؟
ٰ
لو ألمسُ الكفّينِ كي أصل السّماء
حلمٌ حلمتُ به لعلّ يسُرّني *
منذ دقائق خرج من مطار العاصمه بعد وصوله صباحاً الى ديار الهوى و محبوبة الصبا ، هنا الرياض و ما اقسى الرياض على العاشقين و ما أحنّها!
ما اجمل دورات تبدل الشعور و ترانيم الأمل، الحمدلله ان الحزن و الضيق لا يدوم..لذلك الحمدلله على تبدل الأمور و الحمدلله على أدوية القدر..
من كان يظن انه سيصل إلى ما وصل إليه اليوم من قمة النجاحات و اعتراف بالتميز في موطنه و في الخارج؟! كل هذا الذي يعيشه كان مجهولاً عنه تماماً قبل سنتين بل منذ وفاة اخيه الشقيق "علي" بعد والده بفتره قصيره، بعدما وصلت ذروة اليأس به الى قرار الهجره ..
انفتحت له مغاليق النجاح و انطلق الى القمه و تنفس بها الصعداء...بما تلاه من الأمور الإيجابيه..
و حين يستذكر نجاحه لابد و ان يتذكر من اهدته نفسها..و زرعت في داخله الشعور الألطف ودفعته لأن يكون مبدعاً...يعترف أن لولاها بعد الله لما وصل إلى ما وصل إليه اليوم..."ليال" و ما أطول الليال في الغياب الذي يعيشه منذ عرفها!!
توقفت السياره أمام منزله لينزل بعدما حاسب السائق ثم اخذ حقيبته و اتجه للمنزل بشوق فاق صبره ..
تسلل للداخل وهو يلاحظ هدوء المكان، لابد و ان عزّه ليست هنا فهو لم يسمع صوت طفلها، لينادي بصوت منخفض/يا عرب! احد هنا؟!
نادته من اخر الصاله ببحة صوتها الذي يخبره بشوقها/يا مرحبا يا شعرة قلبي
ترك مكانه و اتجه ناحيتها ليعانقها بلهفة طفل/أمي
نزفت دموعها وهي تراه ينزل لقدميها و يقبلها/الله يرضا عليك يا قلبي..
رفع رأسه وهو ينظر إليها بحنين و شوق/شلونك ام وليد
ابتسمت له/ام وليد بخير دام وليدها بخير..وش هالهنا جيت فجأه يا عمري..يا سعد قلبي بشوفتك. تبي عشاء يا قلبي؟ جوعان صح؟!
ابتسم/لا يمه تعشيت بالطياره لا تخافين
شدت على يده/هذا ماهو عشاء بتتعشى معي، الليله عزه وصل زوجها و اخذت ولدها و راحت لبيتها وظليت لحالي انا والشغاله ،لكن الله جابك..تعااال معي المطبخ
ذهب معها بحماس،فهم انها تشعر بالوحده والملل وبالتأكيد لم تأكل اصلاً/قدام يمه.
،
.
،
.
..
.
صباحاً..،
يجلس هنالك على سريره ترك تصفح اللابتوب لأحدى قضاياه و ظل يراقبها تقف هنالك تمشط شعرها الطويل بعد إستحمامها و الشمس خلفها تعانق خصلات شعرها فيبدو و كأنه شلالٌ يشتعل!
تشد إنتباهه بشكل مستمر، حتى أنه صار يجلس عندها اكثر مما يخرج، لاحظ ذلك كل من حوله حتى أهله..،هادئه و حديثها النادر لا يمل!
لمحته يغرق فيها لتبتسم/مو قلنا اللابتوب هذا لا يدخل الغرفه؟!وش جابه عندي وانت توك جاي من الدوام؟!
انتبه لنفسه اخيراً ليغلقه و يضعه جانباً/شغله بسيط و حبيت انهيها هنا..
انتهت من تصفيف شعرها وتبخيره اخيراً لتضع لمسه من عطرها وهي تتذكر الشموس بدعواتها،فمعظم جهازها الخاص وضعت له لمساتها الفخمه و أصرت على ان تتكفل هي به و ان تترك مهرها في البنك بدون ان تصرفه، اليوم تريد ان تذهب لرؤية والدها ولكن لا تدري كيف تطلب مهند ذلك، إلتفتت ناحيته و لكنها تفاجأت به يقف خلفها كادت تسقط من تعثرها ولكنه ثبتها/بسم الله
ضحك وهو يبتعد قليلاً/اعترفي وش سرحانه فيه يلاا،المرايه قدامك كيف مانتبهتي لي؟ !!،
ارتاحت بعد هذا الموقف لتحاول ان تدفعه عنها/ابعد عني بس خوفتني بنزل لخالتي اتقهوى معها
اعترض طريقها للباب/و ان ما ابعدت؟!
توقفت وهي تنظر لعينيه عن قرب بإبتسامه/ما تعلمني وش تفكر فيه؟!
بابتسامه/أمي رايحه للجيران، ماله داعي تتعبين و تنزلين خليك معي
استغربت/بس هي قايله لي انزل بعد العصر علشان نتقهوى سوى!!
مد أنامله لخصلات شعرها المتمرده على وجهها ليبعدها و من ثم يمسك بيدها و يرفعها ليقبّلها/اكيد نست ، المهم منتي ناويه تقهويني؟!ترى لي ربع ساعه انتظر !
فهمت قصده لتبتسم/ما يحتاج تطلب يا قلبي..
.
،
.
،
.
،
.
تحت؛
وضعت فنجانها الثالث وهي تتسائل بحيره/كادي يمه،مانزلت هوازن مرت اخوك للحين؟!
كادي بهدوءها/لا يا قلبي مابعد، اكيد شوي وتنزل مثلما قال مهند هو اللي رد على جوالها من شوي
حركت يدها فاتن بلا مبالاه/ماظنتي بتنزل، اخوك توه راجع و من امس غايب ماظنتي بتخليه بنت عبدالله
كادي بغضب مكبوت/فااتن لا تراقبين الناس، عيب وبعدين اذا قعدوا مع بعض ترى توهم متزوجين و لا اخذوا حقهم الوافي من بعض استحي.!
ابتسمت فاتن بسخريه/على طاري الحقوق شلونك مع زوج الغفله له شهرين غايب عنك!!
تتهدت بضيق/مالك شغل يا بنت الناس ألتهي بنفسك احسن لك
بدأت تشك ام مهند/اي والله وش العلم يا كادي، تراني ملاحظه وساكته قلت يجوز تتكلم او انها بس اجازه و اشوفك هنا ما تطلعين حتى بزيارات معي!!
تذكرت مصيبتها الحزينه لتقف وهي تلتفت لفاتن/والله ما ألوم زوجك يوم يسمحلك تجلسين هنا بالاسبوع و الاثنين..يا قلق
تحدثت فاتن وهي تصغّر عينيها/اقوول علميهم وش ناويه عليه بدال مثالياتك هذي ترى سمعت مكالمتك مع زوجك من فتره و ساكته على امل تتكلمين بس انك ماتكلمتي!!!
انفجرت بوجهها/انتي من مسلطك علي؟!! ليه تاركه حياتك وتركزين بحياة الناس؟!!
نطقت بثقه/أنا يا قلبي مسنعه زوجي ومربيته مو مثلك انتي و الخبله الثانيه ..يمثلون عليكم ازواجكم و تصدقون!!
هذه لا فائده منها ابداً قررت ترك المكان و الهرب..
نادتها/كااادي وقفي و انطقي وش بينك وبين زوجك؟! نعنبو بليسك حتى ما سلم علي من فتره!
نطقت بضيق/انا و حمد انفصلنا يمه..
ابتسمت بسخريه/قلت لك يالخبله لا تكلمينه بعد الملكه بس انك ماسمعتي نصيحتي!! قال حب قال
صرخت بها فهي لا تعرف بواطن الأمور و لا سر اختلافهما/انتي يالتافهه انكتمي ولا كلمه،مالك دخل فااهمه مالك دخل!
تركتهما و دخلت تحت نظرات الصدمه من والدتها..!
تحدثت و هي تزيد اثارت الموضوع/والله لو ادري ان حمد بيسوي كذا بأختي كان فضحت مكالماته لها بعد الملكه بس يلا طاح الفاس بالراس و..
قاطعتها و هي غاضبه/انتي انطمي و قومي انقلعي لبيت زوجك ،نعنبو دارك ماني ناقصه وجع راس انقلعيي
قفزت من مكانها وهي تبتعد وتمثل الغضب/انا الغلطانه اللي ادفع ثمن صمتي !!
تنهدت ام مهند بقهر و هي تستند على ظهرها و تحاول ان تستجمع نفسها بعد هذا الخبر الذي هزها..كادي افضل بناتها و ألطفهن مع الجميع لا تستحق إلا من يقدرها، هي تعرفها جيداً..، لم تصدق أن يطلقها زوجها!!
،
.
،
.
،
.
،
تراقبه من بعيد هو و تركي يتحدثان، لم يفوتها أنه يدخن، لو علمت الشموس ستجن فهو لم يكن كذلك رغم ان والدهم كان مدخناً..!
قررت تركهما و التوجه لطبيبه المباشر..ستسأل عن عمليته و مدة علاجه فهي اصبحت لا تثق به بعد رؤية تلك الصفراء عنده في منزله..،
وقفت عند الاستقبال تسأل عن طبيبه ليبتسم وهو يقف بجانبها مصادفه رجل كبير و شعره ابيض تماماً/دكتور يوهان!
ابتسم وهو يرى احتشامها/اهلاً سيدتي كيف يمكنني خدمتك؟!
تنهدت/انا زوجة المريض نايف و احببت ان اطمئن على حالته،يعني متى سينتهي علاجه وهل سيعود كالسابق؟!
استغرب رؤيتها ،لماذا جازف نايف بالعمليه وهو متزوج/لم اعرف انه متزوج ولكن من الجيد سؤالك عنه.هنالك نقاط عليك معرفتها فأنتي الشخص الأقرب منه.
ظلت تسمعه في الممر وهي بكامل ذهولها و خجلها من صراحة الطبيب فهو لا يعرف انهما مجرد مخطوبين ، ولكن من الجيد انها إطلعت على اسراره...!!
ذهب الطبيب وهي تقف مكانها تحاول ان تستوعب،،شتمت نفسها على تسرعها المُستغرب منها، إذن "أولينا" مجرد مدربه او ربما حتى زائره..
كان يجب ان تتريث بكل شيء كما تفعل دائماً، ..التسرع بالأحكام دائماً لا يأتي بخير..!
عادت لتراقبهما من جديد، سبحان من غيّر النظره من قهر وغيره إلى رحمة أكثر من أي شيء آخر..!!
لمح نظرات عينيها له من بعيد من خلال نقابها! ، خاف ان تخبر تركي عما قاله، و إستغرب بنفس الوقت أنها لم تخبره!! نطق بفضول/ها ماقلت لي كم بتقعدون هنا يا تركي؟
ابتسم/افا تونا واصلين أمس و تسألنا متى نرجع اليوم؟!! ماهقيتها منك ابد يالنسيب! لحظه انادي اختي تفاهم معك
ضحك/لا تشعللها من البدايه يا تركي، تراه مجرد سؤال.
ضحك هو الآخر/افاا من هاللحين تخاف من زوجتك؟!! ههه
بإبتسامه/أخاف و نص... لا تولع النار بيننا بس خلك محضر خير يا رجل!
في مكانها تراقبهما و تفكر بما ستفعله بعدما عرفته، سينتهي هذا الأسبوع و ستعود الى الرياض.. الحديث الصريح لن يفيدها مع نايف، من الواضح أنه ناقم وغير متقبل لها رغم ان أحداً لم يرغمه عليها!!
تركت مكانها لتذهب إليهما..
إبتسمت فقد عرفت أن لا علاقه لنايف بتلك الشقراء و لن يكون له علاقه بغيرها..
حسناً قد تكون تلك أنانيةً منها ولكن هي زوجته و هي الأحق به من غيرها.. و إن لم يعجبه ذلك!
وصلت وهي تراهما يبتسمان/هاه خلصتوا حش؟!
تركي برفعة حاجب/الحش للحريم ماهو لنا
صغّرت عينيها/بالله؟! يلا قدامي خل نايف يكمل جري براحته.
قاطعها/لحظه شهد
استغربت/سم؟!
فهم تركي/انا بروح اجيب لنا عصير
تحدث بهدوءه/ما شاء الله واضح اليوم رايقه و مبسوطه؟!
لم تتوقع ان يطلبها ولكن هي قد فهمت رفضه لها/الحمدلله، آخر روقان..وش بغيت؟!
نطق بجديّه/اتصلت عليك الصبح كذا مره، ليه ما تردين؟!
ردت بجديه هي الأخرى/كنت نايمه،بعدين كيف جبت رقمي انت؟!
ضحك بسخريه/ماقصرتي بإزعاجك لي بمكالماتك و رسايلك طول الفتره اللي راحت و تسألين من وين جبته؟!!بجاحه!
للمرة الأولى تشعر بالإهانه بهذا الشكل أكان يستثقل كل شيء منها؟!
حاول إستنطاقها/شفيك سكتتي؟! زعلتي؟!
تنفست محاولةً تجاوز بكائها/لا ما زعلت بس ما اعرف أرد على الوقاحه..و انت فاجأتني بها.
ضحك قليلاً ثم رد ببرود/اتركينا من هذا كله، وخلينا في الأهم ، ترى ماعرف سوالفكم يالبنات.
ضحكت/واضح..!
تحدث بإهتمام/المهم يا بنت الناس، اللي صار لا يعرفه تركي
استغربت طلبه/وش صار يعني علشان اقوله لأخوي؟
تأفف/أنتي عارفه زين وش اقصد، خلينا بعيدين عن بعض افضل واوعدك اخليك على ذمتي.لا تخافين ادري انك شايله هم طلاقي لك و..
صغرت عينيها بقهر وهي تقاطعه/انت من تظن نفسك؟! من قال لك انك اخر أمل لي في الحياة؟! و سواءاً حبيت اكمل معك او لا اطلب الطلاق، وش تفرق معك دامك ماتبيني؟! كلها واحد
ابتسم ليستفزها/أخاف قلبك يبيني و ساكته، ما ظن هالمكالمات و السفر لين عندي هنا على الفاضي. و مابي تعلقين فيني عالفاضي.
ابتلعت غصتها وهي تحاول ان لا تفضح ماعرفته من الطبيب قبل قليل أمامه، يعز عليها ان ينكسر مهما كان/تطمن انا راضيه بهالعلاقه مهما كانت..ماعندي أية شروط
ازداد غضبه من إصرارها عليه ولكن لم يرد وهو يرى عودة تركي بالعصير..
قدم لهم العصير ليأخذانه بصمت/شفيكم يا جماعه سكتتوا فجأه؟!
نطقت وهي تضعا لعصير من يدها المتوتره/انا تعبت و حابه ارجع الفندق يا تركي مشينا .
تحدث وهو يراها تستعجل تركي/اذا ما وراكم مشاوير، شرايكم اعزمكم الليله؟!
تركي بحماس/ماعندي مانع، ودي اشوف هالديره اول مره اجي ألمانيا
استغربت عزيمته و أسلوبه فيها! تعرف تماماً أنه لا يطيقها و ما قال قبل قليل اكبر دليل/معليه، ماقدر اقبل دعوتك الليله انا حابه ارتاح شوي بالفندق ..و انت انتبه لنفسك وصحتك افضل و لا تشيل همنا نقدر نتمشى لحالنا..سلام..
تفاجىء تركي بحديثها مع نايف وهي التي سافرت إلى ألمانيا من أجله!!، لمح ردة فعل نايف الذي بدأ يكتم غضبه..كاد يتحدث ولكن لحق بأخته وهو غاضب هو الآخر/معليه عن اذنك بوصلها الفندق و ارجع لك لا يهمك..سلام نايف..
تتبعها بنظراته وهي تبتعد خارجه من المكان برمته،لماذا تحولت لأخرى غير تلك الضعيفه التي كان يعرفها؟!!!
نظر لهاتفه الذي لم يرن من "أولينا" منذ قدوم شهد!!، هل لشهد علاقه بتهربها؟! بدأ يتأكد أنها ليست سهله و ربما تواصلت مع أولينا و اخبرتها بأمر زاوجهما!!
زم شفتيه بغضب وهو يفكر كيف يقتلع شهد التي زرعها بنفسه في حياته...؟!
.
،
.
،
.
،.
يجلسان بهدوء منذ ذهاب صالح، يبتسم لهذا الشاب الذي يطيل النظر في جهاز الكمبيوتر المحمول في طرف المجلس، و يكاد يجلس برفقته طوال اليوم فلا يذهب إلا وقت نومه!
قرر الحديث ليريحه/تأخر الوقت يا ولدي كب هالجهاز وروح نام الله يرضا عليك.
ابتسم له وهو يزيح نظارته/افاا شكلي ازعجتك!!
بإبتسامه/لا والله مازعجتني، ما وراي إلا النوم هنا يا ولدي، بس انت وراك دوام و شقى ومابي اشغلك معي
برضا تام/ارتاح يا بوي ، تراني احب الجلسه معك وودي اني بعد اجيب فراشي عندك هنا وش رايك؟!
ضحك/الراي راي ام راكان هي اللي ماهي مخليتك تنام برا. اترك هالسهر هنا و روح لها ازين من مقابل هالشايب.
ضحك/ماعليك، متى ما نعست بروح،
اخذ في سحب غطاء فراشه ليضع رأسه على وسادته، يعرف ان عزام مرهق وجلوسه هنا مجرد مجاملةً له/اجل يا ولدي اسهر بكيفك و انا بنام، ماتعودت على السهر..تمسى على خير.
لاحظ استغراقه في النوم ليغلق جهازه و يحمله معه و يخفض الإضاءه ثم يخرج و يتركه يرتاح في نومه...،
فتح عينيه بإبتسامة رضا فور خروج عزام،ذلك الشاب يثير داخله الكثير من المشاعر الإيجابيه، كالأمان و الحب و كأنه يعرفه منذ سنين!!
شعوره بالرضا و ان الله يحبه يجعله مطمئن دائماً، حينما كان بجواره ذلك الرجل الطيب الذي زوجه إبنته الصالحه وان كانت مكفوفه و مقعده و ضعيفة سمع إلا أنها كانت صالحه و "ربت هوازن حتى باتت يافعه وبالتالي اصبحت هوازن تعتني بنا كلانا أنا ووالدتها حتى وفاتها..اتوق لتلك السيده و لذلك الرجل النبيل..فهما خزينتي من الذكريات!"
لمح صورةً مبروزه و كبيره نوعاً ما في آخر المجلس، لم ينتبه لها سوى اليوم بعدما إرتاح، ذلك الرجل لديه نفس بنية عزام الجسمانيه و نفس الأنف غير ان عزام ناعس الطرف كثيراً!
بالتأكيد سيكون يشبههم فهو من افراد الأسره..
ضل يتأمل الصوره التي تثير إهتمامه، فكل ما يخص عزام بات يعنيه..لا احد غير الله ثم عزام..
.
.
،
.
،
تقلبت كثيراً في سريرها، مضت نصف ساعه منذ سمعت صوت فتح الباب و دخوله الجناح و لكنه لم يدخل الغرفه و لا حتى كلّف نفسه بنظره!
كان جاداً جداً في حديثه عن نهاية صلاحية إرتباطهما و أن كل شيء بينهما بات ميؤس منه وانه اكتفى منها و كفر بإيمانه بمدى جدوى استمرارية هذه العلاقه!
خسرته و كل يوم في هجره لها تتأكد أن خسارتها له قاسيه و لا تُعوض!
"هل بِّتُ لا أعني له شيئاً؟
ذلك حقاً الحزن العظيم!"
خرجت من الغرفه بهدوء لتراه مستلقي على أريكته كعادته مؤخراً..و يغمض عينيه ..يبدو غارقاً في نومه..
قررت العوده لغرفتها بكرامه بعدما رمقته بحسره، فهو يؤكد لها يوماً بعد آخر أنه فعلياً إكتفى منها ولم يعد يريدها !!
لم تكن تصدق أن يكون بهذه القسوه!!
،
.
،
.
،
.
|