كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
شعر بحركه خفيفه بالقرب منه ، لا يعرف هل مازال يحلم..و كأنه فاقد للوعي وليس نائماً!!
تنفس بعمق وهو يفتح عينيه على طفله بجانبه ويسمع مغاغاته البسيطه، كيف ومتى دخل هذه الغرفه؟!!
ابتسم وهو يمد يده ليلامس أنامله و يداعبها ومن ثم حمله ليضعه على صدره وهو مستلقي..يشتاق له كثيراً ولا يستطيع ان يكون بالجوار في كل وقت... نفذ صبره في مجابهتها، ولن يعود لطلب ودها أبداً.. "لو كانت أحبت بصدق لوثقت بي كما وثفت بها و تجاهلت كما أتجاهل فلتات لسانها وتصرفاتها و إتهاماتها و تصريحها بإنها علاقتنا..
كل شيء بيننا مُرْ ماعدا قطعة السكر هذا، سيحلي مرارة العيش معها..
تحركت وهي تسمع صوتهما لتفتح عينيها بابتسامه خفيفه لا تكاد تُرى، بالكاد اعتدلت جالسه وهي ترى نوم راكان على صدره/صباح الخير!
بوجه خالٍ من التعابير/صباح النور..كيف جيت هنا؟!
اقتربت منه تريد أن تلامس جبينه وتتحسس حرارته ولكنها تفاجأت بيده تمنعها/بشوف حرارتك!
وضع الطفل مكانه بينهما ليعتدل جالساً بهدوءه/انا بخير مافيني إلا العافيه
تتفهم ردات فعله الغاضبه و إن كانت مغلفه بالهدوء/من قال انك بخير؟! البارح لقيتك بالمجلس بحاله يرثى لها،حرارتك مرتفعه حيل وجبتك هنا و كنت تهذي بعد و غيرت لك جرحك..
ترك السرير متجاهلاً حديثها وهو ينزع ثوبه و يرميه أرضاً ببرود/طلعي لي ملابس هاللحين و ثوب نظيف..
حاولت كبت غضبها ويجب ان تقعل ذلك فهي التي أوصلت الأمور بينهما إلى طريق مسدود رغم خطأهما، تركت السرير و اتجهت لثوبه الذي ألقاه أرضاً واخذته/ابشر ، اول ماتخلص الشاور بتلقى ملابسك جاهزه، أوامر ثانيه حبيبي؟!
إنتزع بقية ملابسه وألقاها ارضاً وأخذ منشفته ليربطها حول خصره، متعمداً إثارة الفوضى/جهزي لي القهوه والفطور وارسليها للمجلس..
بإبتسامه/اوكي مثلما تبي ابو راكان.
تشعل غضبه بسبب إبتساماتها التي يراها ماكره ومستهزأه/و بعدها تتصلين بأخوك وتشوفين متى بينتهي علاجه ويرجع، نبي نخلص الأمور بسرعه
استغربت/أي أمور؟!
بنفس غضبه/ماهو بشغلك،شيء بين الرجال، خليك على جنب و لا تدخلين نفسك فيه.
تستغرب اسلوبه هذا فهو ليس أسلوبه ولا يمت له بصله،بالتأكيد هي ردة فعل فقط/اوكي ماطلبت شيء.. بس انتبه على جرح حواجبك من المويه..
تركهاقبل ان تكمل حديثها ودخل الحمام....،
توقفت مكانها وهي تحاول أن تضبط أعصابها،يجب ان تكون اكثر حكمه واتزان...فمافعلته به ليس هيناً..
تركت الغرفه لتذهب وتجهز إفطاره بنفسها و اخذت راكان معها..،
رن هاتفها لتأخذه وترد وهي تخرج من الغرفه/هلا نوره... لا ماراح أداوم اليوم.... مو مشكله روحي بدالي..
خرجت من المصعد و هي ترى خروج الشموس ببجامتها الحريريه و شعرها المنثور و تحمل طفلها معها بدون عربه و بأفرول النوم..تبتسم له وتقبله كباقي الأمهات، تبدو طبيعيه من بعيد..!
حاولت تجاهلها و الخروج لعملها ولكن ذلك الصغير يخطف قلبها، ضغطت على نفسها و تجاوزت ماتفكر به لتذهب و لكن أوقفها نداء الشموس..توقفت و إلتفتت إليها/سمي!
ابتسمت وهي تراها بعقدة حاجبها/شايفه راكان و مطنشته!! ترى ماله دخل باللي بيننا
استغربت حتى نبرتها الخاليه من اي تشنج وتوتر/مستعجله معليش
بادرتها بالحديث/طيب ما سألتي شصار عاللي كان يلاحقك؟!!
بتملل/ما يحتاج عرفت كل شيء من صالح...و بدون شوشره...و ماقصر عزام معي..يستاهل شكر خاص
سألت بفضول/انتي ليه تتكلمين معي بهالطريقه؟! شفيك؟
تكاد تجن من برودها هذا الصباح/غريبه شلون تسألين هالسؤال وانتي اللي تتكلمين مع أي أحد حسب حالتك المزاجيه؟!!
باستنكار/وش قصدك؟!
ردت بضيق وهي تهم بالخروج/سلام...رايحه شغلي..و على فكره الافتتاح الاسبوع الجاي....ارسلي لي اسماء اللي تبين دعوتهم..
لم تستغرب اسلوبها المنزعج ولكن مازالت تؤمن بأن ليال مخطئه،..سمعت صوت انفتاح باب المصعد لتلتفت و ترى إبتسامة نيفادا/وش هالصباح الحلو؟! صاحيه بدري!!
سلمت عليها وهي تتلقف راكان منها بابتسامتها/اي طبعاً ابي اتعود اسوي زي الأمهات، مابي اتفاجىء بلخبطة النظام، وبيني و بينك صايره اعجز عن السهر
قرصت خدها/يا زينها اللي تبي تتحمل مسؤليتها من بدري... لا هاللحين اقتنعت انك عارفه وش تسويين..
عبست بشكل طفولي/كنت طايحه من عينك!!
بابتسامتها/كنتي بزر مو طايحه من عيني..بس هاللحين ما شاء الله اعقل مني
ضحكت/لا لا هذي مقارنه قويه...تعالي وش مطلعك بالبجامه كذا..؟!
باستعجال/بروح اجهز فطور لعزام ،خلي راكان معك..
تركتها، لتلتفت لراكان الذي ينظر اليها بتشتت لتجلس على اقرب اريكه وتسترخي بجلوسها وهي تلاعبه وترفعه/هاااي،انا خالتك ترى!
،
.
،
،
،
.
،
بعدما أنتهى من حمامه و لباسه و عطره..إلتقط سُبحته السوداء و توجه للمجلس الداخلي وهو يرتب شماغه على رأسه ثم ينظر لساعته، يشعر أنه مازال ليس بخير و لكن لن يجلس بالقرب منها،..
كما أن عليه الذهاب لزيارة والد هوازن و ربما سيخرج اليوم و سيستضيفه هنا ..فمن غير الطبيعي ان يسكن مع ابنته عند اهل زوجها وهم يفهمون بأن هذا منزل اهلها ..
لحظات لتدخل بصحبة الخادمه التي تدفع طاولة الفطور والقهوه رتبتها و خرجت..لتجلس هي وتبدأ بسكب القهوه له..
أخذ الفنجان من يدها التي إمتدت به ليرتشف رشفه صامته..و نظراته تسقط في الفراغ الذي بينه وبين الطاوله أمامه..
لم تعتاد الصمت منه لطالما كان يتحدث معها و يغزوها بنظراته حتى وان كانت غاضبه/المفروض ماتطلع اليوم من البيت..جسمك منهار من الحمى يبي لك راحه
لم يرد...ظل ممسكاً بفنجانه..،
أردفت وهي تشعر بالغيره من صمته وتحفّظه على نفسه هكذا/اليوم بنروح زياره لهوازن.. تو رجعت لبيت زوجها من يومين..
مازال ملتزماً بصمته ...،
نطقت بضيق/عزام أنا اتكلم معك تسمعني؟!
إلتفت إليها بإنزعاج/قلت لك الفطور أبيه بالمجلس علشان اريح راسي تقومين تلحقيني بالمجلس بعد!!!
صفعها بحديثه القاسي! ولكن ستتجاوز ما يدعوها إليه رأسها وستتبع قلبها هذه المره/مشتاقه لفنجال قهوه معك، بعدين كم لنا مافطرنا سوا و... مانمت بالغرفه؟! ماتلاحظ ان العمل صاير يبعدك عني.
هذه الإبتسامه البراقه و النبره العميقه إفتقدها منذ مده،هذا الشوق الجارف في النبره لم يسمعه منذ شهور، كيف تشتاق لإقترابه وقد كانت كارهه لفكرة الفندق و كارهه لحتى قبلاته..؟! مالذي تغير فجأه؟!
امسكت أنامله لتستنطقه/عزام تسمعني؟!
تفاجأ بإقترابها و إلحاحها هذا الصباح،ليست لحوحه ولا تحب أن ترجو كثيراً، حتى الحديث معها ليس بهذه النبره!! قد كانت غاضبه وتريد الإنفصال من هذه العلاقه و الآن هي بنفسها تتسائل عن بروده و إبتعاده!!!
مالذي جد من ناحيتها، سحب أنامله من يدها ليقف و يتجه للباب/أنا طالع .
وقفت معه وهي تلحق به/عزام
توقف وهو يلتفت إليها بحاجب مرفوع/وش تبين؟!
عانقته بلا سابق إنذار،بحركه لم يسبق و رآها منها لتهمس في أذنه/اليوم برجع بدري علشان احضّر عشاك بنفسي، و ناكل سوا في جناحنا، ارجع لي بخير ولا تتأخر.طيب؟
شرد ذهنه قليلاً من المفاجأه!! ولكنه رد ببرود يحجب سعادته/بحاول
شددت على يده/لا تحاول، أبيك تجي مهما كان شغلك..طلبتك عزام قول تم،<<< ختمتها بقبله سريعه على شفتيه.
فكر بشكل سريع ليوافق بعد حصارها اللذيذ له و بعد إلحاحها و ابتساماتها و بريق عينيها/تم، بجي
عادت لتقبله بعمق هذه المره، قبلته حتى شعرت أنها شفت غليلها من تأنيب اللهفه و انتصرت على كبت الشعور.. اخذت نفساً أشبه بالتنهيده ثم حررته من حصارها، ليرتدي نظارته وكأنه يحاول ان يخفي ردة فعله ويخرج بلا كلمه واحده، كان متفاجئاً و تكسو ملامحه الغرابه...
ركب سيارته ليشغل محركها منتظراً تسخينها..نزع نظارته السوداء وهو ينظر للمرآه العاكسه و يتذكر قبلتها قبل قليل، "كيف إنتزعت غضبي بمجرد قبله؟!"
السؤال الأهم مالذي غيرها فجأه وقد أقسمت أن كل شيء بينهما قد إنتهى و أن لا حياة لعلاقتهما؟!! هل اقتنعت أخيراً بنقاءه و وثقت به بعدما رأت أفعاله؟! إبتسم ففي النهايه ثقتها به إنتصرت على كل شكوكها..
حرك سيارته وانطلق بها منتشياً...
رن هاتفه ليرد بعدما رأى رقم فيصل الراشد/أرحب يا بو فهد.. بخير ولله الحمد ..كيفك انت؟، مرحبابك والله تجي بأي وقت ....
.
،
.
،
.
،
.
في عملها منذ ساعتين تشرف على مراحل التجهيز و ترتيب اوضاع الموظفات بنفسها، طاقم سيعمل في مؤسسه خيريه خاصه بالاطفال ذوي التوحد تحتاج اشخاص صبورين و يعملون بحب ،..
دخلت سكرتيرتها التنفيذيه بصندوق مغلف ووضعته أمامها وتحدثت لتستعجلها/استاذه ليال الموظفات كلهم بقاعة الإجتماعات ينتظرونك مثلما طلبتي.
استغربت هذا الصندوق المغلف/وش هذا عايشه؟!
حركت كتفيها/والله ما ادري توه وصل من مندوب التوصيل حق شركة النقل..ويقول لليال المناع
لم تهتم وضعته جانباً و وقفت/يلا خلينا نروح ... ما قلتي اخترتي مساعده إداريه لك؟! ترى الايام الجايه فيه شغل كثير ونبي نوزع المهام
ابتسمت لإهتمامها أخيراً،تبدو بحاله نفسيه جيده/ايه اخترت وحده أسمها "عزّه"شهادتها ادارة اعمال و معها لغه انجليزيه و فرنسيه ممتازه يعني بنت بتعجبك
تحمست لها/حلو يا عايشه، اذا هي قدرت و اظهرت تميزها بوقت بسيط يمكن تمسك العلاقات العامه بعد.
استقبلتهم عند القاعه بابتسامه لتشير إليها عائشه/هذي عزه اللي قلتلك عنها استاذه ليال.
صافحتها بابتسامه/السلام عليكم
عزه بنفس الابتسامه/وعليكم السلام..اخيراً شفتك استاذه ليال ،من جد سعيده بشوفتك والعمل معك
ليال بابتسامتها/انا اللي سعيده بلقاك،سمعت اشياء حلوه عنك من عايشه و متحمسه نبدأ عملنا بهالنشاط دوم.
عزه/ان شاء الله اكون عند حسن الظن
عايشه/ان شاء الله..
رفعت ليال ناظريها للقاعه خلفهن/يلا ندخل؟!
،
.
.
،
،
دخل المستشفى بقدمين مثقلتين،..أتى ليرى ام طليقته، من الواجب زيارتها مهما كان..يعلم كم كانت تحبه ..،ربما خيّب ظنها بتطليقه لإبنتها ولكن لا مانع من ان يزورها فهذا واجبه..
طرق باب الغرفه وانتظر السماح له بالدخول،ماهذه المستشفى الكبيره و تحتل فيه جناحاً خاصاً..!
لحظات لتفتح له الباب،سقطت عينيه في عمق عينيها، قد ظن أنها في منزل زوجها لا هنا!،..احتبست أنفاسه للحظات حتى سمع صوتها..
ابتلعت توترها من رؤيته بعد كل ذلك الهجر و العتاب و القضايا/منيف!..ليه جيت؟! لا يكون جايب العيال.
لا يعلم لماذا تأكل الحسره أطراف قلبه منذ علم بزواجها من غيره، إلتمعت عينيه و حاول تجاوز خيبته فهي باتت على ذمة رجل آخر نطق بصوت قد بُحّت نبرته/لا ماجبت العيال.
استغربت/أجل وش جابك؟
مالذي أتى به إليها؟! نفس السؤال الذي يسأله نفسه منذ البارحه، ولك يجد له إجابه، أو لعله وجد إجابه ولكن لم يصدقها!!/كيف صحة عمتي حصه؟!
تنهدت بضيق/بخير، حالياً معطينها مهدىء ونامت لأنها تألمت بعد محاولتها للحركه اليوم..الحمدلله على كل حال
رد وهو يخفي توتره/الله يقومها لكم بالسلامه..
نطقت بلهفه/شلون العيال؟! تركتهم مع من؟!
بهدوء مصطنع/عندهم عمتهم أسماء لا تخافين، تعرفين انها تحبهم.
لمعت دمعة الشوق في عينيها وهي تسأله/كيف صحتهم وشلونهم حبايبي؟! اخذت عزام للمستوصف علشان تطعيمة السنتين؟! والا نسيت!
عاد و رفع ناظريه لها لم يستطيع الرد و هو يرى إمتلاء عينيها بأفواج الملح..!
خافت من سكوته لتسأل بلهفه واضحه/منيف ما جاوبتني هم بخير؟
تلاهى بسبحته ليتحاشى عينيها/بخير و مشتاقين لك، تدرين لهم زمان عنك.
حركت رأسها وهي تصد بوجع يضج بقلبها/وانا بموت من شوقي لهم..الله يسامح اللي ابعدهم عني.
تذكر ما قد سمعه من ذلك الرجل/انا رحت بيتكم قبل اجي و علمني جاركم اللي عاليمين انكم هنا، اسمه اظن ...نسيت؟..
اكملت عنه وهي تريد إنهاء هذا اللقاء المرهق/جزاه الله خير..منيف مثلما تشوف امي نايمه..مشكور على الزياره.
ابتسم بخيبه/هذي طرده محترمه؟!
صمتت وهي تشيح بوجهها لتراه يدير ظهره ويقرر الرحيل بهدوء كان ومازال يداريها، حتى اخذه للاطفال كانت مجرد ردة فعل لزوج عاشق مصدوم، نادته بنبره باكيه/ماقصدت اطردك والله..
توقف وهو يستغرب نبرتها و نفيها، ليلتفت و يتفاجىء بدموعها/!
أردفت ببكاء تحاول ان تتوقف عنه/انا يعني..اكيد تفهم وضعي منيف ، صح؟ يعني امي مريضه حيل و اخوي بالجبهه و محد مسؤل عني غير عزام لأنه حسبة اخو لي وولد لأمي...اي لحظه ممكن يكون هنا مع اهله..ومابي تنزعج انت و تصير مشكله بس هذا قصدي.
فهمها الآن ولكن استغرب على حد علم جارهم انه تزوجها/خلاص مدى فهمتك، مسحي دموعك...بمشي و بريحك مني.
دخلت وهي تراه يصد و يقرر الرحيل، ولكنها عادت و فتحت الباب لتراقب خطواته الهادئه وهو يبتعد شيئاً فشيئاً حتى اختفى، تمنت لو قال شيءً يخصهما، تريد الخلاص من هذا التشتت بينها وبين اطفالها تريد ذلك الإستقرار الذي كانت تنعم به معه ولكنها لم تكن تشعر به في حينه!
احياناً لا ندرك كم نحن سعداء و محظوظون ببعضنا حتى يمر الوقت و يصفعنا الفراق!!، و كأن الفراق منبه مزعج يخبرنا أننا قد فوّتنا على أنفسنا أوقاتاً كانت الأجمل من بين أيامنا..!
لا شيء مميز يحدث بعد الفراق سوى شحوب الحياة و ترهل الأمنيات..
.
.
،
.
خرج من المصعد ليصادف حضور عزام بصحبة إحداهن، تماماً كما توقعت حضوره مدى، تنهد بضيق فقد كان يظن بأنها سترتبط به و خاب ظنه للأسف ليبدد أياماً كان ستكون بقربها مرتاحاً لو لم يتعجل في إقصاءها من حياته...لحظه لماذا تقول بأن عزام ولي أمرها وتقصي ذلك الجار الذي أخبره بأنه زوجها..؟!!
لمحه عزام قادماً إليه ليفور دمه/منيف!! غريبه!!
بابتسامه باهته/السلام عليكم
عزام وهو يشير لعمته بالذهاب عاد ليلتفت إليه/وعليكم السلام..اشوفك هنا!! عسى ما شر؟!
ببرود كاذب/أبداً..كنت ازور عمتي حصه..فيها شيء؟!
بإبتسامة سخريه/من وين لوين يا منيف؟! شلون تزورها و قد احرقت قلب بنتها في عيالها؟!
لم يستطيع ان يجد صياغه جيده لحديثه،كان مزحوماً حد اللخبطه، وعزام يوتره بقوة حضوره/ماجيت افتح ملفات قديمه يا عزام
يكاد يُجن من بروده القاتل، ولكنه محترف في ضبط ردات فعله وعدم الانسياق خلف غضبه/الملفات مازالت مفتوحه يا منيف..مابعد تسكر شيء..صحيح قاسي ماهو موجود لكنه مأمن أهله عندي فلا تمتحني وانت خابرني كفو..
تعجبه مواقف عزام وان كانت تثير غيرته/و انا اشهد انك كفو ، مابها شكه
عزام بناظر حاد/أجل؟!
قرر البدايه من الصفر و كأنه لم يعلم بأمر الخطبه تلك، ليعرف من عزام افضل من ان يفتح الموضوع مع مدى نفسها، قد لاحظ تحفظها رغم بكاءها الذي شعر به في جدران قلبه اثناء لقاءه بها قبل قليل هو يعرفها جيداً تبكي حينما تعجز عن البوح. و تجرحها الكلمه..
استغرب سرحانه وصمته المفاجىء ليستنطقه/منيف؟! علامك؟!
نطق بلا مقدمات/ابي أسترجع زوجتي..بالشروط اللي تبيها وبمهر جديد ..وش قلت؟!
تذكر حديث قاسي عن خطبة هيّاف لأخته، و إخباره أنها مازالت تفكر..وهو سينتظرها حتى توافق عليه/والله يا منيف مدري وش اقولك؟
عرف انها تزوجت ولكنه لم يصدق،نطق بغضب/متى تزوجت؟! و ليه ما أشهرتوا زواجها ليه ماسويتوا لها عرس يليق فيها؟! ليييه؟!
استغرب انطلاقه/من صدقك انت؟!! تبي يسوون زواج لطليقتك؟! صاحي والا مهبول؟! يا رجال تزوجت بسكات احمد ربك، ليه تضيق صدرك،عيالك و خذيتهم خلها تروح وش لك فيها
ضرب بيده حائط العامود الذي يقفان بالقرب منه/صدق اللي ماتعرفه ماتثمنه يا عزام..
عقد حاجبه بجديه/اسمعني و لا تستعجل و تقوّلني كلام ما قلته، انا ما قلت لك انها تزوجت بس انت اشتعلت بوجهي..هي حالياً خاطبها واحد وهي للحين ماردت، عاد صعبه تدخل انت على الخط اظن ما يجوز يا منيف
ابتسم بسعاده وعانق عزام/يعني ماتزوجت الله يبشرك بالخير
فرح لسعادته، لكنه لم يوضح ذلك ليشاكسه/لا تفرح يمكن توافق على الرجال اللي تقدم لها ثم تندم انك سلمت علي
ضرب كتفه/طلبتك يا عزام افزع لي..شوف انا أحق فيها انا كنت زوجها وبيننا عيال..وش قلت؟
تنهد بابتسامه صغيره تريح الذي يتعامل معه/ان بغيت رأيي فوالله ماودي انها تاخذ رجال غيرك، عيالكم مرت عليهم ايام صعبه بدون أمهم..ان شاء الله اخلي عمتي تقنعها و انا بعد حسبت اخوها و تقدرني مثله، الله يكتب اللي فيه خير.لك ولها..
شد على كتفه ليمد يده بمصافحه وهو يبتسم بإمتنان/على الحرام انك كفو يا عزام..اجل انا استاذن برجع للشرقيه لازم
صافحه/توصل بالسلامه.. و دامك دحرت ابليس لا تقطع العيال من امهم لين يكتب الله وترجعون.
بحماس يذكره بيوم عقد قرانه واليوم الذي رأى فيه مدى/ان شاء الله ..
ناداه وهو يدير ظهره/منيف، و ان ما وافقت وخذت ذاك الخاطب؟ بترجع تحرمها من العيال؟!
توقف للحظه و ألتفت إليه/ان شاء الله ماترفضني
بإلحاح/افرض أنها رفضت؟
تنهد بضيق وهو يرجو عزام بنظراته/بترك لها حرية التصرف.
إرتاح قلبه،فإجابة منيف تعني أن ما يمر به إحساس ناضج بالمسؤليه وصدق في النوايا/انتظر مني مكالمه وان شاء الله ابشرك
ذهب وهو قلق بعد حديث عزام الاخير، هل من الممكن ان تختار غيري، إذا خُيرت ، بدأ بالشك و التفكير..،
ودعه عزام بابتسامه تنطق راحه،سيسعد قاسي بالتأكد بهذا الخبر ليس هنالك اجمل من هذا الخبر المفرح له، اخرج هاتفه ليرسل رسالةً يخبر فيها قاسي بالخاطب الجديد القديم...ولكنه تفاجىء بإتصال من رقم غير مسجل عنده..!
ليرد فهو عادةً لا يسجل الأرقام و يحفظها/هلا!
على الطرف الآخر بصوت انثوي/دكتور عزام المناع؟!
بجديه/نعم أنا!، من معي؟!
بصوت يبدو عليه الجديه اكثر/دكتور انا ممرضه من مستشفى الشميسي...و للأمانه هذا خارج عن نطاق عملي لكن انسانياً قررت اسوي هالاتصال.
زادت حيرته/انتي شتبين بالضبط ماعندي وقت تكلمي عم موضوعك.
على الطرف الآخر/المريضه السجينه مها تحتضر بمرض خطير جداً و ايامها جداً معدوده،طلبت مني طلب اخير انها تشوفك وتستسمح منك و فعلاً نفذت لها رغبتها و عطيتها الجوال علشان تتصل فيك و فعلاً كلمتك
استغرب/انا محد كلمني و لا شيء
تنهدت/اتصلت فيك و ردت زوجتك اظن..هي قالت لها كل شيء صار بينكم بالغلط كانت تظن انك انت اللي تسمع..ولكن بنهاية المكالمه نطقت زوجتك و اعترفت لها مها انه ماصار بينكم شيء وانها كانت تبتزك فقط... أنا اعتذر منك دكتور مابي خراب بيوت بسبب تهوري و حسن نيتي
راجع تصرف الشموس هذا الصباح، لم تتقرب منه هكذا و تبدي لينها منذ اتهمته بالخيانه سوا اليوم/متى اتصلتوا بي؟!
على الطرف الآخر/البارح بوقت متأخر شوي..مها كانت شاكه انها ماراح توصل لك الكلام لذلك تبي تلتقي فيك وتسمع مسامحتها منك ، و ربي بتموت ياليت تحضر لو هاللحين..حالتها جداً سيئه
زم شفتيه بغضب، نيران تفجرت في صدره لم يعلم لها مثيل،قد كان يُمنّي النفس بأنها اخيراً أنصتت لقلبها ووثقت به و آمنت بصدقه..و لكن في الواقع لم تصدقه هو...
!!كيف لم تصدقه طوال تلك الفتره و صدقت تلك الـ.. بمجرد مكالمه؟!!
كاد ان يكسر الهاتف المتنقل من شدة ضغطه عليه،
تلقى إتصالاً من عمته هند ليتنهد بغضب وهو يذهب إليها..
قد تسببت الشموس بشرخ كبير داخله لم يظن ان قلبه ومشاعره ستتلقى إهانةً كهذه يوماً ما...
تلاعبت به ثم أقصته من حياتها تكبرت و تعاملت بغرور سافر معها و قاوم ذلك أملاً في ان تراجع يوماً حساباتها لتعرف بصدقه في هذه العلاقه...و لكنها صدمته في أنها صدقت نفس الحقيره التي كذبت عليها في السابق من مكالمه فقط و كذبته هو رغم كل ما فعل!!!
،
.
،
،
.
|