كاتب الموضوع :
منى لطفي
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
تقدمت زينب من شاهي الجالسة تطالعها بإستعلاء، نظرت اليها زينب مليّا قبل أن تقول بصرامة:
- من غير تضييع وجت، أنا ولدي مالوش غير حرمة واحده بس، هي منة ....اللي انت شوفتيها إهنه...، واحده بنت ناس، ومحترمة ، والعيلة كلاتها بتحبها، وتبجى أم بناته، لكن غير إكده .. ابني لا تزوج ولا نعرف حاجه واصل من الحديت الماسخ الي انت بتجوليه ديه، يعني جُصر الكلام تاخدي بعضيكي وترحيلي من إهنه، وتنسي اسم سيف ولدي ديه خالص!!...
سكتت شاهي لثوان قبل أن تطلق ضحكة ساخرة عالية وقالت وهي تطالع زينب بنظرات متفكّهة:
- لا بجد خوفتيني يا حاجة ، ثم قامت من مكانها وسارت حتى وقفت إليها وتابعت بلا مبالاة:
- بصي يا حاجه، ابنك اتجوزني ، صحيح مش عند مأذون لكن الجواز أساسه الإشهار ، وجوازنا مُشهر، والناس كلها تقريبا عارفة ان شاهيناز زيدان مرات سيف عبدالهادي، ولو ابنك مش عاوز يكمل في الجوازة ، ....حركت كتفيها بلامبالاة وهي تتابع:
- براحته، بس......، وفركت اصبعيها الابهام والسبابة وهي تتابع بابتسامة لزجة:
- كله بتمنه يا .. حمااتي !!..
نظرت اليها زينب بنظرات غامضة قبل أن تتحدث ببرود ينافي ما يشتعل في قلبها من غضب حارق تجاه تلك الساقطة التي تقف أمامها تتغنج عليها بمنتهى الوقاحة:
- جولتيلي!، تمنُه !!، وايه هو التمن بجاه اللي انتي عاوزاه ؟!
أجابت شاهي وقد بدأت تشعر بالظفر لاقترابها من تحقيق هدفها، فسيف مثله مثل غيره من مئات الرجال اللذين قامت بمثل هذه الحيلة الرخيصة معهم ، زواج عن طريق النت ، ثم فضيحة مدويّة ، ولكي تنتهي لا بد من الدفع لكي تبتعد نهائيا عن طريقهم ، وسقوط هؤلاء الرجال ليس بالعسير، فـ... النت جعل الامر غاية في السهولة ، فبالنسبة إليهم النّت ليس بشيء حقيقي، وبالتالي ما يقومون به من خلاله لا يُعدّ أمراً جاد، كحالة سيف، فلم يكن أمر وقوعه في شباكها بالصعب، الامر بمنتهى السهولة ، تعارف عن طريق احدى المجموعات المشتركة على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك ، والتمثيل جيدا فأكثر ما يعجبها أنها لا تضطر الا للكذب بالكلمات فقط !، فهي ترسم لها صورة في عيون الآخرين بعيدة تماما عن صورتها الحقيقية بل وتتقمص شخصيتها الجديدة جيدا، ويبدأ الأمر بصداقة عادية ، الى أن تتوطد العلاقة، ثم تبدأ هي برمي بعض الايحاءات لترى مدى قبول الطرف الآخر لها ، وكأي رجل يبيح لنفسه التمادي معها ، فهو قد فقد احترامه لها، وهي من تقوم بإعطائه الضوء الأخضر ليقوم بما يريد سواء قولاً أو فعلاً !!، و يظن الرجل بعنجهية ذكورية أنه يستطيع اخراجها من حياته بكبسة زر بسيطة لعمل " حظر " لها أو " بلوك "، لتنتهي صفحتها ولكنه لا يعلم أنه قد سار الى شباك العنكبوت بقدميه ، وأنه قد وضع نفسه تحت فكّيها بكامل وعيه، فهي لم تكن لتسمح بذلك، وتبدأ المرحلة الثانية من اشهار لهذا الزواج الاضحوكة ، وبالتالي فضيحة مدويّة ، ثم ظهورها كنجوم الحفل كما فعلت مع سيف، لتعلن نفسها زوجة ، ولكن سيف اضطرها للذهاب بعيدا هذه المرة، ففي المرات السابقة لم يكن الأمر يصل الى الأهل ، بل ما أن تبدأ بالتهديد أنها ستصل الى زوجته حتى يسارع بدفع ما تريد كي يرفع أذاها عنه، بينما سيف قد بدأ بالهروب منها قبل أن تعلم زوجته بوقت طويل ما جعلها تقوم باشهار الزواج عن طريق اختراق موقعه على الفيس بوك ، ثم تقصّت عنه حتى علمت عن طريق إحدى العاملين بمكتبه بوجوده في بلدته فشدت الرحال الى هناك كي تكمل الجزء الاخير من لعبتها القذرة، وما ان رأت الثراء الفاحش الذي تعيش فيه عائلته حتى سال لعابها وصممت على أن تكسب من وراءه أضعافا مضاعفة مما كانت تناله من أي ضحيّة أخرى ...
برقت عيناها بنظر ظفر وهي تقول :
- شوفي انتي يا حاجه، اسم عيلتكم، واسم سيف ، وسمعتكم وسمعة الحاج ، وسمعة ابنك .. كل دا يساوي في نظرك كم؟، وزي ما أنا شايفة انتو ربنا مدِّيكم ....فبيتهيألي يعني ان الفلوس بالنسبة لكم حاجه تافهة، تقدروا بيها تشتروا سمعتكم واسمكم !!
ابتسمت زينب وقالت ساخرة:
- دا إنتيْ على إكده عارفه عنِّينا كل حاجه تجريبا ، بس تصدجي حلو انك عارفة يعني ايه سمعة واسم و... شرف يا ....عديمة الشرف!، جوصر الكلام عاوزة كم ؟..
ابتسمت شاهي وأجابت ببرود مُغيظ:
- أنا بردو مش هزعل منك لأني مقدرة حالتك كويسة والصدمة اللي انتي خدتيها ، وأنا هجيب من الآخر .. 300 ألف جنيه ، ودا علشان خاطرك !!..
سكتت زينب قليلا قبل أن تنطلق ضحكاتها عاليا لتهدأ بعد ذلك وهي تقول :
- يا سلام .... بس إكده ! ، لَهْ تصدجي ... طلعت كريمة .....
قطبت شاهي بينما تابعت زينب بصرامة مفاجئة:
- ولو جولتلك مالكيش عندي ولا مليم ، ولمصلحتك إنك تخرجي من إهنه على المخروب اللي إنتي جيتي منِّيه، وإوعاكي تفتكري انك تجدري تلوي دراعنا، ديه بُعدك !!..
صمتت شاهي قليلا قبل ان تتحدث بهدوء:
- دا آخر كلام عندك يا حاجة؟، تمتمت زينب بالايجاب فيما تابعت شاهي بلا مبالاة:
- وأنا هشتري نفسي زي ما قولتيلي ، انما صحيح ، صحة الحاج عامله ايه دلوقتي، تصدقي زعلت اوي لما عرفت انه وقع وجات له أزمة قلبية ، بيتهيالي الدكتور مانع عنه الانفعالات ، انما في دنيا زي اللي احنا عايشين فيها دي ازاي الواحد يقدر يهرب من الانفعال ولا ....الاخبار اللي ممكن تصدمه والمرة اللي جاية تكون فيها ... نهايته مثلا !!!..
ضيقت زينب عينيها وتحدثت بهسيس غضب من بين أنفاسها:
- انتي بتهدديني يا فاجرة؟!.....، أشارت شاهي برأسها يمينا ويسارا وهي تقول :
- تؤ تؤ تؤ ، ما أحبش الشتيمة ، دا عرض انا عرضته وانتي رفضتيه، دي صفقة ، بيزنيس يعني شغل يا حاجة ، ماتستنيش مني اني اخاف وأجري، دا أكل عيش، ومعاكم انتو جاتوه كمان مش عيش ، ابقى غبية لو خفت وجريت !!..
هزت زينب برأسها وأجابت بجدية :
- ماشي، ديه آخر كلام عنديكي،....فأومأت شاهي ايجابا، تابعت زينب بغموض:
- تومام، هتاخدي اللي تستاهليه وزيادة كومان، عشان بس تعرفي اننا كُرما ....
ابتسمت شاهي منتشية ، فيما توجهت زينب الى باب الاستراحة الذي أغلقه سيف خلفه ، ففتحته وأشارت بإصبعها ليدخل على إثر اشارتها رجل أسمر ضخم يحمل بندقية على كتفه، يعلو وجهه شارب عريض يكاد يخفي نصف وجهه، تحدث بصوت جهوريّ أجش يثير الذعر في النفوس لخشونته:
- أمرك يا كَبيرة ...، سارت زينب الى الداخل ثانية يتبعها رماح وقالت بابتسامة صغيرة وهي تتطلع الى شاهي التي تنظر اليها بريبة وتساؤل:
- عندينا ضيفة عاوزين نعملوا معاها الواجب!!....، وأشارت بحركة طفيفة من رأسها الى شاهي الواقفة امامها فاتجه اليها رماح بخطى واثقة فيما تقهقرت شاهي بضع خطوات الى الوراء وهي تقول بحدة مشهرة سبابتها في وجهه:
- إيه، عاوز إيه؟، إبعد عنّي....
لم يعرها رماح التفاتا وأمسك بمرفقها بقوة بينما تحدثت زينب بابتسامة تشف بأسف زائف:
- مالك يا غندورة، انت ضيفة وواجب نكرموكي،.. لم تنتظر ردّ منها ووجهت كلامها الى رماح آمرة:
- فينهم يا رماح؟، أجاب رماح بخشونة:
- تحت أمرك يا كَبيرة، واجفين برّه، منتظرين إشارة واحده منيّكي...
سارت الى الباب ففتحته وأشارت بسبابتها للدخول ، فدخل رجلان أضخم من رماح، فالأخير بالنسبة لهم لم يكن سوى أقزمهم!!، أشارت بسبابتها الى رماح فاتجها اليه فيما فتحت شاهي عينيها على وسعهما وهتفت صارخة:
- إيه شغل العصابات دا؟، انتو فاكرينها سايبة؟، أنا هوديكوا في ستين داهيـ....، وكتمت باقي عبارتها عندما أمسكت زينب بذقنها بعنف وقالت بغضب قوي:
- لسانك ديه تحطيه جوه خاشمك وما أسمعشي نَفَسك واصل!، انتي بتجولي فاطنة تعلِبة !، أني بجه هوريكي شغل التعالب صوح...، رمّااح...
- أؤمري يا كبيرة ...، أجاب رماح في التوّ واللحظة، تابعت زينب وهي لا تزال قابضة على ذقن شاهي التي تنظر اليها بعينين كعيني قطط الشوارع وقالت بابتسامة ظفر:
- ضايفوا البرنسيسة في الكوخ الغربيّ ، مش عاوزاها تشتكي واصل،....
- أمرك يا كَبيرة ، أفلتت زينب يدها ليكمم رماح فمها بيده الغليظة وهو يشير للرجلين قائلا بغلظة وكأنه قائدهم:
- عوضين .. صابر، فأومأ الرجلين برأسهم وسرعان ما أخرج أحدهما كيس خشن كبير واقترب منها فحاولت الصراخ ولكن شدد رماح قبضته على فمها في حين تحدثت زينب بصوت مسموع بافتخار:
- ما تخافيش يا سنيورة، واضح إكده انو مالكيش أهل يربوكي، أحنا إهنه بجه هنكسبو فيكي ثواب ونربوكي من اوّل وجديد، بعون الله هتطلعي من عندينا وانتي مكفرة عن كل اللي عملتيه سوا مع ولدي ولا مع غيره، عشان تعرفي انه مش كل الطير اللي يتاكل لحمه، وانك غلطت غلطة عمرك لما حبيبتي تلعبي معانا احنا السوالمة ، عارفة يعني إيه السوالمة؟، يعني الداخل مفجود والخارج مولود.....واللي زييكي مالهاش ديّة، هي رصاصة بربع جنيه تخلص عليكي ونرميكي في الريّاح ولا من شاف ولا من دِرى، لكن أنا حابّة أكسب ثواب فيكي،...، ثم وجهت كلامها الى رماح قائلة :
- شوف شغلك يا رماح !!، ..اقترب من شاهي المنتفضة ذعرا احد الرجلين ليلقي فوقها بالكيش الخشن ويحكم ربطه، ثم حمله كجوال من البطاطا واتجه خارجا يتبعه الاخر مع رماح الذي نادته زينب فاتجه اليها فقالت محذرة:
- ولا حرف من اللي حوصل إهنه يطلع لحد واصل ، ولا حتى سيف بيه، وطبعا الحاج ما يعرفش كلمة ، مفهوم ولا لاه؟...
أومأ رماح برأسه مرارا وهو يقول بخوف ينافي هيئته المرعبة:
- مفهوم، مفهوم يا ستي الحاجة، مفهوم يا كَبيرة ..
قالت زينب بتهديد:
- انت عارف لو حرف واحد خرج من خشمك إنت ولا حد من الرجالة التانية هعمل فيك إيه؟. أجاب رماح بخوف بينما نظراته تدل على خفّة في العقل:
- هتضربيني يا كبيرة !، همست زينب بوعيد :
- لاه، الضرب ديه مش لـِسنّك يا رماح، انما هخليك لا تحصل راجل ولا....مَرَهْ! ، فهمت؟!!..
فتح رماح عينيه على وسعهما وتمتم بذعر:
- فهمت ، فهمت يا كبيرة ..
زينب وهى تأمره بالانصراف:
- خلاص، روح دلوك ، وزي ما جولتلك الوكل والشرب يتحطوا لها مرة واحده بس في اليوم ، والحاجه اللي تخليها تصلب طولها بس، احنا مش هنعلفها، خليها تكفّر عن بلاويها، مفهوم كلامي ؟!..
أومأ رماح متمتما بنعم وانصرف لتنفيذ أمر سيدته التي زفرت بعمق وحمدت الله في سرّها على أستطاعتها ازاحة هذه ال***** قبل ان ينتبه زوجها ، ثم حانت منها نظرة الى خارج الباب حيث اختفى سيف ومنة منذ فترة وقالت وهي تتنهد:
- يا ترى يا سيف يا ولدي عملت إيه مع المسكينة ديْ؟!...
**************************************************
- سيف يا ولديْ، ايه اللي مجعدك إهنهْ؟!..، هتفت زينب بذلك ما أن أبصرت سيف جالس على الأرض مستندا بظهره الى باب غرفة النوم، ما ان سمعها سيف حتى انتفض واقفا واقترب منها وهو يقول برجاء:
- منة، منة يا أمي ، من ساعة ما دخلت وهي قافلة على نفسها، انا هموت من قلقي!...
أبعدته عن طريقها واتجهت الى الباب لتطرقه بدقات حانية وهي تناديها قائلة:
- منة، منة يا بتِّيْ، افتحي الباب يا حبيبتيْ، أني أمك الحاجّة..، لم يكن هناك أي استجابة، فانتقل قلق سيف اليها، نظرت الى ولدها وقالت:
- ماتخافش يا ولدي، ثواني وجاية...، وانصرفت وما هي الا دقائق معدودة مرّت على سيف كسنوات ضوئية.. حتى أتت زينب مهرولة واتجهت الى الباب ففتحته بمفتاح آخر، قالت وهي تدير المفتاح في قفل الباب:
- الحمدلله إن معايا نسخة من كل مفاتيح الابواب اللي إهنه، إطمن يا ولديْ..، فتحت الباب ولكنها عندما دفعته أبى أن يُفتح سوى شق بسيط، نادت بقلق:
- منة، منة يا بتّي ، سمعت صوت أنين مكتوم، فنظرت الى سيف الواجم أمامها وهتفت:
- إلحج البنيّة يا ولديْ ، لم تكمل عبارتها إلّا وسيف يدفع الباب بكتفه وهو يقول :
- عنك يا أمي، وانفتح الباب ليكشف عن منة الساقطة مغشيّا عليها خلفه!!..
ضربت زينب على صدرها براحتها وانتحبت وهي ترى منة وقد شحب وجهها وحاكى شحوب الموتى:
- يا ضنايا يا بتِّيْ، بينما أسرع سيف بحملها ووضعها فوق الفراش بخفة، ثم جلس بجانبها وأخذ يربت على وجنتها وهو ينادي بألحاح بينما سكبت والدته كوب ماء وناولته اياه لينثر بعضا منها على وجهها ولكنها لم تستجب وما أثار الذعر في أوصاله أنها استحالت كقطعة رخام باردة بين يديه!!...
هرولت والدته حيث منضدة الزينة لتأتي بأحدى العطور المصفوفة، رشّت بعضا منها في راحتها ووضعتها على أنف منة والتي أيضا لم تستجب، فما كان من سيف الا أن إحتضنها بقوة وأزاح يد أمه وتحدث بنبرة شاردة غريبة:
- إبعدي عنها يا أمي، خلاص، هي هتبقى كويسة، لازم هتبقى كويسة ، ...ثم أسند وجنته الى رأسها وهو يتابع بينما رفع يدها اليمنى ليقبل باطنها:
- منة حبيبتي، منة انا مقدرش أعيش من غيرك، منة..، وطفق يقبل كل إنش في وجهها ويدها ثم يعود الى زرعها في أحضانه مجددا وهو يتمنى لو استطاع إدخالها الى داخل صدره ليغلق عليها فيضمن ألّا تبتعد عنه مقدار أنملة!!..
هتفت زينب بلوْم:
- جرى ايه يا سيف ولديْ، ديه وجت الحديت ديه، مرتك هتبجى زي الفل ان شاء الله، روح إنت جيب الدكتور، وأني هفضل معاها لحد ما تاجي..
رفع سيف عينين معترضتين وقال:
- لا، أنا مش هسيبها ، خلِّي رماح يروح للدكتور!،،
لم تستطع زينب اخباره بمكان وجود رماح الآن، فهتفت به:
- جوم يا ولدي، رماح راح مشوار شوية وراجع ولازمن نطمن ع البنيّة ..، لم يجد سيف بدّا من الاستماع الى نصيحة والدته، احتضن منة بقوة مقبلا إيّاها وكأنه ينفث فيها قبلة الحياة، ثم تركها هامسا:
- شوية صغيرة يا مُنايا وجايْ، اوعي تسيبيني ..
ثم نهض سريعا متجها الى الخارج وقال قبل ان يخرج لأمه:
- خلِّي بالك منها يا أمي، أنا مسافة السكة!!..
خرج الطبيب من غرفة منة وكانت ترافقه زينب، أجاب على سؤال سيف الظاهر في عينيه:
- المدام عندها حمّى شديدة للأسف، أنا كتبت لها ادوية خافضة للحرارة، لو الحرارة من هنا للصبح ما نزلتش لازم تدخل المستشفى، الحرارة ارتفعت مرة واحده وبصورة غريبة وفوق الـ 40 كمان، لازم تنزل بأي طريقة، أنا ادتها حقنة دلوقتي، وحقنة تانية تاخدها بعد 12 ساعة، غير الادوية اللي لازم تاخدها في مواعيدها، وأهم حاجه الغذا، واضح جدا ان المدام بتعاني من سوء تغذية، ولو اتكرر موضوع الاغما دا تاني يبقى لازم تحليل دم كامل ، شكر سيف الطبيب وأشار لمهجة بمرافقته الى الباب بعد أن أعطاه أجرته ...
دخل الى الغرفة فوجد والدته وهي تقوم بعمل كمادات باردة لها، تناول منها المنشفة القطنية الصغيرة، وقال:
- قومي انتي يا أمي ارتاحي، أنا هسهر جنبها!!..، ربتت أمه على كتفه قائلة:
- أني هروح أعملها عصير برتُجان، الدكتور جال العصاير مهمة جوي لحالتها....، الحمدلله أن البنات راحوا مع سميحة أختك ولّا كانو اخترعوا عليها دلوك!!..
وانصرفت تاركة اياه غير واعي لمغادرتها فجُلّ اهتمامه راقدا أمام عينيه لا حول له ولا قوة!!...
************************************************************ ***************
|