لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-03-16, 05:42 PM   المشاركة رقم: 246
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 216585
المشاركات: 468
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1595

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى لطفي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...

 

الحلقة الرابعة عشر:
طرقات متتالية سريعة جعلت زينب تتجه ناحية باب الجناح الخاص بها وزوجها والذي يرقد نائما بعد أن تناول دواءه، أسرعت وهي تضع الوشاح فوق رأسها تريد صرف الطارق أيّا كان كي لا يقلق منام زوجها..، فتحت الباب سريعا لتقابلها مهجة وهي تستعد لمعاودة الطرق ثانية، نهرتها زينب وهو تخرج مواربة الباب خلفها كي لا يُزعج صوتهما عبدالهادي:
- مالك يا بتّ، اتخبطتي في نافوخك ولا إيه؟، حوصل ايه عشان تاجي وتخبطي إكده؟، اتهبلتي إياك!!،....
هتفت مهجة وهي ترتعش:
- أني ..آسفة يا ستّ الحاجّة، بس.....، وسكتت ولم تكمل، زفرت زينب حانقة وزجرتها قائلة:
- بس إيييه؟، مالك مش على بعضيكي إكده؟، ما تتحدتي على طول جاك خابط في نافوخك...
تحدثت مهجة وهي تفرك يديها في توتر:
- أصل...أصل فيه ضيوف جوم عشان يجابلوا أبويا الحاج... فأني جولت لرمّاح أنه نايم وهجول لسي سيف ، وخبّرت سي سيف ، راح المُندرة ، وكانت وراه ست منة ... بس.. بس...
زفرت زينب بحنق وغيظ وهتفت فيها بسخط محاولة ألا يعلو صوتها:
- بس ايه؟، أنطجي يا مجصوفة الرجبة !!...
أجابت مهجة وهى توشك على البكاء بينما ترتجف من قمة رأسها لأسفل قدميها:
- حاضر يا ستّ الحاجة، أني روحت أشوف الضيوف يشربوا إييه ،... سمعت ست منة بتسأل سي الاستاذ سيف تبجى مين الحرمة ديْ؟، وسمعت الحرمة وهي بتجول انها تُبجى ....تُبجى مَرَتْ... مَرَتْ سي سيف !!..
رفعت زينب رأسها عاليا وهتفت:
- أييه؟، أجابت مهجة وهي تلعن حظها العاثِر لوقوعها في هذا المأزق فهي أعلم الناس بغضب سيّدتها:
- والله العظيم زي ما جولت لحضرتك إكده، الحُرمة اللي موجودة جالت إكده وأني أول ما سمعتها جيت جري أجولك لأني ست منة موجودة معاهم وما خابراش حوصل أيه دلوكْ؟
نظرت زينب أمامها وشدت قامتها وتحدثت آمرة بهدوء يخالف ما يمور في داخلها من غضب أسود:
- ماشي يا مهجة، روحي إنت دلوك وابعتيلي رمّاح، وجوليلو يجيب معاه عوضين وصابر وما يجيبيش سيرة لحد واصل هو رايح فين ولا لمين؟....
أومأت مهجة بالايجاب سريعا وما أن التفت للانصراف حتى نادتها زينب فوقفت ناظرة اليها فيما قالت زينب بنبرة تحذير جاد:
- إوعاكي أي كلمة من اللي جولتيهالي إهنه ولا سمعتيها تخرج برّات خشمك، إنت عارف أني هعمل إيه وجتها !!..
قالت مهجة بخوف:
- عارفى يا ستّي الحاجه، هتجصّي لساني !!..
ابتسمت زينب وأجابت ببرود وهي تشير الى رقبة مهجة بسبابتها راسمة خط وهمي أمام رقبتها من اليسار الى اليمين:
- لَهْ وانتي الصادجة.... هجُص رَجَبْتِكْ !!...
أومأت مهجة في ذعر وركضت لتنفذ ما طلبته منها سيدتها في حين لمعت عينيْ زينب وقالت متوعدة:
- بجى وصلت فيكي البجاحة أنك تاجي لغاية عندينا برجليكي، ماشي يا غندورة،.... جبتيه لنفسك... ماحدش يدخل بيت الاسد برجليه ويخرج منّيه صاغ سليم !!...
----------------------------------------------------------
لم تعرف منة كيف استطاعت الصمود أمام هذه الساقطة، ولكنها لم تكن لتهرب من المواجهة في نفس الوقت الذي حاول فيه سيف تجنيبها مثل هذا اللقاء إذ سرعان ما تحدث قائلا وهو يفك ذراعي تلك المرأة من حول رقبته بإشمئزاز ليدفعها جانبا بنزق :
- أظن مالوش لزوم الحركات دي، ومعرفش أنتي جاية اساسا ليه ولا إيه اللي جابك، ولا منين عرفت طريقي، كل اللي انا عاوزه دلوقتي انك تخرجي فورا من غير مطرود، وما أشوفش وشّك ولو صدفة بعد كدا !!...
وقفت تلك المرأة تطالعه بنظرة اغواء فجّة أصابت منّة بالغثيان المفاجيء ولكنها حاولت مقاومته فهي لم تكن لتنسحب من دون أن تضع هذه الساقطة في حجمها الطبيعي، تكلمت تلك المرأة وهى تنظر الى سيف نظرة مغوية من تحت رموشها الثقيلة، وبصوت زادته بحّته إثارة:
- تؤ تؤ تؤ ، إخص عليك يا فوفو ، دلوقتي الوشّ دا مش عجبك!، الله يرحم أيام ما كنت بتتحايل بس أني أفتح الكاميرا علشان تلمحه، وأنا وإنت عارفين ان الموضوع ما كانش بيفضل كلام وبس!!، غامزة اياه بصفاقة ، ثم نظرت الى منة قائلة باستهتار وسخرية:
- شكلك كدا المدام؟!، على فكرة جوزك دا شقي أوووي، ..،أطلقت ضحكة عالية خليعة جعلت منة تتمنى لو أطبقت بيديها حول عنقها فلا تتركها إلا جثة هامدة!، ولكنها تطلعت الى سيف بنظرة تعبّر عن إشمئزازها مما قيل بينما أمسك سيف بيد المرأة وقال وهو يدفعها الى الخارج:
- البيت دا شريف ونضيف، واللي زيّك ما تدنسوش برجليها، من مصلحتك انك تختفي حالا من قودامي وإلّا أنا مش مسؤول عن اللي هيحصل !!....
جذبت المرأة يدها بقوة من قبضة سيف ووقفت أمامه تقول وهي تتخصر بينما أطلقت ضحكة رنانة عالية:
- أخاف وأكش من دا الوِشّ !! ، أموت أنا في الحمشنة !!...
ثم اتجهت اليه بخطوات متمايلة راقصة ووضعت يديها على صدره وهي تقول بهمس مغوٍ:
- بس حمشنتك دي هي اللي جابت رجليّا، وحشتني يا فوفو، ما وحشتكتش شاهي!، انت ناسي كنت بتقولي ايه؟،،
أمسك سيف بمعصميهما ليبعدهما عنه وهو يهتف بغضب:
- ومش عاوز أفتكر!، أنتي كنت غلطة سودة هفضل أكفّر عنها طول عمري، شاهيناز امشي من قودامي، أنا مش همسك نفسي كدا كتير ، ومالكيش دعوه بمراتي، ويا ريت ما أشوفكيش ولو صدفة بعد كدا !...
وقفت شاهي أمامه رافعة ذقنها بتحد وقالت ببرود وهي ترفع حاجبها:
- بس أنا مراتك يا باش مهندس، وليّا زيّها بالظبط !( في إشارة منها الى منة التي وقفت تراقب ما يحدث أمامها في ذهول غير مصدقة لما يجري مرددة في نفسها أنها لا بد وأنها تحلم وليس بحلم عادي بل هو كابوس رهيب )..،
سيف بحدة:
- مرات مين؟، انتي هتستعبطي!، اللي كان بيننا دا لعب عيال، اوعي تفتكري أنك مراتي بجد!، ساعتها تبقي اتجننت رسمي وعاوزة مستشفى المجانين !!..
أجابته شاهي وهي تطالعه بنظرات مستفزة:
- بس جوازنا حصل يا سيف بيه!، انت ناسي انه أتشهر قودام الناس؟!، والجواز أساسه ايه غير الاشهار؟!!...
انطلقت ضحكة فجائية جعلت كلا من سيف وشاهي يطالعان مصدرها والذي لم يكن سوى منة التي كانت تضحك بشكل هستيري وقد انتبهت لنظراتهما المتسائلة فقالت وهي تشيح بيدها من وسط ضحكاتها:
- حلو أوي حتة انه الاصل في الجواز الاشهار!، مش مصدقة!، معقولة انتي عارفة ايه الصح من الغلط فيه الجواز؟!...
مسحت دموعها التي نزلت نتيجة ضحكها ، ثم هدأت قليلا وقالت وهي تنقل نظراتها بينهما:
- كويس انك تكوني عارفة الصح من الغلط، بس انت عاملة زي اللي بيسأل اللحمة حلال ولا حرام من غير ما يسأل اللحمة دي نفسها جابها منين؟، حتى لو جابها من واحد ميّت !، مش مهم عنده، المهم انه اللحمة حلال !!.....وانتو مش مهم جوازكم كان ازاي لكن المهم أنه أتشهر !! ، تحدث سيف محاولا تهدئة منة:
- منة، ما تتكلميش مع الاشكال دي، دي مش من مقامك!!..
طالعته شاهي باستهجان في حين نظرت اليه منة بلوْم وعتاب وهتفت:
- ومين اللي خلَّا الاشكال دي تقف قودامي دلوقتي؟، مش..إنتَ!، مين اللي عمل للزبالة دي سعر وقيمة؟، قبل ان تتابع قاطعتها شاهي وقد تغضن وجهها بتعبير شيطاني أخفى أي جمال زائف- صنعته كثرة الالوان التي أغرقت به وجهها -كانت تتحلى به بينما صوتها يعلو كمن يتشاجر في بيئة شعبية:
- بقولك إيه .. احفظي أدبك يا حلوة.... أنا ماضربتوش على إيده يا حبيبتي!، جوزك راجل زي أي راجل بيريّل على واحده سمعته كلمتين حنينيين!!..
شهقت منة وابتعدت وهى تخفي فمها بيدها وتحرك رأسها يسارا ويمينا باستنكار تام لما تسمعه بينما أمسك سيف بساعد شاهي وهو يتوعدها قائلا رافعا يده الأخرى:
- إخرسي يا بنت الـ ******، وهوى بيده بصفعة مدوية على وجنتها رمتها بضعة خطوات الى الوراء من قوّتها حتى أنها كادت تسقط لولا أنها أمسكت نفسها ، وقفت وهى تقول بغضب بين فحيح أنفاسها:
- بتمد إيك عليّا يا سبع الرجالة!، طيب لما نشوف أبوك كبير البلد هيقول إيه ولا يعمل ايه ، وحياة دا، وأمسكت خصلة من شعرها وتابعت بحقد أسود:
- وحياة دا لا أخليك لبانة في بؤ اللي يسوى واللي ما يسواش، انت متعرفش شاهي يا حبيبي، انت دخلت لعبة ما إنتش قدها يا عينيّا ، فاكرني هتهوّش بقلم وكلمتين؟!، لا يا روحي دا أنا شاهي والأجر على الله ، انت مش هتكون أول مغفل ولا آخر مغفل ، دا شغلي يا بابا ، واللي زيّك كتير، وماهيش أول مرة و.......، كان سيف يطالعها بدهشة ممزوجة وغضب واحتقار لها ولنفسه وهمّ بمقاطعتها عندما دوى صوت عالٍ يقول بصرامة:
- بس هتكون آخر مرة !!، هتفت منة بما جال ببال سيف ما إن سمع الصوت :
- ماما الحاجة !! ، راقب سيف والدته وهي تدخل رافعة هامتها بكل هيبة ووقار ، تطالع شاهي بنظرات احتقار وقالت مخاطبة اياها وهي تشير بسبابتها:
- اسمعيني زين ، الكلام اللي هجوله مش هتنِّيهْ، انتى هتخرجي من أهنه على أي داهية تاخدك، مش هتجفي في طريج ابني أو مرته أو حد من عيلته ولو حتى صدفة!، مفهوم يا بتّ الـ....، ولا بلاش ، مع أنك جايبة العار لهَلِكْ، حجهم يجتلوكي علشان يغسلوا عارهم...
تحدثت شاهي بعد أن أفاقت من ذهولها قائلة بنبرة ساخرة:
- وانتي أن شاء الله فاطمة تعلبة بتاعت العيلة دي؟، اسمعي يا حاجة .. ابنك اتجوزني، وفيه شهود ، وانا مراته، وخروج من هنا من غير ما نتفاهم مش هيحصل، وأدي قاعده!! ،...
تقدم سيف منها صارخا:
- انت بتتكملي أزاي مع أمي بالاسلوب دا، أنتي اتجننتي ! ، ورفع يده ليصفعها فأوقفته يد والدته التي أمسكت بيده بقوة وهي تطالع تلك ال***** التي جلست أمامهم بكل أريحية واضعة ساق فوق أخرى وتؤرجح ساقها بلا مبالاة بينما ترتسم ابتسامة برود مغيظ على شفتيها اللتان تصطبغان بلون الدم، قالت والدته بصرامة وحسم:
- مالكش صالح انت بالحديت ديه!، خُد مَرَتَكْ ، وأطلعوا فوُجْ!
إنتبه سيف الى وجود منة التي تتباع ما يحدث امامها في صمت تام، التفت اليها ليراها تراقب ما يجري حولها وتعبير من الذهول الممتزج بالاستنكار يلوّن محيّاها، لاحظت منة نظرات سيف اليها فابتعدت بضعة خطوات وهي تهتف بحدة:
- ابعد عنّي، أنا لا يمكن أفضل على ذمتك ثانية واحده بعد كدا،...، ثم تابعت باشمئزاز وهي تنقل نظراتها بين سيف وتلك الساقطة التي تبادلها النظر ببرود ثلجي:
- جاتك القرف، جاتكو القرف انتو الاتنين !!، وهرعت خارجة ليركض سيف في أثرها وهو يناديها تاركا والدته بمفردها مع تلك الـ....***** !!....
---------------------------------------------------------
لحق سيف بمنة الى جناحهم الخاص ولكنها استطاعت الدخول الى غرفة النوم واغلاق الباب خلفها بإحكام قبل أن يصل إليها..
طرق الباب بقوة مناديا عليها بإلحاح:
- منة، منة ... افتحي الباب ..، تصنتّ قليلا ولكنه لم يسمع صوتا ، أعاد نادئه بإلحاح:
- منة حبيبتي علشان خاطر بناتنا طيّب افتحيلي ، سمع صوت مكتوم ثم أتاه صوتها يقول بنبرة مشروخة وبغضب صارخ:
- ما تقولش حبيبتي!، انا مش حبيبتك يا سيف ، انت مش بتحبني، لا يمكن تكون بتحبني وتعمل فيّا اللي إنت عملته دا!
مال سيف برأسه الى الباب وقال وكأنه يراها فلا يفصل بينهما سوى الباب الخشبي:
- والله العظيم بحبك، أنا مش بس بحبك، أنا بعشقك يا منة، علشان خاطري خليني أدخل واعملي فيّا ما بدالك ، بس خليني أطمن عليكي !!..
أجابته بانهيار تام وصوت بكائها يعلو يكاد يصمّ الآذان:
- لا.... اللي بيحب حد ما يجرحوش، ما يخونوش يا سيف، انت قتلتني بعملتك دي يا سيف، قتلتني ، وكفاية لغاية كدا....أنا مش ممكن هسمح لك أنك تدوس عليّا بعد ما دبحتني بإيدك !!..
كاد سيف أن يقتلع الباب ويدخل اليها عنوة، فحبيبته ليست بحالتها الطبيعية، لأول مرة يرى منة بهذه الحالة الهستيرية، أوشك على فقدان عقله خوفا من أن تؤذي نفسها وهي بحالتها تلك، أعاد الطرق على الباب ولكن بهدوء نسبي وقال بصوت يغلفه الحزن الشديد بينما شعر بغصة بكاء تكاد تكتم حلقه، وسبحت عيناه بدموع خوف وحسرة، خوف على فقدان حبيبته وحسرة على ما فعله بها وبنفسه وبحياتهما سويّة، قال سيف برجاء حار:
- انا مش ممكن أأذيكي يا منة، أنا بموت لو شوفتك تعبانه من حاجه، أنت عارفة انتي وبناتي كل حياتي، أنا غلطت واعترفت، غلطت غلطة غبية ومشيت ورا شيطان ملعون، لكن حتى أنا ما استاهلش انك تعملي في نفسك كدا علشانه، أرجوكي يا منة افتحيلي، هتجنن عاوز أطمن عليكي ، وأوعدك هشوفك وأمشي على طول، بس أشوفك يا منة....
سمع صوت حركة بطيئة فنظر الى مقبض الباب بأمل وابتسامة رجاء بدأت بالظهور على وجهه لقبولها رجائه، ولكن سرعان ما غابت الابتسامة وإندثر أمله عندما سمعها تتحدث بصوت غريب وكأنها تهذي من خلف الباب ، حيث قالت بصوت مهزوز وكأنها في حالة اللاوعي:
- أنت وعدتني قبل كدا يا سيف وما وفيتش بوعدك، فاكر؟!، فاكر لما وعدتني انك عمرك ما هتخلي الحزن يعرف طريقه لقلبي؟، فاكر لما وعدتني إنك عمرك ما هتخلي عينيا تنزل منها دمعه واحدة؟، مش قلت لي أنك مش هتخلي على وشّي غير الابتسامة بس!، وايه اللي حصل؟، اللي حصل ان عينيا مابتبطلش دموع، وقلبي الحزن سكنه ومش عاوز يفارقه، ووشّي ما بقاش يعرف يعني ايه الابتسامة ....إنت.. إنت كدّاب يا سيف.. كدّاب..، ثم انهارت ضربا على الباب الفاصل بينهما بقبضتيها وهي تصرخ بصوت عال:
- كداب ، كداب يا سيف...، كداب ......
هتف سيف في الجهة المقابلة من الباب بلوعة:
- منة .. منة حبيبتي اهدي ، منة افتحي وإلا هكسر الباب ، منة ..منة ...
وفي الناحية الاخرى كانت منة كالمغيّبة، سقطت على الارض بجوار الباب وهي تكرر بخفوت وقد نضبت طاقتها فلم تعد قادرة على الوقوف بينما صوتها يخفت وهي تكرر من بين نشيج بكائها:
- كداب يا سيف، كداب، خاين وكداب... كد...كدااااب....
ليسود الصمت بعد كلماتها بينما سقط سيف هو الآخر على الأرض بجوار الباب وهو يقول بتوسل حار بينما يقطع الحزن على ما آل اليه حال حبيبته بسببه نياط قلبه، وقد فرّت دمعة خائنة من عينيه لتسقط على لحيته فيذوق ملوحة دمعته بينما يتوسل بإلحاح:
- بحبك... والله بحبك ... بحبك ......، ويظل يكرر كلمته تلك بينما على الناحية الاخرى استندت منة برأسها الى الباب وسقطت رأسها وكأن سيف يهدهدها لتنام، فغفلت عيناها على صوت هذيانه بحبها وكأنها أنشودة قبل النوم حيث سمعتها فنامت من فورها بينما لم تسكت شهقاتها اثناء نومها ذاك حيث كانت تنتفض بين آن وآخر وهي تكرر وكأنها تهذي في نومها:
- كداااب....، بينما يقابلها سيف بهذيانه الخافت بكلمة واحدة:
- بحبك ...بحبك....، مراراً وتكراراً....
----------------------------------------------------------

 
 

 

عرض البوم صور منى لطفي   رد مع اقتباس
قديم 01-03-16, 05:43 PM   المشاركة رقم: 247
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 216585
المشاركات: 468
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1595

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى لطفي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...

 

تقدمت زينب من شاهي الجالسة تطالعها بإستعلاء، نظرت اليها زينب مليّا قبل أن تقول بصرامة:
- من غير تضييع وجت، أنا ولدي مالوش غير حرمة واحده بس، هي منة ....اللي انت شوفتيها إهنه...، واحده بنت ناس، ومحترمة ، والعيلة كلاتها بتحبها، وتبجى أم بناته، لكن غير إكده .. ابني لا تزوج ولا نعرف حاجه واصل من الحديت الماسخ الي انت بتجوليه ديه، يعني جُصر الكلام تاخدي بعضيكي وترحيلي من إهنه، وتنسي اسم سيف ولدي ديه خالص!!...
سكتت شاهي لثوان قبل أن تطلق ضحكة ساخرة عالية وقالت وهي تطالع زينب بنظرات متفكّهة:
- لا بجد خوفتيني يا حاجة ، ثم قامت من مكانها وسارت حتى وقفت إليها وتابعت بلا مبالاة:
- بصي يا حاجه، ابنك اتجوزني ، صحيح مش عند مأذون لكن الجواز أساسه الإشهار ، وجوازنا مُشهر، والناس كلها تقريبا عارفة ان شاهيناز زيدان مرات سيف عبدالهادي، ولو ابنك مش عاوز يكمل في الجوازة ، ....حركت كتفيها بلامبالاة وهي تتابع:
- براحته، بس......، وفركت اصبعيها الابهام والسبابة وهي تتابع بابتسامة لزجة:
- كله بتمنه يا .. حمااتي !!..
نظرت اليها زينب بنظرات غامضة قبل أن تتحدث ببرود ينافي ما يشتعل في قلبها من غضب حارق تجاه تلك الساقطة التي تقف أمامها تتغنج عليها بمنتهى الوقاحة:
- جولتيلي!، تمنُه !!، وايه هو التمن بجاه اللي انتي عاوزاه ؟!
أجابت شاهي وقد بدأت تشعر بالظفر لاقترابها من تحقيق هدفها، فسيف مثله مثل غيره من مئات الرجال اللذين قامت بمثل هذه الحيلة الرخيصة معهم ، زواج عن طريق النت ، ثم فضيحة مدويّة ، ولكي تنتهي لا بد من الدفع لكي تبتعد نهائيا عن طريقهم ، وسقوط هؤلاء الرجال ليس بالعسير، فـ... النت جعل الامر غاية في السهولة ، فبالنسبة إليهم النّت ليس بشيء حقيقي، وبالتالي ما يقومون به من خلاله لا يُعدّ أمراً جاد، كحالة سيف، فلم يكن أمر وقوعه في شباكها بالصعب، الامر بمنتهى السهولة ، تعارف عن طريق احدى المجموعات المشتركة على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك ، والتمثيل جيدا فأكثر ما يعجبها أنها لا تضطر الا للكذب بالكلمات فقط !، فهي ترسم لها صورة في عيون الآخرين بعيدة تماما عن صورتها الحقيقية بل وتتقمص شخصيتها الجديدة جيدا، ويبدأ الأمر بصداقة عادية ، الى أن تتوطد العلاقة، ثم تبدأ هي برمي بعض الايحاءات لترى مدى قبول الطرف الآخر لها ، وكأي رجل يبيح لنفسه التمادي معها ، فهو قد فقد احترامه لها، وهي من تقوم بإعطائه الضوء الأخضر ليقوم بما يريد سواء قولاً أو فعلاً !!، و يظن الرجل بعنجهية ذكورية أنه يستطيع اخراجها من حياته بكبسة زر بسيطة لعمل " حظر " لها أو " بلوك "، لتنتهي صفحتها ولكنه لا يعلم أنه قد سار الى شباك العنكبوت بقدميه ، وأنه قد وضع نفسه تحت فكّيها بكامل وعيه، فهي لم تكن لتسمح بذلك، وتبدأ المرحلة الثانية من اشهار لهذا الزواج الاضحوكة ، وبالتالي فضيحة مدويّة ، ثم ظهورها كنجوم الحفل كما فعلت مع سيف، لتعلن نفسها زوجة ، ولكن سيف اضطرها للذهاب بعيدا هذه المرة، ففي المرات السابقة لم يكن الأمر يصل الى الأهل ، بل ما أن تبدأ بالتهديد أنها ستصل الى زوجته حتى يسارع بدفع ما تريد كي يرفع أذاها عنه، بينما سيف قد بدأ بالهروب منها قبل أن تعلم زوجته بوقت طويل ما جعلها تقوم باشهار الزواج عن طريق اختراق موقعه على الفيس بوك ، ثم تقصّت عنه حتى علمت عن طريق إحدى العاملين بمكتبه بوجوده في بلدته فشدت الرحال الى هناك كي تكمل الجزء الاخير من لعبتها القذرة، وما ان رأت الثراء الفاحش الذي تعيش فيه عائلته حتى سال لعابها وصممت على أن تكسب من وراءه أضعافا مضاعفة مما كانت تناله من أي ضحيّة أخرى ...

برقت عيناها بنظر ظفر وهي تقول :
- شوفي انتي يا حاجه، اسم عيلتكم، واسم سيف ، وسمعتكم وسمعة الحاج ، وسمعة ابنك .. كل دا يساوي في نظرك كم؟، وزي ما أنا شايفة انتو ربنا مدِّيكم ....فبيتهيألي يعني ان الفلوس بالنسبة لكم حاجه تافهة، تقدروا بيها تشتروا سمعتكم واسمكم !!
ابتسمت زينب وقالت ساخرة:
- دا إنتيْ على إكده عارفه عنِّينا كل حاجه تجريبا ، بس تصدجي حلو انك عارفة يعني ايه سمعة واسم و... شرف يا ....عديمة الشرف!، جوصر الكلام عاوزة كم ؟..
ابتسمت شاهي وأجابت ببرود مُغيظ:
- أنا بردو مش هزعل منك لأني مقدرة حالتك كويسة والصدمة اللي انتي خدتيها ، وأنا هجيب من الآخر .. 300 ألف جنيه ، ودا علشان خاطرك !!..
سكتت زينب قليلا قبل أن تنطلق ضحكاتها عاليا لتهدأ بعد ذلك وهي تقول :
- يا سلام .... بس إكده ! ، لَهْ تصدجي ... طلعت كريمة .....
قطبت شاهي بينما تابعت زينب بصرامة مفاجئة:
- ولو جولتلك مالكيش عندي ولا مليم ، ولمصلحتك إنك تخرجي من إهنه على المخروب اللي إنتي جيتي منِّيه، وإوعاكي تفتكري انك تجدري تلوي دراعنا، ديه بُعدك !!..
صمتت شاهي قليلا قبل ان تتحدث بهدوء:
- دا آخر كلام عندك يا حاجة؟، تمتمت زينب بالايجاب فيما تابعت شاهي بلا مبالاة:
- وأنا هشتري نفسي زي ما قولتيلي ، انما صحيح ، صحة الحاج عامله ايه دلوقتي، تصدقي زعلت اوي لما عرفت انه وقع وجات له أزمة قلبية ، بيتهيالي الدكتور مانع عنه الانفعالات ، انما في دنيا زي اللي احنا عايشين فيها دي ازاي الواحد يقدر يهرب من الانفعال ولا ....الاخبار اللي ممكن تصدمه والمرة اللي جاية تكون فيها ... نهايته مثلا !!!..
ضيقت زينب عينيها وتحدثت بهسيس غضب من بين أنفاسها:
- انتي بتهدديني يا فاجرة؟!.....، أشارت شاهي برأسها يمينا ويسارا وهي تقول :
- تؤ تؤ تؤ ، ما أحبش الشتيمة ، دا عرض انا عرضته وانتي رفضتيه، دي صفقة ، بيزنيس يعني شغل يا حاجة ، ماتستنيش مني اني اخاف وأجري، دا أكل عيش، ومعاكم انتو جاتوه كمان مش عيش ، ابقى غبية لو خفت وجريت !!..
هزت زينب برأسها وأجابت بجدية :
- ماشي، ديه آخر كلام عنديكي،....فأومأت شاهي ايجابا، تابعت زينب بغموض:
- تومام، هتاخدي اللي تستاهليه وزيادة كومان، عشان بس تعرفي اننا كُرما ....
ابتسمت شاهي منتشية ، فيما توجهت زينب الى باب الاستراحة الذي أغلقه سيف خلفه ، ففتحته وأشارت بإصبعها ليدخل على إثر اشارتها رجل أسمر ضخم يحمل بندقية على كتفه، يعلو وجهه شارب عريض يكاد يخفي نصف وجهه، تحدث بصوت جهوريّ أجش يثير الذعر في النفوس لخشونته:
- أمرك يا كَبيرة ...، سارت زينب الى الداخل ثانية يتبعها رماح وقالت بابتسامة صغيرة وهي تتطلع الى شاهي التي تنظر اليها بريبة وتساؤل:
- عندينا ضيفة عاوزين نعملوا معاها الواجب!!....، وأشارت بحركة طفيفة من رأسها الى شاهي الواقفة امامها فاتجه اليها رماح بخطى واثقة فيما تقهقرت شاهي بضع خطوات الى الوراء وهي تقول بحدة مشهرة سبابتها في وجهه:
- إيه، عاوز إيه؟، إبعد عنّي....
لم يعرها رماح التفاتا وأمسك بمرفقها بقوة بينما تحدثت زينب بابتسامة تشف بأسف زائف:
- مالك يا غندورة، انت ضيفة وواجب نكرموكي،.. لم تنتظر ردّ منها ووجهت كلامها الى رماح آمرة:
- فينهم يا رماح؟، أجاب رماح بخشونة:
- تحت أمرك يا كَبيرة، واجفين برّه، منتظرين إشارة واحده منيّكي...
سارت الى الباب ففتحته وأشارت بسبابتها للدخول ، فدخل رجلان أضخم من رماح، فالأخير بالنسبة لهم لم يكن سوى أقزمهم!!، أشارت بسبابتها الى رماح فاتجها اليه فيما فتحت شاهي عينيها على وسعهما وهتفت صارخة:
- إيه شغل العصابات دا؟، انتو فاكرينها سايبة؟، أنا هوديكوا في ستين داهيـ....، وكتمت باقي عبارتها عندما أمسكت زينب بذقنها بعنف وقالت بغضب قوي:
- لسانك ديه تحطيه جوه خاشمك وما أسمعشي نَفَسك واصل!، انتي بتجولي فاطنة تعلِبة !، أني بجه هوريكي شغل التعالب صوح...، رمّااح...
- أؤمري يا كبيرة ...، أجاب رماح في التوّ واللحظة، تابعت زينب وهي لا تزال قابضة على ذقن شاهي التي تنظر اليها بعينين كعيني قطط الشوارع وقالت بابتسامة ظفر:
- ضايفوا البرنسيسة في الكوخ الغربيّ ، مش عاوزاها تشتكي واصل،....
- أمرك يا كَبيرة ، أفلتت زينب يدها ليكمم رماح فمها بيده الغليظة وهو يشير للرجلين قائلا بغلظة وكأنه قائدهم:
- عوضين .. صابر، فأومأ الرجلين برأسهم وسرعان ما أخرج أحدهما كيس خشن كبير واقترب منها فحاولت الصراخ ولكن شدد رماح قبضته على فمها في حين تحدثت زينب بصوت مسموع بافتخار:
- ما تخافيش يا سنيورة، واضح إكده انو مالكيش أهل يربوكي، أحنا إهنه بجه هنكسبو فيكي ثواب ونربوكي من اوّل وجديد، بعون الله هتطلعي من عندينا وانتي مكفرة عن كل اللي عملتيه سوا مع ولدي ولا مع غيره، عشان تعرفي انه مش كل الطير اللي يتاكل لحمه، وانك غلطت غلطة عمرك لما حبيبتي تلعبي معانا احنا السوالمة ، عارفة يعني إيه السوالمة؟، يعني الداخل مفجود والخارج مولود.....واللي زييكي مالهاش ديّة، هي رصاصة بربع جنيه تخلص عليكي ونرميكي في الريّاح ولا من شاف ولا من دِرى، لكن أنا حابّة أكسب ثواب فيكي،...، ثم وجهت كلامها الى رماح قائلة :
- شوف شغلك يا رماح !!، ..اقترب من شاهي المنتفضة ذعرا احد الرجلين ليلقي فوقها بالكيش الخشن ويحكم ربطه، ثم حمله كجوال من البطاطا واتجه خارجا يتبعه الاخر مع رماح الذي نادته زينب فاتجه اليها فقالت محذرة:
- ولا حرف من اللي حوصل إهنه يطلع لحد واصل ، ولا حتى سيف بيه، وطبعا الحاج ما يعرفش كلمة ، مفهوم ولا لاه؟...
أومأ رماح برأسه مرارا وهو يقول بخوف ينافي هيئته المرعبة:
- مفهوم، مفهوم يا ستي الحاجة، مفهوم يا كَبيرة ..
قالت زينب بتهديد:
- انت عارف لو حرف واحد خرج من خشمك إنت ولا حد من الرجالة التانية هعمل فيك إيه؟. أجاب رماح بخوف بينما نظراته تدل على خفّة في العقل:
- هتضربيني يا كبيرة !، همست زينب بوعيد :
- لاه، الضرب ديه مش لـِسنّك يا رماح، انما هخليك لا تحصل راجل ولا....مَرَهْ! ، فهمت؟!!..
فتح رماح عينيه على وسعهما وتمتم بذعر:
- فهمت ، فهمت يا كبيرة ..
زينب وهى تأمره بالانصراف:
- خلاص، روح دلوك ، وزي ما جولتلك الوكل والشرب يتحطوا لها مرة واحده بس في اليوم ، والحاجه اللي تخليها تصلب طولها بس، احنا مش هنعلفها، خليها تكفّر عن بلاويها، مفهوم كلامي ؟!..
أومأ رماح متمتما بنعم وانصرف لتنفيذ أمر سيدته التي زفرت بعمق وحمدت الله في سرّها على أستطاعتها ازاحة هذه ال***** قبل ان ينتبه زوجها ، ثم حانت منها نظرة الى خارج الباب حيث اختفى سيف ومنة منذ فترة وقالت وهي تتنهد:
- يا ترى يا سيف يا ولدي عملت إيه مع المسكينة ديْ؟!...
**************************************************
- سيف يا ولديْ، ايه اللي مجعدك إهنهْ؟!..، هتفت زينب بذلك ما أن أبصرت سيف جالس على الأرض مستندا بظهره الى باب غرفة النوم، ما ان سمعها سيف حتى انتفض واقفا واقترب منها وهو يقول برجاء:
- منة، منة يا أمي ، من ساعة ما دخلت وهي قافلة على نفسها، انا هموت من قلقي!...
أبعدته عن طريقها واتجهت الى الباب لتطرقه بدقات حانية وهي تناديها قائلة:
- منة، منة يا بتِّيْ، افتحي الباب يا حبيبتيْ، أني أمك الحاجّة..، لم يكن هناك أي استجابة، فانتقل قلق سيف اليها، نظرت الى ولدها وقالت:
- ماتخافش يا ولدي، ثواني وجاية...، وانصرفت وما هي الا دقائق معدودة مرّت على سيف كسنوات ضوئية.. حتى أتت زينب مهرولة واتجهت الى الباب ففتحته بمفتاح آخر، قالت وهي تدير المفتاح في قفل الباب:
- الحمدلله إن معايا نسخة من كل مفاتيح الابواب اللي إهنه، إطمن يا ولديْ..، فتحت الباب ولكنها عندما دفعته أبى أن يُفتح سوى شق بسيط، نادت بقلق:
- منة، منة يا بتّي ، سمعت صوت أنين مكتوم، فنظرت الى سيف الواجم أمامها وهتفت:
- إلحج البنيّة يا ولديْ ، لم تكمل عبارتها إلّا وسيف يدفع الباب بكتفه وهو يقول :
- عنك يا أمي، وانفتح الباب ليكشف عن منة الساقطة مغشيّا عليها خلفه!!..
ضربت زينب على صدرها براحتها وانتحبت وهي ترى منة وقد شحب وجهها وحاكى شحوب الموتى:
- يا ضنايا يا بتِّيْ، بينما أسرع سيف بحملها ووضعها فوق الفراش بخفة، ثم جلس بجانبها وأخذ يربت على وجنتها وهو ينادي بألحاح بينما سكبت والدته كوب ماء وناولته اياه لينثر بعضا منها على وجهها ولكنها لم تستجب وما أثار الذعر في أوصاله أنها استحالت كقطعة رخام باردة بين يديه!!...
هرولت والدته حيث منضدة الزينة لتأتي بأحدى العطور المصفوفة، رشّت بعضا منها في راحتها ووضعتها على أنف منة والتي أيضا لم تستجب، فما كان من سيف الا أن إحتضنها بقوة وأزاح يد أمه وتحدث بنبرة شاردة غريبة:
- إبعدي عنها يا أمي، خلاص، هي هتبقى كويسة، لازم هتبقى كويسة ، ...ثم أسند وجنته الى رأسها وهو يتابع بينما رفع يدها اليمنى ليقبل باطنها:
- منة حبيبتي، منة انا مقدرش أعيش من غيرك، منة..، وطفق يقبل كل إنش في وجهها ويدها ثم يعود الى زرعها في أحضانه مجددا وهو يتمنى لو استطاع إدخالها الى داخل صدره ليغلق عليها فيضمن ألّا تبتعد عنه مقدار أنملة!!..
هتفت زينب بلوْم:
- جرى ايه يا سيف ولديْ، ديه وجت الحديت ديه، مرتك هتبجى زي الفل ان شاء الله، روح إنت جيب الدكتور، وأني هفضل معاها لحد ما تاجي..
رفع سيف عينين معترضتين وقال:
- لا، أنا مش هسيبها ، خلِّي رماح يروح للدكتور!،،
لم تستطع زينب اخباره بمكان وجود رماح الآن، فهتفت به:
- جوم يا ولدي، رماح راح مشوار شوية وراجع ولازمن نطمن ع البنيّة ..، لم يجد سيف بدّا من الاستماع الى نصيحة والدته، احتضن منة بقوة مقبلا إيّاها وكأنه ينفث فيها قبلة الحياة، ثم تركها هامسا:
- شوية صغيرة يا مُنايا وجايْ، اوعي تسيبيني ..
ثم نهض سريعا متجها الى الخارج وقال قبل ان يخرج لأمه:
- خلِّي بالك منها يا أمي، أنا مسافة السكة!!..
خرج الطبيب من غرفة منة وكانت ترافقه زينب، أجاب على سؤال سيف الظاهر في عينيه:
- المدام عندها حمّى شديدة للأسف، أنا كتبت لها ادوية خافضة للحرارة، لو الحرارة من هنا للصبح ما نزلتش لازم تدخل المستشفى، الحرارة ارتفعت مرة واحده وبصورة غريبة وفوق الـ 40 كمان، لازم تنزل بأي طريقة، أنا ادتها حقنة دلوقتي، وحقنة تانية تاخدها بعد 12 ساعة، غير الادوية اللي لازم تاخدها في مواعيدها، وأهم حاجه الغذا، واضح جدا ان المدام بتعاني من سوء تغذية، ولو اتكرر موضوع الاغما دا تاني يبقى لازم تحليل دم كامل ، شكر سيف الطبيب وأشار لمهجة بمرافقته الى الباب بعد أن أعطاه أجرته ...
دخل الى الغرفة فوجد والدته وهي تقوم بعمل كمادات باردة لها، تناول منها المنشفة القطنية الصغيرة، وقال:
- قومي انتي يا أمي ارتاحي، أنا هسهر جنبها!!..، ربتت أمه على كتفه قائلة:
- أني هروح أعملها عصير برتُجان، الدكتور جال العصاير مهمة جوي لحالتها....، الحمدلله أن البنات راحوا مع سميحة أختك ولّا كانو اخترعوا عليها دلوك!!..
وانصرفت تاركة اياه غير واعي لمغادرتها فجُلّ اهتمامه راقدا أمام عينيه لا حول له ولا قوة!!...
************************************************************ ***************

 
 

 

عرض البوم صور منى لطفي   رد مع اقتباس
قديم 01-03-16, 05:45 PM   المشاركة رقم: 248
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 216585
المشاركات: 468
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1595

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى لطفي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...

 

- عشان خاطري يا بنيتي، خلصي وكلِكْ، احنا ما صدجنا، انتي كنتي فين وبجيتي فين!!...
نظرت منة الجالسة فوق فراشها الى حماتها بابتسامة صغيرة بينما يشي ذبول وجهها الواضح بمدى مرضها الذي شارف على الانحسار، وقالت بصوت واهن ضعيف:
- معلهش يا ماما الحاجة، مش قادرة ، حاسة اني لو أكلت لقمة كمان هرجّع.....
أجابت زينب وهي تضع ملعقة الطعام جانبا:
- أني مش عاجبني حالك يا بتّي، إنت عارفة ان عمّك الحاج هيتجنن عاوز يشوفك لولا الدرج عفش عليه كان طلع لك، جولناله انه جاتك نزلة برد وعرة جوي هي اللي رجدتك إكده، تمام زي ما جولنا لِهَلِكْ لما كلمونا يطمنوا عليكي وعلى الحاج إكمنك جعدت كم يوم مش تكلميهم، شوفي يا بتي أني مش عاوز أتكلم في حاجه تكدّركْ، لكن لازمن تسمعي الكلمتين اللي هجولهوملك دول، سيف ولدي غلط، وغلطة كبيرة جوي، بس مين منينا مش بيغلط يا بتّي؟!، اني عمري ما شوفت سيف بالحالة اللي هو فيها ديْ!، صدجيني مش بتكلم اكمنه ولديْ، لكن شكله يا نضري لا يسر عدو ولا حبيب، وجولتلك جبل سابج لو حد من بناتي حوصله اللي حوصلك ديه كُنت هجول نفس الكلام، انتي المهم تاخدي بالك من صحتك، أما سيف فديه هنربيه من اول وجديد، زي ما اتفجنا ، وأي حاجه تانية شيليها من بالك، ما تستاهلش انك تفكري فيها!!....
نظرت منة اليها وقالت بابتسامة ساخرة صغيرة:
- أنسى!، أنسى ايه يا ماما الحاجة؟، أنسى انه خانني، ولا انه جاب واحده من الشارع وعمل راسها براسي؟، ولا ...أنسى منظرها لما جات له هنا؟..
ربتت زينب على يدها وقالت:
- معلهش يا بتي واحدة واحدة، المهم دلوك صحِّتك انتي..
قاطع حديثهما رنين محمول منة فاجابت المتحدث الذي لم يكن سوى نادر!، الذي سارع للاطمئنان عليها فور معرفته بمرضها من خالته والتي لا تزال لديهم هي وعبدالعظيم زوجها بينما عاد احمد الى القاهرة لينهي أوراقه اللازمة لعودته الى البلد الخليجي حيث يعمل، كانت مكالمة قصيرة تبادلا فيها الاخبار واعتذرت منة من نادر على تقصيرها في عملها بالنسبة الى مكتبه، حيث كانت قد أحضرت النماذج معها للعمل عليها، ولكنه قاطعها مؤكدا أن أهم شيء سلامتها وألا تلتفت الى أي شيء آخر، وقام بسرد نادرة من نوادره الطريفة ليُذهب عنها الحزن الذي سمعه في صوتها، ضحكت منة على طرفته وأنهت المكالمة وهي لا تزال تبتسم، نظرت اليها زينب وابتسامة صغيرة ترتسم على محياها وقالت وهي تشير الى المحمول في يدها:
- الحمدلله اني سمعت ضحكتكي!، شكل المكالمة ديه وشّها حلو عليكي ..
أجابت منة بتلقائية:
- دي من نادر ابن خالتي كان بيطمّن عليّا، عرف من ماما اني تعبانه، بصراحه نادر الوحيد اللي لما تقعدي معاه يقدر تخليكي تضحكي وانت في عزّ زعلك !!...
سكتت زينب قليلا ثم سألت باهتمام :
- هو وِلد خالتك ديه متزوج؟، أشارت منة برأسها نفيّا وقالت:
- لا .. ، ابتسمت زينب ابتسامة نصر صغيرة على شفتيها وقالت وهي تغمز بعينها اليمنى في خبث:
- حلو جوي، فاكرة الخطة اللي جولتلك عليها عشان نربي سيف ولديْ؟، أومأت منة بالايجاب وهي في حيرة من أمر حماتها التي تابعت بحماس:
- اتفرجي بجه عليّ وأتعلمي يا بت المدارس، أني صحيح حرمة جاهله لا دخلت مدارس ولا جامعه، ومتربية في الصعيد إهنه مش في البندر، لكن وبفضل الله حماتك مخّها يوزن بلد، ولما وعدتك اني هجيبلك حجّك من ولديْ ، ما كانشي كلام وبس،لاه....، بكرة هتتوكدي من كلامي صوح.....ودلوك بجه جِه الوجت اللي هنربيه فيه لحد ما يجول حجي برجبتي !!..
لم يتثنى لمنة التعقيب على كلام حماتها اذ سرعان ما طرق الباب بطرقات صغيرة أتبعها دخول سيف، تجهم وجه منة ما ان شاهدته، فهي لم تخاطبه ولم تنظر اليه منذ ما حدث، فما ان أفاقت من اغماءتها وقد شاهدته راقدا بجوارها حتى قاطعته ولم تقبل بالحديث معه أبدا، ولكنه لم يكف عن زيارتها والاطمئنان عليها، بينما ذهبت البنتان لدى سميحة للاقامة معها لحين شفاء أمهما وكانا يأتيان لرؤيتها يوميا والعودة مع شقيقته ثانية والتي أحباها وأحبا اللعب مع أولادها.....
أشاحت منة بوجهها جانبا في حين تعامل سيف مع الأمر بصورة عادية، سار حتى وقف الى جوارها ونظر الى صينية الطعام ليرى أنها لم ينقص منها الا أقل القليل، تحدث بعتاب خفيف:
- كدا بردو يا منة ما أكلتيش!..
قالت زينب بزفرة عميقة:
- مرتك مخها ناشف جوي، غُلبت فيها يا ولدي ، ما عيزاشي تاكل واصل، يدوب شربت حبة شوربة بالعافية، شكلها إكده صعيدية، مش بتوافج بسهولة، ..سكتت قليلا لتتابع غامزة منة في غفلة من سيف بمكر:
- ولا نجيب لك ولد خالتك علشان ترضي تاكلي؟، اللي يخليه يجدر يضحكك يبجى سره باتع !!..
شحب وجه منة وهي ترى سيف والانطباع الذي وصله، أغمضت عينيها بقوة وهي تتمتم في سرها:
- لا لا ، ما لاقيتيش غير نادر يا حماتي!! دا غلبان !!، هي تعلم تماما مدى ضيق سيف من ذكر نادر، حانت منها التفاتة اليه لتراه ينظر اليها بتساؤل ونظرة سوداء أعتمت مقلتيه، بينما ينتفض عرق في رقبته دليل توتره، تحدث سيف بخشونة:
- ابن خالتها؟،...اجابت زينب:
- ايوة يا ولدي، اسمه نادر!!..
لاحظت منة بطرف عينها قبضة سيف وهي تتكور بقوة ويشد على اصابعه حتى بانت سلاميات اصابعه البيضاء، تساءل سيف محاولا قمع غضبه الذي بدأ بالتصاعد:
- وانتي تعرفي نادر منين يا أمي؟...
أجابت زينب:
- ما هو بسلامته كان بيتحدت إمعاها دلوك علشان يطمن عليها، بصراحه من يوم منة ما جات إهنه واني ما اسمعتش ضحكتها زي دلوكْ....
نظر سيف الى منة بحدة وعلّق:
- طيب كويس، يعني ضحكت معاه...
قالت زينب وهي تقف وتتناول صينيه الطعام قبل ان تتجه الى الخارج:
- أومال، ديه كركعت كمان مش ضحكت بس، إتعلم منيه شوفه بيجول ايه يخلي اللي جودامه ما يجدرش يمسك نفسه من الضحك زي ما مرتك حاكتلي !!....، وانصرفت غير مدركة للقنبلة المدويّة التي فجّرتها بكلماتها !! ....
نظر سيف الى منة قليلا بنظرات تسودها الغموض، قبل ان يتقدم ليجلس بجوارها فوق الفراش وهو يمد يده ليمسك يدها قائلا بهدوء:
- مش راضية تاكلي ليه يا منة؟، عجبك رقدتك دي؟!..
نفضت يدها بقوة من يده ورمته بنظرة ساخطة ثم أشاحت بوجهها جانبا ولم ترد عليه، كتم سيف غضبه بصعوبة وأعاد إمساكه ليدها ولكن بإحكام هذه المرة فكان نصيبه نظرة زاجرة لم يعلّق عليها وتابع بصوت بدأت وتيرته تتغير وان كان يحاول التحكم في غضبه الوحشيّ كي لا يفلت من عقاله:
- ما كنتش أعرف يعني إن نادر ابن خالتك بيكلمك!، لا تصدقي فيه الخير....كله زوء بصراحه !!...
استنكرت منة نبرة السخرية التي يتحدث بها سيف، وجذبت يدها من قبضته بقوة فيما نهضت من فوق الفراش والتفت لتنظر اليه ليتطاير شعرها حول وجهها بينما إنعكست اشعة الشمس القادمة من النافذة خلفها على شعرها لتجعل خصلاته الكستنائية تتوهج كألسنة اللهب، فيما بدا مظهرها في رداء النوم المحتشم الذي يلتف حولها يغطيها من أعلاها الى أسفلها بلونه الأبيض المزدان بكشكشات حول أساور أكمامه، بينما تحيط برقبتها قبّة من الدانتيل الأبيض تمتد حتى بداية صدر الثوب، كان مظهرها بالرغم من احتشام ثوبها في غاية الفتنة بالنسبة له!، فقد بدت كطفلة صغيرة ترتدي رداء النوم الخاص بوالدتها!، بينما أظهر انعكاس ضوء الشمس عليها مفاتنها الانثوية المختفية خلف هذا الثوب الذي أتتها به حماتها في لفتة منها كي تبعث السرور الى نفسها، فقماشه الحريري المزدان بالدانتيل كان في غاية النعومة والرقة مما جعلها تلبسه كي تحاول إرضاء هذه السيدة التي لا تألوا جهداً كي تسري عنها!
وقفت امامه قائلة باستخفاف ظاهر:
- نادر طول عمره بيفهم في الزوء والواجب والأصول، وما اسمحش أنك تتكلم عليه بالاسلوب دا !!..
كان يستفزها عامدا كي تتحدث معه وان كان للمشاجرة!، فلقد افتقدها حقًّا وافتقد حديثها وصوتها ونظراتها المنصبة عليه وان كانت لوما أو تقريعا أوعتابا كما هو الحال الآن!، ولكن دفاعها عن ابن خالتها لم يرُق له، فنهض من مكانه وتقدم بضعة خطوات حتى وقف أمامها وقال فيما هو يضع يده اليمنى في جيب بنطاله:
- وأنتي ايه اللي ضايقك بالشكل دا؟، ولا يمكن تكوني ندمانه انك ما استنيتيش يتقدم لك رسمي ووافقتي عليا أنا الأول؟!، قطبت منة وهتفت باستهجان وهي تشيح بيدها:
- إيه؟، انت بتقول ايه؟، هو مين دا اللي يتقدم لي؟...
أجاب سيف ساخرا بينما تكورت يده في جيبه لتشكل قبضة قوية من فرط غضبه:
- ايه.. عاوزة تقوليلي انك ماتعرفيش ان ابن خالتك المحترم كان عاوز يتقدم لك واتصدم لما لاقانا اتخطبنا؟!!..
شهقت منة واضعة يدها فوق فمها قائلة:
- معقولة؟، نادر...
كرر سيف عبارتها باستخفاف:
- ايوة نادر!، نادر اللي بيكلم واحده ست متجوزة وبيتعمد يصطاد في الماية العكرة وهو حاسس انه فيه خلاف بيننا!، نادر اللي عمّال يلف حواليكي ، من امتى تقدري تقوليلي بيكلمك فون يطمن او أي حاجه؟، احنا متجوزين بقالنا اكتر من 4 سنين عمره في مرة كلمك حتى في ولادة بناتنا؟، كانت خالتك بس اللي بتيجي تزورنا او تتكلم وهو ..لأ، تقدري تقوليلي ايه اللي خلّاه يتكمل دلوقتي علشان يطمن عليكي ؟، لأ وايه ما خلصوش تكوني زعلانه فضل وراكي لغاية ما ضحكتي!!..
هتفت منة عاليا وهي تشهر سبابتها في وجهه قائلة :
- إخرس !!..، بُهِت سيف وقال:
- إيه؟...، تابعت منة بعنفوان:
- بقولك إخرس!، اوعى تقول كلمة زيادة بعد كدا!، انت فاكر علشان انت خاين يبقى انا كمان خاينة زيك؟، ولا نادر هيخون اهله وربّه قبلهم ويبص لواحده متجوزة؟، لكن هقول ايه... كل يرى الناس بعين طبعه!، وطالما وصلت لغاية هنا .. يبقى كدا خلصت !!..
تحدث سيف بهدوء ينذر بهبو عاصفة هوجاء لم تنتبه اليها منة في خضم غضبها الصارخ:
- يعني ايه مش فاهم؟..
أجابت منة وهي تنظر اليه بتحد:
- يعني ماما وبابا جايين مع نادر بكرة ولا بعده بالكتير وأنا هاخد بناتي وأرجع معاهم !!...
تقدم سيف بضع خطوات وئيدة ووقف على بعد انشات منها وقال :
- معلهش ممكن تعيدي كدا؟، مين اللي هيسافر مع مين؟، ومين أصلا اللي هيسمح لك بالجنان اللي انتي بتقوليه دا؟...
لم تستطع منة الصمت أو ادعاء البرود أكثر من ذلك وصرخت عاليا:
- أنا اللي بقول!، وانت خسرت حقك انك توافق أو ترفض، بقول أني أرفض أعيش مع واحد خاين كدّاب زيّك، عرفت بقول ايه يا باش مهندس ولا أقول كمان؟!!
سكتت وهي تلهث بعد انفجارها المدوي في وجهه بينما انتشرت خصلات شعرها الثائرة حول وجهها فيما كان صدرها يعلو ويهبط وهي تحاول إلتقاط أنفاسها اللاهثة، ودموعها تلمع بإباء في مقليتها رافضة النزول، لن تبكي ثانية، يكفي ما سكبته من دموع من أجل ما فعله بها ، وقفت شامخة بينما تقضم شفتيها بأسنانها اللؤلؤية الصغيرة بتوتر ظاهر كعادتها دائما عندما تتعرض لأي انفعال أو قلق ، تقدم منها قاطعا الانشات البسيطة التي تفصلهما بخطوات وئيدة ووقف أمامها يطالعها بنظرات يسودها الغموض، ثم أخرج يده من جيبه ، بينما وقفت هي تراقبه بنظرات حاقدة غاضبة لتتحول الى شهقة مختنقة عندما مد يده الى شفتها السفلى ليخلصها من براثن أسنانها، ويمسح عليها بطرف إبهامه الخشن، ثم مال عليها يهمس بخطورة:
- علشان أنا عاذرك ... مش هحاسبك على الكلام اللي قولتيه دا، ومش محتاج أقولك أنا عملت إيه، أظن انت كنت حاضرة كل حاجه ، وواعية للي انا عملته وبعمله علشان أكفّر عن غلطتي في حقك وحق نفسي وحق ربي قبل أي حاجه تانية، لكن أقسم بالله يا منة اني هعرف أحط لعنادك دا حد، هي كلمة واحده ... سفر من هنا مستحيل ، مش هتتنقلي خطوة واحده من غيري ، رجلي على رجلك ، وسي روميو اللي مستنيكي دا وجاي لغاية هنا برجليه أنا هعرف أتصرف معاه ، قودامه حل من اتنين ، يا يبعد عنك خالص وينسى إسمك بالمرة ، يا إمّا ....عُمره !! ،،،
شهقت محتجه ورفعت اليه عينان ثائرتان تموجان بغضب عاصف وحاولت الفكاك من أسر يده لوجهها ولكن دون طائل بينما همست بفحيح من بين أسنانها جعلته يشتم عطر أنفاسها الساخنة التي لفحته برائحتها التي استثارت جميع حواسه فغدا الدم يجري ساخنا في عروقه ، وقد غشيت عيناه نظرة مبهمة لم تعيها وهى تتحدث بانفعال:
- أوعى تفكر انك تقدر تسجني عندكم هنا، لو عاوزة أمشي من هنا مافيش قوة على الارض هتقدر تمنعني أني آخد بناتي وأمشي ، وتهديدك دا علشان نادر أحسن لك تسحبه ، نادر بني آدم محترم وعمره ما تجاوز حدوده معايا ، حتى لو كان فكّر فيّا في يوم من الأيام زي ما قلت فـدا شيء طبيعي ، لكن عمره ما قلل من قيمتي، ولا عمل أي شيء يقلل من احترامي له أو احترامه ليّا!
تحدث سيف بنرة هامسة تحمل في طيّاتها خطورة كامنة بين أحرف كلماته:
- واضح انك لسه مافهمتيش!، انتي خط أحمر بالنسبة لي، منطقة محرّمة.....وأي حد يقرّب من المنطقة دي يبقى حكم على نفسه بالموت !!...
فتحت فاها دهشة مما تسمعه، فما تراه أمامها الآن جانب جديد من سيف لم يسبق لها وأن اختبرته سابقا!، تابع وهو يمسك بشفتها السفلى بين إبهامه وسبابته :
- وأظن سبق وإني حذرتك قبل كدا إنك تلعبي في ممتلكاتي!!
قطبت مستهجنة وهمّت بالسؤال ليسبقها قائلا وهو يميل ناحيتها لتشتم رائحته الرجولية المثيرة التي استنشقتها بالرغم منها حتى أنها شعرت بها تسري في دمها وتشيع الفوضى في أوصالها:
- انتي كلك ملكي، و... شفايفك دي ممتلكات خااااصة جدااا ليّا!!...
لم يمهلها الحديث لينقض عليها ملتهما شفتيها في قبلة حسيّة خدّرت جميع حواسها، بينما التفت يداه حولها يطوقانها بقوة آلمتها، ولكنها لم تستطع الابتعاد عن أسر ذراعيه، لتستسلم الى طوفان حبه بعد مقاومة شرسة منها في البداية وإصرار أعنف منه قبل أن تضعف مقاومتها لتصبح مقاومة واهنة حتى خضع قلبها لجبروت عشقه فرفعت راية الاستسلام، لترتفع ذراعيها عاليا يعانقان عنقه الضخم القوي، بينما تعتصر ذراعيه جسدها الهشّ لتلتصق به بشدة، حتى أضحا وكأنهما شخصا واحدا ، تماما.. كالتوأم السيامي لا سبيل لفصلهما !!......
- يتبع -

 
 

 

عرض البوم صور منى لطفي   رد مع اقتباس
قديم 01-03-16, 05:47 PM   المشاركة رقم: 249
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 216585
المشاركات: 468
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1595

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى لطفي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...

 

خلصت الحلقة.. عارفة ان كتيييييييير منكم هيتضايق من سيفو، وبعضكم هيزعل على حبهم.. بس الأكيد انكم هتجتعموا على الاعجاب بـ... كبيرة السوالمة... "الحاجة زينب".... ، بصوا ما تستعجلوش وتهاجموا منة.. استهدوا بالله كدا للحلقة الجاية.... وسمعني أحلى سلام وكلام لمنمن اللي هو انا هههههههه سيف ومنة مين وبتاع مين

 
 

 

عرض البوم صور منى لطفي   رد مع اقتباس
قديم 01-03-16, 07:23 PM   المشاركة رقم: 250
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2011
العضوية: 228326
المشاركات: 169
الجنس أنثى
معدل التقييم: sloomi عضو على طريق الابداعsloomi عضو على طريق الابداعsloomi عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 213

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
sloomi غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...

 

بس نفسي اعرف منه دي غبيه ولا غبيه ولا غبيه....دي غبييييييييييه...هي لسا ليها نفس تبادله قبلته بعد المنظر اللي شافته ييييييع...انا حسيت نفسي لاعت..فما بالك هي...وسيف حقير تحقير وحقيييييييير ...لا يمكن أقبل اتسامح مع اللي عمله ...شوفي يامنمن لو لووووووووو لا سمح الله رجعتي منه للزفت ده انا حانزل من امريكا مخصووووووص لمصر عشان اغتالك هههههههاههههاههههاي...خخخ

 
 

 

عرض البوم صور sloomi   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لطفي..., بقلمي/, جوازة.., رواية, نت!!...
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:00 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية