كاتب الموضوع :
منى لطفي
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
عادت منة الى المكتب فتبادل كلا من سحر وايناس نظرات الدهشة فقد خرجت منة وهى في أقصى درجات الغضب والانفعال لتغيب وقتا طويل نسبيا وتعود مرتسما على وجهها ابتسامة فرح صغيرة!،...تُرى ما السبب؟!..
اقتربت سحر منها قالت بابتسامة:
- ايه الاخبار يا منون؟ شايفاكي راجعه مبتسمة وسعيدة يعني؟
منة بغرور:
- طبعا يا بنتي،.... كفاية انه الباش مهندس البوس بتاعكم بنفسه اعترف ان شغلي عجبه ومش بس كدا لا ...كلفني بشغل جديد كمان!!.
ايناس تقدمت منها وبدهشة:
- ايه دا!، معقوله سيف اعترف انه كان غلطان وان شغلك عجبه؟!..
منة مقطبة وبتساؤل:
- وفيها ايه يعني لما يقول انه غلط؟، ايه عجبة؟!..
ايناس تحرك رأسها يمينا ويسارا:
- لا مش القصد، بس أنا مستغربة!، سيف عمره ما عملها!.
منة بسخرية:
- ايه فيه ايه مالكم؟، سيف عمره ما عملها!، معقوله سيف يعملها؟!، ايه المدهش انه يشرح لي وجهة نظره يعني أنا مش فاهمه؟، عادي انا شايفاها حاجه عادية!، دا سيف عبدالهادي مش سيف الخديوي!...
اطلقت سحر وايناس ضحكات عالية وقالت سحر من بين ضحكاتها:
- ايه؟ وايه سيف الخديوي دا كمان؟
منة باستخفاف:
- أصلكم مذهولين ومش مصدقين..، معقول سيف قال، معقول سيف عمل، زي ما يكون سيف دا مش انسان طبيعي زيينا!،حسستوني انه مش سيف عادي، كأنى بتكلم عن سيف الخديوي مثلا!!..
تبادل الصديقات الثلاث الضحكات حتى سألت ايناس:
- المهم هنتغدى فين انهرده؟
منة وهى تهز برأسها يمينا ويسارا:
- لالا اسمحوا لي، انا هبعت اجيب اكل واتغدى هنا، مش عاوزة اضيع ولا دقيقة واحده تانى، عندي شغل كتير اووى عاوزة أسلمه لعمر قبل ما ابتدي في الشغل اللي كلفني بيه سيف الخديوي!..
سحر وهى تضحك:
- ماشي يا ستي، مافيش مشكلة، نتغدى هنا، ها تتغدوا ايه؟؟-
منة باندفاع حماسي:
- بصوا بقه، انا عزماكم انهرده، ومش هرضى بأي اعتراض، ايه رأيكم هنضرب شوية كشري مادوقتوش ومش هتدوقوا زيه لا قبل كدا ولا بعد كدا ولا فيه زي كدا!!...
وافقت سحر وايناس وسط ضحكاتهم، نادت منة على ساعي المكتب..عليّ الفتى ذو الخامسة عشر عاما، وقالت وهى تناوله النقود وورقة بالمطلوب شرائه:
- الورقة دي فيها اللي احنا عاوزينه يا علي، وأدي الفلوس أهي...
تناول علي الورقة والنقود وقرأ المطلوب فهو حاصل على دبلوم الثانوية التجارية ولكن نظرا لضعف امكانياته المادية لم يستطع الالتحاق بكلية التجارة مع العلم أنه حاصل على مجموع يؤهله لدخولها..
علي مقطبا:
- معلهش يا باش مهندسة ، حضرتك كاتبة كشري وبين قوسين اسمي يعني ايه؟
منة بابتسامة:
- ابدا يا علي، قصدي عاوز كشري مخصوص ولا عادي وكنت هسألك..
حاول علي الاعتراض ولكن منة أصرت ان يجلب لنفسه طلبا من الكشري ، ذهب علي لاحضار الطعام في نفس الوقت الذي دلفت فيه نشوى الى الداخل وهى تقول بغرور:
- ايه على فين يا علي؟.
قاطعت منة علي قبل ان يقوم بالرد عليها قائلة بسخرية:
- باعتين علي يجيب لنا غدا، ايه رأيك تتغدي معانا؟، نظرت اليها ايناس وسحر بدهشة فغمزت لهما بعينها اليمنى في غفلة من نشوى التي قالت بدلال ثقيل:
- مافيش مانع مش هكسفكم..
كادت أن تلكمها على وجهها لتعيد تشكيله ثانية لعلها تقلل من غرورها الثقيل ذاك.....
حضر علي بالطعام الذي فاحت رائحته عاليا ، تجمع كلا من منة وايناس وسحر وقامت منة بتوزيع اطباق الطعام عليهم واعطت علي طبقه الذي تناوله وانصرف شاكرا لها كرمها،أمسكت منة بطبق واقتربت من نشوى لتناولها اياه، قامت نشوى من مكانها وكانت تجلس معهم في غرفتهم، أشارت بقرف الى الطبق الذي تحمله منة قائلة باستهجان:
- أيه دا؟،.
اجابت منة ببراءة:
- دا كشري!.
نشوى بقرف واضح وهى تضغط على انفها بأصبعيها السبابة والابهام:
- ياااي!، كشري!، بتاكلوه ازاي دا؟!، دا كفاية ريحته!..
منة ببراءة مصطنعه:
- لا...الكشري مش بيتاكل، الكشري بيتضرب!، احنا بنضرب كشري مش بناكل كشري!، وبعدين مالها ريحته؟، شمي كدا،...ورفعت الطبق الى أنف نشوى التى حاولت الابتعاد برأسها وهى تقول:
- أوه... مونديو....، ابعدي البتاع دا عني...
منة وهى مصرة على أن تتذوقه:
- ايه يا بنتي هو هيعضك!، نظرت اليها نشوى بريبة في حين تابعت منة بجدية مبالغ فيها:
- انت ماتعرفيش فوائد الكشري ولا ايه؟، هزت برأسها نفيا في حين تبادلت كلا من ايناس وسحر النظرات وهما مشغولتان بالتهام طبقهما من هذه الاكلة الشعبية اللذيذة..
منة وهى تعدد فوائد طبق الكشري:
- عندك مثلا الطماطم اللي في الصلصة بتاعته، هما مش بيقولوا حمرا يا طماطم؟ ، نظرت اليها نشوى مقطبة فتابعت منة:
- علشان كدا الطماطم بتجري الدموية في الوش وتخليه أحمر زي الطماطم!،...وبعدين عندك المكرونة... بتكون مسلوقة يعني من غير نشا وتشبع وما تتخنش، وعندك بقه العدس أبو جبة... عدس مؤدب ولابس جبة مش مكشوف!، وعلشان كدا مش بيِتْعب ولا حاجه!، نشوى بشك وهى تشير الى الطبق بين يدي منة:
- بجد؟، انت بتتكلمى بجد؟
منة وهى تهز برأسها بقوة وبالانجليزية:
- شور دارلينج ( مؤكد عزيزتي )...
تناولت نشوى الطبق وتذوقت المعلقة الاولى بتخوف وعلى مهل مغمضة عينيها، لتفتحهما على وسعهما وتنظر الى منة التي تنظر اليها مستطلعة رأيها فقالت بابتسامة واسعه:
- اممممم، جميل فعلا، وأنكبت على طبقها تأكله بحماس فضحكت منة وايناس وسحر وتابعوا تناول طعامهم...
بعد أن فرغوا من تناول طعام الغذاء، أحضر لهم علي الشاي، قالت سحر أثناء احتسائهم للشاي بأوراق النعناع:
- الله... تصدقي الكشري دا فعلا عمري ما اكلت في طعامته، صحيح يا منة هو من عند مين علشان أبقى اجيب منه؟.
منة بتلقائية طبيعية:
- نزلة معوية!...
صرخت نشوى في حين تبادل كلا من ايناس وسحر النظرات وقالت سحر بشبح ضحكة:
- لالالا.. احنا بنتكلم بجد يا منون..
منة بتلقائية:
- ومين قال انى بهرج؟، الكشري من عند نزلة معوية، انتو مش بتشوفوه؟، دا واقف بعربيته على طول على ناصية الشارع اللي ورانا؟
صرخ الثلاثة في صوت واحد:
- ايييييه؟، عربية!!!!!...
استغربت منة وقالت:
- آه، عربية!، ايه مالكم؟
أمسكت كل واحده منهن بطنها في حين تأوهت نشوى قائلة:
- حرام عليكي، كشري من على عربية واسم صاحبها كمان...نزلة معوية!!...
تعالت ضحكات منة، وسط السباب الغاضب الذي أنطلق من فم الباقيات..
انجزت منة ما طلبه منها سيف وترددت قبل ان تعرضه عليه ولكنها شدت من أزرها وقررت الذهاب اليه ودعت ألا يمارس عليها احدى نظرياته العبقرية في كيفية رفع معنويات من يعمل لديه..
وقفت منة بجانب سيف وكان يطالع لوحها الهندسي، كانت تقضم في شفتها السفلى علامة على توترها، رفع سيف رأسه وشاهد وقفتها التي تنم عن قلقها، قال بهدوء:
- ايه يا منة...قلقانة؟، رفعت منة كتفيها واخفضتهما وقالت محاولة ادعاء اللامبالاة:
- لا عادي يعني،، ولم تستطع تمالك نفسها وسألته:
- عجبك؟،نظر اليها سيف قائلا بابتسامة صغيرة:
- ممتاز،
لم تصدق منة ما سمعته أذنيها فقالت بدهشة:
- قول كدا تاني اللي انت قلته كدا!!..
ضحك سيف وأعاد قوله بابتسامة:
- بقول شغلك ممتاز، وعلشان كدا ليكي عندي مفاجأة!!
ابتسمت منة بسعادة واجابت :
- الحمد لله، ويا ترى ايه هيَّ المفاجأة؟، شغل تاني هتكلفني بيه؟
هز سيف رأسه يمينا ويسارا وقال:
- لا.....انت اللي هتشرفي على تنفيذ الشغل دا، بنفسك!
كادت منة ان تقفز فرحا وقالت:
- بجد؟. ابتسم سيف لمرآى سعادتها التي لم تستطع مدارتها، وقال:
- وجد الجد كمان، من بكرة تجهزي هفوت عليكي الساعه 7 ونص الصبح علشان الطريق طويل شوية!.
قطبت منة وقالت بتساؤل:
- تفوت عليا؟، هو انا مش هروح لوحدي؟
سيف بهدوء:
- لا هنشتغل سوا، مش انا قلت لك ان الفيلا دي انا اللي بنفذها؟!،
منة وقد ازدردت ريقها بصعوبة وقالت:
- طيب ونروح سوا ليه؟، ما هو ممكن انا اروح في الوقت اللي يناسبني انا!.
شعر سيف بتوترها وقال بهدوء محاولا افهامها:
- لما نروح سوا احسن، اولا انت لسه متعرفيش المنطقة هناك كويس، ثانيا... المشورع دا يعتبر بيننا احنا الاتنين يعني لازم ناخد رأي بعض في كل حاجه،وبعدين احمد وافقني على رأيي!
منة مقطبة:
- المنطقة بعيدة؟، ليه.. هي الفيلا دي فين بالظبط؟
سيف بتلقائية:
- في العين السخنة!..
منة بصرخة دهشة:
- فين؟ العين السخنة؟ واحمد موافق؟ هي العين السخنة دي مش سفر بردو ولا انا غلطانه؟
سيف بتمهل:
- ايوة يا منة، واحمد مقتنع انك تسافري معايا بدل ما تسافري لوحدك، وبعدين انت قلقانه من ايه؟، احنا مش هنكون لوحدنا...، فيه اصحاب الفيللا والمشوار كله ساعه رايح وساعه راجع وهنروح ونرجع في نفس اليوم، يبقى قلقانه من ايه؟!..
هزت منة رأسها بنفي بثقة مهزوزة قائلة محاولة التماسك:
- وانا هقلق من ايه يعني؟، ثم همست بينها وبين نفسها:
- العين السخنة يا احمد؟، وجالك قلب توافق؟، هتجنن واعرف أقنعك ازاي؟، واذا انت اقتنعت بابا وماما وافقوا ازاي؟..
سيف مقطبا بتصنع وهو يكبت ضحكته بصعوبة:
- بتقولي حاجه يا منة؟.
انتبهت منة من شرودها وقالت وهى تحرك رأسها يمينا ويسارا بشدة:
- ها؟، لا لا لا ولا حاجه، ولا حاجه ابدا!..
سيف بجدية مزيفة:
- تمام، ممكن تروحي انهرده بدري شوية علشان ترتاحي و7 ونص الصبح بإذن الله هكون عندك...
منة وهى تهز راسها بذهول:
- إن شاء الله...، وانصرفت وهى تحدث نفسها غير مصدقة ان أخيها وأبيها بل وأمها قد وافقوا على ذهابها مع سيف الخديوى هذا وبمنتهى السهولة؟، لا بد أن في الأمر سر...، لعلهم فهموا الموضوع خطأ وظنوا أنها ستذهب معه الى عين الصيرة وليس العين السخنة!!...
في حين راقب سيف خطواتها وهى تبتعد عنه وهو يهمس في سره وعينيه تومضان ببريق غامض ان كان وقع أنظار منة عليه كان ألقى في قلبها الخوف مما هو آت، قال سيف:
- ما تستعجليش يا منة، بكرة تعرفي ازاي وافقوا وليه؟!، علشان تصدقيني أنه مافيش حاجه اسمها صعب عندي وان اقدر اتحدى المستحيل.....علشان تكوني بين ايديا!!...
- يتبع -
نهاية الحلقة الثانية... معادنا غدا ان شاء الله في نفس الموعد لا تحرموني أراءكم ولا توقعاتكم بأمان الله.....
|