لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-02-16, 06:33 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قاريء مميز


البيانات
التسجيل: Dec 2014
العضوية: 285617
المشاركات: 759
الجنس أنثى
معدل التقييم: مملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1593

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مملكة الغيوم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عالم خيال المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رحلة ضياع

 

السلام عليكم ورحمة الله
اخيرا جمان استطاعت الفكاك من قطاع الطرق لاياءس مع الحياه ظلت جمان تحاول الهرب رغم انها ليس معها سلاح او اى وسيله تدافع بها عن نفسها لكن لم تستسلم للاسر وحاولت مرار حتى هربت لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه لحق بها ذلك العبيده ولحسن حظها ظهور سلمه فى الوقت المناسب لتحريرها من يديه مرة اخرى
سلمه لم يتورع عن فعل اى شيئ للوصول الى جمان حتى لو كان ضدد مبادئه ولكن ما يهمه فى النهايه الوصول الى جمان قبل ان يلحق بها احدهم الاذى وكاءن لديه بوصله تؤشر له عن الافراد الذين مرت بهم جمان مره السيده التى هربت معها ومره الرجل الذى سرقها ومره القريه التى تركت فيها ملابسها قلب المحب دليله
فصل هدنه من صراعات التتار ونهب قطاع الطرق كان ابشع مع الحجيج وكاءن القتل يعتبر تسليه لهم وزهق الارواح ترفيه عن النفس تبا لهم من قطيع من السفله والمجرمين
سلمت يداكى خيال فصل رائع ولقاء سلمه وجمان معبر جدا فى انتظار الباقى بشوق دمتى بود ولكى منى كل الحب

 
 

 

عرض البوم صور مملكة الغيوم   رد مع اقتباس
قديم 14-02-16, 10:46 AM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 307841
المشاركات: 179
الجنس أنثى
معدل التقييم: عالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 460

االدولة
البلدAland Islands
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عالم خيال غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عالم خيال المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رحلة ضياع

 

وعليكم السلام ورحمة الله
من الطبيعي أن تتطور شخصية جمان مع الأحداث التي تمر بها ولا تبقى بسلبيتها
لكن هذا التطور لن يكون كبيراً ومفاجئاً
بل سيبقى بمستوى طبيعي لفتاة في عمرها وشخصيتها
ما يفعله سلمة هو مزيج من الحب والشعور بالمسؤولية
وهذا يجعله لا يفقد الأمل في اللحاق بها وإنقاذها

ما كان يجري في تلك الأوقات من زهق الأنفس بكل سهولة بسبب حفنة من المال شيء بشع
لكن ألا يذكرك بما يجري الآن من قتل همجي بدون أسباب حقيقية
وكأن البشر قد تحجرت قلوبهم وأصبحوا لا يشعرون بالذنب تجاه ما يفعلونه
وهذا طبعاً راجع لقلة الدين ومحاسبة النفس

سنرى بقية ما سيواجه الاثنان في الفصل القادم بإذن الله تعالى

 
 

 

عرض البوم صور عالم خيال   رد مع اقتباس
قديم 14-02-16, 11:38 AM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 307841
المشاركات: 179
الجنس أنثى
معدل التقييم: عالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 460

االدولة
البلدAland Islands
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عالم خيال غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عالم خيال المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رحلة ضياع

 

~ الفصل العاشر ~


ركض ذلك الحصان وحيداً في السهول الفسيحة مثيراً خلفه سحابة خافتة من الغبار مع اشتداد نور الشمس الذي بدد الظلمة بشكل تام.. وعلى ذلك الحصان، جلست جمان خلف سلمة الصامت وهي تتشبث بملابسه وكأنها تخشى أن تفقده لو أفلتته، وإن لزمت الصمت بدورها وهي تحلق في عالم آخر.. عالم أكثر أمناً وسلاماً وراحة بال.. عالم تأمل أن يعود مرة ثانية بعد أن شهدت ما هو أكثر فظاعة.. وفي ثانية أدركت أن تلك أحلام قد لا تجد طريقها للواقع في زمن قريب.. فتنهدت وهي تخفض رأسها وتهمس "يا إلهي.. متى ينتهي كل هذا العذاب؟"
سمعت سلمة يسألها بقلق "أأنت بخير الآن؟"
همست "بلى.. شكراً لك.."
فسألها "ما الذي جرى لك مع التتار؟ وما الذي جرى لك مع قطاع الطرق؟.. لقد كدت أفقد صوابي عندما عثرت على ملابسك غارقة في الدماء في تلك القرية؟"
زفرت جمان وهي تقول بصوت ينتفض "كان هذا هو السبيل الوحيد لي للاختباء من أولئك التتار الذين لاحقوني.. عندما وصلت لهذه القرية وفوجئت بمقتل كل من فيها، استبدلت ملابسي الملفتة للنظر بملابس أحد القتلى في القرية، ولجأت للاختباء بين جثث الموتى حتى يرحل التتار.."
وهمست وهي تغمض عينيها بقوة "كانت تلك لحظات قاسية..."
لم يعلق سلمة وقد انتبه لارتجاف يديها، ثم غمغم محاولاً تغيير دفة الحديث "لو أخذتك لموقع مأهول بالبشر بهذه الملابس الغارقة بالدماء فستثيرين الذعر بالتأكيد.."
لم تعلق جمان وهي صامتة، فصمت سلمة بدوره وهو يجذب لجام الحصان ليوقفه قرب شجرة متوسطة الحجم.. فترجل منه وقال لجمان "يحسن بنا أن ننال قسطاً من الراحة.. والحصان متعب أيضاً"
ترجلت جمان بدورها وهي تتلفت حولها بقلق كبير.. رغم ابتعادهما عن قطاع الطرق بمسافة كبيرة، لكنها لا تزال تخشى أن يباغتوهما ويأخذوها غصباً من جديد.. لاحظت ابتعاد سلمة عنها، فلم تملك نفسها أن تمسكت بذراعه قبل أن يبتعد وهي تنظر له بصمت وقلق، فسألها برفق "ما الأمر؟"
قالت بصوت متوتر "أنت لن ترحل مرة أخرى.. أليس كذلك؟"
حاول الابتسام وهو يقول "ولم أنت شديدة القلق من هذا الأمر؟ أخبرتك أنني لن أفعل ذلك أبداً.."
قالت بقلق "لأني لم أعثر عليك قرب القافلة وقت الهجوم.. عندها ظننت أنك حقاً قد تخليت عني"
هز سلمة رأسه مجيباً "ما جرى سابقاً لم يكن بإرادتي، ووددت أنه لم يحدث بتاتاً.. لقد أصابني أحد التتر وفقدت وعيي.. وعندما استيقظت اكتشفت اختفاءك من المكان.. وهذا أصابني بالذعر"
تزايد القلق في وجهها وهي تسأله بتوتر "أنت أصبت؟"
ابتسم مجيباً "ليس بالجرح الكبير فلا تقلقي.."
فخفضت بصرها بصمت دون أن تفلت ذراعه.. ورغم إدراكه مدى الضيق الذي تشعر به، إلا أنه لم يستطع كبح سؤال يتردد في ذهنه منذ اختطفها التتر في ذلك اليوم، فقال "جمان.. هل تجيبين سؤالي الآن؟"
نظرت له بتردد، فقال وهو يتأمل ملامحها محاولاً استشفاف الإجابة منها قبل أن تنطق به "أولئك التتر.. ألم يؤذوك؟ ألم يمسّك أحدهم بأذى؟"
قالت وهي تخفض بصرها "لا تقلق.. لو حاول أحدهم ذلك لقتلت نفسي دون تردد.. فلست أرضى بمهانة كهذه أبداً.."
تنهد سلمة وهو يربت على كتفها هامساً "حمداً لله على ذلك.."
شعر كأن ثقلاً انزاح من كاهله.. فلو حدث لها مكروه، لكان ذلك بسبب ضعفه هو في الدفاع عنها، رغم أنه لم يألُ جهداً في ذلك.. ولو حدث ذلك، لما استطاع مواجهة مولاه بعدها أبداً وقد ائتمنه عليها..
تساءل بعد لحظة صمت "وما هذه الكدمة على خدك؟"
وضعت جمان يدها على الكدمة التي خفتت قليلاً بعد تلك الضربة العنيفة مغمغمة "ضربني أحد التتار بعد أن حاولت الهرب لأول مرة.. الحمدلله أن الأمر لم يتجاوز هذه الضربة"
فقال سلمة بضيق "إنهم متوحشون حقاً لا يعبؤون بأحد.. لا جرم أنهم يبثـّون الرعب حيثما حلـّوا.."
تساءلت جمان وهي تنظر إليه "لكنك لست خائفاً منهم.. أليس كذلك؟"
قال مقطباً "لست أخافهم فهم ليسوا إلا بشراً.. خوفي الوحيد هو عليك أنت، وعلى ما قد يحدث لك لو هاجمونا.. خلاف ذلك لا يهمني أي أمر"
خفضت جمان وجهها وهي تهمس بارتجافة "لكني خائفة.. بعدما رأيت كل ما فعلوه ازداد خوفي هذا أضعافاً كثيراً.. ولا أعتقد أن هذا الخوف قد يخفت في يوم من الأيام"
ونظرت نحو سلمة بقلق مغمغمة "أيشعرك هذا بالاشمئزاز من ضعفي؟"
نظر لها سلمة بدهشة قبل أن يهتف "ما الذي هيأ لك ذلك؟ خوفك هذا طبيعي تماماً.. بل من غير الطبيعي أن أجد فتاة لا تخشى أولئك التتر الذين يخشاهم الجميع"
همست جمان "حقاً؟"
فقال سلمة بإصرار "لست أشمئز من خوفك ذلك ولا أرى أن ضعفك هذا عيب فيك.. لكني أريدك قوية كيلا تنهاري مما قد يصيبك.. أخشى عليك من أن تؤثر فيك الأحداث التي مررنا بها فتفقدك الرغبة بالاستمرار رغم كل شيء.. لو لم تكوني قوية لما استطعت الهرب من أولئك التتار، ولربما ما عثرتُ عليك أبداً.."
رغم القلق في عينيها إلا أن شيئاً من الراحة تبدّى فيهما، قبل أن يعود القلق ليغمرها وهي تسأله "ماذا عن إصابتك؟ أأنت متأكد أنك بخير الآن؟.."
وضع سلمة يده على جنبه قائلاً "لا تقلقي.. ليس بالجرح الكبير.. لقد ضمدته جيداً، وسألجأ لعلاجه فور أن نصل مدينة آمنة"
قالت جمان بأسى "وأي مدينة يمكن أن تصفها بالأمان؟"
قال بعد لحظة صمت "أعتقد أننا يجب أن نرحل نحو بغداد.. سنبدأ بالبحث عن قافلة مولاي في مدينة الحِلـّة وإذا ما فشلنا في العثور عليها سنكمل طريقنا نحو بغداد"
غمغمت جمان "لا يجب أن تدعو أبي مولاك يا سلمة.."
نظر لها سلمة بصمت للحظة، ثم قال دون أن يعلق على قولها "وجودنا في مدينة كبيرة كتلك حيث التحصينات بها أقوى أكثر أمناً لنا بالتأكيد.. فلا يمكنني أن أشعر بالأمان مع وجود فرق التتار في كل مكان حولنا.."
ثم استخرج من جراب الحصان بعض الماء قائلاً "اشربي الماء وكلي التمر.. تبدين في أسوأ حال.."
هزت جمان رأسها موافقة وهي تتناول منه الماء وتشرب القليل.. ورغم شدة عطشها، شعرت أن معدتها تؤلمها فور أن ذاقت الماء.. وكأنها صدمت بالماء الذي وصل إليها بعد عطش طويل.. ثم غسلت وجهها لتزيل آثار الدماء والغبار والتعب الذي قاسته خلال الأيام الماضية..
أعادت جمان الماء والتمر إلى سلمة صامتة، ثم أدارت وجهها جانباً وهي تتنهد.. فسمعته يتساءل "ما بك؟ أهناك ما يؤلمك؟"
هزت رأسها نفياً، ثم غمغمت "دعوت الله تعالى ألا أفترق عنك مرة أخرى.. فما عدت أشعر بالأمان إلا بوجودي معك.. ولا أريد أن أشهد أياماً عصيبة كالتي مررت بها.."
لم يعلق وهي تراه يخفض وجهه، وهي عادته كلما غلبته انفعالاته بما يسمعه، ثم ابتعد فجأة وهو يجذب الحصان ليربطه في الشجرة، ويسقيه بعض الماء ثم تركه يأكل من الأفرع القريبة منه.. أما جمان فقد بقيت تتلفت حولها بين فينة وأخرى، فقال سلمة وهو يجلس تحت الشجرة "سنرتاح قليلاً ثم نواصل سيرنا.. لا خوف علينا هنا بإذن الله فالسهول تمكننا من رؤية أي عدو يقترب منا من على مبعدة.."
لم تعلق وهي تجلس جانباً بينما التزم سلمة الصمت بدوره وهو يجول ببصره فيما حولهم باستمرار.. لكن لم تمض لحظات معدودة حتى وجدته يستسلم لنوم عميق حيث جلس وهو يسند رأسه لإحدى ذراعيه التي يسندها على ركبته.. بدا لها وجهه في تلك اللحظة شاحباً بشدة، ربما بسبب جرحه أو ربما لم يحظَ بنوم يذكر منذ افترقا.. فشعرت بشفقة عارمة عليه وهي تراه بهذا الإنهاك للمرة الأولى..
شعرت بشيء من الوحشة وهي غير قادرة على الراحة بعد أن نام سلمة.. ماذا لو فاجأتهم فرقة التتار أو قطاع الطرق وهما غافلان؟.. فكانت جمان تنهض فتجول في الموقع بين فينة وأخرى، ثم تعود لتجلس جوار سلمة الغافي بصمت وهي تتأمل ملامحه المتعبة أملاً في استيقاظه قريباً ليرحلا من هذا الموقع.. ورغم قربه، إلا أنها لشدة قلقها كانت تمد يدها فتتمسك بملابسه بحثاً عن شيء من الأمان.. من حسن حظها أن سلمة لم يتخلّ عنها بتاتاً رغم كل ما مرا به، لكن قد يكون هذا من سوء حظه.. فهو قد قاسى التعب والقلق وأصيب في سبيل سلامتها وعودتها لأبيها.. فما الذي يجنيه من كل ذلك؟.. لقد سألته هذا السؤال من قبل، لكنه تجاوز عن سؤالها دون أن يجيب رغم أنها لمحت شيئاً مبهماً في عينيه.. شيئاً تشعر به لكنها لا تستطيع الإمساك به حقاً.. فما الذي يخفيه سلمة في ثنايا عقله الصامت؟..
وهي.. ما سر هذا الذي تشعر به نحو سلمة؟.. غريب أمرها الآن.. فبعد أن كانت أيامها السابقة ملأى بالتفكير في عامر الذي لم تره إلا للحظات معدودة، أصبحت الآن لا تفكر إلا في سلمة.. وبعد أن كانت بائسة مذعورة يخيفها أي شيء عندما غاب عنها، أصبحت تشعر براحة غريبة وأمان لم تشعر بمثله منذ تلك الليلة التي انهار فيها كل شيء.. أهذا لمجرد أن سلمة قد عاد إليها؟.. رغم أنها عرفته منذ صغرهما، ورغم أنها اعتمدت عليه كثيراً في حياتها في القصر، إلا أنه في هذه الأوضاع الخطرة قد منحها أماناً كانت تتوق إليه بشدة.. شعرت بما يشعر به الملتجئ لواحة وارفة هرباً من صحراء قاسية مهلكة.. وهل هناك ما هو أكثر قسوة مما مرّت به؟..

***********************

مع نهاية ذلك اليوم، وصل الاثنان إلى مدينة الحِلـّة الواقعة على نهر الفرات، والتي أطلق عليها الشعراء (الفيحاء) لكثرة أشجارها ونخيلها وأعنابها، والتي انتشرت داخل المدينة وخارجها.. استقر سلمة وجمان في الحِلـّة في أحد خاناتها ريثما يسأل سلمة عن القافلة وعن مصير ربيعة.. وفي اليوم التالي، كان أول ما فعله سلمة هو شراء ملابس جديدة لجمان بدل تلك التي فقدتها.. ولما عاد إليها بها قالت بشيء من الضيق "أنت تبدد الأموال دون داعٍ ونحن بأمس الحاجة إليها.. يمكنني أن أكتفي بملابسي هذه بعد أن أغسلها جيداً.."
قال سلمة "تلك الملابس لا تليق بك أبداً.. لا تقلقي فمعي ما يكفي من المال.."
وغادر بعدها وحيداً للبحث عن قافلة ربيعة بينما بقيت جمان في الخان بانتظاره كما طلب منها.. بقيت جمان وحيدة والقلق يتناهبها على أبيها وخوفاً من اختفاء سلمة من جديد.. رغم أنه أكد لها عدة مرات أنه لن يتركها مهما كان الأمر، لكن القلق الذي سببه لها انفصالها عنه في اليومين السابقين قد جعلها لا تكاد تهدأ كلما ابتعد عنها.. وفوق كل هذا، كان قلقها أكبر مع عدم عثوره على أبيها.. فكل يوم يمضي دون خبر عنه يزيدها قناعة أنها لن تلتقي به أبداً لسبب أو لآخر..
ولما عاد سلمة إليها بعد بحث طويل ومع انقضاء ذلك النهار، ورأت جمان الخيبة واضحة على وجهه، صمتت وهي تخفض وجهها وإن حاولت جهدها ألا تنخرط في بكاء جديد.. فسمعته يقول "سأبحث غداً أيضاً فربما أعثر له على أثر.. وإن لم أفلح، فسنغادر نحو بغداد.. هي أملنا الأخير"
رفعت جمان وجهها إليه وابتسمت قليلاً قائلة "لا بأس.. لا يمكنني الاعتراض على ذلك.. فهو خير من البقاء بلا سبب"
صمت سلمة وهو يراها تغصب نفسها على الابتسام بينما يعلم تمام العلم مقدار القلق الذي تشعر به.. فغمغم "سأرتاح الليلة وغداً منذ الفجر أعاود البحث.."
وقبل أن يغادر استوقفته جمان متسائلة بقلق واضح "ماذا عن جرحك يا سلمة؟.. أنت شاحب الوجه وتبدو منهكاً.. هل اهتممت بعلاجه؟"
ابتسم سلمة وأجاب "لا تقلقي.. لقد ذهبت لأحد أطباء المدينة وعالج الجرح.. لكن قد يستغرق وقتاً حتى يبرأ تماماً"
فغمغمت جمان "لا تجهد نفسك.."
خفض سلمة رأسه موافقاً وغادر بصمت.. وفي اليوم التالي غاب عن بصر جمان من جديد وهو يبحث طوال النهار متقلباً بين الأسواق وأماكن تجمع التجار واللاجئين من بعض القرى والمدن القريبة التي لم تسلم من هجوم التتار.. لكن الكل نفى رؤيتهم أو معرفتهم بمصير قافلة ربيعة إلا ما تناقلته الأخبار عن هجوم قطاع الطرق عليها.. وكل خبر يزيد سلمة يقيناً أن القافلة وصاحبها لم ينجوا من ذلك الهجوم أبداً..
بعد بحث طويل، جلس سلمة في جانب أحد أسواق المدينة بعد أن كلّ وتعب.. فبقي قليلاً يرتاح وفكره يعود للخان ولجمان التي تنتظر منه خبراً عن أبيها.. لكن كل ما يملكه هي أخبار بمقتله والقضاء على قافلته، فكيف يحمل لها خبراً مثل هذا؟.. كيف يقطع الأمل من قلبها؟.. لا يشك أن خبراً مثل هذا سيقضي عليها ولابد، وهو يخشى من توابعه.. لذلك، لا يملك إلا الاستمرار بالبحث حتى لو تيقن من موت ربيعة.. الرحيل لبغداد أكثر أمناً لجمان، وعندما يطول بحثه عن ربيعة لمدة أطول، فإن جمان قد يخفّ عليها وقع ذلك الخبر وتغدو أكثر تقبلاً له..
تنهد سلمة وهو ينهض متثاقلاً وتوجه نحو الخان الذي يقع في الجانب الآخر من المدينة.. ورغم تعبه، توجه سلمة فور عودته إلى غرفة جمان.. فطرق الباب طرقاً خفيفاً وانتظر إجابتها.. كان الوقت قد قارب المغيب، وبدأت الحركة تخفت في الشوارع والأسواق.. أعاد سلمة الطرق عدة مرات بانتظار إجابة، وهو موقن أن جمان لا يمكن أن تكون نائمة في هذا الوقت.. فلم لا ترد على طرقاته؟ أيمكن أن تكون غارقة في البكاء على أبيها بحيث تعزف عن مقابلته؟.. تردد لحظات في الوقوف قرب الباب أو المغادرة والعودة إليها لاحقاً.. وقبل أن يستقر على رأي سمع من خلفه صوتاً يقول "الصبية غادرت غرفتها قرب الظهيرة"
التفت سلمة خلفه بدهشة ليرى رجلاً ممن يعملون في هذا الخان، رأى وقوف سلمة قرب باب جمان فاقترب منه ليوفر عليه عناء الانتظار.. وإزاء نظرات الدهشة أضاف الرجل "غادرت دون أن تتناول غداءها، ولم تخبر صاحب الخان عن وجهتها.."
تساءل سلمة بقلق "مع من غادرت؟.. ألم تعد بعد؟"
هز الرجل رأسه نفياً قبل أن يقول "لم أرَ أحداً معها.. أليس لها أي معارف في المدينة؟ ربما غادرت للقاء أحدهم"
لم يعلق سلمة وهو يندفع مغادراً الخان وقلقه مختلط بتعجبه من تصرف جمان.. ما الذي حملها على المغادرة وحيدة؟.. لماذا لم تنتظر عودته؟ وأين يمكنها الذهاب وهي الغريبة عن هذه المدينة بشكل تام؟..
في تلك الأثناء، كانت جمان تقف في أحد أحياء المدينة تتلفت حولها بقلق شديد.. منذ غادرت الخان قبل عدة ساعات وهي تجوب الأحياء بلا راحة.. حملها قلقها على أبيها ولهفتها لمعرفة أخباره مسافات بعيدة في أحياء المدينة الغريبة عليها.. والآن هي عاجزة عن العودة للخان ولا تعرف له اسماً.. بل إنها تجهل حتى اسم الحي الذي يقع فيه الخان.. تلفتت جمان بحيرة وهي تسير مترددة الخطى ملاحظة هدوء الطرقات بعد صخب النهار، حيث لم يبق إلا القليل جداً من الرجال ممن يمرون بها وبعضهم يلقي عليها نظرات التعجب من هيئتها الغريبة..
تنهدت بتوتر وهي تنظر حولها ولا تعلم إن كانت تقترب بسيرها هذا من الخان أم تبتعد عنه أكثر..
رأت في تلك اللحظة رجلاً كهلاً يقف لينظر إليها باهتمام.. ترددت جمان قليلاً وهي تراه يدير بصره فيما حوله قبل أن يقترب منها خطوات قائلاً "ما بالك يا صبية؟ أهناك ما تبحثين عنه؟"
قالت جمان بارتباك "لقد خرجت من الخان الذي سكنت فيه وأضعت طريقي.. والآن لا أعرف طريق العودة"
بدت ابتسامة غريبة على وجه الرجل وهو يقول "أنت غريبة عن المدينة؟ من الخطر بقاؤك وحيدة في هذا الوقت.. ألا تعرفين اسم الخان؟"
هزت جمان رأسها نفياً، فقال الرجل "هناك خان قريب من هنا.. سآخذك إليه فربما يكون هو.."
وتقدمها في الطريق الساكن تماماً، فترددت جمان قليلاً.. كانت تخشى البقاء وحيدة مع حلول الظلام في المدينة، وفي الآن ذاته تتوجس من هذا الغريب الذي عرض عليها المساعدة دون سبب.. تذكرت ما حدث لها من تلك المرأة والرجلين في القرية الخربة، فازداد توجسها وهي تنظر له.. ولما ابتعد قليلاً استدارت جمان وهي تركض في الاتجاه المعاكس.. سمعت الرجل يصيح خلفها لإيقافها، لكنه لم تتوقف وهي تركض بين الطرقات الخالية محاولة معرفة طريقها وقلقها يمتزج بشيء من الذعر.. ما الذي ينتويه ذلك الرجل بها حقاً؟.. كانت تسمع الخطوات خلفها تقترب أكثر فأكثر، ولم تكن تنتمي لرجل واحد، فتلفتت حولها بحثاً عن سبيل للفرار، عندما رأت باباً قريباً موارباً يؤدي لمنزل مظلم.. رأت أن هذا أفضل حل يمكنها العثور عليه، فأسرعت تدلف ذلك الباب وتندسّ خلفه كاتمة لهاثها وهي تنصت.. حتى سمعت صوت الخطوات الراكضة تمر قريباً وتبتعد دون إبطاء.. لكنها لم تغادر موقعها والتوتر يغزوها فيما عليها فعله منذ الآن.. أصبحت تخشى حتى من سؤال أي غريب عن موقع الخان الذي لا تعرف اسمه..
سمعت صيحة بصوت رجل تأتي من هذا المنزل، فأسرعت تغادر عبر الباب بشيء من الارتباك وركضت محاولة تبين طريقها عبر ذلك الحي حتى تمكنت من مغادرته.. تنفست بعمق محاولة تهدئة نفسها وهي تسير هامسة "رباه.. أين أنت يا سلمة الآن؟.."
سارت مسافة طويلة وهي تتلفت حولها بحثاً عن الخان أو محاولة معرفة الحي الذي كان فيه، عندما فوجئت بمن يقبض ذراعها ويديرها للخلف، فشهقت وهي تنظر لصاحب اليد بعينين متسعتين خشية أن يكون ذلك الكهل قد استطاع العثور عليها.. ولما رأت سلمة ينظر لها والقلق ممتزج بغضب ظاهر على وجهه، غمغمت بصوت مرتبك "أهذا أنت يا سلمة؟.. لقد أفزعتني.."
قال سلمة بحدة "ليس كما أفزعتني أنت.. ما الذي حملك على مغادرة الخان وحيدة دون أن أعلم بذلك؟ لقد شككت أن شخصاً ما قد تعرض لك أو أن بعض اللصوص قد اختطفوك.."
تذكرت ما حدث لها مع ذلك الرجل الغريب، والذي بدا لها في تلك اللحظة قريباً مما قاله سلمة، فغمغمت خافضة بصرها "لم يحدث شيء من هذا.. لقد سئمت من البقاء وحيدة وأكلني القلق بانتظار العثور على أي خبر من أبي.. ففضلت أن أبحث عنه في المناطق القريبة من الخان بعد أن طال غيابك.. لم أكن أنتوي الابتعاد عن الخان، لكن خانتني المدينة ولم أدرك أي سبيل عليّ اتخاذه لأعود.."
زفر سلمة بضيق ظاهر وهو يقول "كان عليك أن تنتظري عودتي.. ماذا لو لم أعثر عليك قبل حلول الظلام؟ المدينة تعج بأصناف من البشر لم تَخْبُريهم من قبل، ولا نعلم ما الذي قد يفعله رجل بنوايا خبيثة بفتاة غرّة مثلك.."
صمتت جمان وهي غير راغبة بإثارة حنق سلمة بذكر ما جرى لها مع ذلك الرجل، فلابد أن أمراً كهذا سيغضبه بشدة.. رأت سلمة يستدير مغادراً فأسرعت تتبعه دون اعتراض وهي تلاحظ أن غضبه لم يخفت بعد.. فخفضت وجهها بندم لأنها أغضبته وأتعبته بهذه الصورة.. يبدو شديد الإنهاك كما لحظت على ملامح وجهه، وها هي تزيد متاعبه بغبائها منقطع النظير.. زفرت بتوتر عندما سمعت سلمة يقول "غداً نغادر لبغداد بإذن الله.."
رفعت بصرها إليه وقالت "هل يئست من العثور على أبي في الحِلـّة؟"
علق سلمة قائلاً "ليس يأساً.. لكن لا أريد تعطيل أنفسنا أكثر من هذا.. البحث في بغداد سيستغرق منا وقتاً طويلاً.. لذلك أفضل الرحيل إليها منذ فجر الغد.."
غمغمت جمان وهي ساهمة "كما تشاء.."
ألقى سلمة عليها نظرة سريعة ملاحظاً استسلامها التام لقراراته.. ورغم راحته لذلك، إلا أنه قلق من أن يجرّها لمصائب أكبر بجهل منه.. وقد كاد ينخلع قلبه عندما اختطفها التتر، خوفاً على ما قد يجري لها، وندماً لأنه ساقها لمثل هذا المصير بتهاونه في حمايتها.. فهل يتكرر مثل هذا الأمر مرة أخرى؟..

***********************

انطلق سلمة وجمان لبغداد دون إبطاء في اليوم التالي، ولحسن حظهما لم يعترض طريقهما أي عقبات تذكر.. وعندما شارفت المدينة الكبيرة بأسوارها العالية والأعلام ترفرف على أبراجها الحصينة، قال سلمة "هذه هي محطتنا الأخيرة كما أرجو.."
قالت جمان بقلق "أتظن أننا سنكون بأمان هنا؟"
قال سلمة بحزم "أجزم بذلك.. فاللجوء لمدينة حصينة كهذه أفضل من اللجوء لغيرها.."
غمغمت جمان "أتظن أننا سنجد أبي أيضاً؟.."
صمت سلمة لوهلة قبل أن يقول "أجزم بذلك طبعاً.. فإن لم نجده في الكوفة والحِلـّة، فأين يمكن أن يكون إلا ببغداد؟.. تحلي بالثقة وبالأمل، وسنعثر عليه بإذن الله.."
ورغم تأكيده، إلا أن جمان لمست في صوته ما جعلها تجزم أنه لم يكن مقتنعاً هو ذاته بكلمة مما قالها.. لكنها لم تستطع أن تعلق على ذلك وهي تخشى أن تسمع ما يحطم أي أمل لديها بلقائها بأبيها.. فلتتحلّ ببعض الأمل، إذ قد تكون كل هواجسها لا أساس لها في الواقع..
سرعان ما كان الحصان يجتاز أسوار بغداد ليدخل بهما المدينة العريقة حاضرة الخلافة الإسلامية ويجتاز طرقاتها ومنازلها متوغلاً بين أحيائها.. كانت بغداد آنذاك تنقسم إلى قسمين.. فمنها بغداد الشرقية التي تقع على امتداد الشاطئ الشرقي من دجلة، وتضم فيها قصور الخليفة (المستعصم بالله) وأهله منها قصر الفردوس، والقصر الحسني الذي أقيم على أنقاضه المدرسة المستنصرية، وقصر الريحانيين، وقصر التاج القديم.. وحولها حدائق غناء ويحيط بها سور خاص بها.. وخارج السور تقع محلات العامة مثل المأمونية وباب الأزج والريان وغيرها، وقد لحقها كثير من التلف بسبب فيضان دجلة المتكرر، ورغم ذلك ظلت عامرة ومتسعة وفي كل منها مساجد وأسواق ودروب كثيرة..
أما بغداد الغربية التي تقع على الشاطئ الغربي من دجلة، فتضم العديد من المحلات القديمة العامرة مثل محلة الحربية التي كانت منفصلة عن غيرها يحيط بها فضاء واسع من الخرائب والأتربة وحولها سور خاص بها وفيها مسجد جامع وأسواق كثيرة عامرة.. وإلى الجنوب منها محلة باب البصرة ومحلة الكرخ، بالإضافة إلى محلة دار القز والناصرية والعتابية والكاظمية.. وتتصل بغداد الغربية ببغداد الشرقية بجسرين عظيمين من المراكب المنتظمة المتصلة بسلاسل حديدية..
ورغم عظمة بغداد وعراقتها، فإن كثيراً من قصورها البهية قد تهدمت ومحلاتها قد غدت أنقاضاً بسبب كثرة القلاقل والمنازعات التي قامت بين سكان المحلات المختلفة وبسبب فيضان دجلة.. وبسبب الكثير من الثورات التي واجهها الخلفاء العباسيون على مر العصور.. فلم يبقَ من بهاء بغداد القديم إلا اسمها وذكراها فقط..
بعد وصولهما لبغداد، اضطر سلمة لبيع الحصان الذي يملكانه لتوفير بعض المال بعد أن أنفقا كل ما يملكانه في الكوفة والحِلـّة.. وقد وفر ذلك لهما ما يكفي لتأجير غرفتين في خان متوسط الحجم مع بعض الطعام الذي يكفيهما بالكاد.. وبعد أن أخذ قسطاً وافياً من الراحة، نهض سلمة فجر اليوم التالي وغادر غرفته عازماً على تأدية صلاة الفجر في مسجد قريب قبل أن ينطلق لأقرب سوق بحثاً عن قافلة ربيعة.. ولكن ما إن غادر غرفته حتى سمع جمان تناديه.. التفت ليجدها تقف قرب إحدى نوافذ الخان، بوجه متعب وعينين محمرتين من أثر البكاء كما بدا له.. اقترب منها سلمة متسائلاً "أأنت بخير؟ متى استيقظت؟"
هزت رأسها قائلة "لم يقاربني النوم مع قلقي على أبي.. أأنت ذاهب للبحث عنه الآن؟"
أجابها "بلى.. ابقي في الخان حتى عودتي، فلا أعلم كم سيستغرق مني البحث.."
قالت بلهفة "بل سأبحث معك.. خذني ولا تتركني هنا والقلق يتناهبني وحيدة.. البحث معك أهون عليّ من ذلك.."
بعد تردد قصير، وافق سلمة على اصطحابها معه بعد أن يفرغ من صلاة الفجر.. ولم تكد الشمس تشرق، حتى كانا يجوبان أحد أقرب الأسواق من الخان.. كان السوق متوسط الحجم، عبارة عن طريق ضيق طويل تحفه الدكاكين من الجانبين وتظلله بعض الأقمشة المعلقة أعلاه لتحجب عنه نور الشمس وحرارتها اللاسعة في الصيف.. وقد اكتظ السوق بعدد كبير من البشر في هذا الوقت المبكر، متنقلين بين دكاكينه المختلفة ببضائع متنوعة.. ومن لم يكن يملك دكاناً، افترش الأرض بفراش بسيط وضع عليه بضائعه أملاً في بعض الرزق..
سار سلمة في ذلك السوق وجمان تتبعه بشكل حثيث وهي تدير بصرها بمن يمر بها بتوتر أملاً برؤية وجه أبيها أو بعض من رافقه من العبيد.. ثم تساءلت وهي تلاحظ أن سلمة لم يتوقف لسؤال أي أحد عن أبيها "إلى أين تنوي الذهاب؟"
قال سلمة مشيراً أمامه "هناك دكان أعرف صاحبه وكان مولاي يتردد عليه بين وقت وآخر.. سأذهب لسؤاله مباشرة فقد يكون التقى به عند قدومه لبغداد.."
صمتت جمان وهي تراه يقترب من أحد الدكاكين والذي يحوي بضائع نحاسية متنوعة بين دوارق وآنيات مختلفة الأحجام والأشكال.. ووسطها وقف رجل في أوسط عمره منشغل بتفحص بعض اللفائف الورقية في يده بتمعن.. اقترب منه سلمة ملقياً عليه السلام فرد الرجل عليه السلام دون أن ينظر إليه.. ولما رفع بصره إليه بعد لحظة ورآه بشّ له وهو يقترب قائلاً "مرحباً بعودتك لبغداد يا سلمة.. كيف هو ربيعة؟.. لقد مر زمن طويل منذ جاء لبغداد.."
وجمت جمان حيث وقفت جانباً وهي مدركة من قول الرجل أنه لا يعلم بالتأكيد بما جرى لأبيها، أما سلمة فقد قال له بشيء من الإحباط "ألم تسمع خبراً من مولاي في الأيام الماضية؟ لقد غادر نحو بغداد لكن انقطع خبره في الطريق.."
قال الرجل بدهشة "ألم تعلموا أين ذهبت قافلته؟"
هز سلمة رأسه مجيباً "سمعنا أنه تعرض لهجوم من قطاع الطرق بعد مغادرتهم الكوفة.. لكن لا نعلم ما الذي حل بمولاي وبمن كانوا معه.. وكنت أرجو أن أجده قد لجأ لبغداد.."
أبدى الرجل أسفه لما يسمعه عن ربيعة وهو صديق عزيز له، فطلب منه سلمة أن يخبره بأي خبر يصله عن ربيعة، وأخبره باسم الخان الذي أويا إليه في بغداد.. ثم غادر وجمان تتبعه بصمت ووجوم حتى غادرا السوق.. عندها قال سلمة "سنبحث في سوق آخر أو في أي خان قريب.. عسى أن نعثر لمولاي على أثر"
هزت جمان رأسها موافقة دون أن تعلق، فقال سلمة "سيكون البحث منهكاً.. من الأفضل أن تبقي في الخان حتى أعود لك"
غمغمت جمان "لا.. سأذهب معك.."
صمت سلمة وهو مشفق عليها.. هو شبه واثق من عدم جدوى هذا البحث، لكن كيف يقطع الأمل في قلب جمان بهذه السرعة؟.. كيف يصدمها وهي لم تتعافَ بعد من الصدمات السابقة؟..

***********************

استمر سلمة ومعه جمان في بحثهما في عدد من أسواق وأحياء بغداد.. وبعد يومين من البحث غير المجدي، وقف سلمة زافراً في جانب أحد أحياء بغداد حيث انتهى بهما المطاف، بينما جلست جمان جانباً وهي تخفض وجهها بحزن ظاهر.. رغم اقتناع سلمة بعدم جدوى ما يفعلانه، إلا أنه استاء لمظهر الحزن على ملامحها، فقال مهوناً عليها "غداً سأتوجه لمحلة الريان وأبحث عنه.. ربما عليك البقاء في الخان لترتاحي من مشقة السير معي.."
غمغمت جمان بمرارة "وما الفائدة؟.. لم نعثر عليه رغم كل ما فعلناه.. يبدو أننا تعلقنا بأمل زائف.."
قال سلمة بضيق "لا داعي لهذا اليأس الآن.."
فقالت بابتسامة ساخرة "ألا يمكنني ذلك بعد كل ما جرى؟.. ما الذي يدعوني للتشبث بأي أمل؟.."
تنهد سلمة وهو يراها تعود ليأسها من جديد، وجمان تحدق في السماء الزرقاء من فوقها وقد عزفت عن الحديث.. ما الذي ستفعله الآن؟ وما الذي سيحدث لها في أيامها القادمة بعد كل ما جرى؟.. يكفيها انتظاراً وأملاً بما قد لا يأتي، ويكفيها ما ساقت سلمة إليه من عذاب معها طوال الأيام الماضية.. ألم يكفِ ما بذله لأجلها في القصر؟ ألم يكفِ ما جابهه في القافلة التي هاجمها التتار؟ ألم يكفِ بحثه عنها لعدة أيام دون راحة؟.. حتى متى سيقف معها ويحميها من مصير مشؤوم لتقع في آخر أكثر شؤماً؟..
ولما انتبهت لمراقبة سلمة لها، قالت دون أن تنظر إليه "لِمَ لمْ ترحل حتى الآن يا سلمة؟"
قال بتقطيبة ظاهرة "إلى أين؟ كل الأماكن بالنسبة لي سواء.. ما يهمني هو البحث عن مكان يؤويك أنت"
قالت وهي تحدق في السماء من جديد "أنت حر.. أليس كذلك؟ لِمَ بحثت عني طوال اليومان اللذان افترقنا فيهما دون أن تفكر بالتخلي عني والرحيل؟ كان بإمكانك العودة لموطنك في تلك الفترة ونسيان كل شيء عني.."
نظر لها سلمة بصدمة وهي تضيف مطرقة "منذ صغري وأنا أتمنى أن أراك تعود لموطنك.. أن أراك سعيداً دون ادعاء.. وقد أتعبتـُك معي في قضية لا دخل لك بها.. ألم يَـئِـنِ الوقت لتعود لعائلتك؟"
قال باعتراض "لكني لن أتركك أبداً، فلا تشغلي بالك بي"
نظرت له محاولة إخفاء اضطرابها لقوله.. فرغم أن هذا ما تتمناه، وتدعو الله به دوماً، إلا أنها واثقة أنها تظلمه كثيراً بذلك.. لذلك أجبرت نفسها على أن تقول بهدوء "لا تسعدني رؤيتك تقاسي بسببي.. لقد وصلنا لبغداد ولن أجد مكاناً أأمن لي منها.. فلم يعد هناك داعٍ لبقائك معي"
قال سلمة باستنكار "أنت تهذين.. ألم تطلبي مني قبل وقت قصير ألا أتخلى عنك؟ ما الذي تغير؟"
أدارت وجهها بعيداً بصمت لتخفي تعابير وجهها بينما أضاف مقطباً "مهما قلت لي.. لا يمكنني تركك أبداً.."
فغمغمت بأسى "لم يعد هناك ما يجمع بيننا.. وأنت قاسيت الكثير بسببي.. فبم ستستفيد من بقائك معي؟.. ارحل أرجوك.."
وجدته يخفض رأسه متجنباً النظر إليها والمرارة واضحة في ملامحه وهو يقول بصوت متألم "أتطلبين مني الرحيل؟.. رغم فزعي مما قد يجري لك كل يوم؟.. رغم خوفي من أن أفقدك في أي لحظة؟ لشدّ ما أنت قاسية"
غمغمت جمان بوجوم لم تستطع كبته "على الأقل، أتمنى أن تلتقي بعائلتك مرة أخرى.."
وأضافت وقد تهدج صوتها "لقد فقدتُ عائلتي كلها، ولست أجد ذلك أمراً يطاق.. على الأقل، قد تقدر أنت على الالتقاء بعائلتك"
فرفع سلمة بصره إليها قائلاً بكدر "لمن تريدين مني العودة؟ لأب باعني من أجل حفنة من المال ليطعم الأفواه التي يرعاها؟.."

"أبـــــي.. لم تفعـــل هـــذا؟.. ما الــذي فعـــلتــــــه لأستحــــق هــــــذا؟.."

"لأم تشاغلت بإطعام صغير لها ولم تهتمّ حتى بالنظر إليّ أو بوداعي؟.."

"أمـــــــــي.. أرجــــــوك.. لا تسمــــحي لهــــم بأن يأخـــــذوني.. أمــــــــــــــــي..."

"لإخوة غلبتهم سعادتهم برؤية الطعام يوضع على طاولتهم عن الحزن لرحيلي؟"

"أرجــــوكم.. أنــــا لا أريـــد الذهــــاب.. لا أريد الرحيل.."

نظرت له جمان بصدمة وهي تغطي فمها بيديها، بينما أضاف سلمة بصوت مرير "لست أدري لِمَ اختارني أبي أنا من بين إخوتي.. ألأنه يكرهني؟ لم أعرف جواب هذا السؤال بتاتاً.. كل ما أعرفه أنني لم أكن شيئاً ذا بالٍ عندهم، ربما كان الطعام بالنسبة لهم أثمن وأكثر أهمية، لذلك باعوني بثمن بخس.."
والتمع الرجاء في عينيه وهو يضيف بهمس "جمان، أنتِ عائلتي الوحيدة.. لما أتيت لهذه البقاع، شعرت بغربة تامة وضياع شديد.. لكن لما رأيت اهتمامك بي وحزنك لحزني منذ قدومي، شعرت أنني لست شخصاً معدوم الأهمية كما رسخ في ذهني منذ غادرت موطني.. كلما رأيت الابتسامة التي تمنحينني إياها، شعرت أن ما جرى لي ربما لم يكن بذاك السوء، وأن حياتي قد تصبح أفضل في المستقبل.. لذلك لن أطيق الرحيل بعيداً عنك أبداً"
شعرت جمان بالحزن عليه والشفقة لما جرى له في سن صغيرة دون أن تقدر على التفوه بكلمة، بينما رفع سلمة بصره إليها وواجه عيناها المتسعتان بعينين حملتا رجاءً عميقاً وهو يقول "لا أطلب منك أكثر من السماح لي بالبقاء قربك وحمايتك لآخر نَفـَس يتردد في صدري.. فلا تستكثري عليّ ذلك"
أبعدت جمان بصرها عنه وهي تتمالك رجفة شفتيها بصمت.. لم تكن تعتقد وهي تراه يبكي في صغره أن ما مرّ به كان بهذه القسوة.. لطالما شعرت أنه لابد عائد لموطنه في يوم ما، ولابد أن يكون سعيداً بذلك.. لكن الآن، شعرت أنه وحيد في هذا العالم لا يملك ما يسميه موطناً.. ولذا يراها عائلته الوحيدة بعد أن عاش عمراً في قصر أبيها..
سمعته يهمس "جمان.. لا تطرديني مرة أخرى فلست أطيق ذلك.."
خفضت بصرها وهي تغمغم بارتباك "لست أقصد طردك بتاتاً.. لكن ما الذي ستجنيه من البقاء معي؟ ألا تريد أن تعيش حياتك كما تشاء دون القلق لأمري؟.. أنت حر.. يمكنك أن تفعل ما تريده.."
سمعته يقول دون لحظة تردد "حياتي معك ولا حياة أخرى لي.."
لا تدري لِمَ خفق قلبها لكلماته تلك، ولم تجرؤ بتاتاً على النظر لوجهه مرة أخرى ومجابهة عينيه.. شعرت بمشاعرها تتحرك بشدة نحو سلمة، وهذا شيء لم تتوقعه البتة في السابق.. كيف لها ألا تفعل ذلك الآن بعد كل مواقفه معها وبعد حرصه على حياتها وراحتها؟.. كيف لها ألا تفعل ذلك وهو قد أظهر من الرجولة ما لم يفعله الرجل الحرّ الشريف ابن الشريف؟..كيف لها ألا تفعل ذلك وهو يملك الصفات التي قد تتمناها أي امرأة في الرجل في هذا الزمن المضطرب؟..
همست بعد لحظة تردد وكأنها تحاول التيقن من مغزى كلماته التي تركت صدىً في قلبها "ما الذي تريدني أن أفهمه من قولك هذا؟.. أنت تحيّرني بحديثك.."
صمت وهو يتأمل ملامحها المرتبكة، ثم غالب تردده الذي عقد لسانه طوال السنين التي مرّت وهو يراها أمامه دون أن يجرؤ على تجاوز الحواجز بينهما.. هو حرّ.. أليس كذلك؟.. ما الذي يمنعه من البوح بمكنون نفسه حتى لو صدّته جمان واستنكرته؟.. ما الذي يمنعه من أن يكون صادقاً مع نفسه أولاً قبل أن يكون صادقاً معها؟..
عندها قال وهو خافض رأسه "قد يثير ما أقوله سخريتك واستنكارك.. لكني لا أريد منك استجابة له..... جمان.. لطالما كنتِ عزيزة عليّ، ولطالما كنتِ قريبة من قلبي.. منذ سنين عديدة وأنا أحمل لك حباً جارفاً قد لا يمكنك تخيله، لكني حبسْت ذلك الحب ولم أفصح عنه خِشْيَةً على نفسي من الصدّ.. لم يكن من قدْرِكِ أن أصارحك بما أحمله لك وأنا عبد أبيك، لكن الآن بعد أن تغيّرت الأحوال أرجو ألا يثير قولي هذا اشمئزازك مني ومما حبسته طويلاً في صدري.."
احمرّ وجه جمان بشدة وهي تخفضه دون أن تجرؤ على النظر نحوه، فسمعته يقول "لا أطلب منك استجابة لمشاعري تلك.. يكفيني أني قريب منك.. ويكفيني أن مثل هذه المشاعر لا تثير سخريتك مني.."
صمتت جمان بوجه قد ملأته مشاعر شتى، مشاعر أعجزتها حتى من الرد على كلماته تلك.. هي سعيدة لمشاعره أيما سعادة، سعيدة بحيث تعجز عن التفوه بكلمة.. كان سلمة دائماً ذا مكانة في عالمها، ولم تفكر يوماً أنه قد يغادره لأي سبب.. كان وجوده الدائم والموثوق به مما منعها من رؤيته حقاً كما يجب أن تفعل.. أما مع هذه الظروف التي مروا بها، فقد استطاعت أن ترى أي شخص هو حقيقة.. استطاعت أن تعرف معدنه الذي قلما تجد مثله، وعرفت أنه شخص نادر في هذا الزمن المتراخي.. فكيف لا تسعد بمشاعره تلك؟..
***********************

~ بعيدا عن الخيال (١٠) ~
الجواري والعبيد


كثرة الجواري والعبيد في أسواق بغداد في هذا العصر، يعود أولاً إلى الغنى المادي الفاحش الذي تراكم لدى الطبقة العباسية الحاكمة بسبب تراكم مغانم الحروب والعائدات المالية والعينية المجلوبة إلى بغداد من جميع أنحاء الدولة. فضلاً عن كثرة الحروب التي كان على الدولة العباسية خوضها في أصقاع مختلفة مما أدى إلى اتساع الدولة وانتشار تجارة الرقيق انتشاراً واسعا. علماً أن هؤلاء الرقيق، من إناث وذكور، لم يكن بمعظمهم من الأسرى، بل إن غالبيتهم العظمى أطفال قد باعهم أهلهم إلى النخاسين من أجل إنقاذهم من الفقر والجوع، وعلى أمل أن يحالفهم الحظ في حياة اخرى. وفعلاً إن الكثير من هؤلاء الرقيق قد استثمروا أوضاعهم الجديدة فصعدوا بالسلم الاجتماعي وأصبحوا أعضاء في الطبقة الحاكمة نفسها، بل إن بعضهم أصبحوا سلاطين، ومن أشهرهم (كافور الإخشيدي) في مصر، كذلك أمهات وزوجات الخلفاء اللواتي كن جواري، ومن أشهرهن (الخيزران) أم (هارون الرشيد).

((أثر الجواري في العصر العباسي)) هند يوسف السامرائي

***********************

 
 

 

عرض البوم صور عالم خيال   رد مع اقتباس
قديم 14-02-16, 03:13 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عالم خيال المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رحلة ضياع

 
دعوه لزيارة موضوعي

فصول راااائعة


عشت على اعصابي وانا ارى كيف تنقلت جمان من يد ﻷخرى ..

بصراحة جمان ابدت شجاعة وبسالة لا تنكر ،، استماتت في هروبها من كل من التتار والقطاع ..



سلمة .. باح اخيرا بما يعتمل في صدره ولا شك بأنه لاقى صدى عند جمان .


يا ترى ماذا يخبئ القادم لهم ..


سلمت يداك كنا منقطعة في الفترة الماضية ولم استطع متابعتك فالمعذرة عزيزتي.


تقبلي مروري وخالص ودي


«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
قديم 14-02-16, 04:05 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 307841
المشاركات: 179
الجنس أنثى
معدل التقييم: عالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 460

االدولة
البلدAland Islands
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عالم خيال غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عالم خيال المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رحلة ضياع

 

إذن من حسن حظك أنك استطعت قراءة الفصول بشكل متواصل
كي لا تبقي على أعصابك فترة طويلة

لا تزال الأمور معلقة بين سلمة وجمان
وسترين في الفصل القادم كيف ستتغير أمور كثيرة بينهما مع التطورات الجديدة

لا داعي للاعتذار أنا سعيدة بعودتك وأعذرك لهذا التأخير
فقط أتمنى أن تكوني بخير وعافية

أنتظر رأيك بالفصول القادمة بإذن الله تعالى

 
 

 

عرض البوم صور عالم خيال   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
رحلت, ضياع
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:14 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية