لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-02-16, 02:09 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عالم خيال المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رحلة ضياع

 
دعوه لزيارة موضوعي

يا للبشاعة ..

شيء تقشعر له اﻷبدان ..



عامر خائب وصدق حدس سلمة فيه.!!


هل ما فعله صحيح بتتبعه لهذا المتخاذل .؟!!

لا اظنه سيكون طريقا آمنة بالنسبة اليهم وما ينتظرهم مخيف .



سلمت يداك وكلي شووق للقادم .



«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
قديم 09-02-16, 08:15 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 307841
المشاركات: 179
الجنس أنثى
معدل التقييم: عالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 460

االدولة
البلدAland Islands
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عالم خيال غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عالم خيال المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رحلة ضياع

 

الرواية ما تزال في بدايتها
لذا أعانكم الله على ما بقي منها

سلمة لا يفكر بما يريده، بل بما يراه الأسلم لجمان
وترحالها معه وحيدة في هذه البقاع المضطربة ليس مما يريحه
لذا فكر أن لجوءها لعامر وقافلته أنسب لها

سنرى نتيجة مثل ذلك القرار في الفصل القادم بإذن الله

 
 

 

عرض البوم صور عالم خيال   رد مع اقتباس
قديم 09-02-16, 08:43 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قاريء مميز


البيانات
التسجيل: Dec 2014
العضوية: 285617
المشاركات: 759
الجنس أنثى
معدل التقييم: مملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1593

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مملكة الغيوم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عالم خيال المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رحلة ضياع

 

السلام عليكم ورحمة الله
اهوال ومواقف تدمى القلب هذا ونحن فى زمن غير الزمن وبلد غير البلد كان الله فى عون من شاهد تلك المشاهد ولم يفقد صوابه من هول وبشاعة المنظر
نجاة امام شيئ مفرح فى خضم هذه الاحزان فهو يستحق الحياه ولعل الله وهبه اياها لحرصه على الموت بشجاعه
سلمه تخطى الكثير من الصعاب حتى يبلغ بمولاته حصون القلعه وبيت عامر ويا ليته ما فعل فالقلعه باتت خراب وعامر فر هاربا كاى جبان دون حتى ان يسئل عن مصير من ستصبح زوجته فر بجلده دون نظره للخلف وسلمه يتبع خطاه الى الكوفه رغم الاخطار اعتقادا منه ان جمان معه ستكون بخير رغم انه يشك ان عامر لا يستحق جمان ولكنه تفكير العبد ان السيده لن تكون بخير الا مع سيد مثلها ايا كان وضع هذا السيد بارت موجع للقلب على ما كانت عليه احوال المسلمين ارجو الله الايعيد هذه الايام ابدا وان يسبغ على المسلمين الامن والامان دائما وابدا ولا يرينا مكروه فى عزيز ابدا سلمت يداكى حبيبتى دمتى بود ولكى منى كل الحب

 
 

 

عرض البوم صور مملكة الغيوم   رد مع اقتباس
قديم 10-02-16, 10:08 AM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 307841
المشاركات: 179
الجنس أنثى
معدل التقييم: عالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 460

االدولة
البلدAland Islands
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عالم خيال غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عالم خيال المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رحلة ضياع

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ما أشبه اليوم بالأمس يا عزيزتي
وما أشد خوفي من عاقبة ما نعيشه الآن
حفظ الله أمة الإسلام مما يراد لها

كما قلت، أحياناً عندما يحرص المؤمن على الموت، فإنه يحتفظ بحياته
وعلى الأقل، تكون حياة مكللة بالشجاعة، لا بالعار

في عالم مضطرب كذاك العالم، من الصعب معرفة إلى أين سيقودهم ذاك الطريق
هم لا يعلمون أهم يبتعدون عن الخطر، أم هم ينطلقون إليه
فلنر نهاية هذه الرحلة التي سيقوم بها هذان الاثنان في تلك الأوقات العسيرة

 
 

 

عرض البوم صور عالم خيال   رد مع اقتباس
قديم 10-02-16, 10:15 AM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 307841
المشاركات: 179
الجنس أنثى
معدل التقييم: عالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 460

االدولة
البلدAland Islands
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عالم خيال غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عالم خيال المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رحلة ضياع

 

~ الفصل السادس ~


ارتفعت الشمس في السماء وهي ترسل أشعتها عمودية على تلك المساحات الشاسعة التي يقطعها سلمة وجمان بالحصان ركضاً والحصان يثير سحابة من الغبار خلفها.. مضت عليهم عدة ساعات من السير المتواصل وقليل من الراحة، ومع التعب الشديد الذي تشعر به تساءلت جمان "أأنت متأكد من طريقك يا سلمة؟"
أجابها "أجل.. متأكد من وجهتنا، لكن أتمنى أن تكون وجهة القافلة هي الكوفة حقاً.. فلا أعلم ما سأفعله لو لم نجدها هناك بالفعل.."
صمتت جمان وهي تخفض وجهها وتغمض عينيها بقوة.. كانت تشعر بحرقة فيهما وهي التي اعتادت على الترحال في هودج يحميها من نور الشمس.. ثم قالت لسلمة "أليس الحصان منهكاً؟ ماذا لو سقط من شدة التعب ونحن في هذه البقعة المنقطعة؟"
غمغم باقتضاب "لا تقلقي.."
عادت تقول "لكن سيستغرق منا اللحاق بهم وقتاً طويلاً.. لا تنهك الحصان بسير متواصل هكذا.."
أوقف سلمة الحصان فجأة وهو يقول "لو كنتِ متعبة فلا تتحرّجي من قول ذلك.."
صمتت جمان وهي تراه يترجل عن الحصان، فهي حقاً كانت متعبة وتود الوقوف لبعض الراحة.. لكنها خشيت أن يسبب طلبها ذلك الضيق له.. ترجلت بدورها ووقفت قريبة من الحصان وهي تلقي ببصرها على ما حولهما.. بعد أن غادرا القلعة، أصبحا يسيران في مساحات صخرية شاسعة على مد البصر.. فماذا لو هلك الحصان وهما وحيدان ومنقطعان عن البشر؟ سيقضي ذلك عليهما حتماً مع المؤونة الضعيفة التي يملكانها..
رأت جمان سلمة يمد لها بقربة الماء، لكنها لم تتناولها منه والألم بادٍ على وجهها.. فقال سلمة بحزم "ما تفعلينه يا مولاتي لن يفيد الموتى بشيء.."
ووضع القربة في يدها بصمت، ولم يلبث أن عاد بالحذاء فوضعه قربها أيضاً.. فغالبت جمان ترددها وهي تفتح القربة وتشرب منها القليل من الماء.. رؤية هذه القربة والطعام وذاك الحذاء يذكرها بأصحابها الذين قتلوا غيلة.. لم يكن ذلك اشمئزازاً منها، لكن ألماً لاعتقادها أنها تستغل موتهم لتُبقي على حياتها.. كيف يمكنها أن تحرص على حياتها مع مرأى كل أولئك الشباب والشيوخ والنساء والأطفال الذين افترشت جثثهم الأرض دون أن يجدوا من يواريهم التراب؟..
أعادت القربة لسلمة، فلاحظت أنه أعادها للجراب دون أن يتناول منها شيئاً، فتساءلت وهي تجلس على صخرة قريبة "لِمَ لم تشرب بعض الماء؟ لابد أنك عَطِشٌ أيضاً.."
جلس سلمة جانباً وأجاب بهدوء "أحاول الحفاظ على القليل من الماء الذي نملكه.. قد لا يكفينا حتى نلحق بقافلة عامر.. ولا أريد أن ينفذ الماء ونحن وسط هذا القفر.."
قالت باعتراض "وماذا عنك؟ هل تريد أن تقضي نَحْبَك من العطش؟"
أجاب دون أن ينظر إليها "أنتِ أكثر حاجة مني لهذا الماء.. أنا أستطيع التحمل مدة أطول.."
علا الاستنكار ملامحها وهي تسمع قوله، ثم قالت مقطبة "لا أحب أن تعاملني بهذه الطريقة ونحن في هذا المكان.. نحن في هذه المحنة سواء، ويجب أن تهتم بنفسك بدل الاهتمام بي.."
لم يعترض سلمة إنما لم يتحرك من موقعه وهو يقول بهدوء "لا تقلقي.. عندما أشعر بالحاجة للماء فلن أتوانى عن شربه"
شعرت أنه يماطل لكن لم تستطع إجباره على ذلك.. فصمتت وهي تتنهد وقلقها يزداد.. عندما سمعت سلمة يسألها "أأنت قلقة مما سيحدث لك؟"
هزت رأسها إيجاباً وقالت "قلقة على حالي، وقلقة على أبي.. لا أعلم ما جرى له في الأيام الماضية.. فالوضع في هذه البلاد لا يبشر بخير أبداً"
قال سلمة محاولاً طمأنتها "ربما كان رحيله قبل هجوم التتار خيراً له.. لابد سنجده في مدينة الكوفة أو الحِلـّة أو ربما وصل بغداد، المهم أن أتركك في موضع آمن لكي لا أظل قلقاً بشأنك في رحلتي بحثاً عن مولاي.."
خفضت جمان وجهها بصمت، ثم غمغمت "رغم أن ما تقوله هو الأصوب بالنسبة لي، لكني مازلت حرجة لبقائي مع عامر.. لا أدري لِمَ، لكني أفضل الذهاب معك بحثاً عن أبي.."
قال سلمة بسرعة "لا يمكنني ذلك يا مولاتي.. رحيلك معي فيه خطورة كبيرة.. وأنا شخص واحد، لو هاجمنا التتار أو قطاع الطرق فقد لا أتمكن من حمايتك منهم"
قالت جمان وهي تنظر إليه "لكنك فعلت ذلك في السابق.."
لم يعلق سلمة وهو يرى الامتنان واضحاً في عينيها، قبل أن تخفض وجهها وهي تهمس "قد يراني عامر حملاً ثقيلاً عليه.. وأكره أن أشعر بذلك.."
سمعت سلمة يقول بضيق وشيء من الحدة "ألم يكن سيتزوجك قريباً؟ لِمَ عليه أن يضيق بوجودك في مثل هذه الظروف؟.."
ودمدم مضيفاً "لا أدري كيف وافق مولاي على شخص مثله.."
نظرت له جمان بتعجب وهي تلاحظ ضيقه الظاهر، ثم قالت "لِمَ لمْ تخبرني برأيك هذا من قبل؟"
صمت قليلاً وهو يحاول تمالك انفعاله الذي ظهر بغفلة منه، ثم قال "وهل أملك التدخل في أمورك يا مولاتي؟ لست أملك المكانة التي تبيح لي ذلك"
ابتسمت جمان شيئاً ما وقالت "بغضّ النظر عن مكانتك، فأنا أعرفك منذ صغري وأثق بك تماماً.. لطالما دارت بيننا أحاديث طويلة عن أشياء كثيرة، فلِمَ صمتّ ونأيْتَ برأيك في هذا الموضوع بالذات؟"
غمغم سلمة "وهل كنتِ ستأخذين رأيي على محمل الجدّ لو أخبرتك به حقاً؟"
صمتت جمان دون تعليق، فقال وهو ينهض "أنتِ لست صغيرة، فليس لي الحق بالتدخل في أمورك بتاتاً.."
نهضت جمان بدورها وهي تفكر في تعليقه.. لو أنه أخبرها برأيه في عامر حقاً في تلك الأيام لما اهتمت به.. فقد ملأ عامر تفكيرها رغم قِصَرِ لقائه بها، وأصبحت شغوفة به بحيث لا يمكن أن تستمع لأي رأي مخالف.. لكن أحقاً يستحق عامر ذلك الحب؟.. إنها لم تسمع عنه ولم ترَ فيه ما يجعل أحداً يبغضه، إذن لمَ يبدو لها سلمة كارهاً لعامر بشكل واضح؟..
ساعدها سلمة لتمتطي الحصان خلفه، ثم لكز الحصان وهو يدفعه للمسير مجدداً نحو وجهتهما.. بينما حاولت جمان وأد قلقها من ردّ فعل عامر لو رآها.. وقلقها على حال أبيها الذي لا تعرف أخباره..

***********************

بعد مضيّ ساعتين، رأى سلمة القافلة التي يقتربون منها بسرعة فراوده أمل أن تكون قافلة عامر.. بهذا سيطمئن على جمان أكثر وسيزول قلقه من رحيلها معه منفردين في هذه الأوقات العصيبة..
عندما اقتربوا من القافلة أكثر، رأى سلمة عدداً من العبيد بأسلحتهم يقفون في مواجهته بانتظار معرفة هويته، ولاحظ القلق الذي اعتمر الوجوه.. فصاح بأعلى صوته "السلام عليكم.. هل هذه قافلة مولاي عبدالله بن جعفر؟"
أجابه أحد الرجال "بلى هي.. من أنتما؟"
رأى سلمة في تلك اللحظة عامر الذي كان يقف وراء الرجال والذعر واضح على وجهه، ولما عرف هوية سلمة غاب الذعر عن وجهه وإن استبدله بالاستنكار عندما لاحظ جمان معه.. أوقف سلمة الحصان وهبط منه بسرعة، بينما فضّلت جمان الوقوف بعيداً وهي تمسك لجام الحصان لتمنعه من الاقتراب أكثر وتخفض رأسها بحرج.. رأت في نظرات عامر ما جعلها تشعر بعدم راحة فقد بدا غير مرحّب بها بالمرة.. أما سلمة فقد أسرع إلى عامر الذي ابتدره فور اقترابه "ما الذي جاء بك إلى هنا أيها العبد؟ هل أرسلك ربيعة إلينا؟"
لم ترُق لهجته لسلمة الذي تجاهلها وهو يقول "السلام عليكم.. لم يرسلني مولاي فهو قد رحل مع إحدى القوافل ولم يعد بعد.."
فقال عامر بجفاء دون أن يهتم برد السلام "إذن ما الذي تريده؟"
نظر له سلمة محاولاً ابتلاع ضيقه، ثم قال "لقد دُمّر قصر مولاي تماماً إثر هجوم التتر عليه الليلة الماضية.. لقد استطعتُ تهريب مولاتي بالكاد، وأريد أن أعهد بها إليك حتى أرحل بحثاً عن مولاي"
صاح عامر بصوتٍ عالٍ مستنكراً "ماذا قلت؟ كيف تقرر أمراً كهذا بنفسك؟"
وأضاف بامتعاض "كما ترى لقد تركنا القصر بما فيه قبل هجوم التتار على القلعة.. لديّ من الحِمْل ما يكفيني ولست مستعداً لضمّ أفواه جديدة تأكل المخزون القليل الذي أملكه.."
ولوّح بيده قائلاً "خذها وارحل من هنا.."
التفت سلمة خلفه ليرى جمان التي سمعت الحوار كله تنظر لعامر بوجه غزاه الاحمرار لمعاملته المهينة لها، فعاد سلمة يلتفت نحو عامر ويقول بغضب ظاهر "جمان زوجتك.. كانت ستصبح كذلك خلال أيام قليلة، فكيف تتخلـّى عنها الآن؟"
صاح عامر بغضب "لم أكن أعلم أنها ستكون شؤماً عليّ.. لقد أخطأتُ بالإذعان لإلحاح أبي وقبول الزواج من تلك الفتاة.. الآن، لا أجد ما يلزمني على إتمام هذا.........."
لم يكمل قوله وهو يجد قبضة سلمة ترتطم بفكه بقوة وتلقيه أرضاً وسط صياح النسوة في القافلة ممن لهن صلة قرابة بعامر.. في تلك اللحظة وجد سلمة العبيد من حوله يهمّون بالفتك به، لكنه استلّ سيفه بسرعة وهو يصيح "لا تجعلونا نبدأ بالقتال الآن فلن أتوانى عن ذلك.."
رغم فزع جمان مما جرى، إلا أنها تعجبت عندما رأت العبيد يتجمدون في مواقعهم دون أن يهجموا على سلمة رغم كثرتهم.. فتراجع سلمة خطوات بينما اعتدل عامر وهو يصيح بغضب "أيها الوضيع.. أيجرؤ عبد مثلك أن يضرب من هو في مكانتي؟ فور عودة مولاك سأطلب منه معاقبتك على ما فعلته.. ستجلد بالسياط حتى تقضي نحبك.."
فقال سلمة بازدراء "بل أمثالك من أشباه الرجال من يجب أن يجلد بالسياط.. أتخشى على طعامك وترمي من كانت ستصبح زوجتك للكلاب؟ بئساً لك.."
وغادر نحو جمان التي كانت تراقب ما يجري مذعورة، بينما هبّ عامر صائحاً "أيها الوضيع.. عد هنا لتنال عقابك.. لن أرحمك أبداً.."
والتفت إلى عبيده صائحاً "أمسكوه.. ما الذي جرى لكم؟"
لكن أحداً من العبيد لم يتحرك وهم يرون سلمة غير راغب بقتالهم، بينما بقي عامر في موقعه وهو يهدد ويتوعد بصوت عالٍ.. لكن لم يُعِره سلمة أي اهتمام وهو يمتطي الحصان مجدداً ويقول لجمان "هيا بنا.. سنرحل من هنا"
لم تعلق جمان وهي تشيح بوجهها بصمت والصدمة ظاهرة عليها بينما دفع سلمة الحصان ليركض مخلفاً القافلة خلفه.. وبعد لحظة صمت ألقى سلمة على جمان نظرة سريعة فبدت له كأنها موشكة على البكاء، فقال لها بحزم "مثل هذا الحقير لا يستحق دمعة منك يا مولاتي.. فلا تخيّبي ظني وتبكي على ما جرى"
هزت رأسها موافقة وهي تعضّ شفتها السفلى لتوقف ارتجافتها.. فأضاف سلمة "سنكمل طريقنا إلى الكوفة.. أتوقع أن تكون قافلة مولاي هناك فهي أول مدينة سيمر بها في طريقه لبغداد.."
لم تعلق جمان وهي تحاول تمالك غصّة شعرت بها.. ما هذا اليوم الذي حوى بؤساً منذ بدايته؟ ولأي مدىً ستصل إليه حياتها مع نهايته؟ تتمنى حقاً أن تكون هذه آخر مآسيها..

***********************

لما تبدّت له الكوفة على مبعدة بقبابها ومآذنها وبيوتها المتراصة وأشجار النخيل الكثيفة فيها، شعر سلمة براحة عميقة وقد أدرك أنهما قد وصلا للأمان أخيراً.. كانت الشمس قد قاربت مغيبها وقد أنهكهما الطريق بشدة مع قلة ما يحملانه من طعام وماء.. يأمل سلمة أن يجد مولاه ربيعة في هذه المدينة لكيلا تطول رحلتهما أكثر مما فعلت..
قال سلمة ليقطع الصمت المخيّم عليهما إلا من صوت حوافر الحصان "مولاتي.. لقد وصلنا الكوفة"
لم تأتِ جمان بحركة للحظة قبل أن تعتدل منتبهة.. بعد أن هدّها التعب من الطريق الطويل وهي لم تحضَ بنوم يذكر منذ غادرت القصر، وبعد أن عجزت عن الاحتفاظ بوعيها لوقت أطول، غفت مستندة على ظهر سلمة برأسها وغابت في نوم متـْعِب.. وبعد أن نهضت، انتبهت لما فعلته، فقالت بارتباك وحرج "آسفة يا سلمة.. لقد غفيت دون أن أدري وأثقلت عليك.."
قال سلمة برفق "لا بأس عليك يا مولاتي.. كان يجدر بنا الوقوف لوقت أطول كي تنعمي بنوم أفضل.. لكني خشيت من التعرض لمزيد من المصاعب ففضلت أن نستمرّ بسيرنا ما استطعنا.."
علقت قائلة "ما أظنني سأقدر على النوم ونحن وحيدين في ذلك القفر.. فالخوف من كل شيء حولنا لن يجعل النوم يجد طريقه لعينيّ أبداً.."
رأت في تلك اللحظة المدينة التي تقترب منهما بسرعة، فقالت بشيء من الأمل "أتظن أبي في الكوفة؟"
غمغم سلمة "أرجو ذلك.."
شعرت جمان بشيء من التفاؤل واللهفة لرؤية أبيها.. ترى، ماذا ستكون ردة فعله لكل ما جرى في قصره؟.. وهل سيعودان معاً لذلك القصر رغم أنه غدا خراباً؟.. بل ماذا ستكون ردة فعله على ما قاله عامر وعلى رفضه معاونتها وإيوائها عنده؟..
اقتربا من المدينة وبدءا يسيران في طرقاتها بعد أن خفف سلمة من سرعة الحصان.. ورغم مساحة المدينة الكبيرة، إلا أن الخراب قد طالها في أكثر من موضع بسبب عدم وجود سور لها يحميها، والهجمات التي تتعرض لها من بعض القبائل العربية القريبة بشكل متكرر.. فتساءلت جمان وهي تتلفت حولها "أين سنبحث عنه؟"
أجاب سلمة "سنذهب إلى سوق المدينة مباشرة، فلو وصل للمدينة فإن أول من سيعرف بأمره هم التجار.."
لم تعلق جمان وهي تتلفت حولها بلهفة بحثاً عن أثر لأبيها.. بينما سار سلمة مباشرة نحو سوق المدينة والذي يعرف موقعه تمام المعرفة لزيارته هذه المدينة سابقاً.. و لما وصلا للسوق، وهو عبارة عن ساحة واسعة تحيط بها دكاكين متفرقة ومتنوعة الأحجام والبضائع وقد ازدحمت شيئاً ما بالعديد من سكان المدينة لقضاء حاجاتهم.. ترجل سلمة عن الحصان عند طرف السوق وناول اللجام لجمان قائلاً "انتظريني هنا ريثما أسأل عن قافلة مولاي.."
لم تعلق جمان وهو يتركها ويتقدم من أحد الدكاكين.. لم يكن يرغب بقدوم جمان معه لأنه لا يدري ما الأخبار التي يتوقع سماعها.. لو كانت أخباراً سيئة، وهو أمر محتمل، فلا يريد أن تدري جمان بذلك بعد.. لا يدري كيف سيخفف وقع الخبر عليها، لكنه لا يريدها أن تنهار من خبر سيء في مثل هذه الظروف.. فهو في غمّ كافٍ بعد كل ما جرى ولا يطيق أن يزيد غمّه بأي مكروه يصيبها..
اقترب من دكان أحد الرجال وكان أشيب اللحية محنيّ الظهر يأكل بعض الطعام الموضوع على طاولة أمامه، ولما رأى سلمة يقترب ظل يحدق به بصمت.. فابتدره سلمة قائلاً "السلام عليكم.."
ردّ الرجل عليه السلام وهو يدعوه ليشاركه الطعام، لكن سلمة رفض وهو يشكره ثم تساءل "هل سمعت بقافلة التاجر ربيعة بن حباب؟ من المفترض أن تصل الكوفة في طريقها إلى بغداد.."
قال الرجل متعجباً "تلك القافلة؟ لقد غادرت الكوفة قبل يومين، لكن سمعت أنها لم تصل إلى بغداد بتاتاً"
قطب سلمة متسائلاً "لماذا؟ أتعلم في أي طريق ذهبت؟"
أجاب الرجل وتعجبه يزداد "ألم تعلم ما حلّ بها؟"
وإزاء نظرات الدهشة المرتسمة على وجه سلمة، هز الرجل رأسه قائلاً "مع أخبار الغزو الوحشي للتتار الذي نال أجزاء عديدة من البلاد، انتشرت جماعات كبيرة من اللاجئين لهذه الأنحاء.. ومع ضعف المؤونة التي يحصلون عليها من الولاة، لجأ بعضهم لقطع الطريق والاستيلاء على بضائع القوافل القريبة"
قال سلمة بفزع "أتعني...."
أجاب الرجل وملامح الأسف على وجهه "تلك القافلة تعرضت لهجوم شديد من قطاع الطرق أولئك.. استولوا على كل ما تحمله القافلة وقتلوا كل من فيها"
اعترى الفزع سلمة وهو يفكر فيما قاله الرجل، بينما أضاف الأخير "أكان فيها شخص تعرفه؟"
سأله سلمة بإلحاح "أأنت متأكد من هذا الخبر؟ ألم ينجُ أحد بتاتاً؟ وماذا عن صاحب القافلة ربيعة.. ألم تعلم بما جرى له؟"
قلب الرجل شفته السفلى قائلاً "قيل لي إن اللصوص لم يُبقوا على حياة أي رجل حر.. بينما أخذوا العبيد لبيعهم في مدينة أخرى.. ولا أظن حال صاحب القافلة يختلف عنهم"
وقف سلمة محاولاً تمالك أعصابه بعدما سمعه من أخبار، وهو يضمّ قبضتيه بقوة ليمنع ارتجافة واضحة في يديه.. رباه.. لا يجب أن تعلم جمان بأي من هذا.. ليس الآن وليس بعد كل ما جرى لها من مصائب..
سمع الرجل يتساءل بفضول "ذاك التاجر.. أهو قريب لك؟"
لم يجبه سلمة وهو غارق في التفكير، والرجل يضيف مشيراً خلفه "أم هو قريب لها؟"
التفت سلمة بسرعة ليرى جمان تقف غير بعيد عنهما والصدمة واضحة على وجهها.. لم يعلم مقدار ما سمعته من حديث الرجل، لكن ملامح الفزع على وجهها لا توحي بخيرٍ أبداً.. فتقدم منها قائلاً بقلق "ما الذي جاء بك؟..ألم أطلب منك انتظاري؟"
رأى دموعها تتحدر على وجنتيها وهي تغطي فمها بيدها.. ثم قالت بصوت مرتجف "أبي قد قـُـتل؟"
أسرع سلمة يقول "لا نعلم ذلك بالتحديد.. سأحاول تتبع طريق تلك القافلة، فقد نعثر على من شهد ما جرى لها ليؤكد لنا ما حدث فعلاً.. لكني واثق أن مولاي لم يمت بعد.. لابد أن نعثر عليه ببعض البحث"
خفضت بصرها والدموع الساقطة على وجهها تزداد دون أن تبدو مقتنعة بحديثه.. كيف تقتنع به وهو لا يكاد يفعل ذلك؟.. فغطت وجهها بيديها وهي تركع أرضاً وتنطوي على نفسها باكية.. حاول سلمة تهدئتها لكنها تزداد بكاء في كل مرة.. شعرت بعالمها الهادئ الجميل يتهاوى قطعة قطعة.. بدءاً من خديجة التي رحلت وتخلت عنها، وقصرها الذي احترق ولم يعد إلا رماداً، وعامر الذي نبذها وتخلى عنها في أحلك الأوقات، والآن اختفاء أبيها وموته شبه المؤكد.. فلأي شيء تعيش بعد الآن؟..

***********************

بعد أن قضت وقتاً طويلاً في بكاء شبه متواصل، قبعت جمان في موقع بعيد في طرف المدينة.. بعد أن هبطت الحرارة بشكل كبير مع مغيب الشمس وحلول الظلام، غدا الجو أكثر برودة ونسمات خفيفة تثير الرجفة في الأوصال، محملة بعبق المساحات الشاسعة التي لم يكد البشر يحتلون إلا جزءاً منها.. لم تكد دموع جمان تجفّ وهي تجدها تسيل كلما تذكرت ما ومن فقدته.. ثم انتبهت لاقتراب سلمة من موقعها وهو يجلس قريباً ويمد يده إليها بقربة ماء.. فأشاحت بوجهها مغمغمة "اتركني لوحدي.."
قال سلمة بقلق "لابد أن تشربي بعض الماء على الأقل.. لا أملك ما نشتري به الطعام الآن.. لكن على الأقل لا تتجاهلي شرب الماء.."
غمغمت ودموعها تترقرق في عينيها من جديد "ولم قد أفعل ذلك؟"
قال بإلحاح "لتقيمي أودك قليلاً، ولنتمكن من مواصلة سيرنا في الغد.. هل تريدين الهلاك جوعاً؟"
أخفت وجهها بين ذراعيها وهي تقول بصوت متهدج "ربما كان ذلك خيراً لي.. لِمَ قد أريد البقاء؟ ولمن أبقى؟ لقد فقدت الجميع، وبقيت وحيدة.."
ثم همست ودموعها تسيل من جديد "ليتني متّ قبل هذا اليوم.."
سمعت سلمة يقول بغضب وانفعال "ولِمَ قد يكون الموت خيراً لك من الحياة؟"
نظرت له من بين دموعها بصدمة لغضبه الظاهر على ملامحه، وسمعته يضيف بحدة "لِمَ أنت بائسة لهذه الدرجة؟ لقد سئمتُ من سماعك تتمنين الموت في كل مرة.."
شعرت به بادي الضيق منها، فقالت بألم "إذن أنت تتمنى لو أنك تخليت عني؟ هل ستتركني أيضاً؟"
قال بحنق "أهذا ما تعتقدينه؟ ولمَ لمْ أفعل ذلك منذ البدء؟"
أخفت وجهها من جديد بين ذراعيها وهي تهمس "لا أعلم.. لكني لن ألومك لو فعلت ذلك الآن.."
فقال بانفعال "لا تذكري ذلك أبداً.. ولا تذكري الموت على لسانك مرة أخرى.."
وأضاف بعد لحظة صمت مترجياً "أرجوك.. لا تفكري بالموت، فهذا يؤلمني ويحزنني أيما حزن.."
غمغمت بمرارة "وما الفائدة وقد أمسيت وحيدة في هذا الدنيا؟..”
فقال بسرعة "ثقي أنني سأبقى معك أبد الدهر.. لن أتخلى عنك أبداً مهما جرى لي أو لك.. فلا تعتقدي أبداً أنك وحيدة ما دمتُ على قيد الحياة.."
خفضت بصرها مغمغمة "لكن هذا لن يعيد لي أحداً ممن رحل.."
عادت الدموع تملأ عيناها وهي تهمس بألم "حتى خديجة رحلت ولا أعلم مصيرها الآن.. لماذا يحدث لي هذا؟"
فأمسك سلمة كتفيها وهو يصيح بانفعال "جمان.. استمعي إليّ.. كفي عن هذا اليأس فهو لن يعود عليك بخير.. ما مضى قد مضى، ولا رادّ لحكم الله تعالى.. ألا تدركين ذلك؟"
نظرت له بصمت وهو يضيف برجاء "لا تهلكي نفسك بهذه الأفكار التي ستقودك لحتفك حتماً.."
صمتت جمان وكلماته تدوّي في عقلها، ولما سمعته يقول "أرجوك يا جمان.. لا تتعبيني برؤيتك هكذا.."
فأخذت نفساً طويلاً لتهدئة انفعالاتها، ثم قالت له بصوت مهتز "اتركني قليلاً يا سلمة.. وأعدك أنني لن أبكي مرة أخرى.."
نظر لها بتردد، لكن بدت له أنها قد توقفت عن البكاء فعلاً وإن لم تلتفت نحوه.. فزفر وهو يبتعد ليجلس جانباً يقلب بصره بين الأفق وبين الفتاة المنطوية على نفسها بصمت.. ما جرى لهما خلال اليومين الماضيين عصيّ على التصديق، بعد حياة هادئة وادعة لا يكاد شيء يفسد هناءها.. لكن لو لم يدفع جمان للمضيّ قدماً مهما كانت خسارتها كبيرة، فقد لا تتحمل كل ما جرى لها، وهي البكاءة التي يفزعها أدنى أمر.. ولربما فقدها هي أيضاً.. فهل هذا مما يطيقه؟..

***********************

بعد إلحاح من سلمة، استسلمت جمان لطلبه وهي تغادر موقعها وتتبعه بين البيوت في ذلك الحي من أحياء الكوفة.. وبعد أن تجاوزا عدداً من البيوت، رأته يتقدم من بيت أكبر من الآخرين قليلاً وعدد من الخيول وقفت قربه بأحمالها ومعها رجال يتحدثون بصوت عالٍ.. نظرت جمان لسلمة قربها بتساؤل، فقال "استطعت بعد بعض الجهد أن أحصل على غرفة في هذا الخان.. يمكنك الليلة أن ترتاحي هنا، وغداً سنرى ما سنفعله.."
لم تدرِ كيف حصل على مثل تلك الغرفة، لكن ضيقها وحزنها على أبيها لم يدع لها مجالاً للسؤال وهي تتبعه بصمت حتى أخذها لابنة صاحب الخان وكانت تتجاوز الثلاثين من العمر ترتدي ملابس بسيطة وملامحها منهكة وتُظهر الضيق بوضوح.. ولما وصلا إليها قال لها سلمة "اذهبي معها يا مولاتي وهي ستأخذك لتلك الغرفة.. أغلقي على نفسك الباب جيداً، وخذي قسطاً وافياً من النوم"
غمغمت وهي تنظر إليه "وماذا عنك؟"
ابتسم سلمة ابتسامة خافتة وهو يجيب "أنا سأكون قريباً.. اذهبي وسألتقيك في الصباح.."
لم تعلق جمان أكثر وهي تتبع المرأة للطابق العلوي من الخان والذي كان يحوي غرفاً عديدة ورأت الكثير ممن بدوا لها كمسافرين وعابري سبيل يجلسون في بعض زواياه وأمامهم بعض الطعام ودورقاً من الماء.. أدارت جمان بصرها بعيداً وهي تشعر بمعدتها تصدر أصواتاً محرجة، لكنها ضغطت عليها وهي تتبع المرأة التي أخذتها لغرفة جانبية وأدخلتها إليها قائلة "سأحضر لك العشاء بعد قليل.."
نظرت لها جمان بدهشة، فعلقت المرأة "لقد طلب مني ذلك الشاب أن أزوّدك ببعض الطعام، فانتظريني قليلاً"
لم تعلق جمان وهي تتفحص الغرفة الصغيرة بينما غادرت المرأة بصمت.. كانت الغرفة سيئة الحال لكنها أفضل من النوم في العراء مع البرد الشديد والخوف غير المتعقل.. تنهدت وهي تنزع حذاءها وترمي جسدها على السرير الخشبي ذو الحشية صغيرة الحجم كريهة الرائحة.. بدا لها في تلك اللحظة أن حياتها لن تستقيم مرة أخرى، وهي التي كانت تحلم بلقاء بأبيها لتعود الأمور كما كانت عليه.. فهو قادر بماله على استعادة أملاكه وإعادة قصرهما لبهائه الذي قضى عليه التتار.. لكن الآن، ما الذي يحمله لها المستقبل المجهول؟.. ربما ما عادت حقاً تهتم بذلك..
أما المرأة، فما إن أغلقت الباب على جمان حتى عادت أدراجها حيث وقف سلمة وقالت "سأحضر لها عشاءها بعد قليل.. أما أنت، فاتبعني.."
تبعها سلمة بصمت وهي تقوده خارجة من الخان نحو جانب منه حيث وقف رجلان يتحدثان، ولما رأياها صمتا وهما يتطلعان لها ولسلمة باستفهام.. فقالت المرأة لأحدهما "هذا الشاب يعرض مساعدته لكما.. يمكنكما استخدامه حتى تـُـتِمّوا نقل الأغراض كلها من موضع قافلة زيد الموصليّ حتى الخان.."
ثم التفتت إلى سلمة مضيفة "أنت وعدت بإتمام هذا العمل مقابل الحصول على غرفة وطعام للفتاة.. لذلك لا تتذمر من هذا العمل وإلا رميت الفتاة خارجاً دون أدنى تردد"
قال سلمة بهدوء "لا تقلقي.. لن أغادر حتى أتمّ العمل كما ترغبين.."
فابتعدت المرأة بصمت بينما قال أحد الرجلين لسلمة "اتبعني أيها الشاب.."
سار سلمة خلفهما دون اعتراض رغم التعب الشديد الذي يشعر به.. لكن إن لم يقم بهذا العمل، فذلك يعني ألا تجد جمان مكاناً تأوي إليه في هذه المدينة الغريبة.. لم يكن ذلك شعوراً بالمسؤولية تجاهها كونها ابنة مولاه قدر ما هو قلق على حالها ورغبة في منحها بعض الراحة بعد رحلة متعبة كالتي قاموا بها.. لكن ماذا عن الغد؟.. هذا أمر يفضـّل إرجاء التفكير فيه..

***********************

في اليوم التالي، بحثت جمان فور خروجها من غرفتها عن سلمة.. ولما رأت تلك المرأة التي قادتها لغرفتها في الليلة الماضية، توجهت إليها متسائلة "أين الشاب الذي كان معي البارحة؟ هل خرج من غرفته؟"
نظرت لها المرأة ملاحظة أن جمان قد أصبحت أفضل حالاً بعد الراحة وإن بقي الانتفاخ في عينيها واحمرارهما واضحاً.. وإزاء نظرات جمان المتسائلة قالت المرأة "أظنه لا يزال نائماً فلم أره هذا النهار.."
نظرت جمان خلفها للأبواب القريبة المغلقة وشيء من القلق يعتريها على سلمة، فسمعت المرأة تعلق "هو ليس هنا.. لقد نام في الاسطبل البارحة"
التفتت إليها جمان بصدمة وهي تتساءل "لِمَ؟ ألستم تملكون أي غرف فارغة؟"
قالت المرأة هازة كتفيها "لم يكن يملك أي مال للحصول على غرفتين في هذا الخان.. ولقد عرض عليّ القيام ببعض الأعمال مقابل الحصول على الغرف، لكن ما قام به لم يكن يكفي إلا أجرة غرفة واحدة.. لكني شعرت بالأسف لحاله، لذلك سمحت له بالبقاء في الاسطبل مع حصانه.."
كانت صدمة جمان تتزايد مع كل كلمة تسمعها.. ثم استدارت مغادرة الخان بسرعة بينما المرأة ترمقها بتعجب قبل أن تعود لبعض أعمالها دون أن تطيل التفكير في حالها.. أما جمان فقد بحثت عن الإسطبل فور خروجها من الخان، حتى قادتها قدماها إليه خلف الخان ودخلته باحثة بنظرها عن سلمة أو الحصان وسط جمع من الخيول والبغال التي كانت تنتظر أصحابها.. وبعد بحث قصير، وجدت الحصان الذي جاؤوا به في أحد جوانب الإسطبل يأكل بعض العلف الذي تم تقديمه له.. وقربه، رأت سلمة ينام جالساً أرضاً في الإسطبل البارد، وقد أسند ظهره إلى الحائط الخشبي خلفه عاقداً ذراعيه على صدره بينما مال برأسه جانباً والتعب واضح على ملامحه..
بقيت جمان واقفة تتأمله بصدمة وشيء من تأنيب الضمير.. كيف تنام هي على سرير مريح، إن صحّ وصفه بذلك، بينما لم تهتمّ بمعرفة حاله وهو الذي لم يدّخر وسعاً في توفير الراحة والطعام لها؟.. كيف لها أن تكون بهذه الأنانية؟.. تلمّست يدها القلادة التي تحتفظ بها دائماً في رقبتها، ثم توجهت نحو الحصان تربت على عنقه بانتظار استيقاظ سلمة دون أن تزعجه مع مرأى وجهه المتعب..
لاحظت أن الحصان قد أصبح أفضل حالاً هذا اليوم.. مع التعب الذي بدا عليه البارحة خشيت جمان أن يهلك ويخسروه تماماً.. فهمست جمان وهي تربت على عنقه "سعيدة أن أراك بأفضل حال.. رغم قِصَرِ معرفتي بك، إلا أنني لا أتمنى أن تهلك بسببي أبداً"
أصدر الحصان حمحمة بصوت عالٍ، فانتبه سلمة من نومه وفتح عيناه ناظراً حوله بقلق.. ولما رآها قرب الحصان نهض واقفاً على الفور وتساءل بشيء من القلق "ما الأمر يا مولاتي؟ ما الذي جاء بك إلى هنا؟"
نظرت له جمان بتأنيب واضح، ثم قالت "لماذا تنام في الإسطبل يا سلمة؟ كان يجب أن تنام في الخان أنت أيضاً"
حك سلمة شعره وهو يغمغم "لم أكن أملك ما يكفي من المال لذلك.. لكن هذا لا يهم الآن"
قالت جمان بضيق "كيف يمكنك ألا تهتم بنفسك بهذه الطريقة؟ أنت متعب أكثر مني، وبحاجة للراحة وللطعام أيضاً.. هل تناولت شيئاً منذ البارحة؟"
تردد سلمة للحظة قبل أن يجيبها، فتنهدت بضيق مدركة أنه بقي بجوعه دون أن يجد ما يأكله، ثم خلعت قلادتها ومدت يدها بها له قائلة "خذ هذه.."
نظر سلمة للقلادة بدهشة وهي تضيف "قم ببيعها في السوق.. إنها غالية الثمن وسنكسب منها ما يكفينا من مال لوقت طويل.."
قال سلمة دون أن يتناول القلادة "لا يمكنني ذلك يا مولاتي.. هذه القلادة تركتها لك أمك رحمها الله.. وهي غالية على مولاي كثيراً.. لا يمكنني بيعها بتاتاً"
قالت جمان بعصبية "لكني آمرك بأن تفعل.. ما أهمية مثل هذه القلادة؟ أنا حتى لا أتذكر هذه الأم، ولا يهمني الاحتفاظ بهذه القلادة"
ورمت القلادة أرضاً وهي تضيف بصوت مرتجف "لماذا تتصرف هكذا؟.. لماذا تفضّلني على نفسك دائماً؟ طوال رحلتنا منذ غادرنا القصر وأنت تشرب الماء بالكاد خوفاً من أن تستهلكه عني.. أتظن أن ذلك يسعدني؟ أنا حقاً أكره هذا.."
وغادرت غاضبة تاركة سلمة يتأمل القلادة المرمية أرضاً بصمت، ثم تنهد وهو يتناولها ويدسّها في جيبه مغمغماً "وهل يمكنني فعل ما تكرهينه حقاً يا جمان؟.."

***********************

عندما سمعت جمان تلك الطرقات على باب غرفتها، ترددت قليلاً.. لم تكن تريد رؤية سلمة في هذا الوقت، فقد كانت بأشد الحنق من أفعاله.. لكنها بعد لحظة تردد مسحت دموعها التي سالت كلما فكرت بأبيها، وتأكدت من تغطية شعرها قبل أن تتوجه للباب وتفتحه.. فرأت سلمة واقفاً قربه وبادرها قائلاً وهو يحمل صرّة من المال "لقد بعتُ القلادة.. وهذا هو ثمنها.."
مدّ يده بالصرة إليها، فقالت "احتفظ بالمال عندك.."
خبأ الصرة في ملابسه دون اعتراض، ثم رأته يناولها صرة قماشية أكبر وهو يقول "سمحت لنفسي بشراء هذا لك يا مولاتي.. رغم أنه لا يليق بك حقاً لكن أتمنى أن تقبليه في الوقت الحالي.."
لم تتناول جمان الصرة وهي تسأله بشك "هل تناولت شيئاً من الطعام؟"
ابتسم سلمة مجيباً "أجل.. لا تقلقي يا مولاتي.."
تناولت الصرة منه بصمت، فقال سلمة "سأنتظرك مع الحصان خارجاً.."
واستدار ليغادر بصمت، تاركاً جمان تتأمل الصرة بتعجب، ثم فتحتها لتجد فيها رداءً نسائياً أزرقاً بلون السماء، وإن كان خالياً من الزينة ولم يكن مطرزاً كما كانت ملابسها السابقة.. ومعه وجدت وشاحاً قطنياً وحذاءً جديداً.. فابتسمت وهي تتأمل ما أحضره قائلة لنفسها "لقد نسيتُ أمر الملابس تماماً.."
بعد وقت قصير، كانت قد ارتدت ملابسها الجديدة ولفت شعرها بالوشاح بإحكام وخرجت من الخان لتجد سلمة يقف قرب بابه يداعب الحصان ويمسح على رقبته.. ولما اقتربت منه جمان ناولته عمامته قائلة "شكراً لك يا سلمة.. هذا أفضل بالتأكيد من عمامتك.."
استعاد سلمة عمامته بصمت، فقالت "ما الذي تنوي فعله الآن؟"
فقال سلمة "أريد استكمال الطريق لمدينة الحِلـّة التي سيمرّ بها مولاي قبل ذهابه لبغداد، والمرور بالموضع الذي سمعت أن قافلة مولاي قد تعرضت للهجوم فيه.. أريد التأكد من هذا الخبر والسؤال عن القافلة في الحِلـّة.. مازلت آمل أن يكون هذا الخبر إشاعة.."
فقالت جمان "قبل ذلك.. من الأفضل أن نشتري حصاناً آخر.. لا نريد أن تتعلق حياتنا بحصان واحد فإن هلك هلكنا معه.."
هز سلمة رأسه موافقاً وقال "أعتقد أن ما معي من مال يكفي لشرء آخر.. وبعض الطعام والماء بما يناسب هذه الرحلة.."
بعد زمن ليس بطويل، كانت جمان تمتطي الفرس الجديدة بلونها البني المائل لشقرة، بينما كان سلمة يمتطي الحصان الأول وهما يتجهان نحو مخرج المدينة الذي سيؤدي بهما إلى الحِلـّة بعد أن يعبرا نهر الفرات الذي يبعد عن المدينة نصف فرسخ في الجانب الشرقي منها..
راقبت جمان سلمة الذي يسير بالحصان أمامها للحظات قبل أن توجه أنظارها لما أمامها بصمت وهما يعبران الطرقات المليئة بمختلف أصناف البشر.. شعرت به مختلفاً.. رغم أنه هو سلمة الذي عرفته منذ سنوات لا حصر لها.. لكن مع كل ما مرت به، لم تجد أحداً تستند عليه إلا سلمة، وهو لم يخذلها أبداً في أي لحظة.. فما مغزى ذلك؟.. عادت ببصرها إليه لتجده ينظر إليها، ولما التقت عيناهما سألها "ما بالك؟ أهناك ما يشغل فكرك؟"
ابتسمت شيئاً ما معلقة "لقد ناديتني البارحة باسمي.."
رفع حاجبيه بشيء من الحيرة وهي تضيف "هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها اسمي منك.."
فوجئت به يبعد بصره عنها وهو ينظر لما أمامه بصمت للحظات، ثم قال لها "أنا آسف لذلك.. ما كان عليّ تجاوز حدودي يا مولاتي.."
بهتت لرده الذي لم تتوقعه، فاندفعت تقول "لم أعنِ استيائي من ذلك.. بالعكس، أسعدني ذلك تماماً.."
خفض سلمة وجهه قائلاً "مهما يكن.. كان ذلك تجاوزاً مني ولا شك.."
فقالت بضيق "لم عليك أن تشعر بالأسف لهذا؟ لم يكن هذا حالك طوال السنوات الماضية.."
لم يعلق سلمة أو يلتفت إليها، فأضافت "أنا مدينة لك بأكثر من حياتي.. فلا معنى لهذا اللقب الذي تصرّ على مناداتي به الآن بعد أن خسرتُ كل شيء.."
فقال بهدوء "مهما تغيّر الحال، فأنا سأظل عبداً.. وأنت ستظلين مولاتي.."
تغيّر وجهها لنبرته التي لمست فيها ضيقاً، ثم قالت بشيء من الأسى "ربما لم يعد لك مولىً بعد اليوم"
التفت إليها قائلاً بحزم "لا تستسلمي لهذا الخاطر.. مولاي على قيد الحياة.. أنا أجزم بذلك"
ثم أدار وجهه بعيداً بصمت بينما تجرعت جمان مرارتها.. تأكيده المستمر بهذه الطريقة يثبت لها العكس تماماً، وهي مدركة أنه يسعى لطمأنتها دون أن يكون واثقاً من هذا الأمر..
سمعته بعد لحظات يضيف بصوت خافت "وحتى لو كان الأمر صحيحاً، فستنتقل عبوديتي لكِ يا مولاتي"
اتسعت عيناها وهي تنظر له بصدمة محاولة استيعاب ما قاله.. ولما تيقنت من مغزى قوله سارعت لتهتف "أنت لست عبداً لي ولن تكون كذلك ما حييت.. أنت حرٌ يا سلمة"
وجدته يوقف الحصان وينظر لها بدهشة ممزوجة بمشاعر لم تفهمها، ثم تساءل "أهذا يعني أنك تمنحينني حريتي؟"
قالت بسرعة "أجل.. لو كنتُ أنا مولاتك الآن، فأنا أعتقك.. هذا ما تمنيتُ أن يحدث منذ عرفتك.."
فعلق قائلاً "ألا تفهمين معنى ما قلتِه للتو في هذا الوقت وهذه الظروف بالذات؟"
نظرت له بحيرة وتساؤل، فقال "هذا يعني أنني لست مُلزماً بالبقاء معك وحمايتك.. قد أرحل في أي لحظة.."
نظرت له بتردد وهي تحاول تبيّن جديته، وتساءلت "وهل ستفعل؟"
ظل صامتاً وهي تراقبه بقلق، ثم ابتسم بجانب فمه مجيباً "أتعتقدين ذلك؟"
ولكز الحصان لحثه على إكمال المسير وجمان تتبعه متسائلة "ماذا تعني؟ أنت لم تمنحني جواباً مفهوماً"
أجاب دون أن ينظر إليها "ابحثي عن الجواب في أعماقك، وستجدينه بالتأكيد.."
رغم أنها كانت شبه واثقة أنه لن يتركها أبداً، فهو لم يفعل ذلك عندما هرب بقية العبيد إبّان الهجوم، ولم يفعل عندما تخلى عنها عامر بسهولة.. ومع ذلك فهي بقلق شديد من ذلك الخاطر.. هو الوحيد الذي بقي معها ويعاونها بكل ما يملك، وهي تثق به ثقة مطلقة، فكيف تقدر على الاستمرار وحيدة إن رحل؟..
تنهدت وهي تتلفت حولها مغمغمة "سأترك للأيام أن تبرهن لي عن حسن ظني بك، وأتمنى ألا يخيب ظني أبداً"
لم يعلق على قولها وإن لاحظت ابتسامة جانبية ترتسم على شفتيه..
هو لن يتخلى عنها.. تكاد تقسم على ذلك..

***********************

~ بعيدا عن الخيال (٦) ~
فظائع التتار في المدن


مدينة خوارزم هي مركز عائلة خوارزم شاه، وبها تجمع ضخم جداً من المسلمين، وحصونها من أشد حصون المسلمين بأسا وقوة، وهي تقع الآن على الحدود بين أوزبكستان وتركمنستان، وتقع مباشرة على نهر جيحون، وكانت تمثل للمسلمين قيمة اقتصادية واستراتيجية وسياسية كبيرة..
ولأهمية هذه البلدة فقد وجه إليها جنكيزخان أعظم جيوشه وأكبرها، وقد قام هذا الجيش بحصار المدينة لمدة خمسة أشهر كاملة دون أن يستطيع فتحها، فطلبوا المدد من جنكيزخان، فأمدهم بخلق كثير، وزحفوا على البلد زحفاً متتابعاً، وضغطوا عليه من أكثر من موضع حتى استطاعوا أن يحدثوا ثغرة في الأسوار، ثم دخلوا إلى المدينة، ودار قتال رهيب بين التتار والمسلمين، وفني من الفريقين عدد كبير جداً، إلا أن السيطرة الميدانية كانت للتتار.. ثم تدفقت جموع جديدة من التتار على المدينة، وحلت الهزيمة الساحقة بالمسلمين، ودار القتل على أشده فيهم، وبدأ المسلمون في الهروب والاختفاء في السراديب والخنادق والديار.. فقام التتار بعمل بشع إذ قاموا بهدم سد ضخم كان مبنياً على نهر جيحون، وكان يمنع الماء عن المدينة، وبذلك أطلقوا الماء الغزير على خوارزم، فأغرق المدينة بكاملها.. ودخل الماء في كل السراديب والخنادق والديار، وتهدمت ديار المدينة بفعل الطوفان الهائل، ولم يسلم من المدينة أحد البتة!! فمن نجا من القتل قتل تحت الهدم أو أغرق بالماء، وأصبحت المدينة العظيمة خراباً، وتركها التتار وقد اختفت من على وجه الأرض وأصبح مكانها ماء نهر جيحون، ومن مر على المدينة الضخمة بعد ذلك لا يستطيع أن يرى أثراً لحياة سابقة..

((قصة التتار)) الدكتور راغب السرجاني

***********************

 
 

 

عرض البوم صور عالم خيال   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
رحلت, ضياع
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:00 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية