لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-01-16, 05:53 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 260568
المشاركات: 229
الجنس أنثى
معدل التقييم: جود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 411

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جود بدر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: رواية شقائق الرجال / بقلمي

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الخامس
-
وقد يجمع الله الشّيئينِ بعدما
يظنّانِ كلّ الظن أن لا تلاقيا !
*قيس ابن الملوح
-
-
المملكة العربية السعودية – الخبر
التاسعة صباحًا
ترتدي رداءً ثقيلًا , وطويلًا
بيدها كوبُ قهوة
وتنظر من شبّاك غرفتها
تكاد لا ترى خارج المنزل من اتّساع فنائه وحديقته
زفرت بتعب
وفركت جبينها
سارت خارجةً من الغرفة
رأت ثريا تشرف على الخدم الذين ينظّفون الدّور العلوي
انتبهت حينَ رأتها
اقتربت منها وقالت بحنوْ
: مس وجْد ما نمتي ؟
هزّت رأسها نفيًا
ودّت لو تعانقُ ثريا
لكنّ الأسوار التي بنتها حول نفسها تمنعها
المكانةُ التي تربّعت عليها , تردّها
ثريّا هنا من قبلِ وفاةِ والدها بعامان
كبرت هي وشقيقتها امامَ عينيها
تعرفُ ادقّ تفاصيلهما
تعرف ما يحبّانِ وما يكرهان
لا تثق وجْد بعاملةٍ بقدرها
قالت ثريا برفق
: مس وجْد , تحبّي تفطري ؟
قالت ببحّة
: ما اشتهي , في احد صاحي ؟
: بس مسْ سُلاف , وطلعت قبل نصف ساعة
عقدت حاجبيها بحدّة
: وين راحت
: قالت رايحة للبنك وما تطوّل
تأفّفت , وهي تتذمّر في نفسها
اذا كانت سُلاف تتصرّف بطيش
ماذا ستفعلُ دارين !
تذكّرت وصولهما قبل اسبوع
جلست امام سُلاف وسألتها بفزع
": متى طلع ؟ من قال لكم ؟
: طلع قبل ثلاث ايّام , جانا الخبر من خوي احمد
ازدردت ريقها وسألتها
: ما في خبر ان كان جاي للشرقية او لا ؟
هزّت رأسها نفيًا
: يقولون ما طلع من بيته من يوم طلع , اهله كانوا متجمعين عنده يوم طلعته , وهو ما ترك البيت ولا حتّى للمسجد
قالت وجْد بنبرةٍ تجرح روحها , بحقدٍ يدمّرها
: عساهم ينجمعون بجهنّم , المجرمين , فرحانين بولدهم الجاني
قالت سُلاف
: وجْد ما كنت حاسّة بشي لين قالوا انّه طلع , احس انّي خفت فجأة , اخاف يجي , اخاف يقرّب من دارين , دارين هبلا و...
نهضت وزمجرت بارتجاف
: اذبحه ان قرّب من دارين , لا تخافين , ما وصلت لهالعمر ولا لهالمواصيل عشان اسمح لكلب مثله يخلْ بأمان بيتي وعايلتي
تنفّست بغضب , مرّت ثوانٍ لتسيطر على نفسها
ثمّ قالت بهدوء
: اهم شي لا تكسرون الكلام اللي بقوله , ما في طلعة للفاضي والمليان , ما في طلعة بدون علمي وبدون الحرس , اهمْ شي عمّي احمد ودارين , امّي حصّة وثريا اساسًا ما يطلعون من البيت "
,
اخرجت ورقةً من ملف , ووضعتها في ملفٍّ آخر
سألتها اخرى من مكتبٍ مجاور
: بتطوّلين ؟
قالت بزفرة
: والله مدري , اخذت اجازة مفتوحة , بشتغل من البيت , لكن دوام ما ادري متى ارجع اداوم
قالت الأخرى ببلاهة
: لا يكون بتتزوّجين
ضحكت رغمًا عنها
: يا بنت الحلال اتركي عنّك ذا الطّبع , اي من صار عندها ظروف زوجتيها
ضحكت وقالت
: يختي ازمة العنوسة اثّرت فيني
حملت الملّف وحقيبتها , وانحنت لتقبّلها
: الله يرزقك , المهم مرّيني متى ما قدرتي
هزّت رأسها ايجابًا وقالت
: سلمي على امّك
ابتسمت
: يوصل
سارت خارجةً من المبنى
فتحت الباب الخارجي وهي تمسك بالملفِّ لئلا يطيرَ من الهواء
تأوّهت واهتزّت من جسدٍ ضخمٍ ارتطمَ بها
تراجعت عدّة خطواتٍ وهي تمسكُ بكتفها بألم
جاء صوته ثقيلًا معتذرًا
: معذرة
فتحت عينيها وقالت بألم
: ياخي ما تشوف
منعَ الصدمةَ من ان تظهرَ على ملامحه حينَ رآها
ظلّ ينظرُ اليها بصمت
تأفّفت وانحنت لتحمل الملف والحقيبة عن الارض
وسارت من جانبه
التفتَ ينظرُ اليها بغيرِ تصديق
ابتسم بذهولٍ بعد ثوانٍ
: وصلتي من قبل لا ادوّر عليك !
تبعها مسرعًا وقال
: لو سمحتي
التفتت اليه قبل ان تركب السّيارة
قال حارسها الشخصيّ بحدّة
: نعم يا اخ ؟
أشارت اليه
: لحظة – التفتت اليه مستغربة – تفضّل ؟!
قال وهو لا يعلمُ ما يقول
: آآ – صمتَ لثوانٍ – انا آسف
رفعت احد حاجبيها وقالت بهدوء
: حصل خير
: جد ما كان قصدي , تعوّرتي ؟
اقترب الحارس منه وقال
: تسهّل
ضحكت رغمًا عنها , وقالت
: شكرًا على رقّتك , انا بخير
ابتسم , ثمّ قال
: صدفة سيئة مع بنت مثلك
ظلّت صامتة
ليبعده الحارس بهدوءٍ ويقول
: توكّل على الله , تفضّلي طال عمرك
رمقته بنظرةٍ أخيرة , وركبت السيّارة
تلك الملامح , مألوفةٌ لديها
لكنّ ذاكرتها الحمقاء قد أضاعتها !
قالت بلا اكتراث
: اكيد واحد من المراجعين !
ابتعدت السيّارة
ليبتسم وهو ينظرُ اليها , ثمّ ضحك بلا تصديق
: سُلاف !
,
,
ايطاليا – روما
الواحدة مساءً
تأفّفت وهي تنظرُ الى المنزلِ من بعيد
رفعت النظّارةَ عن عينيها وفركتهما
ثم أعادتها
مرّ الوقت بطيئًا
لترى رجلًا يقترب من المنزل
نزلت مسرعةً واقتربت منه
قالت متسائلة
: راين ؟
التفت اليها وأومأ ايجابًا
أخرجت شارتها , نظرَ اليها ببرود
ثمّ نظرَ الى وجهها
قالت
: قبل ستةِ اشهر....
قاطعها
: تركتُ ذلك العمل اللّعين , اتركوني وشأني
صمتت تنظرُ اليه
شتم الشرطة , وهمّ بدخولِ منزله
سحبته من سترته وألصقته بالحائط
اقتربت منه ونبرتها لم تتغير , بل ازدادت برودًا
وبخفوت
: انظر , ماتا ابواي قبل شهر , ثمّ اكتشفت انّها ليسا والداي , ثمّ اكتشفت ان قاتلهما ليسَ الّا صديقهما المقرّب , هل تعلمُ بأيَّ حالٍ انا ؟ لا املك الّا ابنةَ خالة , وحبيبٍ أحمق سأطلقُ على رأسه قريبًا واتخلّص منه , اقسم ان افرغ عبوّة مسدسي في رأسك دون ان اشفق على ابنائك الحُمر الثلاثة ولا على زوجتك الجميلة , هل سمعتني ؟
بارتجافٍ كبير , وقد جفّ ريقه واصفرّ وجهه , قال
: سمعتك , سمعتك سيّدتي
نفضته عنها , وقالت
: قبلَ ستّةِ أشهر قُتل رجلٌ ثلاثيني في مرآب السيارات الذي كنتَ تعمل به
هزّ رأسه ايجابًا
: نعم , لقد قتل , سمعت صوتَ اطلاق النّار , ورأيته حين سقط , لم ينتحر
: هل رأيت القاتل ؟
هزّ رأسه بخوف
: اقسمُ انّي لا اعلم من هو
: اروِ لي ما حدث في تلكَ الّليلة
: كان المبنى خاليًا الّا من رجلِ أعمالٍ عربي مع زوجته , وكانا نائمان , ورجلُ اعمال فرنسي , وكان يستمعُ الى الموسيقى حتّى الصّباح , وعميدًا متقاعدًا في الأمنِ الايطالي معه ضابط امن
صمت ليزدرد ريقه
قالت بحدّة
: تابع
: كان مع العميد حرسٌ شخصيّون كثر , بعضهم أمامَ غرفته وبعضهم في المرآب يحرسون سيّارته
: بأيَّ صفةٍ دخل المجنيُّ عليه
صمتَ بخوف
لتصرخ به
: تكلّم
: سيّدتي اقسم انّهم سيقتلوني
: انا من سيقتلك ان لم تتكلّم
ازدرد ريقه
لتزفرَ وتقول
: انظر , لا انت ستخبرُ احدًا انّي اتيتُ وسألت , ولا انا اخبرُ احدًا انّك اخبرتني
: هل تعديني ؟
: ان كنت صادقًا معي سأعدك
هزّ رأسه
: اقسمُ انّي لم اكذب بكلمة
: تابع
: اتى بشاحنةٍ تخصُّ العميد , وتحدّث مع الضابط طويلًا , حتّى انّ اصواتهما علَت , وحينَ سألتهما طرداني , لم يطُل جدالهما , ورأيت السائق يسقط , وحين اسرعتُ الى الدّاخل وجدت الضابط والحَرسَ قد اختفوا
قالت بحدّة
: اين اجدُ اسماء نزلاء تلك الّليلة
: اتى ذاتُ الضابط بعد يومين ومسح السّجل وهدّدني بقتلي وقتلِ عائلتي ان تكلّمت
قالت من بينِ اسنانها
: اقسمُ انّي لستُ اكثر رحمةٍ منه...
قاطعها فورًا
: عملت في المرآب لسبعِ أعوام , وجرَت عادتي ان اسجّل اسماء نزلاء كل ليلة في دفترٍ صغير واحضره لأبنائي , كانوا يفرحوا ويتفاخرون بأنّ والدهم رأى تلك الشخصيات
قالت متمتمة
: على تلك الشخصيات اللعنة – سألته – اين الدفتر ؟
: سأحضره حالًا
اختفى لدقائق
وعاد ومعه دفترٌ صغير
مدّه اليها
: منذ تلك الليلة لم اعد اكتب , ولم اذكر لأبنائي شيئًا عن من جاؤوا تلك الليلة
قطعت الصفحةَ الأخيرةَ وقالت
: خُذ
قبل ان تذهب نادته
: راين , هل كان اسم ابنك الأصغر مارسِلْ ؟
التفت بفزع
: سيّدتي اتوسّل...
قاطعته بحدّة
: انت لم ترني هنا
بارتجافٍ وتوسّل قال
: انا لم اخرج من منزلي اليوم اصلًا
تركته وذهبت
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
السادسة صباحًا
رتّبت من شكلها امامَ المرآة
تنفّست باضطراب
ثمّ حملت حقيبتها وعباءتها ونزلت
رفعَ نظره اليها وهو يشرب من كوب الشاي
ابتسم وانزل الكوب
: صباح الخير ابلة ميلاف
ضحكت بتوتّر
: تكفى يا ابلة !
انفجر ضاحكًا رغمًا عنه
: والله ميلاف ما ادري شلون بتسيطرين على الوضع ! يا بنتي انتي طولك من طول بنات الثانوي , بيسفلون فيك ان سوّيتي ابلة على روسهم
بغيرِ اكتراثٍ قالت
: اللي بتكبّر راسها نكسره , ماني رايحة العب
ابتسم باستغراب
: اعصابك ! بتروحين تهاوشين بنات النّاس من اول يوم !
ابتسمت باستدراك
ثمّ ارتدت عباءتها
: يلّا نمشي
نهض وهو يقول
: الله يعينك يا عبد الله , على ايش متزوّج ابن الناس ! بالليل مرابط وبالنهار زوجته مداومه , عاشوا
لم تعلق وخرجت معه
خلال عشر دقائق توقّف امام المدرسة
ابتسم بمحبّة
: يلا بالتوفيق ابلة ميلاف , ارفقي ببنات الناس
: ادعْ لي عبد الله , سامعة عن بنات الثانوي وحوش
انفجر ضاحكًا
ثم غمزَ بشقاوة
: عاد ضبطيلي وحدة
رمقته بطرفِ عينيها
: تذكّر وعدك للهبلا اللي ناطرتك من كان عمرها اربعطعش سنة
عقد حاجبيه
: من...
بلع كلماته لأنّها نزلت وتركته
قال مستغربًا
: انا واعد وحدة اتزوجها !
,
دخلت الى المبنى , وأنزلت غطاء وجهها
تنفّست بتوتّر
دلفت الى غرفةِ الادارة
اقتربت منها موظّفةٌ ببشاشة
: هلا ومرحبًا , اكيد انتي ميلاف !
ابتسمت مرتبكة
: ايه , هلا فيك
: شيلي عباتك اول , وتفضلي لغرفة المديرة
خلعتها على مهل , رتّبت مظهرها ثمّ دخلت الى غرفة المديرة
التي ابتسمت بهدوء
: حيّاك الله يا ميلاف
: الله يحييك
مدّت اليها بعض الأوراق
: عبّي لي هالاوراق لا هنتِ
أشارت اليها لتجلس على المقعد
جلست وعبّأتها , ثمّ مدّتها اليها
بعد ثوانٍ دخلت امرأة بدينة , وقصيرة
تبدو مرهقة , رمت بنفسها على المقعد المقابل لميلاف
سألت المديرة
: ما وصلت الابلة الجديدة ؟
ابتسمت المديرة وهي تشيرُ ناحيةَ ميلاف
التي تنفّست باضطراب
صافحتها السيّدة بمودّة , وقالت ممتنة
: الله يفتحها بوجهك , هلكت من التدريس , بتاخذين عن ظهري فصلين وتريحيني
ابتسمت وتساءلت
: استاذة احياء ؟!
ضحكت المديرة بهدوء , وقالت
: شكلها ما يعدّي اقتصاد منزلي !
ابتسمت ميلاف محرجة , مستغربةً كلامَ المديرة
التي قالت بهدوء
: ابلة دليّل اختي , بنت امّي وابوي يعني , فما في مشكلة
ابتسمت ميلاف بلطف
: ما شالله
دخلت المساعدة وقالت للمديرة
: ابلة عفاف هذا الجدول الجديد
عدّلت نظارتها الطبيّة
وقرأته بتفحّص
ثمّ اعادته الى مساعدتها
: اطبعيه وحطّيه بغرفة المعلمات , ووزعيه على معلمات ثالث علمي – اشارت ناحية ميلاف – جيبي نسخة لأبلة ميلاف
خرجت المساعدة , ليجفّ حلقُ ميلاف
ردّدت بحذر
: ثالث !
ضحكتا رغمًا عنهما
ثمّ قالت دليّل
: هذولا علمي اهون من الادبي , المهم من اوّل حصّة لا تخلّين احد يحط راسه براسك , ماهو تدخلين بطريقة الابلات الجدد نتعرّف ونتصادق والى آخره
قالت مستغربة
: مو مهم الطالبات يحبّون استاذتهم ؟
: مهم يا بنتي , اسمحي لي اناديك بنتي شكلك حيل صغير
ابتسمت ميلاف
: وانتي مو حيل كبيرة
ضحكت , وتابعت
: قلت لك مهم , لكن ذا الجيل يشوف تصرفات الابلة الطّيبة ضعف وغباء منها مع الاسف , عشان كذا لازم تكونين صارمة
قالت
: طيب ما بيكرهوني ان صرت صارمة !
: الله يصلحك ما قلت شيلي عليهم العصا , تعال شوفي عندنا ابلة خلود وابلة نجلاء , ما تقدر بنت تمرْ من ممر يمشون فيه , لكن كل البنات يحبّونهم , من البداية حطّوا قوانين وضوابط
مسحت على جبينها وتنفّست بارتباك
قالت دونَ ان تشعر
: لو ما ظروفي ما كان فكّرت اشتغل
رفعت رأسها مستردكة , بحرجٍ قالت
: معليش
مسحت دليّل على فخذها بحنوْ
: دام لك سبب وظروف وهدف , لا تسمحين لدلع البنات وفضاوتهم يردّك او يأخّرك , لو انتظرتي رضاهم عليك بتخرّجين اجيال وانتي ما كسبتي شي
هزّت رأسها بهدوء
قالت المديرة
: الله يوفقك يا ميلاف , ابلة دليّل معاك لا تخافين ولا تشيلين هم , البنات نفسهم درّستهم اوّل وثاني ثانوي , وثالث الترم الأوّل , يعني تعرفهم عدل
نهضت دليّل
: قومي نطلع غرفتنا – التفتت الى شقيقتها وسألتها – متى اوّل حصّة لها ؟
: الرابعة قبل الفسحة
ضحكت بخفّة
: الله يعينك بيكونون جوعانين
نهضتا وصعدتا الى المكتب
غرفة واسعة
فيها ما يقاربُ عشرةَ مكاتب
لم يكن فيها سوى ثلاث معلّمات
وخادمة
سلّمت دليّل , وسلّمت ميلاف بخفوت
جلست دليّل خلف مكتبها , وأشارت الى المكتبِ بجانبها
: تعالي
جلست بجانبها
قالت دليّل لأحدى المعلمات
: عهود ابي قائمة اسماء ثالث 2 علمي
اخرجتها من درجِ مكتبها ومدّتها اليها
وسألتها مبتسمة
: عساه خير ؟
: خير خير ان شالله , بس نبي ندخل عليهم اعصار
ضحكن منها
وضحكت ميلاف بشدّة , من شدّة توتّرها
قالت دليّل بضحكة
: البنت تعبت اعصابها
حمحمت , ورفعت كفّها معتذرة
أشارت دليّل الى الورقة , الاسمُ الأول
: ابتهال , هذه ما في راسها دراسة.....
مضى وقتٌ لم تشعرانِ به
ودليّل تخبرها عن الطالبات
وهي تكتب ملاحظاتها امام اسم كل طالبة , حتّى انّها كتبت اوصافهنّ وأماكنهنّ لتعرفهن فورًا
رنّ جرسُ الحصة الرابعة
لتتنفّس بتوتّر
قالت دليّل
: يلا خلّينا نشوفك , غزوة مباركة
ابتسمت
رتّبت شعرها , وأحمر شفاهها
تعطّرت
وحملت عدّتها وخرجت من الغرفة تسيرُ ناحيةَ الفصل
توقّفت بجانبه دقيقتان
قالت بخفوت
: اللهم احلل عقدةً من لساني يفقهُ قولي , بسم الله توكّلت على الله ولا حول ولا قوّة الّا بالله , اللهم افتح علي واعنّي
فتحت الباب ودخلت
وهي تلقي السلام بصوتٍ مسموع
تجاهلت التعليقاتِ التي ملأت اذنيها
طغى صوتُ شقيقها
طغى مرضه وحقيقة انّه مودّعٌ للحياة
على وجوه الفتيات , واصواتهن , ودلالهن من دونِ معنى
قالت فتاةٌ حاجبيها غامقان , ونظرتها باردة , وعلى انفها فصٌ فضّي
: من انتي ؟ علينا ابلة دليّل
قالت بنبرةٍ معتدلة , تميلُ الى الجديّة والحزم
: انا استاذة ميلاف المعلّا , استاذتكم – شدّت على احرفها , وتابعت – الجديدة لمادّة الأحياء
تعالت بعض الضحكات
وصلَ الى سمعها تعليقٌ وقح
: ما عدّت طول ساقي ومسويّة ابلة
رفعت صوتها وقد احتدّ بعض الشيء
: اسمعوني يا ثالث , ما ضيّعتوا اثنعش سنة تدرسون , ومو باقي الّا اشهر على تخرجكم , عشان تجي وحدة بطولي على قولكم وترسبكم , ما لي ست سنوات متخرجة من الثانوي , عمري من اعماركم وتفكيركم خابزته وعاجنته بيدي , اللي ما تبي تحترم نفسها قبل لا تحترم المادّة والاستاذة والمقام اللي هي فيه , تتفضّل تطلع برّى , انا سامحة انها تترك حصّتي ولا اشوفها لنهاية الترم , واشوفها السنة الجاية بعون الله
ضربت على الطاولةِ وقالت بحزم
: في احد بيطلع ؟
لم تنبس ايّهن ببنت كلمة
قالت ميلاف ببرود
: وذا اللي توقعته , طلعوا الكتب
سحبت احد اقلام السبورة والتفتت اليها
زفرت بارتباك , وهي تقلّب عينيها لتطردَ توتّرها
,
,
المملكة العربية السعودية – الخبر
العاشرة صباحًا
قالت بحدّةٍ متوتّرة
: ليش طلعتي !
وضعت الملف على الطاولة , وقالت
: لا تبالغين وجْد ! ماهي عادتك وش فيك !
زفرت وهدّأت نفسها
قالت سُلاف
: رحت اخذت اجازة مفتوحة , وجبت اغراضي واوراقي المهمّة من المكتب
صمتت
مرّ وقتٌ يسير , لتطرق ثريا الباب وتدخل
قالت معتذرة
: ازعجتكم , مس وجْد عندك اجتماع الساعة احدعش ونص قلتي لي اذكرك
نظرت الى ساعتها
نهضت وهي تزفر
قالت سُلاف
: وين الاجتماع ؟
: بالظهران , توقيع مشروع إعمار
: مع فهد ؟
: اي , وفي شريك ثالث
: انتبهي لنفسك ولا تتأخّرين , وطمنيني عليك كل ما قدرتي
: ان شالله , بس لا تغافلك دارين وتطلع
: احش رجولها ان قرّبت للباب
ابتسمت وجْد وذهبت الى غرفتها
استبدلت ثيابها خلف حاجز التبديل
ثم خرجت ومدّت ذراعيها لتلبسها ثريا عباءتها وترتّبها عليها
لفّت حجابها على رأسها وجمّلت وجهها بألوانٍ ناعمة تكاد لا تُرى
حملت حقيبتها وذهبت الى غرفةِ دارين
كانت نائمةً بعمق
انحنت وقبّلت رأسها
همست
: خلّك عاقلة لين ارجع
نزلت وركبت السيّارة
حين خرجت السيّارةُ من الفناء
سارتا من امامها ومن خلفها سيارتان سوداوتان
زفرت وجْد , وهي تمدّ بصرها الى المسافة المحيطة بالمنزل
ممتلئة برجالٍ بأجسادهم الضخمة
وسيّاراتٍ سوداء منتشرة حولَ المنزل
قالت بخفوت
: الله يكفينا شركم ما خليتوا فينا سلام
,
الحاديةَ عشرةَ وخمسُ دقائق
في فندقٍ فخمٍ وضخم
في أعلى دورٍ فيه
وقفت بجانبِ الجدارِ الزجاجي المطل على المدينة
وبيدها كوبُ قهوة
تتنفّسُ ببطء
تخشى ان تلتفت ويقعَ بصرها عليه
قالت بهدوء دونَ ان تلتفت
: اتّصلي على فهد
اتّصلت رويدة , ومدّت اليها الهاتف
مرّت ثوانٍ , ليأتي صوتُ فهد على عجل
: انا في الباركينج الحين طالع لكم
أغلقت الهاتف ومدّته الى رويدة دون التفات
بعد دقائق بسيطة , دخل فهد الى القاعة
قال معتذرًا
: انا آسف تأخّرت
نهض ضاري وحيّاه
: ماهي مشكلة – بسخريةٍ تابع - كان وقت ممتع
عقدَ حاجبيه باستغراب
التفتت اليه وجْد وقالت بهدوء
: هلا فهد
ابتسم بلطفٍ واعتذار
: معليش
هزّت رأسها بهدوء
: ماهي مشكلة
جلسَ الثلاثة الى طاولةٍ دائرية
على مسافاتٍ منسّقة
كلٌّ منهم يدير الاجتماع من زاويته ومنظوره
تناقشوا لبعضِ الوقت
ضاري يخالف وجْد في كل ما تقوله
ويستفزّها لتخالفه في ما يقوله
توتّرت وجْد كثيرًا
عادت بظهرها الى الوراء
قالت بهدوءٍ قدر ما استطاعت
: ما تتخيّل لأيّ حدْ مستثقلتك
بلطفٍ بالغ , اراح ذقنه الى راحة كفّيه , وبسط أصابعه على وجنتيه
لانت نظرته , ورقّت نبرته
وقال مبتسمًا ابتسامةً اربكتها , وجعلتها تهربُ بنظرها عنه
: وما تتخيّلين لأيّ حدْ مستلطفك
ابعدت نظرها عنه وتنفّست باضطراب
لتسمع تأوهه , التفتت اليه
كان يفرك جبينه وينظر ناحية فهد
التفتت الى فهد الذي كانَ ينظر اليه بغضبٍ وحقد
قالت بذهول
: فهد !
التفتَ اليها , وقال ببراءة
: رميت عليه المرسمة بس !
شعرت انّ اعصابها تلفت حقًّا
نهضت من مكانها وقالت
: فهد بكلمك شوي
نهض معها وخرجا من القاعة
قالت بحدّة
: ما يصير نلغي المشروع ؟
قال بصدمة
: تدمرينا احنا الثلاثة اذا الغيناه , تعرفين الوقت والجهد والمبالغ اللي انحطت بس لفكرة المشروع
قالت وهي تفركُ جبينها
: يا انا يا هو
قال بصدق
: ما ينفع والله , وجْد وصلنا للتوقيع وش فيك !
قالت وهي تحاولُ اخفاء غضبها
: ضاري يأثّر علي
ارتخت عضلات وجهه
اختفت تعابيره جميعها
قال بخفوت
: كان مستفز بالنّسبة لك !
أشاحت بوجهها عنه
: هذا الاستفزاز بالذّات , ما استفزني احد من قبل بهالشكل – صمتت لثوانٍ , ثمّ قالت ببحّة – ما كانت نظرة احد لي ابدًا مثل نظرته
قال بلا تصديق
: وجْد !
احمرّت سمرتها
جمعت كفّيها , ليلتقيانِ سبابتيها على مقدمةِ انفها
تنفّست بعمقٍ لتبدّد توتّرها
ثمّ قالت غاضبة من نفسها
: ماهو افضل ولا اجمل رجل قابلته ! ولا هو مميّز لهالحد
ابتسم فهد بلا تصديق
ثمّ قال
: يمكنّه اوّل رجل حط عينه بعينك واستفزّك , او يمكنّه اول رجل ناظرك كأنثى مو شريكة
بسخريةٍ قالت
: كأنثى !
: وجْد بعدين نتكلّم بهالتفاصيل , لازم ننتهي من التوقيع اليوم , تكفين لا تخربين بيتي
قالت بجديّة
: فهد....
: عارف والله , فاهمك , نتناقش بعدين , وانا بوقف بينك وبينه قدر المستطاع ما بسمح يصير بينكم تصادم
زفرت , ودخلا الى القاعة
تحاشت النظرَ ناحيةَ ضاري
الذي كان ينظرُ اليها بهدوءٍ تام
وقع فهد على الأوراق التي أمامه
ومدّها الى ضاري , قال بجديّة
: يلا ضاري وقّع , عندنا مشاغل بنطلع
قال ضاري وقد عقد حاجبيه
: عساس بنتغدّى ؟
: ما نقدر , وجْد عندها ارتباطات وانا عندي شغل
رفع حاجبيه وهزّ رأسه مهمهمًا
وقّع , والتفت ناحيةَ وجْد
قال بنبرته التي تؤذي وجْد
: تفضّلي
اخذت رويدة الاوراق منه قبلَ ان يمدّ يده
وقّعتها وجْد ونهضت كالمقروصة
: مع السلامة
رفعَ ضاري صوته
: مع السلامة
خرجت على عجل
ليلتفت فهد الى ضاري
قال بوعيد
: ان بركت على قلبك الحين من يردْني عنّك ؟
قال باستسلام
: مو قادر امنع نفسي !
صرخ به
: ضاري لا تشتّت مخ البنت , انت متزوّج ووجْد ما في حياتها غير عايلتها
نهض ليسقط المقعد من خلفه , قال بغضبٍ ووريدٌ في رقبته انتفخ
: متزوّج متزوّج....
قاطعه فهد وهو ينهض ويقترب منه
: ضاري
صرخ به
: وش ضاري
زفر فهد وشدّ على كتفه
صمتَ لثوانٍ
ثم قال باستسلام
: ما ادري وش اقول لك
ساخرًا قال
: ما بتلقى شي تقوله اصلًا
تركه وخرج
ليجلس فهد ويريح رأسه الى كفّيه بزفرةٍ طويلة
,
,
ايطاليا – روما
الثالثة مساءً
رتّبت الأوراقَ في الملفِّ بحذر
قالت رزان بتوتّر
: غِنا تكفين خلّيني اجي معاك
هزّت رأسها نفيًا
: لي شهر اشتغل على هالقضية , ما صار لي شي
قالت رزان
: بس اليوم غير , يمكن يصير شي , يمكن يكون ماخذ احتياطته , يمكن يصير اي شي
هزّت رأسها نفيًا
: ما تروحين , سمعيني عدل , هذا الملف فيه كل الادلة والقضايا اللي ربطتها ببعض وكلام الشهود وأسماءهم وعناوينهم
وضعته على الطاولةِ ونهضت
: ان تأخرت فوق السّاعة خمس , تودّينه للشرطة ويجون للبيت , بس ان شالله ما يصير شي
عانقتها رزان بتوتّر
ثمّ قالت بارتجاف
: غِنا الشنط جاهزة , والحجز اليوم الساعة ثمانية , ما بسامحك ان ما رجعتي
ابتسمت غِنا
وخرجت من عندِ رزان الى منزلِ وائل
في طريقها اتّصلت بالضابط الذي كان في المرآب ليلة الجريمة
قالت
: مرحبًا , انا المفوّضة غِنا
: اهلا بك , ماذا حدث
: متوجّهةٌ الى منزلِ وائل الآن , انت مستعد اليس كذلك ؟
: انا مستعد , والسّيد العميد بانتظار اتّصالك
ودّعته وأغلقت الهاتف
وهي تتذكّرُ ما رواه لها
" المجني عليه يعملُ لصالح رجلِ مافيا عربي , جاء بشاحنةٍ ضخمة , ظاهرها انّها تحملُ حقائب جلديّة لماركةٍ عالمية , وتحت البضائع كان يخبّئ سلاحًا , اوصلها وقال انّها تخصّ السيّد العميد , فتّشناها دون ان ندقّق او نعلم عن السلاح , اتّصلت بالعميدِ واستنكرَ الأمر , ولم يكُن يعلمُ عنه شيئًا , تشاجرنا مع السّائق , واصرّ انّها للعميد , جاءه اتّصالٌ يستفسر ان كان سلّم الشاحنة , فأخبرهم انّها ليست لنا , وحينها ادركَ الأحمق انّ الشاحنة لرجلِ الأعمال الفرنسي شريك المافيا العربي , علم انّه تورّط , وقبل ان يهرب قتلوه , من قتله امّا رجال المافيا العربي او رجلِ الأعمالِ الفرنسي "
سألته عن سبب اخفائهم اسم العميد المتقاعد , فأخبرها انّ لاسمه وزنًا ويخشى ان يتلوّث في عالمِ الجريمة اذا ما ذُكر
وسألته ان كانوا هم من اخفوا الأدلّة , فنفى ذلك تمامًا
وصلت الى منزلِ وائل
دخلت , واستغربت اختفاء الخدم , والهدوء في المنزل
صعدت الى الأعلى وهي تنادي
: عمّي !
سارت في ممرٍّ طويل
شعرت بحركةٍ من خلفها
التفتت نصف التفاتة , وقبل ان تتمّها هوَت عصًا سميكة على رأسها
اصبحت شبه غائبة عن الوعي
سمعت صوتَ وائل
: اربطها الى الكرسي
حملها رجلٌ ضخم
وضعها على الكرسي وهمّ بربطها
تنفّست بقوّة
وهي تكرّر لنفسها
" قومي يا غِنا , ذبح امّج وابوج وضيّع حياتج , لا تخلّينه يكمّل عليج..."
أطلقت آهةً حادّة
وافلتت من يدِ الضخم
بحركةٍ سريعة اخرجت سلاحها وأطلقت عليه
ليسقط فورًا
التفتت الى وائل
وهي تترنّح
ابتسم , صمت لثوانٍ
ثمّ ضحك
: عفية عليج والله , بنت ابوج
بحدّةٍ قالت
: امش لمكتبك
: لا تأمنين لنفسج وايد
صاحت به
: امشْ جدّامي
سار امامها , وجلس على الأريكة في غرفةِ المكتب
كان ظهرها للباب
قالت بحقد
: ليش ذبحت ابوي
قال ساخرًا
: وايد عايشة الدّور انّه ابوج !
صاحت به بجنون
: ابوي غصب عنّك يا الخسيس
رفع كفّيه باستسلام
: ابوج ابوج , يعني اهو ربّاج بالنهاية , خلاص ابوج ولا تزعلين
صمتَ لثوانٍ , ثمّ ابتسم وقال
: اضطريت , مثل ما راح اضطر اذبحج
دونَ ان تلتفت صوبت مسدّسها نحو الخلف وأطلقت
لتسمع صوت سقوطِ جسدٍ أرضًا
قهقه بشدّة , وقال بلا تصديق
: والله افتخر فيج وايد غِنا , عفية بنيتي
اقتربت منه وصوّبت المسدّس على جبينه
قالت من بينِ اسنانها
: كان يعتبرك اخوه , كان يثق فيك , ليش ذبحته ؟
صمتَ لثوانٍ , ثمّ زفرَ بحزنٍ هو الآخر
: ما تمنّيت , بس اهو ما ترك لي خيارْ ثاني , كل غباء يسوونه هاللّي حاطهم على شغلي , يحاصره ابوج ويلاحقه , ما كنت اقدر اتركه يكشفني !
ببحّةٍ عميقة قالت
: وامي شذنبها !
باستفزازٍ لمشاعرها , بسخريةٍ مريرة , قال يمثّل الأسى باستفزاز
: عاد امّج ما لي ذنب فيها , الغبي اللي قلت له يفجّر السيّارة ما اختار وقت مناسب , اهو ذبح امّج مو انا
تنفّست بقوّة , غيرَ مصدّقة بأنه ذاتُ الرّجل الذي كبرت في وجوده
الرّجل الذي يحلّ محلَ الأبِ عندها !
قال بابتسامةٍ باردة
: بس الصج عجبتيني بتحقيقاتج وتحرّياتج , حسّيت بالفخر انّ مفوضة مثلج طلعت من تحت ايدي وايد يوسف الله يرحمه , بس صدمتيني وايد بحركة العميد , ما توقّعت انّج بتوصلين له وبتقعدين معاه وبيسلمج شغله
ضحك , ثمّ تابع
: لو كنتي صاحبة مكر ما حطّيتي روحج بهالموقف , المفروض تستغلّين ذكائج وتصفّين معاي , اراهن انّج كنتي بتصيرين ذراعي اليمين , ووريثة لي
ابتسمت ساخرةً منه
ليقول مبتسمًا
: مشكلتج يا غِنا ما تحسبين خطوة جدّام
نهض لترفع سلاحها في وجهه
دونَ ان يتحرّك قال بأسف
: ما تمنّيت اكون سبب بأي الم لج , ولا تمنّيت بأسوأ احلامي اكون قاتل اخو دنيتي , صدقيني انا وايد احبج واحب ابوج , انتوا عايلتي , وما في شي يعوّر كثر ما ان الانسان يذبح عايلته , بظلْ بهالذنب طولْ حياتي
قالت مستخفّةً به
: لاا ؟ صج عاد ! يبه انت تجذب جذبة وتصدّقها ! انت هني نهايتك
ابتسمَ بهدوء , وتابع
: لأنّي اثق بذكائج , ادري انّج مأمنة الوضع اذا صار لج شي , وبيصير , وادري انّج مخليه عند بنت خالتج مستندات وملفّات , مع الاسف عايلة كاملة , اقرب عايلة لي , موتهم على ايدي
اهتزّ جسدها
قالت بلا تصديق
: ر... – ارتدت الأحرف لتخنقها في ثوانٍ , ثمّ هتفت بفزع – رزان ! شسوّيت لها !
ابتسم
لتشعرَ بذراعين ثقيلتين تحيطان برقبتها
,
,
-
الى الملتقى
-
يقول ابنُ القيّم
" من أدام الحمد , تتابعت عليه الخيرات
ومن ادام الاستغفار , فتحت له المغاليق "
لكُ الحمد يا ربّ قيّمًا لفضلك ونعمك
نستغفرك من ذنوبنا , ونسترحمك من خطايانا

 
 

 

عرض البوم صور جود بدر  
قديم 20-01-16, 07:21 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متميزة الابداع


البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 296904
المشاركات: 655
الجنس أنثى
معدل التقييم: امال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1266

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
امال العيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: رواية شقائق الرجال / بقلمي

 

جود بارت جميل جمميل كشف أشياء بسيطة واستمتعت فيه كثير وعشت شعور ميلاف وتوترها في أول بداية لها في التدريس .. خالد وأهله وسنا وأهلها مالهم حس .. تأثير ضاري على وجد ما توقعت صراحة تتأثر توقعتها المرأة الحديدية هههههههههههههههههههههههههههههههههههه
أما وائل ياكبر عذرة والله يستر لا تروح فيها رزان وغنا القتل عنده شيء عادي .. أما مواجهة غنا مع وائل مسلسل بوليسي .. السؤال هنا ليش وجد خايفة كل الخوف من خالد

 
 

 

عرض البوم صور امال العيد  
قديم 21-01-16, 11:43 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متميزة الابداع


البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 296904
المشاركات: 655
الجنس أنثى
معدل التقييم: امال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1266

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
امال العيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: رواية شقائق الرجال / بقلمي

 

صبآح / مسآء الجمممآل

* روووعه البارت تسلم أناملك الجميلةة ()

،
.
*
ايش عمل خالد ولهدرجة خايفين منه يمكن قاتل أو تحرش .. ودارين خايفه عليها مدري أحس يقدرون يلعبون عليها .. وبعدين خالد يفكر فيهم أو السجن غير فيه وعلمه وتأدب لحد الآن شخصية م طلعت ولا ندري خيره من شره

سلاف اخذت إجازة مفتوحة .. عمرها كبير ليش م تزوجت لحد الآن ايش المانع وزميلاتها في العمل لها ظهور أو لا واضح عليها كبيرة في السن .. ومين اللي صدمت فيه ويعرفها بعد وتذكر ملامحه هي ميين يا آمال ميين يمكن فهد أو شخصيه جديدة أو مدير البنك بس هذا يعرفها ويدور عليها مين

غنا جو* بوليسي دار مخي صراحة مين وراء الجريمه القتل .. م ستفدتي شي ع بحثك عارف كل تحركاتك يا فرحه م تمت ويهددها الحين في رزان قسم نذل .. ورجل المافيا العربي وائل م فيه غيره والله يقههر 😡*

ميلاف اشوف علاقتها مع عبدالله بارده للسبب الخطبة اللي تقول عنها مين خاطب عبدالله م أتوقع يدري عن الموضوع يمكن أهله متكلمين .. فعلا اذا شافوا الشخصية طيبه قالوا ضعيفه م ينفع معهم إلا الصرامه ونشوف كيف تكمل مع التدريس

ضاري وش وراء حركاته لوجد يبيها لكن م يقدر يأخذها وراء حكومه (رشا) حركاته استفزت وجد ومشاعرها مدري متى يتعدل حالها* مدري احسها مو واثقة بنفسها من ناحية الشكل لانها اجابت بسخرية كأنثى .. ضاري وش قصه زواجه ردت فعله غريبه فيه شي بالموضوع
.
.
*ننتظر الإثنين على خير

******* دمتي بود

 
 

 

عرض البوم صور امال العيد  
قديم 23-01-16, 12:18 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 309865
المشاركات: 23
الجنس أنثى
معدل التقييم: معزوفه قيثارة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 32

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
معزوفه قيثارة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي

 

ماشاءالله بارت يجنن القفله 😩رهيبه تحمست
مشكوره وتسلم أناملك ننتظر الاثنين على احر من الجمر💕

 
 

 

عرض البوم صور معزوفه قيثارة  
قديم 25-01-16, 02:43 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 260568
المشاركات: 229
الجنس أنثى
معدل التقييم: جود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 411

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جود بدر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: رواية شقائق الرجال / بقلمي

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء السادس
-
يا منْ تَناسوا مُغرمًا يهواهمُ
رحماكمُ بعضُ الوصالِ شفاءُ
*المرابط
-
-
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثالثة مساءً
انفجرَ ضحكًا وهو يقول
: بالله كيف كيف ضربتي الطاولة
ابتسمت بوجعٍ وهي تضرب الطاولة مجدّدًا وتقول
: في احد بيطلع ؟
مسح عينيه من شدّة الضحك , ثمّ قال
: وهم انخرشوا ؟
رفعت حاجبيها غرورًا
: طبعًا ينخشرون , ولا وحدة تنفّست حتّى لنهاية الحصّة
ضحك عبد الله وانزل كوب اللبن
: مانتي هيّنة , انا قايل من اوّل ما شفتك قناع النعومة ذا وهمي
احمرّت خجلًا
ليحمحم غيث محرجًا
ابتسم عبد الله ونهض وهو يقول
: يعطيك العافية عالغدا , انا بجلس في الصّالة
: نخلص واجيب الشاي واجي
هزّ رأسه ايجابًا وخرج من المطبخ
التفتت الى اخيها , الذي قال
: يا اختي وش ذا مسوّين مرة اتكيت وحاطّين طاولة بالمطبخ ! احد ياكل كبسة على طاولة ؟
بحنوٍّ قالت
: اشيلها , بلاها الطاولة
نظرَ اليها بصمتٍ لثوانٍ , ثمّ قال
: فيك شي ؟
حمحمت , ثمّ قالت بنبرةٍ ليّنة
: وش لي منّك ؟
بمحبّةٍ قال
: اللي تبين
مدّت كفّها لتمسكَ بيده , وقالت بخفوت
: نروح المستشفى ؟
حبسَ زفرته , نظرَ الى عينيها الراجية
ابتسم وقبّل كفّها
: نروح
: نكشف عليك وناخذ مواعيد دورية واسماء العلاجات ونعرف تطوّر الحالة
هزّ رأسه بطاعة
: حاضر , وش تامرين بعد
صمتت بتردّدٍ لثوانٍ
ثمّ قالت
: نجهّز غرفتك جهاز كامل
بضيقٍ ابعد يده عن يدها
وقال
: الله يصلحك يا ميلاف , اللي يسمعك يقول مودّع خلاص !
بسرعةٍ قالت
: بسم الله عليك جعلني...
قاطعها فورًا
: وش كنتي تقولين عن الغرفة
برجاءٍ قالت
: نجهزها بكل احتياجات حالتك , من اجهزة وادوية وجرس انذار اذا صار شي لا سمح الله , تكفى غيث
قال بعد زفرةٍ طويلة
: طيّب , ابشري , بس يصير عندي فلوس اسوّيها
اقتربت منه وشدّت على كتفه
: غيث انت تركتني عشر سنين , انا اطالبك بعشر سنين , ابي ديني عليك
نظرَ اليها بصمت
لتقول
: على الاقل عشر سنين ما تعارضني ولا تختلف معاي بشي واللي ابيه تسوّيه
قال بهدوء
: اذا عشت عشر سنين
اختنقت بأدمعٍ تمنعها عنوة , وقالت
: بتعيش بقوّة الله , المهم , قلنا بتسمع الكلام
بزفرةٍ قال
: وش تبين بعد
سحبت نفسًا عميقًا , ثمّ قالت
: من اليوم انت ولدي , انا امّك وانا اللي بنتبه لك وبصرف عليك واجهّز كل احتياجاتك
نهض بغضب
: ميلاف لا تزودينها
نهضت هي الاخرى وقالت
: والله يا غيث اذا عارضتني ما اسامحك على عشر سنين ضاعت من عمري وانا انتظرك
التفت اليها بحدّة , وقال
: لا تصيرين حقيرة وانتهازية
صرخت وهي ترمي بالكأس الزجاجي ارضًا
: اذا كذا الحقارة انا احقر خلق الله
همّت بكسرِ آخر , ليمسك بكفّها , ويهتف
: خلاص خلاص
دخل عبد الله بفزع
: وش فيكم
اشار اليه غيث ان يخرج
وهو يقول برفق
: طيّب خلاص , اللي تبينه بيصير
تنفّست بقوّة , وجلست على المقعد لتغطّي وجهها
جلسَ بجانبها
مكسورٌ قلبه لحالها
ليس متألّمًا على مرضه , بقدر تألّمه على حسرتها
يستطيع ان يفهم ما تشعرُ به
اذا كان هو ينتفض الفًا ان اصابها مكروه
كيف بها وهو يموتُ امامها !
آخر من بقي من عائلتها الصغيرة !
شدّها اليه وقال بخفوت
: ميلا , خلاص يا بابا كل شي تبينه بسوّيه على عيني وراسي , بس ما يصير اساعدك ولا شوي ؟ ترى تجهيزات مرضي وعلاجاته غالية حيل
ببحّةٍ قالت
: ما عندي غيرك بهالدنيا
بعتابٍ لطيفٍ قال
: انا اخوك آمنّا بالله , بس لا تهملين زوجك , حرام ما تهنّى فيك , وصلت يوم زواجكم والرّجال ما عرف يعيش معاك ولا يوم هادي وخاص
زفرت آهةً تحرقها
بأيّ همٍّ او حالٍ انا يا غيث
بأيّ كدر اغرق , لست في حالٍ يليق بأن اهبَ عبد الله السعادة
اخجل من اسمِ السعادة ذاته , وانت في حالك هذا يا اخي !
,
,
ايطاليا – روما
لم تستطع حتّى مجاهدة الذراعان اللتان تحاصرانها
تفكيرها حُصرَ في رزان
ضعفت قدميها وكادت تسقط
قال بهدوء
: الحين عندي شغل , اذا فضيت جابلتج
أشار للخادمة ان تسحبها
حينها صرخت وهي تحاولُ التملّص منها
: راح اخلّيك تتمنّى توصل للموت ولا تلقاه ان لمست رزان
ضحك رغمًا عنه وقال بلطف
: بعدج صغيرة , لو انّج اعقل شوي وعطيتي نفسج فرصة تعيشين , جان كبرتي وعرفتي انّ عمّج وائل ما يوقف بويهه شي , ولا يردّه شي , انا اسّست امبراطورية
صرخت به بجنون
: امبراطورية مجرمين وقتلة , امبراطورية سودا
هزّ رأسه ايجابًا وهو يضحك
: ما تتخيّلين شكثر ماتوا وانا ورا موتهم , وللحين ولا واحد انذكر اسمي في قضيته لا من بعيد ولا من قريب , هذا شغل كبار يا غِنا ما وصلتي له ولا فهمتيه
اشار للخادمة ان تسحبها
وهي تصرخ بوعيدٍ يزلزلها اوّلًا
سحبت الخادمة هاتفها وسلاحها من جيبها ورمت بها في الغرفة واقفلت الباب من الخارج
قفزت تضربُ الباب بجنون , وهي تصرخ بانهيار باسم رزان
,
انزلت السمّاعةَ من اذنها , وهي تنظرُ ناحيةَ القصر الأبيض
شعرت بروحها تضيقُ بها
الدنيء افزعها !
قالت من بين اسنانها
: زين انّي لمرة وحدة قدرت اسوّي شي ما تنتبهين له
كانت قد ثبّتت في ياقةِ قميصها جهاز تنصّتٍ دقيقٍ جدًّا
وتبعتها الى منزلِ وائل دونَ ان تشعرها بها
ابتسمت ساخرةً منه
الأحمق !
ان لم يكُن سيضيّع نفسه بالملفات , اضاع نفسه بالتسجيل
هو يعرفُ غِنا تمام المعرفة
ابدًا لا تفكّر بأمرٍ كالتسجيل
لكنّه لا يعرف رزان
التي تتعامل " من تحت الطاولة "
آلمتها روحها من صراخِ غِنا المنهار والفزع
تظنّ ان اخــتــها في خطر !
نظرت الى ساعتها
الرابعة وعشرُ دقائق
ستنتظر حتّى الخامسة كما امرتها غِنا , ثمّ ستتصرّف ان لم تخلّص نفسها
,
جلست بانهيار واتكأت الى الباب
مسحت على عينيها المحمرّتين بشدّة من الخوف
خائفة
ستموتُ ان حدث لرزان شيء
رزان الآن آخر من بقي في حياتها
ان فقدتها فقدت نفسها
تذكّرت ابويها
ابتسمت بألمٍ من ذكرى خطرت على بالها
كانت قد حُبست في احدى الغرف في صغرها
واضاعت ابنةُ الخادمةِ المفتاح
كانا ابويها من خلف الباب يطمئنانها
قال ابوها يشجّعها
" : باباتي , غناتي , بابا شفتي الكبت
ببكاءٍ همهمت ايجابًا
قال
: عفية بنيتي حبيبتي , بلعب معاج لعبة , اذا فزتي تطلعين من الغرفة
قالت ببكاء
: زين
: زين , روحي للكبت , مدّي ايدينج تحته ودوري , في علبه صغييرة
نهضت تبحث تحت خزانة الملابس
تلمّست ثمّ قالت ببكاء
: ماكو
: موجودة بابا , دوري من الأوّل للأخير
بحثت لثوانٍ ثمّ قالت
: لقييته
: عفية عفية بنيتي , فجّي العلبة
فتحت العلبة المخملية السوداء , ليلمع المفتاح من داخلها
قال ابوها
: ييبي العلبة , عطيني ايّاها من تحت الباب
مدّتها اليه , وفتح الغرفة ! "
نهضت كالمقروصة
اسرعت تبحثُ تحت الخزانة
لم تجدْ شيئًا
فتحت الخزانة وسحبت علاقة ملابس خشبية
وأدخلتها اسفل الخزانة , حرّكتها لثوانٍ , حتّى سمعت خرخشة العلبة
نفثت ضحكةً غير مصدقة , وانسابت معها دمعتين
اخرجت العلبة ونهضت مسرعة
ادارت القفل ببطءٍ شديد
فتحت الباب بخفّة
وجدت سلاحها وهاتفها على الطاولة المجاورة للباب
سحبتهما واختبأت في الغرفة حين سمعت صوتًا
وضعت هاتفها في جيبها الخلفي
هيّأت سلاحها وانتظرت اقتراب الصّوت
لتفتح الباب وتسحب الخادمة
التي فتحت عينيها بصدمةٍ وفزع
أشارت اليها غِنا ان تصمت
هزّت رأسها بخوف ولم تنطق
سألتها بهمس
: اين وائل ؟
بارتجافٍ قالت
: في مكتبه
: هل معه احد ؟
: يوجد حارسٌ فقط أمام المكتب
: وداخل المكتب ؟
: يعمل بمفرده
افقدتها وعيها , واقفلت الباب من الخارج وابتعدت
اتّجهت الى المكتب
كان الحارس متّكئًا الى سور المنزل الحجري , الذي يطلّ على المنزل من الأعلى
اقتربت بخفّة
وحينها التفت
فتح عينيه بصدمة
وفورًا ضربت رأسه , ليفقد وعيه
سحبته بصعوبة , واقفلت عليه احدى الغرف
ثم أسرعت الى المكتب
فتحت الباب ببطء
ليقول منزعجًا
: الم اقل انّي لا اريد ازعاجًا
شعر بفوهةِ السلاحِ الباردة على جانبِ رأسه
لينزل نظّارته , ويظلّ على وضعه
قالت ساخرة
: اعذرني على الازعاج
قال ساخرًا هو الآخر
: مو قلت لج اللي مشّغلهم اغبياء !
بقدمها أدارت كرسيه ليواجهها
قالت بجديّة
: وين القى اهلي
ببرودٍ قال , رغمَ انّه فهمَ ما تريده
: اهلج ماتوا
انتبهت الى حركة قدمه
كانَ يهمّ باغلاق خزنته الخاصّة الموضوعة اسفل المكتب
رفست قدمه وابعدت الكرسي
همّ بالنهوض بسرعة , لتطلق على ركبته
صرخ وسقط
اقتربت وسحبت سلاحه
ثمّ عادت الى الخزنة
نظرت الى ساعتها , الرابعة وخمسٌ وخمسون دقيقة
فتّشت على عجل
عشرات الملفّات
باسماء وقضايا مختلفة
قال بغضب
: ما...آآآآآآآآآهه
دون ان ترفع رأسها , وببرودٍ تام , أطلقت على ركبته الأخرى
رفعت ملفًّا ملصقةٌ عليه ورقةٌ صفراء
كتب عليها بالانجليزية
" عائلة غنا بنت يوسف – السعودية "
فتحته وقرأت على عجل
سمعت اصواتًا وضوضاء لتلتفتَ الى خارج المكتب
رأت العديد من رجالِ الأمن , والضابط ذاته , والنّائب جوزيف رفيقُ ابيها
اقترب منها مسرعًا وقلقًا
: صغيرتي هل انتِ بخير ؟
قالت ببحّة
: انا بخير , ابنة خالـ...
قاطعها وجه رزان الذي اطلّ من خلف النّائب
تأوّهت , ثمّ عانقتها بكل ذرّةِ خوفٍ قتلتها آلاف المرّات
اشار الضابط اليها بابهامه منتصرًا
لتبتسمَ بتعب
اسندتها رزان وهي تقول
: يلا نطلع , هم يكملون شغلهم
هزّت رأسها
: نطلع
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الرابعة مساءً
قال ساخرًا
: طاحت قدّامي قبل لا ادوّر عليها !
قالت شقيقته بتحذيرٍ هادئ
: خالد ما لنا شغل فيها , ما يهمنا منهم الّا وجد ودارين
نظرَ اليها بصمتٍ لثوانٍ
ثمّ قال
: سُلاف مو اقل اهميّة عن وجْد ودارين
: بيهدّون الدنيا على راسك
ضحك بسخريةٍ مريرة
: وش بيهدّون اكثر ؟ - اشار الى نفسه بوجع – شوفي وضعي , خمسطعش سنة بالسجن , الحين ما عندي شهادة ولا شغل ولا بيت , شوفي اخواني كل واحد يجي لأمّي نهاية الاسبوع يسحب عياله وراه , وانا ؟
اغرورقت عيناها بالدمع
همست وهي تمسكُ بيده
: آسفة
رفعَ كتفيه باستسلام
: ما ابيك تعتذرين زينة , ما ابي اعتذار , انتي ما غصبتيني على شي ولا حرّضتيني على شي , كنت مراهق متحمّس
دخلت والدته حينها
ليشيح بوجهه عنها ويزفرَ ليعدّل ملامحه البائسة
قالت بحدّة
: وش تتساسرون
قالت زينة بضيق
: نسولف
امرتها بحدّة
: قومي شوفي ولدك يصيح
بفزعٍ قالت
: من ؟
: خالد
: شفيه !
بألمٍ قالت
: قومي , قومي شوفيه , يا ويلك من الله يا زينة
بلعت كلمةَ والدتها كموسٍ مزّقها
,
,
ايطاليا – روما
السابعة والنصف مساءً
قلّبت الملّف للمرة المئة
قالت رزان
: ما حفظتي شمكتوب فيه !
زفرت , ثم قالت ساخرة
: اثنين منهم ربع كار , شرطة مثلي – ضحكت بمرارة – نتعاون
قالت رزان وهي تقلّب مجلة في يدها , دون ان تلتفت اليها
: بالسعودية تنسين شغلك
: ليش !!
ببرودٍ أجابتها
: ما في حريم شرطة بالسعودية
رفعت حاجبيها , وقبل ان تعترض جاء صوتٌ قريبٌ منهما
صوتٌ متألّم
قال متسائلًا
: صار لي ايّام في رهان مع نفسي , اقول ان وصلتي هناك بتعلميني انّك سافرتي ولا بتقطعين فجأة وما عاد ادري عنّك !
نهضت الفتاتان
قلّبت غِنا عينيها بينهما , ثمّ مدّت شفتيها الى الأمام وعينيها مفتوحتان على اتّساعهما بفضول
قالت بخفوت
: امبيه ! صارت صارت
زفرت رزان ولم تجبه
سألها مجدّدًا , بهدوء
: متى نويتي تعلميني ؟
قالت
: حمد...
وصمتت , لم تجدْ ما تقوله
ضحكَ بسخرية
: حمد !
قالت غِنا وقد آلمتها نبرةُ حمد , وانكسارُ عينيه
: حمد ما عليه , انشغلت فيني...
قاطعها بهدوء
: تمام غِنا , على العموم انا على نفس الرحلة , بما انّك ماشية انا ما لي شي بايطاليا غيرك , بس علميني وش اللي تبينه , اطلقك الحين ولّا لما نوصل السعودية ؟
لم تجبه
ليبتعد عنها بخيبة
تبعته غِنا , قالت برجاء
: حمد انا ما لي شغل برزان , انت ومرتك بكيفكم , بس احنا ربع , لا تعاقبني معاها
ببحّةٍ قال
: معليش غِنا , اذا انكتب لنا عمر نتكلّم وقت ثاني , عن اذنك انفتحت البوابة
تركها وابتعد
لتعود الى رزان غاضبة
: سليمة تصكّج حتّى سليمة تصكّج , عمى بعينج كسرتي قلب الصبي , كفوج انتي واحد مثل حمد ؟ انتي كفوج قحطة اللي بدرب الزلق
تأفّفت رزان ثمّ قالت بازدراء
: احنا على خطوط الوطن , اللي تسوينه يسمّونه سماجة , يسمونه بثارة , ارتقي ارتقي
لم تتمالك غِنا نفسها , رفعت الملف وضربت رأس رزان بغيض
تأفّفت رزان ونهضت
: امشي انفتحت البوّابة
سحبت حقيبتها وسألتها
: منو بيستقبلنا ؟
: الشباب كثر , اي واحد يجي
: انزين بقول لج , لازم البس العباة ؟
بنصفِ نظرةٍ رمقتها
ثم قالت بصبر
: انتي يبيلك مشوار عشان تصيرين سعودية
ابتسمت غِنا دون تعليق
تخطّتا الاجراءات
ودخلتا الى الطائرة
جلستا في مقاعدَ درجة رجال الأعمال
قالت رزان ساخرة
: الله يرضى عليك يا غِنا مركبتني البزنس , ظنّيت ان ماتت خالتي حتّى السياحية ما اركبها
قالت غِنا
: ما عوزج اركب سياحية
استقرّ الرّكاب في اماكنهم
بحثت غِنا بعينيها , ثمّ تساءلت
: وين حمد !
ببرودٍ قالت رزان
: بالفيرست كلاس
قالت غِنا
: بس تطير الطيّارة بروح اتمصلح عنده
ابتسمت رزان رغمًا عنها
استقرّت الطائة بعد دقائقٍ في الجو
وأُطفِئ ضوء الأحزمة
نهضت غِنا
لتسألها رزان
: وين رايحة ؟
دون ان تنظرَ اليها قالت
: لحمد
قالت رزان بجديّة
: لا تروحين !
: مو شغلج
تركتها وذهبت الى مقاعد الدرجة الأولى
المقاعد المحجوزة قليلة
لم تبذل جهدًا لتراه
اقتربت وجلست بجانبه
التفتَ اليها بانتباه
قال بهدوء
: غِنا !
ابتسمت
: شتسوّي ؟
رفعَ الكتاب ولوّح به
: اقرأ
: شتقرأ
ابتسم ومدّ اليها الكتاب
رواية شفرة دافنتشي / دان براون
كشّرت بوجهها وأعادتها اليه
: ويع
رفع احدَ حاجبيه استنكارًا
: دان براون ويع !
: الكتب بشكل عام , ما احب القراءة
اغلق الكتاب ووضعه جانبًا , ثمّ قال بهدوء
: شتبين
زفرت وقالت
: ما ابيك تتضايق
: ماني متضايق
: والله لو تبيني اقوم اشوّه ويه العوبة رزانوه بقوم اشوهه
ضحكَ بخفّة , ثمّ قال
: ما لها ذنب , انا الغلطان من البداية , ما عطيتها وقت تفكّر , ولا عطيتها اصلًا مساحة عشان تتأكّد من نفسها ومشاعرها , ظنّيتها مثلي
شدّت على كتفه وقالت
: حتّى لو هي بنت خالتي , ترى اهي الخسرانة
بخجلٍ اعتدل في جلسته
لتبتسم غِنا وتسحب يدها
سألها
: انتي وش بتسوّين ؟
تنفّست بارتباك , وقالت
: ما ادري , جنّي ضايعة والله
: تهون يا اخوك , تهون باذن الله , غِنا بالله عليك اذا احتجتي شي تراني اخوك وعلى يمناك
: ما تقصّر يا حمد , علّك سالم
بعد ثوانٍ قالت
: لا تكلّمها هالفترة , عط نفسك وقت وفرصة , رزان ما بتطير , اتركها على راحتها وريّح نفسك بعد
هزّ رأسه بصمت
ضربت كتفه وقالت
: لا تـ...
اضاعت الكلمة
عقدت حاجبيها تتذكّرها
ضحك حمد وقال
: وشو ؟
: كلمتكم مالة لا تمشيها علي
بضحكةٍ قال
: لا تسلّك
: هذه اهي , لا تسلّك
هزّ رأسه نافيًا وهو يضحك
: ما اسلك ما عليك , بس انتي الله يعينك , جد يبيلك مشوار عشان تصيرين سعودية
اختفت ضحكتها المرحة
نظرت اليه لثوانٍ بصمت , ثم ابتسمت ابتسامةً غريبة
عقد حاجبيه ولا زال مبتسمًا
: وش فيه ؟
: ولا شي , يلا انا برد لرزان تركتها بروحها
زفرَ وأشار مودّعًا
عادت الى مقعدها
نظرت الى وجه رزان مطوّلًا
لتقولَ رزان ببرود
: خير
بهدوءٍ قالت
: انتي غبية
: اوكي
: من صجّي
: طيب
: انتي حمارة
: تمام
: انتي مو كفو
: زين
: يصير اتزوّج حمد ؟
: يصير
: طلقيه
: احنا البشر الرّجال يطلّق الحرمه
: جب
: طيب
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
التاسعة مساءً
زفرت بارهاق وهي تضع الورقة داخل الملف
سمعت الطرقات المزعجة على باب المكتب
قالت بابتسامةٍ خفيفة
: تعالي
دخلت على عجل , وجلست على الطاولةِ أمامها
سألتها دونَ ان تنظر اليها
: عساه خير
قالت بحزم
: الحين تقومين زي المؤدّبين , تقفلين كل شي وتنزلين تجلسين معانا
بذات النبرةِ أجابتها
: عندي شغل
صاحت بتذمّر
: وجْد انا محبوسة بالبيت من متى ؟ والله احس الزهق ياكلني اكل , ما لي دخل قومي اجلسي معانا , نلعب اونو نلعب انسان حيوان , نلعب اي شي نسولف اي شي , ان شالله حتّى نطبخ سوا
: لا تصدّعيني
ما ان انهت جملتها حتّى صرخت دارين في الهاتف
: شـــــــفـــــــت ! قلت لك ما بترضى
رفعت رأسها بفزع
: دارين ليش تصارخين !!
اختنق صوتُ دارين ببكاءٍ كاذب , مدّت الهاتف ناحية وجْد
: خذي خذي , كلمي
اخذت الهاتف باستغراب , وخرجت دارين من المكتب
: الو !
جاءها صوتُ فهد باهتًا
: الو
ضحكت رغمًا عنها , وقالت
: الله يبدلك باذنك خير يا فهد
قال يمثّل البؤس
: الله يعوّضكم ببنتكم خير ! عساها اللي ماني قايل قوّمت الاموات من قبورهم !
وضعت كفّها على فمها وهي تضحك من تعليقه
قال مبتسمًا
: وش فيك عليها ؟
: وش فيني ؟
: حابستها بالبيت وما هي دارية ليه , اقعدي معاها ونسيها , لا تقوم تهجْ من وراك
ابتسمت
: اشتكت لك ؟
: اتّصلت تبكي بدموع التماسيح , وش اسوي يا فهد زهقانة يا فهد محبوسة بالبيت يا فهد , قلت لها اطلبي من وجْد تسوون شي سوى , قالت مستحيل ترضى , قلت لها قومي ونشوف
بضحكةٍ خفيفةٍ قالت
: لا تتحدّى بنات الطّير , هالمرة فقعت اذنك , الله العالم شتسوي المرّة الجاية
: لا ببلّك رقمها وافتك , تدق لبعد بكرة
ضحكت دون تعليق
ليقول
: يلا وجْد الله يسعدك ونسيها شوي , تكسر الخاطر
زفرت وقالت
: تلاقيها مشيشة جدّتي وعمّي علي الحين
قال ساخرًا
: أعانكِ الله ونصرك نصرًا مؤزّرًا
ودّعته بضحكة وبعض العبارات
ثمّ نهضت ونزلت الى الاسفل
حين سمعت دارين خطواتها , انفجرت باكية وهي تتوسّد صدر جدّتها
: آآه يممممه , آآه يا مامااا حصصصة , ششفتي غدر الايّام , الخل الوفي غدر فينا
قالت وجْد باشمئزاز
: يخرب بيت اللي فتح لك مسلسل خليجي !
زادت في نحيبها
وجدّتها تطبطب عليها بملل
: ما عليه حبيبتي , ما عليه يمه
قال احمد منزعجًا
: دارين ووجع
علَى صوتها , لتقرصها جدّتها
ابتعدت متأوّهة
ليضحكوا منها
جلست وجْد وقالت
: وش تبين نسوّي
اعتدلت في جلستها
صمتت لثوانٍ , ثمّ قالت بخجل
: وش فيكم تطالعوني !
قالت سلاف بغيض
: شوفي مقوّمتني من سريري ودفاي ومنزلتني , وجايبة احمد المسكين تسحّبين فيه , ومقلقة امّي ومقفلة عليها التلفزيون , ووجْد راسها وراس هالاوراق نزلتيها , آخر شي تستهبلين كذا ! والله...
قاطعتها
: وشش فييك استنزلتي علي , عمّي بجيب لك الشّواية الكهربائية تشوي لنا مارشميلو وناكله مع نوتيلا , ونشوف موفي
قالت وجْد
: لا انا ولا جدّتي ولا عمّي ناكل نوتيلا , وجدّتي ما تتفرج افلام , جيبي شي ثاني
: نلعب استغمّاية
قالت جدّتها بطريقةٍ مضحكة
: وش عليه يمّه , انا بَعِدْ وانتوا تخبّوا , ثمٍّ بجري وراكم , يلا وجْد تخبّي ثم فكّي سيقانك للهوا وانا ثوبي بين اسناني الاحقك
انفجروا ضحكًا
سعل احمد , ومسحت وجْد ادمعها
غطّت دارين وجهها لتضحك محرجة
ثمّ قالت
: اووف , من وين اجيب لكم افكار !
قالت سُلاف ولا زالت الضحكةُ عالقةً في صوتها
: تكفين دارين جيبي افكار وامي تعلّق عليها , اطلق فكرة
رمقتها دارين بنصفِ نظرة
قالت بعدَ ثوانٍ
: نلعب صراحة
بمللٍ قالت سُلاف
: دارين وش جوْ البيض ذا
قالت باصرار
: الّا بلعبها
أمالت رأسها وقالت بلطف
: ميمي ابي قارورة مويا
ابتسمت مليسا وذهب الى المطبخ
عادت بعدَ ثوانٍ تحملُ صينيةً صغيرة , مرصوصةٌ فيها خمسُ قوارير
: يووه ما قلت لك كذا الله يهديك
اخذت واحدًا وأشارت اليها لتعيدَ الباقي
فتحته وشربت نصفه , ثمّ اشارت به اليهم
: من يبي ؟
سحبه احمد من يدها وشربه
ثمّ أعاده اليها
قالت بأمر
: قرّبوا
قالت سُلاف
: والله يا بتجيك رفسة بين جنوبك تعلمك ان الله حق
استعطفتها وجْد بنظرةٍ بسيطة , واقتربت لتجلس بجانب دارين
التي قالت بصوتٍ عالٍ
: على هامان يا فرعون ! بتجلس جنبي عشان ما اسألها , تعالي قدّامي
قالت سُلاف بضحكة وهي تجلسُ معهم
: يا خبثك يا شيخة
ظلّت وجْد تنظرُ اليها بصمت
لتقول بهجوم
: ايه لا تطالعيني كذا , انا ابي اطلع بلاويك كلّها
جلست وجد أمامها ببرود
: ما عندي بلاوي تطلعينها , غير انّك ما تقدرين تجبريني اجاوب
: اجل اسمعي يا وجْد الطّير , كل جواب تتهرّبين منّه اطلبك طلب , وكلّها تتنفّذ
: حسب الطلب
قالت دارين بعنادٍ شديد اللهجة
: لأ , الحين نتّفق , مقابل كل جواب ما آخذه طلب يتنفذ , عجبك او ما عجبك يتنفّذ
قالت الجدّة
: اقول اعقبي تبي تلعب بنا بمجازها
قالت دارين بغيض
: مزاجها يمه مزاجها
ضربتها من الخلف
: ماهو شغلك
تأوّهت دارين وقالت
: وجْد انا تكفّخت كثير اليوم وتلقّيت تهديدات كثيرة تعّبت نفسيتي
ابتسمت وجْد
: اها ؟
: ابي اطلع
اختفت ابتسامةُ وجْد وهمّت بالنهوض
: مانتي كفو...
تمسّكت بها دارين وهتفت
: خلاص امزح والله , وع تحوم كبدي من الشارع اصلًا , وش لي بالطلعة وانا في بيتي منسترة امن وامان يا الله لك الحمد
قال احمد بمللٍ حقيقي
: والله زوّدتها اليوم , جابت لي حموضة
زفرت وهي تعتدل في جلستها
وضعت القارورة في المنتصف وأدارتها
وقعَ رأسها على سُلاف , وقاعها على احمد
سألته
: امنيتك ؟
بابتسامةٍ قال
: امشي
ادارتها دارين ثانيةً , لتقع بين وجد وجدّتها
سألت وجْد بعد ثوانٍ من التفكير
: موقف ما تنسينه ابد
ببحّةٍ قالت
: وفاة رياض
رقّت اصواتهم بـ " الله يرحمه "
أدارتها مرّةً اخرى , لتقعَ بين دارين ووجْد
سألت دارين دون تفكير
: ليش جبتيني من دبي على وجهي ومانعتني من الطلعة والحرس مسنترين حول البيت ؟
قال احمد معترضًا
: هذه ثلاث اسألة
أشارت اليه وجْد , وقالت وقد رفعت احد حاجبيها
: اختاري سؤال واحد
زمّت دارين شفتيها , ثمّ قالت ببلاهة
: وش صاير ؟
ابتسمت وجْد بمكرٍ يفوقُ مكرَ دارين
: وش يعني شصاير !
تأفّفت , ثمّ قالت
: وش طموحك !
ضحكت وجْد بعمق , قبل ان تجيبها بابتسامة
: ابني لك حياة تتنعّمين فيها
قالت دارين بحالمية
: يا بعد قلبي والله
ادارت سُلاف القارورة , وقعت بينها وبين دارين , لصالح دارين
التي سألتها
: ليش ما تتزوّجين ؟
صمتت لثوانٍ , ثمّ قالت بصدق
: ما ادري ! ما فكرت بالزواج بشكل جاد , لكن غازي يتحجّج في كل خاطب يجي
ادارت دارين القارورة وهي تقولُ محتجّة
: وراه ما احتج على زوج بنته اجل !
وقعت القارورة بين الجدّة ووجْد لصالح الجدّة
التي قالت بحنوْ
: خايفة ؟
صمتت لثوانٍ طويلة , ثمّ قالت ببحّة
: لا
ادارتها دارين ثانيةً , لتقع بينها وبين وجْد مجدّدًا
سألتها
: اكثر اسم تكرهينه بحياتك
بلا تردّدٍ قالت
: خالد
عضّت لسانها وأشاحت ببصرها عنهم
قالت دارين بفضول
: من خالد
قالت سُلاف
: سألتي خلاص , لفّي
ادارتها , لتقعَ مرّة اخرى بينها وبين وجْد
سألتها فورًا
: من خالد ؟
قالت وجْد بحدّة
: اطلبي
صمتت لثوانٍ
ثم تجاهلت حدّة وجْد وفكرت في طلب
بعدها قالت بابتسامةٍ عريضة
: نسوّي باربكيو بكرة ونعزم بيت عمّي غازي
قالت وجْد وهي تدير القارورة
: افضّي نفسي للباربكيو , وبيت عمّك لا
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
مطار الملك خالد الدولي
العاشرة مساءً
بتعبٍ دفعت العربة
وهي تشعرُ بأنّها متضايقة من العباءة
قالت متذمّرة
: ما لقيتي شي ابسط من جذي ! شوفي شلون ملعوزتني
لم تجبها وهي تدفع عربتها
دلفتا قاعة الواصلين
دقّقتا في الوجوه
لتقول رزان وهي تتقدّمها
: هذا عزْ تعالي
تبعتها غِنا , وابتسمت حينَ رأته
ابتسمَ هو الآخر
قال بترحيب
: حيّهم بنات ايطاليا , نوّرتوا ديرتنا
قالت رزان بهدوء
: شلونك ؟ شلون الاهل ؟
: الحمد لله كلّهم بخير – التفت الى غِنا – والله مشتاق لك غنا
ابتسمت
: وانا مشتاقة لك , شخبارك ؟
: الحمد لله , ليه حاطّين شنطكم بعربيتين !
حمل حقيبة غِنا ووضعها على حقيبة رزان , وأخذَ العربةَ ليدفعها
ركبوا السيّارة , غِنا بجانبه , ورزان خلفهما
قال وهو يحركها
: كلّهم متجمّعين في بيت جدّتي ينتظرونكم
قالت غِنا
: غريبة ولا وحدة تليقفت ويات معاك !
ضحكَ بخفّة
: والله بغوا يجون كلّهم , ولمّا سووا حوسة عصبت جدّتي وحلفت ما يروح احد , بيفرحون بشوفتكم
قالت رزان بهدوء
: بس انا جايّة معاك
عقد حاجبيه بعدم فهم
لتقول غِنا باختصارٍ شديد , وبأنفاسٍ متقطّعة
: خذها من قاصرها , انا ماني بنت يوسف الداحم , ولا بنت ندى الوهيب
التفت اليها بصدمة
لتقول منبّهة
: طالع الطريج
حكت له باختصار
ليهزّ رأسه غير مصدّقٍ لما قالت
: غِنا ولا فلم هندي ذا !
: امرنا لله , هندي تركي افغاني , بعد هذا اللي صار
صمتَ لدقائق , ليستوعب ما قالته
ثمّ قال بهدوء
: طيّب تعالي لأهلك اليوم ارتاحي , وبكرة الله كريم تروحين مع جدّتي وخوالي وتتفاهمون معاهم
قالت ساخرة
: اي اهل !
قال غاضبًا
: رضعتي من خالتي ندى ولا لأ ؟
بخفوتٍ قالت
: رضعت
: اجل كلي تراب ولا تسويلي دراما , اربعة وعشرين سنة انتي منّنا وفينا , الحين بتسوّين فيها آه دنيا غدّارة آه ماهم اهلي
ضحكت رغمَ الدّمعتين اللتان التمعتا في عينيها
التفتت الى رزان المبتسمة
قالت رزان بمحبّة
: والله كبرت يا عز , صار كلامك ينوزن بالذهب
اعتدل في جلسته وضخّم صوته
: كيف بس
ضحكت منه ولم تعلّق
مرّ وقتٌ حتّى بدأت تقرأ له الوصف
اوقف السيّارةَ امام منزل
قال بقلق
: ماني متطمّن
: اسأل هالريـّال
فتح النافذة
: يا الاخو
التفت اليه الشاب
ليسأله
: الله يعافيك بغيت اسألك , ذا بيت العوض ؟
هزّ رأسه ايجابًا
ليشكره , ثمّ التفت اليها
قال بتوتّر
: متأكدة ؟
هزّت رأسها ايجابًا , فتحت الباب وقالت
: بس نزل لي الجنطة
نزل وانزل حقيبتها
ونزلت رزان لتمسك بكفّها
قالت رزان
: اجي معاك ؟
ابتسمت
: ما له داعي , روحي وسلمي عليهم وطمنيهم عليّ , ما ينخاف عليّ من احد
قرّب اليها حقيبتها
تنفّست بعمق
ثمّ قالت
: اركبوا السيّارة
قبل ان يعترض عزْ قالت
: عزوز لا تناقشني تكفى , اركبوا ما علي شر
زفر وركب , ورزان بجانبه
اقتربت من الباب وطرقته بارتجاف
مرّت دقيقة
ليفتحه شابٌّ في اواسط الثلاثين
نظرَ اليها ببلاهة
وهي تنظرُ اليه بحدّة
نظرَ الى داخلِ المنزل , ثمّ اليها
دفعته جانبًا ودخلت , وهي تقولُ ببحّة
: دخل الجنطة
,
,
-
الى الملتقى
-
{ إنَّ الله وَمَلَئِكَتَهُ يُصَلّوْنَ عَلَى النّبِيّ يَا أيّهَا الّذِيْنَ آمَنُوْا صَلّوْا عَلَيْهِ وَسَلّمُوا تَسْلِيْمًا }

 
 

 

عرض البوم صور جود بدر  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الرجال, بقلمي, رواية, شقائق
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:57 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية