كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: "فرصة اخيرة " الجزء الثاني من سلسلة (حكايا القلوب) جديد وحصرى .. الفصل 28
الفصل التاسع والعشرون
الجزء الثاني
ليلة الزفاف – الثالثة صباحا
صفت سيارتها في مكانها المخصص بمراب المبنى السكني الواقع به بيت عائلتها ، لتقبض كفيها فوق الموقد تركن راسها اليه وتشعر بألم حاد يشرخ صدرها بسن مدبب يسير بمجرى دمائها ، تسال نفسها عن سبب بؤسها فلا تجد اجابة ، تفكر بعقلها عن سبب حيرتها فلا تجد اجابة .. يئن قلبها بوجع لم تشعر به قبلا فتسال عن سبب المها فلا تجد اجابة ,, تحلل شعور بغيرة حرق اوردتها فتسال عن السبب فلا تجد اجابة .
تستعيد ذاكرتها رؤيته وهو يجاور زوجته .. يضمها اليه .. يبتسم بحبور يملا حدقتيه .. يقبل جبينها بامتنان .. ينتهز الفرص ليزرعها بصدره فيرتعش داخلها برفض ويزار قلبها بوجع تحاول ان تخفيه بمهارة وهي تسال شعورها عن السبب فلا تجد اجابة !!
ام ان هناك اجابة شافية .. واضحة .. صريحة .. تتلافى رؤيتها حتى لا تواجه نفسها بانها احبته منذ اول مرة وقع بصرها عليه ولكنها كابرت . . تدللت .. انتظرت منه ان يهرع اليها وحينما ابتعد سكنت هي مكانها وتشاغلت بكل شيء عاداه ، دفعت نفسها للبحث عن شبيه له وصورة ضوئية منه في كل أنسي يظهر امامها فلم تجد له شبيه ، بل انها حاولت ان تثير غيرته فقصت له عن اخر يشاغلها فلم يهتم .. لم يشتعل .. ولم ينشغل بها بل نصحها بالتروي وهو ينظر بعيدا عنها ويتشاغل بعرض ممل لعمل يقوم بتقييمه ، فتمادت وانجذبت ونسيت في غمرة انفعالها منه انها تريده هو فتشتت .. وتاهت ..ابتعدت وانفرط عقدهما ، فذهب – امام عينيها – لأخرى على نقيضها وكانه يخبرها بوضوح انها لا تليق به ، فتمسكت بتجاهل وبنت سدا امام شعورها به لكنه شُرخ لينكسر اليوم ويفيض وهي تراه يجاور اخرى تمتلك مشاعره كلها !!
انهمرت دموعها بغزارة فتبكي بقوة على قلبها الذي ألآمته مرتين ، مرة حينما ادعت انجذاب لأخر لم يستحقها ، ومرة حينما فرطت في حب حياتها من اجل كبرياء لعين وضعته نصب اعينها فأعماها عن حقيقة واضحة تجاهلتها هي بكل صلف وغرور !!
فردت كفيها فوق موضع قلبها وهي تشهق في بكاء غزير افاض من مقلتيها فلم تستطيع ايقافه لتنجرف معه في هوة سحيقة ابتلعتها لوقت طويل !!
***
__سأشتاق لكم.
ضحك بخفة وهو يضمها الى صدره : توقفي عن الدلال يا ايمي ، ماذا يقول مالك الان ؟! زوجناه من طفلة!!
رفعت نظرها اليه : اشعر بالخوف .
اتسعت عيناه بذهول ليرمق اخيه بنظرات متسائلة فيقترب منهما بعد ان كان يجاور مالك ، ربت على ظهرها بحنو ليضمها من خصرها بقربه : هيا يا ايمان ، مالك بدا يضجر من الانتظار والطيارة مستعدة للانطلاق .
تمسكت بصدره لتقترب منه : لماذا لم يأتي والدي معكما ؟!
تنهد وليد بقوة فيضمها وائل الى صدره ويهمس : الا نكفيك يا ابنة الوزير ؟!
__ لم اقصد ولكن .
قاطعها وليد : لا يوجد لكن يا ايمان ، اهدئي انت مسافرة برفقة زوجك لتقضيان شهر العسل ، ارجوك توقفي عن القلق والتوتر .
نظرت اليهما بضياع لتهمس بخفوت : اريد امي .
تبادلا النظرات وهما يشعران باليأس ليصدح صوت مالك من خلفهما : اسمحا لي من هنا .
ابتسما سويا وهو يجذبها من كفها اليه : اعتقد انه حان الوقت لتنصرفا .
هزا راسيهما بالموافقة ليبتعدا قليلا ، حاولت ان تبقيهما ليضغط مالك على جنب خصرها برفق :اتركيهما ينصرفا وهيا بنا لنباشر رحلتنا التي اهداها الينا والدك .
ارتعشت بعفوية فضمها الى صدره بحنو : اهدئي يا حبيبتي ولا تخافي وانا بجانبك .
راقبت اخويها وهما يغادران صالة كبار الزوار التي فُتحت خصيصا لابنة الوزير وزوجها ، اللذان سيغادران على متن طائرة شقيقها الخاصة ، سيسافران الى احدى المنتجعات السياحية بجزر المالديف ، رحلة اهداها لها والدها رغم انزعاج مالك ورفضه في اول الامر لكن والدها اقنعه انها هديته لزواجهما كما فعل مع بقية اخوتها ، ليرضى مالك على مضض وخاصة انها تهللت بهدية ابيها ولم تعترض كالعادة!!
همس بجانب اذنها : هيا بنا .
رفعت نظرها اليه لتبتلعها بحور حدقتيه الهادئة فتما بالإيجاب وتغادر برفقته .
***
|