لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > سلاسل روائع عبق الرومانسية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روائع عبق الرومانسية سلاسل روائع عبق الرومانسية


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-02-17, 09:47 PM   المشاركة رقم: 1271
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: "فرصة اخيرة " الجزء الثاني من سلسلة (حكايا القلوب) جديد وحصرى .. الفصل 28

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل التاسع والعشرون
الجزء الاول


__صباح الخير يا جميلتي .
ابتسمت برقة وهي تنظر الى والدتها الجالسة بجوارها ، تربت على راسها بحنو وتبتسم لها بحب امومي خالص ، قبلت جبينها مرة اخرى لتهتف لها بسعادة : هيا انهضي فأمامك يوم طويل وبإذن الله يكون يوم جميل .
نهضت جالسة فوق فراشها ، تراقب والدتها التي تدور في الغرفة تفتح ستائرها فيطل ضوء الشمس منيرا الافق امامها ، ابتسمت بتوتر تملكها لتهمس بخفوت : لازلت مصممة يا امي على اقامة الحفل ليلا ؟!
زفرت انعام هانم ببطء لتستدير اليها تتجه نوحها وتربت على وجنتها برقة : دعيني افرح بك كما اريد يا ابنتي ، فانت طفلتي الوحيدة ، عروس ال الجمال ، كريمتنا ومدللتنا ، الا يحق لنا ان نفرح بك كما ينبغي ؟! الا يحق لأخوتك ان يدللوك ويظهروا فرحتهم بك ؟! الا يحق لأباك ان يقيم لك احتفالا ضخما يُحكى عنه ؟! نظرت اليها باستجداء – الا يحق لي ان افرح بك وانا ارى نقوش الحناء تزين كفيك ؟!
_ بلى يحق لكم يا امي ، انا لا اعترض ولكني مستاءة من نوعية الحفل ، فانت تعلمين انني توقفت عن سماع الموسيقى والرقص ، فكل هذا ليس من ديننا .
جلست والدتها امامها : اسمعي يا ابنتي ، لم اعارضك يوما في مسلكا اتخذته لك ،سواء عن اقتناع او رغبة في ارضاء احدهم ، وحتى اليوم لن اعارض قناعاتك او احاول ان اقنعك بوجهة نظر مختلفة ، كل ما سأفعله ان اطالبك بان تبرينني و تدعيني افرح بك كما احب واريد .
رمشت بعينيها : جل ما اريده هو برك يا امي ، ولكن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
ارتجفت والدتها بحنق تملك منها وهي تردد : معصية الخالق ، هل اتيت بخمر وطلبت منك ان تشربيه يا ابنتي ؟! هل طلبت منك ان تفعلين ما يخالف الله او يغضبه ، كل ما اردته ان افرح بك .
زفرت ايمي بقوة : وهل الفرح لابد ان يكون بالغناء والرقص ودعوة كل الاناس للحفل يا امي ؟! الا نستطيع ان نفرح بمفردنا؟!
نظرت اليها والدتها بتعجب : ما قيمة الفرحة منفردة يا ابنتي ؟! الفرحة تكون باجتماعك مع اصدقائك واحبابك من حولك ، البني ادم لا يستطيع ان يعيش وحيدا يا ايمان ، والا لما خلقه الله وجعله شعوبا وقبائل ، الفرحة تُخلق مع الجَمعة والعائلة ورؤية الاحباب .
نهضت ايمان واقفة وهي تزفر بحنق : وهل الاحباب هن صديقات فاطمة والمقربات لها او عائلة ياسمين ، او هؤلاء النسوة اللائي لا اعرفهم الا اسما فقط ، سيأتين لينظرن الى العروس ويقيمونها وهل هي جميلة ام لا ؟! هل ترتدي خاتما ماسيا ام ذهبا عاديا ؟! يتحدثون عني وعن فستاني وعن غرابة حجابي في وسط زوجات اخواني وصديقاتي اللائي معظمهن لا يغطين اجسامهن فما بالك برؤوسهن ؟!
تأملتها والدتها كثيرا قبل ان تنطق بجدية : لم ارى احدى زوجات اولادي وهي تمشي عارية يا ايمي ، او حتى صديقات العائلة ، نعم هن غير ملتزمات مثلك ولكنهن لسن بفاسقات كما اظهرتهن بوصفك الان ؟!
اتسعت عينا ايمان بغضب اهوج : الا ترين ما ترتديه زوجة ابنك يا ماما ؟!
__ايهن ؟! صاحت ايمان بقوة – فاطمة هانم البروفسيورة معلمة الاجيال ، لا افهم كيف يسمح لها وائل بان تذهب الى الجامعة بملابسها تلك الا يخاف ان يختطفها احدهم او يتحرش بها ؟!
تنفست والدتها بعمق لتهمس بصلابة : من يتحرش بإحداهن يا ايمان لا يفعل هذا بسبب ملابسها بل لأنه مريض وضعيف النفس، الا يتحرشون بالمحجبات ،الا يختطفون المنتقبات يا ابنتي ؟! من يقوم بهذا الفعل هو مبتلى بمرض شفاه الله منه ،
اشاحت بوجهها في حنق لتتابع والدتها : ما لا افهمه هو اعتراضك على فاطمة خاصة رغم ان ملابسها تشبه الى حد كبير ملابس ياسمين وولاء .
__ ولاء لا ترتدي مثلهما يا ماما .
هتفت بدفاع لترفع والدتها حجابيها وتهمس : ولكن ياسمين وفاطمة متقاربتان في طريقة اللبس والذوق ايضا يا ابنتي ، لماذا خصصت فاطمة واعترضت عليها ولم تذكري ياسمين ؟!
زمت شفتيها بطريقة طفولية فهتفت والدتها بذهول : انت تغارين من زوجة اخيك ؟!
رمشت بعينيها ووجهها يشحب بقوة لتصيح : من تلك لأغار منها يا ماما ؟! وعلام اغار ؟!
ابتسمت والدتها بحنو : على شقيقك الاكبر .
هزت راسها بنفي اتى غير واضحا لتقترب منها والدتها وتربت على كتفها : انت تغارين لأنها امتلكت قلب وائل ، وابيك يفضلها عن ياسمين وولاء اليس كذلك ؟!
__ لا ، هتفت بصوت ابح لتكمل – هي فقط لا تعجبني يا ماما ، حديثها .. ملابسها .. شخصيتها .. وحتى طريقة تفكيرها ، لست معجبة بها ولا اعلم ما الذي يعجب وائل بها ؟!
ابتسمت والدتها بحنو : القلب له احكامه يا ابنتي ، وهي ليست بسيئة لتلك الدرجة ، فهي جميلة .. مثقفة .. وابنة عائلة راقية تماثل عائلتنا في مستواها الاجتماعي ، والاهم شقيقك يحبها وهي تعشقه .
اثارت الصمت لتدفعها والدتها بلطف : هيا اذهبي لتستعدي فحديثنا استطال عن اللازم وفريق التزيين قارب على الوصول ولا داع للقلق كلهن من السيدات .
زفرت ايمان بقوة لتهمس لها والدتها باسمها وتتبع : افرحي يا ابنتي ، ولا تدعي اي شيء يفسد علي فرحتي بك ، وما يسعدني حقا ان اراك سعيدة وهانئة .
ابتسمت برقة لتعود الى والدتها تقبل راسها وتهمس :احبك يا امي .
ربتت على وجنتها : انت اغلى ما املك يا حبيبتي .
راقبتها تبتعد بحنو اعتلى ملامحها قبل ان تشعر بدوار يداهمها فتتمسك بالكرسي جوارها قبل ان تشد جسدها بصلابة وتسحب نفسا عميقا تستعيد به توازنها .
***
حركت طرف سبابتها فوق عقدة حاجبيه ، تدلك موضع اصبعها برقة فيهمهم ويبتسم قبل ان يفتح عينيه لتتسع ابتسامته وهو يضمها الى صدره الذي تتخذه متكئا لها : صباح الخير .
قبلت وجنته برقة : صباح النور يا حبيبي .
اضجع قليلا وهو يحتفظ بها قريبة منه : كيف حالك اليوم ؟! هل زال توعكك ؟!
ابتسمت برقة وحركت راسها بالإيجاب : انا بخير لا تقلق .
__ من المؤكد انها اثار رحلة الطيران فقط .
__ اكيد ، تمتمت بها قبل ان تهمس بتساؤل خافت – هل ستسافر من جديد ؟!
زفر بقوة ليقبل راسها : لا داع الى القلق يا اسمتي ، الا تثقين بي ؟!
ترقرقت عينيها بدموعها : اثق بك ولكني خائفة .
تنهد بقوة وهو يضمها اليه اكثر : اصبحت تفرطين بدموعك يا اسما وهذا يثير ضيقي .
صاحت بهلع : انا اثير ضيقك .
انهمرت دموعها بغزارة فشحب وجهه ليشيح بيديه : لا يا حبيبتي ، توقفي يا اسما من فضلك .
صمتت عن البكاء ولكن دموعها التي زينت وجنتيها رق لها قلبه فابتسم واقترب منها : انا احبك يا اسما ولا افكر ابدا في الابتعاد عنك ، ولكن لابد ان اعود الى هناك وانهي اجراءات الميراث .
زفرت بقوة : لا اعلم اشعر بالضيق يا ايمن .
ربت على راسها قبل ان يجذبها الى حضنه : لا تخافي يا حبيبتي
عاد بظهره الى الوراء فسالته بجدية وهي تتلمس امانا من بين ضلوعه : هل سنظل بالفندق الى موعد سفرك ؟!
ابتسم باتساع : انت تخربين مفاجأتي دائما يا اسما .
__ انا ؟! تساءلت باندهاش فأجاب – نعم ، انا ابحث عن شقة لأعدها سكنا لنا ، تكون قريبة من منزل عائلتك حتى لا تُجهدي في الذهاب اليهم .
نظرت اليه : ودعاء .
ضحك بخفة : ستتزوج وتسكن قريبة منا ، فيحيى يبحث عن شقتين بجوار بعضهما .
صفقت بجزل : انا سعيدة لأجلها .
__ وانا الاخر ، يحيى يناسبها وسيحملها داخل عينيه .
لوت شفتيها : فقط هي توافق .
ضحك بقوة : انها موافقة ولكنها خائفة ، دعاء عملية قليلا وليست حالمة وهذا ما يؤثر سلبا عليها ولكن بقلي ل من المهادنة وقرب يحيى منها سيلين راسها .
__ ما رايك لنذهب اليهم ونتن اول الفطور معهم ؟!
ابتسم برقة : موافق يا حبيبتي ، ارتدي ملابسك وسنبتاع الفطور في طريقنا لهم ، ابلغي والدتك باننا سنذهب اليهم .
اومات براسها في فرحة غمرتها لتتحرك بسرعة قبل ان تتوقف فجأة وهي تهمس باسمه في صرخة استجداء جعلته يقفز واقفا ليلتقطها بين ذراعيه قبل ان تهوى ساقطة .
***

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 12-02-17, 09:49 PM   المشاركة رقم: 1272
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: "فرصة اخيرة " الجزء الثاني من سلسلة (حكايا القلوب) جديد وحصرى .. الفصل 28

 
دعوه لزيارة موضوعي

يسير بين اروقة مشفاه بخطوات سريعة جادة معتادة منه ، يهرول الجميع من حوله فهو معروف بدقته وحزمه الشديد حينما يمر على مرضاه ليتفقد احوالهم ، يسير من خلفه فريق من الاطباء صغار السن يتحدثون اليه في احترام تجلى من نظراتهم وتقدير اعتلى ملامحهم ، ينصت اليهم باهتمام ويجيب على اسئلتهم او يستمع الى نقاشهم فيما بينهم الى ان يشير بيده في حزم فينصتون جميعهم اليه ، رن هاتفه فعبس بتعجب قبل ان تتهلهل ملامحه بفرحة حقيقية ويشير اليهم ثم يبتعد عنهم ليجيب الهاتف : صباح الخير يا قلب اخيك ، ما هذا النهار النادي الذي تذكرتني به رقيقة ال المنصوري ؟!
ضحكت برقة : اشتقت اليك يا شقيقي ، كيف حالك ؟!
__بخير والحمد لله اخبريني عن احوالك انت ومحمود الصغير .
__ نحن بخير حال الحمد لله ، لذا وبم انك لم تقم بزيارتي منذ فترة قررت ان ادعوك انا الى الغذاء .
__اؤمري وانا البي ، احلامك اوامر يا حبيبتي .
اتسعت ابتسامتها : حسنا سأنتظرك في الغد فلا تتأخر ولكن ليس ببيتي بل ببيت حماي ، فانا هنا بالبلدة في زيارة الى عائلة عمي محمد ، والدعوة موجهة اليك منه في الاساس وانا اخذت على عاتقي ان اقنعك بزيارة البلدة فممدوح قال انك لن تأتي طالما في خلاف قائم بينك وبين ابي .
شحبت ملامحه وهو يستمع اليها وعقله يفكر هل تلك الدعوة بسبب ما حدث بينهما ؟! هل اخبرت ابيها بطلاقها منه وتعنته معها في عدم ردها اليه رغم كل محاولاتها ؟! ام هذه الدعوة عادية واهل زوجته يحتفون به كعادتهم ؟!
انتبه على صياح شقيقته بأذنه فضحك بخفة : اذيت اذني يا صغيرتي .
__ اسفة يا محمود ولكنك شردت بعيدا .
__ وهل اجرؤ بل انا هنا معك .
صمتت قليلا : حسنا ستاتي .
__ نعم ولكن ليس في الغد فانا مدعو لزفاف ابنة الوزير ولن استطيع التخلف عنه ، فهلا اخرتما الدعوة يوما كاملا .
__ بل شهرا اذا اردت يا محمود .
ابتسم بحنو : لا حرمني الله منك ابدا ، صمت قليلا ليهمس بخفوت – محمد رسول الله .
انهى مكالمته ليدور على عقبيه ثم يتوقف مواجها لها وهي تنظر اليه بغضب اشعل خضار عينيها فاطل بلون كهرماني فريد لمن يره من قبل ، اسبل اهدابه وحاول يتخطاها ، لتزعق بقوة : الى اين يا دكتور ؟!
خيم عليه الذهول ليندفع الغضب بأوردته بقوة وهي تكمل بصوت عال : هل تتهرب مني ؟!
التفت اليها بحدة ليهتف بصرامة : اخفضي صوتك من الافضل لك ، حافظي على مكانتك وقدرك ولا تهدرينها لاجل امر تافه لن يعود عليك بالنفع .
__ تافه رددتها بذهول لتنطق بغل من بين اسنانها : وهل طلاقك لي بعد زواج دام اسبوعين تعده امر تافه ؟!
لمع الغضب بحدقتيه قبل ان يشير اليها باتجاه مكتبه ويسبقها امرا : اتبعيني من فضلك .
قبضت كفيها وهي تقف بتحفز تنظر الى ظهره الذي اولاه لها وهو يتحرك الى مكتبه لم يرف له جفن وهو يتركها بل لم يلتفت اليها ثا نية ، وكانه يعلم بانها ستطيعه وتتبعه ، او وكانه لا يهتم اذا اطاعته ام لا !!
رجف جفنها وهي تسيطر على اعصابها التي توشك على فقدانها لتتبعه مرغمة فهي فرصتها الاخيرة في الحديث معه ، فرصة لن يمنحها لها ثانية وخاصة بعد مصالحته لأخرى تملك كيانه بأكمله .
خطت تتبعه وهي تشعر بالنيران تشتعل بجوانبها فحديثه بالهاتف احرق قلبها .. روحها .. وعقلها الذي كان لازال يفكر في كيفية استعادته ، ولكن مع عودته الى زوجته التي يعشق ، انتهى زمانها معه !!
زفرت بقوة وهي تشد عزيمتها حينما وقع نظرها عليه يجلس على كرسي مكتبه ينتظر بصبر دخولها ، اغلقت الباب من خلفها ووقفت تنظر اليه يضع مكتبه حائلا بينهما ، رفع نظره اليها : ماذا تفعلين يا دكتورة ؟!
بللت شفتيها ووضعت كفيها في جيبي ردائها الطبي ابيض اللون : لا اعرف يا محمود ، انا اشعر بالضياع ، ولا استطيع التوازن .
خفض راسه لينفخ بقوة : لماذا ؟! انت تشعرينني باننا كنا احباب وانا خلفت وعدي لك .
رفعت راسها اليه لتهمس : صدق او لا تصدق يا دكتور انا احببتك بالفعل ، انا التي لم تسلم قلبها من قبل ، وقعت في غرامك ، فانت تستحق ان تُغرم بك كل من تقابلك ، انت مختلف عن البقية ، يكفي انك صادق ولا تخون ابدا ، حتى في عز ازمتك مع زوجتك وزواجك بيلم تنظر الي قط .
هتفت بصوت فضح الالام روحها : اتصدق هذا ؟! انا بكل ما املكه لم اسرق نظرك ولو للحظات قليلة .
تهادت بخطواتها اليه لتجلس على ركبتيها وهي تجبره ان يلف بكرسيه اليها ، تكتنف وجهه بكفيها فتتشنج ملامحه برفض ويبتعد الى الخلف فتبتسم بالم وهي تبعد كفيها عنه تنهض ثانية لتهمس: انت تعشق زوجتك يا محمود فلا تقبل حتى لمستي لك ، حتى حينما كنت زوجتك لم تكن تتقبلني ابدا ، كنت تشعرني بانني حقل من الشوك يغرس بك حينما احاول ان المسك ، اعلم انك تزوجتني بلحظة غضب ومشاجرة قوية نشأت بينكما ،ولكن مع كل هذا ، مع كبر جرحك منها وغضبك العاتي لم تستطع ان تضع اصبعا علي وتلمسني به !!
ابتسمت بتعجب : انت حتى لم تكن تنظر الي يا محمود ، وكاني لست بزوجتك ، وحينما عدت الى بيتك طلقتني على الفور ، طبعا اشهد لك بانك اخبرتني قبيل ان تذهب الى الماذون ولكنك لم تستشيريني .
نهض واقفا ليصيح بقوة : فيم استشيرك يا دكتورة ، ما فعلته كان خطئا فادحا ، ولم اطلقك لاني تصالحت مع زوجتي ، لاني اندفعت وراء غضبي دون ان افكر فيك وكيف اني اظلمك بزواج لن يكتمل ابدا .
نظرت اليه بصدمة فزفر بقوة : منار ارجوك سامحيني ولكني لست انا هذا الرجل الذي يتزوج من امراة جميلة ويتسغلها لتخفف عنه غياب معشوقته ، انا لا استطيع ان اكون لامراة اخرى غير زوجتي ، فه ي تملكني قلبا .. عقلا .. روحا .. وجسدا، اغفري لي انني زججت بك في امر لا علاقة لك به ، انا اسف .
تساقطت دموعها بهدوء ليحتقن وجهه ويعتلى الذنب ملامحه فتهمس : الن تضمني حتى كنوع من الوداع ؟!
هز راسه نافيا والياس يعتلي ملامحه : لا ، لن افعل ، ارجوك يا منار توقفي عن اذلال نفسك ، فانت لست هكذا .
اطبقت فكيها لتهمس بحرقة : بسببك اصبحت هكذا .
كرر : انا اسف اذا اذيتك سامحيني .
صاحت : لن افعل ، ولا تقبل اسفك وسترى يا محمود ماذا انا بقادرة على فعله لأستعيدك حتى لو رغما عنك .
نظر اليها مليا قبل انى ينطق بجمود : لا تفقدي هيبتك ومكانتك بسبب انتقام يا منار ، ولا تحرقي روحك من اجلي فانا لم اكن يوما لك لتستعيديني توقفي قبل ان تندمي .
نظرت اليه برهبة قبل ان تندفع مغادرة وهي تكتم شهقات بكاء اثارت ضيقه ، جلس ثانية وهو يدلك جبهته بنزق ، يفكر في اخرى لها كل الحق ان تحارب من اجله ولكنها لم تفعل رغم كل ما فعله من اجلها ، تمسكت بكبريائها واعتزازها بنفسها وتخلت عنه لأجل لا شيء ، نهره قلبه وهو يذكره بتغيرها المفاجئ ، دلالها المتعمد .. اغوائها الفطري .. واغرائها الغير متمرس له كي تدفعه الى وصالها فتستعيد مكانتها كزوجته ، لكنه يرفض بجدية ، ينهرها بتعنت ويدفعها بعيدا عنه بجدية وحزم يخنقان روحها ، يدفعان الدمع الى مقلتيها ويجعلانها تهرب من مواجهته ، ولكنها تعود من جديد لا تكل ، والى الان لم تمل من افعالها المراهقة التي تثيره رغم عنه ويقفز لها قلبه سعيدا ، فهو لم يترك البيت بل بقى بعد تلك الليلة التي استسلم الى نعاس كان جفاه اغلب لياليه البعيدة عنها ليستيقظ في الصباح يجد نفسه متدثرا بغطاء ثقيل لتستقبله هي بابتسامة واسعة وفرحة حقيقية طلت من عينيها لتضمه الى صدرها حينما نهض واقفا وهي تهمس له باشتياقها اليه ، استسلم الى عناقها بأول الامر ولكنه انتفض حينما وجد ذراعيه تحركتا لتلفان من حولها ، دفعها عنه بقوة لدرجة انها سقطت ارضا قبل ان يزجرها بعنف ويخبرها ان تحترم نفسها فهي لم تعد زوجته !!
لن ينسى دموعها ولا بكائها ذاك النهار ليقوى عزيمته وينهر قلبه ويقرر بانه سيبقى ببيته وليرى ماذا تخبئ له ابنة المنصوري .
ابتسم بسخرية قبل ان ينهض من جديد وهو يفكر في دعوة حماه له ويدعو الله ان لا يكون وصل للعائلة امر طلاقه لها او زواجه من اخرى فحينها لن يرى امنيته ثانية ، وهو لا يقوى على ذلك ابدا !!
***
يقف بباب غرفة مكتبه يطالع بعض الاوراق الخاصة بعمله فهو لن يذهب اليوم الى العمل ، بعد ان شددت عليه والدته الحضور من الصباح هو وزوجته ، ابتسم بسخرية من زوجته التي تهجره فلا يشعر بها الا وقت النوم والذي تمن عليه فلا تطرده فيه خارج غرفة نومهما ، حتى لا يشعر العاملين بالفيلا عم يحدث بينهما ، ومضت عيناه بثقة وقلبه يخبره بانها لا تستطيع النوم دونه ، فتتسع ابتسامته بتسلية وهو يراها تنزل الدرج برقيكما العادة ، فتتألق عينيه بترحاب خاص بها ولهفه تصاعدت بداخله ، راقبها بشوق وهي تتحرك ببطء ترتدي بلوزة خريفية بتصميم انثوي رقيق، بلون الورد الفاتح ، مغلقة الى عنقها واكمام تخفى ذراعيها من خلفها ، طويلة تصل الى منتصف فخذيها ويزين خصرها حزام فضي اللون بانعكاس وردي جميل ، تخفي ساقيها ببنطالون ضيق رمادي اللون يحدد تفاصيل ساقيها ، زفر بقوة وهو ينظر الى حذائها بكعب عريض قصير ،ورقبة تصل الى اخر ساقيها فيجعل مظهرها اكثر فتنة من رؤيتهما عاريتين .
ازدرد لعابه وهو يرقع عيناه الى وجهها بزينته الهادئة وخصلات شعرها الملومة في ذيل فرس اظهر طول عنقها وازاد من كبريائها الوامض بعينيها ، ليبتسم بمكر وهو يقترب منها ، ينظر الى حركة اناملها وهي ترتدي حلق كبير بورود وردية تتناثر اسفل اذنها فيجذب نظره الى شامتها التي تختفي خلف مقدمة بلوزتها المغلقة
وقف امامها فرفعت راسها اليه تناظره بجمود فهمس بشقاوة زينت ملامحه : صباح الخير يا زوجتي العزيزة .
لوت شفتيها بنزق افتعلته : صباح النور .
عبس بغرابة وهو ينظر الى الخادم الذي نزل من الاعلى يحمل حقيبة سفر صغيرة فيلتقط حملها الى حقيبتها الرمادية الكبيرة كما تفضل ليسالها بجدية : اين تذهبين ؟!
ابتسمت بمكر : خارجة .
__ ارى هذا ، انا اسال الى اين ، وتحملين حقيبة ملابس صغيرة ايضا .
__ اليس اليوم يوم الحناء لزفاف شقيقتك ؟!
ضيق عينيه و هي تتحدث ببرود اثار ضيقه ،اوما براسه ايجابا فتابعت : الن تذهب ؟!
زفر بقوة : سأذهب ، انا اسال عنك يا فاطمة ، اين تذهبين بحقيبة ملابسك ؟!
__ حقيبة ملابسي ؟! ضحكت بسخرية – تلك الحقيبة الصغيرة لا تعد عُشر ملابسي يا وائل .
ابتسم رغم عنه ليهمس : اعلم فانت استوليت على غرفة الملابس كلها .
زمت شفتيها بضيق : الم تتشاجر معي منذ يومين بهذا الشأن واجبرتني على اعادة تنسيق ملابسي لاجل ملابسك الغالية ، اضافت باستهزاء - لم ارى من يقدس ملابسه مثلك .
رفع راسه بعنجهية : لذا اناقتي مميزة ، اقترب منها بخفة – بل كلي مميز الا ترين يا زوجتي العزيزة ؟!
تشكلت ملامحها بتكشيرة غاضبة ليبتسم باستفزاز فتزمجر بحدة وتهم بالتحرك فيقبض على ساعدها ويجبرها على السكون امامه : الى اين تذهبين ؟!
_ معدل ذكائك اصبح منخفضا يا ابن الوزير ،كتم غضبه بداخله فتابعت قاصدة استفزازه - بالطبع سأذهب معك.
لانت ملامحه بتعجب قبل ان يهمهم : ستقضين اليوم بأكمله في القصر .
هزت راسها ايجابا : لماذا تتعجب ؟! الن تذهب ياسمين ؟!
__بلى وليد اخبرني انهما ذاهبان من الصباح ولكن ، صمت قليلا قبل ان يتبع – انت لست على وفاق مع ايمي فظننت انك لن تذهبين باكرا .
زفرت بقوة : نعم انا لست على وفاق مع شقيقتك ولكن والدتك دعتني لأقضي اليوم معهم ووالدك شدد علي الحضور من الصباح .
لوى شفتيه بسخرية : آها ، اذا هو سيادة الوزير من دفعك للذهاب .
__ وحرم سيادته ايضا ، انا احب والدتك .
اقترب منها فاصبح شبه ملتصق بها : وابن سيادة الوزير وحرمه .
رفت بعينيها : ما به ؟!
__ الا تحني عليه بتحية الصباح ؟!
ابتسمت بمكر زين ملامحها فآثار شوقه المتزايد لها لتقف فوق مقدمة حذائها وتحاول ان تقترب من اذنه فتلامس جانب فكه وتلصق وجنتها الناعمة بشعيرات ذقنه المنمقة : ابن الوزير لا يستحق ان احنو عليه اطلاقا .
اغمض عينيه يخفي تأثره بصلابتها قبل ان يرسم ابتسامة باردة زينت ملامحه واخفت الامه داخل حدقتيه المعتمتين وهو يناظرها بتحدي قبل ان يقبض على خصرها فيبقيها على قربها الذي سعت اليه ويهمس بأذنها : لا يهم ، فانا حينما اريد سأقنصك بأكملك ، وبموافقتك .
رفعت راسها بكبرياء ونظرت الى عمق عينيه : انت تحلم .
لمعت السخرية فوق ثغره الذي همهم بأنفاس لاهبة : سنرى .
حاولت التملص من بين ذراعيه فاجبرها على السكون بضغطة ليست موجعة من كفيه فتهتف بضيق : هل ستذهب الى هناك ؟!
__ نعم و لكن انتظري لنتناول الفطور سويا ، فموعد الفطور بالقصر ولى ، ولا يصح ان تظلي دون فطور الى موعد الغذاء .
ضاقت بتحكمه فدفعته بعيدا عنها ليستجيب بهدوء فتهتف :لست جائعة .
قبض على مرفقها ليجذبها معه الى المطبخ : ستتناولين فطورك وتشربين العصير الذي اعددته لك قبل ان نغادر يا فاطمة .
زعق باسمها بطريقة مميزة اجبرتها على الابتسام بعد ان اتصلت نظراتهما سويا فتتشكل ذكرى بعيدة بينهما حينما اغضبته ذات مرة بأول ارتباطهما فزعق باسمها بتلك الطريقة لتساله بجدية عن سبب نطقه لاسمها صحيحا بينما البقية تنطقه بطريقة مخالفة وتشكيل غير مفهوم فيبتسم رغم عنه وهو يهمهم لها بصوت اجش انها تشبه اسمها فالألف الذي يقسم حروف اسمها الى نغمتين مختلفتين يماثل كبريائها بوقفته الشامخة ، فلا يستطيع هو ان ينطق اسمها مجردا من صفة اساسية بها .
اسبلت اهدابها قاطعة تواصلهما ، زفر بقوة ليجلس بجانبها ويقدم لها كوب عصير البرتقال الطازج فتساله بجدية : انت من عصرته ؟!
__ لا لقد طلبت من سامية عصره لك .
التفتت اليهما سامية لتهتف بتعجب : لم اقم بعصر اي برتقال اليوم .
__ الى الخارج يا سامية من فضلك .
انتفضت السيدة التي تصل لمنتصف الاربعينات برهبة وهي تغادر المطبخ بالفعل فابتسمت رغم عنها وهي ترمقه بطرف عينها لتهمس بعد ان تناولت القليل منه : اشكرك .
بدء بتناول طعامه ليتمتم : العفو ، تناولي فطورك قبل ان نغادر .
__ توقف عن القاء الاوامر فوق راسي .
رفع نظره اليها ليهتف بجدية : سأظل انا واوامري فوق راسك يا تامي فاعتادي .
اشاحت بر اسها بعيدا عنه قبل ان تنظر الى المائدة وتهمس : لا اشتهي ايا من هذا .
رفع حاجبيه بتعجب قبل ان تمتم بجدية : اريد ان اتناول البان كيك .
نظرت اليه قليلا : اشتهيها .
قبض كفيه بقوة ليزعق باسم سامية التي اتت مهرولة فيؤمرها بحدة ان ترى طلبات السيدة فتبتسم هي بمشاكسة وهي تنظر اليه بتحدي قبل ان تنهض واقفة : لا يهم يا سامية ، لست جائعة على كل حال ، شربت المتبقي من كاس العصير قبل ان تنهض تحمل احدى الفطائر معها – هيا بنا .
زفر بنزق لينهي كوب قهوته ويتبعها وهو يتمتم لاعنا كل شيء من حوله .
***

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 12-02-17, 09:51 PM   المشاركة رقم: 1273
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: "فرصة اخيرة " الجزء الثاني من سلسلة (حكايا القلوب) جديد وحصرى .. الفصل 28

 
دعوه لزيارة موضوعي

فتحت الشرفة تستقبل اشعة الشمس التي تغمر الكون من حولها، تبدد الهواء ناشرة الدفء في اوصالها ومعها شعورها بالسعادة الذي يتزايد في نفسها ، لأنها اخيرا عادت الى وطنها .. بيتها .. حياتها ، تنفست بعمق قبل ان تضم حاجبيها بتعجب من جرس الباب الذي رن الان ، لتتسع ضحكتها وهي تفكر بانه من المحتمل ان يكون اخيها وزوجته اتيا ليتناولا فطورهما معها ، خطت بسرعة الى باب الشقة وفتحته وهي تبتسم برقة والمرح مرسوم بتفاصيلها : صباح الخير ، انرتما بيتنا المتواضع .
ارتكن بكتفه على الحائط ليمسك الباب الذي فتحته بكفه من الخارج وهو يهمس : البيت منور بصاحبته .
تصلبت ملامحها قبل ان تهتف بحنق : ما الذي اتى بك ؟!
رفع حاجبيه بذهول ليهمس بسخرية : هل هذه الطريقة المثالية لمقابلة خطيبك ؟!
__ خطيبي ؟!! هتفت بحدة لتكمل وهي تضيق عينيها - من قال انك خطيبي ؟!
ابتسم بمكر : انا .
زمت شفتيها بقوة : لا يصح ان تأتي الى هنا وانت تعلم اني بمفردي ، انتظر الى ان يأتي ايمن وقم بالزيارة .
دفعت الباب بحنق في وجهه وهي تقول : شرفتنا يا باشمهندس
وضع قدمه بالباب قبل ان تغلقه بالفعل ليدفعه بلطف فتتراجع للخلف وعيناها تتسع بذهول وهو يدخل بخطوات راقية ويجلس بأقرب كرسي لتهتف : ماذا تفعل ؟!
رمقها بتسلية : انتظر واجب الضيافة .
زمت شفتيها وهي تعقد ساعديها امام صدرها ليتابع هو بمرح : هلا اعددت لي قهوتي الصباحية فانا اتيت دون ان اشربها او اتناول فطوري ؟!
__ ولماذا اتيت ؟! القتها بجفاف فابتسم ليهمس وهو يرفع نظره اليها – اشتقت اليك .
توردت وجنتيها وهي تخفض وجهها ارضا لتتمتم وهي تندفع الى الداخل : ساعد القهوة .
كتم ضحكته وهو يراقب طيفها الذي اختفى من امام ناظريه ليتذكر المرة الماضية حينما اطلت على جلستهم بعد شوق ايام طويلة لم يراها فيها .
رمش بعينيه قبل ان يبتسم بسعادة لونت حدقتيه وهو يتذكر هذا اليوم الذي وصل فيه بضيافة اخيها وصديقه القديم ، وصل هو واخيه الذي صحبه معه ليطلب يدها ، اخفى وجوده طوال اليوم حتى يفاجئها ليلا وهو يجلس بالصالون يتوسط اخيها واخيه ، ينتظر قدومها بعد ان بعث ايمن في طلبها ، خطت الى الغرفة بهدوء وهي تنظر الى اخيها دون سواه تهتف بجدية وعبوس زين جبينها : ماذا تريد يا ايمن ؟! اسما اخبرتني انك تريدني .
مات الكلام فوق شفتيها وهي تدرك وجوده فتعبس بحنق مزج بتعجبها ونظراتها تلتقط وجود حاتم بجواره ليهتف ايمن بهدوء : تعالى يا دعاء ، فضيفنا العزيز اتى من اجلك .
ظلت ساكنة مكانها تنظر اليه بذهول مزج بعتب قابله بنظرات حانية واشتياق افاض من عينيه فتتورد رغم عنها وخاصة حينما صدح صوت ايمن بجدية : الن ترحبي بضيوفنا يا اختاه ؟!
زفرت هواء صدرها ببطء قبل ان ترسم ابتسامة رأى انها باهته وهي تتقدم منه لتما براسها اليه والى اخيه من بعده قبل ان تهمس : مرحبا بكما .
تهلل وجه حاتم ليهتف بمرح وهو ينهض واقفا : مرحبا بك يا باشمهندسة ، انا حاتم الالفي اخو يحيى ، حاتم او توما كما تفضلين ادعونني .
رفعت حاجبيها بدهشة وهي تنظر الى يده الممدودة اليها لترفع نظرها اليه في تساؤل متعجب صامت فيبتسم ويما لها براسه متفهما فتصافح اخيه : اهلا وسهلا بك ، انا اعرفك ، وهل هناك من يجهل حاتم كامل نجل الجيل ؟!
ضحك حاتم بمرح : لا انا هنا حاتم اخو يحيى ، زينة مهندسي مصر والوطن العربي .
ابتسم يحيى وهو يدير نظره عليها ، تبدو شاحبه والسهاد يزين جبينها ،او هكذا يخيل له ؟! تساءل بداخله " أتسهر تفكر به كما هو يفعل ويقضي لياليه يتذكر ايامه معها ؟! ام هو اصابه الخرف و يهيأ اليه من كثرة السهر ؟! "
حينها انتبه من غرقه في افكاره على لكزة مرفق اخيه فابتسم ونظر الى ايمن لينطق بهدوء : اسمح لي ايها الامير اريد ان اتحدث مع دعاء قليلا ؟!
نهض ايمن واقفا ليتبعه حاتم فيشير اليهما بكفيه وهو ينهض بدوره : لا ، ابقيا ، سأصحب الباشمهندسة بعد اذنها الى الشرفة الملحقة بالغرفة ، بعد اذنك .
أومأ براسه وتحرك خارجا ليقف بالحد الفاصل بين الغرفة والشرفة وينظر اليها منتظرا بصبر فتزدرد لعابها بتوتر الم بها وظهر عليها لتتبعه بخطوات مترددة .
افاق من ذكراه بها عليها تميل لتضع فنجان القهوة امامه : تفضل .
التقط كفها والفنجان بين راحتيه قبل ان تضعه على الطاولة الصغيرة امامه ليهمس بخفوت : من يد لا نعدمها .
احتقن وجهها بقوة لتتمتم بتلعثم : اترك يدي يا يحيى .
نهض واقفا رغم عنه بعد ان وضع فنجان القهوة وهو متمسك بكفها بيده ، فيهمهم : اسمي بصوتك مختلفا .
نزعت كفها منه بالقوة لتبتعد عنه وهي تصيح بتوتر : ابتعد يا يحيى ، لا تقترب مني ثانية والا اخبرت ايمن .
جلس ثانية ليبتسم بمكر اضاء حدقتيه : بم ؟!
حمل الفنجان بين يديه ليرتشف بعضا منه برقي اعتادته منه قبل ان يكمل : بان خطيبك مسك يدك ، ام انه اخبرك باشتياقه لك ؟!
رفع نظره اليها : اخبريني يا دعاء بم ستخبرين اخيك ، باني اتيت وتركت الباب مفتوحا وانا انتظره لأتناول الفطور معه .
__ لست خطيبي .
القتها بجدية وهي ترفع راسها في كبرياء فتنه ، ليتمتم بجدية وهو يكمل احتساء قهوته : حسنا لست خطيبك ، زوجك تفي بالغرض .
تضرج وجهها بالأحمر القاني قبل ان تعبس وهو يكمل بخفة : باعتبار ما سيكون قريبا .
تصلبت قليلا قبل ان تسال بجدية : ماذا تريد يا يحيى ؟!
وضع الفنجان من يده ثانية : لا شيء يا حبيبة يحيى ، انا خطيب اتى لزيارة زوجته كما المتعارف عليه ولولا اني اعلم بحساسيتك من الورد لكنت اتيت وانا احمل باقة كبيرة من اجلك ، ولكني بدلتها بشيء اخر .
ضيقت عينيها وهي ترمقه بترقب فنهض واقفا ليخرج من جيب سترته الغير رسمية علبة مخملية ، يقف مواجها لها قبل ان يجلس على ركبه ونصف امامها وينظر اليها وهو يفتح العلبة امامها ويهتف بمرح : اتقبلين الزواج بي ؟!
نظرت اليه بذهول ووجها يتحول الى لون الطماطم الناضجة قبل ان تهتف بعصبية غلفت بها خجلها : ماذا تفعل يا يحيى ؟! هل تتوقع اني سأوافق لأنك تجلس امامي على ركبة ونصف وتطلب مني الزواج ، لماذا هل تعرفت علي بأمريكا ، ام بنادي الكريكت ، الا ترى اين انت ؟!
زفر بقوة وهو ينهض واقفا : بل ارى يا دعاء وهذا ليس له دخل باني اريد الزواج منك .
همت بالحديث ليشير بيده مقاطعا : لن نتحدث ثانية لقد انتهى الحديث في هذا الامر، لن اعيد لك بانك من اريدها واني لا التفت الى تلك الاشياء الكثيرة التي عددتها امامي من قبل ، لست مخيرة في الموافقة او الرفض ، لقد قبلت امام اخيك وما سيحدث هنا من زيارة ما هي الا شكليات ليس الا ؟!
هتفت بعصبية : يا سلام ، لقد اجبرتني على الموافقة امام ايمن ، نطقت بإجابة لمن اصرح بها ،
__ لأنك جبانة وكنت سترفضين لوهم في راسك ومبررات ليست حقيقية .
هتف بحنق فعبست بغضب : ليست حقيقية ؟! هل هويتك واصلك ونسبك ليس حقيقيا ؟!
نظر اليها وهو يكتف ساعديه : أيهمك اصلي ونسبي ام انا ما اهمك يا دعاء ؟!
زفرت بضيق وهي تهز راسها بياس ليقبض على كفها الايمن ويجذبها قريبة منه : لا يهم ، ما يهم انك ستتزوجين مني حتى لو رغم عنك ،
قرن قوله بدفعه لخاتمه في بنصرها الايمن قبل ان يرفعه لشفتيه ويقبله برقة فترتعش رغم عنها ليهدم حصونها وهو يهمس امام عينيها : انت من بحثت عنها طوال عمري ، حلمت بها وهذيت باسمها في منامي ، انا احبك .
رجف قلبها ووجنتيها تشتعلان بخجل اجبرها على خفض راسها وهي تحاول الهروب من حصاره الذي فرضه عليها ليقترب منها يستنشق عبير وجودها ليهم بتقبيل جبينها فيبتعد قبل ان ينال مراده وهو يستمع الى صوت ضحكات ايمن واسما الصادحة والاتية من الخارج .
***
__ صباح الخير .
ابتسم باتساع وهو يرفع راسه فينظر اليها بشوق ويفتح ذراعيه على اتساعهما فتدلف وتغلق الباب من خلفها قبل ان تخطو تجاهه بخطوات هادئة .. مغرية ، وابتسامة مشاكسة تصدح بعينيها قبل ان ترتسم على ملامحها وهي تقترب منه فيجذبها قبل ان تصل اليه ، يقربها من كفيها ويضمها بين ضلوعه ، ثم يقتنص ثغرها في قبلة حملت اشتياقه المضنى اليها : صباح الجمال والفل والورد والياسمين يا حبيبتي .
ضحكت برقة وهي تتعلق برقبته لتهمس بدلال عاتب : غادرت دوني اليوم .
زفر بقوة : رغم عني ، استيقظت من نومي لأجلس وأتأملك كالعادة ، فوجدت نفسي اغرق بتفاصيلك التي تغتال روحي دون ان اقربها ، فركضت هاربا قبل ان اوقظك واكمل ما بدأناه سويا ليلا ، خفت ان ارغمك وانت لست بكامل استعدادك .
ابتسمت برقة لتحتضن وجهه بكفيها : هانت يا بلال .
زفر بقوة : اعلم ، فانا اشعر بك وقلبي يخبرني ان المتبقي قليلا جدا .
ابتسمت بغنج جديد عليها قبل ان تهمس بخفوت : ارايت لقد انسيتني ، دارت براسها – اين الملف الذي كنت احمله ؟!
ضحك بقوة ليرقص حاجبيه مشاكسا قبل ان يحمله من فوق مكتبه ويشير لها به : لقد جردتك منه قبل ان اضمك الى صدري ولكنك لم تلاحظي .
نظرت اليه بوله افتقده منها لتهمهم : انت تسرقني من نفسي.
تصاعدت انفاسه قبل ان يغمغم بصوت ابح : توقفي عن احراقي بنار شوقي ، فانا لم اعد احتمل ، لقد بت رمادا من كثرة ما احترقت .
لامست جانب فكه بطرف سبابتها : لا تخف ، سُأحيك لأشعلك من جديد ، فتعلم معنى الاحتراق جيدا يا ابن الخال .
ومضت عيناه ببريق رغبته بها فيهم بتقبيلها ثانية ولكنها تبتعد عنه باخر لحظة وتهتف بجدية : انتظر ، امض على الاوراق التي اتيت بها اولا .
زفر بقوة قبل ان يسحب منها الملف يلقيه فوق مكتبه ويلتقط قلمه الخاص ليوقع كل الاوراق بروتينيه فتسال بمكر زين حدقتيها وهي تربض داخل صدره تحتضن كتفه ، وذارعه تحيط بخصرها فتبقيها بقربه : الن تقرا ما بها ؟!
نظر اليها بتعجب : أليست اوراق خاصة بالشركة ؟!
__ بالطبع ، القتها بخفة ليهز راسه بلا مبالاة – حسنا لا داع للقراءة فانا اثق بك يا زوجتي .
ضحكت برقة لتهمس : الا تخف ان استولى على املاكك كلها ؟!
قهقه ضاحكا ليلقى قلمه بعد ان وقع اخر ورقة امامه ، ليعود اليها يضمها بذراعيه يدفنها بين ضلوعه ويهمس امام ثغرها بافتتان تملكه : لا يهم ، انا ونفسي واملاكي ملك لك يا زوجتي .
عانقها بشوق فتضمه اليها وعيناها تلمع بوميض قوي سرعان ما اختفى وهي تنجرف الى بحر امواج لهفته العاتية .
***

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 12-02-17, 09:53 PM   المشاركة رقم: 1274
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: "فرصة اخيرة " الجزء الثاني من سلسلة (حكايا القلوب) جديد وحصرى .. الفصل 28

 
دعوه لزيارة موضوعي

زفرت بحنق وهي ترمي الهاتف من يدها ، بعد ان سامت من تكرار الاتصال به ، فهو منذ تلك الليلة التي اتى لها بها ، يريد منها العودة معه الى القصر، يحدثها عن احتياج شقيقته وخالتها اليها في الايام الاخيرة قبل زفاف ايمان فرفضت واخبرته حينها انها تساعد شقيقته وترى خالتها يوميا والامر لا يتوقف على مكوثها في القصر لتقوم بواجباتها كزوجته او كابنة لخالته ، حينها تأملها مليا قبل ان ينهض ويغادر دون ان يلتفت اليها ثانية ، فيختفي لمدة ايام معدودة قبل ان يعود ولكن بترتيبات جديدة، فتوقف عن الاجابة على اتصالاتها او التحدث اليها ، وخاصة بعد ان ابتاع لفتاته الصغيرة هاتف خاصا بها يحدثها عن طريقه ، واستأجر لها مربية خاصة تعتني بشئونها فيستفسر منها على احوال طفلته دون ان يُجبر على الحديث معها ، وكانه يخبرها بانه لا يريدها وسيطا بينه وبين ابنته ، او يبلغها بانه اخرجها من حياته نهائيا لقد بدا بمخطط انفصاله عنها فاتصل بابيها واخبره بانه سيصحب ابنته النهار بأكمله مرتين اسبوعيا ، وانه رتب الامر مع مربيتها التي سترافقهما دونها ، يومها جنت .. صرخت .. ورفضت ،ليعنفها ابيها بشدة ويجبرها على الخضوع، حينما اوصل طفلتها الى زوجها الذي وقف بالخارج ورفض ان يدلف الى حديقة البيت - رغم الحاح والدها عليه - لكنه تمسك بالرفض ولم ينظر باتجاهها ،
يومها وقفت تراقبه من خلف شرفتها الزجاجية ، وهو مستند الى جانب سيارته المصفوفة امام مدخل الحديقة ، يتحدث مع والدها بعبوس لم ينفرج الا عندما حمل ابنته ، يقبلها بلهفة ويضمها بحنو ، ليشكر ابيها بابتسامة ممتنة وينطلق بطفلتهما دون ان يلتفت اليها .
حينها بكت كما لم تبكي قبلا ، وحزنت كما لم تحزن يوما ، وانهارت جميع دفاعتها وانهالت على نفسها لوما وتقريعا ، وهي تواجه نفسها بانها السبب فيما وصلا اليه ، فحماقتها هي من تسببت في عزوفه عنها ، لقد راهنت على مكانتها لديه وحبه لها، ولكنها خسرت بعدما تطرفت وقست عليه واوجعت كرامته ، وابن خالتها - كما عرفته دوما - يسامح دون حساب ، يحمل من الطيبة ما يفوق خيالها وحنان يسع الجميع ولكنه لا يغفر جرح كرامته ابدا !!
وهي جرحته .. اوجعته .. واهانة كرامته حينما قارنته بغيره ناسية كل ما فعله من اجلها يوما ، جازفت بالكثير لأجل غاية تريد الوصول لها وظنت انها اقتربت من الفوز ، لكنه فاجئها بردة فعل صلبة .. عنيفة .. قاسية ، وهو يفصلها عن قيده الذي اسرها به منذ الصغر ، متخليا عن حياتهما سويا وماضيا في طريقه دونها ، ورغم من تمسكها بحلمها في اول الامر الا انها تشعر تلك الايام ان الارض تتزلزل من تحت قدميها وهي بمفردها ، تريده بجوارها ، فحلمها دونه لا قيمة له !!
***
__صباح الخير .
رفع راسه بدهشة لينظر الى ساعة معصمه قبل ان يبتسم بتوتر وينهض واقفا يصافحها بعملية : مساء الخير .
ابتسمت بمرح : انها تعدت الواحدة ظهرا لذا معك حق ، مساء الخير يا فنان ، كيف حالك ؟!
__بخير . رد باقتضاب فقالت بعفوية – لم اصدق عندما اخبروني انك هنا ، فلم اتوقع ان تأتي الى العمل قبيل يوم زفافك ، الن تقيم لك ماهي حفل حناء .
ابتسم رغم عنه : ان حفل ليلة الحناء يُقام للعرائس يا ايني .
زمت شفتيها بتبرم : وللرجال ايضا .
ضحك بخفة لتتأمله قليلا قبل ان تساله مباشرة : انت لازالت غاضبا ، اليس كذلك ؟!
قبض فكيه بقوة اظهرتها ملامحه ليزفر بقوة : لا لست غاضبا منك .
ابتسمت وهي تسبل اهدابها : لم اعتاد منك الكذب يا مالك .
اتسعت عيناه بعنفوان فابتسمت بمكر وهي تواجهه بنظراتها : انت غاضب وشبه تخاصمني من ليلة الحفل ، ام انا يخيل لي ؟!
سحب نفسا عميقا : لست غاضبا ، صمت قليلا وهي تترقب اجابته فيتبع بصوت عميق زفره من داخل صدره – انا مصدوم .
شحبت ملامحها لتتعثر وقفتها الابية فيهمس امام عينيها وهو يطل عليها من علو : لم اكن اتخيل ان تجربة واحدة فاشلة تؤثر بك لتلك الدرجة .
هتفت بعصبية : اية درجة ؟! انا كما انا .
نظر اليها من بين رموشه : حقا ؟! انظري الى نفسك وانت تعرفين كيف تبدلت يا ايناس ؟! كيف تخيلت عن اشياء كثيرة كانت تميزك ؟! انظري الى فستانك القصير الذي يكشف عن ساقيك الى منتصف فخذيك وانت التي لم ترتدي شيئا قصيرا هكذا من قبل !!
تحركت بتشنج وهي تحاول ان تختفي من امامه خلف مكتبه فتتخذه حائلا بينهما وهي تقف من خلفه لتصيح بضيق : لماذا تنظر الي هكذا ؟!
رفع حاجبيها بدهشة ليهتف بسخرية : هل انا الوحيد الذي نظر اليك ، مصر بأكملها راتك يا فنانة .
احتقن وجهها بقوة لترفع راسها بكبر تملكها : ماذا تريد يا مالك ؟!
نظر اليها بذهول : انا لا اريد شيئا يا ايناس ، انت من اتيت لي .
__ كنت مخطئة ، واعتذر لك عن خطأي ، بعد اذنك .
دارت على عقبيها لتغادر فيهتف باسمها في صرامة ليستوقفها قبل ان يسالها باهتمام : هل يستحق ؟!
انتفضت بقوة لتدير راسها اليه نصف استدارة وتهمس : ماذا ؟!
تحرك ليقترب منها يقف امامها ويسالها بجدية : هل يستحق ان تتخلي عن قواعدك لأجل ان تريه انك كاملة الانوثة ؟!
تصاعدت انفاسها لتهمهم : وهل انا كنت ناقصة من قبل ؟!
ابتسم بحنو : بل كنت واثقة انك مميزة .
اشاحت بعينيها بعيدا فتابع برقة : انه لا يستحق فتاة مثلك يا ايناس وانت متأكدة من ذلك ، داخلك يجزم بانه اقل منك كثيرا ولكن الامر تطور الى ان يصبح حربا بان هناك من سبقتك اليه ، حربا انت الوحيدة الخاسرة بها ، فالأمر لا يستحق وانت لا مثيل لك حتى الاخرى التي اتخذها بديلا لا تشبهك ولا تقربك في اقل الصفات .
رفعت نظرها اليه لتتمتم بصوت خنق من قهرته : كنت انا البديلة .. كنت انا الشبيهة .. كنت انا ظلا باهتا لنور قوي اعمى بصيرته فتركه كفيف الروح قبل العين .
جمدت ملامحه ليكتنف كفيها براحتيه ليهمس : اذا انت لا تري نفسك جيدا يا ايناس .
رمشت بعينيها فيبتسم بحنان تدفق من زرقاويتيه فيجذبها خلفه من احدى كفيها ويدفعها بلطف ان تقف ويقف من خلفها بمسافة كافية ، يطل وجهه من فوق كتفها من خلال مرآة كبيرة موضوعه بجانب الغرفة يستخدمها في كثير من الاوقات حينما يقضي الليل بمكتبه او يريد ان يبدل ملابسة بوسط النهار .
__ انظري الى نفسك يا ابنة سليم ، دون هذا الفستان القصير ولا الرموش الصناعية الملحقة بعينيك ، انظري الى شقاوتك الفطرية وجاذبيتك الطاغية ، انظري الى ابتسامتك المشاكسة وعيناك الغامضة بلونهما البني الغامق القريب من الاسود ، يلمعان بوميض جذاب .. خاطف .. داعي للاقتراب دون الوصول ، انت متاهة كبيرة متشعبة الطرق لا يستطيع احدا ان يقترب منك ويخرج سليما ابدا .
تعلقت عيناها بحدقتيه المعتمين بغموض فاختفى لونهما الازرق الصاف وتحول الى ازرق قاتم اسرى بارودتها رجفة لم تشعر بها من قبل ، رمشت بعينيها وهي تحاول ان تنحي ما سرى بينهما جانبا ، ليكح بخفوت وهو يبتعد عنها قليلا قبل ان يغمغم بصوت خرج حمل نبرة مختلفة : انت مميزة يا ايني ، فلا تتخلي عن تميزك لأجل امر عارض لا اهميه له .
زفرت هواء صدرها بأكمله وهي تشعر بتبعثر الم بجوانب روحها ، تنظر اليه من خلال مراته الكلاسيكية الفخمة بإطارها الذهبي ، فتراه بهالة لم تشعر بها قبلا همهمت : مالك .
التفت اليها فتعلقت عيناهما سويا تساله عن ارتباك الم بعقلها فيجيب بهدوء وجدية سؤالا نافى شعورها وحدسها ، همست بعد قليل : ستتزوج غدا .
ابتسم باتساع ومقلتيه تتزين بحبور : اخيرا .
اسبلت عيناها وهي تلعن حدسها : مبارك يا اخي ، تحركت مبتعدة – سأحضر ليلة الحناء عند عروسك ، وسأغني بزفافك ، فانت الصديق الاخ .
ضحك بمرح : بالطبع يا صغيرتي ، انا انتظرك .
عبس بتعجب : لكن كيف ستحضرين الحفل عند ايمان .
رقصت حاجبيها : انا مدعوة يا فنان ، من حرم الوزير شخصيا .
__ يا ولد ، هتفها بمرح – كيف دعتك ؟!
هزت راسها بمشاكسة : عن طريق فاطمة بالطبع ، انا وهي صديقتين مقربتين ، وسأصحب سارة معي .
__ جيد جدا ، انها تحتاج للفرح قليلا .
تحركت باتجاه باب الغرفة : لازلت بمرحلة اقناعها .
غمز بعينه اليمنى : ستنجحين بالتأكيد .
ابتسمت بمرح : احب ثقتك بي .
تحرك ليوصلها الى باب غرفة مكتبه : انا دائما واثق بك يا صغيرتي .
همت بالانصراف لتتوقف فجأة : هل وصلك ورق الفيلم ؟!
ابتسم بغموض : نعم ، نظرت اليه قليلا لتساله بشك – انت من رشحتني للمخرج ؟!
لوى شفته بسخرية : بل اعترضت عليك فتمسك بك .
عبست بتعجب ليبتسم بخفة : بل اشعرني بان دورك اساسي وانا لا اهمية لي .
ضحكت بقوة : انت تمزح .
__ لا والله ، القاها بخفة ليتبع – كنت سأعتذر عن الدور ولكني تراجعت لأجلك ، فانا اعلم اهمية وجودي بجوارك في اول دور سينمائي لك .
صفقت بمرح لتقفز امامه وتعلق بساعديه في طفولية : احبك يا مالكي .
سكنت حركته وجمدت ابتسامته فجأة ، لتهتف بحرج : انها على سبيل المزاح .
__اعلم . رد باقتضاب ليكمل – من يسمعها لن يفهم يا ايناس .
عبست بتعجب لتبرر: لطالما تعاملت معك بعفوية يا مالك ، فلا تعقد الامور بيننا من فضلك .
صمت وهو يخفض نظره ارضا يعلم انه ينهرها ليس لأجل شيء سوى اخرى ستجن اذا استمعت الى جملة عارضة كتلك ، وستهدم الدنيا فوق راسه اذا اتت من ايناس خاصة ليزفر بقوة ويؤثر الصمت فتنظر اليه بتشكك قبل ان تلمع عيناها بادراك : اووه انت خائف على زوجتك .
رفع نظره بسرعة ليحدق بها قليلا ، فتبتسم لتغمز له بعينها : معك حق ، انا اسفة .
ابتعدت عنه لتشير اليه مودعة : حسنا اراك ليلا اذا اتيت الى فيلا الوزير .
اشار اليها بدوره ليظل واقفا ينظر بأثرها وهو يشعر بتشتت لم يشعر به قبلا !!
***
__ اين انت يا هندسة ؟!
اتته ضحكة اخيه الرخيمة ليتمتم : ماذا تريد يا مفسد بهجتي ، انا عند دعاء .
ضحك بمرح : آها ركضت الى العروس من فورك ، وتركت اخيك وحيدا دون ان توقظه حتى .
لوى يحيى شفتيه بسخرية : اعتقد ان عمرك تجاوز مرحلة الفطام يا مطربنا الهمام ، تعالت ضحكاته قبل ان يتابع يحيى - ماذا تريد ؟!
__ لا شيء احببت ان اطمئن عليك واخبرك الا تقلق علي ، دادة نبيلة هنا ، اتت بالفطور والجرائد ايضا و اوقظتني من النوم واوشكت ان تحممني كالصغار ، ولكني استطعت اقناعها بالعدول عن الفكرة .
تعالت ضحكاته من جديد على مزاح يحيى الساخر : جيد انك استطعت اقناعها بانك تعديت مرحلة الفطام يا حاتم .
__ هكذا يا اخي ، هل تغار على بليلتك ؟!
ضحك يحيى ليهمس بخفوت : بل اريدك ان تشد عودك وتتوقف عن استقبال دلال لا نهائي من كل الاطراف حولك .
صمت حاتم قليلا ليهمس يحيى متابعا : اتت تحت الحزام اليس كذلك ؟!
كح حاتم بخفوت وهو يحمل الجرائد ليعدل من وضعها امامه : قليلا ولكنها ليست موجعة للدرجة .
صمت يحيى فتابع حاتم قاصدا مشاكسته : حسنا نبيلة تحاول استدراجي لأخبرها بمكانك ولكني صامد واخفي سرك جيدا يا اخي ، اليس هذا يعد نوعا من ترك الدلال ؟!
__بل يعد ثقة تبينها معي ، اياك ان تخبرها ، حينما اعود ساخبرها بنفسي .
_ لك ما تريد يا اخي ، هيا استمتع بوقتك .
هم بالإغلاق ليهتف سائلا : اخبرني هل اتت حركة الركبة والنصف بجدواها .
__ لا يا ظريف ، لقد اتت بنتيجة عكسيه ، اعاني من تباعتها الى الان .
عبس حاتم بغرابة ليهمهم بعفوية : ما تلك الفتاة يا يحيى ؟! انها غريبة عن بقية بنات جنسها ، ان تلك الحركة تأتي بهن على وجوهن يا اخي .
ضحك يحيى بخفة وهو يرمق تصلب من تكون محور حديثهما ليهمس : دعائي مختلفة عن البقية يا اخي .
__ يا سيدي ، ابتسم يحيى رغما عنه ليتابع حاتم بمشاكسة – تابع في طريقك بتلك النبرة المحملة بمشاعرك اليها وانا اعدك انها ستلين يا اخي .
__ اغلق الخط يا ولد .
تعالت ضحكات حاتم ليهتف :الى اللقاء يا اخي .
وضع هاتفه جانبا و تطلع الى اخبار الصحف وهو يبتسم بمزاج رائق يرافقه الاونة الاخيرة بسبب وجوده جوار اخيه ، وكانه كان تائها طوال عمره وعثر على طريقه اخيرا ، فكل دقيقة يقضيها بجوار اخيه يشعر بها كم كان غبيا فيما مضى ، وكم كان يحيى صادقا .. محبا .. عطوفا .. وحانيا ، يتمنى له السعادة من اعماقه رغم انه يشعر بافتقاده من الان ويفكر في الايام القادمة التي سيبقي فيها وحيدا بعد زواج اخيه ، ليبتسم بألم وهو يفكر بها وقلبه يخبره بانه سيحصل على غفرانها وسيعودان سويا كما كانا من قبل .
وكان ذكراها تجسدت امامه فتتراءى له صورتها في منتصف الجريدة وتحتها عنوان كبير " موهبة جديدة يكتشفها مالك عابد "
رفع حاجبيه ذهولا قبل ان تعتم عيناه وهو يقبض على ورقة الصحيفة بكفيه في غضب سرى بأوصاله وهو ينقل نظراته سريعا فوق الحروف التي كتب بها الخبر !!
***

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 12-02-17, 09:54 PM   المشاركة رقم: 1275
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: "فرصة اخيرة " الجزء الثاني من سلسلة (حكايا القلوب) جديد وحصرى .. الفصل 28

 
دعوه لزيارة موضوعي

__ هل هذا حاتم ؟!
ابتسم و أومأ لها بالإيجاب فابتسمت برقة : سعيدة من اجلك ، فهو اهتدى اخيرا اليك .
زفر بقوة : الحمد لله ، هو جيد فقط تسرعه يفسد الكثير .
__ انه حماس الشباب ، رمقها بطرف عينه وهي تجلس بجواره ترسم ابتسامة رائقة ليسالها : هل تجالسينني من اجل ايمن ، فلا يعاتبك من اجلي ثانية ؟!
__ اجالسك ، رددتها بحنق لتتبع – هل انت طفل وتحتاج الي لاجالسك ؟!
ومضت عيناه بمشاكسة : بل رجل كبير ، ونعم احتاج اليك لتجالسيني ولكن بطريقة مختلفة عن الاطفال .
شهقت بقوة وهي تنتفض واقفة فيقبض على كفها ويجبرها على الجلوس ثانية : اهدائ ، لا داع لدرة فعلك الضخمة تلك .
رمشت بعينيها والذهول يلم حواسها لتهمهم بعفوية : ماذا حدث اليك ؟! ما الذي ابدلك ؟! لم تكن من قبل هكذا .
ابتسم لينظر الى عمق عينيها : نعم ، تبدلت .. تغيرت .. واختلفت ، حبي لك اثار بي اشياء كثيرة لم اكن على علم بوجودها ، وانت قريبة مني اشعر بنفسي مختلفا ، وعقلي يهتم بتفاصيل مختلفة لم اكن انظر اليها من قبل .
توترت بجلستها وهي تعدل من وضع ملابسها بحياء غلفها ليضحك بخفة ثم يكمل : كنت سابقا يحيى الصديق ، انا الان يحيى خطيبك يا دعاء .
نظرت اليه بحيرة فلامس كفها بأنامله :انا احبك يا صديقي .
اشاحت بعينيها بعيدا ووجنتيها تحتقن بقوة لتهمس : لا توقع بي.
ضحك بخفة : لا انا صادق تماما ، اكمل بهمهمة جانب اذنها – واعلم انك تحبينني مثلما احبك ، ولكنك خائفة .
التفتت اليه فهز راسه بتفهم : انا اعلم واتفهم يا دعاء ، وثقي باني لن اتراجع ولن اهرب ولن اتركك بمنتصف الطريق ، ولكني ايضا اريدك ان تعيدني انت الاخرى بالمثل ، ان تظلي بجانبي .. جواري ..معي ، مهما حدث تظلين معي .
عم الصمت قليلا قبل ان تهمس بهدوء : اخبرني لماذا انا ؟!
ابتسم باتساع : لانك تشبهينها .
رمقته بغضب بدا يملع بعينيها : من؟!
ضحك باستمتاع لغيرتها التي زينت ملامحها : بليلة .
انفرجت اساريرها بابتسامة حملت وهج الشمس بين طيات ثغرها لينهض واقفا فجأة فاربكها قبل ان يجذبها من كفها فتنهض واقفة بدورها وهو يسحبها خلفه ينادي ايمن الذي تركهما منذ قليل واستأذنه ليرى الاعياء الذي الم بزوجته بعد ان تناولت فطورها ، سالته بجدية : ماذا تريد منه ؟! انه يجاور اسما فهي متوعكة .
عبس قليلا : نعم اعلم لقد اخبرني ولكني اريده .
خرج ايمن من احدى الغرف ليغلق الباب خلفه : ماذا حدث ؟!
رمق اخته بعتب ليهتف يحيى : اريد ان نحدد موعد عقد القران قبل سفرك يا ايمن .
رفعت حاجبيها بذهول ليبتسم ايمن بمكر : وانا موافق يا باشمهندس .
***
__ احمد .
توقف على صوتها الصادح من خلفه فيستدير ، ينظر اليها من بين رموشه ويتحاشى الحديث رغم صبره في انتظارها ، اقتربت منه بهدوء وتسحب ابنتهما الى جوارها :هل نحن متخاصمان ؟!
زم شفتيه : بالطبع لا .
__ اذا لماذا انصرفت دون ان تتحدث معي ، بل تركتني انا وجنى دون سلام .
__ لا تقحمي جنى في الامر . القاها بصوت خافت جادي اخافها لتهمس – لا اقصد ولكن هي من سألتني عنك .
ابتسم وهو يتأمل ابنته بفستانها الوردي المنفوش فيشير اليها بكفيه لتقترب منه بخطوات رقيقة تحافظ على الا تتعثر فتقع ارضا ، ليحنو عليها ويحملها بين ذراعيه ، ويقربها منه يشم رائحتها المسكية بحب قبل ان يقبل وجنتها : حبيبة بابا واميرته ، هل اشتقت لي ؟!
همهمت بكلمات غير مترابطة ولكن ها اخبرته بمدى سعادتها بوجودها معه ، سألها : هل تبقين برفقة بابا ؟!
اومات طفلته بسعادة وهي تقبل وجنته بقوة وتهمهم باسمه كثيرا فيضحك برقة : حسنا يا قلب اأمد ، تعالي معي .
هم بالتحرك ليصدح صوتها ثانية : احمد ، انا اتحدث معك .
سكن عن الحركة قبل ان ينطق بجمود : وانا لا اريد ان اراك او اتحدث معك .
نغزها قلبها وهي تراقبه يبتعد عنها ، يحمل ابنتها معه وكانه يعلمها بان النهاية بينهما وشيكة !!
***

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(حكايا, الثاني, الجسم, القلوب), اخيرة, جديد, سلسلة, فرصة, وحصريا
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روائع عبق الرومانسية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:41 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية