كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: "فرصة اخيرة " الجزء الثاني من سلسلة (حكايا القلوب) جديد وحصرى .. الفصل 26
الفصل السابع والعشرون
__صباح الخير .
القاها بصوت اجش يظهر اثر النوم بين نبراته ، وهو يقف الى جوارها ، يلصق صدره بظهرها يضمها من خصرها اليه بحنو ، يقبل اعلى راسها ويسند ذقنه الى كتفها ، فتبتسم بوهن وهي تربت على وجنته بكفها : صباح الخير يا حبيبي ، ما الذي اوقظك باكرا فانت اتيت البارحة قرب الفجر .
تنهد بقوة : حتى بعد ان كبرت يا امي تستطيعين معرفة متى غادرت ومتى عدت .
ربتت على وجنته بعطف ثانية : بالطبع يا حبيبي ، اليس اخر عنقودي ، طبيعي ان اهتم بك دونما الاخرين .
عقد حاجبيه بتعجب : لست اخر العنقود ، انسيت ايمي يا ماما ؟!
ضحكت بفخة : لا طبعا ولكن ايمان عنقود بمفردها ، زهرة حياتي كلها اما انت واخويك عنقود متضافر الغصون وانت اتيت في اخره لتكون مسك الختام .
ضحك بقوة : دوما ترفعين معنوياتي يا ماما ، انا مسك الختام بعد وسيمي عائلة الجمال ، اشكرك بشدة يا امي .
ابتسمت واثرت الصمت ليهمس هو بهدوء : الغريب في الامر انك دوما تضعين وليد في العنقود رغم انه ..
__ احمد قاطعت جملته بصرامة لتكمل – انه اخاك وبكري ، لقد حملته قبل ان ارى وائل ،
ابتسمت بحنين : انا من اسميت وليد ، فحينما رايته شعرت بانه وليدي انا ، وانا من انجبته ، نسيت كل شيء وتعلقت بهذا الصغير الذي حرم من حنان والديه ، فأباك كان متصلبا من ناحيته ، وقبولي له زاده تصلبا ، ولكن انا احتضنته .. احببته .. وقعت في غرام عيناه العسليتين حينما رايتهما ، من الوهلة الاولى ،
شردت لتبوح بصوت يفيض حنانا : كنت احدثهما سويا ، وليد وانا اطعمه ووائل وهو بداخلي ، كنت اشركهما في احداث يومي كاملا ، الى ان اتى وائل وارضعتهما سويا وربيتهما سويا .
تحرك مبتعدا قليلا وهو ينظر اليها بذهول فتهتف له بمرح : اتعلم وليد عندما بدأت بإرضاعه مع اخيك كان تم الاربع شهور ولكنه لم يرفض ابدا كيفما اخبروني ان هذا الطفل الكبير لن يرضع بتاتا الا عن طريق زجاجة الحليب ، بل كان اكثر من مرحب ، وكانه كان يتلهف لي ، لتلك الرابطة التي منحته اياها ، لهذا الوصال الذي حدث بيننا ، كان يتعلق برقبتي كلما حملته ، عكس وائل دوما كان مستقلا ، معتدا بنفسه !!
رمش بعينيه : لم تكرهيه يا امي ، فهو ابن امرأة اخرى رغم كل شيء .
توقفت عن اعداد ما تفعله ويداها تتصلب قليلا قبل ان تهمس بخفوت : الام ليس من تنجب يا بني ، الام هي من تشعر بطفلها دون ان تراه ، الام هي من تمنح الحياه للصغار ، الام شعور .. احساس .. فطرة يمنحها الخالق ، هناك من يتنكرن لها وهناك من هن امهات دون ان يرزقهن الله بالأبناء .
ابتسم وعيناه تدمع بعاطفته الجارفة نحوها ليضمها اليه يلصق كتفها القريب بمنتصف صدره ليقبل راسها مرارا وهو يهتف بمرح : وانت اجمل ام في العالم يا امي .
ضحكت برقة لتهتف به بتذمر افتعلته : توقف يا ولد ، الن تكبر قط .
دفن راسه برقبتها ليقبلها بمشاكسة : ولماذا اكبر الم تخبريني منذ قليل اني اخر العنقود ، سأظل صغيرك دوما ؟!
ضحكت بسعادة هو الوحيد القادر على منحها لها لتساله بمكر : وصغيري لن يذهب ويصالح زوجته ويعديها الى بيته ؟!
كان يهم بشرب القليل من الماء ليتوقف قليلا قبل ان يسالها بهدوء : ماذا تعدين يا امي ؟!
انطلقت ضحكتها بقوة ليرفع حاجبيه بتعجب فامه قليلة الضحكات وتمنع نفسها من الضحك بصوت عال لأنها تعتبر هذا الامر غير لائق ليضحك بدوره وهو يرى ابتسامتها السعيدة وهي تقترب منه تقرص خديه بلطف : اه منك يا ابن عاصم ،
احتقنت اذنيه بقوة وهو يخفض وجهه حرجا لتكمل : لا اصدق انك تلجئ لتلك الحيلة معي يا احمد ؟! ابن ابيك بصحيح !!
الم التعجب بملامحه وهتف بعدم تصديق : انا يا ماما ، انا الابن الابعد عن الشبه بابيه ، ابن ابيه يغرق في العسل مع عروسه متناسيا الارض من حوله الان .
زفرت بقوة وهي تؤثر الصمت يعتلي التفكير ملامحها قبل ان تغمغم : قلبي ليس مرتاحا ، واشعر بانه يعاني .
__ يعاني ؟! رددها احمد بتساؤل
فهزت راسها ايجابا : نعم هناك شيئا بينه وبين فاطمة ، شيئا يخفيانه هما الاثنين ولا يبوحان به .
اعتدل احمد بوقفته : ما الذي حدث وجعلك تفكرين هكذا ؟!وائل كان طائر بين السحب في زفافه !!
تمتمت : ولكن هي لم تكن طائرة معه يا بني ، كانت سعيدة من اجل عائلتها وكأنها تزف اليه لإرضائنا جميعا ، ولكن رضاها يتوقف على شيء اخر من الواضح انها لم تحصل عليه !!
عقد احمد حاجبيه ليتمتم بحدة : اذا حدث شيء لتلك الفتاة سيكون السبب وائل ،التفتت اليه بحدة فاكمل بجدية - ابنك هو المخطئ دائما يا ماما ، واي شيء سيحدث بينهما سيكون هو السبب به ، فالفتاة متيمة به وهو مغرور واحمق ويدعي اللامبالاة رغم انه يعشقها .
زمت شفتيها بعدم رضا : تحدث عن اخيك الكبير بطريقة لائقة يا احمد .
أومأ براسه موافقا : المعذرة يا ماما ولكن هذا لا يمنع انك تتفقين معي فيما اراه .
زفرت بقوة : اتمنى ان تكون مخطئا ، واتمن ان يكون احساسي ليس صائبا .
حرك احمد كتفيه ليسالها من جديد : اذا ماذا تعدين ؟!
ابتسمت برقة : اعد طعام العرسان .
نظر اليها بعدم تصديق : لا تخبريني يا ماما ، ستذهبين اليهما اليوم .
اومات بفرحة : سنذهب جميعا اليوم ، انه اليوم السابع لزواجهما .
ضحك بخفة : وهل اعددت الكعك والبسكويت ايضا ام لا ؟!
هزت راسها بفرحة طفولية : ورشرشت عليه السكر ، اخيك يحب الكعك محشو فزدق ومغمور في السكر .
__ عندما كان طفلا يا امي ،هتف بمرح ليكمل ماكرا - اليوم هو رجلا ، اعدي له حماما مشويا و بط محشو سيقبل قدميك .
ضربته على كتفه بخفة : اصبحت قليل الحياء يا احمد .
ضحك بقوة لتكمل هي ووجنتيها تتوردان فعليا : وبالطبع اعددت له تلك الاصناف اليس عريسا ؟!
جلجلت ضحكته من حولها قبل ان يهتف بمشاكسة : ارى هناك تمييزا يا امي ، فانا لم ارى هذا الطعام حينما تزوجت .
عبست بعدم رضا : لأنك اخذت زوجتك صبيحة زواجكما وسافرتما لمدة ثلاثون يوما يا فتى ، وعدت لتنشغل بامتحاناتك ودراستك .
صمتت قليلا لترمقه بطرف عينها : صالح ابنة اختي واعيدها للبيت وانا سأصنع لك سمان مشوي كما تفضل ، فانت لا تحب الحمام .
ضحك بحرج ليكمل وهو يتصنع عدم الانتباه : ووليد ، كان ايضا مسافرا .
هتفت بسرعة : نعم الم يصر ان يقضي ليلة زفافه واول زواجه في شاليه العين السخنة ، اتبعت بعفوية – ثم وليد لا يحب الحمام ، يحب المأكولات البحرية وحينها اوصيت له على اكلة سمك حملها السائق اليه .
ضحك بخفة ليقترب منها ويقبل كتفها : ادامك الله علينا نعمة يا ماما .
ضمته اليها : ولا حرمني الله منكم يا حبيبي .
كح بخفة : الن تأتي معي المشفى لأجري لك التحاليل المطلوبة واطمئن عليك .
زفرت بضيق :الن تسام يا احمد وتتوقف عن الحديث بشان هذا الامر ؟!
تنهد بقوة : لا يا ماما لن افعل ، نعم انت بحمد لله عدت تقفين من جديد .. تعدين الطعام .. وتتحركين ، لكن اصفرار وجهك والصداع الذي لا ينتهي يقلقاني ، ثم انت متعبة وانا اشعر بذلك ، حينما مرضت المرة الاولى تحججت بزواج وائل فلم ترافقيني كيفما اردت ،
قاطعته : والان لدي ما يشغلني فزفاف شقيقتك بعد شهر او ازيد قليلا ، هل هذا موعدا مناسبا للذهاب الى المشفى ؟!
هادنها : حسنا لنجري الاشعة والتحاليل لنطمئن .
هزت راسها نافية : بعد زواج اختك بإذن الله سأحجز جناحا كبيرا واقيم فيه عندك كما يفعل علية القوم للاستجمام .
ابتسم بخفة وهمس بعتب : ماما .
زفرت بضيق : لا ترهقني يا ولد في الحديث ، هيا اذهب وتحدث الى ولاء واخبرها بزيارة اخيك اليوم فهي ستاتي معنا .
عقد حاجبيه ليهمس : هل اخبرتك برغبتها في الذهاب للمباركة الى وائل ؟!
تنهدت بقوة : لا لم تخبرني ولكني اعلم بانها ستاتي .
زم شفتيه لتهمس : هيا وحاول ان تصالحها بدلا من عبوسك هذا واقنعها بان تعود الى البيت بدلا من نومتك كل ليلة على الاريكة يا ابن ابيك .
توقف قبل ان يغادر ليسالها بمكر : اذا عاصم بك عندما تغضبين عليه وتتركين الغرفة يأبى ان ينام فوق فراشكما بمفرده .
ضحكت برقة : تهذب يا ولد .
ضحك بقوة لينتفض وجلا وهو ينظر الى عينيه الصارمتين وهو يهدده بجدية : سأقص لسانك المرة القادمة التي تأتي فيها بسيرتي وانا غير موجود .
كتم احمد ضحكته بقوة ليهمس : المعذرة يا بابا .
رفع ابيه حاجبه : ما لك انت بعاصم بك وما يفعله عاصم بك ؟! ثم هل انا خائب الرجا مثلك لتغضب مني زوجتي كل هذه المدة ولا استطيع ان اصالحها ؟!
احتقنت اذني احمد بقوة ليخفض راسه خجلا ويهمس : لا احد مثلك يا بابا .
امره عاصم بتسلط : اذا اذهب وصالح زوجتك وات بها .
صمت قليلا ليهمس بجدية : لن افعل .
شهقت انعام وهي تلتفت تنظر اليه بصدمة ليتمتم عاصم : ما معنى هذا ؟!
سحب احمد نفسا عميقا : معناه ، ان ما يحدث بيني وبين ولاء ، يظل بيني وبين ولاء ، من فضلكما لا تدخلا ولا تحاولا اجباري على ما لا اريد !!
تمتمت والدته بدهشة : ولكن يا بني ..
صمتت قليلا لتتبع : خالتك بدأت تتساءل عم حدث بينكما وخاصة انك لا تسال على ابنتها ابدا .
ضحك ساخرا ليتمتم بغيظ : خالتي تعلم يا امي ولكنها تتذاكى كعادتها ، ثم من اخبرك اني لا اسال عن زوجتي ؟!
اقتربت انعام منه لترتب عل كتفه : ضع نفسك مكان اخويها يا احمد ، بل لأضع انا نفسي مكانها ، اذا اتت ايمان غاضبة – بعد الشر عنها – ومكثت لدي وزوجها لا يسال عنها اطلاقا ..
قاطعها بصرامة : انا اهاتف ولاء يوميا ، اتحدث الى ابنتي واطمئن عليهما من حماي ، ابعث اليها باحتياجاتهما واضع مصروفهما الاسبوعي في حساب ولاء الشخصي يا امي ،
__ اذا ما المشكلة التي تجعلكما منفصلين يا بني .
سأله عاصم بجدية فرمش بعينيه وحلقه يجف : لسنا منفصلين يا بابا ..
صمت قليلا ليتنهد بقوة : انا فقط ارفض ان اذهب واعيدها معي، لابد ان تعود هي بمفردها .
تمتمت والدته باستنكار : هذا لا يليق يا احمد وانا لا ارضاه لابنتي لأرضاه لزوجة من زوجاتكم فما بالك بابنة اختي !!
قبض كفيه بقوة : اسمعيني يا ماما ، انا احب ولاء كثيرا ، اقولها واجاهر بها لا اخشى لوما ولا عتبا ، فهي عالمي ..دنيتي .. ماضيّ .. ومستقبلي ، كنت ولازلت ارعاها .. ادللها .. واعمل على اسعادها ، ولن امل ابدا .
رمش بعينيه وصوته يتهدج : ولكن افعل كل هذا برضاي ، بل بكامل رضاي ، ولم يُخلق بعد من يجبرني على فعل شيء لا اريده ، واذا كانت تتخيل ان حبي لها وركضي من حولها سيتيح لها ان تسيرني كما ترغب فهي واهمه ، اتى الوقت الذي تقرر فيه ابنة اختك هل تحبني اكثر ام تحب رغباتها واحلامها اكثر ؟!
اقترب عاصم منه ليشد على كتفه بلطف : فقط افصح قليلا يا بني وافهمنا ماذا حدث بينكما ؟!
صمت قليلا ليهمس بصوت متصلب : ما حدث بيني وبين ولاء ، سيظل بيني وبين ولاء ، ارجوكما لا تتدخلا !!
تبادل ابويه النظرات ليهمس هو بجدية : بعد اذنكما .
راقبته يغادر المكان من امامها لترفع نظراتها اليه وتهمس باسمه في تساؤل صدح من مقلتيها ، اقترب منها – على الفور - يضمها الى صدره ويقبل راسها : لا تجزعي يا نعامتي ، فابن ابيه اقوى من ابية ، صلب مثل امه ، وعنيد ، راسه كحديد القطار لا يُثنى واذا اجبرناه سيكسر ، وانا لن اكسر ولدي بعدما اصبح رجلا كبيرا ، رجلا قادر على ادارة شئون بيته ، اتركيه يحل اموره بنفسه ولا تقلقي عليه .
تشبثت بمقدمة قميصه : لكنه حزين .
اكتنف وجهها بكفيه ليرفعه اليه : الحزن يداوي بعض الجروح يا انعام ، ليس انا من سيخبرك ؟!
__ انا قلقة على الاطفال يا عاصم .
ابتسم بخفة : لم يعودوا اطفال يا حبيبتي ،بل اصبحوا رجالا كبارا اشداء ، وسيملؤون البيت احفاد يتعلقون برقبتك لتدلليهم .
اهتزت حدقتيها بتوتر فهمس محاولا تبديد قلقها : اخبريني ماذا اعددت لحبيب الماما ؟!
ابتسمت رغما عنها : بل هو قلب البابا .
ابتسم دون تسلية فهمست متبعة وهى تحرك طرف سبابتها على ذقنه : رغم اني اشعر بك غاضب منه دون ان اعلم السبب .
اسبل اهدابه حتى لا تقرا ما وضح بحدقتيه فاتبعت : اذا لا تريد ان تخبرني .
ابتسم بمكر : ستغضبين اذا نعته بالغبي لذا صَمتّ .
ضحكت برقة وهمت بالحديث ليقاطعها بنظراته المشتعلة وهو يهمس : اذا قبلتك هنا ستغضبين .
جمدت ملامحها : بالطبع يا عاصم ، هل نحن صغار لتقبلني بالمطبخ والعاملين من حولنا ؟!
لوى شفتيه بضيق وهو يبتعد عنها : وهل كنت تسمحين بهذا ونحن صغار يا انعام ؟! نظر من حوله – ثم اين هؤلاء العاملين الذي ادفع مرتباتهم شهريا ؟! لم ارى احدهم وانت من يعد الطعام منذ الصباح .
ابتسمت برقة : لقد صرفتهم حينما دخل احمد الى هنا حتى لا يستمعون الى حديثنا .
__ حتى ان استمعوا يا انعام ، لا يقدروا على البوح
تمتمت بنزق : تعلم جيدا اني لا احبذ هذه المقولة .
ابتسم وهو يتأملها مليا ليهمس : هل لازلت متعبة ؟!
تمتمت بإقرار : انا بخير ، فقط توقف انت وولدك عن ايهامي باني مريضة .
اقترب منها ليضمها اليه من ظهرا يعقد ساعديه من حولها : فقط اريد الاطمئنان عليك .
اكتنفت ساعديه بكفيها : اطمئن انا بخير .
قبل اعلى راسها ليهتف بمرح : سأتصل بوليد ليأتي ويفطر معنا قبل ان نذهب لأخيه ، اشتقت الى عاصم .
ابتسمت برقة وراقبته يغادر وهي تتأمل لهفته الواضحة لحفيده ، لهفة طفل صغير زرقه الله بدمية محببه الى نفسه قريبة الى قلبه.
تنهدت بقوة وهي تدعو الله ان يريح قلبها ويطمئنها على اطفالها، هاجمها دوار عنيف اعتادت عليه في الآونة الاخيرة لتتمسك بحافة الطاولة الواقفة امامها وهي تغمض عينيها ، تتمتم بخفوت : اعني يا الله، الى ان اطمئن على ابنتي في بيتها ،
تنهدت بقوة وهي تتلمس موضع قدميها لتجلس على كرسي قريب وترفع راسها : يا رب سترك وعفوك ورضاك .
***
|