كاتب الموضوع :
روتيلا
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: الفراشة
لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ أَغْرَيْتِنِي بِفَمٍ عَذْبِ ٱلْمُنَادَاةِ رَقِيقْ
وَيَدٍ تَمْتَدُّ نَحْوِي كَيَدٍ مِنْ خِلَالِ ٱلْمَوْجِ مُدَّتْ لِغَرِيقْ
وَبَرِيقٍ يَظْمَأُ ٱلسَّارِي لَهُ أَيْنَ فِي عَيْنَيْكِ ذَيَّاكَ ٱلْبَرِيقْ
يَا حَبِيبًا زُرْتُ يَوْمًا أَيْكَهُ طَائِرَ ٱلشَّوْقِ أُغَنِّي أَلَمِي
لَكَ إِبْطَاءُ ٱلْمُذِلِّ ٱلْمُنْعِمِ وَتَجَنِّي ٱلْقَادِرِ ٱلْمُحْتَكِمِ
وَحَنِينِي لَكَ يَكْوِي أَضْلُعِي وَٱلثَّوَانِي جَمَرَاتٌ فِي دَمِي
أَيْنَ مِنْ عَيْنِي حَبِيبٌى سَاحِرٌ فِيهِ نبلٌ وَجَلَالٌ وَحَيَاءْ
وَاثِقُ ٱلْخُطْوَةِ يَمْشِي مَلَكًا ظَالِمُ ٱلْحُسْنِ شَهىِ ٱلْكِبْرِيَاءْ
عَبِقُ ٱلسِّحْرِ كَأَنْفَاسِ ٱلرُّبَى سَاهِمُ ٱلطَّرْفِ كَأَحْلَامِ ٱلْمَسَاءْ
أَيْنَ مِنِّي مَجْلِسٌ أَنْتَ بِهِ فِتْنَةٌ تَمَّتْ سَنَاءٌ وَسَنَى
وَأَنَاْ حُبٌّ وَقَلْبٌ هَائِمٌ وَفَرَاشٌ حَائِرٌ مِنْكَ دَنَا
أَيُّهَا ٱلسَّاهِرُ تَغْفُو تَذْكُرُ ٱلْعَهْدَ وَتَصْحُو
وَإِذَا مَا ٱلْتَامَ جُرْحٌ جَدَّ بِٱلتِّذْكَارِ جُرْحٌ
فَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَنْسَى وَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَمْحُو
.....الفصل الواحد والأربعون ......
......حجرة جمانة ......
: السلام عليكم
أم جمانة وهي تنظر لجمانة التي اشاحت بوجهها ثم لروتيلا : وعليكم السلام ..أهلا..روتيلا أخبارك أيه
: الحمد لله
تقرب روتيلا من جمانة التي تبحث في فساتين الزفاف على اللاب وهي تضع يدها على شعرها : أخبارك جمانة
جمانة بهمس : الحمد لله
تجلس روتيلا وهي تواجهة مرات أخوها : صحيح اللي سمعته
سلمى : خير ..أية اللي سمعتية
تبتسم روتيلا : أم جمانة ..عمتي قالت ليا على خطوبة رامي لجمانة وموافقتكم عليه
جمانة ترفع رأسها عن الجهاز وبحدة : وأنتي أية دخلك
أم جمانة بسخرية : عيب يا جمانة روتيلا بردة عمتك ..عيب تكلمي عمتك كدة أبوكي يزعل منك ويمكن يحبسك ولا حاجة.. زي ناس ..وأنتي يا حبيبتي مش متعودة زيهم متستحمليش يا حبيبتي
تضحك جمانة : صحيح يا مامي ..وتنظر لروتيلا ...صحيح كفارة خرجتي إزاي ولا اتطلقتي
نصيحة يا عمتي لازم تسمعي كلام جوزك ..صح يا مامي
أم جمانة بتنهيدة : صح يا حبيبتي الواحدة ملهاش إلا جوزها وبيتها ربنا يكملك بعقلك يا بنتي علمي عمتك يمكن تتنصح
روتيلا بهدوء: عموما لوكنتوا خلصتوا ممكن أعرف على أي أساس وافقتوا على رامي
سلمى : ابن عمتها واللي نعرفة أحسن من اللي منعرفهوش أدينا جربنا صقر وشوفي في الأخر أنتي فين ..وحصلك أية
روتيلا بابتسامة وثقة : أم جمانة متتعبيش نفسك بيا خلينا في جمانة أنتي كنتي دايما متأكدة أن رامي مش مناسب لبنتك أية اللي اتغير ..
سلمى : والله بنتي موافقة وأبوها موافق ..ولا علشان علاقتك وحشة بأمل عايزانا كلنا نقطع علاقتنا بيها
روتيلا : ابلة أمل أختي وعلاقتي بيها مش موضوع مناقشة انا عايزة مصلحة جمانة والزواج ده مش صحيح ..حتى رامي محتاج واحدة تساعدة وتقومة والواحدة دي أكيد مش جمانة
سلمى بحده : إنتي بتقولي أيه بنتي مالها مش عاجباكي ليه.. مش كفاية أنك وقعتي بينها وبين أبوها ..
جمانة بحدة : كفاية إزاي يا ماما هي علشان بوظت حياتها فعايزة حياة كل اللي حواليها تبوظ
روتيلا بتنهيدة : أسمعيني كويس ..أنا مش هاستسلم للدفاع عن نفسي أدامكم ولا أنا محتاجة ..لكني بقولك للمرة الأخيرة أنتي غلطانة في اختيارك
جمانة وهي تحرك شعرها بدلال : ليه بقى ماله رامي
: رامي ..رامي يا جمانة اللي كنتي كل يوم والتاني تتصلي تشتكي من إصرار جدتك عليه
: كنت غلطانه
روتيلا : نفسي أفهم أية اللي اتغير في رامي ..شوفتي أية فيه جديد
: شوفت فيه أحلامي اللي هاتتحقق ..وكفاية انه بيحبني ومستحيل يرفضلي طلب حتى السكن في القاهرة جوز عمتي وعدني بفلة تجنن هدية جوازنا
روتيلا : انتي مخك صغير ..دي أحلامك ..ممكن أعرف أيه أقصى أحلامك
جمانة تشيح بوجهها عن روتيلا :.....
روتيلا : انا أقولك ..المدينة ..اللبس على الموضة ..الفسح ...السفر...اية تاني
جمانة بحدة : أنتي علشان مكونتيش محرومة من كل ده فهم بالنسبة ليكي حاجة هايفة
:أنا مكنتش شايفاهم اصلا ..لكن أنتي كان معاكي أفضل تكنولوجيا أحدث تليفون نت لاب
حتى اللبس كان بيوصلك كل موسم من أغلى محلات اللبس الفسح كنتي بتتفسحي أكتر مننا كلنا لدرجة كنت أنا وماما منيرة لما نحب نروح لمكان كنا ننتظرك علشان تودينا
جمانة : وحب اللي حواليا جدي وعمامي وسيتي منيرة
: كل اللي حواليكي بيحبوكي منحرمتيش على الأقل من حضن أبوكي وأمك
جمانة تقف وبصوت عالي : وأخويا
روتيلا تقف لتواجهها : أخوكي أنتي اللي كنتي رافضاه ومتضايقة من وجودة في حياتك ..مامتك لما أتأخرت في الحمل التاني بقت مدلعاكي كل طلباتك أوامر علينا كلنا ..كنتي أكبر مني وكنت بنزل مع ماما ناديا وبعدين ماما منيرة ندور ليكي على الحاجات اللي بتعجبك وتشبطي فيها في التليفزيون ..حتى أخوكي كنتي مش طيقاه وعايزاه يبعد عن البيت فكان دايما مع ابيه جمال علشان تستريحي وده كله لأنه لفت الأنظار وأخد الأهتمام منك ..
جمانة باستنكار: انتي متهيألك أني بكرة أخويا !!
تضحك روتيلا وهي تحرك رأسها بلا : غريبة حقيقي غريبة مين اللي قال للميس عن مكان خالد أية كان قصدك كنت فاكرة لميس هاتجري تقول لصقر ..الغريبة عنكم واللي عاشت وسطيكم فترة صغيرة فهمت خالد وخافت عليه وأختة اللي بتحبة لأ .. ..فعلا غريبة
جمانة وهي متفاجأة من كلام روتيلا و تتغاضى عن شهقة أمها :أأنا...أأنا..مش صحيح أنا بحب أخويا بحبه لكن...
تقاطعها روتيلا : لكن بتكرهيني أنا ..أو كنتي فاكرة أن كدة صقر هايكرهني تستغني عن أخوكي علشان تأذيني لكن الحقيقة أنا متأذيتش ولا أخوكي أتأذى ..أنتي اللي أتاذيتي ولسة هاتتأذي
وتخرج روتيلا وهي مقتنعة تماما أن جمانة تستحق المتعة التي تسعى لها ....
........حجرة روتيلا .......
يا صاحبي خُذْ للحبيبِ رسالةً
فعسى يرى بينَ السطورِ الأدمُعَا
بَلِّغْهُ أَنِّي في الغرامِ متيّمٌ
والقلبُ من حرِّ الفراقِ تَصَدَّعَا
ما في النوى خيرٌ لنرضى بالنوى
بل أنّ كلَّ الخيرِ أن نحيا مَعَا
تجلس روتيلا بجانب النافذة المفتوحة تنظر للخارج وتضع يدها على جنينها
ماما منيرة ضاحكة : قاعدة عندك ليه ..منتظرة مين ..خالد هنا
تضحك روتيلا وتنظر لخالدالمبتسم لها : فاكر ..
خالد : أيوة
روتيلا مبتسمة: لما بصيت من الشباك أفتكرت لما كنت بقعد استناك
خالد : وأنتي مستنية مين دلوقتي هو قال هايجي كل يوم يعني معادة بكرة
روتيلا بخجل : أنت بتتكلم على مين ؟؟
يضحكا خالد ومنيرة : ....
فتشيح روتيلا بوجها عنهم وتنظر للخارج مبتسمة بخجل
خالد : شفتي يا سيتي ..طيب كنا رحنا معاه احسن
روتيلا بتهديد وهي على وضعها : متخلنيش أشتكيلة منك
: الله أكبر ظهر الحق ..يا بختك يا صقر الجارحي....ويقاطعة صوت الهاتف ويكلم الحاج راشد وهو ينظر لروتيلا التي تعطية ظهرها ويغمز لعمته وبعد المكالمة
:رورو
روتيلا تنتبه له : أيوة
: أنا خارج شوية جدي طالب مني شوية حاجات محتاجة أجبلك حاجة وأنا جاي
: لأ يا حبيبي شكرا
: طيب يا سيتي تعالي هاتي الورقة اللي كنتي كتباها علشان أوصي عليها
تفهم العمة منيرة وتقف : طيب يا حبيبي ..ربنا يرضى عليك يا رب
ويخرجوا جميعا تاركين روتيلا مكانها
بعد قليل يدخل ....
.......روتيلا .......
وهي تضع يدها على قلبها الذي خفق بقوة ..حاسة بية كأنة هو ..هو ...
وتدير وجهها للباب لتراه امامها مبتسما وبهمس : شاهيني
......صقر ......
روتيلا حبيبتي ..أنتي حقيقي أدامي ...و يرفع يده على قلبه الذي خفق بقوة ...أه وحشتيني يا فراشتي ...عندما أدارت وجهها ونظر لعينيها الخضراء التي تتسلل منها أشعة الشمس وسمعها تناديه
: فراشتي مقدرتش أستنى لبكرة ..
تبتسم روتيلا بخجل وتنظر للأرض وفي نفسها : وانا كنت مستنياك
تقف روتيلا ويتقدم نحوها صقر ولكنة يقف على مسافة منها ويدخل يدية بجيبة يمنع نفسة من شدها لحضنة أو الأصح خطفها والطير بها : حبيبتي ..حقيقي مقدرتش ..أنتي متعرفيش أنا طول الليل كنــت فين
روتيلا وببتسامتها الرقيقة : عارفة ...خالد قالي
يبتسم صقر وبهدوء : توأمك ...
روتيلا تنظر لعينه تحاول قراءة ما يدور في داخلة وبتوجس : صقر أرجوك متحاولش أنــك..
صقر ناظرا لعمق عينيها وبصدق : أوعدك عمري ما هاحاول أني ابعدك عنه أبداً ..سامعه أبدا
تضحك روتيلا وهي تحرك وجهها باستفهام : مش فاهمة ...ثم تضيق عينيها ....أنت كنت مع بابا ..
صقر وهو يدور بعينية على الغرفة وبحزن : أيوة ,, وحكالي عن غرفة العفاريت
تجلس روتيلا وبألم : ليه ؟؟ علشان كدة أقتنعت بعلاقتي بخالد
صقر وهو يتأملها بقلق : روتيلا ,,أنا مطلبتش من باباكي أنه يحكيلي صدقيني ..صدقيني أنا قبل ما يحكي أي حاجة اعترفت له أني كنت غلطان .. أنا اللي عملته كان بغرور وغيرة عاشق ....صدقيني يا روتيلا غيرة عاشق ..
روتيلا تهز رأسها بأسى : وهاتفضل غيرة العاشق وغرورة لحد أمتى
صقر يتأمل الحزن الذي صابها : روتيلا بتطلبي مني أني أبطل أحبك ..أبطل اعشقك ..
تهز روتيلا راسها بلا : بطلب منك المعقول في غيرتك وفي غرورك
يبتسم صقر وهو يتحرك ينظر للرسومات التي على الحائط وبهدوء: رسوماتك
ترفع روتيلا لما ينظر له صقرها : لأ,, رسومات مامي ..مامي اللي فضلت هنا كتير فكانت بتسلي نفسها ..بتحب الفن السريالي ..بتحب الألوان..
يضحك صقربسخرية وهو يحرك رأسة برفض: كانوا بيشوفوا الرسم فيفتكروا انه سحر
تبتسم روتيلا : ماما كانت بتقول سحر الألوان ..تعرف أنها سمتني روتيلا لحبها في الألوان
يلتفت صقر لروتيلا التي تنساب الكلمات من فمها برقة حكايتها : روتيلا ..مش هاقدر أبطل اغير عليكي ..مش هاقدر ابطل أبقى أناني أو مغرور في حبك ...ساعديني
روتيلا وهي تحيط جنينها بيدها تنظر للأرض :...........
يقترب صقر منها وجلس بجانبها وبهدوء: روتيلا ..حبيبتي ..أنا عارف أني بضغط عليكي كتير لكن صدقيني بحبك
روتيلا ولازالت بوضعها : حب تملك
صقر برفض : لأ,,حب
روتيلا ترفع رأسها وتنظر لعينة وبثقة : لا مش حب ..
يقترب صقر من فراشتة يحيط وجهها بيده وينظر لعمق عينيها : أيوه مش حب ....هو عشق ..وله ..هيام ...أيوه مش حب.... هو اكتر من الحب بكتير ..بكتير أوي
سرحت روتيلا تماما في كلام صقرها و في عمق سواد عينة وبهدوء: صادق ...هو أكتر من الحب
يأخذها في حضنة بشدة : انا بتنفسك روتيلا ...أنتي في دمي
........قصر الجارحي ......
على طاولة العشاء يجلس الجميع بهدوء لا يُسمع سوى صوت الصمت ....
صقر : أطمنتوا على لميس
أم صقر : أيوة يا حبيبي كلمتني وصلت الحمد لله بالسلامة
: الحمد لله
سارة بتردد : أبيه ,, ليه سبت روتيلا عند والدها
صقر يكمل أكلة :...........
عمر بتأنيب : سارة ,,لو سمحتي
مروان بضحكة : لية سيبها صقر محذرها كام مرة مفيش فايدة ..
سارة باندفاع وهي تنقل بنظرها بينهم : أنا قلت أيه أنا عايزة افهم لأني بصراحة قلقانه ....
صقر : ماما لوسمحتي جهزوا نفسكم علشان تسافروا
أم صقر : وأنت
: هاتأخر شوية
مروان : والشغل صقر ..أنت عارف في شغل مهم أتأجل بسبب الحادث و ...
يقاطعة صقر : أنت هاتقوم بالشغل وأنا هاتابعك خطوة بخطوة من هنا ..وعمر كمان هايكون معاك ..وينظر لعمر ...مظبوط يا عمر
عمر : إن شاء الله
أم صقر بقلق : تحب أروحلها ..أنا عارفة أنها زعلانه مننا ..يمكن لما أروح تعمل لسني خاطر ..حتى عمتك قبل ما تسافر مع لميس أقترحت كده بس أنا كنت فاكرة أنك هاتجيبها وأنت جاي
سارة بحزن : وأنا كمان كنت متأكدة أنك يا أبية مستحيل تسيبها هناك
صقر بحنية وهو يربت على يد امة : ماما ..اطمني ..كل شيئ تمام
أم صقر بتردد : طيب هي هاتيجي ..يعني .. هي كويسة صحتها كويسة يعني ماقلتش ليك حاجة
يضيق صقر بيعينه لأمه وبقلق واضح : روتيلا كانت بتشتكي من حاجة وأنا معرفش
: لأ..لأ..يا ابني اصبر ..هو بس أهمالها في الأكل وبعدين الظروف اللي حصلت ويمكن ..
خلاص ..خلاص ..ما دامت مقالتش أنها تعبانة يبقى قلقها العادي
ينظر صقر قليلا لأمه بتعجب وكاد يهم بسؤالها عندما قاطعته سارة :يا أبية ..أرجوك ريحني يعني روتيلا معدتش عايزة ترجعلك ..أنا كمان ممكن أروح لها و حتى ا.....
صقر مقاطعا دون النظر لها وهو يكمل طعامة : سارة ...عايزك بعد الغدا في المكتب
حل الصمت المكان مع النظرة القلقة لسارة لأخيها الكبير ونظرة الأم الحانية على أولادها
يقطع الصمت بعد فترة عمر بقلق ومرح مصطنع : صقر من فضلك سيبني اكلم مراتي.. أنا وهي ممكن ..
يقاطعة صقر بحدة : لما تبقى في بيتك قلي مراتك لكنها دلوقتي أختي ومسئوليتي ..ولازم تفهم حاجة سارة بنتي قبل ما تكون أختي ..فاهم ..
عمر بتأكيد وثقة في ابن خالة وصديقة : طبعا..طبعا فاهم
يقف صقر : الحمد لله ..
ويتحرك صقر لمكتبة يقوم بعملة المتراكم وينتظر سارة
........مكتب صقر ........
:أدخل
سارة تظل واقفة عند الباب دون غلقة : السلام عليكم
صقر وهو يتابع عملة يرفع نظارة القراءة قليلا وينظر لها : وعليكم السلام ..خير هاتفضلي واقفة عندك ..يعيد النظارة ويرجع لمتابعة شاشة اللاب وبعد فترة يغمض عينة وبحدة ....سارة قلت أدخلي واقفلي الباب وراكي واقعدي لما أفضالك
دخلت سارة وأغلقت الباب ولكنها ظلت واقفة خلفة :أبيه ..أنا عارفة ..
يقاطعها وقوف صقر واقترابه منها ثم أمساكه يدها وحثها على الجلوس وأقترب من أذنها بهدوء: مسمعش صوتك لغاية ما أفضى ..سمعتي
حركت سارة رأسها بتوتر وخوف بنعم :...
يعود صقر لمكتبة : برافو عليكي ...ويعاود عملة
.....بعد مرور ساعة
يرفع صقر رأسة من الملفات التي أمامة وينظر لساعتة ثم لسارة التي وترها مرور الوقت مع صقر وبحدة وصوت عالي : ما شاء الله ....ساعة بدون كلام ...يعني بتعرفي تسكتي ... لسانك عرفتي تتحكمي فيه ..صح..الحقيقة أنا قلت أختبرك قبل ما أحكم عليكي لأني اعتقدت أنك مريضة فايبقى ليكي عذر يعني أنتي انسانة طبيعية تعرفي تتحكمي في لسانك ..دلوقتي المفروض اختبر تصرفاتك ...بس إزاي أختبر تصرفات أنا حفظتها عن ظهر قلب ..لأن كلها غلط ..صح يا سارة ..دلوقتي المفروض تتكلمي على فكرة وتردي عليا ..ردي
سارة التي تلقت هجوم صقر العنيف ببكاء صامت : يا ابية ..أنا مستعدة أروح أعتذر لروتيلا إذا كان ده يرضيك
صقر وهو يمسح على وجهة بعصبية : لا حول ولا قوة إلا بالله ..ده اللي أنتي فهمتية أني بزعق ليكي علشان روتيلا ...لا ..لا ..أنتي حالة صعبة ..مستحيله ..أنا مش مصدق تعرفي أنا مش مصدق لدرجة إية لدرجة إني بفكر أعملها لأول مرة في حياتي في تعاملي معاكم أن أمد أيدي ...فاهمة ....
صقر ينظر بتعجب لوقوف سارة التي خافت وتراجعت للخلف : لا إله إلا الله ...أنتي مجنونه متخيلة أني اضربك ....أقعدي يا بنت ..واهدي علشان تسمعيني كويس
تعود سارة للجلوس وهي تمسح دموعها : أسفة يا ابية بصراحة أنت ردود افعالك بقت غريبة علينا كلنا
يمسح صقر بيده على وجهة : تعرفي يا سارة الله يكون في عون عمر أنا بجد بدعيلة ربنا يقويه عليكي
تنظر له سارة ودموع عالقة في عينها : أنتوا حطيتوا مثال صعب إني اقلدة في كل حاجة
صقر بتعجب : مش فاهم أحنا عايزينك تقلدي حد
: روتيلا ..بنت فيها كل الصفات اللي بيتمناها أي انسان
يتحرك صقر بقلق في مكانة وهي يغلق الملفات التي أمامة بعنف : احنا بنتكلم عن روتيلا ولا عنك ...يا سارة متخلطيش الأمور
: يا ابية افهمني وأرجوك اسمعني للأخر ..روتيلا دخلت بيتنا هنا من خمس شهور تقريبا غيرتنا كلنا بنت اصغر مني ..انت قلت عليها في البداية طفلة وهاتربيها على طبعنا وطبعك ..لما شفتها أول مرة انبهرت بيها بس صعبت عليا إزاي هاتواجة كل التغيرات اللي حصلت حواليها . أزاي هاتتعامل معاك انت شخصيا ..بهرتني يا ابية ..لما بقعد مع نفسي بستغرب إزاي ضعيفة ورقيقة كده وفي نفس الوقت قوية ومتمسكة برأيها في الحق ..قلدتها يا ابية في المظهر لكن الجوهر صعب صعب أوي ..فهمتني
صقر الذي ما أن بدأت سارة في الكلام عن فراشته وهو سرح في كلامها نظر لها : أيوة غيرتنا وبعدين ..أنتي أية مشكلتك مش فاهم محدش طلب منك تقلديها ..إنتي بتميزك شخصيتك كل اللي طلبناه منك انك تحترمي خصوصيات غيرك ..كمان تصوني لسانك ...
سارة تقاطعة بغضب: كنت بتمسك برأي زيها لما حسيت بالخطر ناحية عمر ومروان اتمسكت بحقي إني أدافع عنهم وأكون زيها ...أظن من حقي إني اخاف على جوزي واخويا ...هل من حق روتيلا بس تدافع عن اللي بتحبهم وأنا لأ...لو ده غلط فعلا ليه حسينا كلنا بتأنيب الضمير ناحيتها لما طلع دفاعها عن خالد على حق ..وأنت يا ابية كمان... معقولة سبتها هناك عند والدها الحقيقة فاجأتني
صقر بحدة: انتي مش معقولة قلت ليكي دي حياتي الخاصة متتكلميش فيها
سارة ببكاء : وأنا ..وأنا رحت فين كنت دايما المميزة عندك ..كنت دايما دلوعتك كنت أبدا مبتقولش ليا على حاجة لأ..أو تنتقد طريقتي ..ليه لما روتيلا ظهرت بقت كل حاجة أعملها تنتقدها وتغلطني ..ليه يا أبية ..أنا حاولت أقلدها في كل حاجة بتعملها علشان أرضيك وبردة مش عاجباك
يقف صقر من المفاجأة : أية !!!بتقولي أيه ..ترضيني ..لا حول ولا قوة إلا بالله
سارة تمسح دموعها وتنظر لصقر بقلق : ..........
ينظر صقر للسماء : ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ..ثم ينظر لسارة بهدوء وتحرك ناحيتها ثم أمسك يدها لتقف أمامه : سارة يا حبيبتي بترضي بني أدم ..بترضي عبد ..
هي دي كانت مشكلتك يا بنتي ...مش أنا قلت أية ولا روتيلا بتعمل أية شوفتي اخواتك مي ولميس وحتى مروان مش حاسة أنهم اتغيروا ..انا بأكد ليكي سببهم مش أنا ولا روتيلا ولا أي حد في الدنيا ..سببهم في التغير هو رغبتهم في إرضاء رب العباد ...حبيبتي روتيلا مغيرتش حد ولا طلبت من حد فيكم يتغير
أنتوا اللي شوفتوه منها خلاكم عايزين تتغيروا ...لكن ..يا حبيبتي متغلطيش وتقولي برضيك انتي مكانتك عندي عمرها ما هاتتغير هاتفضلي أختي الصغيرة دلوعتي هاتفضلي بنتي وأمانتي اللي قصرت فيها للأسف انشغلت بشغلي وحياتي وقصرت معاكي ....فهمتي ..من فضلك حبيبتي متشيلنيش ذنب ..انتبهي وجددي النية ...ثم يقبل سارة من جبينها ويعود لمكتبة وبهدوء شديد يعكس حزنة ودون النظر لها : تقدري تطلعي
ظلت سارة فترة مكانها وقد بهتت تماما مما قالة لها صقر : أنا بحب ربنا ...بحبة أوي
صقر وهو يعود للنظر لعمق عينها : أثبتي ..أثبتي أنك بتحبي ربنا
سارة وهي تتحرك ناحية الباب : إن شاء الله
وتخرج تاركة الصقر يأنب نفسة على تقصيرة : استغفر الله العظيم ...الحمد لله ..أنك دخلتي حياتي في الوقت المناسب ....ثم يغمض صقر عينة ...وحشتيني يا فراشتي ..محتاجك أوي ...
........بيت الشيخ .......
.......جناح الحاج راشد .......
: السلام عليكم
أم جمال تسلم من الصلاة وتقف تنظر طويلا لروتيلا ثم تشيح بوجهها وتستغفر : وعليكم السلام تعالي يا بنتي
تدخل روتيلا بتردد للداخل : ماما منيرة قالت ليا أن حضرتك عايزاني
تجلس أم جمال على الأريكة : أيوة تعالي ...كنت عايزة أتكلم معاكي شوية
تتقدم روتيلا ببطء وتجلس بمقابلها : أتفضلي
تبتسم أم جمال : مستعجلة ..
: لا أبداً ..
أم جمال : تعرفي انك كلك أمك ...تشير لشعرها ...ما عدا لون يا سبحان الله
تبتسم روتيلا وتنظر للارض :...........
أم جمال فجأة : يا بنت ناديا أنا زوجة غارت من حب مكانش ليا ..أنتي لو مكاني كنتي عملتي أية ؟؟
تنظر روتيلا لأم جمال بمفاجأة من السؤال فترة تفكر في ذكرى معرفتها بزواج صقر العرفي فتمسح جبينها بتوتر وهي تداري عينها التي غشيتها دموع رقيقة عن أم جمال ولكن بعد فترة صمت وبهدوء: الأكيد أني مش هاعمل اللي عملتوه ..صدقيني
أم جمال وبحسرة : يا بنت ناديا ..
تقاطعها روتيلا بإصرار : أنا بنت راشد ..وده ما يمنعش أني فخورة بكوني بنت ناديا
وكنت ممكن أسامح فيها إلا معاكم ..
تضحك أم جمال : حاضر يا بنت راشد ..وتعود للجديه ...اسمعيني وأحكمي من وأنا صغيرة واسمعهم بيقولوا نبيلة لراشد وراشد لنبيلة ..لكني استنيت كتير يتقدم راشد وميحصلش وبعدين بقينا نسمع كلام من الناس ان أم راشد وهي ست كانت قوية أنها مش عايزة نبيلة وماشية تقول في البلد أني لساني طويل ومش من مستواهم ..ومستحيل تجوزني لراشد وتمر أيام تقيلة عليا أنا وأمي وفجأة تجيني الفرحة لما دخلت أم راشد علينا فجأة وبتخطبني وعايزة الجواز يتم بسرعة
انا بقى أفتكرت أن راشد عايزني وأصر عليا ولكني افاجئ بأن أمه استعجلت وخطبتيني له علشان تبعده عن الجنية الأجنبية اللي ساحرته ..وتمر السنين ونسيت موضوع الجنية ..وراشد ابن عمي كان راجل يعتمد عليه زوج تتمناه أي واحدة وأب عظيم وتظهر فجأة أمك والماضي يتفتح واتجوزها بدون حتى أن يفكر فيا وجابها هنا ...أنا ست كنت جوزت اتنين من عيالي وفرحت بأحفادي ..وبدأت أحصد اللي زرعتة وأفتكرت أني كمان زرعت الحب في قلب جوزي والمفروض أنول مكافأة نهاية خدمتي له ..خليكي مكاني يا بنت راشد أية رأيك تصبحي الصبح تلاقي جوزك داخل عليكي بزوجة بيحبها وبيفرضها عليكي وعلى حياتك ومش بس بيفرضها لأ كمان بيفضلها ..بقيت أشوف نفسي في المراية مفيش مقارنة بيني وبينها هي حلوة وجسمها حلو ومتعلمة تعليم عالي ..وأنا ست خلاص راحت عليها ..أيه رأيك تصحي الصبح وتلاقي كل السنين اللي راحت كانت وهم وخدعة .. الولاد كبروا ومعدش ليكي لازمة ليهم والزوج راح وشبابك راح مع الأيام اللي راحت ..وأمل بسيط بأم الزوج أنها تخلصك من كل ده مش تمشي وراها علشان ترجعي جوزك
روتيلا تقاطعها بثقة : لأ,,
تضحك أم جمال : علشان مجربتيش قهر الزوجة لما تعرف أنه متجوز غيرها
روتيلا ببسمة حزينة : لأ ..جربت
أم جمال : لأ..
تضحك روتيلا : يا زوجة أبي ..أنتي كنتي عارفة ..بابا كان عارف ..حتى أخواتي كانوا عارفين
ام جمال بتوتر : لأ ..أأأنا معرفش ..
: لأ,,تعرفوا... بابا قال لنفسة الراجل الشرع حلل له أتنين وتلاتة وأربعة ..وأنا عملتها قبله ..وأخواتي تغاضوا لكن زودوا جرعة الأهتمام والحرص عليا ...ثم تقف تواجها ...الوحيد اللي رفض الزواج كان زي مقدرش يعمل حاجة ..خالد ... أنتي عشتي حلم الأرتباط بابن عمك وحققتية وعملتي أسرة بتحلمي بيها وعيشتي في المستوى اللي كنتي عايزاه والزوج اللي أخذ زوجة تانية حرص أنه يعدل بينكم وبالعكس أعطاكي من وقتة ومالة أكتر منها.. أمي في مرضها ولأنها كانت وحيدة مكنش حد واقف جنبها غير والدي اللي مقطعش ابدا عادتة أنه يعدل بينكم حتى يوم ما سمع من الدكتور أنه خلاص مفيش أمل جة هنا وسابها علشان يعرفك الأول ويستأذنك .. لكنك مكتفتيش كنتي عايزاه كلة ... لكن حكم القلب مش بأيدة ..
تفتكري أنا كان ممكن أعمل زيكم ...مستحيل ..عارفة ليه لأني بنت ناديا
ثم تتحرك روتيلا للخروج لتوقفها صوت أم جمال الباكي : سامحيني ...مش قادرة أسامح نفسي ..قبل ما ربنا ياخد أمانته.. أرجوكي سامحيني
تظل روتيلا ممسكة بمقبض الباب تعصره بقوةألمت كفها وبهدوء : أنا سامحتكم من زمان
وبحرص على صلة الرحم ..وده لمرضاة ربي لكن متطلبيش اني أحبكم ...السلام عليكم
وتخرج روتيلا وهي تغلق الباب مغلقة معه الصفحة المؤلمة من الماضي.....
.......يوم جديد........
.......مشروع صقرالجارحي .......
صقر يمر داخل المشروع يتأكد بأنه يسير حسب الجدول الزمني ..سعيد بما وصل له المشروع ولكن في صدرة فراغ كل فترة يمد يدة يضغط بها على قلبة الموجوع من فراق حبيبة ..
كان هناك يراقبة من بعيد وينتظر اللحظة المناسبة ..يلمحة الصقر ويتحرك له بملامحة التي تحمل الجمود والحزن والغضب
: السلام عليكم
: وعليكم السلام ..أخبارك صقر بيه
صقر بابتسامة جانبية : تمام ..وأنت ..
: الحمد لله
صقر يرفع عينة للسماء وبتنهيدة : وتؤمك عاملة أية ..
يضحك خالد : اخيرا أعترفت
يضرب صقر بقدمة حجر في الأرض بغضب : تقصد أخيرا عرفت ..أنت في النهاية اللي فزت ..وأنا خسرت ..خسرتها وخسرت روحي معاها ..رفضت ترجع معايا ..رافضة تقابلني ..أنهاردة خامس يوم أروح لها وترفض ..فاهم أنت يعني أية ترفض ترد ليا روحي ..فاهم
خالد بتفهم : من حقها ..الدلال يليق بعمتي
يضحك صقر عاليا : لو على الدلال مفيش مشكلة بس في بيتي ..
خالد : واللي يساعدك ..
صقر يمسك ذراع خالد بقوة : هاتساعدني ..أتكلم هاتساعدني
خالد بضحكة : والله يا عاشق هاساعدك ..بس سيب أيدي العمال وحرسك بيبصوا علينا
يضحك صقر : عارف يا خالد لو ساعدتيني هايكون ليك أي حاجة تتمناها
خالد : أنا أهم حاجة عندي في الدنيا سعادتها ..بس تعالى بقى لأن الموضوع محتاج خدعة صغيرة
لم يتحرك صقر وبإصرار : لأ ..أنا مصمم
خالد وهو يتحرك ومعه صقر... يتذكر : لو مصمم فإن شاء الله اول ولد تجيبوه أنا اللي هاسمية ..أية رأيك ..
صقر يقف ليقف معه خالد :أوعدك ..بس أنت أية اللي غيرك وخلاك عايز تساعدني
خالد بصدق : لأني أكتشفت حبك واحترامك ليها لما تصر كل يوم تجيلها مرتين وتسيبها براحتها ومتغصبهاش ترجع معاك بالرغم إنك عارف لو أصريت جدي وبابا هايوافقوا .. وهي كمان بحاجتها للأمان اللي فقدته يوم وفاة أمها وأنت جيت بغيرتك وغرورك في حبك ليها أعطيتها الأمان ده ..سبحان الله ..هل كنت تتخيل انت أن عيوبك دي تكون مصدر الأمان ليها
صقر ينظر له : أنت أزاي متأكد كدة !!
يضحك خالد : روتيلا كانت مش ناقصها الحب فالحب حواليها مننا كلنا لكن كلنا كنا دايما بعيد عنها دايما ..عمي يوسف ومحمد ووالدي بالتليفون حتى جدي كان مش دايما معاها وأنا كنت كتير أسيبها وأجي أشوف الوالد والوالدة ..أنت بس اللي عطيتها الحب ومعاه الأمان فهمت يعني روتيلا معرفتش الأمان من يوم وفاة والدتها إلا معاك ..ثم يتحركوا مرة أخرى للخروج من المشروع
مع تفكير عميق من صقر بكلمة خالد
....الحب ومعاه الأمان ....
.......نهاية الفصل الواحد والأربعون .......
بسم الله الرحمن الرحيم
۞ وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136) ......[سورة أل عمران ]
صدق الله العظيم
|