كاتب الموضوع :
روتيلا
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: الفراشة
فَرَضَ الحبيب ُ دَلالَهُ وتَمَنَّعـَا
وَأَبَى بغيرِ عذابِنَا أَنْ يَقْنعا
ما حيلتي وأنا المكبّلُ بالهوى
ناديته فأصَرَّ ألاّ يسمعا
وعجبتُ من قلبٍ يرقُّ لظالمٍ
ويُطيقُ رغمَ إبائِهِ أنْ يَخْضَعَا
فأجابَ قلبي لا تَلُمني فالهوى
قَدَرٌ وليس بأمرِنَا أَنْ يُرْفَعَا
والظلمُ في شَرْعِ الحبيبِ عدالةٌ
مهما جَفَا كنتَ المُحِبَّ المُولَعَا
ولقد طربتُ لصوتِه ودلالِهِ
واحتلّتْ اللفتاتُ فيّ الأضلُعَا
البدرُ من وجهِ الحبيبِ ضياؤه
والعطرُ من وردِ الخدودِ تضوَّعَا
والفجرُ يبزغُ من بهاءِ جَبينِهِ
والشمسُ ذابَتْ في العيونِ لتسطعَا
........الفصل التاسع والثلاثون .......
.....جناح الصقر .....
: السلام عليكم
روتيلا : وعليكم السلام ورحمة الله
صقرمبتسما يجلس بجانبها وهو يريح ظهرة للخلف : بتاكلي أية ..اكليني معاكي
روتيلا بهمس : كرز ...ثم تطعم صقر واحدة ...
صقر يغمض عينة : مم....جميل . ..كمان واحدة
تطعمة مرة أخرى : بتحبة
: جدا ..بس غريبة مش الموسم بتاعها خلص
يحمر خد روتيلا : مش عارفة أنا طلبته من أم عبير وهي قالتلي هاتقلب الدنيا لغاية لما تجيبة
يضحك صقر وهو على وضعة مغمض العينين : وقلبت الدنيا ....لو بتحبية أوي كدة هاوصيلك علية
تعض روتيلا على شفتها :......
: روتيلا ...
روتيلا : مم
: لية مش مبسوطة أنك مسافرة النجع زي كل مرة
تضع روتيلا الطبق على الطاولة :...........
يعتدل صقر ويرفع وجهها بيدة لتنظر له : ليه يا حبيبتي مش بتردي عليا ...
روتيلا تبلع ريقها : لا أبدا مبسوطة ,,بس كنت عايزة اقولك حاجة مهمة أنــ..
يقطع أسترسالها صوت الهاتف فينظر له صقر ثم يغلقة :أيوة سامعك
: مشغول
: مش هايحصل حاجة لو اتأخرت شوية .. قولي كنتي عايزة تقولي أية
روتيلا بتنهيدة هي تعلم أنه أراد ارضائها تمسح على جبينها بتوتر : حاجة مش مهمة بس خالد وماما منيرة هاينزلوا النجع نهاية الأسبوع
ينظر له صقر بتمعن : مش فاهم ..
روتيلا تنظر للأرض وهي تعصر يدها وبتوتر : ولا حاجة بس ..هاطلب منك ..
يقف صقر : عايزاني أسامح خالد
: هو عرف غلطتة ولكنك عارف أنه مش بس الوحيد هنا اللي غلط ..
صقر بصوت حاد : اية ؟؟عيدي
تقف روتيلا تقابلة وبإصرار : لو كنت مكانة كنت عملت أية .مروان كمان غلطان وأنت عارف كدة ولا علشان أخوك
يصمت صقر ويمسح على وجهة بغضب : اوكي هاسامحة لكن يا بنت الشيخ دي أخر غلطة له فاهمة ...ويتركها ويدخل غرفة النوم ...مغلقا الباب خلفة بعنف
تجلس روتيلا مكانها وهي تضع يدها على جنينها وبتنهيدة وهمس : بابا أمتى يبطل عصبية عايزة أقولة ومش مساعدني ...نفسي يعرف أوي عارفة أنه هايتبسط بس ..نفسي يفهم الأول أد أية بحبة هو ومفيش في قلبي وتفكيري غيرة ..ثم تضحك بهدوء ..خلاص متزعلش أنت كمان ..بس أعمل أية يا حبيبي بابا بيفكر اني له لوحدة ..لا إله إلا الله ...يارب .
.......في الطائرة ......
من بداية الرحلة وروتيلا نائمة بعمق فبمجرد صعودها الطائرة وضع لها صقر الكرسي بوضع مريح ودثرها جيدا وظل بجانبها لتطمئن حتى نامت ثم جلس مع عمر في اجتماع مغلق يتناقشوا
صقر بحدة : ده وعدك ليا ..احنا مش اتفقنا
عمر : وطي صوتك ..اسمعني أنا قلت ليك مستحيل اسيبهم
صقر يمسح على وجهه بعصبية : أنت مش هاتستريح إلا ما تحصل مصيبة ..
: تقصد حياتي
صقر يمسكة من ذراعة : شوف تمسكك بالموضوع ده مش بتخسرني بس لا بتخسر سارة كمان ...انت ناسي انها كانت متخوفة من شغلك
: انت بتهددني يا صقر
صقر بصوت عالي وغاضب : أنت عارفني انا مش بقول الكلمة وارجع فيها أرجع عن اللي بتعملة
عمر بحدة هو الاخر : أختك مراتي ..ومن واجبها أنها تساندني
يقف مروان بجانبهم : اية اللي أنتوا بتعملوه ده الجماعة سامعينكم وسارة مموتة نفسها من العياط
يقف صقر ويعود مكانة : استغفر الله العظيم
يجلس مروان بجانب عمر : أية الموضوع أنا عمري ما شوفتكم كدة مع بعض
عمر بتنهيدة تعكس ضيقة : أخوك اللي بقى عصبي ..معدش حد عارف يكلمة
مروان : مش يمكن عصبيته سببها خوفه عليك
: لية عيل انا
مروان يقف : لأمش عيل بس مش ناصح .. أنا رايح أنام دماغي صدعت من دوشتكم وأنت اتحرك يا الزوج روح شوف مراتك
تفتح روتيلا عينها عندما سمعت صوت صقر العالي لتجد صقر يعود للجلوس بجانبها
: صحيتي من صوتي
روتيلا : زعلان ليه
يظل ينظر لها بعمق وهو يمسح على وجهها : حبيبتي أنتي كويسة
:بتهرب ليه من الإجابة
صقر كعادتة لا يقول إلا ما يريد أن يقوله : محتاجة حاجة من المطبخ
روتيلا بتنهيدة : عايزة لمون أخضر
يضيق صقر بعينة : أية لمون أخضر ..تقصدي عايزة عصير لمون
تضحك روتيلا وهي تشير بيدها كور صغيرة : لمون ..لمون
يضحك صقر ويقف : علشان ضحكتك دي اللي حارماني منها من أسبوع هاروح اشوفلك بنفسي
يعود صقر بعد فترة وقد أحضر الليمون الذي طلبته روتيلا تحت انظار أم صقر المبتسمة بسعادة
.......منزل الحاج راشد .......
...حجرة روتيلا ....
تجلس تحكي كل ما حدث من البداية حتى النهاية لم تترك حرفا او فعلا مما دار في الخناقة وبعدها.... أرادت ان يشير عليها والدها بحكمته
روتيلا تبكي في حضن والدها : أقرب الناس بيؤذوني يا بابا أقرب الناس
راشد بحنية يمسح على رأسها : أنتي فراشة ..الضوء يحرقها ولكن بردة بتقربي منه
حبيبتي كنتي مزعلة نفسك علشان مين ...جمانة بنت أخوكي ..أبوها عطاها قلمين وحبسها وأمها طبطبت عليها والموضوع خلص
وأخت جوزك عندها حق ...
تبعد عنه روتيلا وهي تمسح دموعها وتقاطعه : أزاي
أنتي يا حبيبتي لو كان حصل نفس الشئ مع حد من اخواتك ولا جوزك كنتي هاتعملي أكتر من كدة
تبتسم روتيلا ودموعها لازالت عالقة بعينها : أنت بتقول كدة بس علشان مشيلش من حد..أنت عارف حتى لو كنت زعلانه مش هايكون رد فعلي كدة ولو عاتبتها مش هايكون أدام حد
يمسك يدها ويربت عليها : أصلا عارف أنك مش هاتشيلي منهم بس صعبانة عليكي نفسك شوية وهاتنسي ...بس أنا بقة الراجل الكبير عارف أنتي صحيح زعلانه من مين
تخجل روتيلا ويحمر وجهها :.......
يضحك الحاج : شوفتي ..طلع كلامي صح ..قولي يا حبيبة أبوها زعلانه منه ليه
روتيلا بجدية : يا بابا متهيألة أني بفضل خالد علية
: خالد !! لية يا بنتي متهيألة كدة ..وعموما لو كدة خلاص شيلي سبب زعلة
: يعني أية
: يعني أرجع خالد الأسكندرية تاني
: ليه يا بابا أنت هاتشجعة كدة على تصورة وبعدين أنا ملتزمة جدا أدامة يعني مبكلمش خالد أبدا وهو موجود وبجيب سيرته في أضيق الحدود ولما هو بيسأل عنه بس ..يعني غلطان جدا في تصورة ده
يصمت الحاج راشد مفكرا في كلام ابنتة وهو يسند بذقنه على عصاة العتيقة : متنسيش أن صقر مش متعود على حد يرد عليه وخالد مش بيمييز لما يكون الموضوع يخصك
تضحك روتيلا : وانا هاعمل أية في المشكلة دي وهما الأتنين معرفش بيحصلهم أية لما بيتقابلوا
يهز الشيخ راسة بتفهم : عندك حق ..لكن أرجع أقولك أنك هاتتحاسبي على طاعة زوجك ..فاهمة يا روتيلا
روتيلا بتنهيدة : فاهمة يا بابا ..فاهمة
يربت الشيخ الكبير على ظهر ابنتة : مش عايزة تقولي للراجل العجوز سر
تضحك روتيلا وبخجل تهمس : بابا لسة صقر ميعرفش
يضحك الحاج وياخذها بحضنة : مبارك ..مبارك ..عموما عمتك قالت ليا انا وخالد بس... أنتي بقى هاتقولي لجوزك أمتى
روتيلا وهي تداري وجهها في حضن والدها : انهاردة ..شوية هامشي بدري وهاقولة
يقف الشيخ : طيب قومي روحي..لكن انتظري ما أشوف حد من اخواتك يوصلك
يمسك الشيخ راشد رأسة بتذكر : كلهم مع جوزك عند المشروع ..ينفع خالد يوصلك
تقف روتيلا سعيدة انها ستخبر زوجها : ايوة عادي هو سامحة خلاص بس بشرط ان دي تكون اخر غلطة
يضحك الحاج ويمسك يدها : طيب تعالي ما أوصلك لعربيتة علشان أوصية ابن ....جمال ده ميزعلش نسيبنا تاني
......في سيارة خالد .......
: ممكن أعرف مكشر لية
: مش مكشر
روتيلا تضحك : هاتخبي على عمتو يا حلوة
خالد بعصبية : بطلي يا روتيلا الطريقة دي لعلمك أنا أكبر منك بشهرين
تضحك روتيلا : حتى لو أكبر بعشرة أنا بردة عمتك ..طيب بلاش عمتو قول الحقيقة مش أنا توأمك
: أنا بعد ما هاوصلك طالع على القاهرة
: ليه كدة ..مستعجل ليه
: كده أحسن حتى جدتي منيرة وافقتني هارجع البيت دلوقتي تكون جهزت نفسها ونطلع على طول
روتيلا بتفهم : علشان كدة دلوقتي ماما منيرة بتقولي نتقابل بالقاهرة ..بس برده أنت مقلتش اية السبب
خالد بتنهيدة : شوفي رجعت جمانة وبابا عاقبها وأخد منها التليفون وقطع النت وماما من وراه رجعت ليها كل حاجة
: إزاي
خالد بعصبية : جابت ليها تليفون و أحدث كمان من اللي كان معاها وخط جديد ونت منفصل شوفتي الدلع يعني بالعربي أغلطي يا جمانة تاني وتاني
روتيلا بضيق وحزن : عندك حق تكشر ..الله يكون في عونك يا أبية جمال
: روتيلا.. وأنا !
روتيلا تنظر له : لأنه اللي ربى وتعب مش أنت ..لأنه اللي هايتحاسب على بنته مش أنت فهمت
: فهمت ...وصلنا ..أدخل من البوابة عادي ولا تنزلي هنا
: لأ طبعا صقر خلاص أعطى أوامرة للحرس بالأوكي ليك ..بس عايزاك تركن جنب الجراج عايزة أعطيك مبلغ تعطية للسايس ابنة تعبان
: ماشي ..بس يكون في علمك لو ولد أسمة خالد
تضحك روتيلا : انهاردة لسه هاقوله ..و هاشوف رأيه في موضوع خالد ده
: لعلمك أنا هاخلية بنفسة يسمية خالد
روتيلا بضحكة: تحدي
: تحدي ...
وينزل خالد من السيارة ويدخل الجراج ويعطي السايس الفلوس ويوصل روتيلا ويعود لبيته لياخذ العمة منيرة ويسافر للقاهرة
.......مشروع الجارحي الخيري .......
تفقد صقر المشروع مع أخوات روتيلا ومروان وعمر وايضا محمود الذي وصل خصيصا ليشرف بنفسة على قسم رعاية الأمومة والطفولة
الدكتور محمود : ممتاز يا صقر ..كدة البناء جاهز هابعت إن شاء الله للشركات الطبية اللي اتعاقدت معاها تبعتلك الأجهزة والمعدات
صقر : الحمد لله ..كنت خايف جدا البناية متخلصش في ميعادها ..او تكون مش مطابقة للمواصفات
بعد انتهاء الجولة واطمئنان صقر على المشروع بالكامل ,يعود عمر ومحمود مع مروان للبيت وينتظر صقر مع أخوات روتيلا بناء على طلبهم ...
جمال بضيق : صقر بية انا عرفت من خالد اللي حصل
صقر يقاطعة مجنبا نفسة وجمال الحرج : الموضوع انتهى وياريت نقفل الحديث فية
جمال بإصرار وغضب : أنا ميهمنيش اولادي أنا بكلمك وكل اللي يهمني اختي ..روتيلا مغلطتش علشان تاخدها بذنب غيرها وانا مستحيل هاسمح بأن اي حد يظلمها.. فاهمني
ينظر صقر لجمال الغاضب وبحدة : اختك زي ما بتقول أيوة ..ولكن اسمحلي هي زوجتي وانا من البداية اظن وضحت بما فيه الكفاية أنه مفيش اي حد في الدنيا مسموح له أن يتدخل في حياتي الشخصية واظن روتيلا جزء.. وجزء كبير اوي من حياتي الشخصية ويمكن كلها
محمد مهدئا : صقر بيه أبو خالد واحنا عايزين نطمن
يبتسم صقر بجمود ناظرا لبعيد ثم يأخذ نفس عميق : أطمنوا ...أسمحولي لأني عندي شغل مهم
جمال وهو يدري تماما عقلية صقرالعنيدة : اتفضل هانمشي كلنا
يمشوا جميعا يتقدمهم جمال المتجهم الغاضب من الوضع كلة ..وفي نفسة :مسكينة يا روتيلا ولاد اخوكي يغلطوا وانتي تضطري تواجهي كل دة ..هاتلاقيها منين ولا منين يا بنتي ...الله يصلح حالك يا حبيبتي
.......في قصر الجارحي .........
......في الهول .......
تجلس عائلة الجارحي في انتظار صقر
أم عمر بهمس لأم صقر : هي روتيلا عند والدها
:لا يا حبيبتي فوق في جناحها ..معدتش بتقعد معانا زي الأول من يوم اللي حصل وهي واخدة جنب ..سارة كمان زعلتها ..أنا والله مضايقتهاش بس أنتي شوفتي يعني مزعلش على ابني ..انتي مزعلتيش لما عرفتي اللي عملة خالد مع عمر
ام عمر : لا يا حبيبتي طبعا زعلت ولعلمك انا مش زعلانه من سارة ميصحش أبدا عيل يضرب رجالة اكبر منه وكفاية اوي أنهم مرضيوش يزعلوه علشان خاطرها ..الواد ده عصبيتة تخوف ..احنا يا اختي متربناش على كدة أتربينا أن الصغير يحترم الكبير الزمن ده بقى يخوف
أم صقر : الله يستر ..عندك حق الزمن فعلا بقى يخوف ...المهم أخبار ريهام اية
: الحمد لله ..أدعيلها يا أم صقر ..ربنا يرزقها بطفل معافى يا رب
: يارب ..يرزقك يا ريهام بالذرية الصالحة المعافاة يا رب
: اللهم امين
: السلام عليكم
الجميع : وعليكم السلام والرحمة
محمود : أية يا ابني اتأخرت ليه عايز أسافر
صقر يضحك وهو يجلس معهم : مفيش سفر ..أنت هاتبات معانا انهاردة
محمود : مش ممكن انا فضيت نفسي بالعافية علشان خاطرك ..وكمان مقدرش ابعد عن ريهام انت عارف نفسيتها تعبانة اد أية
صقر : ربنا يتمم لها على خير يا أبو صقر
يضحك الجميع ..
أم عمر بسعادة : عايزين نفرح باولادك يا ابو عبد الرحمن
يبتسم صقر : لما ربنا يريد
أم صقر بهمس لأم عمر : قلبي حاسس قريب
أم عمر تنظر بابتسامة واسعة لأم صقر التي تغمز لها :بعدين هاقولك ..اصلي لسة شاكة
ترفع ام عمر يدها للسماء : يارب نفرح بولادهم جميعا ..يارب
أم صقر : امين ...
ثم تقف ام صقر : هاروح أخليهم يجهزوا الغدا ...صقر
: ايوة يا ماما
:أتصل بروتيلا حبيبي خليها تنزل
صقر يقف فجأ ة : روتيلا فوق !!
.......جناح الصقر ......
.......روتيلا ......
في انتظار صقر .. تتحرك بتوتر وتنظر للنافذة من وقت لأخر على أمل أن تلمحة عندما يأتي واحيانا تمسك الهاتف ولكنها تتراجع : انا بقيت مستعجلة ليه اقولة ..يعني انا صبرت أسبوع وشوية
مش عارفة اقولة ازاي ...عادي صح ...تغمض عينها :صقر أنا حامل ..تضع يدها على جنينها تستشيرة :صح اٌقول كدة على طول ..تبتسم مع دخول صقر الغرفة فترتبك ووجها يحمر بشدة وتنظر للارض
صقر بتعجب من حالتها : السلام عليكم ..
روتيلا وهي على وضعها مبتسمة :وعليكم السلام ..
يقرب صقرمنها ويضع يده على جبينها وبقلق: رورو أنتي تعبانة
تحرك روتيلا راسها بلا :......
: طيب ليه جيتي بدري في حد زعلك ..ومتصلتيش لية علشان أجي أخدك ..وجيتي مع مين
تضحك روتيلا : صقر ..للدرجة دي مش مبسوط اني جيت بدري
يحضنها صقر بشدة: يا روحي مبسوط لدرجة إني مش مصدق نفسي ..معقولة قدرتي تسيبي بابا
تبتعد قليلا وهي ممسكة برابطة عنقة تعدلها له وبخجل رقيق : وحشتني ..فجيت ..بس
يقبلها صقر بشدة : برافو عليكي ..أحلى حاجة عملتيها
روتيلا وهي تهرب بعنيها ولا زالت بين يدية : كنت عايزة اقولك على حاجة مهمة
صقر يقبل طرف انفها بخفة : سامعك يا روحي ..قولي
: أنا بصراحة من فترة كنــــ
يقاطعها صوت الباب فيبعد صقر قليلا : أدخل
تدخل سارة وهي مترددة وتنظر لروتيلا : أبية الغدا جاهز
صقر وهو ينقل بنظرة بينها وبين روتيلا المبتسمة لها فيبتسم : اوكي يا سارة ..اسبقيني وهاننزل دلوقتي
روتيلا : انا اتغديت مع بابا.. بالهنا ليكم
صقر ضاحكا : طيب هانزل لأن محمود وعمر منتظرني تحت وبعدين نكمل كلامنا أوكي
روتيلا تنهيدة وهدوء : إن شاء الله
سارة بتردد : أتفضل حضرتك يا ابية أصلي كنت عايزة روتيلا في موضوع ...ثم تنظر لروتيلا ..ممكن
روتيلا : اه ..طبعا اتفضلي
يبتسم صقر ويقبل روتيلا من جبينها ثم يتجهة للخارج ويحرك يدة بخفة على راس سارة : متزعليش مراتي ...ثم يخرج
تبتسم سارة وهي تنظر لروتيلا وبتردد : الحقيقة وحشتني تصميماتك ..وكمان كنت عايزاكي تقولي ليا رأيك في شوية أكسسورات اشترتها لشقتي
روتيلا تفهم سارة التي جاءت تعتذر لها بطريقة أل الجارحي فتذهب لها وتحضنها : يا ربي عليكم ..أنتوا متعبين أوي ربنا يصبرني عليكم
تبادلها سارة الحضن وبدموع عصية : أنا والله بحبك
: وأنا كمان بحبك في الله
......بعد الغداء في مكتب الصقر ......
في اجتماع يضم صقر ومحمود وعمر ومعهم مروان الذي اصبح لدية فكرة كاملة عن ظروف وفاة ماجد ابن عمه
صقر بحدة : فهمة يا محمود انا معنديش استعداد أخسره بسبب عناده
محمود مؤيدا لصقر : فعلا انت بتحارب في جبهة مفتوحة بدون غطاء وعدوك مستتر ببراعة
مروان بسخرية : وحتى ممكن يكون عدوة واحد زميلة أو حتى صاحبة و بيدعي انه زميل جهاد
عمر يقف بتوتر يدور حول نفسة : انتوا هاتجننوني انا مش مصدق للدرجة دي خايفين
صقر بصوت عالي وغاضب: أقعد واعرف أنت بتتكلم مع مين ..
محمود مهدئا : اهدى يا صقر ..الحوار مش كدة
صقر وهو لازال غاضب ينظر لعمر وبحدة: فاهم انت بتقول أية عارف لما بدير مشاريع بالملايين وبنعمل تعاقدات سنوية مع شركات من جميع أنحاء العالم وجميع الجنسيات كمية المخاطرة اللي بنخوضها أد أية علشان أحمي البلد دي من كمية البلاوي اللي ممكن تتسرب من ورى التعاقدات دي وانت معتقد أن الشخص اللي أنت قبضت علية ده حد مهم واحد يا حبيبي بيروح بيجي مكانه عشرة ..فهموا الأستاذ المجاهد
عمر يجلس ناظرا للأرض بخيبة أمل : يعني مفيش فايدة
مروان بجدية : يا عمر خد مثال النائب الحالي وعصابة حوالية متأذيين جدا من الصلح اللي حصل خايفين جدا أن صقر ينجح في الأنتخابات أصغر طفل في النجع عارف الحكاية دي شفت أنهارده عند المشروع حرس كتير جدا ولما بسأل محمد ليه كل ده قالي في ناس يهمها أن صقر يفشل في الأنتخابات وانتهاء المشروع في اعتقادهم نجاح صقر فحاولوا كتير يقضوا على المشروع أو يحرقوه بس الأهالي كانوا لهم بالمرصاد وعامليين حراسة مشددة وبيتبادلوا عليها وهم في منتهى السعادة .. الناس لما بتتنور وتفهم بيطردوا العنصر الفاسد ..واعذرني حربك خسرانة
عمر بتفكير :سيبوني أفكر
صقر بإصرار: أوعدني المرة دي
ينظر له عمر بعمق صادق : خلاص أوعدك
يضحك محمود : الحمد لله يا اخي تعبتنا معاك
يقف عمر وينظر لمروان : أنت كبرت امتى وبقيت بتفهم ولا اللازقة دي اللي على وشك هي اللي بتفكر دلوقتي
يضحك الجميع ...
مروان يقف : يا اخي دمك بقى خفيف زي ناس
عمر يمسك ذراعة ويلفة للخلف:تقصد مين
مروان : شوفلك حل يا صقر انا خلاص تعبت مع الناس اللي بتضربني دي هم مش عارفين أنا أخو مين
صقر يضحك : خدة يا عمر برة كمل علية ..عندي شغل مع محمود
يتركة عمر : لا يا سيدي اخاف من حماتي ..أنا رايح لخالي عبد الرحيم
مروان : خدني معاك عايز اسلم علية ..
ويخرجا مروان وعمر تاركين صقر ومحمود يجروا اتصالات هامه ويكملوا مشروعهم الخاص بالوحدات الطبية في المشروع
يمر وقت طويل عليهم في العمل يقطعة هاتف ....
عمر ومروان تعرضوا لحادث سيارة
.....في قصر الجارحي في النجع .....
..... اليوم التالي ....
الكل يجلس على أعصابة في أنتظار صقر الذي منع خروج أي أحد منهم
أم صقر تبكي : أولادي حبايبي ...ربنا يستر ..يارب يقوموا بالسلامة
أم عمر التي تبكي هي الأخرى : يا رب سلمهم يا رب
روتيلا تهدي سارة : خلاص يا سارة أهدي صقر حلف أنهم كويسين
سارة التي تشهق بالبكاء : كويسين ازاي يا روتيلا أنتي مشوفتيش صقر كان وشة عامل أزاي وهو ماشي ..أنا عمري ما شفتة كدة إلا يوم وفاة بابا
روتيلا : لا حول ولا قوة إلا بالله...اصبري يا بنتي بلاش الأفكار دي
يدخل صقر ومحمود : السلام عليكم
يقف الجميع في انتظار الأخبار
: اطمنوا الحمد لله الإصابات كلها الدكاترة سيطروا عليها
ام صقر : يعني اية ..اية اللي حصلهم
أم عمر : يا صقر يا ابني ..يا محمود ..حرام عليكم قلبي هايوقف
محمود : اطمني يا طنط صدقينا ..يعني لا قدر الله لو كان فيهم حاجة كنا سيبناهم
: يعني أية ؟؟
صقر وهو يجلس بمقابلهم : مروان كسر برجلة اليمين اتحطت في الجبس والكسر عادي جدا يا ماما زي عادتة وهو صغير يومين ويتشال ويقوم يتنطط
وعمر كسر في أيدة والحمد لله بردة يومين وتلاقيهم هنا ..يعني أطمنوا
ام صقر تمسح دموعها : طيب سيبتوهم لوحدهم لية وأمتي هاتخلونا نشوفهم
يقف صقر يتجهة لمكتبة :ولا حاجة سيبناهم مع بعض في أوضة واحدة نايمين
ام عمر : هانروح لهم أمتى يا صقر ..أنت يا ابني سايبنا ورايح فين
لم يرد عليهم صقر الذي يشغلة التقرير المبدئي عن السيارة تتبعة عين روتيلا وفي نفسها : يارب أستر أية اللي شاغل بالك أوي كدة يا صقر
محمود : متقلقيش يا طنط هو بس مشغول بأسباب الحادث
: يعني أية
محمود : صدقيني ولا حاجة عايز يعرف بس عمر عمل الحادثة أزاي علشان لو كان في عربية تانية غلطانة واتسببت بالحادث عموما هاروح أشوفة واطمن وأقولكم ..اه ..طنط أوعى يكون حد بلغ ريهام
ام عمر : لا يا حبيبي أطمن ..ربنا يستر على ولادنا يا رب ويقومهم بالسلامة
الجميع : أمين
........مكتب صقر ........
الذي يتحدث بالهاتف من وقت دخولة مكتبة
صقر صارخا بالهاتف : يعني اية متأكد ...طيب عايزك تشدد الحراسة عليهم ..عارف لو عرفت أنك سمحت بالنملة تدخل هايبقى أخر يوم في عمرك فاهم
: السلام عليكم
يغلق صقر الهاتف ويجلس بغضب : وعليكم السلام ...تعالى
: خير في أية صوتك عالي
صقر:...............
: يا صقر طمني من التليفون اللي جالك في المستشفى وانت مقلوب حالك
صقر يمسح على وجهه بغضب : اقعد ..اسمعني ..السيارة ملعوب فيها
يقف محمود : أية !!! إزاي مين بيقول
: لما كنت في المستشفى جالي اتصال بالمعاينة المبدئية وكان فيه شك إن الفرامل حد لاعب فيها ودلوقتي جالي الخبر اليقين ..الحادثة مقصودة
محمود : اية المقصود منها بالضبط ومين المقصود؟؟
: ما دام الحادث متعمد ..المفروض اللي عمل العملية دي عايز يوصل رسالة ما ولازم هايبلغنا بنفسة
يسكتهم صوت قادم من الخارج عالي
محمود : صوت مين ده
صقر وهو يتجه لخارج المكتب : ده صوت عمي ..
.......في خارج المكتب ......
العم بصوت عالي : أنتي يا بنت أنتي لسة قاعدة هنا يالا غوري في داهية لبيت اهلك
روتيلا التي أرعبها صوت العم وكلامة ظلت مكانها واضعة يدها على فمها ودموعها تنزل بغزارة
ام صقر : اية الكلام ده يا حاج أنت بتتكلم مع مرات صقر
عاطف : تقصدي يا طنط بنت المجرمين وعمة المجرم اللي كان عايز يقتل عمر ومروان
صقر يمسك عاطف من رقبتة وبصوت عالي وغاضب : اخرس ..داخل بيتي وتصرخ على مراتي
محمود يخلص عاطف من يد صقر
العم : اصبر واسمع يا صقر
صقر بحدة : أصبر أية يا عمي ابنك اتجنن ..عايز علاج نفسي ازاي يتجرأ ويدخل بيتي ..ويهاجم مراتي
ثم يعود ويمسك عاطف بشدة :تعرف لسانك ده هاقطعة ليك حالا علشان تحرم تمس زوجتي
سارة تحضن روتيلا التي تبكي بشدة ...
محمود : في اية يا عمي فهمونا
العم : العربية ملعوب في فراملها
يتغاضى الرجال عن شهقة الرعب التي خرجت من السيدات
يترك صقر رقبة عاطف الذي كاد يختنق ويلتفت لعمة : اية الجديد خلاص عرفت ..و مكونش ابن عبد الرحمن الجارحي إذا مجبتش اللي عملها واكون معلقة من رجلية على بوابة القصر علشان يبقى عبرة للي يتطاول على حد من اهلي ...
يضحك عاطف بسخرية وهو يمسد رقبته : وإذا كان من بيتك
صقر بنظرة حادة لعاطف : أتكلم دوغري خليك راجل
العم عبد الرحيم وهو يشير لروتيلا : ابن اخو مراتك ..خالد
تقف روتيلا : لأ,,لأ,,مستحيل ..ثم تنظر لصقر تستنجد به ...صقر
ينظر لها صقر قليلا وبهدوء : اطلعي فوق
روتيلا تهز راسها بلا : لأ ,,مستحيل خالد يعمل كدة والله مستحيل
صقر بصوت عالي : قلت أطلعي فوق
تنظر روتيلا لأم صقر ..وام عمر ..ولسارة ..لتفاجئ بنظرات الأتهام فتمسح دموعها بغضب وبإصرار : عايزة أعرف سبب الأتهام
يقرب صقر منها وبصوت هادئ وحاد : لو مسمعتيش الكلام متلوميش إلا نفسك ...سامعة ..
روتيلا برجاء : أرجوك صقر من حقي أعرف
يمسكها صقر من ذراعها بشدة وبنبرة قاسية وتهديد : قسم بالله يا روتيلا لو مطلعتيش جناحك حالا لكون معاقبك عقاب شديد ..اسمعي الكلام
تومأ روتيلا برأسها بنعم وبصوت يسمعة الجميع : حاضر ,, بس لازم تعرف ولازم تعرفوا كلكم خالد مستحيل يفكر بالأجرام ده
ثم تتركهم وتتجه بخطوات واسعة لجناحها تتبعها نظرات الجميع
عاطف : لا,, ما شاء الله ..شديد يا صقر حقيقي شديد جبت انت كدة حق اخواتك
يتجه صقر بهدوء لعاطف ثم يعاجلة بلكمة قوية أسقطتة ارضا
الحاج عبد الرحيم : اصبر يا صقر ..أحترمني يا ابني تضرب ابني وانا موجود وبعدين عاطف معاه الدليل
صقر وهو ينظر لعاطف باستحقار : ضربتة لعدم احترامة ليا ولأهل بيتي اما الدليل فنقعد زي الرجالة يا عاطف ونتكلم فية ...اتفضلوا معايا على المكتب
أم عمر : أحنا عايزين نعرف الحقيقة
لم يرد عليها صقر المتجهم الغاضب واستمر بالتحرك يتبعة باقي عيلة الجارحي
ام صقر : ربنا يستر ...ربنا يستر..كدة التار هايرجع أشد
أم عمر تمسح دموعها : لا حول ولا قوة إلا بالله ...معقول الولد ده يعمل كدة طيب ليه والله حرام الولاد كانوا هايضيعوا مننا
سارة ببكاء : علشان بني أدم غبي ..حسبي الله ونعم الوكيل
ام صقر : أنتوا خلاص صدقتوا
سارة : ماما انتي شايفة عمي وعاطف متأكدين إزاي
أم صقر بهدوء : أيوة ..متأكدين ربنا يستر
.......مكتب صقر ........
يجلس صقر على مكتبة وأمامة جلس عمة وعاطف بينما ظل محمود واقفا
: اية دليلك يا عمي
: مش أنا اللي معايا الدليل ..عاطف
: خير يا سيد عاطف
عاطف يسحب منديل يمسح به الدم الذي نزف من شفتة : مع أنك متستاهلش بس الدم ميبقاش ماية إذا كنت أنت بايع العايلة فأنا بردة مش ممكن اتعامل معاك بالمثل
الصقر بحدة : خلاص خلصت ..الدليل
: شاهين السايس ..خالد كان راجع مع مراتك وقف بالعربة على باب الجراج ودخل جوة شوية وبعدين رجع
صقر : مش فاهم ..يدخل للجراج شوية ويطلع يبقى كدة متهم
: لأ طبعا انا امبارح بعد ما سلمت على عمتي ومرات عمي رحت الجراج اخد عربيتي شفتة بيديلة رزمة فلوس وطبعا لما حصلت الحادثة وعرفت أن الفرامل بايظة بفعل فاعل ربط الأمور ببعضها
محمود بسخرية : رزمة !!..يعني أيه عملية زي دي علشان يعملها شاهين عايز شنطة فلوس مش رزمة أنت فاهم الاتهام اللي انت قلته ده ممكن يعمل أية في النجع
العم عبد الرحيم : اصبر يا محمود يا ابني ..يا صقر مش أنت عامل كاميرات مراقبة سرية
يمسح صقر على وجهة بعصبية ويمسك الهاتف ويتصل بالحرس : عايز شريط مراقبة الجراج أمبارح ...
ثم ينظر لعاطف : عارف لو كلامك غلط هاعمل فيك اية
عاطف يضع رجل على الأخرى ويستند للخلف بثقة : متأكد من كلامي ..اهم حاجة لما أنت تتأكد ترمي لعيلة الشيخ بنتهم
صقر ينظر لعمة : ابنك تربية أو أربية أنا
كاد عاطف يقف وبحدة ولكن محمود الذي يقف خلفة يضع يدية على كتفة : أهدى يا عاطف صقر اخوك الكبير
وفي نفس الوقت يفتح صقر رسالة وصلتة على اللاب تظهر التحركات داخل الجراج اليوم السابق والتي توضح دخول خالد بالفعل الجراج وتسليمة نقود للسايس ثم بعد فترة يجد السايس يفتح غطاء ماكينة سيارة عمر ويتلفت حولة ثم يقطع خرطوم ما ثم يغلق الغطاء مرة اخرى
محمود : خير يا صقر ..صح الكلام
يقف صقر يتكلم وهو يخرج مسرعا : خليهم يمسكوا شاهين جاي بعد شوية
.......جناح صقر ........
روتيلا من لحظة دخولها الجناح وهي تبكي منهارة ثم تتصل بخالد الذي رد عليها بلهفة : السلام عليكم رورو أخبارك
روتيلا تشهق بالبكاء : خالد ...خالد
يقف خالد : روتيلا في أية ؟؟
: طمني عليك
: انا كويس والله كويس ..أنتي بتعيطي ليه في حد قالك حاجة عني
: أنت سافرت أمبارح زي ما قلت ليا
: أيوة
: طيب اسمعني كويس ..أنا عايزاك تاخد مفاتيح شقة جدي مصطفى في الاسكندرية وتروح هناك
خالد : ليه
: اسمع الكلام
: فهميني الأول
روتيلا : مروان وعمر عملوا حادثة بالعربية
: أيوة سمعت واطمنت خلاص أنهم بخير
تبكي روتيلا بشدة : الحادث مدبر وعاطف وعمي عبد الرحيم متهمينك وبيقولوا معاهم الدليل
خالد بحدة : روتيلا ..مستحيل انتي تعرفي عني حاجة زي دي
روتيلا بانهيار : أنا وانت عارفين لكن هم ..كلهم يا خالد ..كلهم ..نظراتهم وجعتني ..وجعتني اوي..حتى صقر ..صقر يا خالد ..صقر
خالد بهدوء : أهدي ..اهدي يا حبيبتي خلاص انا هاجي وأواجهم
تقف روتيلا ببكاء وصراخ : لأ,,لأ....أرجوك ..أرجوك الجارحي هايموتوك الأول وبعدين يتأكدوا ..صقر حالف ..حالف ..أرجوك أتوسل إليك خالد اسمع كلامي
: طيب اهدي خلاص ..خلاص يا حبيبتي طيب
تهدى روتيلا قليلا وهي تمسح بيدها على وجهها : هاتعمل اللي قلتلك عليه
خالد مستسلما : هاعمل اللي أنتي عايزاه
: لازم محدش يعرف مكانك ابدا فاهم
: فاهم ..فاهم
في هذه اللحظة يدخل صقر من باب الجناح ويتجه لروتيلا التي شهقت فيسمعها خالد ويتملكة الغضب من اجلها وتراجعت للخلف بخوف
خالد : روتيلا ..روتيلا
مد صقر يده وياخذ الهاتف من يدها بعنف وبصوت عالي غاضب : بتكلمية هاتي ..انا هاعرفة ..خالد
: ايوة صقر بية
: أنت فين..بقى انت يا عيل يا تافة تمس واحد من عيلتي مكنتش اخليك تنسى اسمك
يضحك خالد بسخرية : والله دي حكاية انتوا تكذبوا الكذبة وتصدقوها
: يا جبان ..لو كنت راجل كنت واجهتهم مش تبوظ فرامل العربية
: أولا انا راجل غصب عنك واللي انت بتقولة ده مستحيل واحد زي يعملها لأني لو عايز اعمل حاجة هاعملها في النور مش أتستر ورا راجل غلبان
صقر بحدة وهو ينظر لروتيلا التي أحاطت نفسها بيدها ومنهارة من البكاء : انت فين
خالد وبقصد : مش هاظهر ابدا لغاية لما أنت وعيلتك كلهم يعتذروا لروتيلا الأول وتطلبوا منها السماح ..وهي تبلغني
صقر بغضب : صدقني هاجيبك ..سامع هاجيبك وبكرة تقول الصقر قال مكنتش اعلقك من رجليك واعلمك الأدب
: اعلى ما في خيلك أركبة يا صقر الجارحي ...ثم يغلق خالد هاتفة
فينظر صقر لشاشة الهاتف ويقذفة بقوة في الحائط ليتحطم : الكلب ...
روتيلا التي أرعبها كلام وتصرفات صقر جلست مكانها لا تحملها قدماها وتبكي وتشهق بقوة ليمسكها صقر بقسوة لتقف امامه وبصوت عالي : فين الولد ده
تهز روتيلا راسها بلا :................
:يعني مش عايزة تتكلمي ..انطقي يا روتيلا متخلنيش اعاملك بقسوة أنتي عرفتي صقر العاشق بلاش تعرفي الوش التاني ..أتكلمي يا بنت
عندما لم تتكلم روتيلا ..دفعها بقوة للكرسي فأخفت وجهها بيدها وهي تبكي بشدة ..لم تستطع النظر له..أرعبها صقرها ..ارعبها من تحبة بل تعشقة ..أرعبها من كان المفروض أن يكون أمانها وحماها ..
: أم عبير اطلعي جناحي حالا
قرب صقر من روتيلا المنكمشة على نفسها وانحنى واضعا يد على أحدى جانبي الكرسي يحجزها أمامة ثم أمسك يدها بقوة يبعدها عن وجهها بصوت حاد وغاضب : لو فاكرة إني معرفش اوصلة بنفسي تبقي غلطانة أنتي عارفة انا مين كويس ..لكن أنا بس كنت بديكي فرصة لإثبات ولائك ..لأخر مرة باخيرك ما بين خالد والولاء ليا ..اختاري روتيلا
تستمر روتيلا بالبكاء بخوف وهي تغمض عينها بقوة حتى لا ترى ملامحة القاسية لا تريد أن تحتفظ بها في خيالها لا تريد :...........
يعتدل صقر في وقفتة مع دخول أم عبير : أنتي أختارتي ولازم تتحملي نتيجة اختيارك ..خروج من الجناح ممنوع .. مش مسموح ليكي أبدا الخروج منه لأي سبب ومش هايكون مسموح ليكي الأتصال باي حد ..أي حد فاهمة حتى بابا ..ومن هنا لغاية لما تعترفي من نفسك بمكان الولد ده ..حتى مشاركتي للجناح معاكي انتهت ..ثم ينظر لأم عبير : سمعتي
: ايوة يا افندم
: كل حاجتي في الجناح تتنقل للحجرة الملاصقة له وكل وسائل الأتصال حتى التليفون الداخلي ونت يتشالوا من الأوضة ...ثم ينظر لروتيلا ..مواعيد الأكل ثابتة تجيلها هنا ويتقفل الجناح للوجبة التانية ...ممنوع أي حد يدخل ليها حتى لو كانت الوالدة ..مفهوم
: أيوة يا بيه مفهوم
: نفذي
تذهب أم عبير لتنفيذ أوامر صقر
في حين يعود صقر ويرفع وجهة روتيلا الغارق في الدموع ليجعلها تنظر له بإصرار : افتحي عنيكي ..تفتح روتيلا عينيها لتواجه سواد عين حبيبها ...من هنا ورايح هاتعرفي تقولي ليا حاضر و بس...من هنا ورايح هاتعرفي أن ولائك ليا أنا وبس ..أنتي زوجتي ومن يوم ما ارتبط اسمك باسمي اصبحت تصرفاتك محكومة بأمري
ثم يتركها صقر متجهة لخارج الجناح وبصوت عالي تسمعة : أنا هاعرفك من هو صقر الجارحي لأني الظاهر دلعتك أوي ..
ويغلق الباب بقوة انتفضت لها روتيلا ....
أخيرا بعد خروج صقر بفترة طويلة استطاعت روتيلا التحرك حتى سريرها ونامت معطية ظهرها لما يدور حولها ...تحت انظار أم عبير وخادمتين اخريات .يشعروا بالحزن لفتاة غمرتهم بعطفها من وقت دخولها للقصر
........نهار جديد في قصر الجارحي .......
خروج مروان وعمر من المستشفى يكملوا علاجهم في البيت وتواجد لميس التي جاءت من القاهرة خصيصا للإطمئنان على المصابين ..
الجميع موجود فقط تجمعهم ظاهريا الحوار المعتاد ولكن داخل كل منهم سؤال
يقطع كلامهم جميعا لميس بنبرة قوية : انا متأكدة أن خالد مستحيل يعمل كدة ..صقر انت عارف عيلة الشيخ كويس رجالتها مستحيل يتصرفوا تصرف يأذي روتيلا وخاصة خالد
صقر بابتسامة جانبية : بقيتي عارفة تفكيرهم ..ممتاز والله
عمر : انا بتفق مع لميس
مروان: وأنا كمان ...والحقيقة أنا مستغرب جدا تصرفك القاسي مع روتيلا
سارة : بتقول كدة وانت مجرب خالد مرتين قبل كدة
مروان : ايوة وده يثبت أن انا عندي حق ..خالد اثبت في المرتين تماما اد أيه هو بيخاف على روتيلا
ام عمر : أيوة يا ابني بس في دلائل ..يعني الفلوس رايح يعطيها ليه لشاهين
عمر يسأل صقر : شاهين معاه حل اللغز محدش لاقاه لسه
يحرك صقر راسة بلا وبضيق : غبي ..كنت بجهز لسفر ابنه يعمل العملية بالخارج الراجل طول عمرة بيخدمنا مشوفناش منه حاجة وحشة يضيع نفسة على أخر عمرة ..اقول اية ..لا حول ولا قوة إلا بالله
سارة باندفاع: وخالد يا ابية ..لازم تجيبة ..مش مصدقة بصراحة أنك مش عارف توصلة
ومتهيألي أنك قاصد ..فلو كنت بتعمل كدة لتعطي روتيلا وقت تعترف تبقى هاتستنى كتير ..
كتير اوي فولائها كلنا عارفينة
ينظر صقر بابتسامه باردة لأخته دون ان يرد عليها :.....
أم صقر بحدة : سارة وبعدين معاكي
لميس تضحك : والله كل ما اسمعك استغرب أنتي عارفة روتيلا كويس إزاي تتخيلي أنها ممكن تحمي أو تتستر على مجرم ...وابية صقر متأكد من ده زي بالظبط
صقر وهو يدور بنظرة عليهم جميعا وكأنه يوجة لكل شخص موجود رسالة وبصوت هادي : متأكد من ولاء روتيلا او لأ.. عارف مكان خالد أو لأ .. عارف تفكير أل الشيخ أو لأ ..عاملت روتيلا بقسوة أو لأ...كلها تصب في حياتي الشخصية وأنتوا كلكم عارفين اني مستحيل هاسمح لأي حد أن يخليها موضوع للنقاش ..ولكن تأكدوا أني مستحيل هاضيع حق أخواتي ..وهاجيب اللي عملها ..فاهمين ...
صمتهم جميعا كان الرد على كلام صقر لأنهم يعلموا تماما من هو صقر عندما يكون بهذا الهدوء
: صقر بيه
: ايوة
أم عبير : الحاج راشد ..عايز يقابل روتيلا هانم
يمسح صقرعلى وجهة بعصبية ثم يقف :هاكون في انتظارة في المكتب ويتحرك إلى مكتبة ليكون في استقبال كبير عائلة الشيخ
......مكتب صقر .......
: السلام عليكم
يقترب صقر من الحاج راشد ويسلم عليه وهو يشير للأريكة : وعليكم السلام ..اتفضل يا حاج
يجلس الحاج راشد وبدون مقدمات : فين بنتي ؟
يجلس صقر مقابلا له وبهدوء : تشرب اية يا حاج
: بنتي يا صقر..مش جاي اتضايف ..بنتي انهاردة أسبوع ماسمعش صوتها عارف ده بالنسبة ليا أية ..موتي
: طولة العمر ليك يا حاج ..لكن روتيلا زوجتي و...
الحاج راشد بحدة يقاطع صقر : عارف يا ابن الجارحي انها زوجتك لكن قبليها روتيلا بنتي ..شوف من أول يوم قلت ليا أن خالد متهم وأن روتيلا بتحمية ومن حقك على زوجتك الطاعة وانا منعت نفسي التدخل ولا سمحت لحد من اخواتها اللي هايتجننوا عليها أنهم يتدخلوا سيبتك علشان تعرف لوحدك خطأك لكنك تماديت ومش عايز تتنازل عن الفكرة اللي في دماغك لعلمك أنا بس اللي عارف أنك حاطط عدم طاعة روتيلا حجة
صقر بابتسامة وثقة : يا حاج أنا لو عايز اعمل حاجة هاعملها صدقني مش محتاج حجة علشان اعملها ..بنتك ملزومة بطاعتي وأنت عارف ..
الحاج راشد : انت عارف أن خالد برئ
صقر : الدليل اللي عندي محتاج خالد يفسرة
يضحك الحاج راشد : اسألة هو تحت أيدك من اول يوم مسألتوش ليه
صقر يبتسم : بحب ادي فرصة للناس اللي يهموني ..دايما بحب اديهم فرصة لتصحيح نفسهم
أنت تتفق معايا ان خالد شاب مندفع ومحتاج توجية ..واحنا الكبار دورنا توجيهة
الشيخ راشد بجدية : روتيلا ذنبها أية , خرجها بعيد عن مشاكلنا
صقر : ومين قال أني ممكن أدخلها بمشاكلنا . لكنها زوجتي يا حاج راشد..وولائها الأول والأخير لازم يكون ليا أنا وبس وانت كمان عارف اتفاقنا اللي يغلط لازم يتحمل غلطة مش أهل القريتين يتحملوة خالد لازم يجي .ويدافع عن نفسة ..انت عارف أني منعت أي تسرب لاخبار الحادث علشان البلد متتأثرش ..والناس لغاية انهاردة فاهمين انه حادث عادي مش مدبر
:وروتيلا
: فترة تراجع فيها نفسها و.....
الحاج راشد يقاطعة : يا ابني أنت مانعها أنها حتى تكلمني
صقر : يا حاج راشد بنتك لازم تفهم هي متجوزة مين وان الكلمة اللي بقولها مبرجعش فيها
الحاج راشد بنفاذ صبر : انت دماغك ناشفة ..مفيش فايدة ..عايز اشوف بنتي
صقر بهدوء : روتيلا ممنوعة انها .....
يقف الحاج راشد وبحدة يقاطع استرسال صقر :وأنا مش هاخرج من هنا إلا لما اشوف بنتي
........نهاية الفصل التاسع والثلاثون ......
عن أبي بكر – رضي الله عنه – قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ( ثلاثاً ) ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله و عقوق الوالدين و جلس وكان متكئاً فقال : ألا و قول الزور " قال : فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت ". رواه البخاري و مسلم
|