كاتب الموضوع :
روتيلا
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: الفراشة
اشهد أن لا امرأة أتقنت اللعبة إلا أنت
واحتملت حماقتي كما احتملت
واصطبرت على جنوني مثلما صبرتي
وقلمت أظافري ورتبت دفاتري
وأدخلتني روضة الأطفال .. إلا أنت
اشهد أن لا امرأة تجتاحني في لحظات العشق كالزلزال
تغرقني تحرقني تشعلني تطفأني تكسرني نصفين كالهلال
تحتل نفسي أطول احتلال واجمل احتلال .. إلا أنت
يا امرأة أعطتني الحب بمنتهى الحضارة
وحاورتني مثلما تحاور القيثارة
تطير كالحمامة البيضاء في فكري إذا فكرت
تخرج كالعصفور من حقيبتي إذا أنا سافرت
تلبسني كمعطف عليها في الصيف والشتاء
أيتها الشفافة اللماحة العادلة الجميلة
أيتها الشهية البهية الدائمة الطفولة
اشهد أن لا امرأة على محيط خصرها تجتمع العصور
وألف ألف كوكب يدور
اشهد أن لا امرأة غيرك يا حبيبتي
على ذراعيها تربى أول الذكور وأخر الذكور
.......الفصل الثالث والثلاثون ........
........اليوم الرابع .......
بعد انتهاء جولتهم على حصان الصقر الأسود الذي أراد بها صقر أن تكون عادة محببة لهم في كل مرة يحضرا معا فيها للنجع
في طريق عودتهم للسيارة يتحدثان عن جولتهم ويضحكان : بس أنتي خوافة
: لأ , أبدا ,محصلش
صقر وهو يحيط بذراعه كتف روتيلا ويضحك : مين اللي كان ماسك فيا ومخبي وشة
: عادي علشانك كنت بتجري بسرعة خفت على عنيا
يقف وينظر لعينيها وبجدية : حصلك حاجة
تضحك روتيلا وتجري للسيارة : أنت صدقت أنا بس........تصمت عندما تجد رجلا يقف بالقرب من السيارة فتنظر لصقر الذي كان يتبعها ويضحك عليها ليصمت عندما يشاهدة
: السلام عليكم ...شفت عربيتك واقفة خفت لتكون عطلانة
: عربية الصقر عمرها ما تعطل ولو عطلت في مية واحدة غيرها
عاطف وعينة على روتيلا التي أخفت نفسها خلف صقر : أه ....زي الستات
صقر وهو يفتح باب السيارة لروتيلا ويدخلها فيها ثم يستقيم لعاطف : وصلت النجع أمتى يا عاطف ؟
: الفجر ...وأول حاجة عملتها قلت أجي أشوف ابن عمي وأسألة واقف ضدي ليه ...وبسخرية وهو ينظر للسيارة .....بيقولوا الصقر أتغير وبتتحكم فية ظروف جديدة ...
صقر وبتغاضي عن تلميحة يتجة للسيارة يركب : حمد لله على السلامة ...معدتش تتعب نفسك ...هاشوفك عند عمي
وينطلق الصقر لبيت الشيخ راشد
......... مي .........
لا تغيير ياسين كما هو بعد أخر حوار رجعت معاه لنقطة الصفر واكثر بقى يتهرب مني كلامه قل معايا حساه ...اه....حساه ......خايف
يخرج الصبح ويرجع بالليل ياكل ويدخل مكتبة ..كل يوم ...كل يوم ...كل يوم ...
انا زهقت معقولة هو محسش أبدا بالزهق
: الصبر يا رب
على طاولة الطعام ..المكان الذي نلتقي فيه أنا وهو ..المكان الوحيد
: تسلم أيدك
تبتسم مي بدون نفس : الله يسلمك
فترة صمت لا يسمع منها سوى صوت الملاعق على الأطباق في موسيقى رتيبة أخذت مي نفس عميق وتخرجة ببطئ
ياسين : خير
تحرك رأسها في تساؤل صامت :....
ياسين وهو يكمل أكلة ولا ينظر لها : يعني صوتك كأنك .......يصمت ........زهقانة مثلا
تضحك بسخرية : لأ,أبدا
ياسين : مي أنا عارف أنه لازم كنتي في الأخر هاتملي وكنت منتظرك تتكلمي وتصرخي كالعادة
: وأنت حاسب حسابك أوي لده فقررت أنك تزود الجرعة معايا
ياسين بتعجب : جرعة أية ؟!
مي تبعد طبقها بهدوء و تسند على الطاولة بكلتا يديها : الإهمال ياسين جرعة الإهمال ...كنت مديالك عذر إنك مشغول جدا أو مش واخد بالك لكن كلامك وضحلي أد أية كنت غلطانة حضرتك واخد بالك ومنتظر إنفجاري فمحصلش فقررت تستغل أية ..ها ..أية نفس اخدته بصوت شوية مسموع يا سلام كانت الشرارة يعني اللي حركت لسانك
يترك ياسين الأكل ناظرا لها في تعجب وبهمس : إنتي مي !!
تضيق مي بعينيها : أفندم ؟؟
ياسين منهي الحديث كعادته : أنا الحقيقة اللي غلطان ويقف بعد أن أنهى طعامة : الحمد لله ..ويتجه للخارج
مي التي تعلم برودة تغمض عينيها : ياسين
: نعم
: أنا قررت أخد كورسات عاملاها السفارة هنا
يرفع يدة بلا مبالاة : أعملي اللي يريحك ويخليكي تحسي بالسعادة ويشغلك ...مبسوطة ....
تبتسم ببرود : جدا حبيبي ..هاجيب بيبي سيتر للولاد في فترة عدم وجودي
: مفيش مشكلة ..لكن الأحسن سيبيلي الموضوع دة والأرقام هاوفرها ليكي بكرة
مي ولازالت ببسمتها الباردة : ميرسي يا حبيبي ومنحرمش منك
يميل لها بتحية باردة : سلام ...ويخرج
مي بتنهيدة وعين دامعة : وعليكم السلام ..يا ..ياسين
........قصر الجارحي في النجع .....
من بعد عودتها من بيت والدها لاحظ الجميع أثار الدموع في عينيها
الكل مجتمع في الهول في انتظار أمر صقر بالأنطلاق ...فالجميع عودتهم في نفس الرحلة ...إنشغال صقر الشديد حتى يضع اللمسات النهائية لتصميمات المشروع مع فريقة الفني وفي وجود مروان الذي يدربة بكثافة جعلة عصبي طوال اليوم ...
يدخل صقر الهول حيث أمه وسارة وروتيلا : السلام عليكم
الجميع : وعليكم السلام
صقر ينظر لساعتة وبعجلة : مضطرين نأخر السفر كمان ساعتين ويمكن أكتر لسة مخلصتش كل شغلي ...ثم يتجة للخارج
تقف روتيلا : كنت سيبتني على الأقل عند بابا أنا ...
ينظر لها بحدة وصوت عالي : أقعدي ...السفر بعد ساعتين .انتهى الكلام ....ثم يتجة لمكتبة : استغفر الله العظيم
تجلس روتيلا وهي تحاول منع دموعها لكن لاتستطيع
سارة تقرب منها وتحضنها : خلاص رورو متزعليش أنتي لسه هاتعرفي أبية صقر ..أنتي عارفة لما يكون مشغول مستحيل حد يعرف يكلمة يعني أنا هاعلمك
روتيلا وهي تبكي : أيوة ,بس المفروض كان يسيبني عند بابا ...وممكن جدا لما تطلعوا أجي زي ما هايعمل مع عمتي وعمر ....
أو حتى كان ممكن أروح دلوقتي ..بس بسرعة عصب ومخلنيش أأقولة
تضحك أم صقر مخففة على كنتها الرقيقة : الله يكون في عونك يا رورو ..أبني ومش مستحمله عصبيتة أنتي مستحملة إزاي يا بنتي
تبتسم روتيلا وهي تمسح دموعها لحماتها الحنونة : أنتي قلبك كبير أوي يا آنتي
: طيب تعالي
تقترب روتيلا من حماتها وتجلس بجانبها فتمسح أم صقر بيدها بحنية على رأسها نزولا على ظهرها وبهدوء : يا بنتي أنا كنت فاقدة الأمل أن صقر يتجوز ..دعيت كتير ربنا يرزقة بالزوجة الصالحة بنت الحلال اللي تصونة وتصبر علية ..جيتي أنتي من أول يوم شفتك فية دخلتي قلبي وحسيت أن دعائي اتقبل في ساعة إستجابة ... خرجت صدقات كتير من فرحتي بجوازة كنت كل يوم اشوف صقر غير ...أنتي عارفة صقر كان دايما ..دايما ساكت كنا نبقى كلنا مرعوبين من سكوتة أنا أمة كنت بترعب وأقعد أقول ربنا يستر ..دلوقتي ما شاء الله بقى بيعلي صوتة ويتعصب
تضحك روتيلا وبصوت مبحوح من البكاء : آنتي !! إنتي مبسوطة إنه بيزعق لنا ..
تضحك أم صقر : مبسوطة أنه مشاعرة بقت واضحة ..لما ينبسط يضحك ويهزر ..لما يغضب يعلي صوتة ويصرخ علينا ..وبصوت هادي ...ولما يحب يبان في عنية
يضحكوا سارة وروتيلا
سارة : وما دام تحب بتنكر ليه ..الله عليكي يا مامي
تأخذ أم صقر روتيلا في حضنها : نفسي يا رورو أطلب طلب مش عارفة إذا كان من حقي ..بس هاطلبة وأمري لله
: أنت تأمري مش تطلبي عنيا ليكي آنتي
أم صقر تبعد روتيلا قليلا وتنظر لعيني كنتها الخضراء : ما شاء الله يا بنتي ...ربنا يحفظك حبيبتي ..نفسي يا روتيلا تقولي ليا يا ماما ممكن يا حبيبتي ..ممكن تحققي ليا الطلب دة ..لو متقدريش أنا ...
تقاطعها روتيلا وهي تدخل في حضن أمها الجديدة وقد عادت للبكاء : أنا كمان كان نفسي من زمان ربنا يخليكي ليا يا ماما
سارة تمسح دموعها : أية الأمسية الحزينة دي ينفع كدة ..يعني صقر يزعق نعيط ..أم صقر تتبطب نعيط ..يعني نزعل نعيط ..نفرح نعيط
مروان : السلام عليكم ..أية يا سارة كمية نعيط دي اللي بتقوليها
تبتعد روتيلا عن حماتها تمسح دموعها وتعدل جلوسها وحجابها :...
سارة : لأ,متخدش في بالك ..أنت عرفت تخرج من الحصار إزاي
مروان يجلس :ولا حاجة حاولت الأول بالخروج المباغت لما جالكم هنا ..دخل كان هايفجرني فعملت إنسحاب تكتيكي
سارة : وده بيكون إزاي
مروان وهو يدعي البكاء والترجي بيدة : قلت له ..عايز أدخل الحمام أرجوك فعلا خلاص أرحمني
ضحك الجميع ...وظلوا أكثر من ساعتين في انتظار الصقر
........الطائرة .......
رحلة العودة لا تقارن برحلة الذهاب ..صقر من البداية محدد خطوط عريضة أهمها ...ممنوع الكلام .....
روتيلا التي تجلس بجانب صقر : عايزة أقعد مع سارة
: بتقولي أية !!
تنظر له : سمعتني
يقرب صقر منها وبغضب هامسا : رجعتي طفلة عايزة العقاب ...
وعاد لوضعة... :نامي أنتي بتتعبي في الطيارة ...ثم أندمج مع جهازة المحمول من بعد الأقلاع ..
في حين روتيلا التي تنظر للخارج بدون كلام ظلت فترة طويلة تقاوم الغثيان ولكنها لم تستطع فوقفت تريد الذهاب لحمام الطائرة ..أراد صقر مساعدتها ولكنها رفضت أن يلمسها وجرت للحمام وأغلقته عليها ..في حين ظل صقر خارجا
سارة تقترب من صقر وبحذر : أبية ..روتيلا فيها أية ..مامي وآنتي كمان قلقوا عليها
نظر لها صقر وهو يمسح على وجهة : ولا حاجة حبيبتي روتيلا بتدوخ من ركوب الطيارة روحي أنتي
:طيب خليني أساعدها
صقر يدير سارة أمامه من كتفها لتذهب مكانها : شكرا سارة أنا موجود ..على مكانك لو سمحتي
سارة تذهب : أوكي ...أوكي
تخرج روتيلا ولكن صقر ظل واقف يسد عليها طريق الخروج وفقط ينظر لها .... : بقيتي كويسة
روتيلا وهي تنظر للأرض : أيوة
: أرفعي راسك
ترفع روتيلا رأسها له وبتحدي : أنا مش طفلة
يبتسم صقر : لو مش عايزة تتعاملي كطفلة بطلي تتصرفي زيهم
تنظر روتيلا حولها وبهمس : ده مش المكان المناسب لمناقشتك لكن تأكد إني مش هانسى المناقشة دي ولازم نكملها
صقر بهدوء واضعا يدة بجيبة : أنا معنديش مشكلة في المكان ..أتفضلي سامعك
: لكن أنا عندي ..لأن أمور زواجي محبش حد يسمعها ..ممكن تسمحلي أمر .
يضحك صقر وهو يتنحى جانبا : طبعا...
تمر روتيلا وتذهب لتجلس بجانب سارة
صقر وهو يعود مكانة بهمس ضاحكا : طبعا ....يا طفلة ....
.......بعد اسبوع من رحلة النجع .......
.....مائدة عشاء الصقر .......
: من بكرة تمسك فرع المهندسين
مروان تاركا ما بيدة : لكن ده فرع مهم وخاص بالتعاملات الخارجية وانا لسة مش جاهز
صقر :.....
مروان بتردد : صقر ...سامعني
صقر بابتسامة باهتة : طبعا حبيبي سامعك .......تكون من الساعة تمانية هناك
أم صقر : صقر حبيبي مروان بيقولك انه مش جاهز
يبتسم صقر بحنية لأمة : سمعته ماما ..وبصوت حاد يسمعه مروان ...لكن مشكلة مروان ..أنه مش عارف قيمة نفسة لازم يدير فرع بنفسة علشان يعرف
سارة : واوو..أبية أنا كمان مش عارفة قيمة نفسي ممكن تشغلني في المجموعة علشان أعرفها
صقر وهو يكمل أكلة : لو وافق عمر ...أنا موافق
سارة : أبية بتتكلم جد انت كنت رافض قبل كدة
صقر ضاحكا : أيوة يا حبيبتي ...لما كنتي مسئولة مني لكن دلوقتي يا ماما بقيتي مسئولية عمر ...فهمتي
سارة وهي تتنهد : أه ..فهمت
روتيلا هامسة : فهمتي أية ؟؟
: جوزك وافق وهو متأكد إن عمر هايرفض
تضحك روتيلا وبهدوء : إتحدية
سارة : أية ؟؟
روتيلا هامسة بالقرب من أذنها : أتحدية ...
صقر وهو ينظر لروتيلا بتسلية : روتيلا ..
روتيلا تنظر له :....
صقر وهو يكتم ضحكتة : سيبي البنت ....تاكل .....فهمتي
تبتسم له روتيلا :جدااا...كلي يا سارة
سارة تنقل بنظرها بينهم وبتعجب : أوكي باكل
.......ريهام ومحمود .......
: مالك يا حبيبتي
ريهام وهي تجفف وجهها : معرفش يا محمود الظاهر برد
يضحك محمود وهو يراجع ملف بيدة : أه ...برد...أخدتي أدوية
: لأ,,ما أنت عارف إني موقفة كل الأدوية ..علشان ..يعني لو حصل حاجة
محمود مبتسم : إن شاء الله ...
ريهام تجلس أمام زوجها وهي تنظر له بتمعن : محمود
: أيوة يا ريهام
ريهام بتردد : أنا عايزة أتأكد من حاجة بصفتك دكنور متخصص
محمود يترك ما بيدة منتبها لها : أتفضلي
: لو أنت حامل تحس بأية ؟؟
يصمت قليلا وهو يمسح بيده على جبينة يمينا ويسارا : معلش عيدي السؤال تاني ؟؟
ريهام بعصبية وهي تقف : أية يا محمود صعب يعني ..ده تخصصك ..أف ...خلاص أنا هاسأل الدكتورة نوال
يقترب محمود منها ويمسك يدها : أهدي بس يا حبيبتي أنا رأي بردة أنك تسألي نوال هي حملت وولدت ثلاثة مرات أظن أكيد هاتفيدك أكثر مني
تصمت ريهام قليلا وهي تنظر لزوجها ثم تنفجر في الضحك كثيرا ويأخذها محمود الذي شاركها الضحك في حضنة .......ثم ........تنفجر في بكاء هستيري
يتوقف محمود عن الضحك : هشش...أهدي حبيبتي أهدي ...
ريهام وهي مازالت تبكي : أه ...يا محمود خايفة أوي ...خايفة ...أه ..خلصني منه مش عايزاه
يبعدها محمود عنه وينظر لوجهها : أنتي حامل ...ردي أنتي عملتي تحاليل
: من غير ما أعمل ..من غير ..أنت كمان حاسس زي ..حاسس صح
يضحك ويضمها لصدرة : يا مجنونة ...في حد يقول كده بقى الواحد تجي له النعمة لغاية عنده ويرفضها ..بس يا حبيبتي بس...ريهام انا جوزك وحبيبك وبقولك أنا معاكي في كل حاجة وكل خطوة هاتمري بيها ..ابننا هايجي إن شاء الله وأحنا مستعدين تماما له ...أدعيلة يا حبيبتي علشان يجي بالسلامة
: يارب ..يارب
محمود وهو ينظر لها مبتسما : خلاص حبيبتي
ريهام تمسح دموعها : أيوة يا حبيبي ..الشيطان وسوس ليا ..أستغفر الله العظيم ..أستغفر الله العظيم
ثم تصمت قليلا وتنظر له : أنت قلت دلوقتي أبننا ...دي بنت يا دكتور
: يا سلام طيب ما أنتي قلتي ليا لما تبقى حامل بتحس بأيه .... زعلت أنا
وينفجرا معا في الضحك : الحمد لله ....الحمد لله
........لميس ......
في المطبخ الذي أصبح مغلق مؤقتا بأمر من العمة منيرة حتى تتعلم لميس فن الطهو منها
: ها ..فهمتي
: صعبة أوي يا آنتي ..أخاف تكلكع زي كل مرة
: يا بنتي من أول ما تحطي اللبن وأنتي بتقلبي فيها على النار الهادية هايبقى بشاميل هايلة ..بس أعمليها ..أنا هاروح أقعد شوية وأنتي خليكي واقفة أدامها ..أتفقنا
لميس بتردد : أيوة يا آنتي ...ربنا يستر ...
لميس تقلب في البشاميل : يارب ...يارب تنجح المرة دي
العمة بعد فترة : ها يا حبيبتي خلصت
: متهيألي
: لحظة أجي أشوفها ...ماشاء الله يا لميس البشاميل نجحت معاكي ..تعالي بقة عصجي اللحمة زي ما علمتك ..وجنبها أسلقي المكرونة
تقبل لميس العمة : ربنا يخليكي يا رب ...أنهاردة أسعد يوم في حياتي ....وبصوت عالي ....عملت مكرونة بالبشاميل يا ماما
تضحك العمة منيرة وبهمس : أسبوع علشان تتعلمها ...أه ....الله يكون في عونك يا يوسف
........جناح صقر ........
: السلام عليكم
روتيلا تغلق اللاب : وعليكم السلام ورحمة الله
يجلس صقر مريحا ظهرة ويغلق عينة من الأرهاق :....
تقف روتيلا بقلق : تعبان
: جداا مرهق عندك حل
: أكيد ....خد شاور وصلي ونام
يضحك صقر ويفتح عينة : وأنا كمان عندي حل ...تعالي هنا جنبي
تضحك روتيلا وهي تجلس بجانبة : عارفاة ...وأنت أخدت علية على فكرة
صقر وهو يضع رأسة على رجل روتيلا وبهدوء : عندك حق يا رورو
روتيلا وهي تحرك يدها بحب بين خصلات شعرة الأسود كعينة : أنت متضايق من حاجة
: عرفتي إزاي
: حسيت بيك
يمسك يدها ويقبلها وبتنهيدة : أيوة يا رورو ....مروان ...قلقان علية .....مش واخد الأمور بجد دايما هزار
روتيلا بتفكير : أنت أعطيتة مسئولية كبيرة..لية ؟؟
صقر : لأني واثق في قدراتة فعلا
: من يومها أتأخر عن شغلة أو قصر في مسئولية
: لأ,,لكن بيهرج كتير ..ومش عامل حدود بينة وبين الموظفين ..كدة مش هايبقى في حذر أو خوف من الموظف إنه يغلط ما دام مديرة راجل طيب وواخد الأمور ببساطة
روتيلا وهي تهز رأسها يمين ويسار بلا : ......
يجلس صقر ناظرا لها : مش عاجبك كلامي ؟؟
تأخذ نفس عميق وبتنهيدة : صقر ..أنا مش مقتنعة بكلامك ...أنت بتقارنة بمين !!
صقر :....
: أنا أقولك ..أنت بتقارنة إما بيك أنت شخصيا أو بوالدك الله يرحمة
يضحك صقر عاليا وهو يقف : بابا كان زية
تضيق روتيلا عينيها بتعجب : معقولة !!!
يتجة صقر لغرفة النوم تتبعة روتيلا : أيوة . مستغربة ليه ..القلب الأبيض ..وحسن النية ..والطيبة مع الناس كلها ..المرح وإلغاء الحدود ...مروان هو بابا ..فهمتي ..طبعا من غير موضوع البنات
: الله يرحمة ...حقيقي لما أنت عارف كدة خايف لية على مروان
صقر يواجة روتيلا ناظرا في عينيها وكأنه يطلق كلامة عنها : لأن الزمن أتغير ..لأن الطيب ملوش مكان ...لأننا لازم نحارب.. ولازم نقوى ..ولازم ..
تقاطعه روتيلا : ولازم أكون مش انسانة في تعاملي مع الناس علشان أعيش وسطهم
صقر :......
: لأ,,لأ يا صقر بية
صقر وهو يشيح بوجهة عنها : روتيلا ...
تواجهة روتيلا وتدير وجهه لينظر لها : لأ , يا صقر مش لازم أعاملهم بالطريقة اللي يعاملوني بيها علشان أعرف أعيش وسطهم
يضحك صقر بسخرية : المثالية اللي أنتي عايشة فيها متنفعش تقدري تقولي ليا إية دليلك على صحة نظريتك
روتيلا بثقة : أعقلها وتوكل
يصمت الصقر ناظرا لعمق عين الفراشة وبهدوء : روتيلا الدلوعة اللي عاشت وسط جيش من الحماية تعرف أية عن الدنيا إلا النظريات
تتراجع روتيلا من الصدمة وتجلس ناظرة للأرض : أنا دلوعة ..أمتى بتصرفاتي أعطيتك أنطباع إني دلوعة ...أنت فعلا متعرفش حاجة عني
نظر صقر للسماء : يا الله ...روتيلا ...انا مش بهينك .....أنا بقول أنك مواجهتيش تحدي حقيقي او شئ قاسي مع الناس يخليكي تفهمي
روتيلا تقف وبحدة وتحدي : لازم تعرف أن البشر مختلفين ..أنا ..مروان ..يوسف ..خالد ..لميس ..مي ..ياسين ..عاطف ..سارة ..عمر ..
لازم تعرف أننا مختلفين مش لازم نبقى نسخة من صقر الجارحي علشان نعجبك أو تقتنع بينا ......وتكمل بهدوء ......لازم تعترف أننا مختلفين وأن الأختلاف سنة الحياة ....لازم يبقى فية إختلاف ..لازم الحياة يبقى فيها الخير والشر ..علشان يبقى فية ثواب وعقاب
حساب في الدنيا .......وحساب في الأخرة
.......نهاية الفصل الثالث والثلاثون ........
وَرَدَ أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ ، أَمْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ ؟ قَالَ : " أعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ ". والحديث أخرجه الترمذي وصححه الألباني.
عن أسامة بن شريك قال: "كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت الأعراب، فقالوا: يا رسول الله، أنتداوى؟ فقال: نعم، يا عباد الله تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داءاً إلا وضع له شفاء غير داء واحد. قالوا: ما هو؟ قال: الهرم" رواه أحمد .
|