كاتب الموضوع :
روتيلا
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: الفراشة
يا حبيبي، لك روحي، لك ما شئت وأكثر
إنَّ روحي، خير أفق فيه أنوارك تظهر
كلَّما وجَّهتُ عيني نحو لمَّاح المحيَّا
لم أجد في الأفقِ نجماً واحداً يرنو إليَّ
هل تُرى يا ليل أحظى منكَ بالعطف عليَّ
فأغني وحبيبي، والمنى بين يديَّ
.........الفصل الثامن والعشرون .........
........على مائدة إفطار الصقر ........
بعد ليلة إنتهت بتسلية الصقر بتحدي روتيلا له يبدأ صقر يومه
: مروان لسه نايم
أم صقر : أنت عارف يا حبيبي يسهر طول الليل وينام طول النهار
صقر : صدقيني كل ده هايتغير بمزاجة ....وينظر لروتيلا ...أو غصب عنه إنتي عارفه يا ماما إن مفيش حد يقدر يتحداني
تنظر أم صقر لروتيلا الهادية جدا ولصقر :......
صقر بحدة : روتيلا
: أيوة
: أنا ملاحظ إنك مبتروحيش للمرسم خالص
روتيلا ترتشف العصير بهدوء ثم تضعه أمامها وبإصرار : مش دايما بحتاجه أنت عارف إني بهتم بالجرافيك أكتر
صقر بصوت عالي : أم عبير
تحضر مديرة المنزل بسرعة : أفندم صقر بيه
صقر وهو ينظر لروتيلا مبتسما : مرسم الهانم ...يتقفل ويجيلي المفتاح ..مفهوم
شهقة سارة هو ما قطع الصمت بعد جملة صقر
أم عبير :....
ينظر صقر لأم عبير وبحدة : منتظرة إية ..نفذي حالا
: حاضر ..أوامرك
تكمل روتيلا طعامها بهدوء تحت أنظار أم صقر وسارة الحزينة
وبعد فترة تأتي مديرة المنزل بالمفتاح وتسلمه لصقر
صقر وهو يأخذ المفتاح : لو عرفت إنه إتفتح بغير المفتاح ده ..متقعديش في البيت دقيقة واحدة فاهمة
: أيوة يا بيه حاضر
: أمشي
بعد أن تمشي
أم صقر : ليه كده يا ابني
صقر :....
سارة بتحدي وغضب لروتيلا : عموما هي مش محتاجاة
يسود الصمت قليلا بعد جملتها كان يرتشف صقر خلالها قهوته الصباحية : لسانك ده هاقطعه ليكي في يوم صدقيني يا سارة
سارة :...
ثم ينظر لها بحدة : أعتذري
سارة وهي تقف : أسفة ...ممكن
: أتفضلي
صقر وبسخرية لروتيلا : مش عايزة تحصلي صاحبتك
روتيلا :....
أم صقر : لا حول ولا قوة إلا بالله ..ليه كده بس تعكنن عليهم البنات كانوا مبسوطين وقايمين يجهزوا للسفر من بدري
صقر :....
وعندما لم تجد رد من أبنها تحاول تغيير الموضوع : طيب حبيبي إحنا هانطلع بكرة الساعة كام
صقر : كلكم بدري يستحسن بعد صلاة الفجر
لكن أنا وروتيلا هانيجي في أخر الليل
تترك روتيلا ما بيدها ولكنها تظل تنظر لطبقها بحزن
أم صقر تلاحظ روتيلا التي أخيرا استطاع صقر بقرارة هذا عقابها على شئ لا تعلمة ..ولكنها تعلم تماماً إن هذه الصغيرة لا تعرف إغضاب أحد
أم صقر بإصرار : روتيلا هاتيجي معايا
صقر ينظر لأمه بحنية : ماما لو سمحتي أهدي أنا فعلا عندي شغل مهم وصدقيني أسألي عمر الترتيبات دي من زمان ...وبعدين ..مراتي مش هاتسافر إلا معايا إسمحيلي
روتيلا التي لم تتحمل أكثر من ذلك قامت فجأة : بعد أذنكم ..وجرت إلى جناحها
أم صقر : حرام عليك ..ليه كده
صقر وهو لازال نظرة مع روتيلا التي أختفت بالفعل من أمامة فيقف متجهما : أطمني يا ماما محصلش حاجة ..أنا رايح عندي شغل مهم ..السلام عليكم
أم صقر : وعليكم السلام ..ربنا يهديك يا ابني ويرزقك بالذرية الصالحة يا رب
.......جناح صقر ........
حيث تجلس روتيلا تقرأ القرأن الذي يملؤها بالهدوء والسكينة
: السلام عليكم
: صدق الله العظيم ..وعليكم السلام والرحمة
سارة بحزن وهي تجلس بجانب روتيلا : أخبارك ؟؟
تضحك روتيلا : أخبارك إنتي
: إنتي بتضحكي ..يبقى أكيد صالحك صح
روتيلا ولا زالت باسمة : هو الحقيقة لأ..لكن تعالي هنا إنتي لازم تتدخلي ! كام مرة قلت ليكي أنا وآنتي متدخليش
سارة باستنكار : يا سلام ..يهزأني علشانك وفي الأخر تغلطيني
تحضنها روتيلا : حبيبتي ..متزعليش
سارة : أف , مش زعلانه بس مش فاهمة ماله انهاردة مبيعملش الحركات دي إلا لو كان معبي من حد
تضحك روتيلا :....
: أنتي هاتجننيني ..وأنا اللي كنت فاكرة هاجي ألاقيكي مموته نفسك من العياط
روتيلا بجدية : لأول وأخر مرة هاعطيكي رد لأسألتك ..بس لأني شايفاكي متسرعة أخاف تتصرفي نفس التصرفات دي مع عمر
سارة :...
روتيلا تكمل : زوجي راجل عنيد عايزاني أعاند قصادة و...
سارة تقاطعها : لأ ,بس قولي رأيك
روتيلا : دي مشكلتك قولنا ليكي بتدخلي بحسن نية ..أنا فعلا بقول رأي ..وفعلا هو بيسمعني
: لكن بينفذ اللي في دماغة
:مش صحيح ..
سارة :...مش فاهمة ..يعني هو بيعملك كل اللي أنتي عايزاة
:لأ.مش كدة ,لكن على الأقل بيوافق بطريقته
سارة :زي أيه أديني مثال
روتيلا تقف لتضع المصحف في مكانة :كفاية أنك تعرفي إني مش زعلانه ...وتغمض عينيها وفي نفسها (وإني فهمته وإني بحبة )....
ثم تعود لسارة :بس أنتي عرفتي أخر الأخبار ؟؟
سارة : كالعادة أتهربي ..أيه يا سيتي أخر الأخبار ؟؟
:مش هسافر معاكم الصبح هاسافر مع صقر أخر الليل
سارة تقف :أيه ؟! طيب ليه
روتيلا تقبلها من خدها وتضحك : أوامر الصقر
........مي .........
وهي تضع الأكل على طاولة الطعام منتظرة زوجها الذي وصل منذ قليل
: السلام عليكم ..الله ..الحمد لله كنت زهقت من أكلهم
مي ضاحكة : وعليكم السلام ..بالهنا والشفا ..الحمد لله بقى إني بعرف أطبخ
ياسين وهو يأكل : طبخك الحقيقة بيعجبني جداا
مي وهي تجلس : الحمد لله ....وبهمس ..ان فيا حاجة بتعجبك
ياسين : بتقولي حاجة
:لأ يا حبيبي ..
ياسين : صحيح أخبار ضيوفك أيه ؟؟
:ضيوفي !!
ياسين وهو يضحك :مش انهاردة كان عندك وفد من زوجات المصريين اللي بيشتغلوا عندي في الشركة بيرحبوا بيكي
مي بعدم إهتمام :..أه..أوكي
ياسين يترك طعامه قليلا :أوكي ,بس
مي تكمل طعامها وبعدم إهتمام : ليه منتظر شئ تاني
ياسين : يعني اللي كنتي بتعمليه دايما ..رأيك فيهم ..تصرفاتهم ..كل حاجة وأي حاجة
مي : بيعجبك ..وتصمت قليلا ..عايزني أحكيلك عنهم
ياسين : مكنش مهم عندي قبل كده وأكيد مش مهم عندي دلوقتي بس كنت بلاحظ أنك بتحبي ده فكنت بسيبك تحكي
مي وفي نفسها علشان كنت غبيه :.......
ياسين ينظر لها من وقت لأخر : مبسوطة ؟؟
مي تترك ما بيدها : لو كنت بتسألني إنتي هنا مبسوطة ولا لأ ..فجوابي لأ
: أنا بتكلم عن اللقاء
: ليه بتهرب من إجابتي لسؤالك
ياسين بضحكة وثقة : لأني عايز أجابة سؤال أهم
مي تحرك راسها باستفهام :...
ياسين ينظر لها مباشرا:ليه وافقتي تيجي هنا ؟
مي بسخرية :إيه رأيك
: رأي وافقتي لأني هددتك بحقي بالزواج بواحدة تانية
تضحك مي عاليا مظهرة عدم المبالاة خلافا بما يدور داخلها : لو عايز تتجوز خد راحتك
ياسين بتعجب : أخد راحتي !!مش مهم عندك
: الشرع يسمح ليك بدة
: وأنتي
: أنت بتسألني عن حقك ولا عن حقي
:حقك!!!
مي تقف تحضر العصير وتضع منه لياسين : أيوة ..حقك أنك تتجوز ..وحقي الأنفصال لو ما قدرتش على تحمل وجود زوجة تانية
يضحك ياسين وينظر لمي التي تصب له العصير : مين إن شاء الله اللي هايطلق ...أنا اللي هايتجوز وأنا اللي مستحيل يطلق
مي بدلع وهي تنظر لعينية : الخلع حبيبي
يمسك ياسين فجأة يد مي بقسوة لتفلت من يدها زجاجة العصير وهو يجز على أسنانه : أنطقي بكلمة طلاق أو خلع مرة تانية يا بنت عمي وهاتشوفي أدامك واحد تاني خالص غير ياسين اللي تعرفية ..ثم يترك يدها بعنف ويخرج من المطبخ : صديتي نفسي
مي ممسكة معصمها الذي يتألم من قبضة ياسين ..وهي تنظر ساهمة له وهو يخرج ..تجلس أمام طبقها وتمسك الشوكة وبدأت بالأكل بنهم : يا خبر على أكلي طعمة يجنن ..يجنن ...
ثم تنظر للباب مرة أخرى وتضحك : الله يرضى عليك يا ابن عمي ...فتحت نفسي
.......ريهام ومحمود ........
من وقت العزومة حوط بهم الصمت يديروا حياتهم بطريقتهم المنظمة ظاهريا ولكن داخلهم في فوضى أفكارهم
فقد عجزت ثقافتهم وعلومهم مواجهة مخاوفهم
ريهام التي تجلس مع زوجها في مكتبة : محمود
محمود دون أن يرفع نظرة عن البحث الذي يقرأه : نعم
: لو سمحت بصلي
: أيه !!
تقف ريهام أمامة تماما : حط عينك في عيني
يترك محمود ما بيده ناظرا لها فترة ثم يسحبها فجأة ليجلسها في حضنة وينظر لعمق عينيها : لو كنتي فاكرة إني معرفش أقولها تبقي غلطانة
: تقول أيه ؟؟
: عايز منك أولادي
عايز أولادي وبس عايزهم بأي شكل هانرعاهم مع بعض سواء كانوا أصحاء أو مرضى
أنا بفكر دايما أيه اللي يضمن لنا نفسنا وصحتنا أنهارده أحنا سلام بكرة الله أعلم صحتنا ومرضنا وحدة بيد الله ...ريهام أحنا غلطنا
تبكي ريهام : خايفة ...كنت ولسة خايفة
محمود وهو يقبل عينيها : أنا كمان حبيبتي لكن اللي عملناه غلط استسلمنا لأحتمالات في علم الغيب ..أستغفر الله العظيم ..أنا بالذات غلطت لما أستسلمت لخوفك ..أنا الراجل اللي المفروض كنت أصمم على أنجاب الأطفال ..أنا الرجل اللي كان لازم أزرع جواكي الثقة ...سامحيني يا ريهام ..لأني مش قادر أسامح نفسي
تدخل ريهام في حضن محمود تستمد منه القوة والثقة واضعة يدها فوق قلبه : وأنا سامحني لأن أنا للي زرعت الخوف ده هنا
محمود وهو يرفع وجهها له ويبتسم : يبقى أتفقنا
تضحك ريهام : إن شاء الله
: أيوة يا حبيبتي ..إن شاء الله ..
......جناح صقر ......
يدخل صقر جناحة لتقابلة روائح البخور التي تتفنن روتيلا في أستخدامها ..ولكنه لم يجدها في أنتظارة كما أعتاد في صالة جناحة ولمح الحاسوب مغلق على المكتب البعيد ..شعر بفراشته داخل غرفتهما ..يبتسم عندما يجدها مشغولة في تجهيز حقائب السفر تتنقل بخفة بكامل أناقتها كعادتها تضع سماعات بأذنها تحرك شفاها معها : السلام عليكم
ولكنها لم تسمعه فاقترب ببطئ حتى لا يزعجها لتشاهدة روتيلا بمفاجأة وترفع السماعة : السلام عليكم
صقر وهو يأخذ السماعة ويضعها على أذنه : سرحانه مع أيه ؟؟
يغمض عينه ويرفع رأسة للسماء وهو يأخذ نفس عميق ملأه بالهدوء:الله ...الله ...
﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾
الرَّحْمَـنُ ﴿1﴾ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ﴿2﴾ خَلَقَ الْإِنسَانَ ﴿3﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿4﴾ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ﴿5﴾ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ﴿6﴾ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ﴿7﴾ أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ﴿8﴾ وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ﴿9﴾ وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ﴿10﴾ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ﴿11﴾ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ ﴿12﴾ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿13﴾
صدق الله العظيم
تغلق روتيلا هاتفها وتضعه جانبا : صدق الله العظيم ...
حمد لله على السلامة
صقر وهو ينظر للشنط ثم لها :الله يسلمك حبيبتي ...ليه كل الشنط دي
: ثلاثة بس
: أوكي تلاته ليه ؟ّّأحنا هانقعد بالكتير أربع أيام
تجلس روتيلا وبخيبة أمل : أنا كمان
صقر وهو يراقبها : روتيلا أنتي عارفة شغلي ..وأنتي عارفة حبيبتي كمان أنا مقدرش أستغنى عنك
روتيلا تنظر للأرض :...
يقرب منها ويرفع رأسها له ليشاهد دموعها التي تجمعت بعينيها : بلاش دموعك رورو ..شوفي أنتي أكيد عارفة بموضوع ترشحي للمجلس صح
تومأ روتيلا له بنعم :...
: فاهننزل على طول للنجع على فترات قريبة ..وقبل الإنتخابات بشوية هانقيم في النجع بصفة دايمة لغاية لما تخلص الإنتخابات فاستحملي الفترة دي معلش .....أوكي ...
روتيلا وهي تمسح عينها : أوكي ..طيب ممكن أأعدهم مع بابا الأربع أيام دول
يصمت صقر قليلا وهويمسح على وجهه : لأ ,
روتيلا تحاول تقاطعة فيشير لها صقر : لحظة قبل ما تعترضي ..هاسمحلك بأكبر وقت ممكن معاه لكن تباتي لأ ..خلاص حبيبتي أتفقنا ..
: أيوة إن شاء الله ....هاقوم أقلل شوية من اللبس
: لا سيبيهم وبلغي أم عبير تبعت حد يوضبهم
تقف روتيلا متجهه للحقائب : لأ , عادي أنا بحب أعمل كل حاجة تخـ ....صـ.....ك...... بنـ...فسي
صقر يمسكها من خصرها مقربا ظهرها لصدرة هامسا لأذنها : مسمعتش قولي تاني ..وعندما لم يجد رد ..هـ.حبيبتي قولي
روتيلا :...
يديرها صقر لتواجه وهو يحرك شعرها لخلف أذنها : رورو ..ردي عليا ...طيب ...زعلانه مني للي حصل الصبح
تحرك روتيلا رأسها يمين ويسار بلا :.....
يضحك صقر محاولا إغاظتها لترد عليه : طيب اللاب مقفول ليه أعتبر إنك أقتنعتي بأن مفيش حد يقدر يتحداني
ترفع روتيلا رأسها بتحدي : لأ...طبعا
يضحك صقر عاليا أخذا فراشته في حضنه : حبيبتي خدي راحتك صدقيني أنا هابقى في منتهى السعادة لو فوزتي بالتحدي
.........نهاية الفصل الثامن والعشرون ............
عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما على الأرض أحد يقول لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله إلا كفرت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر. رواه الترمذي وحسنه هو والألباني.
و عن أبي ذر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة، قلت بلى يا رسول الله، قال لا حول ولا قوة إلا بالله. رواه أحمد وابن ماجه
|