كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1072 - الأمل الأخير - ديانا هاملتون ( كاملة )
ولكنها ما أن جلست حتى أبدل صحنها بصحنه ، ونظرت هي في الطعام أمامها ، ثم مالت بظهرها لا تستطيع أن تأكل ذلك . وسمعته يسألها : " هل كنت تعنين ما تقولين ؟ وأن ذلك الغلام المنمّش الوجه لم يكن يشاركك حياتك ؟ وذلك رغم أنه دخل المنزل دون استئذان وكأن له الحق في ذلك ،ورغم أنه كان يهمس إليك بالحديث وكأنه ذو علاقة قوية بك ، ورغم تذكيره لك بالموعد غداً مساء؟ "
أجابت مندفعة : " لقد جاء برسالة هاتفية من التي أرادت أن تنبهني إلى أنك في طريقك إلي ، وعندما رآك علم أنه جاء متأخراً ، وهكذا أخذ يتكلم همساً . وأنا لا ألومه بالنسبة إلى الطريقة التي كنت تحدق فيها إليه ، ثم أنه كان قد عرض أن يصحبني إلى احتفال شهري في القرية لأنه كان يشعر بالأسف لأجلي ،لوحدتي هذه حسب ظنه ولكنني لم أكن أنوي الذهاب " وأبعدت عنها صحنها بينما رأته يتناول طعامه بشهية كبيرة ، ولسبب ما جعلها هذا تشعر برغبة في أن تقول له بلهجة لاذعة : " كل ما يمكنني قوله هو أنك سيء الظن "
أجاب : " كلا بل أنا إنسان راشد . واضح جداً فهو في ذلك السن العزيز الذي يسيطر عليه التفكير بطيش ، ولا تنسي انك جميلة ورائعة جداً " وأنهى آخر لقمة من طعامه ووضع الشوكة من يده ووجدت انجيلا الوقت مناسباً لتغيير الحديث فقالت : " إنك ما زلت لم تخبرني بسبب قدومك "
استدار في مقعده واضعاً ساقاً على ساق ، وذراعه على مسند الكرسي وعيناه الغامضتان لا تتركان وجهها ، ثم قال :" لقد كتبت إلي خالتك وقد تلقيت الرسالة منذ أسبوع فقط وكان لدي موعد عمل هام في مدريد ، ولكن ما أن انتهيت منه حتى كنت في طريقي إلى هنا لأصل هذا الصباح ، كما تعلمين وقد علمت بمكانك من خالتك ، إنما ببعض الصعوبة ثم جئت إليك هنا مقدماً عرضاً عملياً "
قطبت جبينها تسأله : " ولماذا كتبت إليك ؟ "
هز كتفيه قائلاً : " أحقاً أنك لا تعرفين ؟ لقد اتهمتني باهمالي واجبي قائلة بأنني رجل غني وأنني دمرت حياتك " ولوى فمه عابساً وهو يتابع : " أما كيف دمرتها فهذا ما لم استطع فهمه لقد عشت معي سنة من حياتنا الزوجية هذه الحياة التي هجرتها من نفسك وكامل إرادتك كما هو المفترض ، لم يدفعك أحد إلى ذلك . وقد سبق واعترفت بأنك لم تصدقي ما كانت أخبرتك به جوليا . لقد قالت أنها قلقة لأجلك ويبدو أنك أغرقت نفسك في العمل إلى حد الارهاق وذلك لكي تجمعي مبلغاً يؤهلك للدخول شريكةمعها في عملها . لقد اقترحت بأنه إذا كنت أنا لا أرغب في مساندتك مالياً فعلي أن أستعيد منك تلك الأسهم التي كان يملكها والدك في شركتي ثم تركها لك "
وضعت انجيلا فنجانها في صحنه بعنف وهي تقول : " ما كان لها الحق في ذلك " إنها لا يمكن أن تغفر لخالتها أبداً تدخلها السافر هذا ، فلو أنها كانت تريد شيئاً من كريس لفعلت ذلك منذ وقت طويل , وأرغمته على دفع نفقة لها بواسطة المحكمةإذا لزم الأمر ، وتابعت تقول : " إنني لا أريد شيئاً منك ، ولم أرد ذلك قط "
|