كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1072 - الأمل الأخير – ديانا هاملتون ( الفصل السابع )
عبثاً أن تدب الحماسة فيه فيخصص لها وقتاً يخرجان معاً إلى تلك النزهة الخلوية .
ولكنها لن تذكره بذلك . فإن هز ذاكرته لن يفيد بشيء سوى أن يعلم بأنها كانت تهتم به أكثر من اللازم . وبدلاً من ذلك قالت : " إنني عائدة اليوم إلى أنكلترا إذا وجدت طائرة في الوقت المناسب "
ولم يبد عليه اي انزعاج لالقائها دعوته هذه التي جاءت متأخرة في وجهه ، بل مال برأسه إلى جانب بكل بساطة ، ومضى يحدق في وجهها طويلاً قبل أن يقول : " لم هذه السرعة الجنونية ؟ لقد كنت مصممة على البقاء هنا أربعة أسابيع .. ما زال أمامك ثلاثة أسابيع ونصف "
هذا صحيح ولكن مهما كان حبها له جنونياً ، فهي ليست مجنونة تماماً ، إذ لن يكون بإمكانها أبداً أن تخفي مشاعرها نحوه إن هي بقيت تلك المدة إلى جواره . وهكذا أجابته بصوت متوتر : " كان ذلك عندما كنت حريصة على نيل الطلاق بأسرع وقت ممكن "
فحنى رأسه مسلماً بوجهه نظرها ، ونظرت إليه هي بارتياب . لا بد أنه يخفي ابتسامة يسخر فيها منها . ولكن الجد كان يكسو ملامحه عندما رفع رأسه قائلا ًوهو ينظر في عينيها الحذرتين : " إنني أفهم هذا . والآن ، بما أن ذلك الذي كان مرشحاً لك زوجاً ثانيا ً ، قد انتهى أمره الآن ، فقد أصبحت حرة في الذهاب حيثما تريدين الآن . على كل حال .. إن تأخرك يومين آخرين لن يضرك .. اعتبري ذلك عطلة تستمتعين بها . إنني متأكد من أننا نحن الاثنين راشدان إلى حد يمنعنا من أن يمسك الواحد منا بخناق الآخر " ولم يكن أمامها إلا الاعتراف بأنه على حق .
أين الضرر في ذلك ؟ ما دامت تتذكر على الدوام أنه لم يهتم بها يوماً قط ، بالطبع . ان وضع هذه الحقيقة القاسية نصب عينيها هو ضمان لعدم تغلب الضعف عليها إزاءه .
هذا إلى ان اشارته إلى توم جعلتها تتساءل عما إذا كان من الحكمة حقاً أن تسافر الآن . إذ قد تجد نفسها على نفس الطائرة لا سمح الله .
لم يكن أمامها مناص من ان تصادفة على الدوام ، عندما تعود إلى عملها ، فالمجتمع هناك صغير ولن يكون في امكانها تجنبه إلى الأبد . ولم تكن هي جبانة ، ولكنه لن يتقبل أبداً فكرة أن زواجهما لن ينجح وسيظل يعتقد أنها تصرفت معه بدناءة ، لكي تتصالح مع زوجها الثري للاستمتاع بأمواله .
وتصورت شماتته بها عندما يبرهن له عودتها إلى انكلترا عن تحذيره الهازئ لها بأن كريس سيطردها من منزله ، إذ ( ماذا يرى رجل مثله في أمرأة مثلها ؟ ) سيكون عليها أن تتحمل كل ذلك في النهاية ، بالإضافة إلى عبوسه وتجهمه , ولكن لماذا تستعجل الأمور ؟
وقالت : " موافقة "
كانت نظراته إليها لا تقاوم ولكن ذلك لم يكن السبب في قرارها هذا طبعاً .. ولتظهر له عدم اهتمامها هزت كتفيها وهي تقول : " لا بأس . إنما ليس أكثر من يومين ، وستكون نزهة لطيفة بين الجبال "
وسمّرت عينيها على أحد أعمدة السرير ، رافضة أن تنظر إليه ، ولم تتحرك إلى أن نزل عن السرير وتحول خارجاً من الغرفة وهو يقول : " ستكون السيارة بانتظارك بعد ثلث ساعة " وتردد لحظة قصيرة جداً عاد بعدها يقول :" أعدك بأن يكون هذا يوماً لا ينسى "
نهاية الفصل السابع
|