كاتب الموضوع :
bluemay
المنتدى :
روائع من عبق الرومانسية
رد: حكايات من صحبة ليلاس ... بقلم / Bluemay (الحكاية الثانية:همس الريح برفقة شاهر الب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل ان أبدأ
أحب أن أنوه أنني كتبت هذه الحكاية منذ مدة طويلة ونسيتها في طي ارشيفي
وبالصدفة وجدتها وكانت غير مكتملة
فأضفت عليها بعد التعديل
ولذلك فلم استطع أن ارافق فيها اي من صديقاتي
على وعد بأنه ستكون في الحكايات التالية إن شاء الله
واﻵن فلنبدأ
.
.
.
.
نظرت بلومى نحو الضوء المنبعث من أحد البيوت الريفية البسيطة في سهول سيبيريا ، فهرعت تجاهه تلتمس الدفئ من ذوييه في تلك الليلة الشتوية الباردة.
طرقت الباب ولكن بسبب الرياح الشديدة لم تستطع سماع صوت طرقاتها . فخلعت حذاءها الجلدي طويل العنق ذو الكعب 9 سم وطرقت به الباب بقوة.
لم تلبث إلا قليلا حتى فتح الباب ، وظهر من خلفه شاب جعل فكها يسقط من شدة وسامته .
نظر الوسيم نحوها بإزدراء وسالها بحدة ( ماذا تريدين ؟! كدت أن تثقبي الباب بمسمارك هذا. ثم أغلقي فمك من فضلك فعلى ما يبدو أنه لا ضرس لديك غير محشو ).
أقفلت بلومى فمها بسرعة وأخفضت حذاءها وانحنت لترديه قبل أن تجيبه بأدب (المعذرة ولكن آلة الز... ) كادت أن تنزلق بحديثها فأستدركت ( اقصد عربتي قد تعطلت وكنت أريد بعض الدفئ فكما ترى الجو عاصف في الخارج) ثم بدأت اسنانها تصطك من شدة البرد .
صعد فيها النظر مليا ثم تنحى عن الباب ليسمح لها بالدخول ، وما ان ولجت للداخل حتى جاءها صوته قائلا ( تفضلي، ولكن لا تحلمي بأن اقدم لك وجبة طعام ) .
زمت فمها بحنق ثم غمغمت بينما تقف امام المدفأة تلتمس بعض الدفئ منها ( ماهذه الورطة ؟! انا جائعة فما العمل ؟!) .
ألتفتت لتنظر إليه ، فوجدته قد جلس على كرسي منفرد وقد أمسك بكتاب عن الطبخ وبدأ يقلب صفحاته حتى استقر أخيرا على صفحة معينة وتوقف ليمعن فيها النظر .
ترقرقت الدموع في عينيها وهي ترمق تلك الصور المحببة إلى نفسها التي زينت غلاف الكتاب ولكنها سرعان ما قامت بمسحها وهي تعقد العزم على أن تحتال على هذا الوسيم الفظ.
صقلت صوتها وقالت برقة ( من المدهش حقيقة أن ارى رجلا يتصفح كتابا للطبخ ).
رفع نظره إليها بتأن وكأنه يدرس فكرة أن يرد عليها ام لا ولكنه قرر اخيرا ان يرد عليها فقال (لا بالطبع ليس مدهشا ما دمت شيف فلا بد أن أكون مهتما بآخر ما توصلت إليه فنون الطهي )
تييرررييييرررررييييييس <<< معزوفة تحكي أن الأحلام قد تتحقق يوما ما .
احست بلومى بأنها وقعت على كومة من الكيك المغطى بالشكولا ، وبدأت فقاقيع تطفو حولها " هل ما سمعته صحيح أم أن أذناها قد أصيبتا بالحول مؤقتا " تسائلت في نفسها.
هزت رأسها لتنفجر تلك الفقاقيع بنعومة من حولها ثم سالته بتشكك ( انت طاهي ؟!)
(لا بل رئيس طهاة ) اجابها بفخر .
كادت أن تتطير من الفرح لولا تلك الطاولة الصغيرة التي تعثرت بها إذ أنها لم تكن ترى سوا صفرة عامرة بما لذ وطاب أمامها.
تأوهت بشدة من اﻷلم ولكنها سرعان ما نفضت تلك المشاعر وعادت تنظر نحو فارس بطنها اقصد احلامها بعيون متﻷلأة من السعادة.
ولكنها تذكرت ما قاله لها حينما دخلت فتكدرت وأحست أن الدنيا قد ضاقت بها، وأخذت تتمتم (كيف ألتقي ب شيف ولا اتذوق شيئا من صنع يده ؟! ) تذمرت.
حينما يلتقي الناس بمشاهير يطلبون منهم توقيعا للذكرى ، فخطرت لها فكرة فسارعت بتنفيذها ( اممم هل من الممكن أن اطلب منك توقيعا ) سألته بلطف.
نظر نحوها بدهشة وحينها اعتلت وجهه ابتسامة لطيفة ثم قال (بكل سرور ) وانحنى نحو المنضدة الصغيرة بجانبه، ليلتقط ورقة وقلما ولكنها قاطعته ( المعذرة ولكني أريد توقيعا مأكولا ) قالتها بخجل .
حك رأسه مفكرا فسارعت لتقول له بلهفة ( شطيرة برغر على سبيل المثال توقعها بالكاتشب، أو قطعة ستيك توقعها بالمايونيز ، أو كيكة شوكولا دبل كريم عليها توقيعك بالكريمة البيضاء )
ابتسم لها وكأنه استحسن الفكرة ولكنه كشر في وجهها ببرود ( لا يا حلوة لم تحزري ، انه يوم عطلتي ولن أضع أصبعا في تحضير اي شيء)
بدت على وجهها آثار الخيبة ولكنه تابع ( ولكن المطبخ تحت أمرك لو أردتي تحضير ذلك بنفسك فتفضلي)
تهدلت أكتافها ببؤس وهي تفكر " ليتني ركزت في حلقات الشيف رمزي واستوعبت ما يقول بدل سرحاني في شكل الطعام الشهي الذي كان يعده"
جرجرت قدميها بإتجاه اﻷريكة الكبيرة وارتمت جالسة عليها ببؤس . نظرت تجاهه وهي تعمل عقلها في اي مكيدة او خطة تؤثر بها عليه وترقق بها قلبه .
لمعت عيناها بمكر وهي تسأله ( هل أجد لديك بعض الحجارة ) وصمتت لتجذب انتباهه ثم أستدركت قائلة ( فأنا أود أن أصنع حساء الحجارة ) .
وطلع المساء فسكتت بلومى فهي تحب النوم باكرا والصباح رباح ..
للحكاية تتمة
|