كاتب الموضوع :
عمر الغياب
المنتدى :
قصص من وحي قلم الاعضاء
رد: أزهرت بهطولك
"كلمة بسيطة لكن نبرتك تحكي أشياء أخرى"
(14)
بتوقيت التاسعة والنصف من صباح يوم السبت
استقبال المعزين، من ضمنهم الغازي وابني الفيّاض، كنت حينها واقفاً إلى أن وصلت لم اشعر إلا وقد جلست من شدة الوقوف، وصلت إليّ ظليت تحدق بي، وبحزن والإحراج فقلت
" عظم الله أجرك يا أبوي. "
كنت غاضب مني وتعاتبني بنظراتك ولا أعرف كيف ارضيك يا الفياض، الليلة الباردة بمناطق الشمال
" حتى وانا كنت رفيق الفارس، كنت تهتم فيني. "
قبلت يديني، وبغصة
" سموحة يا ولدي، موته كسرني. كسرني يا أبوك. "
بـ استغراب
" حتى وأنا برياض ما تخلي شيء بخاطري، ليه ما حكيت؟ ليه سكت كل هالسنين، تخافون من مره؟ "
قلت مقاطعا لك
" مهو كذا يا الفياض، مهو المره اللي تسكتني ولا ابي انبش بالماضي، الحمدلله أنك عندي وطيّب وبخير هذا يكفيني. "
بعتاب " لو ما حكى بوصيته كان وقتها ما عرفت، شلونها أمي. "
قلت لك " تقدر تشوفها، عز الله شوفتك بتردها شوي لوعيها، حياك يا الغازي. "
قبل كتفه، وصافحه " عظم الله أجرك، وجعله شفيع لكم، والله يجبر كسركم. "
التفت له الفياض " عمي تريح شوي وعقب نرجع، لا تخاف. "
الغازي " الله يحفظها بعينه اللي ما تنام، روح يا أبوك، وأنا بتريح هنا كود اغفو شوي. "
قلبت رأسه، ومشيت معي من خارج بوابة المجلس، متجهين نحو بوابة دخول لتطل علينا الصالة، واقف صائحاً " يا ولـد درب. "
الجدة " هود ما احد حولك. منهو الاشهب اللي معك؟ "
كتمت ضحكتي بغصة " هذا ولدك ثاني عقب الفارس الله يرحمه أخوه بالرضاع. "
وأجدها صعبة التصديق، ربما تعودت على غيابه منذ زمن، عودتك الآن، لا تمر سوى الليلة، وصباحُ الفقدٍ له ولعينيه، صباحُ الاشتياق لكلماتهِ، ولتقبيليه لجبيني ويديّ، صباح الأملُ باللقاء به في جنة الخلود، صباحُ قاسٍ والله قاس يا ابني.
لكن صباحُ الفرُح والتفاؤل بأن اليوم سيكونُ أفضل من الأمس، عودة أخيك يا الفارس، عاد بعد أن اخبرتك بالحقيقة قبل يومين، وداعك المُر وكأنك تفارق هذه الحياة، رحيلك صعب يا الفارس. يالله ارفق بقلبي وألهمني سلوان.
صباحُ الذبلةُ عينيها، والدِتك، وأختك مشاعل فهن بحاجة لك ليخبرك كم أنت طيّب القلب، رفيق الروح، رحمك الله يا ابني، رحمك الله.
بعد أن وقفت على عكازيها، تقدم بخطوات الفياض، وقبل رأسها ويديها "عظم الله أجرك، جعله من رياض الجنة."
لتبكي وتمسح دمعتيها بطرف طرحتها
" الله أكبر على هالدنيا، يا أبوي أنت طيب، عسى ما تشكي بأس. "
أجبت بمرارة هذا الغصة اللعينة
" حمدلله، شوية رضوض على الكتف، بخير جعلك الخير. "
بكيتُ " والله انك تشبه لِه مثل منطوقه لا إله إلا الله. "
التفت لها " أجـل وينها مشاعل وأم الفارس. "
اجابت امي بهدوء "بدار الفارس. "
***
لم أعلم بما شعرت عندما رأيت المنزل الذي يحتضن الفارس لسنين عديدة، الذي لطالما جئت إليه ووقفت بعيداً، وتسألت ماذا تفعل بقربهم، هل تبر بوالدتك مثلي، هل تجرب طعم الاشتياق، آواه من خيبة تجرعتها بقسوة.
شعور مُضجر، فأنا لي الحق بأن أتجاهل "ميمتي" لأنني لا أستطيع تقبل فكرة خديعتها لي، فكيف بوالدة رضعتني، وحضنتني اثناء مرضي، وعاشت معي أجمل لحظات جميلة؟
ذُهلت وأنا أمشي، وعندما دخلنا بالممر المؤدي للسلالم صعدت مع أبيك يا الفارس، وخلال سبع عشر ثواني وإذا بي ردت لي روحي، والله اشتقت! اشتقت للرائحة التي تزكم أنفي. من دون أي شعور تتبعت خطواته، وقفت عند زاوية المكان مقابلا باب الغرفة، فتحته بهدوء، ورأيت سبعٌ وعشرون ثانية بالتمام والكمال.
أما مشاعري حالياً فكانت اغلبها عتب عليكِ يا أمُي، لماذا لم تشعري بي عندما كنت بجانبك. رأيتك جالسة على طرف سرير، ممسكة بزيه العسكري الذي ارتدائه لأخر مرة، تشمي رائحته، دعنا نكتم يا قلبي فالكتمـان أفضل لنا
وفي ثواني ألتفت إليّ، ترمقني بنظرة مذهولة لم تستطع التصديق
وبصعوبة لفظتِ " ولـدِي، يا أمك فيّاض. "
توقفت قدماي أحاول أن اخطو لكن لم اشعر الا بثقلهما، وصداع قوي اغمضت عيني بوجع " يُمَه، يعني تعرفيني وتتـركيني "
اقتربتِ مني، وبخطوات لا تفصل الا سنتيمترات وبوجع تراجعت " لا تقربين. "
لكن تجاهلتِ عنادي وشوقي " بسم الله عليك، وش فيها يدك؟ "
بغضب أردفت " راحت السنين، وتوجعت ولا كنت فيها معي. "
أشار الخيال بنهوض مشاعل، وتركونا وحدنا، دون أن أشعر بهما.
قلتَ لي أنكِ أجمل النساء وأطهرُ قلبٍ في هذه الأرض، وأنني على الفطرة لا أعي الخُبث والأهم من ذلك
قلت أنك ستبقى بجانبي مهما حصل يا أمُي! وستأخذني ولو من بين ألف سيف وأنك ستحبنني ولن تعشقِ مثل طفلٍ قد خذل أخبرني أخي في ليلة موته المؤسف في الليلة التي تليها يبدو أني كنت تحتَ تأثير مخدر ما، لا أعي ما أقول
اقتربتِ، وتحسست ملامحي، عينياي، ورمشهما، أنفي وفمِي، وحتى شعيرات ذقني، وتخللِ با أصابعك الحنونة شعري، ورأيتِ فيهما الأبيض يعانقان الاسى والهجران.
تضمي وجهي إليك وتقبلِ عيناي، نزولا إلى الوجنتين وبنبرة حزينة، شعرت بالحزن عندما قلت لِي
" أنت طيّب وربـي طيب، ما تغيب عن بالي يا وليدي، ما أنساك لحظة وحدة، طلبتك لا تكرهني، ما فيه أم تترك ضناها الأم، مهو اللي تنجب، الام اللي تربي و...."
سقوطك، عظامك الرقيقة، أمسكت بك وملت إليك حتى اعانقك واشهق..
سحابه وهي تضع يدها اليمنه تمسح بها فوق ظهري
" بسم الله عليك، يا أمي انت، هِدي يا فياض، ولي يخليك لي. "
أطوق حول كتفيك، كي أشعر أنك بجانبي حتّى ولو طالت المسافات بيننا يا أمي! اهديتني الآن عطراً أحبُه أجدُ فيه راحتكَ، كلما ضممت إليك أشعر برذاذه على عُنقي، أشعرُ وكأنني طفلٌ رضيع بينَ ضلعيك، رائحة التي فقدتها منذ سنينٌ الطويلة. اغمضت عيني ودمعة حارة، وحديثك يرن في ذهني
" يا أبوي أنت، اشتقت لك يعلم الله اني فاقدتك انت رجعت لي، مير منهو اللي يرجعني الفارس؟ منهو اللي يسكت هالشوق اللي فيني؟ منهو يعوضني عن غيابه؟ آه يارب، يارب لطفك. "
بكيت معها واهمس لها، حتى "عقالي" قد سقط على الأرض مصدراً صوت الفقد " أدري الشوق ما يرحم، والجرح يبرى يا يُمَه والله أنه يبرى، عهد علي بوفي لك أكثر من اللازم، وأنا عازم من هالليلة عطيني جروحك واعيشي الهنا يمه، أنا لي الجروح مهو بجديدة علي متعودين لبعض. "
قلتِ متقاطعة
" بسم الله عليك الله يخليك يا فياض لا عاد تقول هالكلام، والله بصيـح، إلا أنت بسم الله عليك. "
صمت قليلاً بسبب طريقتكِ فأنا لم أشعر بخوفك الكبير عليّ إلا بهذه اللحظة، بالرغم من الصد والبعد إلا أنكِ تحبيني يا أمُي، لم أعلم بأنكِ تحتفظين بكل تصرف وإن كان بسيطاً في ذاكرتكِ لتسترجعيه لاحقاً عندما كنتُ وحيدة، ويقتلك الحنين.
فقلت بأسى
" ابي ابتعد عشان ترتاحين، وأرتاح. "
قلتِ مقاطعة
" بس طولت هالمرة! طولت يا وليدي وأنا اشتقت! اقسم بربي العظيم شوق ذبحني يا أمك لا تبعد. "
كان السكون يعتريني، ورائحة تسكرني وأكملت قائلة
" توقعت يوم يومين، بالكثير ثلاثة أيام وترجعك أم عواد بس طولت! تلفوني خليته على العام طول الوقت وأنا انتظر اتصـال منها، أو رسالة، أو شيء ولو كلمـة. "
قلت بعد صمت دام دقيقة وكأنها عام بالنسبة لكِ
"شرايك تبقى معي طول العمر يمكن هالقرب فيه راحتنا، ها وش قلت. "
أجبتِ والألم يعتصر كلماتكِ " يا الفياض يا أمك ما أبيك تروح، لا تطلع من حياتي الكل يروح ويجي ما أفكر فيه وأنت أكيد تعرف طبع أخوك، أنا ما اهتم بس أنت لا، أنت ولدي اللي ربيته وكبرته لست سنين، ست سنين أنت غير، أنت ولدي. والله ولدي."
شعرت ببكائكِ، شعرت بدمعاتكِ تحترق وهي تشق طريقهـا على خديكِ فأكملتِ قائلة
" مابي من هالدنيا إلا انت يا الفياض، أي أنت يا وليدي. "
لم أستطع كتمان شعوري، وكأن جبل البرود إنهار بعدما سقطت دمعتكِ، وكأن الألم الذي كان يسكنني قد مات بعد صياحكِ
فتساءلت " كم يوم تبيني؟! "
أجبتِ " ماله دخل يا أمي أنا أبيك العمر كله بقربي، أشوفك تحت نظر عيني، أنا اعرف أنك تزوجت وادري أنك تحبها ولا قدرت تأخذها. "
قلت بألم " تعرفين، وخلّيته يتقدم لها، ويوم أنها مخطوبة له من سنين ليه؟ ليه تخلوني أكرهكم جميع؟ ليه أتوجع منكم، هو أنا متشرب الوجيعة من صغر، ما يمنع لا اتممت فرحتي، ما يمنع اني انكسر وانخذل منكم. "
قلتِ بحزن بالغ " وأنت مصدق أني أقدر ارفض، لا والله، بغيتها لك، لكن ميمتك الله يسامحها وقفت بطريقي، وقالتها المهره مالها بولدي، أنا اللي ربيته وكبرته، مهو أنتم تجون على كبر وتأخذونه لبنت عمه، ما بغيت هالبنية تروح مني، حنون وقلبها كبير، وحتى لا ازعلت تكابر، والله حافظتها مثل ما اعرف طبعكم واهتم فيكم. "
قلت بكبرياء " يعني ميمتي هي اللي رفضت وقفت بوجه الكل. "
رديت بغصة " ايه، معروف أم عواد بقوتها، ما الومها لأنها فقدت أمك وأخوها عواد بنفس السنة. وما كانت تبي تخليك عندي، مير كنه انتظرت يوم، يومين قلت ببتصل وما شفت اتصلت. "
فقلت بهدوء " وما دريت أنه الاتصال الاخير، بعدت وخذتك لبيتٍ بعيد، وتمر السنين ولا اعرف الا اخبار من أخوك، من الفارس. "
قلت بعصبية واضحة " وشوله خبيتوا ما اقنعتـني الاسباب، اجـل مره تخدعنا جميع، كلنا نكون تحت سيطرتها. "
أحياناً يموت العتاب على شفاهنا قبل أن ننطقه، فندفنه بـين نبضـاتنا المتجّرحة ونتأمل بالقادم خيراً.
قبلت رأسها لم احتمل نظرات عينيها، تدحرجت دمعة حارقة " أنا اعتذر على علو صوتي، بس من القهر اللي فيني، أنا مغبون بموت من الغبنة."
تحاولين أن توصلين لطولي، لأميل إليك، وضممتِ لحضنك " بسم الله عليك من الغبن والقهر، بسم الله عليك، يا أمك لا توجعني، صبر فيني هالفقد أنا اللي فقدتك وعقب فقدت أخوك على جيتك! أنا اللي صبر فيني هالشوق صبرني يا أمك. "
أمسكت جسدك الواهن وجلستك على طرف سرير " بسم الله عليك، أنا آسف، والله أعتذر منك الغالية، نذراً علي ما تسمعين الا كلمة لبيه وحاضر وتم يا بعد الفياض وروحه، لو أقول لك مشتاق أنام بحضنك مشتاق هالريحة كثير فاقدها والله. "
ابتسمت بعد محادثة كانت صباحية مليئة بالشوق الحارق، إعتصـرني مراراً وتكراراً وغلفته بالكتمان والجمود إلا أن صراحتكِ فجرت كل ما بداخلي خاصة عندما قلتِ
" ما ابيك تظل كذا، عقب العدة مباشرة تتملك وتتزوج وأبي افرح فيك، وفقدي بأخوك يجمعنا به في جنة الخلد. "
سألتكِ " الله يرحمه، وبعد عمرً طويل، الا يُمَه بغيت اعرف، ابيك تحكي لي كل شيء، كل اللي اجهله ابي اعرفه، حتى لو أدق التفاصيل. "
ابتسمتِ بألم " ابشر، تعال قربي. "
جلست بجانبك، ووضعت رأسي فوق رجليك، وتنهدت بعمق " يالله لا تحرمني منك. ولا من هالريحة الحلوة. "
ابتسمت لي وانتِ تنظرين لعين سواد وبعمق " بسم الله عليك من الآه، جعل الفرح طريقك وبابك. "
ابتسمت بخبث " أقدر أمنعك الحين؟ تدرين ليه. "
بمحبة " ليه يا بَعدي؟ "
وأنا " كلي ممتلئ فرح بقربك "
" لأنه مابي أتـزوج وليه؟ يمكن عشان عقب ما لقيتك ما عاد أبي شيء. "
لتقرصِ يدي " يا الكذوب والله، أجل ما تبي تتزوج، والمهره! تحسبني غشيمة عنك، عن العيارة بس. "
ضحكت بصوت عالٍ " يُمَه كاشفتني. أفا بس ما تبيني. "
ابتسمتِ بوجع " أبيك مرتاح مع مرتك. "
ابتسمت وأنا انظر لتحت العينين خطوط الزمن " إيه صحيح، أنتِ تبينها، أبي هالمرة أخذ من اختيارك. "
بغضب مصطنع " وش تقصد بحكيك يا ولد؟ أجـل تبي تأخذ على المهره. "
قلت " أي وش فيها، أنا أبيها وتبيني بس تكابر بنت أبوها. "
قلتِ " تحبها. "
بوجع " أحبها ولا اقدر على فراقها، حتى مزاجي عال العال. أصلا أحسها انسانه ثانيه، انسانه فقدت نفسها ماهي الاوليه؟ "
ابتسمتِ لهذا الكلام الذي سمعتيه مني، وأكملت قائله
" دام انك تحبها وتبيها، تراها اختياري من وهي صغيرة، كنت أبيها لك، لكن حكم الزمن "
قلت مقاطعاً
" مو قبل ما يجف تراب أخوي، بتمم زيجة عقب السنة، أبيك تفرحين معي. وأبيها هي بعد تفرح، ماهي أحسن من أحد، بتظل الحبيبة وساكنة الروح. "
قلتِ بضيق
" يا ولد بلا هبال على كبر، ما بقى بالعمر كثر اللي راح، إذا صدق تبيني افرح لك، تمم زواجك عقب العدة، بعد ثلاث شهور مهوب سنة، قم قم عن وجهي بس. "
فكتمت ضحكتِ بقوة وقلت " أفا من الحين مهير اغلى مني، أنا غرت. "
برفعة حاجب " قم خلني أشوف أختك. "
وإحراج " أنا لي أخت، وينها؟ "
***
أتخيل وجهكِ الجميل أمامي، بابتسامة مرسـومة تخللـها أسنانكِ البيضاء، وكأنها لآلىءٌ صُفت بجانب بعضها بشكل مُذهل، أصبحت أحب ابتسامتكِ بعدما نـزعتِ تقويم الأسنان، أصبحت أنثى بشكل آخر، أكثر نضجاً وأكبر شكلاً، إحساس أشعر بـه دائماً عندما أراكِ.
فتحت عيني على صوتها، صوت الحبيبة، تلامسي جبيني بقُبلة وعلى الخد.
غدير " بسم الله عليك يُمَه. انت طيّب يا النايف. "
ابتسمت لها بوجع " حمدلله طيّب يُمه. لا تبكين طلبتك يا عيون النايف. "
سعود " شف يا الخايس كل هذا نوم، ولا بعد مبتسم شاق الحلق يا عريس. "
ضحكت بوجع " سعيدان، وراه هالخبال عنك، انا بخير يُمَه، شف لي دكتور ابي اخرج، نسناس بروحه. اكيد ما احد اهتم فيَه "
غدير بضيق " نعنوبك انت ما توب من خبالك، النايف يا امك اعقل مهبل هالحي بكبره وسبة نسناسك، الله لا يبارك في العدو. "
ضحكتُ باشتياق " افا يا ام النايف، وهذا وانا تعبان ولزوم تدارونه بغيابي، بس ما عليه، سعود كلمه ابي افك هالزفت! "
سعود " اقول يا مهبول بعدك ما تعافيت، توك من يومين طالع ليّ من غيبوبة الله العالم فيها متى تصحى عيشتني في رعب، يا الكلب. "
ابتسمت " مقدر خوفك علي اخي العزيز. اذلف ترى ما يمنعني شيء عن خروج. "
وضعت يدها فوق رأسها " يالله تعطيني الصبر، اقول بس دق على ابوك. "
سعود وبخطوات ليخرج متجهاً نحو مصلى الرجال.
بينما والدِتي القلقة علي، وهي تفتح "الحافظة" وتسكبه بطبق الشوربة بعد ان فتحت طاولة ووضعته امام عيني، وابتسمتِ بحنو
" قول بسم الله وافتح فمك. "
وبتكشيرة " يُمَه، وش ذا! وش هاللون الاخضر. "
غدير بمحبة " هذا شوربة خضار مطحونة. يلا لا تتدلع علي بتشربه. "
"وبحلطمة"
" يُمَه انا احبك والله واقدر خوفك علي، بس مهو بالمخلوط. كبدي بدأت تقلب علي. "
غدير بحده " اقول لا يكثر وافتح فمك. "
ابتسمت وبخبث " شرط ما اخرج من المستشفى الا على بيتي عُش الزوجية، خبرك عاشق وولهان بالحـيل. "
ضحكت امُي " الله يستر عليها وهج، عز الله بتخبل فيها، افتح فمك بس ولا تتهرب من الموضوع. "
بخبث " اول شيء اضمن، انا واحد محتاج حرمتي بقربي. "
وباستغراب ونظرتِ لي بحده " ما امداه صارت حرمتك، النـايف! قول صدق. "
وانا "بزلة اللسان" -حتى احكي لها كُل اللي صار-، وهي تتأمل فيني بصدمة
" هذه فعولك، وراه ما كلمتني على اقل عطيت خبر لأبوك، وانا اشوف وهج ما رجعت لنا! انت شفتها يا ولد. "
ابتسمت " اول وجه شفته من بعد ما صحيت، اصلا شكيت هو انا احلم ولا ايه، بحلم بيك أنا بحلم بيك وبأشواقي مستنّي ..وان ما سألتش فيه يبقى كفاية عليَّ.. عشتِ ليالي هنيَّة بحلم بيك أنا بحلم بيك. "
غدير وهي تضرب بيدها اليمنى على اليسرى " خلف الله علي! يا ولد هو انت زاد خبالك والا وش سالفتك؟! "
ابتسمت " يمُه خلاص عاد انا مليت والله، ادري اللي سويته غلط بس عنادها يبط الكبد ولزوم اعلمها السنع. "
غدير اتسعت عينيها " نعم وش قلت! النـايف."
ابتسمت " شف بس عشان تعرفين قد ايه انا حنون معاكي وبسمع كلامك اهو خلصت شوربة دفعة وحده. "
رغم طعمها اللاذع، الا انني ابتلعتها. وبمداعبة
" والمؤمنون عند وعدهم الا اذا بتطلعين خائنه هذا شيء ثاني. "
تنهدت وبزفير " لا حول ولا قوة الا بالله. امري لله بكلم ابوك وشوف وش اللي يصير. "
وانا بحزن " افا. انا ابيها الحين اقول يمه وش رأيك تدقين عليها. لو اسمع صوتها بس. "
ضربتني على يدي " النـايف اهجد الله يهديك بس. خلنا اروح اشوف ابوك. "
ابتسمت " خذي راحتك يا الغالية. "
بعد ان خرجت امي وتركت حقيبتها اليدوية، همت جالسا مرجعاً راسي على سرير، واخذ نفس عميقٌ وامد يدي نحو الحقيبة وبدخول سعود يصرخ
" يا المجنون وش تسوي! استريح. "
وانا اكتم الوجع " انا بخير، عطني جوال امُي. "
سعود برفعة حاجب " وش تبي فيه؟ "
بضيق " مالك دخل عطني الجوال وضف وجهك. "
سعود " كلب، بعطيك واصحى بالك تحرك نفسك مره ثانيه ما صدقنا على الله تصحى وتقوم لنا بصحة مهو تتعب نفسك. "
بضيق " يا المزعج صوتك هونه الله يأخذ العدو. "
سعود اخذ الهاتف وقبل ان يمد ليَ وبخبث
" مو اقبل ما اعرف وش تبي فيه؟ تكلم العروس صحيح. "
بقهر " يا التبن عطني الجوال لا حذفت هالصحن برأسك. "
سعود باستفزاز " أفا ويموت اخو العريس بسبب عدم اخذه لجوال امه. "
بتنهيدة مؤلمة وضعت يدي على ضلعي وبنبرة موجعة " اه. "
هم واقترب مني " النايف في شيء يوجعك! "
اخذت منه الهاتف وضحكت بوجهه المُصدوم
" يا الكلب تدري انك تافه. "
رفعت له حاجبي الايسر " دواك اجل ساعة حتى تعطيني الجوال. يلا وريني عرض اكتافك. تعرف ابيك تكشخ بزواجي. "
سعود " ما عليه ما عليه بس عشانك مريض والا صارت علوم يا حمار. "
وانا ابتسم له " المهم التهي مع امي، ابي اخذ راحتي. "
سعود " اي تأمر امر طال عمرك. "
بتجعيده بين حاجبي " لا تلعب بذيلك. "
وانا أتأمل شاشة الهاتف، بحثتُ عن رقم هاتفكِ وجدتك با اسم ابنة اختي نوره ما بين قوسين وهج.
ضحكتُ حينها " يا حليلك يُمه. "
ضغطت بأصبع الابهام، وأرفعه لآذني اسمع الرنين، ومع رنة الثالثة اجبتِ بصوت مبتسم
" حي الله خالتي غدير. "
نبرتكِ المحببة لقلبي وأنتِ يا وهج وطني، وطنٌ خفي بداخلي، وطن أعيـش مـن أجله وأموت لأجله، وطنٌ أتشرف بالانتماء إليه وأفتخر بحبه.
أنتِ وطنٌ لمشاعري الفيّاضة، وطن لازدواجية شخصيتي، القويــة والضعيفة، عندما أشعر قوي بحبكِ وضعيف عند افتقادكِ. وهذا اليوم سيحتفل وطن قلبي بمُحيطِ أرض وطني، وكما قلت فأنا أنتهز هذه المناسبات فقط لأسعدكِ.
بحب " حي هالصوت اللي احياني من هالموت، حي هالحُب اللي افتقد لذته معك، حي حضورك اللي انتشي بِه. وشلونك يا عيون النايف؟ "
وبنبرة سليطة اجبتِ " انت وشلون تكلمني من جوال خالتي، ما تنتخي انت! تحسبني ساكته على هبالك، قلت لك ماني زوجتك افهم ولا عاد تبلشني معك يا ولد ناس. "
بغضب " والله لو ما تبلعين هالزفت اللي تقولينه، ما أنتِ وجه يسعدك، معك نص ساعة تجهزين نفسك واشوفك ببيتك سامعه! "
وهج بضحكة باردة " وش قلت شكلي الخط انقطع. "
وبطولة بال " اوك يا قلبي نص ساعة جهزي نفسك، الكل عرف بزواجنا، فلا تماطلين بكلامك البايخ، سـلام. "
ولكنكِ كالعادة تكســرين رغبتي قبل فرحتكِ.
***
الفجر يناغي أول الصباح بضوءٌ يشق صدر السماء، وكأنه ينتزع ثوبه من الليل، رائحة الأجواء باردة، ألم اخبرك أن للبرودة رائحة مختلفة! حينما كنت تتفقد نخلاتك انا، واخواتي صغار نتنظر حافلة المدرسة، يتكوم بعضنا على بعض بتقارب أعمارنا واختلاف لون زينا المدرسي.. كنت ألبس البُني منه وبنات وطني يعرفن جيداً لأي مرحلة هو بعمر أتفقد به حقيبتي وتصفيف جديلتي ولون ساعتي. أهملت هذا كله كنتُ أراقب خطواتك المتباعدة يا عاطف وأهتم لنظراتك وتفقدك سعف نخلاتك اللواتي يقفن بشموخ ويدلين رطبهن بكبرياء.
كل شيء يبدو شهياً، والأشهى هي أكفك المتدلية للرياح، هذا ما يجعلني أترك حقيبتي وأقفز إليها، أخلق ألف عذر يا عاطف كي اقف بجانبك أمشي بمحاذاتك، أنت تنظر للنخل وأنا أنظر إليك.
صحيت من اعماق الذاكرة، على صوت امُي.
" غُفران يمه تعالي. "
ابتعدتُ عن نافذة المطلة لمنزلكم خصوصا كنتُ ارى نخل وسحر كبرياءها.
خطوت نحوها متجهة للصالة
" يا عيون غُفران، انفدا هالصوت. "
ابتسمتِ " جعلني اشوفك عروس قولي آمين. "
بضيق " افا يمه تبين تفتكين مني. "
ام غسان " حشى وعن الف يمين. مير كنه به اعلان عن جامعة فتحوا التسجيل، سجلي يا امك مابي تظلين قاعدة لي بالبيت. "
بضيق " يُمَه لاحقه اهم شيء لا شفت صحتك مستقرة رحت... "
وبمقاطعة لكلامي " اقول قومي بس وافتحي كومبيوتر اخوك غسان عسى الله يرحمه، وسجلي. "
ابتسمت لها بمحبة " من عيوني، ما ودك بفطور ملكي. "
ام غسان " لا تضيعين الموضوع، وقومي الله يرضا عليك. "
هزت رأسي " ابشري بالأول نفطر عقب اسجل. اتفقنا يُمَه. "
تنهدت " طيب. عسى الله يبلغني بشوفتك وعيالك حولك. "
وبخجل اجبت " يُمـه لاحقين عالزواج. "
ام غسان بغصب مصطنع " اقول قومي بس وجهزي الفطور. "
وانا اشير على العينين " من عيوني يا اغلى من عطى ربي. "
***
ما أحقرك يا مِهياف، وما أحقر وعودكِ الكاذبة، وعدتِ بأن تبقي لي وعندما أتتكِ فرصة صغيرة، تملصتِ من وعدكِ الغـبي، لم أحبكِ كحبكِ لي وإنما أحببتكِ أكثر، أكثر من ذلك بكثير، دائماً ما أقول لأصدقائي عندما يتذمرون من الحب والخيانـة، بـأن الذي يخذلك مرة سيخذلك مرة ثانية، وها أنا أفكر بكِ بالرغم مـن خذلانكِ اللعين.
وبداخلي قلبٌ يعتصر ألماً هي بخير وأنا أفكر بها، لا تستحق هذا الحب إنها جاحدة، ناكرة لمشاعرك أيها القلب الأحمق..
عليت على صوت الراديو
يحزّ بخاطري بالحيل إنك..
قدرت تعيش كنه ما حصل شيّ..
وأنا توّي، أنا توّي، بنفس السالفة هيّ..
اغنيتك يا عبدالمجيد تصدح بالحُزن في إذني وتصدر صوتاً جرحياً، صوتا يهز مشاعر مجروحة ومُمزقة، وكأن صوتك يُثير هموم صدري، وكأن صوتك سكين يمّر على مشــاعري ذهاباً وإياباً فيجرحها وتنزف ألماً.
وقفتِ سيارتي أمام عتبة منزلك، وترجلت والغضب كيف سيطرت عليه، وابتسمت بوجه العم الناصر والذي استقبلني عند بابِه
" يا مرحبا بك يا عُمر، حياك الله اقلط. "
دخلت للمجلس حينها، وابتسمت له
" والله يا عم مدري وش اقولك، بس عسى تتفهمني إن شاء الله. "
الناصر " وراه وجهك كذا، أنت تعبان يا ولدي. "
تنهدت " أي والله يا عم جبتها على الجرح، تعبان من قضايا تشيب الرأس، مير لي طلب عندك وعساك ما تردني. "
ابتسم " اعتبره جاك، اسلم."
بضيق وابتسم " ابد طال عمرك، ابي اخذ مِهياف معي، تعرف مكروف وادري تستاهل زيجة يتكلم بها القاصي والداني، مير والله مشغول ولا افضى من هنا لسنة قدام. وإذا على تجهيز أنا معها وبوقف بتظل مرتي ولا ينقصها شيء بإذن الله. "
ابتسم العم الناصر " دامها كذا، أجل أناديها لك، تجهز نفسها. "
ابتسمت " مشكور، انتظرها بسيارتي، وما قصرت يا عمي جعل عيني ما تبكيك. "
الناصر " والله لو هي ذبحيه ما عشتك، اروح ازهمها لك. "
***
بعد ربع ساعة من زمن، وإذا بها تخرج بحاجبها، بثوب طاهرة الخادعة، الماكرة، كانت تثير غضـــبي، نزلتِ من الدرج، وصعدتِ السيارة، تجلسين بجانبي، محركاً بهدوء، ودخلت سريعاً لطريق العام. وكأنه لم يحدث شيء، تحبين جنوني وأحب جنونك.
لقد صدمت، نسيت بأنك معي بجانبي، كنت تخافين مرور شاحنة بجانب السيارة، فتضغطين على يدي وأرى في عينيك تلك الراحة وأنت معي لا تأهبين، لا تخافين، لأنك تعلمين بأنني أخاف عليكِ أكثر من خوفي على نفسي
أهاجمك بنظرة
" وخري يدك القذرة عني."
بغصة " عُمـر."
كنت أكلمك بالطريقة عادية خالية من المشاعر والشوق، إلى أن استيقظتِ من خوفكِ وقلتِ
" لا تكلمني بهالطريقة. "
بسخرية " ليه مضايقتك عيوني. "
أجبتِ " مضايقتني لأنها مهو طريقتك بهالحكي. "
قلت بحدة " ولا طريقتك بإهمالي على ركن يا حبي. "
قلتِ " مهو بيدي، والله العظيم والله... "
بغضب وببرود " غيري الموضوع ولا تعكرين يومنا، مابي اسمع صوتك. "
صمتي هو الذي يؤنب ضميرك، فتفعلين كل ما أريده بعدما ما أتوقف عن العتاب، لم أمنعك من الخروج والاستمتاع.
كنت غاضب منك ولا تعرفين كيف ترضينني، الليلة الباردة
وبخوف " عمر فاهم الموضوع غلط... والله هو اللي يـــ............."
ضربت على المقود بشدة " انكتمــــــــــي. "
بكيت بقهر وبانهيار " ما سويت شيء غلط، الكلب اللي يكون ولد عمي، يتحرش فيني من وأنا صغيرة، بتصدق كيفك، ما تبي تصدق رجعني لبيت أبوي أحسن. "
ضغطت على المكابح بشدة وتلتف لي بحدة " مِهــــــــــــــياف. "
بغصة وحرقة " ليه كارهني؟! والله صدقني اصلا انت الخسران، انت نادمان، بكره تشوف حكم زمن، ترى زمن جائر ما يرحم الغادر، ما يرحمه يا عُمر. "
وكأن جملتك تلك أعادت ذلك الشريط القبيح في مخيلتي، صحيح أنتِ لم تفعلي شيئاً سوى أنكِ تغيرتِ، ابتعدتِ، وكافـأتني بجحود وخذلان، لم تفعلي يا مِهياف سوى أن حطمتِ ثقة أحـاول ترميمها ولا أستطيع حتى الأن.
بقهر وببكاء " بتنادي علي، وقتها اختار صمتي يا عُمر. "
بقهر أجبت " لا تمثلين دور المظلومة، كل الماضي يقول انك كذابة، كلمة اقولها للزمان، للناس للحب، للي ضاع يا مِهياف، ضيعتِ أجمل سنين، وعشان شنو الكلب الخسيس ولد عمك. "
" حرام عليك تظلمني، وفيت لك يا عُمر، وأنت على فرقتي عازم، كيف تروح وتقول حكي من راسك حكمت من منظر شفته، بس مصيرك يوم تتعلم، وتحس بالجرح وتتألم، وتنادي يا عُمر كلك ندم صدقني وقتها أختار الصمت وما أتلكم. أن كان كلمة ما تصدقني فيها يا حسافة حبي فيك. رجعني لأبوي بيته يضمني أكثر من بيتك. "
ضحكتِ " والله يا حبيبتي، البيت اللي بيضمك بيتنا الحين. "
قلتِ بكبرياء " ما عاش من يقل من قدري. "
قلت محاولاً استفزازاكِ " صدق كنت يا مِهياف كنتِ. "
قلتِ بتحدي " متأكد؟ طيب بذكرك وبكره تشوف. "
قلت لكِ " اسكتي ما ابي اسمع صوتك. "
وجاء ردك بارداً " لا ماني ساكته، ماني غلطانه، قلت لك كان يتحرش فيني، من وأنا صغيرة. "
وبضحكة " يا ما شاء الله عليك، ويوم أنه يتحرش فيك مثل ما حضرتك تقولين ليه ما علمتيني؟ ليه سكتي."
بقهر وأنا أبكي " كان يهددنـي بقتلك، والله العظيم يهددنـي فيك. "
قلت ببرود " أها طيب. "
حركت سيارة، بطريق العام.
وانتِ بانهيار وجنون " نزلني، اقول لك نزلني بيت أبوي، ما عاد أبي واحد ما يثق فيني، نـــــــــزلني "
وبحركة متهورة فتحت باب الذي بجانبك " يا مجنونـــــــــــــــه. مِهـــيـــــــــــــاف. "
قلتِ بذات الجنون والقهر " أي مجنونة، عشان ما أبيك توديني مكان ثاني، ما عاد أبيك. "
وأتوعد فيك " هين بالبيت نتفاهم. ولا كــــــلمة. "
لكن وصول رسالة نصية كتب فيها.
- زوجتك صادقة، منيع خاين، وانتبه على زوجتك تراه بريئة، واتق شر الحليم إذا غضب.
ودعتك الله يا حلو، وزواجه الدهر يارب. أخوك الكادر.
***
نهاية الجُزء الرابع عشر من الفصل الثالث، - قراءة ممتعة احبتي -، ولا تنسون رواية لا تلهيكم عن الصلاة بموعدها.
أتمنى ما تنسوني من تقييميات والايكات، ومن حضوركم بهشتاق رواية عَبـير بالتويتر، وبقرأ ردودكم بعيون ممتنة وحُب.
وبعد أشكر الجميلة آمال على ذكائها لأنها قدرت توصل للسبب البسيط، اللي هو
- اكتشافها بأن أم عواد هي اللي خبت الموضوع وكان هذا احدى الأسباب البسيطة.
- غير كذا لها عيدية باكتشافها بأن الكلام قالها الفيّاض لأمه سحابه.
كونوا بخير احبتي.
***
همسة محبة/ لا تنام قبل ان تقول:
" اللهم اجرني من موت الغفله ولا تأخذني من الدنيا الا وانت راض عني ربي لا تريني في اهلي واحبتي اي مكروه "
***
عمر الغياب/عَـبير.
|