كاتب الموضوع :
عمر الغياب
المنتدى :
قصص من وحي قلم الاعضاء
رد: أزهرت بهطولك
رواية أزهـرتُ بهطولك
اللهُم كما أمطرت السماء وأسقيتَ الأرض , أمطر
قلوبنا بالفرح وأرزُقنا من حيثُ لا نُحتسب.
لكل عين قرأت هذه الرواية ()’
نأمل بوضع حضوركم هُنا.. تجدون صياغة الاحداث تختلف تدريجياً
يا حبذا اصعد إلى القمة، بـ طهر ونقاء قلوبكم أزهاري
أنا لا اجيد سوى حياكة الحرف، أؤمن بأن الله سوف يجملني بالصبر
يملي إحساس كبير بـ أن اصل إلى حلمي
عبيرهُ لست سوى يافعه سلب منها الكثير، ويكَبر الامل بالله
راحة عظيمة تستقر بباب صدري..
لذلك أود نقاش هُنا،
أزهـرتُ بهطولك | رسالة هادفة
رواية تحمل رُوح تضيئ دواخلنا !
* فضلاَ لا أمراَ، دعمكم بالتواصل الاجتماعي، السايت مي يبكي جداً،
ويردف " يا عَـبير لا احد يزور باب قلبك، قد هُلك ومؤصد بقفلتين "
* كما ذكرت سابقاً.. انوه قدمت هالرواية لهدف
واتمنى الوصول لتحقيقه.. والله يجعلها شاهده لي لا علي
***
" يقف على ظلّه سوى العابرين، والغياب يزور قلوبهم "
(7)
التفت على وهج وريما.. فلم اعلم بأنني قد اسمع نبرة هذا الصوت الواثق رمقتهم بنظرة استنكار وتعجب وصدمة.. لتقاطعني وهج بنبرة غاضبة " خالتي وش قال لك.. وراه لونك كذا منقلب؟! منهو يكون؟ "
وهنا كانت الصدمة حينما أردف " أنا رعد.. ولد عمك يا المهره.. قايل لك لو اخذتيه تصرفي ما راح يعجبك.. هذاني أشوف العم الغازي... وش رأيك اطلق عليه كم رصاص.. والا نتنقل للحبيب عمير.. الفياض اعرفه يا المهره ما احد يستاهله كثرك.. لا الفارس ولا غيره.. إذا ما ودك فيه أنا أولى من الغريب.. والا وش رأيك يا بنت العم... "
ليسقط الهاتف مني.. ودمعة حزينة أعزف لك عمري كلحن الناي، ويدٌ تطبطب على روحك، شعور الحُب العظيم... الفياض.. لما الكل يستبق بطعني بخاصرة هذا الحُب الخالد
لما يا ابن العم..
لتميل ريما " بسم الله عليك.. عميمه يابعدي وش فيك؟ منهو اللي يكلمك.. "
لتتجمع الدموع وأبلع ريقي " ما فيني شيء... خبروه اني رافضة.. هونت ما عاد أبي.. خلاص مابي اتزوج.. "
لأتفاجأ بدخول غدير أم نايف وسعود، واختي سلوى أم لمى... " خير.. وراك كذا متأخرة يا المهرة؟ "
وهج " ما فيها الا كل خير.. بس تعرفون توتر العروس.. "
غدير اقتربت مني لتمسح على شعري " وش هالزين ما شاء الله.. خير وراه صاير وجهك تسذا؟! مصفر.. "
لتردف سلوى وهي تحتضن يد ابنتها لمى " اكيد كالعادة ما أكلت.. ما اتوب من عادتها السيئة.. ريوم يابعدي هاتي صحن المعجنات، والعصير تأكل شوي تبل ريقها.. "
لأهمس " انا هونت ما عاد أبي أتزوج... قولوا له العروس هونت.. "
غدير " وش هالخبال.. هذا وانتِ العاقل الرزين وش خليتي للصغار.؟! قومي البسي فستانك، وما يخالف اضغطي على نفسك... ترى مجهزة لك شنطة صغيرة.. وتجهيزك اللي قبل يكفي.."
وبصدمة " وش يعني؟ هو صدق انا بروح معه تمزحين يا أم نايف.. وخير.. خير يأخذني كذا.. بعدين أبوي كيف يخليني اتزوج؟! وولد العم بالمستشفى مهما يكون ولد عمي... "
لتقاطعني غدير بنظرات حادة " لا يكثر يا المهره.. لا يكثر.. والفياض أبوي مشاوره قبل ما تتم هالخطوبة.."
لأضع يدي فوق رأسي وصداع يداهم رأسي " وش المقصد من حكيك؟ وش اللي تلمحين له؟ "
غدير تجلس بجانبي وتحتضن يدي " اللي أبي اقوله.. ان الفارس متقدم لك من وانت بزر.. مير الظروف وانتقالهم عن الرياض.. لا تنبشين بأوراق الماضي ازين لي ولك وللجميع.. "
لتتسع عيني ومضخة القلب تصدر صوت عظيم، الخوف الرهبة شعور يقلتني
وبهمس ببهوت " وش قلتي؟ وش يعني متقدم لي وأنا بزر!؟ وش هالخرابيط ؟ قولي كلام يدخل بالعقل... "
لتزفر غدير وتبتسم " ما علينا.. قومي الله يرضا عليك، وغيري هالفستان الكئيب.. مثل ما قلت لك هالله الله في نفسك.. وانتم يا وهج وريما نزلوا تحت باشروا بدلة القهوة والشاي الهمام يا بنات.. "
.. " إن شاء الله.. "
لنبقى انا وهي... وقفتُ أمشي ذهاباُ وإياباُ لأجلس بجانبها وأمسك يدها " جاني تهديد يا غدير.. تعرفين ولد عمتي منيرة.. رعد يا أم نايف يبي يقتل أبوي لا خذيت الفارس.. "
أم نايف " وش قلتي؟ رعد ولد عمتي منيرة.. متى وكيف؟ وليه يدق عليك.. هاتي جوالك ابي اكلم عمر والا نايف يشوفون سالفته.. أبوي ما خلى مكان الا ونبش فيه... "
بلعت ريقي بصعوبة " غدير بالأول فهميني وش سالفة الفارس.. مهو من وانا من لفة للفياض، وش اللي تغير؟ أم نايف لا ترمين الحكي ثم تسكتين.. اصدقي القول يا اختي... وش اللي ما اعرفه؟ ماني بايره يوم ترموني عليه بهالعمر.. وش اللي ناقصني؟ عن البنات .. "
لتقول بنبرة غلب عليها الجدية " يا المهره لا تنشبين بالماضي.. امي والخالة سحابه من اول ما ولدتي بغتك لولدها الفارس لأجل انا واخواتك كبار على الفارس... وانتِ صغير واللي تناسبينه.. أدري بتقولين وش هالكلام؟ وشلون مدري عنه؟! الفياض والفارس من صغر كانوا اكثر من اصحاب مير دنيا تلاهي.... من بعد ما توفت منى أم الفياض جدته ام عواد ربته... ادري ما تجهلين في هالسالفة، ومن بعد السيول اللي غرقت الرياض.. الفارس وأهله وجماعته انتقلن للأحساء... وهذا هو استقر هنا بالرياض يعني احمدي ربك ما تتغربين وتتبعدين عن أمُي... ويلا قومي بدلي لبسك، والبسي الفستان اللي جابه.. "
ظليت أنظر للأرض بعد سماعي تلك الكلمات وكأن هناك ما يشغل تفكيري فتقاطعني وراحت غدير أم نايف تضحك تقترب مني لتضمني لحضنها " المهره تستاهلين السعادة.. بيضتي وجيهنا الكل من يثني عليك.. أمُي بتفقدك وتبي تفرح فيك.. كوني المهره الرزين الحنون فكري بعقلك وحكمي قلبك.. "
وتقبل رأسي رمقت لها بنظرة حتى تغادر من حجرتي... سقطت عيناي على الفستان دانتيل وبلمعة الدمع.. أشعر بكمية قهر كبير.. أسمعُ صوت انيني
لما لا تعلم بأنني صبية عظيمة لكبريائي شديد.. إني صبية تخفي حزنها بضحكة أمُي.. أجيد إخفاء الحُزن والجروح الخمس
سنين تجرها سنتين.. لا تندهش إذا رأيت صبية بفكر امرأة مسنة، اقتربت لـ ألمس الفستان وزفرة عميقة
وداخلي يثرثر " المهره.. حرام تفكير فيه.. لا تنسين انه رفضك.. لا تنسين انه جرحك.. وقدر يجيب محمد الاسم اللي تعشقينه واللي وعدتي بيوم طفلة بـ ام محمد... وينه؟ ليه اخلفت الوعد يا أبو محمد؟ ليه قدرت تخدعني بطول هالسنين؟! ليه لا بغيت أوجعك أوجع نفسي؟! وليه يا الفارس ؟! استغفر الله العظيم.. اللهم لا اعتراض... اللهم لا اعتراض على حكمك.. يارب تغفر لي.. يارب "
أمسكت بالفستان لأدخل دورة المياه وارتديه.. الفياض، وانت يا رعد تأملون بي علاقة زوجة أو علاقة طويلة المدى.. أنا صبية وأزهرت بهطول الفارس..
لن أظل بقائي بقلبك يا الفياض، ومن أنت يا رعد؟
ابن عم.. لكن لن تنال ما تريد؟
لأرفع ذيل الفستان وأمسكت بوكرة الباب لأفتحه، والهواء البارد من التكييف صفع وجهي.. لأركض وقفتُ سقطت عيناي على الهاتف وأخذتُ نفس عميق
مددت يدي اليمنه لأنتشل الهاتف وجدت الخط مفتوحاً " حي الله المهره.. وش هالفستان الحلو؟ ودعي ابوك يا الحلوة.. "
لأتلفت للشبابيك المغلقة والستائر تخفي.. عما بداخل حجرتي...
ما هذا الجنون الذي يتفوه بِه.. ونبرة غاضبة " انت ما تخاف الله.. وش تبي؟ انت متأكد ان امك منيرة.. "
بابتسامة خبيثة " لا تجبين طاريها.. الفاسقة.. "
لتتسع عيني " هيه حدك... انت مالك الا كسرة رأس.. عاق بأمك.. انقلع.. "
واغلقتُ الخط بوجهه.. وبرجفة من صوته الواثق.. لأتصل على عمر.. ثواني حتى يجيب بنبرة ممتلئة فرحة عظيمة " حي الله حرم الفارس.. "
أغمضتُ بعيني بشدة وضعت يدي بمكان نبض.. وبغصة " عمر اسمع فيه واحد دق علي... "
عمر " لحظة في ازعاج برا.. الله يهديه جدي تأخر... "
لأصرخ بفاجعة" عُمــــــــــــــــــــــــــــر.. إلا أبوي مابي افقده.. عُمــــــــــــــــــر.. "
لأسمع صوت طلقة الرصاصة، لأترك فستاني وأتعثر بقلب كسير حتى أسقط أرضاً " يُبَـــــــــــــــــــــــــــــــــه... "
***
على الجانب الآخر... اغلقت من العمة المهره.. واجر خطاي متجهاً لساحة المنزل.. وقفتُ بمكاني حينما رأيتُ نايف ممد على الأرضية.. الفارس والذي يترصد من يكون؟
وبصوت حاد " عمير.. خذهم داخل.. لا تقرب يا عم.. مبين انه تحذير.. أدخلوا داخل.. الله يرضا عليك يا عم.. "
الغازي والذي يقف بمدخل الباب الحديدي ممسكاُ ضاغطا على عكازه، وبقلب الفاجعة " وش ذا؟؟ حفيدي النايف ميت!! اسعفوه!! وراه يا ولدي طايح.. يا الفارس.. ولدي.. يا سعود أخوك يا ابوي انت.. الحقوه جعلكم العافية... "
النايف وهو يضع يده على كتفه ويكتم الوجع، بينما بقعة الدماء تسير بشكل يهلع أي شخص.. الوجه الشاحب ورجفة الصوت " ما عليك يا جدي.. أنا بخير.. بسيطة.. أدخلوا داخل.. أنا بخير... "
أمسك به أخيه سعود.. حتى يساعد على صعود لداخل السيارة.. وقد أخذت جدي بعيداً عن الشارع..
لأصرخ الفارس " عمـــــــــــر جدك.. "
وطلقة من جديد تصيب جسد الجد الأكبر الغازي... حتى يميل جسده للخلف... لأتقدم خطوات واحتضن رأسه قبل وقوعه أرضاً...
لأنظر للفارس والذي لمح شخصاُ مرتدي بنطال اسود " و تيشيرت " باللون السواد.. لـ يركض نحوه بعد أن رفع ثوبه..
وتأملت عيناي الجد الغازي " بسم الله عليك.. تحمل يا جدي.. انفداك تحمل.. "
لألتفت لجهة سيارة سعود، واجده قد حرك ضاغطاً على المكابح وصدر صوت الضجيج..
***
على الجانب الآخر.. بانت علامات الدهشة.. على جميع من في المنزل..
سحابة " إن شاء الله انه خير.. اذكري الله يا المزن "
وأنا صوت وقلب المؤمن دليله.. " يا أم الفارس.. هذا صوت طلق ناري.. يالله تستر عليهن.. "
سحابة " إن شاء الله ماهنا إلا كل خير.. قوي عزومك يا خيه صلى الله على النبي... "
***
بينما عند مشاعل " ياويلي.. وش هالصوت يا ديم؟.. "
لأجيب " والله مدري يا مشاعل.. الله يستر.. عن إذنك بشوف عميمتي... "
مشاعل " أوكيه.. الله يسهل دربك.. "
اتجهت لحجرة عمتي.. وأجدها ساقطة.. لأصرخ بخوف " عميمـــــــــــــــــه.. المهره.. "
اقتربت منها لأمسكها من يدها، وأجد دموع قد أخذت تهطل على الخدين.. الكحل قد شوه ملامحها الحزينة " ابــ ـــــ...... "
لأجدها قد غابت عن الوعي.. " بسم الله عليك عميمه.. اصحي.."
ويدخلن العمة غدير أم النايف، والعمة سلوى أم لمى... حتى يقفن عندي..
غدير " هاتي مويه يا ديما سريع يا بنتي... "
سلوى " والله هالبنت مشقيه نفسها!! من بعد ما الفياض طلبها من جديد تعبت على أبوي... متغير حالها من ذاك اليوم!! "
أم نايف وهي تحسس جبين العمة المهرة " مسخنه.. وشلون ما انتبهنا عليها؟ منهي اللي حطت المكياج لها؟ وينها ريما معقولة ما انتبهت على عمتها انها مسخنه.. "
سلوى " بسم الله عليها.. "
تقدمت بخطواتي " مدري عميمه الغدير.. شوفيها.. والله شكلها صدق تعبان.. امحق ملكة استغفر الله العظيم.. "
***
صباح حزين، وشمس حارقة، وصبية مثلي راحت دموعي تنهمر على الخدين.. تقطع قلبي.. عندما علمتُ بأن أبي تم نقله بالمستشفى في حالة حرجة..
واستيقاظ الفياض وتم تحقيق معه.. ونايف ابن اختي.. يالله ما هذا شقاء..
ديما " عميمتي.. يلا عمير ينتظرنا بسيارة... شايفه زيارة انتهى بهالوقت... "
لأتمسك بعباءتي بشدة " ما اراح اخرج من هنا... وانا اللي بشتكي عليه... "
أمسكتني ديما "خاله لا تنهبلين صدق.. وش اللي بتحكين عنه؟ منقود يجي لك عمر وتناقشي معه... جلستنا هنا ما فيها غير وجع الرأس نرجع أزين لنا.. "
حتى يقترب عمر وابتسم.. " أبشرك طلقة مهو قوية.. والغازي ما شاء الله هبة ريح.. صابته بالكتف.. وهذا هو بـ يرجع البيت معنا.. "
لأبلع ريقي " تحكي صدق.. عمر صدق أبوي بخير.. طيب أبي اشوفه.. "
انطلقت نحوه وسلكت مع عمر بنفس طريق.. أكملت طريقي إلى أن وصلت إلى احدى الاجنحة.. لألج وأجد جسده المتعب مستلقي على سرير..
اقتربت منه لأمسك يدُه وأقبله " فديتك يا الغالي... سلامتك والله أجر وعافية.. يُبَه وراه ما انتبهت الله يطول لي بعمرك.. "
ثم غمغم " هاه وش تحكين؟ "
لأبتسم له بحب كبير " فديتك تريح هنا.. وانا بجلس عندك.. "
ليبتسم عمر " شوفي عميمه.. العقد تم.. سبحان الله جدي كان عارف انك مترددة لذلك الفارس ينتظرك تخرجين له... "
ابتسم أبوي بصوت مرهق " ايه.. يا ابوك بيضي وجهي عند رجلك... "
لأضع يدي فوق رأسي " انتم وش.. وش تقولون؟ وش اللي ؟ لحــظة خلوني افهم.. وش اللي مترددة! وكيف صار زوجي؟ عمر... يُبَه.. شلون؟ "
أمسكني عمر من كتفي لأبتعد عنه وبقسوة أردف " بتحكي والا تضف وجهك... تمزحون معي صح... أكيد مقلب خايس منك.. "
الغازي بصوت مرهق " المهره.. قومي الله يصلحك.. تسنعي وخليك مره زين.. الحين انتي مسؤولة عن رجال وبيت.. وهالله الله بنفسك.. عقب شهر حفل زفافك.. لا تنسين ابوك ها المهير ما تنسينه .. "
أشعر أن قلبي يفيض، وأن جوارحي ممتلئة بك,, ما الهراء الذي اسمعه
اصبحتُ زوجةً للـ الفارس.. متى؟ وكيف؟ ولماذا؟
هل أفسدَني هذا الحبّ.. إذا صرت أتكئ عليه، وأعجز معه الحزن.. وأرى دنيا كلّها بعينه
الفيــــــاض هل افترقنا..
هل أفسدَني هذا الحبّ، وصرت امرأة لغيرك، كنت الطفلة المدللة تزرع الورد في قلبك كل صباح
كنت صبية التي تتغنج بك.. وتزهر بهطولك... كنت الغيمة البيضاء وحلم الطفولة
كنت اليأس بعد الأمل.. هل الحبّ أفسدَني وأصبح بعيد المنال...
ما بال تلك نسوة يثرثرن بك... كنتُ أسير مع عمر بعد أن همس لي أبي في إذني... لكن توقف الاستيعاب
تعطل مابي من تركيز.. لست سوى دمية تسير دون روح ولا عقل... أخذني عمر للسيارة.. حرارة الشمس الحارقة
استيقظتُ من وحل الظلام لأجد واقفة أمام شخص غريب...
ابتسم عمر " يالله يا الفارس وهذا مهرتنا الغالية.. حافظ الله فيها.. هالله الله.. ويا ويلك ان سمعت تشكي منك.. وقتها لا يفديك لا صاحب ولا صديق... "
أبتسم الفارس بثقل وبرد رسمي بصوت البحة " تبشر.. يلا نسلم عليك يا نسيب.. "
لأقف متصنمة بمكاني وأبلع ريقي وبخوف، وأتمسك بيده " عمُر وش قاعد تقول؟ أنت تمزح معي صح.. "
اقترب لأميل عمر ويهمس بأذني " افرحي وانسي ارمي كل شيء وراء ظهرك.. ومبروك يا المهره.. مبروك عليك الفارس.. كل واحد يليق بالثاني.. أها بس لا تنسين عميرك.. "
ليغادر بهدوء.. وثورة عارمة بصدري.. لما يا أبي؟ لما يا عمر..
الأمر انتهى يا المهره.. انتهى من جهتكِ أوصدنا باب قلبك بـ اقفال عديدة، البارحة فقط كنتُ قد نزعت من صدري آخر مشاعر الكره
والعتاب لك يا الفياض.. وتصالحت مع وجهي الجميل في المرآه.. وتصالحت مع جميع أموري منذ زمن
ما عدتُ المهره صبية.. ثلاث اشهر واتزن بدخول ثاني وثلاثين من هذا اليوم..
ما عدتُ احمل لك أي مشاعر سوى انك ابن عم.. وصديق طفولة
أتعلم لما.. أود أن أضحك بوجهك وانتصر لأخبرك " انت.. ايه انت يا ولد العم.. خدعتني سنين طويلة بحبك.. اوجعتني يا الفياض... الله لا يسامحك.. اكرهك.. ايه اكرهك، وبظل طول عمري شايله الكره بقلبي.. لين ما تطيب جروحي... "
لأسمع صوته من بعيد وأتمسك بعباءتي بشدة.. " المهره.. تفضلي ادخلي.. "
وجدته واقفاً بثوبه الاسود.. ممسك بقبضة الباب، ويشير للجلوس على المقعد.. لأبلع ريقي أحاول أن اتزن لأتقدم بخطوات واقف عاجزة عن المشي.. قلبي يرفض فكرة أن اتزوج هكذا دون توقيع على عقد.. دون إثبات ملكيتي..
أيعقل بأني تزوجت هكذا.. دون تحقيق أحلام الصبا..
ليقترب مني بخطوات كبيرة وأمسك يدي.. وأصابعه كالنار التي لسعتني بحرارتها.. وبردة فعل ابتعدت عنه..
ليرفع حاجبه الايسر، وقلبي يتضخم من جسده الطويل وعرض المنكبين.. وفي داخلي " امحق هذا الهادئ يصير كذا مزيون.. مهير وش هالخبال؟! اعقلي.. ياربي والله ماني مستوعبة.. استوعب يا قلبي.. رددي انتي زوجة الفارس.. زوجة الفارس.. "
ويبتسم وصف لؤلؤ لأغض بصري وجهه غرق بالضحك " يا زينك يا زوجة الفارس.. مبين ما استوعبت عدل.. مهو زين وقفتنا في هالشمس.. حياك الله يا حرم الفارس... برجلك اليمين.. "
لأعض شفتي من تحت الخمار وأثرثر بقهر كبير " عادة تفكيري بصوت عالي.. جبت العيد يا المهره، وراح سوقك.. مهو من أول يوم.. يالله لا تفضحنا.. "
ليجر جسدي ويفتح الباب من جديد ويضعني داخله، وبضع من زمن حتى جلس بجانبي.. وجع ببطني شعرتُ بالحرارة تمر بكل جسدي..
لأضغط على المحرك، وبهدوء ابتعد عن مواقف المستشفى.. لـ يلتفت لي " حمد لله على سلامة الوالد..."
صمت كان سيد الموقف.. لم استطيع أن اجاريه بالحديث.. عندما لم يجد رد صمت.. خلال نصف ساعة وجدت نفسي اقف أمام بوابة الاوتيل..
وبعد عبورنا للداخل وفتح بوابة المصعد حتى نتجه للجناح المطلوب.. كنتُ أسير بلا وعي.. أحسست بدوار أكره الاماكن المرتفعة
أشعر بخفقان بالقلب..
وجدت نفسي في وموضة عين مستلقية على سرير مريح...
فتحتُ عيناي استوعب المكان الجديد، لأسمع صوته " صح النوم يا العروس... "
وجدت نفسي عارية دون عباءة أو خمار.. فستاني الازرق بالورود البيضاء... رفعت عيني وترتبك الأهداب أمسكت باللحاف لأغطي بِه وجهي " لو سمحت لا تناظر كذا.. عطني مساحة افكر انك صرت زوجي.. "
ليقترب ويشد اللحاف وبابتسامة تعلو ثغره " مساء الخير.. مبين لك فترة ما نمتِ يا المهره.. ممكن اعرف وش اللي مشغل تفكير زوجتي..؟ "
لألتقي عيناه الناعسة بعيني النائمة.. وبصوت خافت " سموحة منك بس.. ممكن تبتعد شوي.. "
لأجد اقترب أميال.. وضع يده الباردة على وجهي ممسكاً بذقني بشدة " المهره.. مراعي انك تعبانه ومرهقة.. لذلك قومي بدلي لبسك والحقي على صلاة العصر والمغرب.. الفستان الابيض بغرفة تبديل.. "
لأهمس له ومدمع بالعين " ممكن أعرف من متى وانت متقدم لي..؟ رجاء بما انه صرت زوجة لك.. فـ اقل من حقوقي اعرف عن شريك حياتي....... "
أمسكني ليحتضن رأسي ويتخلل ليلي طويل بـ أنامله الباردة.. رأيتُ صوت النبض.. هل وصف الابكم بأنه يسمع..
ويقترب بنبرة رقيقة " احد قال لك انك جميلة.. وانك رقيقة يا المهره.. وانك أكبر حنون بعائلة الغانم.. يا ترى كيف مرت السنين عليك؟ كيف قدرتِ تتأقلمين بعيد عن بيوت الطين؟.. وصوت الحارة..! "
لتسقط دمعتي وأضربه على صدره " ليه تخدعوني.. ليه اكتشف بعد هالعمر الطويل أنك صاحب الــفـ....... "
ليسكتني بقبلة عنيفة من ثم ابتعد، أدار ظهره ويردف " ربع ساعة واحصلك جاهزة عند الباب... "
وأغلق الباب بقوة... حتى اقفز بخوف..
***
في هذا الاثناء.. كان صديقي أبو احمد يزين لي الوسائد حتى استند براحة وبهمس " عمي.. وش علومه..؟ ما اشوفه غريبة عليه! "
ظل ينظر إلي أبو احمد وراح يحدثني " اللي بغيت اوصله لك يا أبو محمد.. اصرف النظر عن بنت عمك... "
وضعت يدي اليسره على كتفي بوجع.. كنت مستلقيا على سرير الابيض وبعض من الوقت قبل أن أنهض " وش قلت يا أبو أحمد؟ وش جالس تخربط؟ ميمتي طمني عنها.. "
لأجلس على الكرسي الذي بجانب سرير مقابلاً لي " أبو حميد وأمه معه عند خالتي ام عواد.. انت تطمن وشد حيلك.. وراك العيادة ومرضى.. "
حينها صدر صوت خفيف مني يكاد لا يسمع من الألم.. لأقف ويمسك بي أبو أحمد " على وين أبو الشباب؟ ريح جسمك.. "
لأكتم الوجع " ابي اشوف عمي.. ماله لا حس ولا خبر.. قلبي مأكلني عليه.. فكني يا ابو احمد.. "
وبنبرة غاضبة " قلت لك اصرف النظر عن بنت عمك راحت بنصيبها.. "
فإذا بِـه يعلو أنيني وبصوت يتخلله الألم " وش؟ وش؟ قلت راحت بنصيبها! كيف؟ وشلون؟ ومتى؟ تمزح يا أبو أحمد! "
وبنبرة غاضبة " وش اللي امزح.. يا الفياض اصحى عاد من هالعشق اللي الله بلاك فيه... يخي ما توقف الحياة على بنت عمك.. ايه أخذها الفارس ولد الخيال.. الفارس اللي انقطعت عنه اخباره... ما غير نسمع من الاخبار تلفزيون... الفارس الصاحب واللي مسمي اللي بنت عمك يا الفياض.. كل الديرة كانت تدري.. بس عمك ما احب يردك يا الفياض... الله يوفقها وبعدين تعال... مهو تقول الله يوفقها مع غيرك، والا كل ما زانت جد علم جديد.. "
سكت لأنظر إلى أبو احمد بصدمة.. الفارس أخذ المهره يا الفياض !
أشعر أن جميع طاقتي في الحديث قد انتزعت تماما
لأشتهي الكلام..
كيف أعلم بأنك يا المهره الحب الحقيقي " الطفولي "
حينما أُخاصم كبريائي بسببك.. كنا دوما نتعارك أنا والفارس
من يحصل على المهره أولاً.. أمُي توفت دون أن ترى وجهك الوضاء
وعزوف " ميمتي وانها تسوقني للمشيب.. "
وهذا انا.. طريح بفراش العجز.. اعجز عن قربك.. هل انتصر قلبك الآن
هل انتقمتِ لكبريائك اللعين.. هل تشعرين بالسعادة يا المهره ؟
بالله عليك اجيبِ.. هل يحدث أن أتمنى احتضانكِ إلى صدري
وأن البُكاء مطولاُ عليه..
يحدث أن أخبرك بأنك الحبيبة وساكنة الروح..
لـ يقاطعني أبو أحمد " الفياض.. دكتور له ساعة واقف فوق رأسك.. "
ليتحدث الطبيب وبابتسامة " كيف حالك يا الفياض؟ وش تحس فيه الحين؟ "
وبهمس " حمد لله صحتي زينة.. ابي اخرج.. "
الطبيب وهو يكشف علي " مهو قبل نتأكد من سلامتك.. الضربة قوية على كتفك... "
لأرمقه بنظرة حقد " قلت لك بخير... وش فيه ذا؟! وراه داخل لا احم لا دستور.. "
ضابط " معي بلاغ حضورك للمركز.. "
ليلتفت الطبيب وبانزعاج بانت على ملامحه وبنبرة غاضبة " لو تكرمت اخرج باقي ما فحصت على المريض.. "
ليقترب رجل الأمن " تفضل معي.. واحسن بدون شوشرة "
وابتسم بسخرية " وش بغيت؟ اخوي وش تبي؟ إذا بتحقق على السلاح.. فهو لأبوي وله فترة ما جددت صلاحيته.. بغيت شيء ثاني.. "
وخلال ثواني لأسمع رنين هاتفه ويرفعه وبضع كلمات " أبشر.. طال عمرك.. مثل ما قلت إفراج ولا يهمك.. تأمرني على شيء ثاني طال عمرك.. لا ولا يهمك.. "
اغلق الخط لـ يبتسم " سموحة طال عمرك.. تم الاعفاء عنك.. ومرة ثانية سموحة منك.. "
نظرتُ بدهشة " وقــــــف.. منهو اللي توسط لي؟ لا يكون الفارس.. "
ليبتسم " ما عليه هذا أوامر وعلي انفذها.. اعتذر منك مرة ثانية.. "
لأنهض من مكاني وأخذ نفس عميق وأزفره بصعوبة " ما علي شر إن شاء الله.. اكتب لي ورقة خروج إذا ما عليك أمر.. "
الطبيب " انت زميل عندنا دكتور الفياض ومن واجبي كطبيب احترم هالصداقة.. لذلك رجاء.. اكشف عليك عقبها سوي اللي تبيه.. "
لأجبيه بملل " زين.. أبو أحمد جوالي لا هنت.. "
***
|