كاتب الموضوع :
عمر الغياب
المنتدى :
قصص من وحي قلم الاعضاء
رد: أزهرت بهطولك
***
بينما كنتُ بطريقي نحو منزل العم أبو الغيث.. وعندما وصلت للمنزل وقفت أمام المدخل والمجلس..
وهو أردف بعتب " كذا يا أبو ياسين، لا سلام ولا تنشد عن الحال!! "
لأبتسم له وأقبل رأسه من ثم يده " والله يا عمي عبدالله.. مشغول بأمور الله العالم بها.. مير العذر والسموحة منك.. "
أبو الغيث " ما عليه يا عمك.. اللي مكدر خاطري يا سلطان.. ما اشوف الا بنتي متضايقه، في شيء صاير بينكم؟ ومستحي تقول.. تراني حسبة أبوك يا سلطان.. "
ابتسمت بوجه العم " ابد يا عمي.. مثل ما قلت لك مشغول يا ادوب احك رأسي.. مير طال عمرك سامحنا وحقك علي.."
لـ يزفر العم أبو الغيث ويردف " يهديك الله يا سلطان.. تريح اجيب لك القهوة.. ازهم لك ضياء.. "
جلستُ اتأمل بمنقوشات السقف متململاً، أود الذهاب الآن.
انك يا ضياء وهبتك روح الغياب،
يتغلل بي، يطرحني أرضاً..
عندما اجدك هنا الآن، وكأنما كنت على علم مسبق.. بأنني سوف أكون هُنا بعد عدة لحظات
الضيق يتملكني، يحاصرني، يرهق كل إنش بجسدٌ خاوي..
لأجد الجود متأبطه ذراع ضياء وتلك الملامح الإجهاد، والارهاق
اصفرار الوجه، وتلك الشفتين، والعباءة السوداء تخبئ جسدها الهزيل
الطرحة والتي تعناق وجهها الوضاء ..
الجود " حياك أخوي.. اجلسي يا ضياء.. بجيب لكم القهوة واجي، مانيب مطوله.. "
حتى رأيتٌ انسحاب الجود.. لتصرخ ضياء والضيق كل ما مرت ثانية تزيد بي،
لـ أردف بضيق " وشلونك يا ضياء؟ "
لـ ترمق لي بنظرة جعلت كياني يهتز.. عينَا العتب والضيق يفيض بها..
وبهمس موجع " حي الله سلطان.. تو ما نور بيت أبوي، بس يا ترى وشوله متعب عمرك ؟؟ وجاي متعني مهو معقولة طقيت مشوار عشاني.. "
اقتربت منها لأقف.. لا استطيع ان اتحمل الألم فوق طاقتي
حتى أردفت بنبرة الصوت غريب في وطنه " ضياء... اذلفي من هنا.. الحـــــــــــين لا اشوف وجهك مره ثانية..
وتُصابُ شفتيها بالخرس، حين حاولت ثرثرة، ما بقلبها
رأيت الوجع في وجهها الشاحب.. الضعف الكامن
لأول مرة أشعر بعصرة بقلبي، كنتُ أشد بقبضة يدي..
وهمست " روحي يا ضياء لا اوجعك معي.. مابي اسمعك كلام.. ترى الحياة بينا صعبة.. "
لـ تقترب وضيقة تشتد بها كل ما اقتربت خطوة مني..
ليس ثمة كلمة تصف شعوري معها الآن...
ربما لم يخلق الله الكلمة التي أود التحدث عنها.. الرغبة التي تأكل قلبي يا ضياء
الرغبة بإخباري بأنك ما زلت الأنثى التي سكنت بباب صدري، لكن لما الآن أشعر
بالكره نحوك...
وتقف... وتتأمل عيني ونبرة الحزن الثقيل بجوفها " الله لا يسامحها.. الله لا يسامحها.. "
ابتعدت، وغادرت المجلس، جلستُ وحيدًا..
اتخبط بكلماتها، ما الذي قصدته بـ " الله لا يسامحها!! "
بعد مرور الدقائق.. ودخول عمي مع شيخاً..
كنتٌ أود الهروب الآن، لكن يد الشيخ قيدتني وهي الاقرب..
وبصياح " فكــــني.. اعوذ بالله منكم.. فكني اقول لك.. "
لأردف له " فكني.. ترى ما فيني شيء.. "
العم أبو الغيث " يا سلطان يا ولدي.. بس بنتأكد من شيء.. اجلس وانا عمك.. كود يظهر هالبلاء اللي فيك انت وبنتي.. "
الشيخ يبتسم وبصوته الرخيم " اجلس الله يرضا عليك.. تراني بس بقرأ عليك.. "
لأنظر لهم بكره شديد، وبغضب " أنا بخير.. ما فيني شيء.. وبنتك يا عمي ما عليها خلاف إن شاء الله.. فكوني ارجع لشغلي أزين لي ولك وللجميع.. "
رد علي الشيخ " إن شاء الله يكون ما فيك شيء.. استهدي بالله واجلس.. "
جلستُ على الاريكة، تأملت حينها العم الذي جلس بجانبي ليمسك ذراعي الايسر..
والشيخ بدأ بالقراءة بصوت خافت ثم يعلو شيئا فـ شيء..
أشعر بألم شديد في المعدة مع غثيان مستمر أردت التقيؤ الآن، لأجد في تلك اللحظة سلة النفايات أمامي
حتى أميل واظهر ما بجوفي، وهو يمسح على ظهري " أعوذ بالله.. طلع يا سلطان.. "
احسستُ بالحرارة في جوفي، و ضع يده على بطنِ وبدأ يقرأ بالرقية..
أشعر بألم وتقطيع ببطني، أغمضت عيني بشدة لأرى أمام عيناي شعرًا وحبالاً معقدة..
ويمر الوقت الثانية بدقيقة وتجر أختها الساعة.. حتى غفوت، فراح الشيخ يحرك جسدي يمنة ويسره لعلي اصحو وأجيبه.. فـ إذا به فتحتُ عيني ويعلو أنيني
وبنبرة يتخللها الألم " آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه.. يارب وش اللي احس فيه؟! "
نظرت الشيخ للعم المتلثم بشماغه..
ليقبل رأسي أبو الغيث " حسبي الله ونعم الوكيل.. سلطان يا ابوك انت طيب الحين.. "
ارهاق، وثقل بجسدي
لو كنتُ تعلمين يا ضياء بأن حبكِ مزروع فيني منذ الصغر .!
منذ أن رأيتكِ طفلة الرضيعة.. ذات جمال طفولي وبريئة
لو كنتُ تعلمين بأن أنفاسك حينما افتقدك.. أُكسجين يضخُ في عمق صدري
لما هجرتُ وابتعدت وامتنعت ؟!
لأن قربكُ نارٌ تحرقني وتلسعني، ولا يطفئها إلا الماء..
***
بينما وضعني أبي على الاريكة، كنتُ حينها بصدمة.. تارة من سلطان زوجي، وتارة من صديقتي والتي أدخلتها بيتي جنتي ونعيمي
منذ اليوم الأول لدخولها رأيت الانبهار بـ عينيها للحد الذي لم أشعر بـ غيرتها، وأن تتمنى ما يملكه غيرها.. سراب صديقتي لكن وبعد الوجع الذي عشته لمدة خمس السنين
كل السنة أنا والعمة حنين نكثف بالعلاج، والعُمر يمضي وانا باقية
زوجة دون أم، دون عاطفة، دون همسة
" مــــــــامـــا "
العمة حنين والتي تقبل خدي وبهمس " عساك احسن الحين؟! "
نظرت بألم لعيني حنين تلك العمة، والتي من اسمها النصيب الكبير
حنين وكيف أن تقسو الحياة عليها ؟
تكسرها، وتصبح بخيبات كبيرة !
أكبر من قدرتي لتحمل الوجع والطعن بخاصرة
" كانت سراب يوماً من الايام صديقة "
***
لكنها العمة حنين تكافح وبكل قوتها..
كي لا أتفهم وجعها، لكن العين شفافة وكأنما اقرأ
الصمت، الخوف
الفقد، والاحتياج !
نعم الاحتياج لزوج يكون سند عون لها
الصديق وحتى عندما نعبر هذا العُمر ونصبح شيخاً طاعناَ بالسن ..
ياه " يا عميمه حنين.. لين متى تتحملين هالوجع؟! يا ترى لو ما انفجرتِ هذاك اليوم، كان ما درينا عنك.. صح هو خالي على عيني ورأسي.. بس مهو معقولة يصكك عليك بمره ثانية، والامر انها بنت خالته يعني ما احشمك ولا قدرك، والله ماني قادرة استوعب.. ؟ "
وبـ تنهيده " آآآآآآه يا ضياء، خالك ما حشمني كثر ما اوجعني.. تزوجها بدون علمي، بدون حتى ما يبرر لي، ولمن حلفت عليه يطلقني، قال بخليك في بيت اخوك ترتاح نفسيتك وتهدأ شوي، ثم ارجع لك.. "
لتضحك حنين العمه بوجع، والدمع يلمع بمقلتيها " اللي ما يدري كثر ما احبيته بطريقة موجعة.. بطريقة يا ضياء خلت مشاعري جميلة حبيت نفسي، وجبرني على كرهه، وأنا اللي عاهدت نفسي ما أكره احد, بس هو ما عطاني فرصة.. ما ابي الا ورقة طلاقي.. "
لـ اضم حنين لصدري وابتسم لها " أساسًا ما يطولك.. والله ثم والله انه يطلقك وهو ما يشوف الدرب.. هذا اللي ناقص بعد.. "
ابتعدت عني وهي تضع يديها وترفع وجه الاصفرار " انتِ ما تقولين وش فيك؟! وراه كذا وجهك؟ وش قالت لك ام هادي؟! "
لأنظر لها بصدمة وتسقط دمعتين على الخدين " تعرفين سراب بنت سرور الساري.. صديقتي يا عميمه.. مهو معقولة ما تذكرينها!! "
وبعقدة حاجبيها " وشو سراب ما غيرها.. انتِ تهاطين صحيح !! "
لأهز لها رأسي وبأسى " الا هي بلحمها.. ما كنت احس على نفسي يا عميمه.. كأن بعيني غشاوة.. شفتها والله العظيم شفتها.. الوجع يا عميمه حنين لا جاء لك الاذى من قريب وفوقها صديق.. "
العمه حنين بكلمات عميقة وبدعاء " الا الله حسيبها الظالمة، ما لقتك إلا انتِ تسحرك، حسبي الله ونعم الوكيل عليها، جعلها ما تعددا حوبتك.. وانتِ مسامحتها ها؟ "
وبصدمة من حنان العمه حتى تصبح
قاسية، كحجر اسود، لا ينسى، ويتألم !
لأردف لها وبحقد " الا الله لا يسامحني إذا سامحتها، ولا برضى لها لو انها مليون توبة، حتى لو اتوب عندي، ابيها تذوق يا عميمه مثل ما ذقت وعانيت الوجع.. حسبي الله ونعم الوكيل فيها.. حسبي الله ونعم الوكيل فيها.. "
حنين وبمحبة لـ عيني " وسلطان عساه ازين؟! "
وبضيق " مدري عنه.. بس يا عميمه صرت ما اطيق قربه.. عميمه انا توني استوعب من احد يجيب طاريها انغث، وكذا شعور غريب ما مر علي الا هالفترة.. بس ما كنت احس على نفسي.. كنت استغرب من جفاءه من هجره لي.. سلطان مهو زوج اللي كان حنون علي، ما هو الا شخص بارد، تدرين سمعت بالصدفة مكالمة الجود له... هو حتى أساسًا ما قدر يجي الا لمن كلمته الجود.. يقهرني يا عميمه والله شعور مهو حلو وعساك ما تذوقينه.. "
لتضحك العمة حنين بسخرية " لا بالله انك انهبلتِ، وانا اكبر مثال متخرجه من الحياة فاشلة مع مرتبة الشرف الاولى يا ضياء.. ربي ما ينسى عبده المؤمن، وكله تخفيف والرحمة.. علينا بالصبر، الله يجملنا بالصبر وانا عمتك.. قربي انفداك.. "
لتحتضن الخوف الذي يستكين بصدري.. حتى تنضم إلينا الجود بثغر مبتسم..
" آها تراني بديت اغار.. كل الحُب لـ ضياء، وأنا ما يحق لي.. "
لتبتسم العمة حنين، وتفتح ذراعيها لـ الجود ابنة العم " أفا عليك.. انتِ حرم الغيث، وشلون ما يكون لك نصيب من الحُب.. "
وبحمره بالخدين " عميمه حنين، وش هالحكي الله يهديك؟! باقي ما صار شيء الرسمي.. "
لـ تبتسم لها حنين " هو الغيث يلقى احسن منك.. يسلم على يده وجه وقفا.. "
لأضحك بوجع، والقي نظرة على الجود وأبتسم لها بخبث " جويــد هو أنتِ معترضة على أخوي الغيث؟! شفتِ شيء ما انتبهنا عليه.. "
وبتعقيده حاجبيها " أبد والله.. ما شفت منه الا كل احترام.. وبعدين تعالي، وش هالسؤال البايخ؟! "
لأضحك وحتى تدمع عيناي.. وأشير بيدي " صبي لي قهوة بس خليني أروق.. اقول عميمه حنين.. "
لـ تبتسم لي العمة حنين " آمري يا أم ياسين.. "
والقلبُ يخفق بهذا الاسم " الله يسمع منك صدق واكون أم يا عميمه.. بس بغيت اقول لك ان سلطان هنا، عنده شيخ يقرأ عليه.. "
العمة حنين " طيب ما تحسين أنك تبين ترتاحين.. ترى مهما كان وأنا عمتك بـ يظل يكون زوجك.. ظاهر انكم صدق مسحورين، حسبي الله ونعم الوكيل.. تعالي تمددي على سريرك، وريحي جسمك.. "
بكى قلبي يا العمة حنين، وانكسر
دعوت الله كثيراً أن يجعل قلبي لينًا، أن أكون له " والله ونعم الزوجة.. باره بـ امي وأبوي.. اللهم لا اعتراض على حكمك.. اللهم لا اعتراض.. "
***
استرخيتُ على سريري وأغلقت عيني وراح تفكيري للخالة المهره، اشتقتُ لها كثيراً..
لأمد يدي نحو "الكمدينو" والتي تقع بجانب سريري، أمسكت بالهاتف وأبحث عن اسمها لأتصل عليها..
بضع لحظات حتى أجابت بنبرة غلب عليها الشوق " حي الله وهج، ما كأن عندك خاله تسيرين عليها، تشوفين على أقل أخبار جدك ومميتك !! "
لأبتسم لها وانا اتقلب على جهة اليمين، أدير ظهري للمرآه البيضاوية الكبيرة..
وأهمس لها بمحبة كبيرة " عسى قلبك الكبير يكفر عن انقطاعي، سامحيني خاله، بس والله انشغلت بالجوهرة وحوسة بيت ياسر.. والله يا ادوب القط انفاسي.. وتعرفين قريب بـ نزل لي كتاب أول رواية ورقية لي.. "
لتضحك بفرحة عميقة وكأنما أرى بأنها تضمني الآن " فديتك يا وهج اسم الله عليك.. انا من الحين أول طبعة لي.. والله يعطيك العُمر ونفرح فيك أنتِ بعد، حتى ياسر قليل الخاتمة ما يسير، اعوذ بالله وش هالقطاعة اللي فيكم؟! "
وأبتسم لها وأنا اتأمل للنافذة وشعاع الضوء الذي يخترق حجرتي " سامحيني يا خاله.. وبعدين سمعنا من أمُي ان زواجك قريب صدق خلاص يعني عزمتِ أمورك.. "
أغلقت عينيها بشدة " وهج ولي يسلم قلبك يا خالتك لا توجعيني صدق، كلن راح بطريقه.. الله يوفقه مع وحده غيري تستاهله، أنا بكَبر عند أمُي.. مابي الا انها تكون راضيه علي.. "
ساد الصمت حتى همست الخالة المهرة بوجع " هو اللي اختار يا وهج.. هو اللي كسرني وضيع احلامي وفرحتي فيه.. هو اللي هدم كل شيء بينا.. لا تلوميني على تالي هالعمر ان بغاني وانا رديته.. المهره ما عادت الحبيبة واللي تضحك له وتتبوسم قدامه، ومن وراه تكتم الغيظ وتبلع القهر وتسكت.. جدته مميته يا وهج.. هي عارفة بحبنا.. الكل عارف لكن هذا هي ندمانة وتبيني ارجع لولدها.. تبيني اسامح وانسى خمس السنين، لكن والله واللي خلقني ما يطولني لا هي ولا ولدها.. "
لتدمع عيني وأهمس لها ببحه " يا خالتي المهره، أدري انه من حقك ترفضينه مير دنيا تلاهي الكل بـ يشوف أموره وبـ ينسى.. لا تقولين اني بجلس عند مميتي جعل عمرها طويل بطاعته، لكن لا سمح الله ان توفت.. مين بـ يبقى عندك.. يعني أكبر مثال عندك الجوهرة أختي.. ما بينكم الا اربع سنين، والحمل متعبها بالحيل.. يعني ما تبين تسمعين كلمة ماما.. رحمك ما يحن يا عميمه.. "
وبزفرة عميقة " وهج لا تكدرين خاطري.. لا توجعيني وتمشين، الله بـ يعوضني باللي احسن من هالفياض.. الله معطيني جنة ودي اكون بـ قربها كل يوم.. الجوهرة اخبارها، وكيف الحمال معها؟! "
لأجيب بنبرة هادئة " أدعي لها يا خاله.. إن شاء الله الجمعة نكون عندكم.. أنا وبنات خالي غازي.. ديما وريما.. "
المهره " الله يحيكم.. أجل بروح اشوف الغدا.. خلي جوهره تكلمني واتطمن عليها.. والا اقول لتس مين افضى اكلمها.. هي متى موعد نومها؟ "
لأبتسم " ابشري يا خاله المهره.. والله على حسب مزاجها متى ما نامت حتى في أي وقت"
المهره بمحبة " بشروك بالجنة ونعميها.. يلا حبيبتي استأذنك بروح اجهز الغدا.. "
لأقف على طولي وأمشي نحو المنضدة بـ أدراج سكريه فخامة المكان يعطي الجو كلاسيك، الاناء الاسود والورد الجوري الاورانج يقف بجمالية، الشمعدانات على جهة السيار اثنان على شكل كأس العصير اجوف، وعلى الجانب الآخر فوق المنضدة وضع بها الاباجورة وبجانبها برواز الصورة وأنا طفلة، و الساعة المعلقة بالجدار..
سأتخلى عنك في حال تجردك مني !
يا نايف يا لحبك العنيد الجائر
ابن الخالة، لكن لن تطيل بي
ولو بعد زمن.. قصة التحجير، وعادات وتقاليد
ما أنزل الله بها من سلطان.. لن أصبح لك
أخذت كل الاشياء العالقة بذاكرتي
طفولتي ومرحلة الصبا، يَكبر الكره في قلبي
يتغذى من يديك، أحرقت الاماكن التي كنتُ فيها معك ..
كل الأماكن التي آلمتني فيها، كسرت روح طفلة بريئة !
لا تفقه سوى انها كانت ابنة الخالة فقط..
سوف أتخلى عنك يا النايف ..
ارتديت أحدى الاقمصة.. ثم غادرت حجرتي لأجلس عند والدتي والجوهرة واتناول إفطاري.. وكعادتهما متكئتين في طاولة الطعام..
ابتسمت " وشلونك جوجو؟ عساك احسن الحين.. "
لتزفر جوهرة ارهاقاً " مدري.. حاسة بولد.. يُمَه أحس بـ أوجاع من صلاة الفجر بس كتمت هالألم.. آآآآآآه.. "
لتقف والدتي، وتمسك وتنظر لـ عيني الجوهرة " اسم الله عليك.. قومي يا امك، وهج دقي على أخوك ياسر.. استعجلي يا وهــيج.. "
لأضع رغيف الخبز على الصحن الابيض، وانطلق مسرعة، رحت اسرع بخطواتي لعل أصل لحجرتي، أمسكت بهاتفِ واتصلتُ على ياسر، لم اعطيه فرصة..
حتى تحدثتُ بنبرة خوف " يـــــــــــــــــــاسر تعال.. جوجو ظاهر انها بـ تولد.."
***
بعد مرور ساعتين.. كنتُ واقفاً أمام بوابة الطوارئ.. انتظر رد الطبيب.. اتصالِ على العم أبو غازي
والذي اتى مع حفيده سطام..
صوت خطوات عكازه بقلب الفاجعة " يا أبو أحمد وش اللي صار بولدي؟ وشو طمن قلبي؟! "
نظرت لـ عينيه الحزينة، وابتسم له " إن شاء الله خير.. هو بخير بإذن الله.. "
رمقني سطام بنظرة لـ اتجاهله، واسير ذهابًا وإياباً، توتر الكبير، والدقائق التي تمشي بطيئة
خطوات الممرضات، رائحة المعقمات تزكم أنفي..
سطام وهو يمسك جده، يحاول ان يجلس على احدى كراسي الانتظار..
لـ يلتفت وبنبرة غضب ومُستفزة " أبو احمد، وش اللي صار بفياض؟ وليتك تختصر الكلام.. "
استغفرت بداخلي، لأنظر للعم أبو غازي، حتى أردفت بهدوء " الله يهديه مسك المسدس يبي ينظفه، ما يدري انه به رصاصة، وصار اللي صار.. "
حتى تقدم أحدى رجال الأمن، أراد التحقيق معي، لكن اخبرته بأن أود الاطمئنان على الفياض
من ثم باشروا بالتحقيق.. حتى استنزف اعصابي..
تبدلت ملامحي وكأني استنكر ما يقوله " مثل ما قلت لك.. الرصاصة استقرت بكتفه بالغلط.. وراه ما تفهم!! "
رجل الأمن ضحك بسخرية " السلاح مهو مرخص، وشلون قدر يأخذه ثم يقتل نفسه، لا تنسى ان اخذنا البصمات.. "
سطام وهو يشير لرجل الأمن " انت وراه مأخذ نفسك مقلب.. يا ابوي يقول لك قتل نفسه بالغلط افهمها والا تبي اعلمك شغلك، ولا تغثنا معك.. "
لتتسع عيني رجل الأمن " مساعد.. هاتوه لي هالمخفر سريع، هذا أولاً تطاول على رجال الأمن، وخذها قرصه لك.. "
لـ يقف العم أبو الغازي مقابلاً لرجل الأمن " يا ولدي الله يهديك.. تراه خذته الحميه.. امسحها بوجهي.. "
ابتسم رجل الأمن " إذا ما عليك أمر يا عمي.. بس طولة هاللسان يبي لها تأديب.. "
وانحنى لـ يقبل رأس العم أبو غازي " اعتبرها قرصه ودرس يا عمي، وما يعودها إن شاء الله.. وانت يا سامر باشر بالتحقيق وإذا صحى الفياض عطني خبر.."
من ثم التفت على العم أبو غازي " وتستاهل سلامته.. "
وأدار رجل الأمن ظهره للعم، بينما العم أبو غازي ظل يتابعه ببصره وهو ينصرف من ممرات المستشفى، وسطام بين ايدي رجال الأمن، وملامح الغضب في وجهه.. كان يشد قبضة يده حتى يتمالك أعصابه.. لـ يجلس العم أبو غازي وبزفرة عميقة " لا حول ولا قوة إلا بالله.. يالله ترحمه وتعفو عنه.. يا عمك هو بخير.. من متى وانتم هُنا؟ وش لكم بمساري البراري؟! وانا اخبره من عيادته لبيت جدته من ثم المقهى والمقلط وجلسة الشباب، وش وداه هناك؟! "
وبتنهيدة لأجلس بجانبه " والله يا عم.. ما يخفي علي ضيقته.. حتى الشباب مستغربين من حضوره في عز الصباح، تعرفه ما عنده وقت يا ادوب عيادته من ثم لبيت جدته، مير جاني وقال يا أبو أحمد تخاويني لنجد.. قلت له قـدام.. يا عم والله ثم والله.. لو مهو فياض صديقي كان زوجته لـ أختي.. مير تعرف النصيب.. أنا طالبك يا عمي تفكر في الموضوع وتشوف بنتكم المصون، والله ثم والله اني ما يهون اشوف تعب الفياض.. يا عم أكيد ما تجهلك علومه.. "
لـ يتلثم بشماغه، وتدمع عينيه بخيبة وحسرة كبيرة " يالله تجبرني في مصيبتي وتخلفيني خيراً منها.. يا عمك شوف هالدختور.. عظامي بردت.. "
***
بالمساء..
البرد قارس، والاجواء ممطره.. بعد تناولي العشاء مع ليلى واستأذنها بكل رقي.. كنتُ مستلقية على سريري.. أفكر في ذلك اللقاء الغريب.. أتذكر ملامحه وصوته وابتسامته الخلابة.. يبدو أني وقعت في شباكه.. أتذكر عندما أسير وحيدة ككل يوم للحديقة.. استغرق النظر لـ شخصيته ورجولته.. هيبته جلوسه بكل تواضع.. كنت اعلم منذ أن وقعت عيني لهذا الشاب الغريب
أشعرُ بمشاعر غريبة، عجيبة لقلبي الصغير الحزين !
كلمات أم سند والتي تخترق إذني " صوني نفسك يا زهره.. وخليك قريبه من الله هو اللي بـ يرشدك، ترى يابعدي الأم مهو اللي تربي.. الله يربينا يا زهره.. الله اعطانا هالشيء وبيده يأخذه.. انتِ فاهمة علي صحيح يا بنتي.. "
لأهز رأسي دون أن افهم ما تقول.. لكن الآن فهمت ما تقصد..
ليت قلبي ظل كما هو.. دون أن يشعر بـ احاسيس..
أنت يا ذاك الإلهام الغائب المستتر خلف ضمير الزمن
الماضي دونك يا الغيث لا شيء !
والمستقبل لا شيء !
أنت حبٌ زار قلبي وابتعد بقسوة..
وبعد أن غلب النعاس.. أغلقت عيناي وخلدت إلى النوم...
***
بينما كنتُ أراقب حضور وغياب والدي من القصر، لأبتسم بخبث أخذت أنظر يسرة ويمنة باحثاً عن أي شخص ولكن لا أحد.. لم يكن هناك أحد غيري.. لأتجه نحو النافذة الخلفية من القصر والتي بها السلالم..
الأقرب من حجرة زهرة، واصعد ببطء وحذر شديد.. بدأت بنظرة للاسفل، لأجد قطعت شوطاً
لابد من اسرع، حتى حراس القصر كانو منتشرين، لكن بفضل احدى الحرس، قريبٌ من شخصيتي..
وهو الذي دبر خطة دخولي إلى هنا.. وصلت تجاه النافذة.. كنتُ حريصا وبخطوات مدروسة.. فتحت النافذة بهدوء..
صوت الرعد مع ظلمة الحجره، وتحرك الستائر، رأيت جسمها ممد على سريرها، حتى تستيقظ الزهرة اليانعة..
لتضم جسدها بـ لحافها الوثير..
وقفت ثابتاً بمكاني لا أريد أن تشعر بي.. كانت تدير ظهرها وتبكي خوفاً..
حتى وضعت قدمي فوق السجاد بهدوء، واسير على رؤوس قدمي حتى أضمها لصدري، وأضع يدي على شفتيها.. وأهمس لها " اشششش.. انا حاتم المطرود من أبوه وبسببك انتِ.. "
***
اتسعت عيني بصدمة.. صوت أنفاسه تلفح برقبتي حاولت أن أصرخ بصياح، لكنه كتم صوتي.. لأعض على يده
ويبتعد متوجعاً " يا بنت الكلب.. قد هالحركة.. ترى والله لا أدفنك...."
حتى أقفز لـ يشدني من قدمي وسقطت على شفتي..
نظرة الخوف، الخفقان بقلبي يزيد كل بعد وتيرة !
طوق خاصرتي وهو يبعد ليلي الطويل ويهمس بـ أنفاس ممتلئة الخبث واللؤم " شوفي يا حلوة.. خلينا نكون حلوين.. تبادل منفعة.. يعني ابوي يحب جدتك وما قدر يأخذها، يا ترى تعرفين ليه؟ "
وبصياح " فكـــــــني.. حرام عليك.. انا شريفه.. اتركني لا تلمسني.. "
أمسكني بشدة لـ يرفع جسدي الهزيل، ويضعني على كتفه اليمين.. متجها للنافذة،
وبحقد " شفتي لو سمعت صوتك تدرين وش اسوي فيك؟ بـ ارميك.. ويكتبون بالجريدة بــ عنوان كبير.. فتاة انتحرت من الطابق الثاني.. "
لأضربه بقدمي على ظهره وبانهيار " لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا.. . "
الخوف تلبس فيني.. شعرتُ بنفس الموقف يتكرر أمام عيني.. الذكرى بعيدة المدى
حينها كنت بعُمر الثمان سنوات.. كنتُ العب مع اطفال الجارة أم سند، وحتى أبي مسكني بذات الوقفة
ونغمة الحقد لـ يردف " اسكــــــــتِ.. والله لا اقتلك ولا احد يسأل عنك.. انتِ ما تتوبين كل البزران اشقياء بس مهو مثل شقاوتك. مهو كافي قتلتِ أمك.. تبين تشوفين موتك.. "
الغشاوة ستكشف ضُعف قلبي.. النبض الضعيف، برودة اطرافي.. كنت في دوامة الزمن
أود أن أتقيا الآن..
***
أردت تخوفيها فقط.. سكونها المفاجئ.. نظرتُ لأجد الوجه الشاحب وكالأموات باللون زرقة السماء.. بشرة باردة كقطعة الثلج..
وضعتها على سريرها.. لأسمع خطوات قريبة من الباب.. التفت يمنة ويسرة باحثاً عن مكان اختبئ فيه..
وجدت باب دورة المياه مفتوحاً، حتى أركض نحوه، واغلقت الباب و أوصدته بهدوء بقفلتين..
سمعت صوت أختي ليلى، وصرختها العميقة منادياً " زهـــــــــــــــــــره.. ردي علي.. زهوره وش فيك؟! اسم الله عليك.. "
***
أكثر ما كنت أخشاه يا الفياض
فقدك.. نعم فقدك !
أشعر بتخبط كبير.. لما الحياة تقسو علينا ؟
منذ أدركت حُبك لي..
أتعلم بأنني كنتُ بذرة صغيرة..
أنمو بفعل عشقك، روحك المعذبة
لما رفضت تتويج هذا الحُب بالحلال ؟
لما رفضت زواجاً ؟ كنت وقتها قد انجبت
ابني الأول، طفلتي الأولى لهذه الدنيا !
انت قد انجبت طفلٌ اسميته محمداُ.. كنت تعلم بأنني اعشق هذا الاسم !
لكنك تجاهلت عشقي، ورميته بعرض الحائط..
أتعلم عندما بـلغوني بخبر زواجك من أنثى غيري
تلقيت خبر وفاتي.. رفضك لي، ومباشرة تتزوج من أخرى !
ثرثرة النسوة والكلام الذي صدر بوشم
لا يميحه الزمن.. حتى لو بعد حين
حينما أقف بوجه الدنيا وحدي، وأعلن الرفض، عاجزة عن فِهم
لم يبدو لك.. ظلي هزيلاً، ومنكسراً، وفارغٌ قلبه يا الفياض !
أنك تؤلم وتريد أن تداوي الجروح، السنين الخمس
لكن حقيقة، لم تعجز ذاكراتي العتيقة
عن صوتك، نبرة الخوف..
لم يخفيني فكرة أن غيابك سيأخذ قلبي معه، بقدر ما كانت ترعبني فكرة أن أظل
دون قلب، دون حب، دون انكسار منك
ياه يا الفياض هل السنين تداويها السنين
تحدث! هل فقدك يداوي الجرح الغائر بقلبي ؟!
انني اتعجب من نفسي.. اتعجب من تلك اللحظة
الذي تلقيت بها خبر سقوطك برصاصة طائشة منك
طرحتي باللون الزيتي سقطت على كتفي.. صدمة اثقلت خطواتي، جلستُ على الأريكة..
***
أدعى سعود، عندما تلقينا الخبر أنا وأخي نايف.. من ابن الخال سطام.. حتى سلكنا الطريق إلى منزل جدي الغازي.. متجاهلين أعمالنا.. وجدنا الخالة المهره، كـعادتها بالمطبخ، تطهو الطعام إلى جدتي..
وبعد أن اقتربنا منها،
وأهمس لها " مساء الخير خالتي المهره، وشلونك عساك بخير..؟ "
حتى يسقط منها كوب الماء..
لـ يمسكها نايف اخي، متجهاً للصالة المعيشة..
سكت نايف، ثم أخذ يرمقني ببعض الحقد " سعـــود، ورا ما تقول لها، وش اللي صار؟! "
أجبت وبنبرة مُستفزة " ما عليك منه.. يا المهره، بشريني عن علومك... "
نظرت إلينا، كانت ترتدي فستانها الازرق منتشر بـ ازهار صغيرة باللون البياض، ملامحها الجميلة
والتي تكبر في كل سنة، لمحتُ " شعرة الشيب " والتي لم تخبئها الطرحة الزيتية ..
لـ يبلع ريقه نايف ويردف " خالتي المهره، الفياض صوب نفسه.. وسمعت يقولون انه بالغلط يعني ما كان يقصد يأذي نفسه، مهو صحيح يا سعود.. "
نظر نايف للعين التي سكنت بفاجعة..
لأنتبه لها و أمسك بـ يدها حتى أردف " نايف يا حيوان قلت لك.. لا تخرعها، هذا هي لها نص ساعة تناظر بعيون وسيعة.. قم اذلف وهات مويه.. "
ارتفع حاجبي نايف "توأمي"
" لا تطالعني كذا.. مهبول جاي بكل سرعة.. خاله خطيب الغفلة أبو محمد تعب من الرصاصة.. قسم بالله حق من كوفنك هنا.. "
نايف" انقلع عن وجهي لا اخليك تحب الارض.. المهره.. الله يلعن ساعة العشق.. يا خاله ترى الفياض قطو بـ سبع ارواح.. "
لأضربه على كتفه " مهـــــــــبول، ضف وجهك اقول.. "
لألتفت لها وابتسم بوجهها لأميل وأقبل خدها " حرم الفياض.. ترى جدي الغازي هناك ومعه سطام، راح يبلغنا تطمني.. "
أغلقت عينيها لتسقط دمعة على وجنتيها.. وبصدمة
هل منكم من رأى الجبل الشامخ
يبكي : ضعفًا وحسرة، قهراً شديد
سموها، وكيف أنها تخفي الخوف
كل ما أعرفه عنك يا الخالة المهره.. بأنك رقيقة وشامخة !
لا تهتزين بفعل الرياح القوية
" لالالا والله ما اقبل هالدموع.. خاله وراه قلبك صاير عصفور مجروح!؟ تبين الصدق يستاهل هالفياض، والا في احد يرفس النعمة برجوله.. بس هذا ينقرص ويتلوا ولا يطولك.. "
نايف أخي والذي يكز على بطني " اقول سعود تعرف تنقلع.. يقال الحين تهونها انت وهالوجه.. "
لأضحك بسخرية " ترى يا الكلب جالس تسب نفسك، والا ناسي اني اشبهك بس اللهم.. شوي أني اسمر منك.. "
لتبتسم الخالة المهره " اسكتوا عاد.. صكيتوا رأسي.. ما كأن اعماركم حول تسعة وعشرين.. "
نايف تارة يرمق لي نظرة من ثم للخالة المهرة " أقول يا سعود، وش رأيك نسير على اللي بالي بالك، بدل جلستنا كذا.. "
وبعقدة حاجبيها وبعفوية " هـــيه اهجدوا بس.. عشاكم عندنا اليوم، ولا تفتح فمك بكلمة.. "
نايف ابتسم لها ويغمز لي، لأحاول أن اكتم ضحكتي " ازهليها.. أساسًا هو احد يشوف أكلك ويعوفه الا انه مجنون مهو صاحي ابد... "
الخالة المهره تنظر لـ نايف من ثم رفعت حاجبيها وتضع يدها يمنة على يسره " احلف بس.. تراني ما يخفى علي حركتكم، بشوف العشاء.. وشوفوا مميتكم.. بـ نشغل بالطبخ.. "
لنهز رؤوسنا قبولاً.. حتى اتلقى اتصال من ابن الخال لأجد "شاشة" الهاتف تضيئ بـ عُمر..
رفعت الخط لأسمع صوته المتزن " حي الله عُمر...... "
لـ يقاطعني وبنبرة الغضب " ثواني واشوفك عندي بالمكتب.. تسمعني يا سعود.. ثواني ان ما شفتك، والله موتك ما يشفي لي غليلي.."
***
نهاية الجُزء الرابع.. موعدنا القادم الخميس
و الحمد لله ابشركم صحتي زينة يارب لك الحمد، نرجع للموعد الرئيسي كل يوم الخميس
صعب علي إذا كان يومين في الاسبوع، لأن الأحداث والسرد يأخذ مني مجهود والله
ويبي لي بال الرائق ومزاج عالي.. عشان كذا راح نستقر على يوم الخميس >> ابثرتكم معي
* نقطة ثانية، اتقبل النقد البناء، دون تجريح، نصل للقمة لا للسقوط هُنا..
*اشطحوا بـ تخيلاتكم ممكن تصيب، وممكن تخيب، ولكم وعد مني اللي تجيبها.. لها هدية جُزء خاص بـ اسمها
شدوا حيلكم..
***
همسة محبة / " التقليل من شأن نفسك ليس علامة على التواضع، بل هو وسيلة لتدمير الذات..
التواضع هو أن تعتز وتثق بنفسك، ولكن دون تفاخر أو غرور.. "
***
عمر الغياب / عَـبير
|