لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-10-15, 08:03 PM   المشاركة رقم: 226
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Aug 2015
العضوية: 300973
المشاركات: 633
الجنس أنثى
معدل التقييم: simpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 475

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
simpleness غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : simpleness المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقِ امْرَأة / بقلمي

 


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مســاء الخير

الجزء باقي منه جُزئية بسيطة و مُراجعته
يعني ان شاء الله على العشر بيكون عندكم

حبيباتي الجزء يحتاج تَركيــز عميــق انتبهوا للأحداث و للسرد
أفصحت عن عدة أسرار ما بين السُطور
اتوقع في قصة بتعرفون أساسها من هالجزء
فقد ذات لها ارتباط حسي بالجُزئية الأخيرة من الجزء
اتمنى يكون وافي و مُرضي للجميع

كونــوا بالقُرب و قراءة مُمتعة

أحبـكم يا جميلات
*قُبلات


سلمتن




،

 
 

 

عرض البوم صور simpleness   رد مع اقتباس
قديم 25-10-15, 08:18 PM   المشاركة رقم: 227
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 277449
المشاركات: 12,423
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 17240

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الريح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : simpleness المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقِ امْرَأة / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

في الانتظار حبيبتي
و صدقيني باقرا بين السطور و فوق السطور و تحت السطور ..
ابي اعرف سر محمدو فيصل و جنان و عبدالله و ابو ملاك ووووو

 
 

 

عرض البوم صور همس الريح   رد مع اقتباس
قديم 25-10-15, 09:19 PM   المشاركة رقم: 228
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273510
المشاركات: 1,332
الجنس أنثى
معدل التقييم: طُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2492

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طُعُوْن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : simpleness المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقِ امْرَأة / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

اهلين.. في الإنتظار💜

وانا مع هموس ويمكن افصفص الحروف كمان..

..

 
 

 

عرض البوم صور طُعُوْن   رد مع اقتباس
قديم 25-10-15, 09:28 PM   المشاركة رقم: 229
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 277449
المشاركات: 12,423
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 17240

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الريح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : simpleness المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقِ امْرَأة / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

ههههههه ..
طعون حبيبتي ..اجل باسوي قهوة

 
 

 

عرض البوم صور همس الريح   رد مع اقتباس
قديم 25-10-15, 09:35 PM   المشاركة رقم: 230
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Aug 2015
العضوية: 300973
المشاركات: 633
الجنس أنثى
معدل التقييم: simpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 475

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
simpleness غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : simpleness المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقِ امْرَأة / بقلمي

 


بسم الله الرحمن الرحيم

تَوكلتُ على الله



،


فَقدُ ذات


صوت الموسيقى أصابهُ بغثيان أجَّجتهُ رائحة المشروب النَتِنة..قُبل ساخنة،أحضان تَخدش الحياء و نظرات شَهوانية فقيرة من دين..بين الزوايا تنتشر فتيات،تُلامس أجسادهن الطامحة للنَيل من أي رَجُل حيواني أقمشة من الحرير و الدانتيل تُعاضد نفور مفاتنهن في حملة الإغراء الفارغة من أُنوثة..،

فَتَح زِرار قميصه الأسود طاوياً الكُم ليرفعه حتى كوعه،أعاد الكَرَّة مع ذراعه اليُسرى ثُمَّ بدأ باقترابه الهادئ قاصِداً تلك الواقفة بغياب عن الضجَّة الشعواء..تَوقف بجانبها و هي لم تنتبه،مال قليلاً وهو يرفع يده أمام عينيها مُصدِراً صوت من بين إبهامه و الوسطى،رَمَشت باوتعاء لتتجاذب نظراتها الخضراء بنظراته السوادوية..تَلَقَّفت شفتيه ابتسامة تحترف احتلال طُرق الأنوثة..نَطَق بصوت ألبسهُ هدوء فَخم،:مســاء الخير

تصافقت حبال صوتها من رَبكة حضوره،لم تَتَوقعه و لم يَخطُر على بال قلبها أنها ستلتقيه ثانية،تنَحنحت و هي تمس خصلاتها الشقراء بتَخبط مُجيبة،:مَرحـبا أهلا مساء النور
عَضَّت على طرف لسانها مُستوعبة ترحيبها المُبالغ فيه..عَقَدت ذراعيها على صدرها و هي تُبَلل شفتيها مُشيحةً بعينيها عن وجهه المُتسعة ابتسامته..حاولت أن تُثَبّط حرجها ناطقةً،:أنت هُنا
اقترب خطوة حاشراً كفيه في جيب بنطاله مُعَقّباً بسؤال،:تَتَذكريني ؟
ضَحَكت بخفة و مُقلتيها تنحرفان لملامحه الفريدة،:نعم لا زلتُ أتذكر كيف كنتَ تُعاني مع قطعة اللحم تلك
بادلها الضحكة قائلاً،:اووه يا إلهي لقد كانت سيئة جداً،لقد أقسمت أن لا أزر ذلك المطعم أبداً

ابتسمت بصمت و بصرها يُتابع خريطة وجهه ذات الأقطاب الجاذبة..كيف بَرزَت سُمرته بين أطنان البياض المُتَكدس بين رجال برلين،عيناه تَحتفظان بلؤلؤ أسود لهُ لمعة عيني الصقر الحاذق..أنفه الفاصل مابين لوحة وسامته الوازعة ارتعاشاً يتطارد مع التقاط أنظارها ملامحه الأميرية مرفوع بخيلاء..،قال وهو يتلفت بين الأرجاء الصادحة بإزعاج يُثقِل الرأس،:تبدين مُنزعجة منذ بداية الحفلة
حَرَّكت كتفيها و هي تُشاركه التَطَلُّغ مُوَضّحة،:نعم فأنا أكره الحفلات،لا استطيع أن اتحمل هذا الصخب
نَظَرَ لها مُشيراً للباب،:أتأتين للخارج ؟
هَزَّت رأسها مُوافقة،:فِكرة جَيّدة
أفسح لها المجال بلباقة و هي تقدمته شاكرةً بهمس،شاركها الخطوات للخارج بصمت قبل أن تقطعهُ مُتسائلة،:ما اسمك ؟ لم تخبرني بعد
استقبل ملامحها بطرف عينه و ابتسامة جانبية جَعَّدت حول فمه مُجيباً،:ديمتري موريس،و أنتِ ؟
بنعومة أجابت،:إيلي


،

العين تسبح في سماء محشوَّة بثقل غيوم..احمرار ابتلع بياض محاجرها و صنوان دمع تكالبت بين جفونها..خصلاتها الشقراء اتخذت مكانها على جوانب وجهها..التصقت من فيض روحها المُغرِق ملامحها المَيّتة..،تَجَرَّعت الكأس الثامن باشمئزاز مُتَقرف..و كأنهم مجبورون على ابتلاع هذه النتانة المغشية عقولهم..تنَشَقت قبل أن تنطق ببحة استلَّت القوَّة من صوتها،:منذ الطفولة و هما يُفَرّقان بيننا،لا ادري هل لأنها أجمل أم لأنها الأصغر ؟!

ضحكة ساخرة تَخَبَّطت بمرارة مشاعرها غادرت عبرة حنجرتها و هي تقول،:حوالي المليون كانت تكلفة حفلة ميلادها،و أنا لا يدفعون لي نصف المبلغ من أجل الدراسة
انكمشت ملامحها بوَجع احتلَّ أرضها القاحلة من حُنُو،تساءلت مُتَلَهفة لجواب أقسم أن يرقص على جراحها،:لماذا يكرهانَني ؟! أنا ابنتهما !

أسندت رأسها بوهن على رسغها هامسَةً بضعف،:فكرة الانتحار تراودني دائماً و السبب هما،والداي !
سَقَط رأسها على الطاولة الخشبية مُستسلمة لسَكر المشروب و الواقع الجارح..فتَبلد والديها أعدم أحلامها وهو قَريب من إعدامها بمشنقة الذات المُهَمَّشة..،هو كان صامتاً مُنذ ساعتان عندما بدأت بالإفصاح عن مكنونها..بطريقةٍ ما أشفق عليها على الرغم من احتقاره للصورة التي هي عليها..ذراعاه لم تُحَل عقدتهما التي جمعت بين زواياها بَوحها الجاهل لمسامع مَكره..أبعد عينيه للسماء يُناظر قمراً انعكس على سطحه خباثة أفكاره النابتة من جذور آستور..فهذه المسكينة دون أن تعلم ستكون الجسر الذي سَيقلّه لوالديها العَزيزَين...،



،

الجزء الثالث و العشرون

عصر الأمس


استباح دمعاتها و استباح الدم المُقَيّد قرابتهما،هي انلُطِمت روحاً و جسداً،عانقتها رياح الأخوَّة المغلولة الطفولة،حيثُ اليُتم كان أطغى ظُلَّامها..،اجتذبت شيء من سكون الهواء لِتُوزع خلاياها صَبراً يُنازع سطوة الألم المُصَلّب خدها الأيسر،الاستنشاق يُطرِق أبواب الوجع يُرهِب الروح أن الموت يقترب..،
أنامل اكتستها نعومة بالغة تَحَسَّست موضع إجرامه،و بضع همسات بالغة الرقة تَلَقَّفت أطراف مسامعها الذاوية حاسَّتها تحت قبضة اللاوعي..رفيف أهداب تصافق أسفل جفنيها،و ارتباك دموع تُناشِد ثغرات ضوء تُطالب بفرار ينقذها من اضطرام عينين استراحت فوق صفيح خدها لتُصيّرها حرارته بُخاراً يحتفظ بعَصي الذكرى..،

،:مــلاك

أجفانها تَخَلَّصت من ظلام الصدمة لتتراءى أمامها صورة مُشوشة الملامح،أفصحت عن ألمها علَّها تتخلص من غرقٍ أضحى الرؤية سراباً،الرقة عادت و استكانت في أُذنيها
،:ملاك تسمعيني ؟
تشتت أنظارها تبحث عن صاحب الصوت،بؤبؤاها غلفهما غشاء شفافي لهُ أطراف بحدة الخناجر تجرح المحاجر مُبصِقة أوجاعها،نطقت من خلف صديد الأسى المُحتكر حنجرتها،:حـــور
كف حور تَلَقَّفت أطراف كتفها النائم فوق الأرضية المُقفرة من دفىء ناطقةً بخوف احتوى صوتها،:حبيبتي ملاك شنو صــااار ؟
يدها اقتربت من الموضع المتحطمة صروح أخوَّته،و الأخرى استند باطنها على الأرض تُعين جسدها الواهن على الجلوس..شفتاها اجتذبهما ثقل حُزنها المُتشعب في الروح،باغت قمرها المخسوف شهقة صرخت منها عروقها،ألقت باكنساراتها في حضن حور الواقفة ارتعاشاتها على ناصية الماضي،و رائحة تَحَطم آمال تزور ذاكرتها،همست لها و العين غائرة من سؤال أسفاً تعلم جوابهُ،:يوســ ـف اللي ضربش ؟
اعتلى نياحها صهوة البُكاء توكيداً للجواب،همست و الضياع يتيماً تخبط في صوتها،:ليــ ــش جذي يسوي حوور حــ ـور
ابتعدت عنها و كفيها بتَيه استقرتا في الهواء تحاول بهما رسم لوحة الرُعب التي ارتطمت بقسوة بأنظارها،كلمات منزوعة الروح ذابت على شفتيها،:حـور ذبحهـم شفتهم دم وااجد دم يبين ان كان يعذبهـ ـم
كلماتها بصقت شذرات جليد استحكمت عقدتها من عروقها،رياح استعرت في صدرها ناهبة صوتها مُصيّرة نبرته بَحَّة على أعتاب الموت،:ذ ذبـ ـح من !
ازدردت عَبرتها و العين أُغمضت مُحَلّقة بأهدابها فوق تلك الجُثث البريئة،:حَمْــام حور و قطاوة حتى جلاب،في بعضهم كانوا بقايا مادري شنـ ـو هذا،دم دم و عفن ياكلهم الدوود مادري ليش ذبحـ ـهم !
احتضنت عُنقها برجفة تأصلت في خلاياها مُنذ كشفها لسر الصناديق،حور تكاد تتلاشى في مكانها،و عُظم ما وصل لهُ زوجها يقطع نياط الحبال البدائية الانعقاد بين روحيهما..،زحفت بكفيها تتمسك بذراعي ملاك الغارقة وسط دماء أحنت كاهل أخوَّتها،همست لها بتخفيف تيتمت منهُ دقاتها،:خلاص ملاك حاولي تنسين اللي شفتيه "استنشقت نفس عميق قبل أن تُردف بتردد" و يوسف انا بكلمه
هَزَّت رأسها ناهية،:لا لا لا تقولين له اخاف بعد يضربش
ابتسامة أسى أمالت شفتيها قائلة،:ماعليه اعرف اتصرف وياه لا تحاتين
بظاهر كفها مسحت عينها مُتسائلة،:مو كنتِ في بيت ابوش ؟
مال رأسها و راحة يدها استقرت على جانب عُنقها لتُجاوب بتنهيدة،:الخدامة و الحارس توهم واصلين وبابا كلمني عشان اجي اشوفهم



الوقت الحالي

أغلق باب السيارة بعد أن فتح المكيف،تجاوزها للتي تنتظره و كومة من أسئلة تنضح من عينيها،اقترب حيثُ تقف على بعد خمس خطوات،عاقدة ذراع الحيرة فوق صدرها،و بَوح دمعات تطافرت من محجريها،وقف فاتحاً فمه و قبل أن ينطق قاطعته بكلمات ترتعش من فرط الوجع،:لا تبـ ـرر اذا تبي تتكلم،ابــ ـداً ماتوقعت توصل الى هالدرجة حـ ـرام عليك
أصابعه تضغط على خاصرته المدمية من خناجر تأنيب و اتهام،أغمض عينيه مُلتقطاً ذرات هواء باتت تقترب من الفناء كلما تعلَّق الأمر بابنته..فتحهما هامساً ببرود اضطرب لهُ قهرها،:من قال اني ببرر ؟!
اتساع عانق حدقتيها ناطقة ببحة تعاظمت صدمتها،:مو ندمان على اللي سويته ؟
ارتفعت ذراعاه إلى صدره تسييراً لردات فعل عقله الباطن المـتوشح بعباءة قسوته المُحاكة بخيوط الغيرة،:ولا بندم، و لو على كيفي قلت لها ان امها ميتة
نفثت حنقها في وجهه الغير آبه لاحتراقها،:حقيـــر "تقدمت خطوة تُهاجمه"انت بس تبي تعاقبها ؟ مافكرت في العواقب !
حاجبه ارتفع مُرتدياً البرود نفسه و فمه يميل على مُنحدر السُخرية،:يعني تدرين انه عقاب
تجاهلت سُخريته سابغة حزماً في عينيها و بين طيات كلماتها،:بقول لها فيصل،بقول لها ان بنتها عايشة
قدمه انحسر عنها البرود مُتقدمة للأمام و الحدة أرفعت من سبابته تحذيراً،:انتبهي تقولين لها حتى لو بزلة لسان،محد بيقول لها غيري،ارجوش ندى اتركي عواطفش
سُفِحت دمعة على وجنتها الساخنة من ألم،:و متى بتقول لها ؟
أجابها بضحكة تمازجت فيها المرارة بالأسف،:لين انتهت مدة العقاب
استدار يُقابلها بظهر اللامُبالاة المنحورة بوتينه العاق..حروفها المُلتوية عَقَدت شرايين في قلبه،:اذا على العقاب،ترى طلاقك لها كان أكبر عقاب

نظر لها من خلف كتف الخيانة هامساً من قعر انكساره،:و الدليل انها بعد الطلاق تزوجت
حَرَّكَ رأسه يُمنةً و شمالاً ناثراً من على عُنُقِه بقايا حبال نَحتت واقعها العلقم حوله سُمَّاً بارتباك العِرق يمتصه ليموت مسقوماً..،تركها تُعاين ما نثره من جراح انغرست في قلب تلك المُكابرة،باتساع فوَّهة الجرح يزيد الخناق في صدرها و يزداد تَكبُّرها الكاسر عُنقها اليتيم من قبلته المحمومة المشاعر..،



تجاوزت الممر المؤدي لغرفة الطعام،رتبت حجابها على رأسها و عيناها تنخفضان بخجل فطري أبى أن لا ينحسر عن وجنتيها القطنيتين،تعلم أن لا أحد غير أب زوجها في المنزل و لكن إلى الآن لم تعتده،فهي التقته حوالي الثلاث مرات فقط..،
سَلَّمت بصوت اعتقدته مسموع و لكن لم يُجبها أحد من الجالسَين،التقطت أسنانها العلوية زاوية شفتها و بأطراف أناملها دعكت جانب ذقنها و هي تقف في مكانها..كان ظهره يُقابلها و على يساره عند رأس الطاولة يجلس والده،لم ينتبها إليها و لم تتنبه مسامعهما لصوتها،لذلك قَرَّرت أن تتراجع خيراً من البقاء غارقة في حَرجها غير قادرة على التقدم خطوة واحدة..أدارت كتفها الأيسر و عينها ترنو لجسده من خلف المقعد

،:حنيــن تعالي

تَصَلَّبت حركتها من صوته الهادىء،صوت صباحي به بحة الشروق و سكون السَحاب المُغازل شُعاع شمسٍ تبتلع ظُلمة الروح..،رَشَّحت صوتها من كومة الخجل الصامت و بدأت بالاقتراب منهما،بادلت أبيه الابتسامة و دنت منهُ تاركة قُبلة على رأسه ثُم جاورت زوجها عن يمينه بجلوسٍ مُنزوي خجلاً،سمعت صوته الثخين،:ها يُبه حنين ما شفناش من رجعتون من السفر،شلونها ذراعش ؟
مَسَّت موضع الالتواء بكفها مُجيبةً بابتسامة تنازع فيها الندم و الشفقة على من تجاذبت ملامحه زوايا جفونها،:الحمد لله اللحين احسن
،:الحمد لله "أشار بكفه للأطباق"تفضلي بنتي اكلي عليش بالعافية
تناولت قعطة خبز مُربعة و بدأت بدهنها و هي تستمع لحديثه،:كلمتني منال تقول اليوم هي وباقي خواتك و خالاتك بيجون يسلمون عليكم و يتعشون
أناملها تَوَقفت عن عملها و ذاك بطرف عينه انتبه للجمود الذي أوزع ذراته بين ملامحها،اعتدل في جلوسه راسماً طيف ابتسامة قائلاً،:البيت بيتهم حَيَّاهم "تناول مفاتيحه و هاتفه من على الطاولة و هو يقف مُردِفاً" انا بمشي اللحين
ابتعد عن الطاولة مُتَوجِهاً للباب و ظهره مُلاقيها قال،:حنين تعالي شوي
تَركت ما بيدها لتقف تتبعه بعد أن تركت ابتسامة لأبيه..واجهته عند باب المنزل و العينان التصقتا بقعر الأرض هاربة من حضوره الفريد،مُتَأنِقاً في مَلبسه و عِطره قد اتخذ في صدرها موضعاً يُمارس عليه تعذيبه..ذراعاه تَستريحان على صدره و ملامح لم تلتقطها عدستيها استكانت على وجهه..هَمَس بعد أن دَثَر الخطوة التي تركتها بينهما،:تضايقتين ؟
مالت شفتيها للأمام مُصدرة صوت نافي لتُجيبه بسؤال،: ليش اتضايق ؟
و عيناه تَشُقَّان طريق مُعَلَقتها الزاخرة بالأبيات الغَزَلية المصفوفة على سطور قلبه،:عشان انه قرروا يجون بدون ما يعطونا خبر قبل فترة
ارتفع كتفها الأيمن و فمها يميل جانباً بابتسامة نصفها مُجاملة،:عادي مثل ما قلت البيت بيتهم حياهم في اي وقت،و يبين انهم عطوا عمي خبر من قبل و هو صاحب البيت
كفاه التجأتا إلى جيوب بنطاله خِشية تهور يُوسوس لهما بإبعاد خصلتها الفاتحة المُداعبة عينها،هَمسُه زَخر بمشاعر أوجعها القيد،:تحتاجين تروحين مكان تشترين ثياب حق الليلة ؟
أبعدت خصلتها لتُجيبه بابتسامة استشفت تَصَنُعها حواسه المكسورة الخاطر،:لا مشكور
أومأ برأسه و هو يتراجع للخلف و يده على قبضة الباب،:زين انا رايح الشغل اذا احتجتين اي شي كلميني
،:اوكي مع السلامة
بابتسامة صادقة لم تنعكس على صفحة عدستيها،:مع السلامة

أفرجت عن زفرتها المكبوتة طيلة قُربه بعد أن خرج،مَسحت غُبار الحَيرة عن وجهها مُفرِغةً بقايا ضَياع انغرست جذوره في ذاتها المُتخبّطة ثُمَ همست بلحن رجاء،:يـــارب



ماضٍ

ارتـوى من ظمأ اليُتم المُكتسح رَبيع روحه اليانعة زُهور شبابها المُخَضَّب بدماء الفَقد..غُربة أحبّاء أسكنتهُ وطن الذل و المهانة مُجاوراً بيتاً جُذوره سَقتها مياه تمازج مع نقائها ما حَملته يد الرياح الدخيلة..،اجترع مَرارة دموعه ساكباً فيضاً على روحه المُرتَعِشة،خداه يقعان تحت احتلال الصدمة الغازِلة خيوط تَبلُدها بين طيات ملامحه الطفولية،أجفانه تُحَلِقان على ظهر غَيمة سوداء تَبرُق و ترعد لكن دمعها أسيراً بين يدي العَبرة الجارحة حَلقه المُنتحب سِرَّاً..،

احتضنت أنامله المُتَجَمدة من اشتياق زاوية غُرفته الجديدة،جسده البالغ سَبعةُ أعوام تَدَثر برداء عُمر صاحبته توقف عند الثلاثين ليُرثى شبابها المُكَفَّن ببياض لا يحتضن طفولة وحيدة..ثوبها كان زَهرِياً،اتَّخَذَ صبغته من شَراب وجنتيها المُمتلئتين،حيثُ طَبع مئات القُبلات بين طياتهما المُخملية..،خُيوطه احتفظت بعَبَقِها المُنَكّس بتلات زُهور عطرها لا يُضاهي شذاها الفطري..و بضع خصلات أودعها شعرها على كتفي الثوب ليغزلها جدائل تلتف وشاحاً حول عُنُقِه عندما تلطمهُ يد الشتاء القاسية..،

واصل سَكب بَوحه الصامت المُغدِق مسامع الجُدران الفاغرة فمها لتبتلع سَكنات طفل أُجهِض من رحم الأمومة ليتوسد تُراب اليُتم المسمومة..رأسه انخفض بوَهن ناشراً أجنحة وجهه بين رُكبتيه و ذراعاه تُحيطان بساقيه المرفوعتين،كان يستنشق حيرته و يزفرها أسئلة صَيَّرها حداثة عقله عُقَد يُستعصى فَكها..قالوا بأنهُ المَـــوت...،أنيـن اخترق حَنجرته بمُجَرد تَردد صدى الاسم في فراغ جوفه..قالوا أن الموت أتى لوالدته،أخفض جفنيه يَرسم ملامح هذا الموت،عقله يُصَوره رَجُل ضخم يرتدي عباءة سوادء و وجهه مَخفي تحت أطنانٍ من جراح و دمٌ يُقَطر من بين أنيابه البارزة،أظافره طويلة و حادة تنغرس في الأجساد البريئة..،
لماذا سَرَقَ الموت أمي ؟ ألقاني على أرضٍ قاحلة تسكنها الضباع و الثعابين،وأسقاني شُربة تُخَلّدني عطشاناً أرغب لسُقيا من نبعٍ حَنون يتفجر من أرض تُسمَّى الأم و لكن البُعد انغرس خناجر بين طُرقات أحلامي المُستحيلة..فالموتُ سارق لا يمتثل للقانون و السُجن و إن ضاقت قُضبانه فهو ينسل من بين حواجزه،هو طوفان يَغرق واحداً بعد أن ينهب أنفاسه و يُغرِق عَشرات مع بقاء الأنفاس..فالميت ينتهي وجعه بعد نزعة الروح و الحَي يقتات على الوجع مع كُل شهيقٍ و زفير..،

انكتم أنينه من صوت الباب الذي فُتِح..اقتربت الخطوات منه و هو بمُحاولة عدم تبيان لخوفه شَدَّ من ذراعيه حول نفسه..شعر بتوقف الخطوات و أنفاس كريهة تنخفض إليه..رفع رأسه بتردد لتصطدم عيناه اللامعتين من أسى بعينيها المُختلطة فيهما معاني القسوة و الرحمة المفقودة،ارتفعت يدها إلى خصرها و هي واقفة بميلان،نطقت بصوت لا زال يُزعزع ذكرياته المسلوبة الجمال،:خمس خوات و ما ابتليت فيك إلا أنا !



حاضر

تَحَرَّرت من مخدعها بعد أن أوزعت بين حناياه بَلَلاً نَجَّسَ كبريائها المَنحور مُنذ الأزل..نَحراً باغتتها دماؤه و تَحَوَّرت غَيث أرواها حَدَّ الإمتلاء الذي أوجع أمعائها السادَّة منافذ حُرية ذَّات تحتلها امرأة غرورها شَرَخَهُ سيف رَجُل غمدهُ حُبها المَطلي بذهب لم يُرَشَّح من شوائب الزمن..،خَنَقت شعرها بربطة مطاطية لها لون فوشيا أثارت حَنَقها و هي التي باتت تَرى الرمادية فقط،تَركته بإهمال دون أن تشد من وثاق الربطة لتُلامس بضع خصلاته كتفها المَستور ببلوزة سوداء كانت انعكاساً لأحداثها الداخلية..،

قابلت والدتها في الأسفل،الشخص الوحيد المتواجد في المنزل عند هذه الساعة..أشاحت وجهها عن نظراتها المملوءة استغراب و جلست على الأريكة يسارها..رفعت ساقيها للأعلى و احتضنتهما بصمت و العين لا زالت تهرب من تَفَحص والدتها التي تساءلت،:ليش ما داومتين ؟!
هَمسُها خَرَجَ بنهاية مُتلاشية الأطراف من بَحَّة فَرعُها شجرةُ البكاء الطويل،:مالي خلق
حاجبها ارتفع لقمة شكوكها مُتسائلة،:و ليش مالش خلق ؟! و بعدين السالفة مو على كيفش تدوامين وقت اللي تبين !
تأجَّجَت نبرتها و جيش بُكاء عَبَر ناصية حلقها،:والله مالي خـلـ ــ
أنقطعت جُملتها من نصل الشهقة التي أفرغت عن حُمولة مُقلتيها السابحتين في بحرٍ من ضياع مزيجهُ ذرات فَقدِ و انتهاء أحلام..اقتربت منها و هي تستغفر،احتضنتها بعد أن شاركتها الجلوس،كفها الجامعة دفئ حنان و حَرارة شدَّة استقرت على رأسها..وَجَّهت حديثها لها من خلف ستار كفيها الفاصل وجهها عن عينيها،:قولي لي حبيبتي شنو فيش ليش تسوين بعمرش جذي !
صوتها ارتفع من بؤرة غَورها الغير مُسبَر الأسرار،:تعبـــانة
أمسكت كَفيها و بصعوبة استطاعت أن تُزيحهما عن وجهها ليصطدم بصرها بلَوعاتها الناعية حُزنها فوق صفحة وجهها،سيول شِعرٍ تُجَر غارقة سطورها،و ما بين عينٍ و دمع تُكتَب أبوذيات حروفها اعتزلت الفَرح لتَحتَكِر كَمَداً هو مَرسى أبياتها..،عانقت وجنتيها المحروقتين من فَيض و لسانها واصل إطلاق أسئلته،:من شنو تعبانة يا بنتي ؟

حَبلُ الضياع اجتذب كَتِفيها الوَهنين للأعلى بازغاً تَيه ضوؤه أعمى حَواسها الغافية،بِعَبرة مُتَخَبّطة أجابت،:ماني فاهمة نفسي،ماني عارفة لنفسـ ـي "أردفت و صوتها رَوَّضتهُ لَوعة خانقة" قلبــي يألمنـــي
احتضنتها دافنة وجهها في صدرها المُشَرَّعة أبوابه الأمومية،أخفته بين زوايا حضنها مُبعِدة قلبها عن النظرة المُتَعَلّقة بأهدابها،نظرة فقير يُناجي سماءً أن أمطري عَلي بقوتٍ يُشبِع قِفار أسئلتي العمياء من أجوبة..، تَمَسَّكت برداء والدتها و ذاكرتها تتقلَّب على جمر الساعات الماضية

،

الأمس

،:مثل ماضاع طليقش من بين ايدينش ؟!

ادلهمَّت ملامحها و نَفَسٌ وَقَع صريعاً تحت قدمي كلماتها،ازدردت ريقها بصعوبة و قشعريرة أرجفتها بوضوح طالت عروقها..هَمَست من بين صرير أسنانها،:لا تتدخلين في شي مايعنيش
أمالت شفتيها المطلية بلون زهري كزهر خديها المصقولين،و بنبرة قَطَّعت الأوتار المُتعلقة بقلبها حتى هوى،:والله لو علي مابي اي شي يدخلني فيش بس شسوي الظروف صارت جذي
قبضتها ابيَضَّت و شكوك اعتلى نعيقها فوق رأسها،:شنو تقصدين ؟
مَسَّت سبابتها شفتها السُفلية الواقعة بين قُضبان أسنانها اللؤلؤية قبل أن تقول بكلمات تُقَطّر خبثاً،:معقولة ما انتبهتين للشبه بينا أنا و أختي ! ياسمين خطيبة فيصل ان شاء الله

سهمها مَرق الجوى مانعاً النفس من الارتفاع من رئتين غشاهما انكماش مؤلم لهُ وخز الخَطر المَلَوح سراباً من فوق رمضاء الابتعاد..تنشقت الهواء بلُهاث أضنى حلقها و أسكن عَبرة مُلهبة بين طياته،سَهمُها غار في الفؤاد رادعاً الاتزان عن جسدها لتتمايل مُصطدمة بالحائط خلفها..استندت عليه تُناشد وقوفاً سيُحيله اعتصار روحها سقوطاً مُدوي،لهُ صوت تَهَدُم الملوك و قصورها ذات العلياء الشامخة..،مثل موت فارق صوتها حنجرتها مُناجيةً الّجُدران أن كَذبيها و الأرض ابتلعيها شاطبة سمومها المعقوفة بين خلاياها،:جــ ــ ـذابـ ــة مو خطيبتـ ــه

اقتربت من موضع انهيارها مُتَشَدقة بابتسامتها،:شنو بستفيد اذا جذبت ؟! خلاص اتفقوا على كل شي حتى الدبل اشتروها

أطبقت أجفانها بقلة صبر بدأ عَزف مقطوعته المُرتفع لحنها بنشاز كئيب يثقب طبلة أُذنها الخاوية من همسه..بوَهن نَطقت،:اطلعي برا
أزاحت غشاء الهَرب عن بصرها و هي تراها تقترب منها لتقول بثقة جَرَّدتها من ثوب العزَّة المُرَقَّع،:لا تخافين بطلع،بس اسمعي هالكلمتين،خسرتين فيصل "و هي تُشير لها بسبَّبتها من عاليها حتى أسفلها بنبرة مُستصغرة" اللي خبر خطبته خلاش انتِ و اللي تنازع الموت واحد،مو صعبة تخسرين أحمد اللي للحين ما ادري ليش لفتين عقله و تزوجتيه !
صرختها باغتتها بَحَّة حادة و الدمعُ مدرارا،:بـــراا طلعي بــرا

جَرَّتها من ذراعها و هي تفتح الباب لتدفعها للخارج غير آبهة بسقوط كادت تُسببه لها،فالعَقل اضمَحلَّ وَعيُه و الحواس ذوت أمطاراً بين أمواج مُحيط تَسلُب الروح من الجسد لتُلقيه جُثَّة منحورة على عتبات الحُب المُطمَسة النور..فالظلامُ قد ابتلع نَبضها العائش من أجله،ذاك النَبض الشاذ عن تقاليد حُكم قلبها الطاغية،استبداد و دكتاتورية كَبَحت بها لجام مشاعرها المُنحَنِية إجلالاً لرَجُل زَرَعهُ القدر بين خلاياها،ينمو بلا تَوقف،لا يذبحهُ اغتراب و لا موت..،

اجتذبت الأرض بقاياها المُلتاعة،أفرغت نَوحها بين زوايا مَكتبها،أحد الشاهدين على فَضيحتها العُظمى،احتضنت وجهها بارتعاشة أحالتها كائناً هُلامياً و َوجه تلك الياسمين يحوم بين أنفاس رَجُلها المَفقود أمام ناظري قلبها..،

،



ظفرها المَطلي بلون داكن يَمُر بخفة على صفحة الصحيفة المُشَرَّعة فوق أريكة شقتها البيجية،عيناها الغافي فوق جفنيهما سَوادٌ ذو نهاية معقوفة أجَّجت من صبيب المَكر الناضح منهما تَتَبِعان بتركيز الكلمات المطبوعة بخط صغير لا يُجذب المرء لفك رموزه الشائكة..قَلَبت الصفحة بعد أن انتهت منهُ دون أن تجد ضالَّتها..دقيقة مَرَّت قبل أن تَنشد خيوط شفتيها المُكتنزتين كاشفة عن ابتسامة تكالبت على نعومتها شذرات انتقام..انغرس ظفرها الحاد في الورقة ثاقبة الاسم المطبوع بخط كبير و عريض يُناقض السَفاسف المبصوقة بنُقص عَقل على الصفحات..،ألقت الصحيفة بإهمال على الأرض دون أن تقرأ ما صُفَّ تحت الاسم البغيض..وقفت عن مكانها وهي تسمع صوت الجرس،رَتَّبت فُستانها الفاضح أكثر من سُتره و هي تَتَقدم بخطوات سريعة للباب..فَتَحته لتستقبل وقوفه المائل،مُستَنِداً بكتفه على طرف الباب،يد في جيبه و الأخرى خلف ظهره،قميصه انحسر عن عُنُقِه كاشِفاً حتى بداية صدره..انعكس وقوفه عليها لتميل هي أمامه و يدها استقَرَّت على إنحناء خصرها النحيل..هَمَست له و اليد الأخرى استَرَقت أناملها الباردة بضع لمسات من عُنُقِه،:بَشّر ؟

اقترب بالتصاق حتى استنشق عبير أنفاسها،هَمَس بذوبان يُقَرّبه من سَكرٍ حـلال،:ابــي الحلاااوة قبل
ضَحَكَت بغَنَج مُعَقّبة برفعة حاجب،:لاا أول شي استلم و بعدين الحلاوة
بانت يده من خلف ظهره و في راحتها شيء أحمر يلتمع..تناولتهُ بلهفة و هي تستدير للداخل و هو خلفها غالِقاً الباب..احتضن خصرها مُخفِضاً رأسه للذي بيدها قائلاً،:هذا الجواز و هذي الهويَّة..طول ما انتِ حاملة هالشيئين تُعتَبرين الآنسة وَعَد

قابلتهُ بجسدها المَمشوق و أسنانها تَمس شفتيها بخفة،قالت و هي تقترب منه أكثر،:شنو اسوي فيك ؟ انت رَيحتني من هم كبيـــر
فَتَحَ ذراعيه و رأسه يَميل و ابتسامة طفولية على وجهه،:لا تسوين شي بس ابي الحلاوة
ضَحَكت و هي تَرمي بنفسها بين أحضانه،نَشَرت قُبلات على وجهه و جانب عُنُقه و هي تقول،:شُكــراً شُكراً حبيــبي ما بنساها لك
أودع قُبلة بين شفتيها هامسِاً،:حاضرين للحلوين



انجلت بضع التباسات قَيَّدت وعيها المُتَخبط بين واقعٍ و حُلم،رَشَّحت حواسها من شوائب الاستسلام و اجترعت اتزان يُصَيّرها كائناً قادر على التفاعل مع الأحداث..فالوَهم ابتلعها ليَهوي بها في بئر لهُ جُدران من طلاسم يتوشحها غُبار من همسات عَبثية تُذيب الراحة المكتنزة خلاياها لتُفرِغ مكانها صَيدٌ عَفن يقتات على سكون الروح..،أقنعت نبضاتها بأنها تُعايِش كابوساً أسود يُشاركها الوسادة و الغطاء،و يكون قرينها الموالي لسكناتها و تَنَبُهاتها..هي فريسة الوهم و الجارِية المُباعة بمبلغٍ بخس لمُلك أضغاثٍ مُستبدة،ينهشون جمالها و يستلذون بمفاتنها لليالٍ و أيام،ثُمَّ تُلقى ذليلة بعد حَبلِها لجنين الأسى و الحُزن المنحوتة خريطته على الجسد المُغتَصَب،فهي تُعاشر الكابوس لتلد من رحم الذاكرة التياع وَهْن لهُ رائحة ورثت منها الضَعف و أورثتها الأصغاث غيهباتها..،

ارتدت عباءتها بعد أن خلعت معطفها الأبيض،ثَبَّتت حقيبتها على رسغها بعد أن أخرجت منها مفاتيح السيارة..دقيقة و كانت تخرج من باب المُستشفى،و هي في طريقها للمواقف ارتفع عن يسارها صوت بوق سيارة،لم تلتفت و لكن الصوت عاد مُجدداً و كأن صاحبه يقصدها،استدارت بهدوء مُبصرةً مركبة سوداء لم تكن سوى سيارة والدها..انقبض مابين حاجبها و هي تقترب منها،توقفت عند نافذته التي فتحها بابتسامة،أفصحت عن سؤالها المُتَوجس،:بابا ليش انت اهني احد فيه شي ؟
نَفى وساوسها،:لا حبيبتي كلنا بخير الحمد لله،بس جاي اخذ بنتي
التفتت للحظات لموقفها مُشيرة،:بابا عندي سيارتي
اتسعت ابتسامته وهو يقول،:ادري يُبه بس اليوم حاب نطلع مع بعض "أردف بمُزاح" واذا ماتبيني عادي بمشي
ابتسمت لهُ بخفة،:لا بابا مو قصدي
أشار للمقعد بجانبه،:يله تعالي ركبي
هَزَّت رأسها و استدارت لتُجاوره بعد أن طوت معطفها على المقاعد الخلفية،أغلقت الباب لتُباغتها رجفة استحكمت من عظامها،نظرت لوالدها الذي ضحك بخفة و أصابعه تُلامس شاشة السيارة،:بنقصر على المكيف لا تمرضين،مافيش لحم من جذي تبردين بسرعة
مَسَّت شفتيها بسَبَّبتها و هي تُعَقّب بخجل،:مو شرط،جود بعد مافيها لحم على قولتك بس ماتبرد بسرعة
و هو ينحني يميناً،:عاد هالبنت كله عكس الناس،والله انا خايف تفشلني ويا ولد عمتها
ضحكت بخفة و حاجبيها ينخفضان برأفة،:لا حرام مو الى هالدرجة،و بعد هم اثنينهم نفس الطينة يعني بيعرفون لبعض
بصدق نطق،:الله يهنيهم و يسعدهم ان شاء الله
أكَّدت دُعائه بحُب لتلك الشَقيَّة،:ان شاء الله يارب
ملأ الصمت الفراغ بينهما و إزعاج الطريق ينحدر مابين السفوح المُتكدسة فوق مسامعها،أناملها أفرزت ارتباكها و ألف سؤالٍ و سؤال ينبشون حناياها،يا تُرى ماذا يُريد ؟ أيُّ سببٌ ذاك الذي دفعه لكي يَقلَّها من المستشفى ؟ دَعكت باطن يُسراها و زفرة مُرتعشة استفرغها صدرها المشروخ من لطم نبضات..،
،:بابا ليش متوترة ؟
ازدردت العبثية المُتَحشرجة في حلقها و هي تلتفت إليه و خطوط يُمناها أنفرت ملامحها،بضحكة مُتصَدّعة،:مو متوترة بابا عادي
زَمَّ شفتيه بعدم اقتناع و اعتزل الحديث إلى أن يصلا..،كانت الساعة تقف دقائقها عند الخامسة و دقيقتان مساءً عندما أركن السيارة أمام البحر القريب من منزلهم..مَسَحت على ذراعها و هي تجتذب باطن خديها و خاطرٌ ما استَقَرَّ بين خلجاتها..لماذا البَحر !تَنَفَّست بهدوء مُديرة رأسها إليه تستفسر سبب وجودهما هُنا..ابتسم لها من وراء ستار مَنَعها من التقاط جواب وهو يفتح الباب بعد أن أوقف المُحَرّك،:يله بابا خل ننزل بس اتركي تيليفونش اهني ما نبي أحد يزعجنا
هَزَّت رأسها هامسة بطاعة،:اوكي

تَرَجَّلت من السيارة لتغرق في هواء البَحر الرَطِب،ارتطمت جُزيئات الأُكسجين بوجهها مُخَلفةً احتراق في أنفها شَرارهُ الذِكرى،عَضَلة وقعت رهينة البُكاء آلمتها عند فكها،يدها ارتفعت لتضعط بإبهامها و السَبَّابة عند أعلى أنفها تُرَبّت على الموانئ التي تَرسو عليها الدموع..،أخفضت بصرها لذراع والدها التي امتَدَّت تُفصِح عن رغبتها في احتضان،رَسَمت ابتسامة لَكَزت ارتعاشاتها قلب والدها الذي أسرع مُحيطاً ظهرها بذراعه و فؤداها المَضني تُحيطه روحه رَفيعة السَند..،استقبلت الرِمال بَصَمات خطواتهما و تهامست الأمواج مُتَغَزلّة بلوحة الحنان المُقتَرِبة من شاطِئها اليَتيم من أُمّ كانت هي السَحاب..هَمَس لها بمُشاكسة،:شوفي كل شخص مر عطانا نظرة أكيد يقولون هذا متزوج وحدة كبر بناته
فَرَّت من حنجرتها ضحكة مَبحوحة الموجات و رأسها يميل على كَتفه،قالت و كفها تستقر على صدره قُرب قلبه،:حبيبي بابا اصلاً بعدك شباب
شاركها الضِحكة بصوت فَخم لطالما أمطر دفئاً على حواسها..تباطَأت خطواته حتى توقف و هي معه..أمسك كَفيها بعد أن أدارها إليه لتُقابله،نَطَقَ و عيناه تُسبِران بَوح محاجِرها،:مادام تقولين بعدي شباب يعني اقدر اتحمل المواجع
تَصافقت أجنحة مُقلتيها و هي تُوزِع نظرات اضطراب على الرمال،اقترب منها مُفرِجاً عن كلمات حُمِلَت فوق مَهد الحنان و الرِقَّة الأبوية،:قولي لي يُبه شنو اللي واجع قلبش،ترى انا ساكت من زمان بس ما اقدر اواصل سكوتي و انا اشوفش تذبلين قدام عيوني

حُصونها الرَكيكة هَدمتها رياحه المُحَمَّلة بعَذب مشاعر أذابت أساس الدرع الذي صدأت جوانبه من تَسربات دموع لم تُكبحها لا قيود و لا حصون ارتفع بُنيانها دون حُرَّاس..ذقنها أسقمتهُ ارتعاشة بقياس ألف فولت ساهمت في نشر الكترونات اجتذبت مياه منبَعها المخنوق من أتربة أُريد بها طَمسَ سُقياها المُنبِتة أراضٍ و سهول أمست بعد فَقد صحراء يعلوها دَجى و تستوطنها مآسٍ و وطيس حَرب لا نَصر فيها..،احتضن وجنتيها بِرفق لتَتَبَلَّل راحتيه بغرقها المُنهَمِر بهَلع..شَهقتها اقتطعت نياط قلبه و أغشت عقله عن المكان الذي يحتضنهما،فهو ليس بالمكان المُناسب للاحتضان الذي اعتصرت به أُضلُعه جسدها النحيل..أودَع قُبلة على رأسها قبل أن يَهمس و قافلة تستقر فوق أسنمة نياقها تَطَلُّعات لا يعلم بها سوى الله مَرَّت على طريق عينيه،:بإذن الله يا بنتي هالألم بينتهي،ثقي فيني

،

رأسها بإعياء غافٍ على زُجاج النافذة و العَين تَستل استرخاءً من شَّفَقٍ ابتلعت سَماؤه الشمس لتَلِد من رحمها الفَسيح قَمَرٌ يكون شاهداً على غَسق عينيها الغائرتين..جُملة والدها الأخيرة دَحَضت اقتناعها المُتَسيد فكرة جَهله لما يَجول في روحها..فالألم الذي وَعد باقتلاعه من أرضها الموشوم على أتربتها كَمَدٌ لا يُمحى يبدو أن سَبَبُه مسطورة أجوبته تحت أسئلته التي بدأ بها حديثه..و هذا ما يُثير نزعة استغرابها و لكن لا حيلة لها الآن لتستفسر..،تَوقفت السيارة أمام المنزل مع ارتفاع صوت الأذان..تَكبيرٌ يَنصَب زَمزَماً على الروح ليُوشوش لها بابتسامة عَطوفة أن الله أكبر من صغائر أحزان..،
،:يله يبه روحي صلي و توجهي لربش و ان شاء الله كل همش بينزاح
همَست بثقل مُعضلات استعصى شفاؤها،:ان شاء الله

انتظرها حتى غابت خلف الباب ثُمَّ رفع هاتفه باحثاً عن اسم مُعين،رفعه إلى أُذنه ينتظر جواب وهو يخرج من السيارة مُتَوجهاً بخطوات ثابتة إلى الطريق المؤدي للمسجد القريب..أتاه الرد بعد ثوانٍ ليقول بحزم،:ابي اشوفك
صَمت يسمع جوابه ثُمَّ قال،:انا اللحين رايح اصلي،بعد الصلاة بنتقابل،مع السلامة



ضَعَّفت من تأنُقها قاصدةً مَسير حَرب فُرسانها إناث سرج خيولهن مغزولة خيوطها بكَيد محفوف المخاطر..أبرزت مفاتن بيدر جسدها بثوب طويـل لهُ لون الرماد الناتج عن حريق أشعلته أعواد ثقاب أهدابها..يكشف عن كتفيها حتى بداية نَحرها لينطوي على شكل بتلات تُلامس أطرافها أعلى ذراعيها المكشوفتين،يضيق عند الصدر المزمومة جوانبه و يتوسع مُتجاوزاً قدميها،شعرها ذو السنابل الكستنائية ينام على ظهرها بعد أن طوت خُصله الأمامية بنعومة بالغة..أذابت السواد حَول محاجرها لتلمع عدستيها مثل كِسرة ألماس أغرقها العسل بين بَحرٍ من الفحم..لَطَّخت شفتيها الصَغيرتين بلون أرجواني داكن بُهتانه خَفَّف من وطأة سِحرهما..اغتسلت بعطرها العربي بعد أن مَسحت بخفة على مواقع النبض و اختنقت ببخور العود الذي اهدتهُ إياه والدتها..زَيَّنت نحرها،أذنيها ورسغيها بذهب ناعم أكمل لوحتها المُبهِرة..،

نَظَرت للساعة القريبة من الثامنة و النصف قبل أن تخرج من جناحهما،مالت زهور الأرجوان جانباً و حاجبها المرسوم يرتفع بدهاء،بسَّام سبقها للأسفل منذُ ما يُقارب الساعة و هي تعَمَّدت أن تَتَجهز على هداوة تكاد تَصبح جليد فقط من أجل أن تجعل الساحرات الثلاث يتقلبن على جمر فضولهن..شَدَّت ظهرها بثقة و هي تنزل السُلَّم و صوت كَعبها يتنافس مع عَبيرها الذي طَغى على الأنفاس..ارتفع صوتها بنعومة مُتَرققة عندما بانت لها أجسادهن،:السلام عليكم

توجهت لأكبر خالاته تُصافحها و تُقبلها و ابتسامة ثقة تَعلو شفتيها،فنظرات الانبهار المُخالطه حقد تنضح من محاجرهن..جميعهن بلا استثناء..كان السلام بارداً محشو بنفاق نَتِن تَبغضه تربيتها،مُصافحتهُ أطراف أنامل و قُبلاته سموم شيطانية..،جلست بعد انتهائها قُرب زوجها،صاحب النظرات المدفعية..ارتباكها استنبطتهُ حواسه الكاشفة دواخلها و لكن لم يَظهر لأعين أهله..وضعت ساق على الأخرى و هي تسمع كلمات أخته الوسطى منار المُبَطَّنة باستهزاء،:شخباركم ان شاء الله اموركم تمام مع الحياة الجديدة
اتسعت ابتسامتها و رصاصات تحذير أطلقتها عينيها،:الحمد لله قاعدين نعيش أسعد أيَّام حياتنا
يد بسام ارتفع ظاهرها ماسَّاً أنفه مُكبِحاً لِجام ضحكة تُريد مُباغتته،فهذه المَرأة عارمة روحها بالمُفاجآت..الآن هو يتذوق صنف جديد من شخصيتها..فهي تبدو شَهيَّة حد الثمالة و هي تُلَوّح بسيفها المُستل من غَمد الأنوثة الباذخة..،
منال،أكبر المُحاربات الثلاث تساءلت و عينيها تُنَبّشان عن سوء،:عسى ما شر شنو فيها ذراعش ؟
ارتفعت ذراعه لظهر الأريكة شاداً بأصابعه عليها مانعاً إياها من احتضان كتفها المُناديه بصفاء مُلفت، و هو يسمع جوابها،:حادث بسيط
إحدى خالاته قالت بتَعَجُب،:حــادث ! شهالفال الشين
ذراعه كَسَرت حواجزه الرديئة و انخفضت مُلتَهمة جسدها الغَض لتَتتسع ابتسامته من رعشة أجنحتها الرقيقة..قالت بعد أن ازدردت خَجلها من فِعل ذاك الرَجُل،:لا تحاتين ماهو فال شين،قضاء و قدر " وبنبرة نَثَرت فوقها بضع رشات دلع" الحمد لله ما صار شي خطير و السبب بعد الله بسام اللي ما تركني ولا لحظة
نَطَقت من خلف أسوار قلبها،:الله يهنيكم
منال عادت لتساؤلاتها،:شلون كانت السفرة،استانستون ؟
نَظَر لجانب وجهها ليَرى وَقع السؤال على ملامحها،فالسفر كان موضع افتضاح لبعض خباياها..أجابت بعد أن ارتدت إكليلاً من سعادة،:تجـــنن من أحلى السفرات،حتى اتفقنا أنا وبسام اذا مَرَّت سنة على زواجنا نرجع لنفس المكان "استدارت له و كفها ارتفعت إلى كفه المُسترخية على كتفها مُردِفةً بنعومة" صح حبــيبي
تَصَلَّبت ملامحه و لُعاب عَينيه يسيل من فرط السهام التي رَمتها أقواس مُقلتيها..كلمتها الأخيرة جَعَّدت مابيت حاجبيه بخفَّة مُتسائلاً بهمس مُستَنكِر،:حَبيبي ؟!
رَمقتهُ بنظرة حادَّة كَسَت ملامحهُ سُخرية..أبعد عينيه للجالسات وهو يضغط على أصابعها الباردة ناطقاً بهدوء،:صح هذا كان اتفاقنا

مع انتهاء جملته أتت الخادمة تخبرهم بجاهزية العشاء الذي تَكَفل به عَمَّها و بَسَّام..وقفت مُتَحَرّرة من سجن ذراعه و أنفاسه المُلهبة و تَقدمت الجميع تَدعوهن بلباقة لغُرفة الطعام حيث ينتظرهن "البوفيه"..،انصرفن في اقتناء أصنافهن المُفضلة و هي وقفت بعيداً عاقدة ذراعيها على صدرها تنتظر أن يَخف الزُحام..زَفَرت نفس مُتحامل و هي ترى منال تقترب منها..وقفت أمامها يد تحمل الصحن و الأخرى على خصرها تُمَهّد لسيلٍ معكوف النوايا..نَطَقت بخبث،:تصدقين كنت أظن ان اخوي اللي لاوي ذراعش
ارتفع حاجبها و ببرود عَقَّبت،:و ليش بسام بيلوي ذراع زوجته و حبيبته ؟!
عَضَّت شفتها و هي تُبعد خصلاتها خلف أذنها مُجاوبة ببرائة ارتدت قلنسوة المَكر،:لا بس قلت يمكن عرف أنه متزوج فَضْلَة غيره



أغلق الباب و عيناه تُراقبان طُلَل جريمته..اقترب ببطئ ماسِحاً الأرض يُنَبّش عن بقايا قد تَفضحه..فهو بعد أن ألقاها مَغشياً عليها حَمَل ما أتت به و أحرقه لترتفع نتانة أثارت معدته حتى استفرغ كُل مافي جوفه..،صَعد للأعلى قاصداً غُرفته..فَتحَ الباب بعد ألقى نظرة على غرفتها المهجورة..،مَشى مُتَقدِماً للداخل و هو يُخرِج هاتفه،محفظته و مفاتحه من جيوبه ليُلقيهم على السرير..
،:أهـلا و سهلاً
استدار برَهبة للصوت المُرتَفع من خلفه..كانت هي مُستَندة بظهرها على الحائط يمين الباب..لذلك لم ينتبه لها عند دخوله..تَخَلَّصت من استنادها وهي تقترب منه بذراعين معقودتين على صدرها و على قلبه المُتَوجس..فشذرات إتهام تتطافر من عينيها الواسعتين..توقَّفت أمامه تاركة خطوة واحدة بينهما..نَطَقت ببرود نَهَبَ السكون من خلاياه،:شخبارك بعد جريمتك ؟
اضطربت عضلات وجهه و راية تحذير لَوَّحت من عينيه و لكن قلبها المكسور لم يلتقط تلويحها،لذلك أكملت و هي ترفع يدها تُعدد على أصابعها،:جريمتك بعد ذبحك لمخلوقات الله و جريمتك بعد ضربك لأختك و بعد ما ادري اذا في جرايم غير !

رَفَع إصبعه أمام وجهه مُواصلاً تحذيره هامساً،:طلعي برا لأن مابي اضرش
ارتفع رأسها و قهقهة أوزعت تَعجُب بين ملامحه غادرت حنجرتها..دَنت منه شاطبة الخطوة لتَحُط على ألغام مدينته الوَحشية،و السُخرية رداء كلماتها،:شنو بتسوي يعني،بتضربني ؟ عادي ترى تعودت قمت استلذ بالألم
من بين أسنانه نَطق،:اقول لش طلعي برا
صوتها غادر صهوة هدوئه قائلةً،:مو قبل ما تقول لي في شنو كنت تفكر يوم سويت بلاويك
حبست شهقتها من كَفّه التي قَبضت على ذقنها و الأخرى عند عُنُقِها،هَمَس بفَحيح و حروفه تنسل من فراغات أنيابه الشرسة،:باللي افكر فيه طول ما انتِ قدام عيوني،ذَبحِش



ساعات الفجر الماضية

القبضة زادت من ضغطها و السلاح شعر به يخترق جلده..ذراعه تَخَبَّطت في الظلام تبحث عن شيء تَتمسك به..رفع رجله اليُمنى و اجتذبها بقوَّة راكلاً مُكَبله و هو ينقلب ليرتطم بطنه بالسرير..بسُرعة فائقة فتح المصباح المركون بجانبه لينتشر الضوء كاشِفاً ستر ذاك الذي جاء لقتله..أبصرتهُ عيناه على الأرض مُنحَنِياً بتألم..عُقدة تَكونت بين حاجبيه و قرط مألوف يُعانق شحمة أذن هذا الغريب يتضح إليه..نَطَق بشك وهو يترك السرير مُقترباً منه،:هــاينز
شَهقة ارتفعت منه و بَلَلٌ جليدي حاصره مُنطَلِقاً من السلاح البلاستيكي الذي بين يدي هاينز..صَرخ وهو يَمسح وجهه بحَنَق،:هاينز أيها الأحمق،ما هذا الجنون ؟!
وقف و هو يتمايل من شدة ضحكته التي أجَّجت من قهر مُحمد،:ألا ترى الساعة ؟ كيف تُفَكر أنت ؟!
نَطَق بتقطع و هو يقترب منه،:موهاميــد يبدو أنك لم تستوعب بعد
و العُقدة لا زالت تسكن مابين حاجبيه،:استوعب ماذا ؟
ابتسم لهُ بغباء وهو يفتح ذراعيه قاصِداً احتضان،:أنا هُنا في منزلك في بلدك
رَمَش بخفة مُجتَرِعاً استيعابه..اضطرمت نبضاته وهو يتساءل مُتجاهلاً احتضانه،:و ماذا تفعل هُنا ؟
غَمزَ لهُ وهو يقول،:أتيت لأتعرف على والدتك
بنبرة مُحَذرة ناداه،:هــــاينز
تَقَلَّصت ابتسامته و تنهيدة فَرَت مع كلماته،:مُهمة جديدة
تعاظمت حيرته،:و لماذا هُنا ؟
حَرَّك كتفيه،:اسأل والدي
التفت للباب مُتسائلاً،:هل هو هُنا ؟
هَزَ رأسه نافياً قبل أن يقول،:لقد حَجز لهُ في أحد الفنادق،سنلقاهُ غداً

،

عيناه مُستقرتان على الملف المُصمَت فوق الطاولة المُتَوسطة غُرفة جلوسه..يُحاول أن يُفتش بين آثار حوافر مضامينه السريَّة عن خيط يقوده لماهية المُهمة الجديدة..فحضورهما إلى هُنا راكم جبالاً من قلق على قلبه..،كان مُتَقَدِماً بجسده للأمام بساقين مفتوحتين،و كوعيه يستقران باضطراب على فخذيه..بعينيه يشزر آستور الغارق في بروده..انتظر اليوم بأكمله من أجل أن يُقابله و الآن ينتظر انتهاء سيجارته البغيضة..قدمه لم تنحسر عنها دَقَّة البَلبلة التي أحدثها وجودهما الغريب..نَطَق بنفاذ صبر وهو يراه يستنشق ببطئ ،:أخبرني ماهي المُهمة هذه المرة

أبعد السيجارة عن فمه لتتضح ابتسامته المُتنَكرة بخبث..تًقدَّم بجسده رافعاً بصره للمُضطرب في مكانه..اعتلى حاجبه موضع المَكر قبل أن ينطق ليستولي على أنفاس مُحمد

،:مَشروع زواج







~ انتهى






،

 
 

 

عرض البوم صور simpleness   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مُقيّدة, امْرَأة, بقلمي, حوّل, عُنُقِ
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:17 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية