كاتب الموضوع :
simpleness
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقِ امْرَأة / بقلمي
أهلين و سهلين بالحلوين
الجزء أحداثه خفيفة
بس بين سطوره توجد تنبؤات لمستقبل الأجزاء الجاية *_^
قراءة مُمتعة
بسم الله الرحمن الرحيم
توكلتُ على الله
،
فَقدُ ذات
أُغلِقَت أبواب السيارة فاصلةً جسده عن آخر ما تبقى من فُتات ذاته الذي توسد قدمه طابعاً آثار دَمٍ نُحتت بين طياتها..على عُنُقِه التف حَبلٌ وهمي تُحاول أن تلتقطه أصابعه لتُخفف اشتداده الواقف مثل شوكة أمام طريق النَفَس..يشتد ببطئ مُتَعمد..لهُ رائحة موت تُكَبل أطرافه ببرودة تنتشله من واقعه لترميه إهمالاً وسطَ بُقعة من وحل تشربته روحه حتى باتت مع حركاته تُرسل لشُعيرات أنفه رائحة البُقعة النتنة..يضيق النَفس و يستعصي عليه جَرُّه،يبدأ جهاده و تستعد قدميه لإسبالها..عقله يستولي عليه الضَعف من أُكسجين لم يَصله فيتوقف عمله للحظات مُقَيَّداً بين يدي الموت،مانعاً إياه من إرسال صورة إلى عينيه المُبتلعها البياض..،
و مثل غـريق تشبث بسطح الماء رافعاً رأسه بفم مفتوح كعصفور ينتظر أن تُسقيه السماء بعذبها..شهيــقه صَخبٌ يُزيح رداء الصمت عن كتفي الحياة..فيستعيد قلبه مجرى دمائه و تبدأ الصورة بالإتضاح بعد أن ينهل العقل من وقوده....و لا وجود للنهاية..فالكَرة تُعاد و الوجع في كُل مرة يُصبح أقسى و كأنهُ يَرث الألم بعد كُل جيلٍ من العذاب..،
توقفت السيارة بعد أن قطعت أشواطاً و أمتار مُبتعدة عن شقته الصغيرة في بَرلين..أصبح الآن وسط جمعٍ من الأشجار..خضراء أوراقها تتراقص بزهو و مع احتكاكها يصلهُ حفيفها إزعاجاً يُثير حفيظة روحه المهزومة..ترجلوا من السيارة..هو...هاينز خالي اليدين من أي خلاص..و معهما والده..آستور الرَجُل الفائز بجائزة ذاته..مشوا قُرابة العشر دقائق مُتجاوزين البحيرة الصافي ماؤها..أسقف أكواخ تلوح لهُ من خلف الأشجار..رَعيٌ و زرع...،ريــفٌ ستحتضن تُربته جذروه التائهة عن ماء يُسقيها..مطوية في رحم الأرض لا شمس و لا هواء..و الماء فقدت قُدرتها على امتصاصه...،دورة حياته اختلفت عن دورة حياة هذه النباتات..فما اقتُطِعَ من جذور.. و مافُصِلَ من ذات تربط ما بين الروح و الجسد لن يُعاد نموه..فالذي يموت يبقى ميتاً مدى الأزمان..فالحياة قد تبرأت منه و ألقتهُ لقطياً يتلحف السماء مُخَتَبِئاً عن شتاء تبناه إكراهاً...،
توقفوا أمام كوخ متوسط الحجم..لم يشأ أن يتأمل تفاصيله..فهو هكذا ينكر جميل ذاته المفقودة..و كأنه نساها و أنهى موسم حِداده على موتها..سمع صوت هاينز المُتَردد،:و لكن المنطقة بعيدة نسبياً عن برلين
آستــور بــبرود العالم أكمله،:لا مُشكلة في ذلك،فالطبيعة أنيسك و أنت قادم إلى المنطقة
أراد أن يُتَمم اعتراضه،:و لكــن أبــي
قاطعه يُنهي الموضوع،:انتهى الأمر..موهاميــد موافق لماذا انت مُعترض ؟
مالت شفتيه على مُنحَدر من السُخرية.. حديثه يجعل الجاهل بالأمر يعتقد أنهُ كان مُخَيَّراً في الموضوع...و إنما حقيقةً فهو يتقدم قطيع من الخرفان يسوقه آستور الراعي حيثُ يرتع على حساب روحه المُهَشَّمة..،
رفع بصره عندما اقترب منه و هو يُشير بابتسامته الواثقة قاطعاً عِرقاً جديد،:هذا الكوخ لك موهاميــد..منزلك الجديد
،
الجزء الرابع عشر
باغتها الماء على غفلة من سكــون يتَمَلّكها بعد أي إنهيار يفضح ضعفها المُقَيَّد بجدائل الضياع المُلتَفَّة حول النَفَس المُستَصعَب شهيقه و زفيره..طَهَّرت جسدها من إنطوائه تحت غطائها المُتَحفزة خيوطه للإرتباط مع إبرة البَوح الواخزة قلبها الباكي..ليلها وقمره..غُرفتها الوَفية..سريرها،وسادته و الغطاء المُتَشرب بالدموع..الشهود العيان على ما يَرتكبه ذاك الرُجل من جرائم في حق أنوثتها..،
تَدَثرت تحت رداء الإستحمام و صوت اصتكاك أسنانها شقَّ الهدوء المُتَبعثر في غرفتها..كانت ترتعش بأكملها من برودة الماء الذي بجنــون استحمت به مُتَمنيةً أن يَتَكرَّم عليها و يُصَيّر عروقها جليداً لا تعبرها دماء تُنَشط الحس فتستوجع الروح...تركت شعرها دون تجفيف،تُقَطر مياهه فوق كتفيها حيثُ سترتهما بفُستان بيتي نــاعم..أصفر مثل شمسٍ لا زالت لم تُشرِق على أرضها..رَطَّبت بشرتها الرقيقة و تطيبت بعطرها الخفيف..،
رفعت عينيها للمرآة التي حاولت أن تتجنبها مُنذ استيقاظها..انقبض قلبها من التواء نبضة أشفقت على وجهها الغارق في الشحوب..ضَمَّت شفتيها للداخل و رأسها يميل لليمين و تأملها لوجهها يتواصل..تبدو مريضة خرجت للتو من غرفة العمليات ! أخفضت بصرها قليلاً..حيث استقرت مساحيق تجميل بترتيب..رفعت بصرها من جديد،تُناقش الفكرة مع عينيها المُنعكسة صورتهما..لم تزور المساحيق وجنتيها رُبما مُنذ زفاف حنيــن..فهي خلال تلك الفترة عاشت تناقضات جرفتها إلى حفرة مُظلمة أنستها الإهتمام بمظرها..بيُسراها أبعدت خصلتها المُبللة خلف أُذنها الخالية من الحُلي..انتبهت ليدها،رفعتها أمام عينيها بملامح مُتَألمة، أسنانها أكملت الألم و هي تنقض على شفتها السُفلى..حتى خاتم زواجها لا ترتديه !
زَفَرت و كفيها ترتفعان لوجهها بعدم تصديق للمرحلة التي وصلت إليها..أبعدتهما و هي تمسح خديها حتى استقرت بهما على عُنُقِها..صوت داخلها اقترح..أحمر شفاه فقط دون أي تَكَلف..مدت يدها تتناول أحدهما..فتحته فتبين لها لونه الداكن،حَرَّكت رأسها بالنفي،فمن الجنون أن تضع مثل هذا اللون،الا اذا كانت تُريد أن تُلاعب النار..ابتسمت بسُخرية للفكرة و هي تتخير لون آخر بعدما تأكدت من صلاحيته للوضع..زَهري فــاتح يَكاد يكون طبيعياً..،
انتبهت لأقلام الكحل المُتَعددة..لامست رؤوسها بأطراف أصابعها..لم تسمح للفكرة أن تتخذ حيزاً من عقلها،فهي لا تُريد اذا رآها أن يظن أنها تتجمل لأجله...تفكير سخيف صحيح ؟! فهي في النهاية أُنثى و من طبعها التزين و التجمل لنفسها قبل أن تفعل ذلك للآخرين..لكن في وضعها فهي تُعايش التناقض حتى في أبسط أمورها...،
طرق الباب تداخل مع صوت أفكارها..التفتت له برفعة حاجب...لا أحد غيره خلف الباب،اقتربت منه و عقلها بدأ يتوقع أسوأ الإحتمالات التي قادته إلى غرفتها..فتحته بتصنع جيد لبرود أخفض جفنيها مُخفية عنه بؤبؤها المُضطرب..سمعت صوته الهامس،:حــور عطاش ابوش خبر ؟
عُقدة بين حواجبها أوضحت لهُ عدم عِلمها بالأمر فنطق،:يقول أنه طلب للبيت خدامة و حارس
ميلان شفتيها للأسفل كان انعكاس لارتفاح حاجبيها..استخفــاف مريــر كانت ردة فعلها..هَمَست بسُخرية،:زين صراحة ماقصر
لم ينتبه لنبرتها فهو كان يُجَهز نفسه لتكملة الطريق الذي قطعه..تَصيَّد أقرب الحروف،:آسـف مرة ثانية على الكلام اللي قلته ذاك اليوم وارجوش لا تخلينه في بالش لانه كان تصرف مو مدروس وخطأ،ابداً ما قصدت اجرحش او اهينش،آســف
احتاجت لدقيقة حتى تستوعب فيض كلماته..أعاد تأسفه مرة أخرى..ماذا ينتظر منها ؟ ابتسامة ميّتة الشعور تَعقبها كلمات ينفثها لسانها بكَذِب..فهي و ان نطقت بمُسامحته فدواخلها تعلم أن المُسامحة ليست نابعة من ضميرها حقاً..ضغطت بيدها على جانب الباب بقوة تتخلص فيها من كلمات مؤنبة وسوس لها قلبها بأن انطقيها..اطلقي سهامها و اجرحيه بالعمق نفسه الذي كَوَّنته جراحه....،تنهيــدة خرجت من صدرها و في قبضتها ما كانت ستجرهُ من حروف قاسية لا تُشبهها أبداً..فهي لم و لن تكن مُجرَّدة من أحاسيسها و شعورها اليَقظة دائماً،فطيبتها و التي تَعتبرها حنيــن سَذاجة لا تتحمل أن تتذوق دماء كانت نتاج ما فتحت من جراح..،لم يكن تعليقها على كلماته سوى هزة رأس احتفظت بقرارها...سأحاول مُسامحتك ولكن لا أعدك بالنسيان !
تساءل بإبتسامة أرضتها هزة الرأس الإيجابية،:شخبار عشاكم البارحة ؟
نطقت بهدوء،:الحمد لله،سألوا عنك عمتي و ملاك
باقتراح قال،:شرايش باجر نروح نتعشى عندهم،:خميس ويوم ثاني ملاك ماعندها دوام ؟
رفعت كتفها،:عادي ما عندي شي
أخرج هاتفه من جيبه،:تمام أنا بعطيهم خبر
اختفى من أمامها وهو يرفع الهاتف لأذنه..أغلقت الباب و استندت عليه،رأسها مال إليه بسرحان يُنَبش عن إجابة..كم شخصية يَملك زوجها،و كم صفة تُخالج ذاته النادرة ؟!
من أنت يُوســف ؟!
,،
تَلَبَّسها التَبلَّد مُبتَلِعاً بفمه الكبيـر القوَّة من أطرافها..وَهَن يُشبِه مُغادرة الروح من الجسد يُسيطر عليها..نَسَفَ بعودته ما اعتقدت أنها بنته..كبرياءها،قسوتها و موت الشعور..عــاد و أحيا الذي غفى واهماً عقلها بالموت..أيقظ عيون الخوف و جَدَّدَ أنفاس الضعف بعد إنقطاع لم يَكن سوى ضياعٍ أبعده عن من كان يُسَيّره...،مناديل تشرَّبت دموعها مُتَكومة بانتشار على عرض السرير،على الوسادة قُربَ رأسها علبة دواء "بانادول" أُفرغت نصفها في معدتها الفارغة من أي طعام..لم تشتهِ أن تتناول أي شيء..حاولت معها ندى و والدتها أيضاً و لكنها من رائحته فقط شعرت برغبة بالإستفراغ،كيف لو تناولته ؟!
طنـين مُزعج مثل مطرقة يدق في رأسها..و كأن عقلها انفصل عن جسدها من شدة خواء الفكرة الذي تشعر به..مُنكَمِشة على نفسها تحت الغطاء الذي يُغطي حتى أسفل أنفها المُستعصي عليه حالياً استنشاق النفس من كثرة البُكاء..فمهَا مفتوح بفَرجة صغيرة تُعينها على تَصيد الأكسجينات..تَوَرم يتوشحه احمرار يُعانق جفنيها..عيناها تَرمشان ببطئ سَلبهُ اليأس نشاطه..تحمل في يد روحها و في الأخرى شعورها و الثالث كان جسدها شريكاً معهم في مهمة الغرق و الاستسلام لقاع المُحيط المُظلم..حيثُ الخضوع للموج و الانسلاخ من ذات مُصنَّعة..،
اقتربت منها نـدى و انحنت طابعةً قُبلة على جبينها..همست لها بابتسامة ناعمة وهي تمسح على شعرها،:حبيبتي جنـان لا تخلينه يشوفش ضعيفة،تماسكي ترى انتِ قوية
كلماتها أشعلت احتراق في أنفها و وخز دموع آلم عينيها..سمعتها تودعها وهي تحمل حقيبتها قبل أن تخرج من الغرفة..ما ان أغلقت الباب حتى انقلبت على بطنها دافنة وجهها الواقع فريسة بين يدي الدموع في وسادتها تُواصل فصل سقوطها اللا مُنتهي..أصمَّت مسامع الوسادة من صراخ شهقاتها المقطوعة..يتجانس النحيب مع اللوعة فتتكون مرارة خانقة تترك آثاراً موجعة في حلقها...،الجميع يعلم بمدى ضعفها أمامُه..لا تستطيع مُجابهته..وجوده الثقيل يُذكرها بخيباتها و هزائمها التي شَهِدَ عليها..و ما يذبحها أكثر و يسرق النفس من رئتيها،خسارتها العظيمة التي تصعقها شراراتها البارزة في عينيه..،
،
في الخارج تقابلت مع والدة جنـان المُتوجسة..اقتربت منها و احتضنت يدها بقوة مُتسائلةً بقلق،:ها شخبارها ؟
بتنهيدة أجابت،:اشوى من قبل،شكلها اللحين بتنام
،:و ما اكلت صح ؟
هزَّت رأسها بالنفي و هي تهمس،:مارضت
زَفرت وهي تستغفر ثُمَّ قالت،:بالغصب رجعت طبيعية و نست الا صار اللحين رجع فيصل و رجَّع كل شي وياه
رَبَّتت على يدها،:خالوو فيصل شي طبيعي بيرجع اللحين لو حتى عقب جم سنة،بس جنان خلاص لازم تتعود على وجوده و تحاول تتخلص من الماضي
بتفَهم،:صادقة يابنتي،الله كريم "ابتسمت لها بحنية ثمَّ أردفت" مشكورة حبيبتي تعبتين روحش و اشغلناش عن بيتش
ابتسمت لها وهي تميل برأسها،:ولو خالوو جنان أختي
مسحت على خدها،:الله لا يفرقكم
،:ان شاء الله،يله استأذن مع السلامة
،:الله يحفظش يابنتي
استدارت بعد أن سمعت صوت إغلاق الباب في الأسفل..انتبهت له ُواقفاً عند باب غرفتهما،تساءلت و هي تتقدم منه،ماتبي تشوف بنتك ؟ كانت تسأل عنك قبل جم يوم
نطق بخفوت عندما توقفت أمامه،:خل ترتاح اللحين بعدين بشوفها
بعدم اهتمام وهي تتجاوزه للغرفة،:على راحتك
،
قبل ساعات
فتح باب الغُرفة بهـدوء هامس لم يَكُن يريد أن يُسمَع..تلفت في أنحائها باحثاً عن التي أرهقت ضميره و غرست بوجهها أسهم التأنيب حتى أحدث شِرخاً يصدر منه صوت صفير روحه الخاوية...روحه الفارغة من أي شعور و القابعة وسط غابةٍ تكاثفت أشجارها و تشابكت حاجبةً عنهُ ضوء العالم الخارجي..هو يملك مِفتاح خلاصه،لكنهُ بكامل رغبته ألقاه في بئرٍ جفَّ ماؤه ولم يصله صوت ارتطامه بقاعه..أنزل حقيبة سفره على السرير و بدأ بفك ربطة عُنُقِه وهو يتلفت بعينيه يُنَبش عن صخب بين زوايا السكون المُبتلع الغرفة..وهو يخلع معطفه الرسمي ليُلقيه مع ربطته على السرير وصله صوت استقلَّ صهوة السُخرية
،:الحمـد لله على السلامة نَوَّر البيــت
استدار لها ليجدها واقفةً باستقامة بذراعين معقودتان على صدرها..مُتَأنقة كعادتها،جلابية سوداء يتخللها لون ذهبي عند الأطراف، لها جيب واسع يكشف نحرها المُزين بعقد ناعم من الذهب..شعرها الأحمر الداكن مُسترسل على كتفيها وظهرها بتموجات عريضة زادت من جماله..عطرها العربي المُمتزج بالبخور ملأ الغُرفة حتى استقر في رئتيه..تقدمت منهُ و عينيها مُلتصقة بتحدي بعينيه..تُريده أن يقرأ القوة فيهما..
أن يُترجم علامات اللامُبالاة البارزة في عدستيهما..بخفة تناولت ربطة العُنق و المعطف و ألقتهما في سلة الملابس المُستعملة..عادت إليه و لكن هذه المرة باقتراب أكبر..بدأت بفتح أزرار قميصه الأبيض وهي تتساءل بعينين اتخذتا من صوتها الإنخفاض نفسه،:هالمرة من وين ؟ قلت انك رايح فرنسا "رفعت عينيها إليه و بسُخرية أكملت" بس ما اتوقعها فرنسية
أمسك معصمها مُبعداً يدها عن صدره و بحدة مُحَذرة،:ليـــلى
حَرَّرت معصمها من قبضته و هي تقول بذقن مُرتفع،:نعم ابو محمد قلت شي غلط ؟!
رَفعَ حاجبه و نبرة عدم الرضا واضحة في صوته،:قلت لش مسافر فرنسا عشان الشغل
تراجعت للخلف و صوت ضحكتها اعتلى راسماً الحَنق على وجهه،جلست على السرير واضعة ساق على الأخرى و عقدة ذارعيها تعود..أشارت برأسها جهة الحقيبة وهي تقول،:ترى انا اللي رتبت ثيابك في الشنطة مو الخدامة مثل ما أمرتها "أكملت وهي تبتسم بسُخرية" و الثياب الا انت مجهزها ما تناسب الشغل تناسب شهر عسل جديد !
وقفت بعدما اتضح لها العِرق النافر في عُنُقِه..حَرَّكت يدها بعدم اهتمام،:على العموم ما يهمني " وبنظرة تُعَرّيه" بس كنت ابي اشوف عندك جرأة على الاعتراف لو للحين جبان ؟ "أعطتهُ ظهرها وهي تُردف" بروح اجهز لك الحمام
جلس مكانها بعد أن غابت عن عينيه..كوعه يتكأ على فخذه و أصابع يده تخللت شعره ضاغطاً على فروته مُمتصاً من عقله ما يُعينه على التصديق..أيُعقل أن تكون امرأة بهذه القوة ؟! امرأة لا تُكسرها رياح الخيانات المُتعددة و لا تُميل ورقتها قطرة مطر ثقيلة..صلبة من الداخل و الخارج،في كُل مرة يتشجع لكسر هذا التصلب يصطدم به و يسقط حُطاماً أسفله..
تتحدث عن زواجه ببرود و عدم اهتمام تميل له أهدابها الخاطفة شيء من نبض قلبه..رأسها المرفوع دوماً بغرور لم يُحنيه مُشاركة امرأة معها زوجها..فريــــدة هي و مُميزة،اختلفت عن نساء جنسها اللاتي عاشرهن...،
رَحمَ الله أماً أنجبتكِ..أُنثى لا تخشى خيانة الرجُــل !
,،
توقفت السيارة أمام منزل سُمية..التفتت للنافذة تنظر إليه،مُتوسط من طابقين..يبدو حديث البُنيان..،عادت و نظرت لسُمية بإبتسامة وهي تخلع نظارتها السوداء..و بهدوء واثق نطقت،:كنت ادري انش بترضين اوصلش بيتكم،لان ادري انش واثقة فيني
لاحظت ارتباك رمشيها و محاولتها لإبعاد وجهها عن مدار نظرها..واصلت كلامها و كفها تستند على المقود،:بس الا مستغربة منه ليش تتهربين من موضوعش،ليش ما تبين تقولين لي عن ابوش ؟
همست و ملاك قرأت التردد في موجات صوتها،:مافي شي لان
فتحت حقيبتها بتنهيدة و أخرجت قصاصة ورق وردية و قلم..كتبت بعض الأرقام و مدتها لها و عينيها على يدها التي تضغط فوق حقيبة مدرستها المُستقرة في حضنها،:هذا رقمي ارجوش اعطيه الوالدة،انا واثقة ان بتعطينها ما بتتهربين..قولي لها ابي اكلمها ضروري "ابتسمت لها و أردفت" ساعديني يا سُمية عشان نقدر نحل المُشكلة قبل لا تندمين
تناولت الورقة بذات التردد..فتحت الباب و همست قبل أن تخرج،:شُكراً
قبل أن تدخل فتحت ملاك النافذة لتقول،:سلمي على الماما "لَوَّحت لها بابتسامة ناعمة" مع السلامة
انتظرتها حتى أغلقت باب المنزل من خلفها ثُمَّ حركت السيارة..تتمنى فعلاً أن تُعطي الرقم والدتها...مُشكلتها باتت شُغلها الحاضر..و كأنها إحدى قريباتها أو صديقتها..لم تكن تُريد أن ترى هذا الاستسلام في وجهها و الإنكسار المُلَوح من عينيها..هي كانت طالبة قبلها و تعلم كيف يكون الإجتهاد والى أي درجة يُتعِب الطالب و يُنهِكه جسدياُ و نفسياً و كُل ذلك من أجل الوصول لمُستقبل يكون فيه واقفاً على رجليه بنفسه دون مساعدة أحد..الثقة في كلامه و تصرفاته و ربحه في جيبه نتاج عَرق جبينه الممسوح بيد لطالما سَهِرت و القلم بين أصابعها،تُخطط لغدٍ لا يندم على فرصة تلاشت بين فراغات التواكل أمام عينيه..
دعت في داخلها أن يُسهل الله مُهمتها..فهي أقبلت على المُساعدة لوجه الله و بنية صافية..لا تُريد أي مُقابل..فتحقيق حلم طالبتها هو أفضل مُقابل..،
,،
ماضٍ
اليوم اكتمل اسبوع مُنذ انطلاق ثورتها التي أعلنتها ضد والدتها الرافضة لطلبها المُقرقع في قلبها..اختارت أن لا تُحادثها دليل على غضبها منها..ما عدا قبل النوم فهي لا تستطيع أن لا تحتضنها لدقيقة و تطبع قُبلة على خدها الشبيه بملمس الحرير الذي ترتديه في المُناسبات..و بالطبع لم تتخلَ عن الاحتضان بعد رجوعها من المدرسة..حديثها معها أثناء دروس الباليه و إمساكها ليدها خوفاً من الضياع عند الذهاب للسوق..غير هذه الأوقات فهي تُشيح بوجهها و تميل شفتيها للأسفل لدرجة أنها تشعر بألم لطول فترة انخفاضهما..و لكن ماذا تفعل هكذا يغضب الكبار !
كانت مع والدتها في منزل صديقتها..الخالة شريـفة مثلما اعتادت أن تُناديها..بين يديها الصغيرتين تحمل كأس العصير،تشربه لوحدها فهي الآن كبيرة في سنتها الأولى من المدرسة،و تستطيع أن تشرب دون أن تتسخ ملابسها..لا تحتاج مُساعدة أحد..،كانت بين الحين و الآخر تنظر بطرف عينيها العسليتين للثلاث فتيات الجالسات قُبالتها..بنات الخالة شريفة..يكرهنها و هي بالمثل..كن تنظرن لها و يتهامسن..هي بفطرتها المَكسوَّة بالغرور رفعت رأسها تُشيح بوجهها عنهن رامشة بعينيها مرات عديدة لتُغيضهن..تَكرههن فهن تشبهن الأختان في قصة سندريلا التي تقصها عليها والدتها قبل النوم..شريرات،و بالطبع هي طيبة القلب الجميلة سندريلا..ابتسمت بفرح عند هذه الفكرة..
وصلها صوت الخالة و هي تُحادثها..،:حنونة حبيبتي ليش ساكتة ما سمعنا صوتش اليوم ؟
نظرت لوالدتها بصمت ثُمَّ أخفضت بصرها للعصير..ضحكت امها و هي تقول،:الأخت زعلانة
رفعت حاجبيها الخالة شريفة،:افــاا حنين حبيبة خالتها زعلانة من مزعلها ؟
نطقت والدتها بابتسامة،:تبي تقص شعرها و انا مو موافقة
مسحت على شعرها الواصل حتى أسفل كتفيها،:بالعكس حبيبتي البنية احلى عليها الشعر الطويل
نظرت لها والدتها،:شفتين حنين
أبعدت وجهها بعدم رضا لتصطدم عينيها بالشريرات الثلاث واقفات..تساءلت والدتهن،:وين رايحين ؟
بصوت واحد أجبن،:بنروح برا نلعب
باقتراح لم يعجبها،:اخذوا وياكم حنــين
قالت أكبرهن بصوت مُقيت،:خل تجي
بحدة نطقت،:مابي اروح
والدتها بنبرة تحذيرية،:حنيــن روحي وياهم
أخفضت بصرها بخوف..وضعت الكأس على الطاولة الصغيرة وهي تقف باستجابة لأمر والدتها..مَسَّت تنورتها الزهرية القصيرة قبل أن تَتبَعهم للخارج..ما إن أُغلِقَ باب المنزل و أصبحن في الحديقة اعتلت ضحكاتهن..الوسطى فيهن قالت بإستهزاء،:مسكيـــنة ما بيقصون شعرها
صرخت بقهر،:ما يدخلكم
الكُبرى قالت بملامح مُتَقززة،:اصلا وع وع شعرش كريــه
و ضحكن الشريرات الثلاث..امتلت عيناها بالدموع و ذقنها بدأ بالإهتزاز مُنذراً ببكاء..جميعهن يكبرنها..أصغرهن في صفها الثاني..لا تعرف كيف تُجيب على كلامهن الكبير على عقلها..الصُغرى قالت وهي تُشير باصبعها،:شوفوها الغبية بتصيح مثل البيبي
عادت و بكل ما تملكه من قوة صرخت بدموع تطافرت على وجنتيها الناعمتين،:مااا احبـــكم
جرت بعيداً عنهن و صوت ضحكاتهن يصل لمسامعها ويزيد من غيظها..كانت تجري و يدها فوق عينها و الأخرى مُغمضة..لم تكن مُنتبهة للطريق أمامها مما جعلها تصطدم بجسد جعلها تسقط أرضاً..شهقت من السقوط و توقف بُكاءها..وصلها صوت طفولي،:ليش تصيحين ؟
رفعت رأسها للصوت...كان ابن الخالة شريفة أخ الشريرات الثلاث..يكبرها بسنتان..تكرهه هو أيضاً لكنهُ على العكس لا يكرهها و دائماً يريد أن يُشاركها اللعب..جلس على قدميه وهو يقول بثقة،:ترى سمعت كل شي
تساءلت بضيق،:شنو سمعت ؟
ابتسم لها،:تبين تقصين شعرش بس خالو ماترضى
سحبت نفس عميـق يُعَبر عن قهرها..وقفت وهي تُنفض ملابسها ثُمَّ تجاوزته مُبتعدةً..لكن صوته أوقفها،:انا بقصه
استدارت إليه بسرعة بعينين مُتسعتين..عادت و كلامته قَرَّبتها إليه بخطوات بطيئة..رفعت رأسها،كان يسبقها في الطول كثيراً..يبدو أكبر من عُمره..تساءلت بدهشة ملأت حدقتيها،:تعرف تقص شعري ؟
فتح فَمه من النظرة التي برزت من عينيها الجميلتين..ازدرد ريقه..في الحقيقة هو لا يعرف و لكنه أراد أن يُسعدها ويكون الوحيد الذي لَبَّى طلبها..على الرغم أنهُ يُحب شعرها الطويل..يشعر بسعادة عندما يرى كيف يُحركه الهواء ليصطدم بوجنتيها بنعومة...لكن عقله الصغير لا يعلم سبب تَفجر حُزنه عندما يرى دموعها..يشعر بضيق و كأن احداً يعصر قلبه الصغير..فتُلازمه هو الآخر رغبة في البكاء..لكنهُ يُكبحها لأنهُ رجل !
قال بثقة كاذبة،:اي اعرف انا اقص شعر خواتي في العيد
رفعت سبابتها لفمها بتفكيـر..ثقتهُ الكبيـرة أغرتها..و هي التي أُقفِلت كُل الأبواب أمام طلبها الصغير..قالت بتردد و إصبعها انطوى عند ذقنها،:بس ماما بتعصب
بذات الثقة التي ستجره للعقاب،:اذا انا قلت لها ما بتعصب
قبل أن يزداد ترددها احتضن يدها بين يده و ركض بسرعة و هي من خلفه تُجاري سرعته بقدميها الصغيرتين
،
بعد ربع ساعة
في يُمناه المقص الذي أخرجه من مقلمته الخاصة بالمدرسة..و في يُسراه شعر حنيــن الذي فصله عن خصلاتها التي تبدو الآن نهاياتها مُتعرجة..مال رأسه يبحث عن زاوية تُظهِر لهُ الشعر بشكل أجمل..لكن كُل الزوايا كانت تُواجهه بشكل أقبح من الآخر..نادى اسمها بخوف،:حنيـــن
شهقة قوية خرجت من صدر والدته التي كانت تقف عند باب غُرفته،:انتوا شنو سويتون !
اقتربت منه تُريد أن توبخه على فعلته الشنيعة لكنُ بُسرعة فرَّ هارباً من أمامها قبل أن تُمسكه وصوتها الغاضب يصله ليزيد من رُعبه
،:بســــام تعال
لكنهُ غاب عن عينيها للأسفل و في قبضته شعر حنين المسكينة..،
استدارت لحنين بعد خروجه..كانت ترتجف في مكانها من الخوف..اقتربت منها و أمسكت بأطراف شعرها..حَرَّكت رأسها من فعلتهما..شعرها وصل حتى أعلى كتفيها وبعض الخصلات كانت ترتفع لبداية عُنُقِها..سمعت صوت حنين المُختنق بُبكاء،:خالوو والله هو اللي قال لي انا مالي دخل
أخفت وجهها بكفيها وصوت بُكاءها يرتفع..مسحت على رأسها وهي تحاول تليين ملامحها حتى لا تُفزعها..ماذا تقول ففي النهاية هما طفلان و تصرفاتهما في حجم عقلهما الصغير..أمسكت يديها تُخفضهما وهي تقول،:ما عليه حبيبتي خلاص لا تصيحين،اللحين تعالي خل نشوف حل لشعرش
,،
حاضر
مُنذ الصباح لم تُكلمه..ظنَّ أنها قد تكون مشغولة في عملها و لكن الآن و الساعة اقتربت من السادسة مساءً..لا بُدَّ أنها قد عادت إلى المنزل..اتصل أكثر من مرة و لم يَصله جواب..و في الأخيرة اتضح لهُ أن الهاتف مُغلق...أيُعقل أن تكون مريضة ؟!
ضَغطَ على الهاتف بأصابعه و ملامح الحيرة توسدت فراغات وجهه،لو كان يعرف رقم نـــدى لتجرأ و كَلَّمها ليطمئن..و لكنهُ مثل غُصنٍ قطعتهُ الرياح عن شجرته الأم و بات يتخبط فوق الأرض و على جذوع الأشجار يُحاول أن يجدَ كَسراً يُناسق كَسره ليندمج غُصناً حياً ينمو دون انقطاع...،خاطرٌ تعاضدت معهُ وساوس شيطان ابتلعت ظنَّه مُبصقةً سواد بدأ يطمس بياض نِيَّته..قد تكون تُعانده فقط..تُمارس معه مَكرها المشهور مُحيكةً فصلاً جديد من فصولها العامرة بالخباثة..كيف تعشق هذه المرأة أن ترى الرجُل تائهاً في هواها ؟..أكبر أفراحها رؤيتها لسيول العشق ناضخة من عينيه..!
،:أحمد
انتبه لصوتها و استشعر ملمس يدها لذراعه،التفتَ لها يستفسر النداء و اصطدمت عيناه بلمعان أغشى مُقلتيها الواسعتين..همست لهُ بقهر تأصل في صوتها حتى أضنى نبرته خُفوتاً يتأرجح على موجٍ من خيانة،:انساها..انساها عالأقل وقت اللي تكون قاعد عندنا " وقفت و هي تُشير للسلَم مُردفةً" بنتك بح صوتها وهي تناديك و في النهاية قامت بزعلها
وقف هو أيضاً،:خليش انا بروح لها
أشاحت بوجهها باعتراض و أرادت أن تذهب لكن ذراعه وقفت بينها وبين الطريق وهو يقول،:قلت انا بروح،انا زعلتها و انا براضيها
مسح جانب وجهه بتنهيدة أثقلت كاهله..أخفض بصره للهاتف في يده يُزيح بقايا التَردد عن ردة فعله المُقبلة..ضمَّ شفتيه للداخل و تحت أنظارها أغلق الهاتف بأكمله شابكاً يده بيد وسواسه..ألقاه على الأريكة قبل أن يخطو بسرعة مُتوجهاً للأعلى...،هي بانهيار قوة أم جلست زافرةً نَفَس تَكسَّرت ارتعاشاته في صدرها المخنوق ضيقاً..اصطدمت ذرات ثاني أُكسيد الكربون براحة كفيها المُتَوشحة وجهها و ارتَدَّت لأنفها تزيد من الضيق و تُفَعل نشاط الاختناق...كَشفت عن وجهها و كفيها تتحركان لعُنُقِها من الخلف..
تَتَنَصَّتان على خطة إنقاذ باتت خطواتها تقترب من السيطرة على عقلها الرافض لأن تكون عائلتها الصغيرة ضحية لإعصار أنثى أنــانية...،
،
دخل لغُرفتها الطفولية..المُنتشر بين زواياها كُل ما تحب و تشتهي من ألعاب و صور و شخصيات كرتونية تعشق أن تتقمصها...وجدها على سريرها الأبيض و إلى صدرها الصغير تضم دُبَّهَا المكسو بفرو رمادي نــاعم..أخفضت بصرها عندما جلس أمامها..ابتسم لها بحُب صـادق أغلب الأوقات يكون رهناً بين يدي تلك التي قَرَّرَ تَجاهلها رداً على غيابها..احتضن يديها الصغيرتين وهو يقول،:شفيها احلى بنت في الدنيا زعلانة ؟
نظرت لهُ بصمت..و ثقة فطرية داخلها أعلمتها أنهُ سيفهم سبب زعلها من لُغة عينيها..بلل شفته قبل أن يتكلم،:تدرين انا ليش ما سمعتش ؟
هَزَّت رأسها بالنفي تجاوباً معه..أكمل بلحن إغراء يعرف الطريق جيداً لقلبها البريء ،:كنت افكر شنو اللعبة اللي اشتريها حق بنتي ريمي
فرجة صغيرة تكونت بين شفيتها.. واتساع بؤبؤها دلالة على أن الفكرة استفحلت قلبها...كان يُرشيها بلُعبة لن تُعيد بوجودها ما خَسِره من دقائق كان لا بُدَّ أن يتواجد فيهم معها بعقله و جسده..مَسح على خدها بإبهامه،:بس ما عرفت شنو اشتري،شرايش نروح باجر العصر محل الألعاب و تاخذين اللي تبينه ؟
ابتسامة سعـادة عانقت شفتيها مُلغيةً ما اكتنز من زعل قبل دقائق..همست لهُ برضا،:اووكي
وقف ثُمَّ انحنى يحملها وهو يقول،:اللحين خلينا ننزل تحت للماما
خرج من الغرفة وهي بين ذراعيه..يديها الطفلتين مُستقرة على كتفه..وسادتها عندما يزورها النعاس وهي بين أحضانه..نزل السُلَّم تحت انظار زوجته التي في تلك اللحظة تَمنَّت لو أن قلبها لم يتجاوز عُمره السبع سنوات..ذاكرته لا تتحمل حشو كبير..يندمل جرحه بقُبلة مُرتَشية..و يتوقف نزف الخيانة بإبتسامة لا يُجَملها الصدق..ليتها طفلة يُلعَق عَقلها بألسنة هدايا لا تملئ فراغ ما تَمَّ فَقدهُ في الروح..،
,،
قُرابة التاسعة عــادت إلى المنزل بعد خمس ساعات قضتهن في شقتها المُستقبلية تُرَتب ملابسها و حاجياتها الشخصية قبل موعد الزفاف الأسبوع المُقبل..أوصلها زوجها و ودَّعها من السيارة..دَلَفت للداخل مُتجاوزةً المسبح..توقفت أمام الباب و قبل أن تفتحه أوتعى عقلها لطيف بين النخلة التي في نهاية باحة المنزل..تراجعت للخلف و هي تُركز نظراتها على الطيف..ثوانٍ و ميَّزته وهو مُديراً ظهره..لم يكن سوى أخاها..ماذا يفعل هُناك ؟!
بفضولها الذي يقود أغلب تصرفاتها بدأت بالاقتراب منه وهي تُريد مُشاكسته...و مع اقترابها انتبهت أنهُ كان يتحدث في الهاتف..رفعت حاجبيها من ضحكته العالية،إلى من هذه الضحكة الجذابة ! خففت من خطواتها و صوته بدا واضحاً لها..اختبأت خلف حائط المنزل و بدأت بالتنصت عليه بكامل جوارحها..
،:افــا الى هالدرجة زعلانة ؟
سمعت ضحكته مُجدداً،ثمَّ أتبعها بكلمة وَسَّعت من حدقتيها،:حبيبتي زعلانة لا ما اتحمل
وضعت يدها على فمها بصدمة...حبيبتي ! من هي حبيبته..عضَّت على شفتها بمُشاكسة و داخلها يضحك بتشفي،سوف تبتزه بهذا السر الكبير..عاد تركيزها إليه
،:زين واللي يقول لش ان باجر في الليل طيارتي،يعني ان شاء الله الساعة ثنتين الفجر انا واصل بتنامين عندي يعني
حَرَّكت رأسها مُلتفتة تنظر له من خلف الحائط بعين واحدة..جانب وجهه الأيسر واضحاً لها..ابتسامته واســعة و مُميزة..أشخاص نادرون الذين يحظون بفرصة التمتع بهذه الإبتسامة..سمعتهُ،:ابي بوسـة قبل لا اروح
فتحت فمها و رأسها ينخفض بعدم تصديق..أغمض عينيه وهو يقول بشــوق غَمَر صوته الرجولي،:يا عمري والله وحشتيني "أبعد الهاتف عن أذنه مُقرباً إياه لفمه طابعاُ قُبلة ألجمت لسانها" يله يا عمري تصبحين على خير،تغطي عدل اوكي،مع السلامة
أنزل الهاتف عن أُذنه و ابتسامته لا زالت تحتل موضع شفتيه..حَرَّكت فمها بمَكر و هي تظهر بكامل جسدها،لم ينتبه لها فهو لا زال ينظر لشاشة هاتفه بحالمية..وقفت عندما بَقيت خطوتان بينهما..رفع رأسه بانتباه....،عقَّد حاجبيه وهو يراها تقف بميلان،يد على خِصرها و الأخرى تحمل حقيبتها..و على وجهها ابتسامة يعرفها جيداً..ابستامة مَكر شيطاني..لا شك أنــها قــ
قبل أن تكتمل فكرته نطقت بخبث كاشفةً الستار عن سؤالها الذي نَشرَ التوتر في قلبه
،:فيصـــلوووه من هذي حبيبتك ؟
~ انتهى
،
|