لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-07-16, 08:23 PM   المشاركة رقم: 791
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190192
المشاركات: 613
الجنس أنثى
معدل التقييم: أبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 748

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أبها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : simpleness المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

تقبل الله طاعتكم .. وعيدكم مبارك

.🍃🌸🍃

اشتقنا ..☺

 
 

 

عرض البوم صور أبها   رد مع اقتباس
قديم 08-07-16, 02:23 AM   المشاركة رقم: 792
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2016
العضوية: 313227
المشاركات: 11
الجنس أنثى
معدل التقييم: pagal عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 26

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
pagal غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : simpleness المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقِ امْرَأة / بقلمي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخواتي ، الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، كل عام وأنتو بالف خير تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وأعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات والصحة والعافية ، اشتقت لكم كثير كثير واشتقت لشخصياات الرواية ، سيمبلنس اتمنى اتكون نتائج امتحاناتك ع خير ما تحبي ,
أولا الجزء كالعادة اكثر من متميز وصرااحة الوصف خياال وكلماتي مستحيل توفيكى حقك ,
فيصل وأخير آن الآوان للتنازل عن كبريائك وما الحب الا للحبيب الأول هههه أو جنون مش حب (ان شاء الله بنسى..قلبي مو حكر عليها) اظن لو كان عنده اي رغبة في النسيان كان نسااها من خمس سنين مو يهرب من مشاعره بارتباطه بياسمين، إلي الان لم يتم احراز اي تقدم بالنسبة للخطوبة فاتوقع اي شي وانتظر بفارغ الصبر ردة فعل جنان وخاصة ردة فعل فيصل لو صارت الخطوبة وعرف بعدها أن جنان مطلقة ومن اللي راح يتنازل الأول وهل يمكن يوصل حبهم للتغاضي عن الأذى اللي سببوه لبعض ؟
محمد وكيف نجا من العجوز ع قولته ، لطالما تسالت كيف هرب منها بغض النظر عن بروده وقسوة شخصيته عجبتني ثقته بنفسه وانتظر بفارغ الصبر جزئية فقد ذات لجمال تحوير الشخصية والوصف الدقيق للذات يمثل جمااال الرواية ,
بالنسبة لعيلة فيصل وجنان في موقف لا يحسدون عليه ، مشتتون بين أهواء فيصل وجنان بالفعل حزنت لموقف أمهاتهم فكلاهما بمثابة الابن للأخرة ، ولا يوجد ما يستطيعون فعله لأبنائهم غير محاولة التخفيف عنهم بتقبل قراراتهم الحالية والتي لاتصب في مصلحة اي منهم,
طلال الى الآن لم يتبين ما قد يقول لنور غير ما أخبره به والدها ، ومن ردة فعله متيقن بأنها رفضته لأنه خال عبدالله ومستبعد تماما أن تكون متذكرة لشي من الماضي إما لخوف من ردة فعلها أو الخوف من خسارتها الى الأبد ، ومازلت مستغربة الي الان ردة فعل أب نور كيف عرف بكل شي ويظن أن طلال يمكن ينسي نور الماضي هل هناك دخل لأحد في ما جرئ بينهم ام هناك تعليل آخر,
مروة وعبدالله لا ظهور .
بسام وحنين ، هههه بسام اتوقعت انه بيغضب لو عرف أنها حاطة في بالها ان الرسائل من راشد او من اي شخص آخر بس ردة فعله التانيه ابدا ، يمكن لو ما ذكرت راشد او انها حاولت تعرف اذا في شخص تااني كان ما عطاها كف ، ولا اتصرف معاها بها القسوة ، لكن اظن ان هاد كله نتيجه لشي يبي يوصل ليه ، وانه يعرف هل هي مازالت مرتبطة بالماضي اما لا والدليل تخيريه ليها بين الماضي وهو , والرسائل مازلت ع رائ انه منه هو وينتظر انه يتاكد من مشاعرها اتجاه والوقت المناسب بيخبرها,
مــلاك وأمها ويوسف وحور في موقف مؤلم بكل المقاييس جزئية ملاك وصمتها مؤثرة جدا فلا استطيع تخيل كيف يكون حال من يعاني مثلها باي طريقة كانت ، واظن الاحتمال الوارد الوحيد للطارق هو محمد رغم انه احتماله 95 في المية هو ,,,بس نتمنى يكون استور وبيحكي معاها ع قضية زوجها ههههه من كثر ماني مستعجلة ع احداث الحادث,
وآخيرا وليس آخرا: صَوْتان لم يُفارِقان أُذْنيها حتى الآن..صَوْته الضائع بين مَتاهات بَحَّة مُرْهَقة ،:أسْرِع أَرْجـــووك
و هَمْسُها النائح ذاك الذي تَلَوَّت لانْكساره شَرايين قَلْبه و أوْرِدَته،:عَوَّرتني فيـ ـصل
لم يتبين بعد طبيعة طريقة الاذئ الذي سببه لها فيصل وكيف وهل الدافع هو قولها انها لا تريد منه طفل ، ام كان البداية لشكه بخياناتها له ع حد قوله ، اكانت بداية شكه نتيجة شي سمعه منها عن أحمد ، أو قرأه.

وفي الختام اتمنى أن تكونوا بالف خير ، وفي الإنتظار بفارغ الصبر للبارت الجديد ،الى ذلك الحين في أمان الله .
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك أتوب إليك

 
 

 

عرض البوم صور pagal   رد مع اقتباس
قديم 09-07-16, 12:52 PM   المشاركة رقم: 793
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : simpleness المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقِ امْرَأة / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

جزء موجع وخاصة انه حمل ذكريات اليمة من الماضي ..

جنان وفيصل متل ما قال ابو فيصل (الحب لحاله ما رح يخليهم يعيشوا مع بعض)

فقدان الثقة مدمر ﻷي علاقة وهو متاكد من شكه وظنونه فيها وهي متل اللي مش فاهمة بشو غلطت معه .

فيصل بنظري خط النهاية وسكر صفحتهم مع بعض. ولو اني متأكدة انه ياسمين مش رح تكون له دواء ومتأكدة انها اقحمت حالها

بمكان غير مناسب الها ورح يضل شبح جنان يدخل في كل جزئية في حياتها مع فيصل .


جنان هل رح تتحمل هالصفعة ؟ هل رح تقويها وتفتح عيونها ع حقيقة انه اللي بينهم يستحيل يرجع متل اول ؟!




نور وطلال برأيي تنينهم مش مقتنعين بهالعلاقة .. طلال يآئس ومنتهي من شي اسمه أمل .

ونور فقدت اي طعم للحياة وهي بتحس بأنها ملوثة ولو انها شاكة انه مجرد كابوس بس كان كافي ليحول بينها وبين اي

حياة جديدة ممكن تكون بتنتظرها.



محمد اتوقع هو اللي كان بالباب اللي فتحه يوسف

وجايي يخطب ملاك او عنده اخبار عن اللي عملوا فيها هالكارثة .




حنين وبسام كانت مواجهة لازم تصير من اول
وصدمني انه الرسائل مش من بسام
طب مين اللي باعتهم لحنين ؟!

بسام حط النقاط عالحروف ويا توافق حنين ع انها تنسى الماضي

او تترك بسام وتكتفي بماضيها .


يسلمو ايديك وربنا يوفقك وينجحك
وترجعيلنا بالسلامة حبيبتي

تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
قديم 11-07-16, 04:50 PM   المشاركة رقم: 794
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : simpleness المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقِ امْرَأة / بقلمي

 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشرفات وحي الأعضاء بأنقل لكم
لجزء الحَادي و الأَرْبَعون

الفَصْل الثَّاني

من الرواية بطلب من الكاتبة لأنها مسافره والنت عندها ضعيف
وطلبت مني نقل البارت لكم
هذا للعلم


بسم الله الرحمن الرحيم

تَوَكلتُ على الله

الجزء الحَادي و الأَرْبَعون

الفَصْل الثَّاني

النَّهْرُ أَمامهما مرآة..يَعْكِس بصَفائِه و عُذُوبَته أشْجَان روحيهما..حتى و إن صَيَّروه نَهْراً آسِن لا يُسْتسَاغ مَذاقُه..فَهْو من أَجْلِ أن تُشْفَى عُلَلَهما اخْتارَ أن يَرْتَدي صِفَة البَحْر..لعَلَّهُ يُجابِه سِعَة صَدْره فيَعْشَقوه..،قُرابة الخَمْسُ دقائق مَرَّت و هُما يَعْبُران الطَّبيعة بقافِلة أَعْيُنهما،بصَمْتٍ أَخْفَى بَوْحَ القُلوب ليَشْدو اسْترخاء يُذيب ما تَكَتَّل من قَلَقٍ و تَوَتُّر فوق عُرُوقِهما..بانْعِقاد أنْفاسَهما مع رائِحة الطَّبيعة هُما يُرَشّحان ذَاتيهما من سُموم صالت وجَالت حتى خَثَّرت الدّماء..ليُسْتَعْصى على النَّبضات أن تَهْتُف بأمَل،ذاك الأَمَلُ المُسْتَسْلِم لقَبْضة الشُّؤم المُحَرَّضة من قِبَل تلك الليلة الغامِضة..،ضَغَطَت على السُّور بيديها تُفْرِغ ما بدأ يَنْمو حَديثاً من سَلْبيات في جَوْفِها..ارْتَفَعَ صَدْرها مُسْتَنْشِقة كُومة نَقيَّة تُعينها على طَرْد أَتْرِبة الضّيق المُزَعْزِعة سُكون رُوحها..زَفَرت بوُضوح،و هُو كان مُتابِعاً بدِقَّة لفِعْلها هذا..هُو أساساً كان يَبْعَثُ نَظرات عينيه إليها..هي نَهْرُه العَذْب..يتأَمَّلها يُعيد تَلْوين الرَّمادية التي بُصِقَت على الماضي البَهي..بعَيْنَيه يَطُوف مَدائنها الرَّقيقة،يُحَيّي طُفولتها المَنْحوتة بين طَيَّات ملامحها الأُنْثَويَّة..يُسافر فوق جِنْحي جِفْنَيها ليَرْسو و الشَّوقُ سَفينته عند مَرْفأ اَهْدابها المُلْتَوية..،اعْتَدَل في وُقُوفِه تاركاً السُّور ليَسْتَدير يساراً مُواجِهاً جَسَدَها باسْتِقامة..كَفَّاه مَحْشُورَتان وَسَط دفئ جَيْبيه،مَخْبأه ليُخفي بهِ الرَّجْفة التي قَد تُباغت عَضَلاته..،بِبَحَّة انْحَرَت مَوْتَ الصَّوْت لتُحْيي هَمْساً حَلَّقَ من حَنْجَرته المَشْروخة بغصَّة و عَشْرة..،:ليش رفضتيني ؟
تَقَدَّمَت للأمام مُلْصِقة أَسْفَل بَطْنِها بالسُّور المُصَيّرَتهُ حَواسَها دِرْع حِماية لها،يَصْطَد لثَوْرات المَشاعر المُحاول بَثَّها بحُضوره،قُرْبه،صَوْته و كلماته..زَمَّت شَفَتَيْها تُتَرْجم لعَيْنَيْه ضِيقها الذي تَكالبَ عَليها من سُؤاله..لكنَّهُ تَجَاهل رسالتها المُطالِبة بصَمْته،إشاحة وَجْهها و زَفَراتها الباردة المُغادِرة صَدْرَها بثِقْل يَحْكي حَجْم صَبْرها عليه..،خَطَى مُقْتَرِباً،مُقَلّصاً المسافة بينهما سامِحاً لعطْره أن يَسْكُن أَحْشاءَها و يتَشَعَّب بين أَزِقَّة روحها الصَدِئة من كابَوس أَسْود مُشَوَّش الملامح..نَطَق يُحَذّرها عالمِاً بما تُحيكه نَواياها،:نُور لا تتهربين..لا تخليني اتصرف بطريقة تضايقش و تضايقني
هَمَسَت و بَصَرُها يُعانِق لَوْحة الإبْداع الرَّاقِصة بزَهْو أمامها،:غَيّر المَوْضوع اذا ماتبي تضايقني
عَقَّبَ بسُرْعة يُعارِضها،:بس نُــو
غَادرَ الرَّجَاءُ حَنْجَرتها باتِراً كلماته،:الله يخليك غيّر الموضوع
ضَمَّ شَفَتيه يُكْبِح لِجام الأسْئِلة النابِتة في جَوْفِه،تَمْتَمَ،:على راحتش
لا زال جَسَده يُواجِهُها،لكنَّ رأسه اسْتَدار يَميناً مُنْضَمَّاً للقافِلة من جَديد و كفَّاه تَتَقَلْقَلان وسط جَيْبه تُنَبّشان عن الصَّبْر..أَوْزَع على المَجال بضع نَظَرات عَشْوائية قَبْلَ أن تَسْتَريح عَدَستيه على جانب وجْهها..تَراجع خُطْوة للخلف و هو يُواجه النَّهْر بظَهْره لتَتَّضِح مَعالم وجْهها بالكامل..اسْتَنَدَ على السُّور مُتسائِلاً،:لين متى بتظلين تتأملين..بس خلاص ملل !
نَطَقَت باسْتنكار هادئ دون أن تُحَرّك عَدَستيها إليه،:شلون ملل و إنت تحب البَحَر !
أَجاب مُوَضِّحاً،:هذا نَهَر مو بَحَر
بذات الهُدوء المُسْتَرْخي،:نَفْــس الشي..اثنينهم ماي
اعْتَدَل في وُقُوفه مُتَقَلّداً بالجديَّة..فالأَمْر يَعْني حَبيبه البَحر..عَقَّب يُصَحّح لها،:لا مو نفس الشي..البحر مالح و هذا حلو..البحر أوسع،أقوى و أخْطر..البحر أصلاً شـ
قاطَعته و هي تَسْتَدير بنصف جَسَدها إليه و بتلَّات ضِحْكة أَزْهَرَت حَوْل وَجْهها،:خَلاااص آسفـــة "اتَّسَعت ابْتسامتها و هي تُرْدِف و عَيْناها قد حَطَّ جِنْحَيْهما فوق أرْض عَيْنيه" تعَدّيت على حبيبك الغالي
فَغَر فَمَه مع تَعَلُّق وَعْيه بسَنابِك ابْتسامتها الغائبة عنه لعامين..تَجَمَّدت حَواسه عند رَبيعها،اسْتَنْشَقَ الحياة فيها و تَهَدْهَدَت روحه المَضْنية على مَيلانها اليانع،الضَّاج بسَعادة يَسْمَعُها تُناديه..بمَلَقٍ تَهْمِس إليه أن أَقْبِل،فبين مدائن هذه الأُنْثى أغْفو أنا..سَعادتك..،أَطْبَقَ شَفَتيه بانْتباه عندما اسْتدارت عنه عائِدة للنَّهْر و الإبتسامة لا زالت تُزَيّن شَفَتيها الصَّغيرَتين..ارْتَفَعَ صَدْرَهُ بشَهيق خافِت ليَنْخَفِض بخفَّة كاشِفاً عن قَشْعَريرة وُلِدت من رَحْم قَلْبٍ قد هَوى نَبْضه في هواها عَشْرا..هي تَبْتَسِم فتَلِدهُ الحياة مُجَدَّداً،رَجُلٌ بقلبٍ لا يَعْشَق سواها..،تَنَحْنَح يُرَشّح صَوْته من التَّيْه ناطِقاً بخُفوت داَعَب مَسْمَعيها،:ترى تهينين البَحر بهالمُقارنة
عَقَّبت دون أن تنظر إليه،:قلت آســفة
بجِديَّة لا يَحْتاجها المَوضوع في وجهة نظر نُور،:تمام قَبلت اعتذارش "أَرْدَف مع مُغادرة يُمناه جيبه داعِكاً بأصابعها صدْغه" انا يوعان..ما تريقت و لا تغديت
و لا هي..مَعدَتها جَرْداء،لم تَطأها و لو لُقْمَة مُذ حاصَرتها رياح الخَبر التي شَنَّها على روحها والدها..أَغْمَضَت لوَهْلة تَطْرد نَفَثات الكآبة عن حَواسِها،لا تُريد أن يَنْعَقِد فِكْرها بالأمْر..تُريد النِسْيان و لا غيره،على الأقل حتى نهاية هذا اليُوم..راحة البال و صَفاء الرُّوح أُمْنية بالنسبة لها في هذه اللحظة،لو كَلَّفها الأَمْر أَصْعَب التنازلات و بَيْع الثَّمين لَقَبِلت من أجْل أن تَفوز بسُويعاتٍ من الرَّاحة..،أخيراً تَرَكت يداها السُّور لتُواجهه بجَسَدها و هي تَقول،:انا بعد مو ماكله شي "تَساءلت و عيناها تَطوفان على جانب المَدينة" شتبي تاكل ؟
أَجاب بنفاذ صَبْر،:أي شـــي..لو خبز خالي المُهم أسد جوعي
إلهي الرَّحمة..عادت و بَعْثَرت نَبْضه،للمرَّة الثانية تَبْتَسِم اليوم عاصِفة بذاته..و كأنَّها تَبْصُم على وَثيقة اسْتسلام كَيان رُجولته إليها..،أَخْرَجت هاتِفَها مُعَقّبة بمُزاح،:زيـــن لا تصيح،كأنك طفل جوعان "رفعته لأُذنها مُرْدِفة" بكلم ابوي اذا يجي ويانا "نَظَرت إليه للثوانٍ مُتسائِلة" ما تدري وينه ؟
حَرَّك كَتِفيه مُقَوّساً فمه دلالة على عَدم مَعْرِفته..بانت لهُ عُقْدة بين حاجبيها مع تَراجع الهاتف عن أُذنها لتَقول باسْتنكار و هي تنظر للشاشة،:قطع الإتصال !
عَقَّبَ،:يمكن عنده شغل
تَمْتَمت بخُفوت و هي تُعيده لجيبها،:يمكن "أَرْدفت قَبْل أن تَتَقَدَّمه" زين تعال نشوف اذا في مطعم قَريب أكله حَلال
لَحِقَها بعد أن أَنْبَتت وَسط روحه ابْتسامات شَتَّى،كانت غَيْثاً كَريماً أرْوى عَطَشَهُ بعد عامين من الغياب..نعم عامين..سَيَنْسى الفَتْرة التي امْتلكها فيها ابن أُخْته،سَيُحاول أن يُمْحي آثارها السَّوداء من ذاكرته،و سَيَقْتَلِع شُؤمَها المُتَعَلّق بأَذْيال نَبْضه بعد أن يَسْد ما خَلَّفته من تَصَدُّعات بين جَنَبات روحه..تلك الرُّوح التي هامِت في طِفْلة،و رَبَت مع سِنينها حتى اسْتوَت رُوح رَجُل عاشِق لهذه الأنْثى..أُنْثى سعادته و العَيْن التي يُبْصِر بها جَمال الحياة..،هي كذلك ابْتاعت النِسيان في هذه السَّاعة..انْسَلَخَت عن ذّاتها المُتَوَشّحة بالبؤس،جَفَّفت عينيها عن الدُّموع و رَشَّحت حنجرتها من غَصَّات تَلْتوي مُفْرِجة عن أنَّة تُوْجِع قَلْبُها المُعْتَل من ماضي مُبْهَم..تَناست نُور التي عَشِقت طَلال.. تناست نور التي مات عِشْقها بانْعِقاد أُنوثتها بعبْدالله..و تناست أَلَماً أَضْرَمتهُ أَحْقاد لتُزَعْزع عَيْشها..جَمَعت كُل مُنَغّص و ألْقَتهُ في النَّهر بلا دَعَوة لأن يُرَد إليها..خَطَت معه و هو طَلال رَفيق طُفولتها..و لا شيء آخر..،

،

كان يُرافق طَلال لمُقابلة ابْنته..كلاهما يَعْبُران الطَريق نَفْسه للوُصول إليها،لكن طَريق الوُصول لحُزْنها اخْتَلَف عند كُل واحد منهما..، الأَرْضُ من أَسْفَلِهما تَتَلَصَّص على الحَديث الجَدّي الحائم بينهما..كان ناصر يُطْلِق أَوامره بحدَّة حاوَل طَلال أن يُعارِضها و يُبَيّن لهُ مَساوئ خُطَّته لكنهُ لم يُعير تَحْذيراته أَدْنى اهتمام..صَبَرَ كَثيراً للحد الذي جَعَلَهُ يَنْكأ جِراح قَلْبه المَوْجوع على ابْنته بصَمْت،يَتَوَجَّع و يَسْري بين دمائهِ الألَم سُمَّاً لكنَّه يَبْقى صامِتاً،يَتَحامل و لا يُفْرِج عن آه تَصَدَّعت قَهَراً على طِفْلته..الحياة باتت مُرَّة في لسانها..و الدَّمْعُ قد اتَّخَذّ مُقْلَتيها مَخْدَعاً له..نَحُل جِسْمُها و اللَّون أَصْبَح يَتراجع عن أَرْض وجهها الباذِخة..حتى بات جِلْدها يَتَشَرَّب اصْفرار الهَم الشَّاحِب..هَمَّها يَقْتات على ماضٍ مُبْهَم عَقْلها المَضْني غير قادر على فَك شيفراته المُعَقّدة..كانت بين الوَعي و اللاوعي،لا تدري أيُّ أرْض تَتَلَقَّف عَرْضَها المَهْتُوك من أَسْفَلِها،و لا أيُّ سَماء تُظَلّل مُصيبتها من فوقها..الفَجْرُ بضوئه المُتلاشي المُغازِل الظَّلام الدَّامس صَيَّرَ نَفْسِه سُتْراً للفَضيحة التي رُفِعَت أَعْلامها..،هُو لو كان بيده لقَتَل طَلال و قَتَلها،تِلكَ التي بحقْدها و شَيْطانها أَعادت ذاكرته لليلة التي كان فيها رَجُلٌ خائن طَعَن ظَهْر صاحب اليَد التي امْتَدَّت إليه..،زَفَرَ هَواجسه الشائب شَعْره من حِمْلها و هو يَمْسح جانب وَجْهه،يُزيح التَّعَب المَحْشور بين طَيَّات ملامحه..هَمَس بكلمات ارْتَدَت وِشاح القَهَر،:كله انتقــام..كله عشان تنتقم مني..تبي ترد اعتبارها
نَطَقَ طَلال مُسْتَنْكِراً،:مقهورة منك خل تنتقم منك مو من بنتك !
صَحَّحَ لهُ بأسَى قَيَّد أَضْلاعه و عَيْناه تَبُثَّان حُزْنَهما للأَرَض الصَّامتة،:تنتقم مني في بنتي..هي أم و تعرف إنَّ وجع الضَّنى ينغرس في القلب أضْعاف "أرْدَفَ و بَصَرَهُ يُعاتِبه،يُعاتِب الرُّوح التي صُقِلت أمام ناظريه"و إنت ساعدتها يا طَلال..سَهَّلت عليها انتقامها
أَسْبَلَ جِفْنيه يَحْمي بَصَره من صُوَر تُباغِت سُكونه لتُزَعْزعه..صُوَر لها أَنْصال سِهام مَسْمومة تَمْرق الجِلْد لتَسْتَقِر وَسَط قَلبٍ يُدْمى من فَرْط نَدَمِه..أَفْرَغ تَعَبَ روحه من صَدْره قَبْل أن يُعَقّب برجاء،:خلاص لا تلومني،خَلَّصت أعذاري..لا تخليني أكْره نفسي زيادة
بتَنْهيدة تَجانَست مع نَسيم دُبْلُن البارد،:للأسَف ما يفيد النَّدَم..ما يَرَجّع كل شي لأصله،ما يرَجّع راحة بنتي و سعادتها
عَقّب بابتسامة مالت بحَسْرة مَقْهورة و عَدَستاه تَتَقَلَّبان بِضَياع،:و واحد مثلي سعادته ناقصة بيقدر يرجّع لها سعادتها !
رَنا إليه بِطَرف عَيْنه قائلاً،:مو تقول تحبها ! اعتقد هذا السبب كفيل في إنّه يساعدك على إسْعادها
صَمَت مُرْهِفاً سَمْعَ قَلْبه للكلمة التي نَطَقَ بها "تحبها" هل هو يُحِبَّها فعلاً ؟ لا يَذْكُر أنَّ التَّاريخ خَلَّدَ مُحِبَّاً ضَرَّ حَبيبته..أهانها و اقْتَلَع زُهور النَّقاء من أَرْض أُنوثتها البَريئة،لم يَرْتَعِد خَوْفاً من خالِقه كَسَحابة تُفْرِغ ثِقْلَها للأرَض..هُو بجَريرته النَّكْراء نَحَر ابْتسامة ابْن أُخْته،عَبْدالله ذو الضّحْكة السَّمْحة..خَسِئتَ طَلال،لا غُفْران لك..لا غُفْران لخَطيئتك المُخْتَبِئة خلف أَسْوار الكُتْمان..،
،:عَمـي..عَمــي ناصر
الْتَفَت للصَّوت و قَدماه تُخَفّفان مَشْيَهما بتلقائية..ناصر كذلك تَوَقَّف مُسْتَديراً للجهة التي تَرْتَفِع منها المُناداة..،زَمَّ شَفَتيه بضيقٍ تَكالبَ عليه إثْر اجْتراع بَصَره لوَجْه هذا الرَّجُل..يَكْرهه و يَكْره جُرْءأَته في تبيان اهتمامه لنُور..نَظَر لناصر الذي نَطَق و الإسْتغراب مُنْعَقِد بين حاجبيه بعد أن وَقَف ذاك أمامه ،:خيـر شتبي !
أَرْفَع بُرود سَاخِر حاجب طَلال و هو يَرى كَيْف انْتَقلَت عَدَستاه بينه و بين ناصِر،نَطَق بنَبْرة غَلَّفتها السُّخْرية،:نَعم دكتور فَهَد..شعندك ؟
لم يُجِبه على الرَّغم من تَعَجّبه لمَعرفة هذا الرَّجُل به..أَشَاحَ وَجْهه عنه عاقِداً بصره بعَيْني ناصِر و هو يَقول بجديَّة انْسَكَبت على حَواسه قَبْل صَوْته،:عَمي ابي اكلمك في مَوْضوع "أرْدَف بسرعة قَبْل أن يَعْترض ناصر" أرْجوك عمي عطني فرصة و خلني اتكلم
ببرود حاوَل أن يُمْزجه بعَدَم الإهتمام،:يستاهل هاللي تبي تكلمني فيه إنّي اسْمعه ؟
هَزَّ رأسه مَرَّات مُتتالية مُؤكّداً،:ايـه ايــه صدقني عمي يستاهل..إنت بس عطني فرصة و لا تظلمني
بهُدوء،:زيــن بنعطيك فرصة "وَجَّه نظراته لطلال الواقف بجانبه و هو يَقول آمِراً" إنت روح،احسن بعد تروح بروحك "رَفَع يده مُلَوّحاً بسَبَّابته كَسَيْف تَحْذير" مثل ما اتفقنا،إن حاولت تقول شي غير تعرف شنو بيصير
زَفَر بضيق قَبْل أن يَهْمُس و عَيْناه تَلْطُمان وَجْه فَهْد بنظراتهما الحارِقة،:زيــن
تَرَاجع خُطْوتان للخلف ثُمَّ اسْتدار مُبْتَعِداً عن مَوْضِع وُقوفهما بعد أن أَلْقى آخر سَهم من مُقْليته على فَهْد الغير عالم بهَوية هذا الرَّجُل الواضِح و جداًحقده عليه ! أشار ناصِر لأحد المقاهي المُطِلَّة على الشارع المُقابل و هو يَقول،:تعال نشرب شي و نتكلم

،

فَوْقَ مَعْقَدان من خَشَبِ الخَيْزَران كانا يَجْلُسان،ها هُو ناصِر يُقابِل فَهْد الذي قَبْلَ أيَّام نَفَثَ بِضْع كَلِمات حادَّة مَسَّت رُجُولته..و ها هُو فَهْد اليَوم آتٍ لرد اعْتبار رُجولته من خلال تَوْضيح بَسيط و غَير مُعَقَّد ابْتَدأه بكَلِمة واحِدة و هو يُشْبِك أًصابع يَدَيه فوق الطاولة الزُجاجية،:آســف
ارْتِفاع مُتَعَجّب طال حاجبيه و هو يُعَقّب باسْتفسار،:عَلى ؟
ضَغَطَ بأَصابعه على ظاهر يَديه مُجيباً و عَدَستاه تَتَخَبَّطَان على انْعِكاس السَّماء في الزُّجاج،:على تَصرفاتي مع بنتك..اعتذر لأني ضايقتك و ضايقتها "رَفَع عَيْنيه ليَجْتَرِع ناصِر نَهْر الصّدق العابرهما و هو يُرْدِف"بس والله ما كان قَصْدي شي سيء،و لا تعمَّدت أنزّل من قيمة بنتك..يمكن كان غلطي إني توقعتها ما عندها مُشكلة إنّي أزيح الرَّسْمية اللي بينا "كَرَّرَ مُؤَكّداً" أعْتذر منّك و وصل لها اعْتذاري
رَفَع ظَهْره مُتَخَلّصِاً من اسْتناده مُقَرّباً جَسَده من الطاوِلة..أَخْفَضَ بَصَره لكوب القَهْوة الأبْيَض و بُهدوء رَفَعه ليَرْتَشف..ثوانٍ و أعاده لمَكانه مع ولادة ابْتسامة مائِلة على شَفَتيه..عَقَد نَظَراته القَويَّة بنظرات فَهْد المُنَبّشة عن ردَّة فعل تُنْقِذه من ثِقْل تأنيب الضَّمير،و بصوته الجَهُور نَطَق،:صَراحة صَدَمتني..ما توقعت إنّك تِعْتذر
وَضَّح و عُقْدة يَديه تُحَل كَمَن فُرِجت عِلّته،:عرفت إنّي غلطان،و أنا من طبعي اذا غلطت لازم اعتذر عشان ارتاح
اتَّسَعت ابْتسامته قَبْلَ أن يُعَقّب،:و أنا قبلت اعتذارك..ارْتاح يُبــه
بانت ضِحْكة على وَجْهه و بين حَدَقَتيه لاحت أطْيافُ سَعادة وَشْوَشَت لدَهاء ناصِر بأنَّ هُنالِكَ شَيئاً آخر..لم يُطِل في التَفْكير فَفَهْد نَطَق مُباشَرة و كأنَّهُ تَشَجَّع من غُفْران ناصِر و ابْتسامته السَّمْحة..،:عَمي..ما أخفي عليك،أنا صار لي فَتْرة أفكّر في الموضوع بس كنت متردد في طرحه..و اتوقع اللحين صار الوقت المُناسب " وبثقة" أنا ابي بنتك زوجة لي على سنَّة الله و رَسُوله
لم يَصْدُمه الطَلَّب كما صَدَمهُ الإعْتراف..رُبَّما لأنَّه تَوَقَّع أن يَسْمعه الآن أو بعد فَتْرة،فطَلال أَعْلَمَهُ جَيّداً عن مَدى اهْتمام الطَبيب فَهْد الخاص بابْنَته نُور..عاد إلى اسْتناده عاقِداً ذِراعيه على صَدْره،عَبَرَ بَصَرُه المَجال حَوْله يُراقِب انْحشار الصَّخب في المَكان مع اقْتراب الغُروب..بطَرف سَبَّابته دَعَكَ صِدْغه قَبْل أن يَمْسَح على شَعْر ذِقْنه بتَفْكير..تَحَمْحَم بعد أن أحَلَّ عُقدَة ذراعيه و هو يَقْتَرِب من الطاولة ليَقُول،:أعْتقد إنّك تدري إنها منفصلة
هَزَّ رأسه بالإيجاب،:ايـه ادري..و ما عندي أي مُشْكلة في إنها تكون منفصلة..لأن هالشي ما يعيبها
نَطَق بجِديَّة بانت في صَوْته،:بكون صَريح معاك..سَبَق و خَطبها مني شخص ثاني قبل جم يوم..لذلك أنا بعطيها خَبَر عنكم انتوا الأثنين و بترك لها الإختيار
تَسَاءَل بشَك،:اللي كان معاك قبل شوي هو اللي خَطَبْها
صَمَت للحظات ثُمَّ أجاب دون تَرَدُّد،:ايــه
هَزَّ رأسه بتَفَهُّم و هو يُحاول أن يَتَحَلَّى بابتسامة يُخْفي بها خَوْفه من فقدانها لذاك الرَّجُل..تناول كُوبه يُبَدّد قَلَقه بحَلاوة القَهْوة كما اعْتاد أن يَطْلبها و أُذْنه الْتَقَطت كلمات ناصِر بانْتباه،:اليُوم بكلمها..و بعطيك خَبَر عن رَدها
غادَرت صَدْره تَنْهيدة مُتَوَجّسة قَبْلَ أن يُعَقّب،:ان شـاء الله



أَنْعَشَ جَسَدَهُ المُنْهَك بثَمان ساعات مُتواصِلة من النَّوم الهادئ..حاوَل و بصعوبة اسْتطاع أن يُخَلّص عَقْله من قُيود الأٌفكار حتى لا تَقِف سَدَّاً مَنيعاً بينه و بين الرَّاحة،و هو يَعْلم لو أنَّه اسْتَسْلَم لها سيَقَع في قَبْضة الأَرق و الصُّداع المُزَلْزِل الرَّأس..صَلَّى،تَناول غَدائه..جالَسَ والديه،غَيْداء و طفليها اللذان يَسْتَمْتِع وجِدّاً في اللعب مَعهما.. و من ثُمَّ اسْتَحم و ها هُو يَرْتَدي مَلابسه مُسْتَعِدّاً لخُروجه..،كان يَقِف بالقُرب من سَريره يُغْلِق أزْرار قَميصه الأبْيَض..نَطَقَ بنَبْرة تَشَبَّعت قَهَراً،:لو على كيفي أوَّل ما اشوفه اعطيه جم كف يمكن يحس بالغباء اللي سواه
ارْتَفَع صَوْت رائد من الهاتف المَوْضوع على مُكَبّر الصُّوت،:إنت قلتها،غَبــاء..غَبي ما عليه شَره..بس إنت حاول تكون هادي مانبي مَشاكل
زَفَرَ وهو يَرْتَدي بنطاله ليَقُول بنَبْرة ألْبَسَها الهُدوء و بعقلانية،:أنا اللي اقوله من قهري على دموع أختي و ضيقها..و إنت تعرفني بعيد عن المشاكل..بس هذا ما يمنع إنّي أبيّن له غلطه من خلال كلامي
عَقَّبَ،:قول اللي تبيه و اللي يريحك..من حقك "تَساءل" إنت متى بتجي ؟
أجاب ويده تَطوي كُم قَميصه للمِرْفِق،:شوي و بطلع من البيت "انْحَنى مُتناولاً الهاتف،أعاده للوضع العادي مع طَرْق الباب،الْتَفَت ليَتَراءى وَجْهُ غَيْداء المُطِل..ابْتَسَم لها و هو يُشير بيده لتَدْخُل مع إنهائه للمكُالمة" ربع ساعة و جاي
تَوَقَّفَت أمامه تُحيك بأصابعها وِشاح قَلَق تُلْبِسْهُ حَواسَها المَشْدوهة للـ"قَتْل" الذي رُبَّما تَرَمَّلت بسببه..أَيُعْقَل أنَّهُ قُتِل فعلاً ؟ هل سَيَكون جَواب عبد الله بعد لقاء ذاك الأَهْوج "نَعم قُتِل"..فَقيد عُمْركِ قد طالته أَيْدٍ سَوْداء،حَرَمت أَنْفاسها من الإخْتلاط بنَفَسَهُ الأذْفَر،المُنْتشية بهِ لياليها..،عانَقَت يَده جانب وَجْهها يُرَبّت بحَنان أُخوي على خَدَّها ليَزْرَع طِمأنينية بين جَنَباتها..،هَمَسَت بحَشْرَجة مَسَّت عِرْقَ قَلْبه،:تتوقع كلامه يطلع صَح ؟
أَجابَ بنَبْرة هادئِة،:والله مادري حبيبتي..حاولت اعرف من رائد بس رَفَض إنَّه يتكلم في التيلفون..نقول ان شاء الله خير
أَكَّدت برَجاء بان عُظْمِه في بريق ماء عَيْنيها،:يـارب..ان شاء الله
أَحْنى رأسه قَليلاً لاثِماً جَبينها النَّاعم عَلَّه يُودِع سُكون وَسَط روحها حتى السَّاعات المُقْبِلة..قال بعد أن ابْتعد،:بخبرش بكل شي بعد ما اكلمهم
تَساءلت و هي تَمْشي معه لخارج الغُرْفة،:ما بترجع اهني ؟
غَضَّن ملامحه يُمَثّل التَعَب،:لا..اليوم بعد دوامي آخر ليل
أحاطت خصره بذراعها قَبْلَ أن تَترك قُبْلة فَوْق كَتفه و من ثُمَّ تَهْمِس بحُب نَقي،:حَبيبي الله يعطيك العافية و يَقويك
و هو يُداعب خَدَّها بأصابعه،:يعافيش و يقويش يا الرقيقة إنتِ
انْفَصَلا عند بداية السُلَّم من الأعْلى..هي عادت لغُرْفتها و هو تابع للأسْفَل حيث كانت غُرَف الجُلوس خالية..تابَع للخارج حتَّى سَيَّارته..اسْتَقَلَّها و ثوانٍ كان يُغادر منزلهم الواسِع مُتَّجِهاً للمكان الذي اتفق مع رائد بأن يُقابل فيه عَبد العَزيز..ذاك الذي أَتى بلا مَوْعِد مُسْقِطاً حُصون التَّماسك التي بالكَاد بُنِيَت حَوْلَ روح شَقيقته الفاقِدة..لا زال يَذْكر اليَوْمَ الذي مات فَيه،اليَوم الذي انْطَفَأَت فيه ابْتسامة أُنْثى قُطِعَ حَبْلُ الوِصال بينها و بين رَجُلُها..على سَريرٍ أَبْيَض كانت أَنْفاسه قد ذَوَت و اسْتَقَلَّت سَحابة الرَّحيل الأخير..و بَقِيَت عَيْناه كما هُما،يُناغيهما دَمْعٌ حَوَى أُمْنية احْتضان طَيران صَغيران قَبْل الوَداع..عَبْدالله و بَيَان اللذان لا يَعْرُفان ما هُو المَوت،و عَقْلَهُما المَأهول بالتَساؤولات البَريئة لم تُغْدِقْهُ أَجْوبة بَسيطة لا تُعَقّد الحياة في عَيْنيهما..،رَفَعَ ذراعه اليُسْرى سانِداً مِرْفَقَها على إطار النَّافِذة،و ظاهر أَصابعه يُلامس شَفَتيه في مَشْهَد تَفْكير دَقيق..هُو لو أعاد النَظَر للكَم الهائل و المُفْزِع من الدّماء الغازِية جَسَدَهُ الطَّاهِر لَرُبَّما يُفْتَح لهُ باب جَديد..باب القَتْل ! لكن السؤال هُنا من ذا الذي أَقْدَم على قَتْله و لماذا ! هَمَس لنَفْسه و ذراعه تَعود للمقْود،:مُجْرم ؟ يمكن واحد من المُجرمين اللي كشفهم "عاد للنتيجة الأولى" زيـن يمكن فعلاً حادث طبيعي و هالعبد العزيز جذاب !
لكن رائد..رائد تَبَيَّن لهُ من صَوْته أنَّه يَعْرف شيء..بل يُخْفي شيء اذا صَحَّ التَعْبير..زَفَرَ بملامح مُتَصَدّعة،لا جَدْوى من التَفكير،لستَ مُحَقّقاً عبدالله و لا تَمْلك سوى مَعْلومة واحدة و هي أَنَّ عَمَّار وافتهُ المنيَّة إثْر حادث سَيَّارة مُرَوّع..،أَرْكَن مَرْكَبته في المَكان المُخَصَّص أمام المَقْهى..أَوْقَفَ المُحَرّك،تناول عطره المُرافقهُ دائماً ليَسْتَحِم برائحته القَويَّة..تَرَجَّل من السيَّارة،اَغْلَقها و من ثُمَّ خَطى بثَبات نَحْو باب الدخول..،كانت السَّاعة تُشير إلى الخامسة و بضع دقائق بعد العَصْر،دَلَف للمقهى و عَيْناه تَطوفان تَبْحثان عن رائد..ثوانٍ و حَطَّ بَصَرهُ عليه و هو يُلَوّح له بابْتسامة،تلقائياً غادرت عَيْناه للذي معه..بالتأكيد هُو عبد العَزيز،عُقِدت نَظراتهما و كلاهما ألْبَس عَيْنيه قَوْساً يُطْلِق سهاماً حادَّة لا تَهاب شيء..،تَقَدَّم بهُدوء ناحيتهما و هو يَرى كيف قَرَّب رأسه من رائد يَهْمس بكلمات لا يَدْري ماهي..،
هُناك حَوْل الطاولة كانا يَجْلسان يَنتظرانه..و ما إن بان لهما لَوَّح رائد له يُعْلمه بمكانهما..هُو بادَلهُ نَظَرات القوَّة بطريقة مُسْتَفِزَّة..قَبْل أن يَلْتَفت لرائد هامِساً بسُخْرية،:ماشاء الله هالعائلة مستحوذين على الجَمال!
عُقْدة عَدَم فَهْم بانت بين حاجبي رائد الذي تَساءل،:شتقصد مافهمت ؟!
أجاب و هو يَعود ببصره لعبد الله الذي اقْتَرب،:وسامة عبدالله مثل وسامة طَلال..مُلْفِتة "ارْتَفَع حاجبه و بابْتسامة مائِلة أكْمَل" و زوجة عَمَّار الله يرحمه ما اذكر إنّي قابلت أجْمل منها
اتَّسَعت عَيْناه بصَدْمة من الإعْترف السَّاحق..قَرَّب رأسه أكثر و من بين أَسْنانه هَمَسَ،:يالكــ إنت شقاعد تقول ! استخفيت لو شنو ! شلون تتكلم عن البنت بهالطريقة ؟!
سَكَب عليه نَظْرة غَزَلَ بُرودتها بعدم اهْتمام ألْبَسَ ملامحه تَبَلُّد امْتَعَضَ منهُ رائد الذي اضطَّرَ أن يَتَجاهله ليقف مُسَلّماً على عبدالله بابْتسامة واسِعة،:هلا هلا عَبود..من زمان عنّك
رَدَّ لهُ الإبْتسامة،:هلا فيــك..تعرف بعد دوام المُسْتشفى
هَزَّ رأسه بتَفَهُّم،:الله يعطيك العافية
عَيْناه الْتَحَقتا بمَسير النَظرات الحادَّة مُعَقّباً بخُفوت،:الله يعافيك "مَدَّ كَفَّه لعبد العزيز الذي وَقف و عَباءة الثّقة تَعْلو كَتِفيه" السَّلام أخ عَزيز
ابْتسامته المائلة تَقَلَّدت بثَوب المُجاملة،:و عليكم السَّلام أخ عبدالله
أَشارَ رائد للمَقْعَد الثالث،:تفضل عَبود اقعد "انتظره حتى جَلَسَ ثُمَّ تَساءل" شنو تبي تشرب ؟
أَجاب دون أن ينظر إليه بنبرة هجومية،:مو جاي اشرب شي رائد..جاي ابي تَفْسير لقلّة الذوق اللي صارت
نَطَقَ عَزيز بنَبْرة اجْتَرَعت البُرود،:ما اعتقد إنَّ صار شي يدل على قلَّة الذوق
اسْتَرْخى في جُلوسه سانِداً ظَهره للمقعد و هو يَعْقِد ذراعيه على صَدْره ليَتساءل بإمارات تَعَجُّب مُصْطَنَع،:والله ؟ مافي قلّة ذوق ! زين اشرح لي يا أخ شنو مفهوم قلّة الذوق عندك
ارْتَفَع حاجبه مُعَقّباً بثِقة،:قلّة الذوق إنّك تجي تقول إنّي قَليل ذوق في وجهي..بدون أدْنى احْترام
نَفَثَ كلماته اللاسِعة و في عَيْنيه اسْتَعَر اللَّوم،:و تعتقد إنّك اذا دخلت بيتنا و أفزعت إختي أنا باحترمك ؟ أم عبدالله ما وقفت دموعها من رميت عليها كلامك
وَضَّحَ رؤيته المُقْتَنِع بها تماماً،:ما قَصَدت أفزعها و أنزل دموعها..مقصدي إنّي اعطيها خَبَر إنَّ زوجها ما مات من حادث عادي عَشان يرتاح ضَميري
عُقْدة اسْتنكار بانت بين حاجبيه و لسانه أطْلَق سؤال اسْتغرابه،:و بعدين شنو سالفة القتل ذي اللي طلعت لنا فيها ! عَمَّار صار له أكثر من سنة من مات..و التحقيق كانت نتيجته حادث طبيعي،و محد جاب سيرة القتل و هالحجي الفاضي اللي تقوله !
نَطَقَ رائد بعد أن كَسا صَوْته جديَّة،:عبدالله أنا و عَزيز عندنا علم بشي محد يعرفه بخصوص عَمَّار..عندنا شُكوك حول موته..لذلك عَزيز طالب بفتح ملف قَضية و قَرَّر إنَّه يعطي إختك خَبَر
أكْمَل عنهُ عَزيز و هو يَنفث جَليده اللاسع،:عشان تطالب بدم زوجها و القاتل ياخذ جَزاه
أَرْخَى جِفْنيه و عَقْله نَقَّحهُ من الأفْكار ما خلا فِكرة القَتْل هذه..وَجْهه المُشَوَّه..الدّماء المُتَفَجّرة من ذراعه كما يُنْبوع وَسَط صَحْراء شاحِبة،روحه التي فَرَّت كما طَيْر قَبْل أن يَصل للمَشْفى..سيَّارته،نعم سَيَّارته يَذْكُر أنَّهُ رآها في الصَّحيفة..هَبَّت رياح مُبْهَمة سَرَّعت من حَرَكة أهْدابه،و قَلْبه بَدأ بقَرْع طُبول تَوَجُّساته "غَريــب،السيَّارة انْعَدَمت و العَمود بالكاد تضرر..و كأنَّ ما اصطدمت فيه من الأساس " كانت تلك كَلمات مُحَمَّد الباردة..شَعَر برَجْفة طالت أَطْرافه و هو يَتَذَكَّر الشَّتاء المُقتِم الذي كان يَحوم حَوْل مُحَمَّد و هو يَنْطُق بها..و كأنَّ من بين ذلك الشتاء تَوارت معانٍ لم يَلْتقطها عَقْله حينها ليستنبط أَسْرارها..،تَحَرَّك مُتَقَدّماً من الطاولة..نَظَرَ لعَزيز بهُدوء قَبْل أن يَنْطق بسُكون،:كَمّل..قول اللي عندك
واصَلَ عَزيز أمام نظرات رائد و طَلال المُنْتبهة بانشْداه،:اللي اعرفه إنَّ إنت اللي كتبت التقرير الطبي حقه " و بتساؤل" شنو سبب المُوت ؟
أجاب بلتقائية،:انقطاع الشريان العضدي و اللي أدَّى إلى نَزيف حـاد جداً..مات حتى قبل لا توصل له سيارة الإسعاف
قَرَّب عَزيز رأسه منهُ مُطْلِقاً كلمات أَلْجَمَت رائد قَبْل أن تُلْجِم عبدالله،:تم قَطع شريانه العضدي إستكمالاً لسلسلة من الجرائم القاتل فيها شخص واحد..أو عُصْبة واحدة "أمْسَكَ هاتفه المَرْكون فوق الطاولة و حَرَّكه باتّجاه قنينة الماء كما سيَّارة ليُرْدِف" قطعوا شريانه في مكان و بعدين أَدخلوه السيَّارة بعد ما حَرَّكوها " و هو يُصْدِم الهاتف بالقِنّينة و بهُدوء مُخيــف" عشان يُخيل للناس إنَّه حادث عادي بين سيارة و عَمود إنارة من غيــر أي تَدَخـــل



يتبع

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 11-07-16, 04:53 PM   المشاركة رقم: 795
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : simpleness المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقِ امْرَأة / بقلمي

 


مَضَت رُبَّما ساعة،أَقَل أو أكْثَر..لا تَعْلَم،فعَقْلُها كان مَسْجوناً وَسَط زَوْبَعة المَوْقِف الذي اسْتَعْصى على حواسها اجْتراع قَسَاوته..،جانب جَسَدها الأيْمَن مُسْتَنِداً للحائط مع انْحِناء بَسيط لكَتِفَيْها يَحْكي هَشاشَتها التي لم تَتَحَمَّل ثِقْل الكلمات أو الحَقائق التي نَفَثَها في وَجْهِها..فهي هاويِة للغَزَل و الإمْتزاج الجَسَدي لا أكْثَر..و بانْدثار هذان الإثْنان تُلْغى من قاموسها الرِّقَّة و الإبْتسامة و الإسْتسلام..اسْتسلام المَشاعر بالطَّبع ! هذا ما اسْتَخْلَصَته من مُحاضرته المَشوبة بحدَّة و جِدِّيَّة تَمْتَعِض منها نَفْسُها المُعْتادة على الدلال و الطَّبْطَبَة،حتى و لو كانت هي المُخْطِئة..و هو هُنا يَغْزِل مَسْمَعيها بلوم مُقْتَنِع عَقْلها بأنَّهُ غير مَنْطقي و ظالمٌ لها..فإن كان يُريد امْرأة مُسْتَسْلِمة إليه كُلِيَّاً فعُذْراً،هي ليست كباقي النساء..سيَمُوت قَبْل أن يُصَيّرها عَبْدة لرُجولته..،ابْتَعَدَت عن الحائِط ليَرْتَفِع زَعيقُ الألم من عَضلات كَتِفِها و جانب جَسَدها إثْر اسْتنادها الذي طالت مُدَّته..انْكَمَشَت ملامحها قَبْل أن تَسْتَعين بيدها لتُمَسّد على المَوْضِع تُسْكِن ضَوْضاؤه مع انْحراف عَيْنيها لذكرياتها المُعَفَّرة فوق الأرْضِيَّة بإجْحاف..يَجْب أن تَتَوَسَّد قَلْبها لا أَرْضاً شَهِدت على غَضَبِ رَجُل لا يَعي مَكانتها..فهو من الواضِح أنَّه لم يَهيم أَبْداً بأُنْثى..لم يَسْهَر و خَيالُها يَحوم حَوْلِه يُثير فَوْضى وَسَط شَعْب قَلْبه..يَبْدو أنَّ بَسَّام كان ينتظر أن يُعْقَد اسْمه بإحداهن ليبدأ رحلته في اكْتشاف مَتاهات الحُب..مالت شَفتيها العاريتين من زينة تَرْسِم ابْتسامة ساخِرة مع اسْتيقاظ مَواقفهما الماضية في ذاكرتها..لهفته لقُرْبها و مُحاولاته الفاشِلة للإمْتزاج معها..مع ماضيها،حاضرها و مُسْتَقْبَلِها..هو بهذه التَصَرُّفات يُؤكّد لها أنَّهُ لم يَعرِف الحُب يَوماً،و لم يَتَمَنَّى أُنْثى و رأسه غافٍ على وسادة الحُلم..تَحَرَّكَ بَصَرُها على الرَّسائل و حَديث نَفْسُها يُواصل سَرْد شخصية بَسَّام الذي اسْتَنْكَر وُجُود رَجُل يَعْشَقُها..رَجُل كانت هي أُنْثى أحْلامه..ليَتَّضِح أنَّ بَسَّام كان ضائِعاً بين أَزِقَّة الحياة دون أن يُصْبِح مُواطِناً في بَلَد الحُب أَبَداً..فرُبَّما لو عَشِقَ ذات زَمَن لتَفَهَّم وَضْعها،هي المُتَعَلّقة مَشَاعرها بأذْيال كلمات أَسَفاً أنَّها غارت بين صَفَحات الرَّسائل حتى أَمْسَت وَشْماً،دون أن تَمُر سَحابة دافِئة تُسْقيها وَدَقاً تَغْفو على هَمْسِه فَجْراً..،شَرَعت في جَمْع الرَّسائل لتَحْشُرَها في الصُّنْدوق تُعيد لها الدّفئ الذي نَهَبَتْهُ عَصَبيَّة زَوْجَها الغير مُبَرّرة..أَغْلَقَت حافِظ أَسْرارها قَبْل أن تَقف و هي تَحْتَضنه بذراعها..و كَفُّ الذّراع الأُخْرى قابِضة على غِطاء رأسها تَجُرَّهُ حتى غُرْفة نَوْمهما..حيثُ هُناك ألْقَت كُل شيء فوق السَّرير بما فيهم عباءتها التي خَلَعتها لتَخْطو ناحِية مرآتها حيثُ من أَسْفَلِها اسْتراحت حاجياتها فوق المِنْضَدة..تناولت الأدوات الخاصَّة بأظافرها لتَسْتَدير عائِدة للسَّرير..جَلَسَت فَوْقه مُرَتّبة الأدوات أمامها..تناولت إحْداهن مع بُزوغ الْتماع خَفي النَّوايا وَسَط عَسَلِها المُصَفَّى..هَمَست بنبْرة اجْتَرَعتها مَسامع الهواء،:انزيــن يا بَسَّام..أنا بس هَمّي قلّة الأدب و التَّفاهة..تمـــاام



فَوْقَ بَطْنه كان جُلُوسِها..تَحْكي فَيَبْتَسِم..تَتَّسِع عَيْنيها بحَماس فَيَبْتَسِم..تَضْحَك،تَلْعَب،تَتَدَلَّل و تَرْمي بنَفْسِها في حُضْنه و أَيْضاً يَبْتَسِم..كانت هي المُتَحَدّثة و هو المُسْتَمِع،يُراقِب بصَمْت مَلامحها المَحْشوَّة سُكَّراً من بَراءة يَتَلَذَّذ بها قَلْبه المُتَيَّم بوُجودها..ولادتها كانت المَعْبر الذي نَقَلَ رُوحه من أَرْض مُدَنَسَّة بتُراب الخِيانة إلى سَماء تَسْكنها ملائكة يُعْرَفون في الدَّنيا بالأطْفال..معها هُو تَعَرَّف على عوالم أُخْرى و قُلوب أصْفى من نهرٍ عَذْب..و أُجْبِر على القيام بأمُور لم يتَخَيّل و لو لوَهْلة أنَّه سيُقْدِم عليها..كان يُعِد لها الحَليب ليُشْبِع جُوعها المُتَرْجِمتهُ حَواسها حَديثة المَنْبَت بصُراخ مُرْبِك..يُلاعبها،يُغَنّي لها و يَسْهَر بخَوفٍ مُنْحَني على جَسَدها الصَّغير المُسْتَسْلم للمرض..لا يَدْري كيف اسْتطاع أن يُحَمّمها بحَجْمها الضَّئيل جِدّاً كزَهْرة بَيْضاء أهْدَتها إليه رياح نيسان قَبْلَ أن تَتَفَتّح..كانت رَفيقة دَرْبه الوَحيدة لخَمْسة أعوام..جَليسة سَهره و عَيْناه اللتان يُبْصِر بهما الحَياة..هي أعادت إليه روحه المُنْكَسِرة من غَدْر الجِنان..بل و أعادت الرَّبيع الذي انْتَحَر مُذ لَوَّثَت الخِيانة تُرْبة جِنانه..،بانْبهار تَجَلَّت سيماؤه بين عَيْنيها،:وااااجد ألْعاب اشترت لي الماما "أَشارت بالكَميَّة و هي تَفْتَح ذراعيها على وِسْعهما" هالكثـــر..كل الألعاب اللي ابيهم اشترتهم حقي
هُو الذي كان مُسْتَلْقياً على السَرير عَلَّقَ بذات انْبهارها،:ماشاء الله هالكثــر ! و وين حطيتيهم ؟
،:في غرفتنا أنا و ماما جِنان "و بسعادة بالِغة" و قالت لي بتسوي لي غُرفة احط فيها كــل ألعابي و أشيائي
تَسَاءل باسْتفسار،:يعني بس حق ألعابش ؟ ما بتنامين فيها ؟
حَرَّكت رأسها بالنَّفي و شَعْرها النَّاعم يُرَفْرِف كما جِنْحي حَمام ماسَّا بتلَّات وجنتيها القُطْنيتين،:لاا أنا أنام وياها في السرير "أشارت لسريره و هي تُكْمِل" كَبيـــر مثل هذا "أَرْدَفت مُسْهِبةً في طَرْح المَعْلومات ببراءة" أنام في حضنها و تحضني مثلك بقووة،و اقعد اشم ريحتها لين انام"انْتَبَه للاحمرار الطَّفيف المُقَبّل وَرْد وجْنتيها و هي تُكْمِل" اسْتَحي اقول لها إنَّ ريحتها خَنينة
ثَغْرة انْشِداه تَوَسَّطت شَفَتيه و زوارق تَيْه عَبَرت بَحْر مُقْلَتيه..اعْتراف طفْلته الخَجِل سافَرَ به لأَرْض جَسَدَها ذو الرَّائحة الباذِخة..إلهي لا زال يَتَذَكَّر عَبيرها،بل هُو يَسْتَطيع أن يَصِفُهُ بدقَّة مُتناهية،و لو طُلِب منه لسَكَب بوَصْفِه مُعَلَّقات من الغَزَل و الذي أَسَفاً أنَّهُ حَرام..و الذّكْرى حَرامٌ أن تَجوب طُرقات قَلْبه و تَعْبَث بنَبْضه..،رَمَشَ بخفَّة يَسْتَعيد وَعْيه الذي تَعَلَّق بأثْوابٍ فَشِلت بالإحْتفاظ برائحتها لأكْثَر من شَهْر..كانت ببخْلِها تَقْسو عَليه،لم تَرْحَم شَوْقاً كان يُلَوّح لهُ مثل سَيْفٍ مَسْموم إمَّا أن يَقْتُله أو أن يُهَدّده مَدى الدُّهور ليَخْضَع لطُغْيانه..،أَطْبَقَ شَفَتيه،ازْدَرَد ريقه ثُمَّ بَحَثَ عن صَوْته بين أَكْوام الكَلِمات المُصْمَتة ليَقُول بمُزاح و يَداه تُدَغْدِغان خِصْرها،:شقصدش جنانو يعني أنا ريحتي خايسة ؟
ضَحَكت بحَلاوة و هي تُمْسكهما ليَتَوقَّف،:لااا بابا..ريحتك خنينة "رَفَعَت كَتِفَيها و بصراحة أَرْدَفت" بس ريحة ماما جِنان أَحْلى
،:سُيـرْ..فينش ثياب
الْتَفَت للخادمة التي كانت تَقِف عند باب غُرْفَة الملابس..رَفَع جَسَده بعد أن غادرتهُ جَنى ليَقول بابْتسامة خَفيفة،:اوكي شُكراً..خلاص روحي
هَزَّت رأسها بأدَب ثُمَّ خَطت لتُغادِر الغُرفة و الجَناح بأكمله..هُو اسْتَدار للغُرْفة من جَديد..يَبْعَث نَظَرات قَلَق خالَطَهُ الحَنين و الأَسـى..كما عَلْقَماً يَجْتَرع تَخَبّطات روحه المُوَلَّعة بتلك الغير مُبالية..وَقَفَ مُتَوَجّهاً لها..و من خلفه جَنى لَحقته بفضول طُفولي..تَوَقَّفا أمام الحقيبة السَّوداء..جَلَسَ على رُكْبَتيه أمامها..كانت مَفْتوحة تَعْرض لهُ ما اسْتراح داخلها..تَساءَلت جَنى،:بابا ذلين ثياب من ؟
أجاب و من صَدْره تَفَرَّعت أَغْصان تنهيدات جَعَّدها خَريف الحُب،:ثياب ماما جِنان..نست تاخذهم،بوديهم لها
اجْتَرَعت الجواب بلا فهم..و في صَدرها قد هَتَفت أسْئلة جَمَّة لم تَجْرؤ على طَرْحها..لماذا لا تدري..لم تَكُن تَعْلم أنَّ حُجْرات قَلْبها تَخْشى من أجْوبة تُصَدّعها..تُضْرِم أوْجاعاً لا يَحْتَمِلهاُ نَبْضُها المُعانِق الحياة حَديثاً..لم تَكُن تَعْلم أنَّ اللاوعي يُسَيّرها..،انْتَبهت لوالدها الذي خَرَج..رَفعت نفسَها و هي تَجلس على رُكبتيها تُطِل عليه..ثوانٍ و عاد و في كَفّه عُلْبة صَغيرة جداً حَمْراء داكِنة..تساءلت من جديد،:شنو هذا ؟
ابْتسَم ابْتسامة ضاقَت منها ملامحها النَّاعِمة..ابْتسامة جافَّة جَرْداء من شُعور..نَطَق و هو يُريها الأقراط بداخلها،:ذلين بعد حق ماما جِنان..كانوا هدية من عندي..نستهم
السُنون التي مَضَت و هو في لُنْدُن لطالما تَساءل فيها اذا ما كانا يَسْكُنان أُذْنيها..لوَهْلة مُسِحَت من ذاكِرته اللحظة التي عَرَّاها منهما..أَغْلَق العُلْبة،احْتَضَنها بين يديه اللتان ارْتفعتا حتى اسْتَقَرَّتا فَوْقَ فَمِه..أَسْبَلَ جِفْنيه مُسافِراً و القِرطان خارِطته..على قاربٍ من مَوْج اسْتَرْخى جَسَده،مُسْتَسْلِماً لمَسيرها..كانت الأَمواج حاديه وهو الغَريب الباحِث عن بُقْعة يُقال لها جِنان..تَهْفو إليها طُيور الحُب و الصَّبابة النَّقِيَّة..،وافَت جَواه ارْتعاشة القُبْلة التي بَعْثَرها فوق أُذِنها اليُسْرى..و قُبْلة اليُمْنى كانت ارْتعاشتها ألَماً من نَصْلِ خِيانة..فالأمْواج قد غافلتهُ و أَلْقَته وَسَط أرْضٍ بَلْقَع إلا من لَواعِج حُب دَميم شَوَّهَ قَلْبه..،فَتَح عَيْناه من هَزَّة الواقع الذي اخْتَرَق رِحلة سَفَره..كانت جَنى تُناديه..تَحَرَّك واضِعاً العُلْبة وَسَط الحَقيبة،فَوْق الفُسْتان الأسْود..أَغْلَقَها و في عَيْنيه ناحَ صَوْتٌ كَئيب..إلى اللالِقاء..،



نَطَقَ و هو يَفْتح قائمة الطَّعام،:في النهاية يينا للمطعم نفسه اللي تغدينا فيه
عَقَّبَت بإحراج،:شسوي ما اعرف وين المطاعم الحلال عندهم
تَرَك القائِمة ثُمَّ تَقَدَّم قَليلاً ليُرْخي ذراعيه على الطاولة و هو يَشْبُك أَصابع يَديه،:ما عليه أهم شي ناكل "أضاف" كان مَقْبول أكلهم
عَقَّبت بتلقائية،:ما اذكر والله
أَرْفَعَ الخَبَث حاجبه بالتَطارُد مع ارْتفاع زاوية فمه ليَقُول بنَبْرة مُبَطَّنة،:أكيد ما تذكرين..عقلش كان مو معانا طول القعدة
حَرَّكَت عَيْنَيها ببرود عَنه إلى القائمة المَوْضوعة أمامها..تَناولتها و هو واصَل مُتسائلاً،:كلش يعني ما تبين تتكلمين ؟
تَجاهَلَتهُ و شَرَعت تَتَصَفَّحها بهُدوء و كأنَّها لم تَسْمَعه..تَمْتَمَ و هو يَهز رأسه بصَبْر،:زيـن.زيــن يالنتفة"أَرْجَع ظَهْره للخلف رافِعاً يده ليُنادي بصوْت مَسْموع" اكسكيوزمي
عُقْدة اسْتنكار طالت المسافة بين حاجبيها و عَيْناها لا تَزالان مَعْقودتان بصَفَحات القائمة..شَعَرت بخيال النادِلة التي وَقَفت على يسارها..ثُمَّ أتى صَوْتها النَّاعِم تَسْألهُ عن طَلبه..أَرْفَعَت حاجبيها تَعَجُّباً،فهو أجابَها بلُغة صَحيحة تَماماً ! أَعْلَمت النادِلة بطَلَبِها و انْتَظرَتها حتى غادرتهما لتَتَساءل بهُدوء و هي تَعْبَث بقنينة الملح الصَّغيرة،:إنت مو دارس صح ؟
نَطَقت بسُؤالها ثُمَّ رَفَعَت عَيْنَيها إلى وَجْهه و الذي بِغَرابة اسْتَحْوذَ عَليه جُمود مُوْحِش أَوْجَسَها..بانت لها بِضْع خُطوط اشْتداد عند زاوية عَيْنه اليُمْنى قَبْل أن يُجيبها بسُؤال كانت نَبْرَتهُ جامِدة..كما سَماء تَكَدَّسَت فيها سُحب مُثْقَلة بالجَليد،:شنو المَغْزى من السُّؤال ؟ "ارْتَفَع حاجبه مُطْلِقاً سِهام جارِحة أَدْمَتها بجَريرة لا تَعْلَمها و هو يُواصِل بحدَّة" ادري إنَّش دكتورة و أنا ماعندي شهادة..ما له داعي تسوين هالمقارنة لأني اعرف الفرق اللي بينا
عَقَّبَت مُتَصَدّية لنَبْرة الهُجوم الغَريبة و التي أعادتها لأعْوامٍ خَلَت،:لحَظة لحَظة..إنت شقصتك مع هالمُقارنة التَّافهة ! هذي مو أوَّل مرَّة تقول لي إنتِ دكتورة و انا مدري شنو "تَغَضَّنَت ملامحها بعَدَم اسْتيعاب مُرْدِفةً و هي تترك القنينة"ماني عارفة شنو تقصد بهالحجي..تبي توصل لشنو ماني فاهمة !
زَمَّ شَفَتيه مُتَبَنّياً صَمْتاً ضَعَّفَ من قَهَرِها،ضَرَبَت على الطَّاولة بباطن يَدَها و هي تَراه كيف رَنا بعينيه جانباً من غَيْر أن يُدْني لها ببصره بلا اهْتمام..و من بين أسْنانها اسْتَلَّت كلماتها،:طَلال لا تحقر..الكلام اللي تقوله واجد يضايق و ماني فاهمة مَعْناه "صَمَتت للحظات قَبْلَ أن تُكْمِل بتساؤل ارْتدى لَحْن شَك" أحد قايل لك شي ؟
أعادَ بَصَره إليها بعد أن طَلَا نظراته بالهُدوء ليُجيب بنَبْرة رَشَّحها من التَوَتُّر،:ما يحتاي أحد يقول "رَفَع كَتفيه مع هُبوب رياح ابْتسامة مُخْتَنِقة على شَفَتيه و هو يُكْمِل" هذي الحَقيقة..إنتِ وين و أنا وين و الديل إنّش رَفَضتيني
فَغَرَت فاهها بصَدْمة كاسِحة و من عَيْنَيْها تَطايَرت كَلِمات ذَوت من لِسانها الذي شُلَّ من سُخْف ما نَطَقَ بهِ..هُو أكْمَل مُواصِلاً سَكْبَ أَحْماضِه الحارِقة على وَجْهها المُشْتَعِل اسْتنكاراً،:مافي أي تَفسير ثاني للرفض الشَديد هذا..يعني أنا لا شغل و لا مَشْغَلة..شهادة ابْتدائي ما عندي..و إنتِ ماشاء الله متخرجة دكتورة أكيد تبين ترتبطين بواحد في نفس مُستوى تعليمش
هَزَّت رأسها كَمَن يَرْفُض الحَقيقة المُرَّة و هي تَهْمُس بغَيْظ،:مَجنون،مَجنـــووون..والله العظيم مَجنون
شَخَر بسُخْرية و هو يتراجع للخلف بمَيَلان لا مُبالي،:بديت اصدق فعلاً إنّي مَيْنون من كثر ما اسمعها منكم
ارْتَفَع صَوْتها ناثِرة شرارات قَهَر بانت آثارها من وَجْهها المُحْمَر،:مجنون و تافه و غبي و ما تفهم "أَشارت لنَفْسها باسْتنكارٍ صَدَّعَ ملامحها النَّاعِمة و هي تُرْدِف" إلى هالدرجة شايف عَقلي صَغير عشان ارْفض رجَّال عشان هالسبب ؟ يعني أنا بنسى أخلاقه و طبعه و روحه و بهتم في شهادته !
جَذَبَ جَسَده للأمام بطريقة فاجَأتها ناطِقاً بحدَّة شَعَرت بها تَكْويها..تُعيد نَثْرَ الملح على جراحٍ نَكَأها كابُوس مُبْهَم،:عيل ليش رفضتيني ؟رفضتين من غير أي سبب واضح..ليش ما تكونين لي..حقي حلالي مو لأحد غيري ؟ ليش ماتبينا نجتمع ؟
هَمَسَت بحَشْرَجة هَيَّأتَ أَعْيُن الهواء لفَصْل الهُطول الغَزير،:لأنّك خــ ـاله..مُسْتحيل نكون لبعض..مُستحيل أطعن عبدالله في ظهره "هَزَّت رأسها تَرْفُض هذه الفِكْرة المَشْؤومة،المَسْنونة كما رُمْح غَدَّار" مابي اكسر قلبـ ـه..عبدالله ما يستاهل ينكسـ ـر قلبــه
و أنــا ! انْكَسَر و تَهَشَّمَ بل اقْتُلِعَ قَلْبي من بين أَضْلاعي..يَحْتَرِق كُلَّما شاركت ضحكاتكما سَهَري و أنا بين وِسادة و غِطاء حاشِراً إصْبعي في أُذُني،لعَلّي أَغيب في مَتاهة الصُّم و لا تُباغتني شَظايا غَزَلَكما المُبَاح في ليالٍ سَرْمدية،أَبَت أن تنتهي قَبْل أن تُعْدِمَ روحي المُقْتاتة على عِشْقِكِ المُرْهِق..حَدَّ اليُتْم مُرْهِق..كَغُرْبة الفاقِد أَحِبائه..أنا المَسْجون بين الْتِماعة عَيْن طِفْلة،ضِحْكة مُراهقة..وخَجَل أُنْثى ناضِجة أَسْكَنتني مَدائنها النَّاعِمة..تاهَ عَقْلي و الجُنون أَحْكَم قَبْضَتهُ عَلي..و ما بين نَهْبٍ و سَرِقة كُنتُ أَقِف..بلا ذَّات اتَطَلَّعُ للخلاص بعُنُقٍ يَكاد أن يَنْكَسر..أُتابِع السَّماء بعينان نُصْف مُغْلَقتان..أَنَبّش عن سَحابة بَيْضاء تَحْملني لنَفْسي..تُعيدني إلي..لذلك الطّفل المَنسي..كُنتِ أنتِ السَّماء،و عَيْناكِ سَحابة الخلاص..و بين سَعادَتُكِ لَمَحْتُ ذَّاتي تَبْتَسم بارْتياح..،
،:طَبَق الرُّوزيتو
تَرَاجَعا للخلف مع انْحِشار الأطْباق بينهما..كلاهما صَلَّبَ جَسَدَهُ على مَقْعَده..و كأنَّهما يَخْشيان أن يُباغتهما الإنْهيار فَجأة و يَتهاوى الجَسَد من ثِقْل روح أَرْكَعها حُب مَكْتوم..تَناول مِلْعَقَته بِصَمْت،و بهدوء بَدأ يَبْتَلع الطَّعام دون أن يَمْضَغه حتَّى،فَقَط ليُكْبِحَ جُوعه الصَّارخ..بآليَّة كان يَأكُل من غير أن يُمَيّز المَذاق..و هي التي أَعْمَتها غَشاوة الدّمع..تَمَسَّكَت بكأس الماء البارد بأصابع تَنْحَب من الإرْتعاش..اجْتَرَعت كميَّة قَليلة لا تُطْفئ لَهيبها..و لكن أرادت بها أن تَكْتُم نَعيق نَبَضَاتها المُحَلّقة و َسطَ يَبابٍ مُقْفَر من راحَة..،كان يَتَمنَّى طَعاماً،و كانت تَهفو إلى بضع ساعات من السُّكون..و كلا الأُمْنيتان تهاوتا صَريعتان عند سُور النَّهْر المُتَلَصّص على أَسْرار روحيهما..،



مَسَاءً
اخْتَرَق نَصْل الكَلِمات حُجْرات قَلْبَها..مُسْتَقِراً وَسَط البُؤرة التي تَنُوح فيها النَبَضات..اضطَّرَب كَيانها و نال من عُروقِها شَلَلٌ نَهَب الإحْساس منها..تَفَرَّقت أصابع يَدَيْها و بلا وَعْي انْزَلَقت قنّينة العِطر لتَجْتَذبها الأرض بسُقوط مُدْوي خَلَّف قُطَع زُجاج كَبير لها حَواف تنذر بالخَطَر..ارْتَعَدَت أَوْصالها و من عَيْنها اليُسْرى فَرَّت دَمْعة لم تَشْعُر بها وهي تَسْري على وجْنَتها مَسْرى السّحاب الثّقال..اقْتَرَبت منها والدتها بخَوْف تَجَلَّى في صَوْتها و هي تُبْعِدها عن الزُجاج،:اسم الله عليش يُمَّـه..ابتعدي عنهم لا تجرحين نفسش
رَفْرَف الضَّياع بجْنحيه المَكْسوران فَوْق سَماء مَلامحها المَبْتورة الحُب..أَبْعَدت ذراعها بنُفور عنها و هي تَتَساءل ببحَّة تَكاد تَلْتَهِم صَوْتها،:ليـ ـش ما خبرتوني ! ليش متسترين على الموضوع بهالطريقة !
أجابت جُود بتردد و هي تَقْتَرب،:صار الشي بسرعة..تونا اليوم درينا.. و بصراحة ما عرفنا نخبرش..كلنا رفضنا نكلمش عن الموضوع
نَطَقَت تُزيح السّتار عن لَوْحة بُؤسها،:تَرى أدري إنّه بيخطب "تَساءلت للتتأكَّد" ياسمين صَح ؟
تَعَلَّقَ بَصَرها بشفاه جُود و هي تُجيبها بهَمس،:ايــه..ياسمين
غادَرت حَنْجَرتها المُتَصَدّعة ضِحْكة لم تَكُن سوى شَهْقات مُتَقَطّعة..أَرْجَعت ذراعها اليُمْنى خلف ظَهْرها لتُعَقّب و هي تَرْفَع كَتِفَها المُرْتدي عَباءة عدم الإهْتمام،:أصْلاً عادي..من قبل أدري إنّه بيخطبها..أدري إنّه يـ يـحبهـ ـا
تَراجعَت خُطْوة للخَلْف و بَصَرُها التَّائه يتَخَبَّط على وَجْهيهما..كلاهما تَبْتسِمان لها كما طِفْلة يَعْلَمون بكَذِبها الناطِقة به حواسها..تَحَرَّكت بخطوات سَريعة قاصِدة الخارج،و لكنَّها تَوَقَّفَت أمام الباب فَجْأة..اسْتدارت لهما مُتسائلة،:جَنى بتروح وياكم ؟
أجابت جُود بابْتسامة مُشْفِقة،:لا حبيبتي..أمي قالت إن فيصل بيطلع معاها مثل كل مرة
هَزَّت رأسها بتَفَهُّم قَبْل أن تُواصِل مَشْيها تاركة الغُرْفة دون أن تَضيف كَلمة أُخْرى..نَظَرت جُود لعَمَّتها و هي تَقول،:توقعت تكون ردَّة فعلها أقوى من جذي
هَزَّت رأسها بأسى اضَّجَع أسْفَل عَيْنيها،:الوَجَع كله في قلبها..قاعدة تكتم،تبي تصدق إنها قويَّة..بس هي ضعيفة..ضعيفة من فقدها له "مَسَّت جانب وَجْنتيها و هي تَزْفر بضَجَر..تَحَرَّكت جهة عَباءتها مُرْدِفة" خلينا نمشي لا نتأخر على أمش..و أنا اللحين بنادي الخدَّامة تجي تشيل الزجاج

،

أَغْلَقَت باب غُرْفَتها..حُصْنَها المُحْتَفِظ ببَوْح عَيْنيها و اخْتلاجات رُوحها المُرْهَقة..اسْتَنَدَت عليه و كَفَّيْها مَسْجونتان خَلْفَ ظَهْرها..تُطالع الأَرْض بصَمْت مِسْكين يتأمَّل بقلّة حيلة هَوان عَيْشه..الأَرْضُ جَرْداء من أَسْفَلِها..قد نَهب الخَريف حُسْنَها حتى أمْسَت بَلْقعاً تَقْتَطِعهُ ودْيان ماؤها عَلْقم يُسْقي شَجَرة خَبيثة طَلْعُها كَرؤوس شَياطين تنفث السُّموم بين تَصَدُّعات حَياتها..،خواء يُدَثّرها من كُل حَدْبٍ و صَوْب..السَّماءُ مُصْمتة لم تَزُرْها نُجوم لها بَريق أمَل..و القَمَرُ اخْتَبأ خَلْفَ سُحُبٍ تحمل في رَحْمها مَطَراً يَرْفض أن يُغيث عَطَشَ قَلْبها..،احْتَدَم طَرْق نَبَضاتها الوَهِنة..و كلمات تَتَراشق كما سِهام حَرْب حاصَرَتها تَسْتَعِد لاسْتباحة الدّماء و جر العَبَرات و الآهات..،
"ايــه احبها..احبها و هي تحبني و متفاهمين في كل شي"
"البنت صَغيرة و مُثقفة و جميلة "و باسْتهزاء صَفَعَ أُنوثتها" واضح جداً إنها أجمل منش"
"مو خايــــنة..تسمعين مو خاينة..ما تخون مثل غيرها..بتصوني و بتصون كرامتي قدام الناس"
"بتزوجها يا جنان..بتزوجها و بتكون المرأة الوحيدة في حياتي"
بظاهر كَفَّها ضَغَطَت على شَفَتيها..تَكْتُم شَهْقة و انْتحاب جَرَّحا حَلْقها المأهول بالغَصَّات..خَبَّأت غَرَق عَيْنيها خلف إغْماض يائِس..أَصَبح التَّهْديدُ حَقيقة،انَتَهَت الحِكاية عند طَريق مُغْلَق لا باب له و لا ثُقْب يَبْتاع الحُب من خلاله الأنْفاس..لا فُرَص تَطْفو فَوق سَطح البحر لتنجو بها من غَرَقِ فَقْدُه..فالأمواج عاتية و هائجة كعُصوف مُدَمّرة،لا تَعْطِف على قَلْبٍ أنْهَكَه السَّهَر،و تجَرَّدَت أرْضه من دماء تَرْقص على طَرْق طُبول النَبَضات السَّعيدة و المُسْتْسْلِمة لارْتعاشات حُب "مُصان" لم يُدَنسهُ كِبْرياء..،أزاحت ظَهْرَها عن الباب لتَخْطو بإعياء بانَ في انْحِناء كَتِفَيها..تَوَقَّفَت عند السَرير تَطوف عليه بعَيْنَيها تُنَبّش عن أكْثَر المَواضِع حَناناً..نادَتها وسادتها،بوَجْسٍ مَلِق..أن تعالي صَغيرتي،فذراعي احْتوائي لا تزالان تَتسعان لأوْجاعكِ الأبَديَّة..اسْتَجابت للنداء و جَسَدُها بتَسْليم هَوى يَلْتَمِس دِفْئاً مُطَبْطِباً..احْتَضَنت وسادَتها ضاغِطة بأصابعها عليها أن شَرّعي بِحارَكِ لاسْتقبال ضَيْفي المالح،أخْبريها أنَّ حُزني ثَقيل،تَخُر من رُعوده الجبال و تَتَزَبَّد منهُ البِحار..،علا النَّوْحُ و العَيْن باتت تُبْصِر الدَّمع و لا غَيْره،بَكَت عليه و هي التي نَطَقت بـ"عفته"،تَكَسَّرَت الشَّهقات فوق أَضْلاعها مُحْدِثة جَلَبة كما اللَّحنُ الأخير من مَعزوفة عِشْق مَشْروخة الناي..غارَ الكَمَدُ في رُوحها ناحِتاً مآسيه،لتَظَلُّ تَجُر أبيات النَّعي على ذَّاتها مَدى الدُّهور..،ما يَنْغَرِس في صَدْرها قَهَراً،و يَشْتَعِل صَياخيد بين جَنَباتها أنَّهُ لم يَسْتَمِع،ظَلَمَها و رَفَض منها أيُّ دفاع..و ما أَقْسى أن تَضُجُّ الحَناجِرَ بالكَلِمات و لا قَلْبٌ يَسْمَعُ حَسيسها المَظْلوم..،آآآه مُطْمَسة من لَوْعات فَرَّت من ثُقْب قَلْبِها..لن يَكن هُنالك فيصل و جِنان بعد الآن،إكليل الزَّهر الذي تَوَّجَ أنوثتها بهِ ها هي زَهْرَته الأخيرة تَهوي في قَبٍر الغِياب،مُتَجَمّدة البتلَّات و مَنْهوبة الرَّائحة..خَسِرنا كُل شيء فيصل،علاقتنا كان مُسْتَقْبَلها المَجْهول هو الخُسران،أَسَفاً أنَّني لم انتبه حينها،لرُبما قَبَضتُ على قَلْبي و حَواسي قَبْلَ أن تتناثر رماداً من بين فراغات يَد الحُب المُكابر..،لا لقاء فَيْصل..لا لِقاء يا والد جَنى..نُطْفتك التي تَقَلَّبَت في رَحْمي بين ظُلماتٍ ثلاث..علاقتنا اعْتَنَقت الخُسْران بأكملها ما خلا جَوْهَرتنا الثَّمينة..جَنى..،



دَقائق صَمْت غَلَّفَت جُدْران المَجْلِس المُحْتَضن أجسادهم..حَديث عُيون مُتَخَبّطة،مُرْتَبِكة و غَبَشِيَّة..و عَيْنان تَجْتَرِعان الغُموض و لا غَيْر..،فَوْقَ أَريكة زَيْتيَّة اسْتَقَرَّ في جُلوسه بجَسَد مُتَقَدّم،شابِكاً أَصابع يَديه يَتَسَتَّر على مَدائن الجَليد القابِعة بين خُطوطهما..عَيْناه تَتَبادَلان الأنْظار مع عَيْنَيْها..تَرْتَشِفان دَمْعَهُما الحائِر..المُتَفَجّرة ينابيعه الحارِقة من لَيْلَةٍ مَضَت..لَيْلة ارْتَدَت ثَوْب شُؤمٍ أَسْوَد..أَحاكَتهُ الدُّنيا بخُيوط مُسْتَقْبَلٍ مُهَشَّم السَّعادة..،بوَجْسٍ تَسَرْبَلَ بالغَصَّات،:ما توقعت اشوفـ ـك مرة ثانية
أَخْفَضَ جِفْنيه..يَتَطَلَّع لأرْضٍ مَسيكة و صَمَّاء من حَديث..هُو أَيْضاً لم يتَوَقَّع أن يَلْتَقيها في ظروفٍ كَهَذه..لكنَّ القَدَر يَهْوى أن يَراه يتَعَثَّر بصَخْرٍ و عَشْرة، و أن لا يُبْحِر لبَر الأمان دون أن تَلْطمهُ عَواصِف خانِقة..تَضيق منها الرُّوح..،واصَلَت بعد أن رأت صَمْته،:ما لحقت اشْكرك ذيك الليلة من فَجيعتي..سامحني يُمَّه "بغطاء رأسَها تَشَرَّبَت دَمْع أمومتها المَقْهورة و هي تُرْدِف بحَشْرَجة" من بعد الله إنت اللي ساعدتنا..حَزَّتها ما كان لنا أحد غيرك
شارَك صَوْتها الوَهْن صَوْت يُوسف الحاوي لَحْن اسْتغراب،:قالت لي أمي عن مساعدتك..ماقصَّرت،من طيب أَصْلك..بس "صَمَت لوَهْلة ثُمَّ أرْدَف بسؤال" بس ما قلت لنا ليش جاي أخوي ؟
،:محَمَّد "كَرَّر بهَمْسه المَيّت" اسمي محَمَّد
هَزَّ رأسه بتَفَهُّم،:و النّعم أخوي محمد..بس مُمكن نفهم سبب جيتك "حَرَّك رأسه بتَيه و بتأتأة" اا اعذرني على قلّة ذوقي..بس..بس يا خوك تعرف الموضوع شلون حَسَّاس"ضَغَطَّ بكفّه على رُكْبته مع احْتكاك أسْنانه يُفْرِغ جام قَهَره و انْكسار رُجولته..و بأنْفاس مُرْتَعِشة و رأس أَنَكسَتهُ المُصيبة هَمَسَ" اسْتر علينا الله يستر عليك دنيا و آخرة
نَطَقَ يُزيح جِبال الهَم و القَلَق المُنْتَصِبة فَوْق أكْتاف راحتهما،:أنا نَسيت المَوْضوع بالكامل..و مو جاي اهني عشانه "مال رأسه جهة أم يُوسف مُرْدِفاً" يا خاله الكرت اللي شفتيه عند بنتش هذا أنا عاطيها إياه "نَقَلَ بَصره بين عُقْدة استغرابهما ثُمَّ واصَل" صادفتها كذا مَرَّة..و كذا مَوْقف صار بينا و ما شفت منها إلا كل الخير..تربية و أَدب،و اعتقد إنها على معرفة بأحد من أهلي "دَعَك خَدّه بطرف سَبّابته" و الصَّراحة أنا كنت ناوي اكلم أمي عشان تخطبها..بس بسبب اللي صار قَرّرت إني أعطيش خَبر قبل لا أكلمها
انْعَقَد لِسانها من اعْترافه الذي جَرَّها لدَوَّامة عَميـقة..شَعَرت بروحها تَذْوي بلا قُدْرة وَسَط حَلَقَاتها المُفَرَّغة..ازْدَردَت ريقها بصُعوبة و بَصَرها قد أَغْشَتهُ صُور تداخلت بشعواء مُزْعِجة،تَصَدَّعت على إثْرها مَلامحها المَحْفور بين طَيَّاتها تَجاعيد أَسى و كَمَدٌ سَرمدي..بتَرَدُّد نَطَقت و هي تَرْنو بطرف عَيْنيها لإبْنها المُتَجَمّد في مكانه،:بس يُمَّـه..إنـ ـ إنت تدري..يعني ملاك و اللي صـ ـار وو
قَاطعها بجِديَّة باردة أَوْقَفَت سَيْل كَلِماتها المُتَقَطّع،:قلت أنا نسيت المَوضوع..نَسيت اللي صار..و ما بتنازل عنها مهما كانت الأسباب
تَرَقْرَق الدَّمْع في عَيْنَيْها مع الْتِحام الشَّهقات في صَدْرَها المأَهول باللَّوعات..هَمَسَت بابْتسامة مَريرة تَحْكي تَعَبها على مَرّ الأزمان،:يا يُمَّـه بنتي خسرت كل شي وماتت الحياة في عيونها..مُستحيل توافق
عارَضَها بإصْرار هُو نَفْسه لم يَعْلم من أين أتى به،:ما خَسَرت شي..للحين هي بصحة و عافية..الحياة قدَّامها "كَرَّر بتأكيد" ما خسرت شي
عَقَّبَ يُوسف يَشْرح لهُ المأساة،:أخ محمد إختي مَصْدومة..ليلها و نهارها دموع..مصيبة حلَّت عليها..و موضوع الزواج ما يناسبها أبَداً
حَمَل الصّدق كلماتها فَوْقَ جَناحيه،:على الرّغم إنّي ما شفتك إلا مرّتين..بس والله يا ولدي إنّك دخلت قلبي..و ما يهون علي أردّك و إنت خُوش رَجَّال "و بحَسْرة مَخْنوقة" بس صَدّقني ما يصلح هالزواج
نَطَقَ بنَبْرة تَخْلو من إشارات،:مُمكن طَلب يا خالتي
بسُرْعة أجابته و هي تَمْسح صَبيبها،:أكيــد يُمَّه..آمر،عيوني لك
دون أن يَرْمِش و عَدَستاه بان فيهما خَيْطُ فَجْرٍ لا يُفَسَّر،:ابي اكلمها..ابي اكلم مــلاك على إنفراد



وَسَط شُرْفَتِها الصَّديقة تَجْلُس..تُمارس تَمارينها التي اعْتادت أن تَبْتاعها إذا باغَتَها الماضي الدامي..ماضي الثَّكْل و الفَقْد و اليُتْم و الوِحْدة الكَئيبة..،ساقيها مَطْويتان و ظَهْرُها مُسْتَقيم بثِقة تَنُم عن الإرْتياح..مُرْخية ذراعيها على فَخْذَيها و العَيْنان تَغيبان خَلْفَ إغْماض سَهَّلَ عَليها رَسْم لَوْحات زاهِية فَوْقَ باطن جِفْنيها..مضَت حَوالي السَّاعتان و هي تَنْعَم بهذا الهُدوء..رَشَّحَت رُوحها من شوائب نَتِنة..صَقَلت قَلْبها المُتَهَدّل الحُجْرات..و أعادت بَثَّ الحَياة في جَوْفِها..،داعَب مَسْمَعيها صَوت خُطوات تَزْحَف بوَجْسٍ مُقْتَرِبة منها..ابْتسامة رَقيقة جَمَّلَت شَفَتيها الزَّهْريتين و هي تَشْعُر بأنْفاسه العَطِرة تَمْتَزِج مع رائِحة الهواء الرَّطِب..ثِقْله اسْتكان أمامها حاجِباً بجَسَده نَسائم الليْل الدَّافِئة..هَمَسَت بخُفوت شاعري،:تصدق وَحْشتني
كشَفَت عن أَلْماسَتيها اللَّامِعَتين لتُبْصِر ابْتسامته الواسِعة..ضَحَكَت بخفَّة و هي تَعْتَدِل في جُلُوسِها لتَقُول،:واضح إنّي كنت بخيلة بمشاعري الأيَّام اللي راحت
نَطَقَ بمُزاح،:إنتِ مو بس كنتِ بخيلة..إنتِ طلبتين عدم قُربي و طردتيني حتَّى
بَعْثَرت بحَرَج نَظراتها على الأرْضِيَّة الخَشَبيَّة و هي تُحَرّك كَتِفَيها مُوَضّحة،:مابي اضايقك و اقلب حياتك كآبة..و زيادة إنّي مابي اتعلّق فيك و بعدين افقدك
حَرَّكَ يَده بعدم اهْتمام و هو يَقول،:خلّينا من هالموضوع المُستعصي..قولي لي شصار على شغلش ؟
رَفَعَت ساقيها ثُمَّ أحاطتهما بذراعيها..بَلَّلَت شَفتيها قَبْل أن تُجيب بهُدوء،:خلال هاليومين لازم اكمل شغلي..واجد تأخرت
عَقَّبَ،:أول شي لازم نحدد طبيعة البزنس..و ثانياً نختار مكان مُناسب من حيث الموقع و المساحة و التخزين حتّى
أَضافَت و من عَيْنيها انْبَجَست يَنابيع خُطط شائِكة،:و قَبْل كل هذا لازم نتخَلَّص مني..من فاتــن



يتبع

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مُقيّدة, امْرَأة, بقلمي, حوّل, عُنُقِ
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:15 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية