كاتب الموضوع :
simpleness
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقِ امْرَأة / بقلمي
بسم الله الرحمن الرحيم
تَوكلتُ على الله
الجزء السَّابع و الثلاثون
الفَصْل الثاني
ساقَتها إليهُ عاطِفة بَريئة لامست جِدار قَلْبها برِقة كما تُلامس قَطْرة النَّدى بِتِلَّة يانعة..أشاحت جِراحها عن ذِكرى سنواتهما الماضية..تناست دَماً أفْرَغَهُ من جَسَدِها ليلة زواجهما..لَيْلة العُمْر كما يُطْلِقون عليها..إلا أنَّها في قَرارة نفسها مُوْقِنة أنَّ العُمْرَ لم يُكْتَب لهما بَعْد..لا زالت صَفْحة حَياتهما بَيْضاء،إذا ما اقتلعنا صَفْحة البؤس المُخَضَّبة دَماً تَخَثَّرَ فَوقَ ذاكرة قلبها..غَفى فوق وسادة النَبَضات يُذَكّرها مع إحياء كُل نَبْضة بتلك الليلة المَشؤومة..لكنَّها ها هي..حُور البَريئة و المُسالِمة،تَتَصَدَّى بكُل شجاعة لرايات السواد المَخَيّمة فوق سَماء ارتباطهما المُقَدّس..ها هي بِصَفاء نَواياها تُضَمّد جراحاً بُحَّ وَجَعُها منذُ أزَلٍ عاش بوَحْشِية بين خلجات زوجها..يُوسف الشاهد الوَحيد الـ"مَذبوح" البَراءة بسيفٍ أُضيعَ غِمْده بين أزْمِنة الخَبَث و الإحتيال..،اقْتَرَبت منه و جَسَدها مُتَدَثّر أسفل رداءٍ أبْيَض يُنافِس نقاء نَفْسَها التي لا تَشوبها شائبة..أرْجَعت خصلاتها المُتَحَرّرة من رِباط خَلفَ أُذنها بالتَطارد مع إخفاضها ليُمناها على كتفه..شَدَّت عليه و عيناها بانشداه رَسَم خُطوطه حَوْلَهما تَجْتَرعان ملامحه بلَهْفَة..نَطَقَت و الصَّوتُ قَد قَحُطَ من رَخاء،:يُوسف شنو فيك ؟ بشنو تحس ؟
صَوْتُها الرَقيق كان يَعَبُر مَسامعه بمُنتَصَفِ حَديثه..أما النُّصف الآخر فكان يتَقَطَّع ببعثرة تُحيله كلماتٍ لا تُتَرجَم..رأسهُ قد اسْتَفْرَغَ مَكنونه حتى بات جَوْفُهُ فارغاً،يَتَأرْجَح و هو المُتَعَصّب بآلام تَمْرَقُه بقَسْوة..بُؤبؤاه قد تعَلَّقا بسَقْف جفنيه،يَتَخَبَّطان بوَهْن و أنْفُه قد اسْتَعْصَى عليهِ جَرُّ الأنفاس..و كأنَّ يَداً من حَديد تجتذب الأكْسُجينات بعيداً عنه لتَعيش رئتاه جِهاداً لهُ خياران..إمَّا الإسْتِسْلام لقَبْضَة المَوت،أو مُواصلة الجِهاد إلى الحين الذي تَجثو فيه الرَوح مُنهَكَة..حَدَّ النَّجْدَةَ بالـ"موت" مُنْهَكَة..،طَوَت رُكبتيها بجلوسٍ قَلِق فوق الأرضية الخَشبيَّة،تَحَرَّكت كَفُّها من كتفه إلى عُنُقِه و الأُخرى عانَقَت جانب وجهه تُزيح زَخَّات عَرَق كانت تهتف بالتَعَب..هَمَسَت و لَحنُ بُكاء يرتطم بحبالها الصَّوتية،:يُوسف و اللي يرحم والديك تحجَّى !
طَنينٌ صام ارْتَطَم بطبلتيه و النَبَضات تَكاد تَتَلاشى من ضُعفٍ أحالها طَيْراً بُتِرَ جَنحيه عند مُفْتَرَقِ طَريق ثُمَّ ألْقوه بين أزِقّة زَمانٍ لا سماء له،يُطالبونه بالتَحليق ! بالكاد استطاع أن يَرفع ذراعه ليُشير للحظات لصدره قَبْلَ أن تَهوى دون قُدْرة على السَرير المُحْتَضِن جَسَده ..تَساءَلت بعَدَم فهم و هي تُقَرّب وجهها منه،:صدرك يألمك ؟
حَرَّكَ رأسه الهُلامي مُشيراً بالنفي و ذراعه أعادَت الكَرَّة مُشيراً هذه المَرَّة لحلقه..هَتَفَت بسُرعة مُصْطادة مَقْصَده،:تبي تستفرغ ؟
جَوابُه كان اسْتلقاء مُنهَك فوق السَرير..ساقاه مُلازمتان الأرض و النصف الثاني من جسده قد تَوَسَّده..،رَغبة الاستفراغ تَحوم وسط صدره و بالقُرب من حَلقه..و لكن لا شيء في جَوْفه يُريد العُبور..و كأنَّهُ يُشارك الزَّمَن في تَعذيبه و جَلْد ذَّاته المَفقودة أسْفَلَ سَقفٍ و "دَم" !
هي بتَحَرُّكات مُضطَّرِبة وَقَفت مُقْتَربة من الدرج المُلاصق للسرير مُتناولة من فوقه كأسه المَشروب نصفه بعد أن تناول داوءه..،جَلَسَت بجانبه،يَدٌ تَحْتَضن الكأس بتَصَلُّب قَلِق،و يَدٌ تَلَقَّفت شَتات رأسه تُحاول أن ترفعه ناطِقة بنَبْرة تَشجيع،:اشرب شوي يمكن يساعدك على الترجيع
أَشاحَ وجْهَه عنها و تَصَدُّعٌ ضائق بان بين حَاجبيه يَحْكي رَفْضه لطلبها و هو يُغْمِض عَينيه و صوت أنفاسه المُثْقَلة أغْرَقَ روحها المُشْفِقَة عَليه..،أرْجَعَت الكأس لمكانه مُستَجيبة لرَغْبَتِه..هُوَ أعْلَم بنفسه..فهي للمرة الأولى تَراه بهذا الحال..فأحْواله الأخرى تعاقدت مع عُنْفٍ ينتهي بضَعف يَسْتَفْرغ الحَقيقة المَسْمُومة..رَفَعَت ساقيها فوق السَرير قَبْلَ أن تَنحني عَليه باقْتِرابٍ تَمَنَّت لَو يَكون امتزاج..تَتَحلل فيه و هو يَتَحَلَّلَ فيها..تصْبح الروح واحدة..الذَّات واحدة..و الأَلَمُ نَفْسُه، فَرُبَّما بالامتزاج يَكون الوَجَعُ أخَفُّ وَطأة..،أخْفَضَت رأسَها مُسْتَنِدة بجَبينها على صدغه،أرْخَت الجَفْنان مُنسَلِخة عن روحها تُنَفّذ الأُمنية و لو بإحساسٍ فَقير..نَصَّبت كُل حَواسها لتَرْنيمة أنفاسه الحَزينة..المُسْتَهِلَّة ببيتٍ من أسى و المُنْتَهِية بقافية من كَمَدٍ لا يُحَلَّى..حَرارة جَسده شَعَرت بها تَتَغلغل عُروقها..تُذيب ما قد تَكَتَّلَ من جَليدٍ وُلِد من رَحم سَحابة مَنْسِيَّة..نَعَم كانت مَنسية..هي نُسيانه الأكْبَر..لثلاثة أعوام لم يَكُن يَراها،لم يُبْصِر أُنوثتها و لم يَلتفت لما اتَّقَدَ من نيران شَوق وسط مُقْلَتَيها..رياح ظُنونها الخانقة ألْقتها على أعتاب أفْكارٍ مُنْفِرة..فهو قَد يَكون فاقِداً لرُجولَتِه..أو رُبَّما لُطِمَ قَلْبَه بأُنوثة خائنة فكانت هي الكائن الذي سُيمارِس عليه انتقامه..جَفَاها لثلاث أعوام و هي بين لَيْلَةٍ و ضُحاها أتَتْهُ رَبيعاً مُحَمَّلاً بأزْهارِ سَعادة تُريد أن تنثرها على ذَّاته المَفقودة..،رَفَعَت رأسها بهدوء مع انفتاح بَوَّابَتا الجَمال اللتان عانقتا ملامحه التي تَبدو أكْثَر هُدوءاً الآن..اسْتَدارت بخفَّة مُعْتَدِلة في جُلوسها قَبْلَ ان تَسْتَلقي على الفَراغ الضَيّق بجانبه و يَدُها العِلاج مَسَّت صدره رَهين أسْهُم الأنْفاس..و بهَمسٍ رَقيق بَدَأت تَبُث كلمات رَبُّ العِباد مُرَشّحةً نفسه من أعْبائِها..،
,،
رائِحة حـادَّة و خانِقة عَبَرَت أنْفَها..اسْتَطعمت لذاعتها بلسانها المُتَصَلّب قَبْلَ أن تَصطدم بحلقها مُزَعْزِعة سُكون ريقها ليَرتفع على إثر ذلك صَوْتُ سُعالها الواضح من تَقَطُّعه مَدى اختناقِها من الرائحة..و كأنَّها ابتلعتها بملئ فَمَها..،صَوتٌ يَبْدو قَريباً جِدَّاً كان يُحاول اختراق غِشاء الإغماء المُحيط بمركز وَعْيِها..عُقْدة إنْزِعاج خَفيفة تَرَبَّعت بين حاجبيها و هي تُحاول أن تُحَرّك رأسها،لكنَّ ألماً حادَّا اخْتَرَق عُنُقِها أحال بينها و بين تَحريكه..،ثَغْرَة صَغيرة بانت بين شَفَتَيها تُنَبّش عن هَواء نَقي من تلك الرائِحة..أطْبقتهما من جَديد مع انجلاء جفنيها..لثوانٍ تَصَنَّمت عَدستاها على الصُّورة التي ظَهَرَت أمامها..صُورة مُشَتَّتة الملامح لم تَستطع تَمييز رَسْمُها من غَشاوةٍ احْتَضَنَت بَصَرها بسَيْطَرَة..حَرَّكتهما و العقلُ لم يَعْثُر بَعْد على إدْراكُه..و التَحريك نَقَلها لصورةٍ أخرى هي مَلامحٌ لشخصٍ مـا..رَكَّزَت بصرها و الذاكِرة بدأت تَقودها لما مَضى من ساعات..تُشارِك والدتها الأريكة يتناقشان في موضوع سُمَيَّة الذي أسْعَدها حَلُّ مُشْكِلَته..و من ثُمَّ..الكَعْكة التي وَعدت والدتها بها،كَعُربون صُلح على فعلتها المُفْتَقِرة لأبْسَط مَفاهيم العَقْل..تَذْكُر أنَّها غادَرت الشِقَّة و بين يديها محفظتها تَسعى للمَتْجَر..انْكَمَشَت ملامحها و الرؤية تَتَضِح أمامها مع التقاء الذاكرة بآخر الأحداث..الزِقاق المُظْلِم و....شَهْقَة عَنيــفة حَلَّقت بفَزَع عابِرة حَلْقَها المُتَخِم برائحة وَعْيُها المُدْرِك قَريباً اجْتَرَع فكرة أن تَكون تابِعة لمُخَدّرٍ ما قَطْعاً أنَّ الذي أمامها هُو من أصْمَت حواسها به..ارْتَعَدت فرائِصها و حدقتاها تَتَّسِعان بهَلَعٍ يَكاد يقذفهما من محجريها و هي تُبْصِر بصَدمة ابْتسامة الخَبَثَ الجَلية على شفتيه.. وبين عَينيه أبْصَرَت بغصَّة اشْتعِال مَكْرٍ شَيطاني طال جَسَدها الذي للتو تُدْرِك عُرِيّه من عَباءتِها..احْتَضَنت نفسها و الخَوف يُبْصِق ألْوانُه المُعْتِمة على ملامحها..فَتَحَت فَمَها ناطِقة بوَجْسٍ مُضطَّرِب،:مـ ـمن انت !
اتَّسَعت ابتسامته الكَريهة مُحَفّزة نبضاتها..كان يَجْلُس على السَّرير الضَّيّق أمامها..يُحاصِرها بجسده بعد أن انتظر قُرابة الساعة صَحوتها..باطن يداه مُسْتَقِرَّتان فوق هذا السَّرير و جذعه بالكامل مائل نَحوها..أجابَ بحاجب ارْتَفَعَ ثِقةً،:مو لازم تعرفين من انا..أهم شي أنا عارف من انتِ "مال رأسه بخفَّة مُردِفاً و هو يغمز بعينيه" يا مــلاك
انفِجار مُدوي أرْعَد أوصالها كان منبعه نبضاتها المُبَعْثَرَة،ازدردت ريقها بصعوبة و عقلها تلقائياً قَفَز وسطه اسم مُحَمَّد..هل هو شَريكه ؟! لكنَّ هذا الخَبَثَ المُقتات على ملامحه و سَكناته يدحض هذه الفِكرة..فغَبَشُ عَيني مُحَمَّد لم يُنَجّسهُ خَبَثٌ كَهذا ! رَعْشة مُرتَعِبة تَلَقَّفَت اطْرافها من اقترابه الساحق..أشاحت وجهها المُتَصَدّع من تَحذيرات بُكاء غَصَّت بدموعه مُقْلتاها..أغْمَضَت عينيها بشدَّة و هي تَشْعُر بكفّه تَمس خَدَّها..أحْكَمَت الرَّجْفة سيطرتها عليها مانِعتها من التَّصَدّي لشيطانه الأعمى..هَمَسَ و الرَّغْبة تحشو صوته القَبيح،:ما توقعت كل اللي صار يطلع من وحده بهالجمــال !
قَرَّبت يَداها بانقباض من صدرها،عند المَوْضِع الذي تُعدَم فيه النَبَضات..قَرَّبتهما مُجَسّدة مَشهَد احتضان آمِن افْتَقَر لذراعي والدتها..أخْفَضَت رأسها و الدَّمْعُ من عَينيها اتَّخذَ زَحاليف وجنتيها مَخْدَعاً له هامسةً بضَعف،:لا تلمـ ـسني
نَطَقَ و أصابعه بعناد قَبَضَت على ذقنها رافعاً رأسها ليُتيح لعينيه فُرصة التَمَتُّع بنعومتها الفَريدة ،:اذا عطيتيني الأوراق بتركش ياحــلوة
هَتَفَت بعدم فهم و عدستاها تَتَخبَّطان على وجهه بضياع،:أوْرااق !
هَمْهَمَ مُؤكداً قبْلَ أن ينطق،:الأوراق اللي خذيتيهم من البنك
شهقة قَصيرة الارتفاع عَميقة الأثَر تَكَسَّرت وسط صدرها مُعَقّبة بحاجبان أرْخاهما رَجـاء مَذْلول،:ما اخذت شي..اصـ ـلاً مادري انت شنو تقصد !
مال فَمُهُ بتَقييم و هو يَقول،:لااا ماشاء الله و تعرفين تنكرين باحتراف ! "اقْتَرَب أكثَر و أصابعه بلا ضَمير ارتفعت لشفتيها مُردِفاً بهمسٍ فحيحي" تدرين لكن ؟ إنكارش هذا لصالحي
بصوتٍ تَقَطَّع من أنصال أنَّات و هي تُشيح وجهها بإعياءٍ مَرير،:الله يخَـ ـليك اتركنـ ـي لا تلمسـ
تَنَشَّقَت مُختَنِقة بآخر حُروف كلمتها الراجية..و هو مثل أصَم لم يَستجب لها..اسْتدار ينظر لباب الغُرفة المُغْلَق نصفه قبل أن يَعود إليها و عيناه يُسَيّرهما الشَّيطان على جسدها المُثير رَغْباته..ارتفع هَمْسُه الأرعن،:ماني مَجنون اتركش قبل لا اخليش تنطقين بطريقتي
هَزَّت رأسها بهستيرية و عيناها التقطتا مُخَطّطه اللاإنساني الصارخة به نظراته..بصوتٍ اخْتُزِلت شجاعاته حتى باتَ عَبْداً لخَوفٍ أخْرَج كلماتها بلَعثمة و جسدها يتقلقل بهَلَع،:اتـركني اتركنـ ـي "و بصَرخة اقتَلعت جذورها من أرض روحها المُهَدَّدة بالاغتصاب" لاااا حــ ـرام عليك اتركـ ـ
اختفى صوتها أسفل كفّه التي قَبَضَت على فمَها تُكبِح زَعيقها المُفْتَقِد لسَحابة تَسوقَهُ لمَسامع ابن آدم لا زالت الإنسانيَّة تَسكن روحه..يداها باضطراب تُحاولان ردع احتلاله..بساقيها المَيّتة قوَّة عضلاتهما حاولت أن تَرْكله..أن تُبعِد شَرّه عن مدائنها العَذراء..لكنَّ قواها المُكَبَّلة بقيود الارتعاشات تنهار بوَهْن أمام شَراسته..،الدَّمع صَخَدَ فوق خَدَّيها يُشعِل نيراناً ستُصَيّرها بعد وَهْلة أُنثى مُرمَدة العُذرية..حياتها ها هي تَراها تُسلَخ من جلدها السَّعادات،و الآمال التي عَقدتها في مُخيلتها تناثرت هَباءً أسَفاً أنَّهُ لا يُجَمَّع..فالرياح الهَوجاء تبتلعه بملئ فمَها بلا رَجعة..تَشَنُّجٌ جَمَّدَ أطْرافها من عُرِي حاصَرها و صَرختها المَكتومة اعْتَلت وسط بَلقعِ روحها المُنادية بآخر أُمْنِية لها قَبْل إعدامها..،:يُمَّـــ ــه
,،
تخرج بخطوات ناعِسة من غُرفة ملابسها بعد أن سَتَرَت جسدها الأنثوي بسروال أسود طَويل و بلوزة حمراء بأكمام قَصيرة أضْفَت سِحراً على خَمْرها الآسِر..في يدها تقبع منشفة صغيرة تُجَفّف بها خصلاتها الغارقة تَمَوُّجاتها بالماء..ابْتَسَمت لطفلتها الغائصة وسط السَرير الواسع تلعب بجهاز "الآي باد" الخاص بها..تَوَقَّفت أمام المرآة و هي تترك المنشفة فوق المَقْعَد قَبْل أن تجلس لتتناول علبة التَرطيب تُنعِش بشرتها و عيناها على جَنى التي تَركَت جهازها تُتابع تَحَرُّكاتها باندماج..اتسعت ابتسامتها بحُب و هذه المُراقَبة البَريئة تُنبِت زَهاً بألوان حياة بَهيَّة وسط سَنين الفَقْد المُتَعَكّزَّة عليها نبضاتها..بوجودها العَذب تُسْقِي ما ذَبُل من أمَل و تَرسم مَسير مُسْتَقبل من الآن هي تَلمَح بَريق جَماله و سعاداته..جَنـى نعمة حُرِمَت منها لسبب لا يَعْلَمهُ سوى الله..و اليوم هي بين أحضانها تَنْهَل من حَنانها الفِطري و هي ترتشف النَقاء من قلبها الصَغير..،وَقَفَت مُلتَقِطة خصلاتها بأناملها النَحيلة تُبَعْثِر مَوجْها المُتَّخِمة اطْرافه بالمياه..جَلَسَت على السَّرير رافعة ساقيها لتزحف على رُكبتيها للموضع المُسْتَقِرَّة عنده صغيرتها التي نَادتها،:ماما
حَشَرَت كَفّيها أسفل ذراعيها و هي تَرْفعها بخفَّة لتُسكِنها حضنها مُجيبة بعد أن رَسَمت شفتيها فوق خَدّها بدفئ،:عيون الماما،قولي حبيبتي
رَفَعت عينيها إليها و أناملها الصَّغيرة التقطت خصلات والدتها تعبث بها و هي تتساءل،:ماما يصير اكلم بابا فيصل ؟
تَجاهلت استجابة نبضها لاسمه لتُجيب على سؤالها بسؤال،:يعني تبين تتصلين له ؟
هَزَّت رأسها بالإيجاب قبْل أن تُوَضّح بصراحة يشتهر بها الأطفال،:اليوم كــــله ما كلمته "مال رأسها على كتفها مُرْدِفة" و اللحين أنا بنام
دَاعَبَت أنْفها و بَسْمة حَنان جَمَلَّت شفتيها و هي تهمس برِقَّة،:انتِ تآمرين
اسْتدارت يساراً مُتناولة هاتفها بعد أن فَصَلتهُ عن الشاحن..اتَّجَهت لتطبيق "الواتس اب" و مُباشرة لمُحادثة جُود لتَتَساءل
"،:جُود ارسلي لي رقم فيصل..جنى تبي تكلمه
أتاها الرد بعد ثوانٍ،:نفس الرَّقم ما غَيَّره "
ارْتَفَعَ حاجبها و هي تراها تخرج من التطبيق و كأنَّها مُتأكّدة أنَّ الأرقام لا زالت مَحْفورة في كهف ذكرياتها المُظْلِمة رَهينة العُتمة..فاسترجاعها يعني انحلالٍ مع السواد..و أسَفاً أنَّها لا تعرف طَريق النُور..،زَفَرت هواجِسها المَسجونة به و إبهامها المُلتَبِسَتهُ رعشة خَفيفة بدأ باختيار أرقاماً لطالما كانت قطارها الذي يحملها لحَديثٍ يَضُجُّ بهمسات عشقٍ بغرابة امْتَلَكَ قَلْبَها..حديثٌ يحُلّق بها بين سُحب قُطْنية حبلى بغيثٍ يُسْقيها حلاوة نَهبَ الفِراق مَذاقها من روحها..،انتظرته حتى بدأ بالرنين و ناولتهُ جَنى التي احتضنته بيديها الاثنتين بلَهفة و ابتسامة شَوق يُنافس شَوق الجِنان كُلّه..،
،
على الجِهة الأُخرى..يُشارك والدته مُشاهدة أحد البرامج النقاشية في غرفة جُلوسهم الصَّغيرة..وحيدان هما في المنزل بعد سَفَرة والده التي جاءت مُفاجئة على غير العادة..،مُنذُ ساعات و هو يُناقِش في جَوْفه فتح موضوع خطبته لياسمين معها..يضع العبارات و يشطب الكلمات باحثاً عن جُمْلة مُسالِمة لا تُفَجّر غَضَبها..،تَحَرّرَ من استرخائه و عُقْدة ذراعيه تُحَل و بدلاً عنها انعَقَدَت أصابع يديه مُكَوّناً بإبهاميه حلقات تَوَتُّر بانَ في حَركة قدمه المُصْطَدِمة بالأرض باضطراب..رَطَّبَ شفتيه عَلَّ كلماته تَسْتمد طَرواة منها لتصبح أكثر رقَّة،:يُمَّــه
أجابتهُ دون أن تلتفت،:نعم يُمَّه
تَوَقَّفت حركة إبهاميه لترتفع يده ماسَّاً شعيرات ذقنه ناطِقاً،:ابي اكلمش بموضوع
اسْتَدارت إليه بانتباه بعد أن أغْلَقَت التلفاز و هي تقول،:شنو حبيبي قول
ابْتَسَم بخفَّة..ابتسامة ارْتَدَت عباءة قَلَق حامَ بين عينيه اللتان شَتَّتَ بصرهما على المجال من حوله هَرَباً من النَّظرة التي قد تشتعل وسط مُقلتيها..بَلَّلَ شفتيه من جديد..مَسَّ أنفه بظاهر سَبَّابته ثُمَّ نَطَق بهدوء،:ابيش تخطبين لي
جُمْلته تلك أعادت الإثنان لثمانية أعوام مَضَت حينما أتاها مُفْصِحاً عن الطَّلب نفسه..عَقَدت ذراعيها على صدرها مع ارْتفاع حاجبها المُتراشقة من أسفله نظرات سُخْرية عَبَّرت عنها بسؤالها،:شرايك بجنان بنت عمتك ؟
هَرَب خلف إغماضٍ لَحظي يُخفي غُبار الأسى المُغَيّب سواد عينيه..نَاداها بلحن رَجاء،:يُمَّـــه
نَطَقَت بنبرة حادَّة ناقضت تلك السُخرية،:اتوقع في وحده في بالك "هَزَّ رأسه يُوافقها و هي أكملت بسؤال" و منهي هذي ؟
أجابها بتوضيح،:ياسمين..كانت طالبة عندي في لندن و اللحين تشتغل عندنا في البنك
قَلَّبت بصرها على ملامحه و بعينيها كانت تُسْبِر أغواره..تُنَبّش عن صِدقٍ قد غَفَلت عنهُ أُمومتها..لكنَّ غَير قوافل الضّيق لم تَرَ..فلم يبزغ سوى كبرياء مَرفوع الأنف يَتيمٌ من حُب ! نَطَقَت تلطمه بما أَشَلَّ حواسه عنه،:و اذا ما نسّتك جنان شبتسوي ؟ بترجعها بيت ابوها ؟
فَغَرَ فاهه و الصَّدمة شَرَخت فؤاده المُتَكَتّم على ضعفه لتلك..كيف استطاعت أن تعلم بهربه من طَيفها لامْرأة غيرها ؟ هل استمعت لأنين نَبضاته ؟ تَهَشُّم ذكريات عشقهما أكانت مُدوية ؟ أم أنَّها بأمومتها استطاعت أن تُبْصِر ما يصرخ وَجَعاً وسط فراغ جوفه..فالرُّوح قد هَجَرته مُنذَ ان مات الحلال بينهما..،أكْمَلت مُواصِلة إشْهار فضائحه،:إنت قاعد تذبح نفسك بنفسك..حارم روحك من حياة سعيدة مع بنتك و حبيبتك..لسبب ما اعرفه و لا ابي اعرفه تبي تعاقب جنان،لكن انت قاعد تعاقب نفسك..تذبحها "و بتحذير ارْتَفَع صفيره المُزْعج وسط مسامعه" اذا رحت لغيرها بيجي غيرك و بيمتلكها يا فيصل
نَطَقَ مُحاولاً نَفي كلماتها المُتَيَقّن بصدقها،:يُمَّه السالفة مو جذي أنــ
قاطعته بثقَّة مُنقطعة النظير،:لا جذي السالفة " وقفت مُرْدِفة و عيناها تبعثان لهُ مفاتيح خلاصه عَلّهُ يلتقطها" يا ولدي انا ابيك تستقر في حياتك و مو معارضة فكرة زواجك،بس ابيك تجيني و انت واثق من قرارك مو غرضك تدور على جنان بين بنات الناس،لا تظلم أحد يا فيصل..انتبه تظلم البنيَّة
غادَرته بعد أن سَكَبت زُلالاً أغْرقهُ دون أن يَجْترع منه و لو رَشْفة..أطْبَقَ شفتيه رافِضاً اقتلاع جذوره من أرض أفكاره و داخله يَصُرُّ على دَقّ طُبول الحَرب..نعم سيخوض الحَرْب و هدفه الظَّفْرَ بجنان جَديدة تُنسيه رَحيقها و لذَّة خمرها..جنان أُخْرى و لكن بالرُّوح نفسها.. الضّحكة ذاتها و التماعة العين الخاطفة.. هي ليست أنثى الحياة الوَحيدة و هذا كُلّه ليس حكراً عليها..هذه الحَقيقة التي يَجب أن يعتنقها قلبه العابِد أُنوثتها..هُناك ألفُ جنان في الجَواء..فلا تَمُت مُتَيَّماً بما احتضنتهُ روحها من جَوى..،رَنين هاتفه انتشله من دوَّامة أفْكاره الغارقة وسط مُحيط مَجهول الأعماق..نَظَرَ لهُ من خلف كتفه مُبْصِراً رقمها الغير مُسَجَّل..تناولهُ مُجيباً ليعبر مَسْمعه صوت طفلته،:بابا أنا جنى
أسْنَدَ ظهره بنصف اسْتلقاء هامِساً بعينان مُغْمَضتان،:يا عُمري ادري انها انتِ،ِشلونش بابا وحشتيني ؟
أجابتهُ و صوتها الرقيق يُضَمّد جراح شَوقه لتلك الصامتة،:زيـــنة "أكْمَلت بحماس أضْحكه" تدري بابا اليوم وين رحت ؟
تساءل بالحماس نفسه،:لااا مادري ويـــن رحتين ؟
،:رحــت الألعاب و يا صديقتي الجديدة بنت خالوو نَدى...
و أكْملت تَقُص عليه أحداث اليوم بأكمله و هي بين أحضان جنان المُسْتَرِقة السَّمع لردوده و تعقيباته المَبحوحة.. وهو بانتباه ينتظر هَمساً مُشوَش منها جواباً على تساؤلات جَنى التي بلا دراية منها عَصَفَت بنبضات أبَت أن تعشق أرواح أُخْرى..،
,،
باطن كَفُّها اسْتَشْعَرَ اسْترخاء أنْفاسه،باتت الآن أكْثَر هُدوءاً..تَوَقَّفَ لسانها عن الذَكر الذي انْطَوى يَنابيع رَحمة بين حواسه مُفَجّراً عُذوبة أسْكَنَت ارْتعاداته الوَهِنة..اسْتَقَرَّت بذراعها على السَّرير لترفع جسدها مُقابِلة اسْتلقائه المُرْهَق..حَدَّ الشَفقة عليه مُرْهَق..فأوْجُهٌ من إعْياء لا وَجْهٌ تلتبس ملامحه..و خُطوطُ يأسٍ تَرْتَع ببجاحة حَوْل عَيْنَيه القَحطتين من سُقيا أمَل..،كان لا يزال مُغْمِضاً تلك البائستين و بين حاجبيه نُحِتَت عُقْدة تَكالبت عليها قَساوة الماضي..زَحَفَت اليد ببطئٍ يحْتَرز إزْعاج سُكونه النادر..و برِقَّة كانت كَدفئ نسائم نَيْسان احْتَضَنت وَجْنَته و هي تُناديه بوَجْسٍ أنْهَكَتهُ أوْجاع حَبيبه،:يُوســف
أبْصَرَت ضَوْضاء أهدابه المُسْتَجيبة لأمر أجفانه التي شَرَّعت أبْوابها ليَكون اللّقاء..عينا الانْكسار بعيني الرَّحمة المُداوية..المُحِبَّة ببراءة..شَدَّت شَفتيها تُصَيّر يَحْموم أحْزانَها قَمَر ابْتسامة تُضيئ به عُتْمة زَوْجَها المَبتورة أفْراحه..و بهمس مَبْحوح،:صرت احسن اللحين ؟
ثَغْرة تَكَوَّنت بين شَفتيه أُفْرِج من خلالها عن كَلِمة هي دواء كُل عَليل..بل هي الصَّبْرُ الذي يَتَعَلَّقُ العَبْدُ بحبالِه المَتينة،:الحمدلله
أكَّدته،:الحمدلله
دَقائق بطُول أعوامهما الثَّلاثة احْتَوت حَديث أعْيُن انْتَبَذَت أرواحها صَمْتاً مُسالِماً..ليكون الغَرق وسط بحر مُقلَتي الآخر..هي تختنق بمائه الآسن مُتَذَوّقة بلاؤه..و هو يَرْتوي من عَيْشٍ رَغيد كانت فيه ابنة أمّها فقط..و لكنَّها كانت سعيدة..لَمَحَ رَبيع ماضيها المُنْعَكِس في عدستيها و الماد لهُ زَهرة بيضاء تُطالبهُ بقَطفٍ قد يُنْعِشه..،هَمَسَ يُزيح الغَشاوة الحاجِبة عنها الواقع العَصي جَبْرُه،:كل مرة اذا آخذ دواي يصيدني جذي..بتتعبين معاي
شَدَّت على خَدّه تُريده أن يَلْتمس صدق وَعْدها،:راضيـة..حتى لو حَملت تعبك فوق تعبي بعد راضية
حَرَّكَ رأسه يُعارضها و العينان غَيَّبهما الأسى،:لا يا حُور،ما يصير يضيع عمرش و انتِ تداوين أوجاعي
اقْتَرَبت أكْثَر تُشاركه النَّفَس و تُهديه عَبيراً يُنَحّي نتانة دَمٌ أخْنَقته..و بهمسٍ اقْشَعرَّت لهُ أوْصاله الذابلة من مَرَض،:عُمري عمرك يُوسف،و أوجاعك نَحّيت لها مكان في صدري "تَخَلَّصت ذراعها من استقرارها ليُواجههُ جَسَدها بأكمله وببطئ بدأت أطْراف أناملها بعُبور صدغه حتى عُنُقِه جيئةً و ذهابا..ترسم خَرائط مُسْتَقبَلاً عاري من الأوجاع و هي تُرْدِف" صَدّقني بيجي يوم و الوجع بيموت..بيندفن بلا رجعة
أَفْصَحَ عن عَظيم قَلَقه و العَين تنهل من العين،:خايف أضرش
مال رأسها بخفَّة لتنحني بنعومة خصلاتها ماسَّة جانب وجهه و هي تَقول بابتسامة جَذَبت عدستيه لمَنْبَع شهْدها،:ادْري إنّك بتضرني مثل ما ادري إنّك بتداويني
حَبَسَت أنْفاسها للحظات عندما رَفَعها ليُمَدّدها مكانه قالباً الأدوار..زَفَرت بارتعاش و نَبْضاتها اعْتَلى هَديلها الهائم لقُربِه النادر..عَقَّبَ على جُمْلتها و هذه المَرَّة كان لكَفّه النَصيب لعُبور مدينتها الأثيرية..،:و اذا كان الدوا ضَعيف قدّام الضرر..بتتركيني ؟
لاحقت تَيه عَدستيه و بروحها اسْتَشَفَّت عَطشهما لجواب يُطفئ غَليل شَوقٍ كُبّلَ بقيود ذَّات مَفقودة..ابْتَسَمت من جَديد و الابْتسامات هذه تُناديه للذَّةٍ حَلال حُرّمَ عليه السَّكَر منها..أجابتهُ تَصُب غَيثها الحُلو،:يكفيني قُربك،هو دواي
أرْخَى جفنيه براحة تَغَلغلت بين خلجاته تُذيب جَليداً تَكَتَّل من فَزع فَقْد امْرأة على الرّغم من جَلْده لأُنوثتها بسَوط ماضيه إلا أنَّها حاولت احْتواته..لثلاثة أعوام حاولت و ها هو الآن يُعْلِن رَغْبته بالامتزاج مع هذا الإحْتواء..لامسَ أنْفه أنْفها بنعومة قَبْل أن يَميل رأسه بخفَّة هامساً لشفتيها بلحنٍ يَرجو التَحَرُّر من أعباء ماضٍ،:اخـذيني..اخـذني من جنوني و ضَيْعيني فيش
,،
اهْتزازٌ يَفْتَقِر لأبْسَط معاني الرَّاحة دَثَّر جسدها،ذلك الجَسد المَثْكول،المَذْبُوح قِسْراً بسيف الفَقد..مُحْتَضِنة ساقيها المَرفوعتان إلى صَدْرها..تُعيد رَسْمَ لَوْحة الفَجيعة الشاهِدة عليها سَماء بَرْلين السْرمدية العَذاب..تلك السماء التي لم تُسقِها سوى سُموماً أصْبَحَت جُزءاً من تركيب صفائح دَمها المَنجلية مثل هِلال المَوت المُسْتَرِق النَظَرَ على مُصِيبَتِها..،أمامها انتشرت ملابس، عُمْرُ بعضها بالأيَّام و بعضها ينتهي عند عامان لا تعلم إذا ما تضاعافا أم أنَّ المَوت نَهَب العَيْش منهما،تُناظرهم من خلف قبائل الدَّمْع المُرْتاحة وسط أرض مُقْلتيها..صَوت بُكاء الطّفلة لا زالت غَوْغاؤه تَعْصِف بذكرياتها..تَنْشُر رَوائح القَتْل الغاشم لتختنق و تَموت الرُّوح ألْفا..،هَمَسَت بتَقَطُّع و يدها سافَرت تَتَحَسَّس القماش الذي لامس بشرة صغيرتها النَقِيَّة،:تتوَقع ذّبحـ ـها !
أجابها بمَنطِقٍ لا تَظُن أنَّ شَيْطان ذاك يعتقد به،:بنتــه،مُستحيــل يذبحها !
حَرَّكَت رأسها تُنكِر فكرته و هي تَقول بضغينة نَمَت جُذور أحْقادها لأعوام وسط قلبها،:هذا مو بَشَر،اتوقع منه أي شي "تَهَدَّج صوتها و هي تُكْمِل و جسدها يَميل بإعياء" طول هالسنين خايفة ادورها و يدلوني على قبر..قَبـ ـر يحضن سنين عمرها الثنتين
تَكَسَّرَت شَهْقة في صدرها مُحْدِثة ضوضاء بين شَعب أضْلُعها الصارخة من نَبض وَجع فَقْدها لنطفة نمت لتسعة أشْهر بين أحشائها..هُو احْتَضَنها يُمارس عَمَله الراجي بأن يُخَفّف و لو القَليل من آلامها المُتَغَذية على وجودها..ذلك الوُجود المَقتول مَرّاتٍ و مَرّات.. و المُكَفَّن برداء انتقام يرفض دَفناً قَبْل أن يرتَشف دم الإنتصار..،
يتبع
|