لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-02-16, 08:08 PM   المشاركة رقم: 551
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 277449
المشاركات: 12,423
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 17240

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الريح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : simpleness المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقِ امْرَأة / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

انا لله و انا اليه راجعون
رحم الله موتاكم و موتانا و موتي المسلمين جميع
ربي يصبركم و يجعل ميتكم من اهل الجنه ان شاء الله

 
 

 

عرض البوم صور همس الريح   رد مع اقتباس
قديم 12-02-16, 09:54 AM   المشاركة رقم: 552
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Aug 2015
العضوية: 300973
المشاركات: 633
الجنس أنثى
معدل التقييم: simpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 475

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
simpleness غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : simpleness المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقِ امْرَأة / بقلمي

 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

صباح الخيـر جميلات

شُكـراً من القلب على تعازيكم و دعواتكم و تفهمكم
و الله انكم أخوات..ربي لا يحرمني من هالقلوب الطيبة
الله يرحم أموات المؤمنين و المؤمنات و يرحم عمي و يغفر لهم ان شاء الله

و عُذراً اذا طولت عليكم بس تو يصير عندي مجال اكتب و بحاول اضغط على نفسي
عشان انتهي منه و نقول ان شاء الله بُكرة ينزل لكم
جيت اخبركم عشان لا اخليكم تنتظرون زيادة و تظنون اني تجاهلتكم

*قُبلات مُحِبّة لكن



سلمتن





،

 
 

 

عرض البوم صور simpleness   رد مع اقتباس
قديم 12-02-16, 01:20 PM   المشاركة رقم: 553
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 277449
المشاركات: 12,423
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 17240

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الريح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : simpleness المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقِ امْرَأة / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

في انتظارش يا قلبي

ربي ييسر امورش جميع

 
 

 

عرض البوم صور همس الريح   رد مع اقتباس
قديم 14-02-16, 05:16 AM   المشاركة رقم: 554
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Aug 2015
العضوية: 300973
المشاركات: 633
الجنس أنثى
معدل التقييم: simpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 475

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
simpleness غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : simpleness المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقِ امْرَأة / بقلمي

 

صبـاح الفَرج،السعادات المُنتظرة و الأماني المُحَقَّقَة بإذن الله

صار الجزء الأحد بدل ما يكون السبت مثل ما قلت قبل أمس
بس بما إنّي مانمت للحين فبعتبره في عقلي الباطن إنّه السبت =)
و نقول ان شاء الله أحداثه تغطّي على تأخره

*مُلاحَظة
عشان لا تضيعون يُفَضَّل تعيدون قراءة فقد ذَّات الجزء التاسع عشر
لأنّي أكملت الموقف في هذا الجزء..فاللي ناسي الحَدث يرجع للجُزئية

،

الجزء ان شاء الله أقل من ساعة و ينزل<اتوقع أغلبكم نايم إلا اللي وراه دوام..أنا دوامي يبدأ الأربعا =|
أتمنى اشوف أثر للقرَّاء الصامتين..حتى لو في خاطركم انتقاد أنا اهني اتعلم
و ان شاء الله اتقبل كل شيء

قــراءة مُمتعة




،

 
 

 

عرض البوم صور simpleness   رد مع اقتباس
قديم 14-02-16, 06:06 AM   المشاركة رقم: 555
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Aug 2015
العضوية: 300973
المشاركات: 633
الجنس أنثى
معدل التقييم: simpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 475

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
simpleness غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : simpleness المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقِ امْرَأة / بقلمي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

تَوكلتُ على الله


،


الجزء الثاني و الثلاثون


مَضى الليل مُجْتَرِعَاً معه مشاعرها التي تطايرت أَسْهُماً لا تُرَد اخترقت صدر أخيها مُمَزّقة قلبه و ازعةً ألماً يتجدد مع ولادة كُل نبضة..أتاها الفَجر سابغاً بسكونه على روحها،مُطَهّراً حواسها من شوائب ضيق نثر بذوره بين خلجاتها لتنبت عَلقماً مرارته تُخَلَّد في لسانها..،تأكدت من نوم ابنتها إلى جانب عَمَّتها التي سَبقتهم للمنزل في ظروف غامضة !سَبَقتهم دون كلمة و لا خبر،و عند عودتهم قابلوا أنفاسها النائمة التي استشعرت حواسهم ارتعاشاتها و تخبطها وسط الوسادة..هي صمتت دون سؤال قَد تحوّره نور إلى تَهَرُّب لن يُشبِع شُكوكها..فهذه الأنثى مُنذُ عامان تَذوي أمام الجميع،كُلَّما ناشدت ارتواء أصمتت السماء حُسنها بغرقٍ لا نجاة منه..،مَسَحت المساحيق الخفيفة عن وجهها المُرتدي بُهوت أحاكتهُ خُيوط الحَديث المُحتدم الذي دار بينها و بين أخيها..ذاك الأخ المُهاجر على عَربة مَجهولة السائق..الضائعة خريطة مَسيرها..هاجَرَ مُتناسياً حرارة الدَم الرابط بينهما..تَكَسَّرت وسط مسامعه ضَحكات الليالي و باتت بلا صَحوة بين عينيه أُمنياتٍ رَسمتها معه على سطح القَمر المُنير دارها..تلك الدار التي كان قَفَّالها..أسفاً أنَّهُ أضاع مفتاحها..،عَرَّضت جسدها للماء لدقائق بسيطة،مُرتجية انتعاش يُعينها على مُواصلة مُهِمَّتها..ارتدت مَنَامتها..سروال تخترق بياضه خُيوط عرضية بدرجات الأزرق..و سُتْرَة اصطبغت بالأزرق الداكن كَاشفة عن نصف ذراعيها..اتجهت بخطوات التحفت بُطأً مُتردد إلى النافذة..أبعدت الستائر لتنحشر بينها،فاصلة جسدها عن جَو الغُرفة السابح في النوم..نَظَرت جهة المواقف..مَركبتها و مركبة خالها و نور وجود فقط،اذاً مثل ما توقعت لم يَعُد بعد..أفرغت تنهيدة مُشَذَّبة الحرارة..فارغة من مشاعر أضاعت الطريق..عقلها عاد بذاكرته لليالي التي كانا يبيتان فيها هنا أثناء عُطلهما..كان لا يعود للمنزل قبل الثانية عَشرة..فهو كعادته يجتمع مع أبناء عُمومته و رُفقائه إلى وقتٍ مُتأخر،و الغَريب أنَّهُ يصحو بنشاط عند الصَباح..باغتت شفتيها ابتسامة لها خفّة فَرح لم يَسكن جواها مُنذ زمن..هي على عكسه،السَهر يقف حائطاً يُعارض صَحوتها..و مُتيقنة أنَّ غداً ستُعاني في جلوسها عند الصباح..تصَدَّعت الابتسامة من سُخرية فُضولية..فهي دائماً ما تُعاني في صحوتها..فالسَهر لم يُنهِ عَقْده معها..،انتبهت من غَفلتها لأضواء سيَّارته التي أركنها في مكانها..اعتدلت في وقوفها تنتظر خُروجه..أو أنَّها تنتظر ضياع حَواسها بخروجه،ارتباك شَعب القلب و ضَمور مُوجِع للأنفاس..قَبَضَت كفَّها بقوَّة فوق النافذة حتى شَعرت بأظافرها تُمارس تعذيبها على جلدها الرقيق..و هي بهذا التعذيب تُعاقِب نبضاتها المُستسلمة لهذيان نَثَر جُنونه بين خلاياها..أمرت رئتيها بالاحتفاظ بذرات هواء استنشقتها بعُمق قد يُبَدّد التَيه العاقد حُجرات قلبها..،تَراجعت عن النافذة..ارتدت عباءتها المُعلَّقة قبل أن تُحيط وجهها بحجابها ساترة خصلاتها المرفوعة..فتحت الباب خارجة بعد أن ألقت نظرة على جَنى المُتكوّرة و سط سرير نور..أغلقت الباب ليُقابلها سُكون الطابق الثاني..الأضواء جميعها مُغلقة عدا ضوء خافت يتسلل من المصباح القريب من السُلَّم..،وَقَفَت بثبات عاقدة ذارعيها على صدرها تنتظر وصوله الذي مَهَّدت لهُ خطواته المُشاكِسة هذا السُكون..عَضلة عند جفن عينها اليُمنى ارتعشت من سطوة حُضوره الهادئ..كان يصعد السُلَّم و عيناه جهة غُرفة نُور و ما إن رآها حتى التمست قدماه تَوقفاً..بادلها نظرات الصمت بلا حديثٍ يقطع هذا السيل المَشحون بمشاعر مُتباينة لها أطرافٌ من غرق تطمس أنفاس روحيهما المُكَبّلتين عند بوابة الذكرى..،كان يقف على العتبة القبل الأخيرة و عيناه قد استقلتا المَركب الجارفهُ للوعة تُذكره بخسارته لها..رَطَّب شفتيه بلسانه لتكون مَخرجاً لكلماته المُرتفع صوتها..،:تعالي تحت
عُقدة تَرَبَّعت بين حاجبيها..هل يعلم بقرارها لمُحادثته ؟ أم أنَّهُ هو أيضاً قد خطط لذلك ؟! تقدمت خطوتان هامسةً باعتراض،:لا ما بجي
نَطَق عندما توقفت أمامه..هي عند بداية السُلَّم و هو على عتبته،:تبين نتكلم صح ؟ الأفضل ما يكون كلامنا اهني "و بسُخرية أكمل" لأن ما اضمن أصواتنا ما ترتفع..فخلينا ننزل بدل ما نسبب إزعاج لهم
زَفَرت قهرها المُتشعب في صدرها و هي ترى استدارته التي أصمتت أيُّ اعتراض قد تُحاول أن تُواجهه به..لحقته للأسفل و تبعته حتى استقرَّ في المطبخ..وقفت قُرب الباب و هو تَقَدَّم مُتناولاً كأساً ليرتوي..انتظرته ينتهي و عيناها تتحركان على المكان خشية أن تصطدم بوجهه،فلا حيلة لها لجر كَومة من ذنوب جديدة..،غَسل الكأس ثُمَّ أعادهُ إلى مكانه..خطى خطوتان للطاولة الدائرية الصغيرة المُتوسطة المَطبخ،أرجع المقعد للخلف ليجلس تحت مرأى من نظراتها المَكسوة استغراب..أشار للمقعد أمامه هامساً بحاجبان مُرتفعان،:اقعدي
زَمَّت شفتيها بعدم اقتناع..فهذا السيناريو لم يَكن عَقلُها مُخَططاً له..كلمات بسيطة تلك التي أرادت أن تُبصقها في وجهه دون نقاش يبدو أنَّهُ يَرجوه..جَلست شابكة أصابع يديها على الطاولة و هو بالمثل تَقدَّم شابكاً أصابعه..هَمَسَ و عيناه بدأت مسيرها لمرفأ عينيها،:يوم عندي و يوم عندش ؟
عَقَّدت حاجبيها بعدم فهم هامسةً باستنكار،:شنــو !
ابتسامة أرادت أن تغتال جُمود ملامحه لكنه تَصَدَّى لها مُواصلاً تَدثره بقناع الجديَّة ليُجيبها مُوضحاً،:جَنـى..مو انتِ تبين تكلميني عن وضعها بينا ؟ فأنا اقترح يوم تنام عندي و يوم تنام عندش
حاجبها اعتلى قمَّة اعتراضه لتقول و البرود تتطاير أشواكه نحوه،:و من قال اني مواقفة على الاقتراح ؟
أرجع ظهره ليسنده عاقداً ذراعيه على صدره..وضع ساق على الأخرى إيحاءً لها بعدم الاهتمام و هو يتساءل بلحن مُتَمَلمل،:زيـن شنو اقتراحش يا مدام جنان ؟
تجاهلت سؤاله الناقع في وحلٍ من استفزاز كاد أن يَطال بُنيان برودها مُجيبةً بحدَّة،:بنتي بتعيش عندي و تقدر تجي تشوفها وقت اللي تبي و بعدين ترجع بيتكم
أنهت جُملتها الصادمة ثُمَّ تراجعت تُعيد رسم جلوسه الذي تَحَرَّرَ منه و حدقتاه تتسعان من عُظم ما نطقت..تُريد أن تُمارس تعذيباً عليه..تعذيبٌ جديد و لكن بظروف مُختلفة،ستسخدم ابنته..روحه و حياته أداة للانتقام..تُريد أن تجبره على الارتشاف من الكأس الذي اغتصب به مذاق حياتها حتى أحالها مَرارة لا تُحَلَّى..،راقب ارتفاع راية النَصر بين عينيها و غياب ملامحها تحت سقف ابتسامة ثقة تمرَّغت بالخبث..شَخَر باستهزاء قبل أن يقترب من الطاولة ليُدير وجهه قليلاً مُشيراً لأذنه..و بسُخرية قال،:عفواً ما سمعت عيدي الكلام
نَطَقت و البرود لا زال يَحتوي كلماتها،:فيصل،ترى مو قاعدة امزح اتكلم بجديَّة
وقف و الغضب بدأ بشد رحاله بين مدائنه مُعَقّباً باستنكار وَضَح من عُقدة حاجبيه و نبرة صوته،:لا تمزحيـن،يوم انش تقولين هالكلام الغبي يعني تمزحين
وقفت تُقابله شاهرة سيف دفاعها المنطوي وسط غمد الفَقد و الحرمان..و بصوت اعتلى قَهَراً،:ليش ما كان هالكلام غبي يوم حرمتني من بنتي ؟ لو حلال عليك و حرام علي ؟
ببرود مُرمَد أجابها و عيناه تَشُقَّان طُرق عينيها،:كنتِ تستاهلين حزتها
هَمَست بحقد تَمَنَّت لو يَنال من قلبها حقيقةً،:حقيـــر "ارتفع صوتها مُردفة و الذاكرة خَلعت رداء تَحَفّظها" كانت لحظة ضعف نتيجة شكوكك و أوهامك و احتقارك لي " و بنبرة أرادت بها لطم خدّ كبريائه ليلتفت لأخطائه" و فوق هذا كنت عايش مُراهقة جديدة ويا ياسمين
ابتعد و كلماتها الأخيرة أنفرته عن إشاراتها اللاسعة روحه و المُلتَفَّة سلاسل حول ذاته تخنقها..تهمس لها بوشوشة مُستفزّة..تنحت بين ثنياتها حقيقةً حتى هذه اللحظة لم يَكُف عن مُحاولة بترها..فالذَّات لا زالت مُقيَّدة بها..،أصابعه أفرغت توتر عروقه بين خصلات شعره و هو مُشيحاً وجه افتضاحه عنها..لا يُريد أن تقرأ نُكرانه لاحتلال ياسمين أرض رُجولته..خَبَّأ عنها فتيل الاشتياق الصارخ باسمها..حيث بين اللَّهب لمع وجهها وحده حارقة إناث الحياة..ياسمين و غيرها..،استدار لها بعد أن رَمَّمَ بروده لتلفحه رياح دموعها الحائرة و سط مُقلتيها..هَمَس مُنهياً النقاش قَبل أن تشتعل نيران لا تُخْمَد،:اتوقع ان انحرفنا عن الموضوع و الوقت اتأخر،خلي النقاش لوقت ثاني
أنهى جُملته و خَطى خارج المَطبخ يهرب من اتهاماتها المُغرضة و التي بطريقةٍ ما تُهدهد تصديقه لبراءتها الغافي على وسادة من شَوك لا ينتهي وَخْزُه..،هي..الأُنثى المَذبوح قلبها و المَنشور ردائه وسط السماء بين سُحبٍ لا يقف هَطلُها..انطوت على المقعد المُحتوي قهرها قبل دقائق لتُفرِغ فوقه مشاعر أخرى بها هي تُعرّف خشبه على مأساتها المَفتوحة بَوَّابتها دائماً..ترفض الإقفال غير آبهة بتغريد الفَرح على بُعد أميالٍ انقطع خيط حذاءها قبل أن تصل لمَقرَّه..بَكت و الدَمعُ أحالهُ التكرار كائناً هُلامياً،قد فقد إحساسه عند أنَّة البُكاء الأخيرة التي نستها بين طَيَّات قُماش الوسادة المُبلل..بَكت و الروح تُحاكيها تُطالب بالرُحمى فالضيق قد استعر و القلب بات يُكَفّن نبضاته بأضلاعها..فإن أصاب القحط الأضلاع سَتُرفَع الروح بلا رجعة..،



الساعة حَطَّت بعقاربها عند الثانية و خمسون دقيقة..تَقَلَّب جسدها بضيق فوق السرير مرتان مُتتاليتان..استقَرَّت على ظهرها و بساقيها حَرَّكت الغطاء بعيداً عن جسدها و هي ترفع يدها ماسَّة عُنقها تتحسس ذرات العرق التي بدأت بالتجمع لسبب لاتعلمه..،تأفأفت و الضيق مُلازماً سَكناتها..أدارت وجهها يَميناً تبحث عن برودة تنتشلها من هذه الحرارة المُثَقّلة خُروج أنفاسها و لكن لم يصفعها سوى خواءٍ ساخن..،استجابت للأمر الواقع الذي أجبرها على تنحية لذَّة النوم جانباً لتجد حَلَّاً لهذه المُعضلة..تَصافق سريع نال من أهدابها و تجعدات بدأت بنحت خطوطها حول عينيها لتكشف عن عسلها المُصفَّى.. باغتت عينيها المصابيح الفاغرة ضوءها لتغمضها بإنزعاج بانت علاماته على ملامحها الرقيقة،أعادت الكَرَّة مَرَّة أخرى حتى اتضحت لها الرؤية و استعادت عينيها قوَّتها المُستسلمة لغرق النُعاس..حَرَّكت عدستيها بخفَّة للجهة الأخرى من السرير تُريد أن ترى وضع زوجها من هذه الحرارة..و عَجباً أنَّها لم تجده ! عُقدة مَحشو نصفها باللاوعي عانقت مابين حاجبيها و هي تستقر بباطن يديها فوق السرير رافعة جسدها تُناشد استيعاباً..فرأسها لا زال صيداً للموت الأصغر،جالت ببصرها على الغرفة ببطئ يَكاد يتجمد..بحثت عن طيفه و لكن لم تجده..أثناء تجوالها المُتواصل انتبهت للمُكيف المُغلق..بيدها مسحت على وجهها لتستقر هُناك..زَفَرت بإغماض و عقلها يسترجع رُكوبها معه السيَّارة و من ثُمَّ إيقاظه لها..و النتيجة نومها بعباءتها دون إطفاءٍ للمصابيح و لا تشغيلٍ للمُكيف..،اعتدلت في جلوسها و هي تفتح أزرار عباءتها و عيناها مُسَمَّرتان على البقعة التي ينام فوقها..يا تُرى أين هو ؟ التفتت لدورة المياه و التفكير يُحاصر عقلها.. وقفت تخلع العباءة قبل أن تذهب لتعليقها..أحلَّت ربطة شعرها لتتناثر خصلاته الخفيفة ماسَّة ظهرها و بضع خصلات ظَفَرت بفرصة مُعانقة وجهها..،توقفت أمام باب دورة المياه،رفعت يدها و طرقتهُ..رَكَّزت مسامعها لالتقاط ولو هَمسة..لكن صخب الصمت ما انعقد وسط مسمعها..نادتهُ بصوت أنهكتهُ بحَّة النوم و هي تُطرقه من جديد ،:بَسَّام..بســ
قَطعت مُناداتها عندما التقطت عينيها مفاتيح المصابيح مُغلقة..و بتلقائية أخفضت يدها للمقبض فاتحة الباب ليصطدم بصرها بالظلام المُتحالف مع الخُلو..أغلقته مُبتعدة لباب الغُرفة..فقد يكون ساهراً أمام التلفاز..و بالمثل لم تجده ! وقفت وسط غرفة الجلوس مُستقرَّة بيديها على خاصرتها تُحاول أن تستجمع هذه الغرابة و تُصَيّرها جواب لأسئلتها..أيُعقل أنَّه واصل طريقه لمكانٍ ما بعد إيصالها ؟ لا تستطيع أن تتذكر إن كان قد تَبعها نزولاً من السيَّارة أم لا..زَفَرت حيرتها و هي تستدير حول نفسها و أصابع يُمناها تدعك صدغها المُتخم بحلوى النَوم..أين أنت بسَّام ؟ تَردَّدَ السؤال داخلها حتى بات صداه يعصف بنبضاتها المُستجيبة بتسارع صَعَّب عليها ازدراد ريقها..لماذا هي مُهتمة لغيابه؟..أجابت بتبرير،فقد يكون قد حدث خَطباً ما..فلا يرتبط بغياب أصحاب الليل المُفاجئ إلا السوء..،رَفعت رأسها تنظر لباب جناحهما..هو كعادته يقضي وقتاً مع والده قبل أن ينحشر كُل واحد في سريره..لذلك تَقَدَّمت تاركة الجناح تبحث عنه في الأسفل..على الرغم بعدم اقتناع عقلها لبقاءهما حتى هذا الوقت..،

،

أكان الصَدُّ نُفوراً خشية اغتصاب حُب قد نَما بين أضلاعها ؟ اذاً لم يَكُن خَجلاً ذاك الذي أبعد جسدها الطَري عن جسده في لياليهما الأولى..كان تَبجيلاً لعشقٍ لا يدرِ أي البدايات احتوى و أيُّ المآسي كانت نهايته..،مَضَت قُرابة الساعتان وهو مُضَرَّجَاً بهواسجه على هذه الأريكة و التي قد تستفرغ علقم كآبته عاجلاً..عاقداً ذراعيه على صدره المَشحون بتصادمات تنهيدات كُلَّما أفرغ قوافلاً منها حَطَّت مَكانها أخرى وَجُعها أكبر..بصره مُقيَّد بنقطة مُعيَّنة..نُقطة فارغة لها بؤرة تُرتَجع منها مواقفها طيلة الفترة التي قضياها معاً..هُروبها الواضح من قُربه،ضيقها الواسم نفسه فوق ملامحها عند حديثهما..ذاك البُرود المَجدول بخصل جليد تُباغت عُنُقِه ناحتة رفضها له لم تُسقطه سَحابة مَرَّت على غفلة..بل هي سَحابة كَوَّنتها أبخرة فراقها لرَجُلٍ غيره..،أسْنَدَ رأسه و هو يرفعه يُراقب السَقف المُصمَت..راودتهُ رغبة بالخروج ليلتحف بالسماء بدلاً من هذا الجمود المُضَعّف شرخ قلبه..هل كان حُبّها لذاك كَحُبّه هو لها ؟ هل نامت فوق جفنيها صورته ؟ أكانت مسامعها مَسكناً لصوته ؟ ابتسامتها ترحها و خليط مشاعرها المُحتدمة في روحها..أكانت تنحني عند ذكره ؟ هل كان حُبّه المُسَيّر ذاتها و الناقش إطاراً مُذهبَّاً حول حياتها لكي ترى الجَمال و لا غيره..و تُبصِر السعادة مُتَطَهّرة من حُزن و تلتمس حواسها أمناً لا يعرف طريقه سوى المُحبّين..،آه مَكسورة الخاطر عَبرت حنجرته ليبتلعها الهواء المُتوتر حوله..ففكر و قلب و روح حَبيبته بين يدي أحدهم..و هو أتى بعشقه الطفولي ليحتل أرضها مُجترعاً ألم ذاك الوصال..و لكن لماذا الوصال صَيّرته الليالي انفصال مُدوي لازال وقعه يصطدم بجُدران حياتها ؟
،:بَسَّام
عيناه التمست عَوناً من جفنيه لينحشر وسط ظلام ذاته يُحاول أن ينسلخ عن مشاعره المُضطربة من همسٍ يرتفع من بين شفتيها..تقتله فينعى نفسه ثُمَّ تُعيد إحيائه في ثوانٍ..هو قَتيلٌ عند قدمي أُنوثتها..عبداً لازمَ مُلكها مُذ كانت رضيعة بقبضتها الصغيرة تحتضن إصبع الحياة..أحياناً يعتقد أنَّ والدته غَذَّتهُ وجودها وهو بين ظلماتٍ ثلاث..أطعمتهُ حساءً يتنبأ بقدومها..أذاقتهُ حلاوتها و هو في رحمها ليَظَل يُطارد سَكَرها عندما اشتد غُصن رُجولته..،
،:بسَّام شفيك ؟
ببطئ أخفض رأسه و عيناه لا تزالان تنحبان في الخفاء..حَلَّ عُقدة ذراعيه ثُمَّ أرخاهما جانباً،مَرَّرَ لسانه على شفتيه الجافتين من نبع كلمات..فَتحهما ليلتقي بيديها المُتشابكة أصابعهما بقلقٍ غَريبٌ أن يُراودها..رفعهما لتصطدم نبضاته بزُجاجتيها المُتخبطتين على ملامحه تُسبغه عَسلاً حواسه لا تشبع منه..تساءلت و هي تَرى جُموداً نادراً ما يزور ملامحه،:بسَّام ليش قاعد اهني ؟ خوفتني يوم ما شفتك فوق
خَوفٌ حقيقي أم مُجاراةٍ لحياة لم ترسمها بيد أحلامها ؟ وقف بهدوء و نظراتها تُلاحقه..حَرَّك عدستيه على وجهها يُقيس مَدى صدق الاهتمام المُلَوّح من عينيها..نَطَق عندما انكمشت مُحاولاته بفشل،:انشغلت افكّر في الشغل و ما انتبهت لنفسي
صوته الفارغ من نبرة بَسَّام الفطرية و ملامحه المَبتورة تَقَلُّباتها ساعدا على عدم تصديقها لجوابه..و لكنَّها فَضَّلت السَير على ظهر كذبته لتتساءل،:عسى ماشر يعني في مُشكلة في الشغل؟
أخرج صوت من بين شفتيه ينفي وجود المُشكلة مُردفاً بابستامة صغيرة لم تصل لعينيه،:لا ما في شي،لا تشغلين بالش
تجاوزها دون إضافة كَلِمة أُخرى قد تدلها على هذه الغرابة التي تُحيط به..أخفضت بصرها تنظر لهاتفه و مفاتيحه المتروكة فوق الأريكة بالقُرب من مكان جلوسه..انحنت تتناولهم و ضجيج السؤال يعبث عند قارعة وجهها..ما به ؟!



ماضٍ

صوتهما يقترب،يد أحدهما اصطدمت بالباب ليرتد جسمه للزاوية مُنكَمشاً على نفسه بشهيق وزفير مقطوعان من هَول موقف لم يُخيل لهُ يوماً أن يعيشه أبداً !
بالإنجليزية صوت القريب منهما نطق،:سنتفقد هذه الغرفة و سنعود لهم بسرعة
سيلٌ من استفراغ عَبَر صدغه لتتشبعه شُعيرات لحيته الخفيفة ثُمَّ ينتهي عند عُنُقِه..هُناك حيثُ العِرق يُجاهد لإختراق جسده القابع في جحر الهَلَع..،حواسه مُقَيَّدة بمقبض الباب الذي استدار بخفَّة يُحَذّر من فتحٍ سيعقبهُ سَيلُ دماء أيتمتها الغُربة..انزوى مُنكمشاً على نفسه و قُيود خَوف يطال روحه للمرة الأولى تُكَبّل أطرافه..مُخّه توقف عن استقبال و إرسال الإشارات فعروقه أنحلها الرُعب المُتدفق بحرارة فَجَّرت مساماته المُستفرغة عَرَقاً لهُ رائحة ضَعف..رَجفة أوجعته طالت عظامه من صوت ذاك الذي ارتفع بذهول،:الباب مُقفل ! هل تعتقد أنَّ أحداً في الداخل ؟!
أجاب الآخر بحيرة،:لا ادري "اقترح مُشيراً للفراغ بين أسفل الباب و الأرض هامساً" انظر هُناك
استجاب ذاك مُنحنياً لاصقاً بطنه بالأرضية الخشبية..بَسط يديه و هو يُميل رأسه سامحاً لعينيه باستراق النظر للداخل..ضَيَّقهما مُركّزاً بصره المُدَرَّب لاصطياد ما يدله على وجو أحد..ثوانٍ و ارتسمت على شفتيه ابتسامة ألوانها الخَبَث..رفع جسده و سَبَّابته اقتربت من فمه مُشيراً لصاحبه بالصمت..رَفَعَ سلاحه مُستَقِرَّاً بقاعدته فوق باطن كفّه اليُمنى..و اليُسرى التفت حوله لتلتقي إصبعه بالزناد..،صوت إطلاق الرصاص المُفزع ذَبحَ آخر نَفساً مُتلاشٍ للشجاعة التي كان يتقلَّدها مُحَمَّد..قواه تطايرت من فوقه تاركة جسده ذَليلاً للأرض التي تَصَلَّبت بقسوة أسفله..على رُكبتيه سَقط و الخوف وابلٌ يتساقط عليه مُرتطماً بروحه مُشَكّلاً ثغرات تُنحَر عندها الأنفاس..ألمٌ سَقيم اخترق بنصله صدره..مُتعاضداً مع النبضات التي ظَلَّت تلتوي بوجع يَحكي قصة جُبنه..بان لهُ وجهيهما الناقعين في سُمّ سوءه يستطيع أن يستطعمه لسانه المُتحجّر..الخبث ينطق بين ملامحهما و القتل نُحِتت أهوائِه حول عدستي كُل واحد منهما..هو رأى دمَهُ المُتَيتم من غربة يخترق خطوط راحة كفيهما..بصره برجاء العَبد الحقير ارتفع مُتَسَلّقاً الهواء يُنادي بصوتٍ أخمدهُ الخَوف إلهاً لا تَنام عَينه..فَصَل ذاته عن هذا العذاب الحائم رماداً خانق يتصيد بقائه..لا يُريد المَوت غَريباً و دارهُ مَنسية بعيداً عن عائلته..لا يُريد أن تُرفَع روحه و الجسد مُكَفناً بدماءٍ لم تتجدد دورتها من تحقيق حُلم سَكَنَ جواه مُذ كانت الطُفولة لباسه..أغمض عينيه مُجترعاً بجفنيه آخر أمل لَمحهُ يُرفرف بلا هُدى..استكان في جلوسه و صوت نبضاته يتردد وسط بلقعه المُنتظر خَلاصاً يَنحني منه شُكراً لله..أو دفناً بلا وداع أحِبّة..،
،:ارفعا ذراعيكما في الهواء..بسرعة دعاني أرى السلاح
لم يلتفت للأصوات و لم يرى كيف كَبَّل الشُرطة ذراعيهما..هو حتى لم ينتبه صوت إطلاق النار جَرَّاء مُحاولة أحدهما للهروب و لم يسمع صوت الرَجُل الذي انحَنى إليه ليُحادثه..كان فقط يرى شفتان تتحركان..فالأذن لم تتحرر من الفَصل المعنوي الذي تَدثرته حواسه..أوقفه شاداً بقبضته على ذراعه و مشى معه و هو لا زال يتحدث..حَرَّكت رياح المَوت بصره على الرجال المَطروحين أرضاً و هُم مُقيدين..و هناك عند الزاوية انحنى رجُلان على آخرٍ وجهه غاب خلف كدمة سَجنت ملامحه بدمامتها..أغلق فَوَّهة أسئلته،و مَنع عقله من مُمارسة تفكيراً يَزيد من عُقَده..لحظتها تَمَنَّى لو يبتلعهُ إغماء ينتشله من هذا التَخَبّط..الدوار حاصره مُخلخلاً اتزانه ليرى الأشياء مُحَلّقة و الأصوات صَخبٌ لا تُتَرجم كلماتها..أغمض عينيه بوجع من الأضواء التي هاجمته تَمنع عنهُ رؤية الأشياء المُحَلّقة..ثوانٍ و انحشر جسده وسط سيَّارة مَشت قُرابة أمتارٍ و ساعات لم يلتفت لها عَقله المَحكوم عليه بالغياب المؤقت..،

،

على مقعدٍ خَشبي أسوَدَّت أطرافه من حِمل أجساد تفاوتت ذواتهم بين شَرٍ فاحم و خَيرٍ على مشارف القَحَط كان يجلس و الغياب قد ارتدى نعليه مُستَعدَّاً لمُغادرة محطَّة عقله..سامحاً لحواسه بالتزود من الواقع المُبهَم..أمامه على الطاولة وُضِعَ كأسَ ماءٍ و طَبَقٌ يحتوي شريحة خَبز مدهونة بالزبدة..كانت عيناه مُعلَّقتان على الكأس يُراقب ارتباك سطح الماء الناتج عن اهتزاز الطاولة الخشبية بسبب تدوين الشخص الذي أمامه لكلمات لا يعرفها..،وجهه كان أسيراً ليدي الرَهبة و الصَمت تَصَدَّى بقضبانه لأيِّ حَرف يُحاول لسانه نُطقه..ملامحه انطوت ردَّات فعلها عند تلك الزاوية التي هَوى عندها قلبُه،مُلتمساً من شتاء بَرلين جليدٌ هو بهِ يُشَذّب أسئلته الحائِرة..كَتفيه هَزمهما الموقف بعد أن اجترع استقامتهما المُمَيَّزة..و فوق خَدّيه بانت صفعة لم يُمحي الزَمن آثارها..،
،:ما هو اسمك أيُّها الشاب ؟
أبعد بصره عن الماء الذي خَفَّ ارتباكه و ببرود اتجه به إلى هذا المُتحدث..اجتَرَّ صوته من قَبر صمته ليَخرج مَبحوحاً مُتَهَدّل الأطراف..،:محـمد
تَبادَل النظَرات مع الرَجُل الثالث الذي كان يُشاركهما في حشر جُزيئات ثاني أكسيد الكَربون وسط هذه الغُرفة المُميت ضيقها..أعاد بصره لمُحمَّد مُتسائلاً بانجليزية ركيكة،:هل لُغتك الألمانية جَيّدة؟
بهمس يَكاد أن يُصبح سَراباً،:ليس تماماً
أشار للثالث الذي جَلَسَ على المقعد الذي يتوسطهما..نَطَقَ مُوَجّهاً السؤال لمُحَمَّد،:ماذا تفعل في برلين ؟
شَبَح ابتسامة اضمحلَّت سعادتها لوَهلة بانت ملامحها على شفتيه مُجيباً،:مُبتَعَث لدراسة الهندسة الميكانيكية
استدار الثالث يُترجم ما قاله مُحمَّد لزميله الذي نَطَق و هو يُشير للملف الذي أمامه،:هذا صحيح بالنسبة لاسمك و الجامعة التي تدرس فيها "وجَّه كلماته للمُتَرجم" اسأله ماذا كان يفعل في المَتجر ؟
استمع مُحَمَّد للسؤال بملامح بدأ البرود بالانحسار عنها..أجاب بعد انتهائه و رأسه يميل قليلاً و هو يبسط يمناه أمامه يسترجع تلك الساعات،:كُنتُ اشتري بعض الملابس،لم أجلب لي ملابس مُناسبة،لم أكن اعلم أنَّ برلين باردة لهذه الدرجة
هَمهم المُحقق بتفهم بعد أن تُرجِم لهُ قَول مُحمَّد الذي التمس صدقه من حركات جسده العفوية..أخفض رأسه ينظر للملف الذي بين يديه..بهِ معلومات بسيطة عن مُحَمَّد الذي أسكنَهُ القَدر وسط هذه المعمعة على غفلة منه..،حَرَّك يده في الهواء و كأنَّهُ يُنَبّش عن خيط قد لا يلتقط طرفه عند استجواب الساطين ناطِقاً بسؤال،:هل قالوا شيء غريب،أو نطقوا بشيء تعتقد أنَّهُ قد يُفيدنا ؟
أخفض مُحَمَّد بصره مُجترعاً به نُقطة عَشوائية سَطَرَ فوقها الحَديث الذي دار بينهم،دَعَك صدغه و هو يتكلم،:لقد هدد أحدهم البائع بإفراغ السلاح في رأسه..كانوا يتكلمون الإنجليزية ولكن بلهجات مُتعددة و "رَمَشَ مَرتتان مُتتاليتان و بريق خاطف عَبر سواد عدستيه اللتان ارتفعتا ليقول بحاجبين معقودين و هو يُبعِد أصابعه عن صدغه" الاثنان اللذان اقتربا من غُرفة القياس قالا شيء عن أموال و ساعات.."انحلَّت عُقدته مُردفاً " آه اعتقد متجر ساعات
تَراجع المُحقّق سانِداً ظهره مُستَقِرَّاً بقدمه اليمنى على رُكبة ساقه اليُسرى و يداه تنحشران في جيبيه..ارتفعت زاوية شفته كاشِفاً عن ابتسامة مائلة جَذَبَت أنظار المُترجم الذي قال مُتسائلاً،:هل وجدت شيء ؟
همهم قبل أن يُجيب بثقة،:نعم..وجدت ما تَمَّ مسحه من آلات المُراقبة في متجر الساعات "نَظَر لمُحَمَّد ناطِقاً بالإنجليزية و هو يُشير للباب" شُكراً لك تستطيع أن تنصرف
وقف مُحَمَّد ماسَّاً طرف قميصه من الخلف وهو يُومئ برأسه لهما..ترك الغُرفة ليُقابله أحد رجال الشُرطة الذي رافقه لخارج المَركز..ارتعشت أطرافه من الهواء المُختَزَلة حرارته حتى الصفر و رُبما أقل..ظَلَّ واقفاً أمام الباب يُمارس عملية تنفسه بهدوء شَتَّتَ المشاعر الغَريبة التي أحاطتهُ باستحكام خلال ساعات..رَفع رأسه للسماء يُراقب قَمَراً توارى خلف رداء السَماء المُشبعة سُحُباً كأنَّها رَماد..كانَ المَنظرُ كَئيباً لهُ لحَنٌ مُوحِش انقطع على إثره وَتَر سعادته لفترة..هَمَس لخالق هذا الإعجاز،:الحمد لله ياربي
زُلال مَرَّ خلال المسافة الفاصلة بين رئتيه ليتفرَّع مُسْبِغاً عذبه على قلبه لينهل منه..بسحر انجلى غَمُّه و ذاب الجليد الذي تَكَتَّل بقسوة حول حواسه،انشراح شعر به يملاَ صدره بزهو..بذكر خالقه ارتفعَ الأسى و بدأت الابتسامة ببناء مَسكنها فوق شفتيه..تَحَرَّكت قدماه يَخطو بنشاط غير مُلائم لهذا الوقت المُتَأخر من الليل..خَطى مُخَلّفاً أثراً لبصمات قدميه غير عالماً بأنَّ الرياح ستحمل آثاره لتُنحتها على جليد الفَقد..،



حاضر

تَوَقَّفت لندائه عندما دلفت لأحد المَمَرَّات..كان الوقت قد تجاوزت ساعاته مُنتصف الليل بكثيــر و السُكون أُحيكَ رداءً للمُستشفى في هذه الليلة،غيرهما هما الإثنان لم يكن واقفاً..أدخلت يدها في جيب معطفها الأبيض مُتسائلة بهدوء،:نعم دكتور بغيت مني شي ؟
نَقَلَ بصره على ملامحها يُنَبّش عن تلك النَظرة الوَقِحة..الابتسامة الواثقة المُلتفة بحبلٍ من خَبَث تنفر منه سَريرته..إلا أنَّهُ لم ينعكس أمامه سوى براءة للمرة الأولى يراها تشع من عينيها،لرُبما كان سؤالها بَريئاً فعلاً..انتبه لصوتها المُتسائل،:خير دكتور وقفتني و ما تكلمت !
نَطَق بأفكاره التي امتطت فَرَس شُكوكه،:انتِ تبين توصلين لشنو ؟
الاستنكار تَرَك بصمته بين حاجبيها و فوق جبينها المُتغضن..أشارت لنفسها مُتسائلة،:عفواً..انت تقصدني؟
ببرود أجابها غير آبهاً بشروط لباقة مُطْلَقَة،:و تشوفين في احد غيرش اهني ؟!
أمسكت بسَمَّعاتها المُحيطة عُنُقِها مُتسائلة بحَنَق مَيَّزه من ارتعاشات صوتها،:انت ليش مو طايقني ؟! اعترف اني مُمكن ضايقتك من أسلوبي أوَّل مرة بس جيت و وضحت لك أسبابي و اعتذرت "انحنى صوتها بسُخرية و هي تُكمِل" و انت حتى ما رديت علي بكلمة..و اللحين جاي و من عيونك واضح انك تبي تهاوشني !
أرفعت اللامُبالاة كَتفه و هو يُعَقّب،:شنو اسوي اذا انتِ من البداية قابلتيني بشخصية لا تُطاق همها اختلاق المشاكل
عَقَدت ذراعيها على صدرها تُخفي ارتفاع صدرها المُثقل من أنفاس مقهورة.. باستهزاء قالت،:لااا و شنو هالماشكل اللي انتَ تعرفها و انا صاحبتها ماعندي خبر عنها ؟!
لم يُجيبها و الحُروف ظَلَّت مُتَفَرّقة داخله..ليس واثقاً من تُهمته إليها،هي فعلاً رسمت لهُ صورة قبيحة عند لقاءهما الأوَّل،لَكنَّها جاءت إليه تُحاول مَسح هذ القُبح الرافض إرخاء قبضته عن فكره..فهي لرُبَّما لم تقصد شيئاً بقولها..فهي من أين لها أن تعرف بعلاقته بنور ؟ تشابه الأسماء غير كافي لتصل لفكرة طلاقهما المَشؤوم ! و ليَكون صريحاً مع نفسه فوجود نُور مع فَهد يُلاحظه الجميع و ليست هي فقط..زَمَّ شفتيه مُواصلاً مسير أفكاره و عيناه بان لمروة غيابهما عن الواقع..نُور أخبرته أنَّ لا شيء بينها و بين فهد و هو صَدَّقها،بغباء صَدَّقها،مُتناسياً المسرحية التي كتبتها قبل أن يُنحَر زواجهما بالطلاق..كيف كرهته في أيَّام و أصبح اقترابه منها غيهبات تتوشح ملامحها النافرة..تَطَهَّرت من رجس لمساته بعد أن بَصَقت ما أودعهُ من قُُبل وسط روحها..،فكيف صَدَّقَها ؟! رَمَشَ بخفَّة مُنتبهاً لصوتها الموسوم بالثقَّة،:مثل ما توقعت ما عندك رد "استقامت في وقوفها رافعة ذقنها مُصطبغة بغُرور مُستَفز و هي تُردف" على العموم من يوم و رايح ما بحتك فيك و بنسى حتى انك زميلي عشان لا اسبب لك مشاكل وهمية
ثُمَّ تركته يُعاين سوء فعلته و النَّدَم بدأ بتشغيل غوغاء التأنيب التي لن يستطيع أن يُصمتها إلا بعد أن يتأسف..زَفَرَ بضجر و هو يستدير عائداً للطوارئ..،تلك تركته مُنذُ عامان و آثار غيابها لم تُوقِف مغازلها،هَجرته بفم فاغر ليبيت الشؤم مَحَلَّها..،




يتبع

 
 

 

عرض البوم صور simpleness   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مُقيّدة, امْرَأة, بقلمي, حوّل, عُنُقِ
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:21 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية