كاتب الموضوع :
غربة خريف
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: روايتي الفلسطينية { انتفاضة } بقلمي
السلام عليكم
الفصل الثالث
يا زريف الطول ؛ فلسطينيٌ أنت .. ومغترب !!
عد إليها ؛ عانق وقبّل تربتها .. تربة الجنة !!
#بقلمي
عمّان \ الأردن
.....: كح كح كح ههههههه كح جيبيلي كاسة المي ههههه ( ايده على وجهه من الضحك ويأشر بإيده الثانية على الكاسة )
بعناد وقهر : ما بدي .. موت احسن
مدّ حاله وتناول الكاسة وشرب منها ورجع يضحك : ههههه يعني بالله بدك اطلب أبوي تسافري ع هههههه ع وين بالضبط ؟!
متربعة ع مركا الكنبا ومكتفة ايديها بغييظ : ايطاليا يا زنخ .. يعني شو فيها طلعتلي المنحة بالموت والله درست كثير لأجلها حرام عليكو ائ
وهو لسا مغمى عليه من الضحك يحاول يمسك نفسه مراعاة لمشاعر اللي قدامه بس مش قادر : والله أنتي حرة رح احكيله بس لا تتأملي هه ( حط ايده ع تمه ليكتم الضحكة ) .. اه صحيح تعالي وليي دينا كيف جبتيها العلامات من يومك مخك سميك ( ما كمل الا والمخدة بنص وجهه ولمحها طالعة تركض من الغرفة ، لحقها ويدق ع باب غرفتها : ديـــنا خلص .. شو ما بينمزح معك يعني !! والله كنت بمزح معك شو مالك صايرة حساسة
من ورا الباب وبصوت مخنوق : خلص أحمد روح ائ بديش احكي مع حدا
أحمد : لا لا لا والله ما بروح الا لترضي وتضحكي كمان
دينا : يخي مو مزاج ضحك رووح
أحمد قرب من الباب وبهمس : بتعرفي انك ثاني أحلى وحدة بالعالم
دينا باستغراب : نعم !! .. ( بتردد ) يعني قصدي مين الاولى ؟
أحمد بهدوء : أنتي وأنتي مبسوطة
دينا دورو عليها ما تلاقوها من الخجل : يييي ما ازنخك .. هههه تجاملنيش رووح
أحمد : ههههه والله انك الغلا ممنوع تزعلي
دينا قربت من الباب اكثر : خلص سامحتك روح عنجد
أحمد بابتسامة نصر : راايح أنا ورح اطلب أبوي والله بكل جهدي بس لا تزعلي اذا رفض
دينا : ما عليك .. أصلاً حاسة انو بتأمل ع الفاضي
أحمد : توكلي ع الله ..
راح وهي بتحك بحاجبها من الحرج ... غمزت لحالها بالمراية " ييي دخيلو انا .. أحبني اموواح " ضحكت ع حالها لو حدا سمعها لينشر غسيلها ( يفضحها ) انها مجنونة رسمياً
&&&&&
الأحد 17 أبريل .. مدرسة عكا الثانوية
بهمس : هاتيها وما عليكي انا اللي بتبهدل مو انتي
اللي قدامها طالعت العلكة بصعوبة واعطتها : والله لتجيبيلنا الدَوَر ( المشاكل )
أخذتها فلسطين وحطتها بتمها بسرعة والبنت لسا موجهة عليها ....... : رنااااا ( اجاها صوت المعلمة لفت وجهها بسرعة )
رنا تبلع ريقها : نـ .. نعم
المعلمة هدى : لشو موجهة ورا !!
رنا : ولا شي
المعلمة : طيب .. صبايا حبيت انبهكم على شي .. يعني امبارح بنت بعثتلي طلب صداقة ع الفيس .. من مدرستكم هون
البنات : مين يا مس .. شو اسمها ( والعديد من المقاطعات للمعلمة )
أثناء محاولة المعلمة لإعادة الهدوء للصف لفّت فلسطين راسها للي وراها بدرجين وهي بتعلك بصبيانية : قلتلك يا عاهة لا تبعثي طلبات صداقة للمعلمات .. خذلك والله لتعلّق عليكي لما تقولي بس
فرح مسحت بإيدها على رقبتها : شو بعرفني .. رحنا فيها
بنت ثانية لفّت ع فرح بصدمة : ولك ليش ما أنا عندك هسا بتلاقي حسابي أنا الثانية
فرح بعصبية : طيب اسكتي ست هبة ماشي .. الموضوع صار وخلص
رجع الصف للهدوء .. أكملت المعلمة : يعني حبيباتي أنا ما بدي افضح البنت بس بدي احكيلكم يعني صدمني انها حاطة الصورة الشخصية صورة ممثلة بشعرها .. يعني يا صبية أنتي لما بتحطي هيك صور كل حدا شافها بتكسبي اثم .. واذا حدا أخذها من عندك ونشرها بتكسبي اثمه واثم اللي رح يشوفوها .. حتى لما تنشري اسم أغنية وتكتبي حلوة وما بعرف شو كل حدا بيسمعها بسببك تؤثمي .. ليش نصنع لأنفسنا رصيد من السيئات لا ينتهي حتى بعد وفاتنا .. ليش نعمل بدل الصدقة الجارية خطيئة جارية !!!
ماما أنا بنصحكم وبالنهاية أنا ما بقدر أجبركم .. بس أنتي عقلك براسك وتعرفي خلاصك .. ألا هل بلغت اللهم فاشهد
البنات كأن على رؤوسهم الطير .. كل وحدة تفكر بداخلها وتتمنى لو ما عملت أشياء كثير .. أمور صغيرة تافهة ممكن تودينا لجهنم وتهوي فينا بالدرك الأسفل منها .. لا تستحق الصورة الشخصية والكمية الهائلة من الاعجابات أن نحرق في النار لأجلها .. لماذا نحرج أنفسنا أمام خالقنا عندما نتوب ونَذَر كل ما هو سيء اذا ما ألمّ بنا ضائق لا نستطيعه .. بادروا بالتوبة فأنها تأتي بغتة .. ساعة الموت لا مفر منها ولا توبة فيها ..
فرح بخوف شديد : طيب مس بما انّا هسا عرفنا بالحكم هاد .. ما رح يغفر النا ربنا
المعلمة بلطف شديد : لا حبيبتي أنتي ما كنتي بتعرفي ما رح تؤثمي بإذن الله .. لكن طالما عرفتي فأنتي محاسبة على كل حكم بتعرفيه .. وبعدين التوبة تمحي ما قبلها يا فرح
فرح بحماس : الحمدلله .. والله يا مس اني بحبك
المعلمة ابتسمت وبداخلها تود لو تبكي من هذا التصريح الصادق فهي منذ قدومها للمدرسة في بداية هذا الفصل وهي بنظر الطالبات معلمة الإسلامية المعقّدة : وأنا بحبكم .. ( بانت أسنانها لما خطرت الها فكرة حلوة ) طيب هلأ شو بردوا المِدِن ( أهل المدينة ) لما بينطلب منهم شي
البنات بضحكة : من عيوني .. بتأمري أمر
المعلمة : والفلاحين ؟
البنات : من عيوني كمان .. نطت وحدة : ابشر
ثانية : لاا مو ابشر
المعلمة قطعاً للطوشة المحتملة وبغمزة : طيب والبدو ؟؟
كل البنات سكتوا واطلّعوا ع فلسطين لأنها معروفة بشعاراتها البدوية وأصلاً هي البدوية الوحيدة هون .. فلسطين عدلت جلستها ورفعت حاجب وبجدية : ابشري بعزّك .. عطيتك .. سمّي .. ابشري بللي اقدر عليه
المعلمة : ههههه طيب وأنا طلبتكم
البنات ردّو نفس الردود بشكل متفرق
المعلمة : نتفق مع بعض نصحى كلنا الساعة أربعة الفجر ( أصوات اعتراض ) لحظة شوي .. ونقرأ سورة البقرة كاملة لصلاة الفجر ( عليت صواتهم . شوو كاملة ؟ البقرة كبييرة ) ووو يومياّ لمدة أربعين يووم
هون كل البنات سكتوا وحدّقوا فيها بمعنى " من عقلك !! " .. أردفت : صدقوني رح تحسو أولها بتعب بعدين رح تتعلقوا فيها ورح تنقلب حياتكم لسعادة وراحة ما بتتصوروها .. طيب خليها تحدي لمدة أسبوع بس وبعدين اللي بده يكمل معي يكمل واللي ما بده هو حر
وافقوا البنات مخاجلة لأنهم استعدّولها من الأول ( استعدوا بمعنى انهم وافقوا ع الطلب قبل ما تطلب وقالولها تبشر وهيك )
والمعلمة بداخلها انبسطت رح تحاول تغيير ولو شيء بسيط بهؤلاء الفتيات لأن مهمة تبليغ الدين واجب عليها طالما انها تعلمتْه
&&&&&&
صوت أنثوي جبلي يغني على معزوفة الفراق .. يخالطه لحن الأنين ويقبع بين أوتاره ضيق البكاء :
يا زريف الطول وقف تــ أقولك ,, رايح ع الغربة وبلادك أحسنلك
خايف يا زريف تروح وتتملك ,, وتعــاشــر الغيـر وتنـــساني أنــا
" ما عاش اللي ينساكي " ... قعد قدامها ع ركبتيه وحط ايديه ع ركبها وقرب وجهه منها .. لفت وجهها ع جنب وشالت ايديه بعصبية ووقفت لتروح ... وقف قدامها واعترضها : وييين
بتهكم : ابعد من خلقتي .. ومشت من جنبه وتعدته .. مشت لقدام شوي واستغربت انه ما حكى شي ولا لحقها .. " اطلّع .. ما اطلّع " اخر شي لفّت ولقته بوجهها رجعت برعبة وغمضت عيونها : بسم الله
.. : ههههههه مش قصدي والله .. ( حط ايده ع راسها ) بسم الله عليكي
راحت لتكمل طريقها وهو يحاول يستعطفها ع حاله : طيب توديعة ع الأقل .. يعني افرضي متت هناك
ما شاف الا الحجرة بتنور وجهه وهي مكملة طريقها بفيض من الغيظ ، مشى وراها بقلة حيلة : يعني جد بحكي والله هسا يصير زعل
لفت عليه : ما رح اودعك ... ولّا احكيلك الله معك تروح وترجع بالسلامة حمزة.. رضيت ( بسخرية ) ؟؟
قرّب من جبينها وباسها وبس بعّد : راضي .. من اليوم اللي خطبتك فيه راضـــي .. بعّد عنها وأشر بإيده على جبهته بحركة توديعة : وع فكرة طالع بكرة ع العصر إذا بهمك تعرفي .. سلاام مها
ما زالت ع وقفتها .. حرارة .. برد .. صقيع .. شوب مرت بكل أحاسيس الكون يمكن بعد حركته .. ابتسمت .. اتكدّرت .. تجمعت الهموم بقلبها .." يا رب ما يطول عليّ يا رب ترجعلي سالم .. يا عيون مها "
&&&&&
شاردة الذهن تفكر في ذاك اللقاء .. منذ أن عادت إلى المنزل وهي تعيد السيناريو لنفسها .. راحت تتذكر تلك الدقائق المعدودة ؛
" على بعد خطوات منها يفصل بينهم أهله والزجاج .. لم تعد تسمع الأصوات من حولها ... كل شيء صمت احتراماً لهذه اللحظة .. يتأملها هو الآخر بلا وعي مما لفت انتباه أهله .. الذين ابتعدوا قليلاً ليتركوا لهم المجال للكلام والسلام ..
لم تستوعب الأمر بعد .. ظلت في مكانها والجميع ينظر لها باستغراب .. وتشجيع .. لم تعنها قدماها على الحراك والمضي نحوه .. لطالما انتظرت هذا الموعد لكنها لم تتخيل أنه بهذه الصعوبة .. وضعت باطن كفها الأيمن على فمها لتسكن الأنّات .. وكلمع البرق وكأنها للتو أفاقت ... ركضت نحو ذلك الزجاج اللئيم .. وضعت كلتا يديها عليه وهو كذلك .. تحرك يديها بجنون ليبادلها هو الجنون نفسه .. يعلمان أن الزجاج يحول بينهما ودون تلامس أيديهما .. ومع ذلك تراهما يحاولان ذلك ... تقترب من الزجاج أكثر لترخي رأسها عليه وتهمّ بالبكاء .. قبل أن يمدّ يده هو لمسح تلك الدموع ليربّت معنوياً على كتفها .. تستكين الجروح والآلام تنظر إليه بعمق .. هي لا تراه ولكنه تحسه تريد أن تستوضح رؤيتها ليتسنى لها ابصاره .. وأخيراً مسحت دمعتها بكفّها لتعيدها إلى الزجاج .. راحت تتعانق أصابعهما .. وتتضمحل الفواصل بينهما .. تتفرّسه وكأنها تريد أن تحفظ رقعة وجهه .. وهو بالمثل .. كل ما حولهما وبينهما توارى عن الوجود ..
ولم يبق سوا جسديهما .. روحهما تتعانق الآن .. كإشعار بالتحدي .. فإن باعدتم بيننا بالمكان .. فأرواحنا تلتقي في الوجود واللاوجود .. وبين كل تلك المراسم .. يقف ذلك الزجاج .. عاتياّ كما يظهر الاحتلال .. هشاً في أصله كما الاحتلال في عقيدته وحقيقته .. يقف معلناً أن لا لقاء الآن .. وأن محتلكم يتنفس حزنكم .. ويتغذى على تعاستكم .. "
لا تستطيع تحديد المدة التي قضوها في اللقاء والحديث .. لقد فقدت كل معنى للوقت والزمن في حضرة الإشتياق واللهفة .. وفي غمرة تذكرها لكل كلمة قالها خليل روحها " مالك " .. بدت وكأنها تحل مسألة ما أنهكتها ..
" : ههههههه لا مين حكالك ..
مالك : ههه كفو والله .. وافق شن طبقة
صغّرت عينيها دلالة على عدم الفهم : شو دخل هالمثل بالموضوع ههه
مالك غمزها : دخله لو انك بتقرأي كتاب الأمثال اللي عندي كان فهمتي .. "
شو كان قصده ؟؟ المثل مش بمكانه ؟؟ بعدين ليش غمزني ؟؟ امممممم !! ( وقفت فجأة ) كتاب الأمثال .. آه يمكن لازم أشوف شو مكتوب عند هالمثل .. أكيد لأنه لو بدو مني افهم المعنى وبس كان حكالي لو انك بتقرأي كتاب أمثال .. بس هو حدّد انه الكتاب اللي عنده .. ويمكن اختار هذا المثل بالذّات لأنه بيحكي عن التشفير وهيكا ..
راحت لغرفتهم وفتحت خزانته بالمفتاح .." وينه ؟ وينه .. لقيته " مسكته ونفضت عنه التراب وسكّرت الخزانة .. ومن الفهرس فتحت ع صفحة قصة المثل ..
&&&&&
قاعدين يشربو شاي .. نظر ناحيتها واستناها تنتبهله .. انتبهت اله ومالت براسها بمعنى " شوو " .. أشّر بعيونه ناحية أبوه .. لفّت ع أبوها وهي مو فاهمة .. رجعت لفّت عليه وهزّت راسها انها مش فاهمة .. وهو يأشر بعيونه شوي ع أبوها شوي ع السقف .. آخر شي فهمت .. وهزّت راسها بقوة " لا لا " ... هو بحركة شفايفه " ليش " .. هي " خلص ما بدي .. " .. طنّشها ووجه ع ابوه : يابا .. وبطرف عينه لمحها تأشرله .. رجع بصره عليها وهي بتترجّاه وايدها أسفل ذقنها .. " بطّلت بدي اروح " ..
بس صار متورط لانه نادى ع أبوه .. أبوه : اييش ..
يتنحنح : ااااه ( دينا سقط قلبها اذا رح يحكي لأبوها ).. يعني غريبة السنة هاي ما نزلتوا ع فلسطين
( تنهدت براحة انو ما جاب سيرة السفر ع ايطاليا هي أنهت الموضوع كله من راسها لأنه شبه مستحيل )
وهو يشاهد الأخبار : لا ناويين ننزل ان شاء الله
أحمد : بس أنتو دايماً تنزلوا ع بداية السنة
... : أجّلنا السفر لآخر شهر 4 عشان نحضر عرس آية
دينا بفرحة : جد .. مبروك بس ما الهم 3 شهور خاطبين
امها : أهل الضفة ما عندهم خطبة طويلة كلو ع السريع
دينا برجاء : بابا .. خلينا ننزل معكو
أحمد : اه يابا .. زمان عن الضفة والله اشتقتلها
أبوهم : صعبة يابا عندكو دوام ومدارس ما بقدر .. احنا رح نقعد أسبوعين زمن
أمهم تساندهم : يا أبو محمد كلها أسبوعين ما يأثروا .. عندك دينا بتصور الدروس من صحباتها .. وأحمد يوخذ إجازة وديما رابع مش مرحلة صعبة ..
دينا بمحاولة اقناع أخيرة : يا بابا الله يخليك .. يعني هم ما يقدروا يطلعوا ع الأردن واحنا ممنوع ننزل ع الضفة كيف بدنا نشوفهم ؟!
أبو محمد وما ظل عنده أي سبب للرفض : طيب ..( حضنته دينا بقووة ) هههه .. بس أشوف عمامكم ننزل كلنا مع ولادهم
أحمد ويناول دينا كاسته الشاي : صبي ( وجّه ع أبوه ) واحكي لمحمد يروح معنا هو وعيلته
أبو محمد : إن شاء الله ..
&&&&&
قعد على الكنبا : السلام عليكم
آية وقفت والدمعة بعيونها قدامه : وعليكم .. علي هسا أنا حواجبي مثل التب ( اللاصق الأسود ) ؟؟
رفع حاجبه باستغراب ومباشرة اطلّع ع فلسطين مين غيرها صاحب هالتعليقات .. كانت مركية ( ساندة ) راسها على ظهر الكنبا بعيد عنه شوي وايديها ورا راسها .. أول ما حست فيه ينظر الها ميّلت راسها ناحيته وفقعت ضحك ع الصامت .. وهو مسك نفسه وعيونه بتضحك .. ما حس الا بكف آية على ذقنه وبتلف وجهه ناحيتها : اطلّع عليّ .. بإيدها ماسكة وجهه والثانية بتأشّر على حواجبها بقهر وضيق : حواجبي مثل التب علووش ..
علي : لا لا مين حكالك بتجنني أنتي
آية بـهم : والله
علي : والله ( ومسك ايدها وبعدها عنه ) متزعليش اللي حكالك هيك واحد .. ( وبطرف عينه يجحر فلسطين ) واحد بفهمش
آية قعدت جنبه : هي فلسطين
فلسطين أحست بالحرية لما حررت ضحكتها المكتومة : ههههههههههههه أنتي هبلة وبتصدقي كل اشي
علي : فلّو اهدي ( ويغمزها لأنو آية صايرة حساسة خاصة بقرب عرسها )
فلسطين : حاااضر .. عليوة مــ( قاطعتها صرخة أمها ) : فلسطيـــــن .. تعالي عندي
فلسطين بلعت ريقها وسجلها الإجرامي حضر قدام عيونها بهاللحظة .. اجت أمها ع الغرفة : بنادي عليكي .. وراي
فلسطين قربت من علي : احكي هون ..
أمها بعصبية وتأشر بأصبعها للداخل : كدامي ( قدامي )
فلسطين هالمرة لزّقت بعلي ولفّت ايديها حول ايده وبصوت واطي : علووش بوجهك أنا
علي : شو مسوية يا مجنونة
فلسطين : بعرفش اسألها .. علمي علمك ( علّت صوتها ) يمااا احكي هون شو بدك
أمها : أنتي حرة كنت بدي ما احرجك كدام ( قدام ) أخوانك
فلسطين وجهها صار أسود من التخيلات اللي اجتها " يا ساتر أي مصيبة عرفت فيها أمي " : آه معليش احكي ( بتفضل الفضيحة على انها تكون لحالها مع أمها ؛ شي مرعب )
امها : أنا جايبة بنت ولّا ولد .. هاي ثالث مرة تيجي عليّ أم يزيد وتحكيلي لا تخلي بنتك تكرّب ( تقرب ) من ابني .. ماشية بالحارة تضربي الولاد .. متى تعكلي ( تعقلي ) أنتي ؟؟؟
آية في حالة اختناق و.. شماتة .. علي مصدوم .. فلسطين بعدت عن علي " اووف فكرتها مصيبة اكبر " : يماا هو لسانه طويل ضربته
أمها : نععم !! عندك أخو .. أبو تشكيلهم مو تروحي تشتغلي بالحارة حسن صبي .. علي وهو كدك ( قدك ؛ بعمرك ) ما عمل عمايلك
فلسطين بعناد : والله .. يعني اخليه يطوّل لسانه واسكت .. حاشا وكلّا
أمها وتسمع صوت طنجرة الضغط : رايحة اشوف طنجرة الضغط .. رفعتيلي ضغطي .. علي كول ( قول ؛ باللهجة الفلاحية ) لأختك هالمجنونة تعكل ( تعقل )
راحت الأم جوا وآية ردّت لفلسطين حركتها وضحكت بأعلى صوت : هههههههههههههههه يا ويلي بس بتعرفي فلسطين عجبتيني .. خليكي هيك .. مخاوية ع ولاد الحارة
علي شدّ فلسطين لما بعدت : اقعدي بس .. شو هاظ اللي سمعته ؟
فلسطين : يا علي وقسماً انو حمادة ثقيل دم ودايماً يسمعني كلام .. أنا بقدرش اطنش ائ
علي : حمادة !! قديش عمره ؟
فلسطين : 14
علي : تستقوي على ولد أصغر منك
فلسطين فتحت عيونها على الآخر : لا هسا بروح اضربلك الشباب
علي تفاجأ : ولك فلسطين
فلسطين : اييي نعم
علي : هاي آخر مرة ماشي
فلسطين مدّت شفتها : ماشي .. بس اذا شتمني ما رح اسكتله
علي : احكيلنا احنا بنبهدله أو نحكي لأخوه يزيد .. اتفقنا !
فلسطين : اه اتفقنا
علي : كويس خلصنا من هالمشكلة .. ( عدّل جلسته ووجه عليها ) اه احكيلنا كيف ضربتيه
آية من وراه : آه آه احكيلنا
فلسطين تحمست وتغيرت ملامحها بسرعة : هاظ انا كنت مارّة مع صحبيتي ......
&&&&&
قاعدة تحت شجرة الزيتون .. ناطرة طلته .. الأخيرة قد تكون .. ضامة رجليها وبتتأمل البلاد .. بلادنا .. بياراتنا .. زيتوناتنا .. كيف يطيق المغتربين حياةً خارج فلسطين .. لم تطل تفكيرها حتى لمحته يأتي .. وقفت بسرعة ونفضت التراب عن ثوبها الفلسطيني الأسود المطرز بتطريز أزرق وأخضر وعلى شعرها ينسدل الشال الأبيض .. قرّب منها وسلم عليها وصارو يمشو
حمزة : ما رح اغيب كثير انا على كل حال .. ( وقف ولف وجهه عليها ) اووه رح اشتاقلك مهوش
مها تداركت خجلها بسرعة : وانا .. ( غصّت بكلامها ) حمزة لا تكذب علي
حمزة اندهش : بشوو كذبت عليكي
مها تبكي : أنت مو رايح بس عشان التدريب .. بالله عليك احكي الصدق
حمزة تضايق انها تبكي قرّب منها .. لحد اللافراغ .. لف ايديه حول راسها واركى ذقنه عليه وشتت نظره على جنة الله في الأرض ( وما الذي يجعلني أفارق هذه الجنة الا الجهاد ) صمت محاولاً انهاء الموضوع لكن بكاءها يجعل الأمر شاقّاً .. اغمض عيناه وبهمس يليق بفخامة هذا السر : آآآخ .. مها .. في .. في اجتماع مع مقاومين ببيروت .. واختاروني اطلع .. بعّد شوي ورفع وجهها : بعرفك فلسطينية للوريد ليش بتبكي هسا وأنا رايح لعيون فلسطين
مها وكأن كلامه بثّ فيها قوة هدأت قليلاً لكنها لم تجفف الدمع من وجهها : أنا لو ما بعرفك زلمة وروحك للوطن ما أخذتك
حمزة شعر بحمل ينزاح عن ظهره ابتسم : حمستيني هسا بروح بعمل عملية استشهادية
مها خبطته على بطنه : جرب .. رجلي على رجلك
حمزة : الله حيو ههه .. طيب يا عيوني اتأخرت لازم اوصل الجسر قبل السبعة
مها : دير بالك ع حالك
حمزة : وأنتي ..
كان الوداع .. وداعاً فلسطينياً باختصار الحكاية .. وداعاً يحمل بين طياته وطناً وزيتونةً .. وقلباً فدائياً
&&&&&
ودعتكم الله ؛
#غربة_خريف
|