كاتب الموضوع :
غربة خريف
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: روايتي الفلسطينية { انتفاضة } بقلمي
السلام عليكم ,,
شكراً لكل اللي شرفوا روايتي بردودهم أو حتى متابعة صامتة
بترككم مع الفصل الجديد
الفصل الثاني
بلبس الجزمة ( أكرمكم الله ) ومثبّت التلفون بين كتفه وأذنه : آه ،، بالله جاي عنا ؟
الطرف الآخر : ليكون مو عاجبك
بضحك : ههههههه لا يزم مو هيك ،، أهلا وسهلا خبّرت الحسناء هههع
: هههه أكيد مخبرها ولو ،،
بجدية وهو يطلّع ع ساعته بإيده : أبو العبد طييير تأخرت .. السلام عليكم
سكّر التلفون وحطّه بجيبته .. وقف وشد ظهره ولمح اللي بتقرّب عليه وبحب : يا صباح الورد .. شو مصحيكِ من اسا ؟!
فلسطين بابتسامة : صباح العسل .. صاحية من زمان بحضر التلفزيون بس من شوي دخلت ( تثاوبت وهي بتفرك بعيونها وتحرك ايدها ع مقدمة شعرها كأنها تمشطه ) آآه .. طالع ع الشغل ؟
علي : آه طالع .. بدك اشي اجيبه معي ؟
فلسطين قربت منه وبهمس : بدك تروّح عند الشباب ؟
علي نظر للسقف شوي ثم وجّه نظره لضو الشمس المتسلل من باب البيت الداخلي : اممم ما بعرف .. الفترة هاي وقفنا شغلنا شوي ( استدرك نفسه ) تأخرت بدك اشي ؟
فلسطين تجاريه بسرعته لحتى ما يتأخر : لا لا
ضحك على سرعتها : ههههه سلام
[ علي .. شب بالعشرين من عمره .. حنطي البشرة لوالده وعسلي العينين لأمه وشعره أسود قصير .. طويل وبنيته لا بأس بها .. شخصية جادة في أحيان ومرحة في أخرى .. انهي تعليمه بالكلية لتدني معدله الثانوي لأنه ما بحب الدراسة ببساطة وهلأ بيشتغل مندوب مبيعات بشقت صباحي .. وقدام اهله انه شفت صباحي ومسائي .. هو صحبة مع آية أكثر لكن بالأمور الجدية فلسطين الأنسب من وجهة نظره ]
طلع من هون بشد رجله بصعوبة ومحاولة لإخفاء العرج .. وعلى مشيته المائلة غاصت فلسطين بذكريات ذلك اليوم .. الأحد الماضي بعد أن انتهت زفّة الشهيد وبعد انقضاء يوم العزاء الأول .. في الليل أمهم ما رضيت تنام الا لتطّمن على علي .. أبو علي عجز معها وهو بحاول يقنعها انو هو بيسهر ينتظره وما كانت تقتنع الا لما بالأخير ردّ عليهن علي وحكالهن انو بخير .. راحوا ناموا كلهم .. اما آية وفلسطين ظلّو سهرانين بغرفتهم وبيحكوا وبعد فترة دقّ الباب .. البنات : مييين !!
علي طلّ براسه وهنن قعدن بسرعة : السلام عليكم ( واطلّع ناحية فلسطين ) فلسطين تعالي شوي
** فلسطين ** قمت من الفراش وآية شفتها بتنام تبادلنا تحية النوم ( تصبحي ع خير ) وطلعت ورا علي وما كان ببالي أبداً شو بدو مني .. دخلنا ع غرفة الضيوف حكالي اسكّر الباب وراي ورفع هو عن رجله وطلع من جيبته شاش ومعقم وسألني : بتعرفي تضمدي الجروح ؟!!
حسيت ضغطي نزل أول ما شفت جرحه .. وسؤاله خوّفني أكثر .. قرّبت منه وبلشت أنظف الجرح وبعدين لفيته بالشاش وهو بيحكيلي حتى من غير ما اسأله : كنا مع شباب المقاومة .. رحت لجهة لحالي وبلش ضرب القنابل شفت وحدة منهن جاي ناحيتي رجعت لورا من غير ما انتبه للأسلاك الشائكة اللي فتحت رجلي .. وأنا بحاول اهرب توسّع الجرح .. آآآآخ .. وبالأخير قدرت أفك رجلي منهم وهربت .. الشباب روّحوا ع البلد كأنهم ما الهم دخل بالمقاومة (حكيت بنفسي : يعني فعلاً جواد مقاوم ههع والله سلام لتشمت فيني ).. ( كمّل ) بس أنا ما قدرت لأني مصاوب ظليت بكهوفنا وعندي أبو العبد وبعدين الشباب امّنوا الطريق وروّحنا هين ( هنا ) ..
ما بنسى الصدمة اللي أكلتها لما عرفت انو أخوي مع المقاومة وأبو العبد كماان !! خطيبها لآية .. آية لو عرفت يمكن ما تنام ليلها وهي بتفكر فيه .. خفت صحيح لأنه أخوي هسا بخطر لكن نشوة اعترتني ، نشوة فخر ، أخوي مقاوم .. فدائي .. وما أخفيت فرحتي عنه ، قرّبت من راسه وبسته من بين عيونه .. حط ايده على ظهري وابتسم وحكالي : لهيك اخترت احكيلك أنتي مو آية لأني بعرفك قوية ورح تكوني قدّ هالسر .. الله يرضى عليكي ما بدي حدا يدري بهالاشي ..
ضربته على كتفه بخفيف وقلتله : لا توصي حريص .. ما كنت رح احكي ع كل الأحوال
" فلسطييين .. فلسطيييييين .. فلّو " صحيت من أفكاري ع صوت سلام هالنَوَريّة شو بحبها .. فتحت الباب : ائ سلام بجلالة قدرها عنّا .. ضحكت ودخلت : جيت اباركلكم البيت ههع
: لا تصدقي حالك بس .. ادخلي لجوا
: لا بس بدي دفترك الفيزياء .. بسرعة أمي وصتني ما افتح معك ديوانية ههه
: بترَيحي .. ( من جوا وهي بتجيب الدفتر ) في حدا داوم اليوم ع حد علمك ؟!
سلام بصوت عالي شوي : لاا .. والله المديرة لتشرشحنا يوم الأحد ..
اعطيتها الدفتر وودعتها .. اليوم اتفق صفنا نعطّل كلنا والأكيد انو الإدارة رح تتخذ بحقنا عقوبة قااسية ..
&&&&&
الزمن نفسه في مكان آخر
عمّان \ الأردن .. مدرسة ال.... الثانوية للبنات
المعلمة : براءة
براءة وقفت وبصوت جهوري :
أخي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد،وحق الفدى
أنتركهم يغصبون العروبة مجد الأبوة و السؤدداً
وليسوا بغير صليل السيوف يجيبون صوتاً لنا أو صدى
فجّرد حسامك من غمده فليس له بعد أن يغمدا
أخي،أيها العربي الأبي أرى اليوم موعدنا لا الغدا
المعلمة : لهون بكفي .. ممتازة .. نبدأ الشرح ، من قصد علي محمود طه ( الشاعر ) بــ(أخي ) ؟
بتجول ببصرها ع البنات : مس مس مس ..
المعلمة : سندس ..
: أخي .. هو العربي .. فكل العرب أخوان للشاعر .. كما يشعر هو
المعلمة : شطوورة ..
*** انتهت حصة العربي اللي كانت من أجمل الحصص بالنسبة لبراءة .. اللي حلمها تطلع كاتبة وأديبة
[ براءة .. 14 سنة .. أردنية من أصل فلسطيني .. طلعوا أهلها سنة 67 بالنكسة فصارو نازحين .. هادية جداً بطبيعتها الأدبية ، عيونها بني وشعرها كذلك لكنه قصير جداً .. نحيفة كثيير وطولها متوسط .. تدرس حالياً الصف الثاني المتوسط " الثامن " ]
: برااءة احجزيلنا عند المظلّية رايحة اشتري .. بسررعة
براءة بسرحان : اوك
قعدت تحت المظليات بشكل مائل تحجز الها ولولاء ، فتحت دفترها الخواطر وبدأت تكتب
{ أين يكمن عشق الوطن .. سماءه وأرضه ! شعبه ! هواءه ! أم لأنه محتل !
نودّع شهيداً تلو الآخر .. نهتف بالتوحيد .. نزغرد له محمولاً على الأكتاف .. أحقاً نحن شعب لا يقهر ؟ أم أن انشغالنا بالمقاومة ينسينا الحزن .. ليصبح الوقت كفيلاً فيما بعد – بعد النصر المؤقت – بتجريدنا من هذه القوى الخارقة لنذرف حقداً ونلفظ ناراً ونعاود المقاومة من جديد وكأننا نتجرد من قوى لنلبس بأساً أشدّ قوة !!
أياً كان فتلك حكايا وطني الذي لم أره قط .. التي كانت تفضي بها جدتي لي قبل النوم .. والآن رحلت جدتي .. ولكن همساتها ما زالت ترقد على قارعة قناتي السمعية ، كما ترقد هي في قبرها بسلام ان شاء الله ... خ. 14 أبريل 2011 }
: وااااو واااااو وااااو .. والله ما عرفتك شو هالروعة هاي يختي !!
سكّرت الدفتر بحرج وابتسمت بدلع : ولاااااء .. خشلتيني ههههه
ولاء رجعت راسها لورا من الضحك : ههههه ( رجعت واجهتها وبغمزة ) أموووت بس ع اللي يخجلوا
: استحي يا بت ، متبصي ازاي عملتي بيها ( وتأشر على حمرة خدود براءة )
ولاء لفت عليها وحطت ايدها على قلبها : بسم الله هما بيطلعوا امتى ؟
براءة : خلص اقعدن .. شو جبتيلي ولاء ؟
ولاء رمت عليها أكلها : خذي ( رفعت مريولها وقعدت ) اقعدي منى
منى ( مصرية ) : شكراً يا حبي مقدرش ننوسة مستنياني ( تنتظرني )
ولاء : الله معك .. درب اللي يودي ما يعاود هههع ( وغطت ايدها ع وجهها بسرعة لما رمت عليها منى حجرة من الأرض )
براءة : هههههههه يخرب بيت شيطانك
ولاء : شيطانك لحالك .. تسبيش ع شيطاني ايواا
براءة فتحت عيونها وبشبه ضحكة : مجنونة .. تهني فيه يا هبلة
ولاء : هههه ( وبتشرب بالعصير ) صحيح تعالي شو حكتلك المس ايمان امبارح لما طلبتك ؟
&&&&&
السبت 16 أبريل
وقف والقهوة بإيده وراح ناحية الشباك فتح الستارة وبتأمل : الجو اليوم أصفى من الاسبوع الماضي .. وفي نسمة باردة كمان
اللي قاعد ع الكنبة : ان شاء الله يكون هيك .. لأنه الاسبوع الماضي كان حريقة تقول آب ( أغسطس ) مو نيسان ( أبريل )
بعّد عن الشباك وقعد ع طرف الطاولة : اه شو بالنسبة لموضوعنا هسا
: ما بعرف .. يعني الناس بطّلت زي زمان .. الناس ما بتقرأ ولا بتكلّف خاطرها كمان ، محمود رد عليّ ما في حل غير مواقع الكترونية صدقني
محمود رشف من القهوة : قيس وحّد ربك شو مواقع أنا ما بحب كل التكنو ع بعضها .. يخي وين راح شغف القراءة والكتب والأدب !!
قيس : مهو مش بإيدنا طالما الناس بس ع قوقل بلاي وين ما في تطبيق جديد بتنزله
محمود بقهر : حسبي الله ونعم الوكيل عرفوا كيف يدمرونا .. والله لعبوها صح الصح
قيس : فش اثنين بختلفوا ع هالحكي .. واحنا لازم نستخدم سلاحهم ضدهم ، يعني شفت هذيك السنة لما هكر عربي اخترق حسابات مالية لاسرائيل خربط كيانهم .. بدنا هيك شباب بدنا نزلزلهم بأسلوبنا ..
محمود تحمّس : آه وكمان لازم نخترق مواقعهم الاخبارية ونبث أخبار ترعبهم .. هم جبناء وما في أسهل من تخويفهم .. أو نشتغل بالمستوطنين ع حساباتهم في المواقع الاجتماعية وندبّ الرعب بقلوبهم ..
قيس : ونشوف من هالشباب الفلتة بالحاسوب ونخليهم يساعدونا
محمود قعد جنبه وضربو كف بكف : جبتها يا ماان
قيس نفش ريشه : آه .. ولّا كيف أنا قيس
محمود : والنعم منك
&&&&&
من الشباك بتتأمل الشوارع .. هنا علم اسرائيل على أحد المحال .. وهناك مستوطنين بطاقيّتهم الصغيرة وشعرهم المجدول من أمام آذانهم ، لوت تمها بضيق من منظرهم ، .. بعضهم بلحى وآخرون لا " آآآآآآآآخ " .. اللافتة بالعبري وتحتها بالعربي [ سجن عكا 100 متر ] .. قلبها رح يطلع من مكانه بتسحب نفس مو مرتاح أبداً " اهدي اهدي " .. " بسم الله " .. " يا ويل حالي .. يا ويلي ويلااه " بنبرة مغصوصة .. غمّضت عيونها وتسحب أنفاسها بصعوبة .. " حتى الهواء تلاعبوا به هنا " .. سندت راسها ع الكرسي ورجعت تتأمل الشوارع والناس .. " هدول ناس !! هدول *** ، استغفر الله " .. تضرب راسها بالكرسي بخفة ، تشد أصابعها على عبايتها .. تفرغ هالمشاعر المشحونة بأي حركة .. هي سعيدة .. خائفة .. مرتبكة .. مجروحة .. و .. مشتاقة .. ابتسمت تتذكر صوته " مشتاق أنا مشتاق دمع البعد حرّاق مين اللي يطيق فراق محبوبه الغالي " صحيح انها أغنية وطنية إلا انه كان يغنيها الها وكل ما حكتله هي الي ولّا لفلسطين ، يرد مقلّداً بدر شاكر السيّاب " أحببت فيكِ فلسطين روحي أو حببتكِ أنتِ فيه .. يا أنتما مصباح روحي " .. بطرف شالها مسحت دموعها .. هل علينا أن نبكي أم نبتسم عند غزو الذكريات لنا ؟! أم أن ذلك مرهون بالظروف .. والتي تشكّل حزباً ضد شعبنا !! .. شعرت بكفّ تعانق كفها نظرت لصاحبها وإذ به عمّها .. : يلا يا بووي وصلنا .. سمّي بالله ..
نزلوا ورا عمّتها وسلفها اللي سبقوهم .. ع الباب الرئيسي حكاية ثانية ، طوابير من الناس .. " الناس .. الذين يستحقون هذا المسمى فعلاً " منهم من يحبس دموعه لتتلألأ بعينيه فحسب ومنهم من بدأ البكاء من الآن .. عمتها بين يديّ سلفها : يماا وحدي ربّك .. لازم تزغردي مو تبكي .. ولا زالت تنحب .. " آخ يا عمتي الله يسامحك أنا بقوى من قوتك ليش انكسرتي والله بتكسريني "
&&&&&
... : سلمى .. يا سلمــــى
من المطبخ بصوت عاالي : آه يمااا ايش
أمها : تعالي بدياكي بموضوع
اجت لعندها وحاطة ايدها على خاصرتها والثانية على خصل شعرها بتلعب فيه وبتحرك رجلها ع الأرض حركة دائرية بتملل : نعم .. بسرعة صحبيتي ع التلفون ..
أمها أشرت ع الفرشة قدامها : اقعدي واهدي
سلمى رجعت راسها لورا بتأفف وقعدت نص قعدة : خلصي اوماا صحبيتي بتستنى
أمها : اليوم الصبح مرّت علينا أم علي .. وطلبتك لابنها علي ..
سلمى سكووون
بتكمل : معاكِ أسبوع تفكري عشان نعطيهم موافقة مبدئية لحتى يصير الموضوع رسمي بين الرجال
سلمى : ......
أمها رفعت راسها على وجه بنتها : شو مالك انكتمتي شو ؟!
سلمى وبصوت واطي : احم .. طيب
وقفت وأمها رجعت تكمل نسج البساط .. لحظات ورفعت عيونها وشافت بنتها لسا واقفة عند الشجر وسرحانة وايديها ببعض صرخت فيها : هااي سلمى ( ارتعبت سلمى لانها كانت سرحانة المسكينة هههه ) مو صاحبتك ع التلفون !!
سلمى بلا وعي : هاا .. آه
وظلت محدقة بأمها
الأم بحركة ايديها : ولك روحي جوا وردي ع البنت انهبلتي ؟
سلمى صحيت ع حالها وركضت ع المطبخ بإحراج ..
الأم بنفسها ( هههه والله شكلهم رايدين بعضهم من زمان .. الله يتمملهم ع خير ) ورجعت للنسيج
&&&&&
مرّت نص ساعة لحتى وصلهم الدور ، كيف لا وهم يريدون تعذيبنا بأي شكل ومن ضمنها الإنتظار .. سلموا حقائبهم هناك ومدّوا التصاريح ، بحكي مع زميله بالعبري .. حكوا كثير وهم يتبادلوا الابتسامات شوي وشوي الجدية .. قمة الضياع والتيه لما يتكلم أشخاص قدامك بلغة ثانية .. رجّعولهم الأوراق والحقائب وخلّوهم يمروا .. ( ممر مكتظ بالوجوه البائسة ، أضواءه تتراقص لتشتعل ثانية وتطفئ خمس ، الرطوبة تملئ المكان لتزيد مع روائح سجائر الجنود من وحشية ومكرهة هذا المكان ) الحارس ينظر إليك باشمئزاز .. بنفسها " مشفتش حالك بالمراية الصبح .. قللعاط ( كلمة للتقرف ) " .. مشينا ودخلنا قاعة مقسّمة نصّين يفصل بينهم حاجز نصّه طوب ونصه زجاج شبابيك وع الأطراف من كل شبّاك سماعة هاتف ليتكلموا مع الأسرى من خلف الزجاج .. نداءات متكررة تصدر من تلك المكبّرات ، بعبرية ، آلم غزا رأسي لما صرت بين الواقع والسَرَحان لما صحّاني عمي بابتسامته اللي تظهر بكل الظروف ولا أفهم لها مغزى : يلاا يا عمي ابدكيش تشوفي زوجك ؟! .. هزّيت راسي بـ نعم ، وقفنا قدام واحد من الشبابيك ، دقّات قلبي !! آآآه ( تتحسس مكان قلبها كأنها تتأكد من وجوده ) عيونها معلّقة بالشباك ومن وراه الزنازين ( السجون ) متى سيأتون به ؟! ..
راحت بخيالها ليوم اللي طوّل فيه ع البيت .. صبرت " طبيعي هو مرابط " يومين .. ثلاث .. خمسة .. أسبوع من البكاء الداخلي .. حرب استنزاف مشاعر .. صبر .. قوة .. سألوا عنه وبعد بحث وواسطات و " دخيلك ابني وين ! " عرفوا انه بسجن عكا .. أول ما طرق هذا الاسم مسامعها باغتتها كلمات أغنية [ من سجن عكا طلعت جنازة ... ] اتسعت محاجرها المبتلّة .. ضربت بكلتا يديها على ركبتيها وهوت برأسها نحوهما صارخة " لاا يا ربي .. لاااا .. والله عايش ما مات والله " .. أخبروها لاحقاً انهم ظنّوها قد جنّت فـَهم لم يتفوَّهو بكلمة موت .. لكن هي استبقت التفكير لتسرع نحو فكرة انها لا تتمنى خروجه من سجن عكا بهذه الصورة أيضاّ .. لا تريد له مصير محمد جمجوم وفؤاد حجازي ؛
من سجن عكا طلعت جنازة ,, محمد جمجوم وفؤاد حجازي
جازي عليهن يا شعبي جازي ,, المندوب السامي وربعه عموما شدّت بإيدها على كتفها بحركة تلقائية لما آلمها .. كانت عمتها اللي اصطدمت فيها وتجاوزتها لتلتصق بالزجاج أمامها .. صُعِقَت وهي تشوفه قدامها .. نمت لحيته بكثافة أكثر وعيونه ذبلانة .. " يا لهيبتك أيها العربي .. ما الذي يكسرها ! .. لا شيء بالطبع "
انتهى إلى هنا ,,,
#غربة_خريف
|