عندما سمعت رندة اسم جميلة خافت عليها و بدأ التردد في وجهها فابتسم عز بفخر فلقد نجحت خطته فقال لها"اه ماذا
قررت؟"ثم يهم يالمغادرة غير أن رندة توقفه قائلة"سأذهب معك لكن أبي سيكون خارج لعبتنا"و هنا يتظاهر عز بالتفكير ثم
يجيبها و هو ينظر ناحية حسين الذي فسد لون وجهه"اما هو أو جميلة"و هنا يتدخل حسين قائلا و هو ينهي الموضوع"هيا بنا
يا رندة"فتحاول رندة الاعتراض لكن نظرة أبوها تسكتها،و الى هنا يسير عز أولا و وراءه رندة و حسين بعدما أغلقا محلهما ثم
ركبا السيارة بصمت الى أن أوصلهما عز الى موقعه الخاص و هنا تفاجؤوا برائحة عفنة و عندما دخلوا الى الكوخ انصدمت رندة
و حسين حيث لم تكن هذه الرائحة الا رائحة جثتي وردة و عمران نعم لقد ماتا بعد طول عناء و لم يكن أحد يعلم بهما فكانا
في موقع لا يمر منه أحد و هنا ابتلعت رندة ريقها بصعوبة قائلة"أي انسان أنت؟الان الحصيلة 3 ماذا تريد بعد؟قل اخبرني ماذا
فعلا لك حتى تكون هذه نهايتهما؟"فلم يرد عليها بل طلب من حراسه تكبيلها وربطها مع أبيها و غادر المكان متوجه الى
ضحيته الثانية جميلة فبحث عنها في الاقامة الجامعية و لم يجدها ثم ذهب الى أصدقاءها و صديقاتها لكن دون جدوى و
ذهب الى عائشة و سأل عنها و كذلك لم بجد لها أثر و هنا ساوره الشك"أين يمكن أن يختفوا هكذا؟"ثم تذكرالدكتور رامز أكيد
جميلة عنده،و هنا استقل سيارته و أنطلق بها بسرعة جنونية الى أن وصل الى المشفى فأوقفها ثم ارتجل منها بخطوات
سريعة و دخل الى المشفى و قابل رامز فأمسكه من يده و أدخله الى مكتبه فتركه و سألها مباشرة"أين هي
جميلة؟"فيجيبه رامز بكل ثقة"و ما أدراني أنا"فيصر عز على أسنانه و يضيف"اه معك حق فجميلة لن تتأتي الى فاشل
مثلك"ثم يغادر بسرعة أما رامز فانفجر من الضحك قائلا"عن قريب ستعرف من الفاشل"ثم يتصل بصهيب فيجيبه صهيب"أهلا
عمي كيف حالك؟"فيجيبه رامز بضيق مازجا"أنا لست عمك يا ولد،فأنا اتصلت من أجل جميلة أريد الاطمئنان عليها فعز كان
هنا منذ قليل و هو يبحث عنها"فيرد عليه صهيب و هو يحتضن جميلة من كتفها"لا تقلق يا عماه لكن لا أستطيع أن أجازف
بحياة حبيبتي فهي بخير وتسلم عليك"فيبتسم رامز ثم يرد عليه مازحا"افعل ما شئت لكن أقسم أنك ستندم"و هنا يقول له
صهيب"اسف عماه الواجب ينادي،عز يتصل بي عندما ننتهي من هذه الأزمة عاقبني مثلما تريد"ثم يغلق السماعة أما رامز
فيدعو من قلبه أن تنجح هذه المهمة على خير و يلتم الشمل.
يرد صهيب على عز بكل ثقة"نعم سيد عز هل هناك شيء؟"فيسأله عز بتوجس"هل رأيت اليوم جميلة؟"فيجيبه صهيب بكل
براءة و هو يقبل جميلة على وجنتها"لا"فيسأله عز مرة ثانية"أين تكون قد ذهبت يا ترى؟فحتى عند ذهابي الى بيتك لم
أجدها و لم أجد أمك،هل ممكن حصل لهما مكروه لسمح الله؟"فيجيبه صهيب و هو يحتضن أمه من جهة و جميلة من جهة
أخرى"الحقيقة لا أعلم فغريب حقا أمي دائما تخبرني عندما تود مغادرة البيت و ليس من عادتها ترك البيت هكذا؟"فيغلق عز
بعدما شكرصهيب و الحيرة تأكله أكل.
عندما يغلق صهيب السماعة تدير أمه ذقنه باتجاهها و تسأله بقلق"صهيب أخاف اذا كشف لعبتك ستكون نهايتك"فيجيبها
صهيب بابتسامته الساحرة"لا تخافي يا أمي المهم نجد عمتي رندة أنا خائف أن يكون مكروها أصابها"و بعدها يقبل جبين أمه
و يلتفت الى جميلة التي كانت منكمشة على نفسها و هي تحتضن ذراعه فلقد كانت مصدومة حقا فقد أخبرها صهيب بكل
الحقيقة بداية بعمله و كيف عرفها و أحبها و ارغام عز ليتزوج بها مرورا برسالة أمها التي كشفت كل الحقائق بدأ بكون حاتم
خالها و جرم عز اتجاهه،فاقترب صهيب منها باسما"مابك يا حلوتي أعدك أن أرجع أمك سالمة معافية"فتزيح رأسها الى
الجهة الأخرى قائلة"أنت كاذب لقد كذبت عليا فلم تخبرني بالحقيقة الا الان أنا أكرهك،أكرهك"و هنا يمسك صهيب ذقنها و
يديرها ناحيته برفق"أنا اسف حقا،لكنني كنت خائف جد عليك اذا عرفت الحقيقة سيؤذونني بك،و الان ارجوك ابتسمي من
أجلي و كفاكي بكاء فأنا لا أريد أن أمسح دموع أطفالي دائما هكذا مثلك"و هنا تهم جميلة بمسح دموعها لكن صهيب
يمنعها و يبدأ بتقبيل دموعها حتى تجف و هي مصدومة من فعلته هذه.
لم يرجع عز الى الموقع الذي حبس فيه رندة و أبوها فهو طوال الليل يبحث عن مكان جميلة فكأنها فص ملح و ذاب فما كان
منه الى أن ذهب الى قصره و أخذ حماما طويل ليسترخي و بعدما انتهى توجه الى سريره ثم نام نومة طويلة لم يستيقظ الا
بدخول رجال الشرطة الى بيته و اقتحام غرفته و العجيب أن ابنه كان معهم بالاضافة الى عائشة و جميلة،فصرخ في وجههم
قائلا"من أنتم حتى تدخلوا غرفتي بهذه الطريقة؟"فيرد صهيب بكل هدوء"نحن هنا لننفذ الأوامر بالقاء القبض عليك يا سيد عز
فأنت محكوم عليك بالاعدام لقتلك حاتم الراسي و خطفك لأخته و أبيه بالاضافة الى خطف وردة و عمران،فهيا معنا دون
شوشرة"فيرد عليه عز ساخر"لم تحزر يا ابني،فاذا أردت سجني حقا عليك مواجهتي و اذا استطعت فالموت أرحم من
السجون فأنا لا أحب السجون و لا أريد التعشش فيها"فيجيبه صهيب بتحد"لك ذلك"لكن عائشة و جميلة تسرعا باتجاه
صهيب فعائشة تتوسله قائلة"ماهذا الهراء ارجوك صهيب لن أستطيع تحمل خسارتك انه مريض نفسي لا تسمع كلامه فهو
عاشق لكل لون أحمر انه مصاص دماء و ليس انسان"لكن صهيب يبتسم لها ثم يقبل جبينها و يزيحها قائلا"لا تقلقي يا أمي
لن يحصل شيئ"لكن جميلة تضيف باكية"صهيب أرجوك أنا و ابنك نحتاجك معنا لا تلقي بيدك الى التهلكة"فيحتضنها قليلا ثم
يهمس في اذنها"من أجلك و من أجل ابني سأعيش"ثم يتركها لكن جميلة تسرع اليه و تحتضن ظهره و هذا ما يزعج عز
فيزمجر فيهم"كفاكم
رومانسية هيا اسرع يا صهيب أم أنك تخاف مواجهتي أيه الطفل المدلل"و بعدها يضحك ساخر،و هذا ما
يزيد من غضب صهيب فيحاول ابعاد جميلة لكن جميلة تزيد من ضغطها عليه و هنا لم يجد صهيب حل الا بفك يدي جميلة
بعنف ففعل ذلك أمام أنظار جميلة الباكية و الراجية له بأن يعود اليها،و من جهة اخرة أعوان الشرطة على أب استعداد للقضاء
على عز لكن صهيب نظر باتجاهم نظرة ذات معنى حتى لا يتدخلوا في مشكلته مع أبيه،كما أن صهيب لم يلتفت ناحية أمه و
زوجته حيث كان مصرا على احضار رأس أبيه و عندما أصبح مقابلا لعز رمى هذا الأخيرسيف حقيقي باتجاه ابنه و خاطبه
ساخرا"حظ موفق"ثم يضيف هامسا في أذنه"شرطي الأخير أن المبارزة بالسيف سنتكون حقيقية و ليست استعراضا للقوة
فعندما تحن الفرصة المناسبة سيقتل الواحد منا الاخر"و عند القاء عز اخر كلام عنده تبدأ المبارزة فالان لا تسمع الا أصوات
قعقعة السيوف و دقات قلوب الحاضرين و دعاء عائشة و دموعها التي تشاركها فيها جميلة،فاحتذم الصراع بين عز و صهيب
فكلما هاجم صهيب يتصدى له عز و هكذا حتى وصلت اللحظة الحاسمة و قد نال التعب كل منهما فوقعا و السيفان منغرزان
في قلبهما و هنا يسأل صهيب عز بتعب"ألن تخبرني بمكان رندة فأنا أرى نهايتك و نهايتي معك"فيجيبه عز بألم"لن أخبرك
فكما قلت نهايتي و نهايتك قد حانت"و هنا يقعا في الأرض مغمضا العينين و لا تسمع الا صرخات و رجاء عائشة و جميلة حتى
يفتح صهيب عينيه،فاقتربت جميلة من وجه صهيب غير مصدقة و هي تصرخ فيه باكية"لقد وعدتني أنك لن تتركني،هيا افتح
عينك ارجوك"ثم تقبله على شفتيه بكل قوة لكن لا مجيب و هنا تمسك يده و تضعها على بطنها مضيفة"ابنك يريدك،لن
أستطيع تربيته وحدي،انظر انه يتحرك،صهيب حبيبي أفيق ارجوك"و هنا تحتضنه بعدما يئست من استيقاظه و هي تقبل
وجهه باكية،أما عائشة فكانت غائبة عن الوعي و الى هنا اتصلت الشرطة بالاسعاف التي جاءت فورا لنقل الجثتين نعم
الجثتين فلقد مات كل من عز و صهيب بسبب عناد الأول و طموح الثاني للقضاء على الفساد و الاجرام،و قد تكون هذه صورة
عن العدالة في مجتمعاتنا عندما يلتقي الخير مع الشر فلا منتصر بينهما.