اوقف عز سيارته امام محل البقالة الخاص برندة و الحاج حسين ثم دخل سريعا و عندما وصل يستغرب كل من حسين و رندة
وجوده بينهما فيلقي عز التحية قائلا"السلام عليكم أريد منكم طلب لو سمحتم اغلقوا المحل لأن المكان الذي سنذهب اليه
بعيد بعض الشيء"فترد عليه رندة بعدما زالت دهشتها"لن نذهب معك الى أي مكان،فلقد وعدتنا أنك لن ترينا وجهك و نحن
الان لم نرتكب أي خطأ يستوجب حضور حضرتك هنا و كفاية ما عانيناه بسببك طيلة معرفتنا بك"فيجيبها عز ساخر"لم تروا
شيء بعد فان لم تأتوا بمحض ارادتكم فأنا لي طرق لاحضاركم غصب عنكم"فترد عليه رندة بنفس السخرية"و نحن لا بهمنا
شيء بعد الان و اذا كتب لنا الله سبحانه و تعالى أن نقتل على يدك فنحن جاهزون"فيصفق عز بحرارة ثم يضيف قائلا"اه رندة
لم أعرفك حقا لقد تغيرت كثيرا منذ اخر لقاء بيننا و اصبحت امرأة حديدية لكن من أين لك كل هذه الشجاعة يا خنفوستي
الصغيرة؟"فتجيب رندة بكل ثقة"اكتسبت شخصية جديدة بعدما افترقنا على بعض فأنت طمست شخصيتي و الان استرجعتها
فالتي كنت أتحمل من أجلها تخلت عني و أنا أعيش من أجلي و من أجل أبي"فيسألها عز مباشرة و قد بانت على ملامحه
الضيق"هل ستأتي أم أبدأ بجميلة؟".
عندما وصل صهيب الى مكتبه جاءه حارسه مسرع قائلا"تفضل سيدي أحضرتهم سيدة منذ الصباح و قالت أنها تحمل أسرار
كثيرة عن عز تاجي"فيأخذهم صهيب سائلا اياه"هل عرفت على نفسها؟"فيجيبه الحارس"لا قالت أنك تعرفها و ستتعرف
عليها بعدما تفتح هذا الظرف؟"فيشكره صهيب و يطلب منه المغادرة و هنا يتجه صهيب الى مكتبه و يبدأ بفتح الظرف فاذا به
أوراق تخص أبوه حاتم الراسي و تسجيل فيديو بالاضافة الى رسالة موجهة له،فيبادر بقراءتها أولا:
"السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،هاقد كبرت يا صهيب و حققت حلم أبوك لطالما أحب والدك أن تعمل في سلك العدالة و
تكشف المجرمين لكن للاسف كانت نهايته مأساوية قبل أن يقبض على المجرمين و الفاسدين،قد تستغرب لماذا أعلم
بحقيقة وظيفتك حسنا أنا سأطمئنك لم أكن أعرف حقيقة عملك الا بعد بحث طويل عن أهل أخي فاكتشفت سرك الدفين
الذي لا تعرفه حتى جميلة،كما أنني لم أعرفك بنفسي بعد حسنا سأعرفك بنفسي أنا رندة الراسي عمتك لا تتفاجأ يا
حبيبي لكن هذه الحقيقة و قد اكتشفتها متأخرة بعد الشيء،فبعد رجوعي الى أبي أخبرني كل شيء متعلق
بالماضي،اسفة صهيب قد أكون السبب الرئيسي في موت أبيك لكن المال يفعل بصاحبه الكثير،لقد كنت شابة في ذلك
الوقت لما عينوني سكرتيرة لعز بعدما عاد من سفره فأنا من طلبت من حاتم ذلك لانني كنت أعرف عز جيدا فقد كونا جيران
فكم كنت أحسد عائشة على هكذا زوج فقد كان يعاملها معاملة الملوك كما لا أخفيك أن رامز كان يعاملني معاملة حسنة
لكن كنت أعيب فقره فقد كنت أحلم أن أكون فوق الجميع و ذلك لجمالي الذي وهبني اياه الله تعالى و هذا ما غرني لأجرب
حظي مع الجنرال الذي لا يختلف اثنين في مقدار حبه و عشقه لأمك عائشة،و حتى أكون صريحة معك كنت أعلم في قرارة
نفسي أنني سأدخل حرب خاسرة لكن الشيطان زين لي الفكرة رغم أني كنت في ذلك الوقت متطلقة من الدكتور رامز أب
جميلة بعدما افتعلت مشكلة من لا شيء حيث قارنته بعز و أنه مهما عمل لن يصل الى ظفره و هنا جن جنونه و طلقني
بالثلاثة في لحظة غضب،اما في ذلك اليوم الذي راودت عز على نفسه كنت أعلم أني حامل لكن عند دخولي الى العمل و
في يباناتي الشخصية لم أذكر أنني مرتبطة أو على الأقل مطلقة و بهذا خدعت عز طيلة الفترة السابقة الى أن كشفت
الحقيقة يوم سوء التفاهم الذي وقع لجميلة،و بعدما نجحت خطتي للايقاع بعز لم تتحمل عائشة خيانته لها فطلبت الطلاق و
بعد جهد جهيد و بتدخل من حاتم تم تطليقهما رغم أن عز لم يرضى بذلك لكن عشقه الكبير لعائشة جعله يخضع لطلبها فهو
لا يرفض لها طلب ثم تزوجنا نحن لكن كما تعلم كان زواج على الورق فقط فطيلة تلك السنوات لم يلمسني و لو حتى بالخطأ
و كل ما تمنيته حصلت عليه في الحقيقة الا قلبه لم يكن يوم لي وبعد طلاق عائشة من عز تزوجها حاتم رحمه الله لكن ذلك
الزواج كان صوريا فقط فقلب أمك متعلق بعز لكن القدر شاء أن يفرقهما رغم حبهما الكبير و أنا السبب في ذلك لكن أقسم لك
أن حاتم تزوج عائشة ليس من أجل أن يغيض عز فقط لكن أخي أيضا كان يكن لها المشاعر و لهذا خططت معه لأحصل أنا
على عز و هو يحصل على عائشة،لكن عز كان ذكاءه حاد و جد فطن فاعتبرها خطة مني و من حاتم لنفرقه عن عائشة و
لهذا قتله نعم قتل عز حاتم و شرب من دمه كذلك و كل ذلك كان بحضوري فلقد قتله في قصره و في غرفتي كذلك بعدما
أدرجه الى قصره بعد أن كذب عليه أنه يحتاجه رأيه في قضية ما،أنا أعرف كذلك أن عز خدعك و قد أوهمك أنه سيساعدك
على ايجاد قاتل أبوك لكن القاتل كان أمامك و عندما أرغمك على الزواج من جميلة لأنه علم أنك تحبها و هي كذلك تحبك
فمنذ أن رأتك في الجامعة و هي دوما كانت تتكلم عليك بلهفة و لهذا خطط عز بأن يزوجكما ثم يقتلك بعدما تعيشان مع
بعض و تألفا العيش سوية،فعز مريض حقا فهو يريد أن يفرق الأحبة و يمكن أنا السبب الذي جعلته هكذا كالأسد الهائج بعدما
كان يضرب فيه المثل عن حسن الخلق و مشاعره النبيلة لعائشة،و بالعودة الى حيثيات جريمة عز فلحد الان لم يجددوا سبب
لقتل حاتم فاعتبروه انتحر لكن الحقيقة أنه قتل و المجرم هو عز التاجي القريب منك و أنت تبحث في دائرة مفرغة و الان كل
الأدلة صارت بحوزتك،اه ارتاح ضميري الان و الان جاء دورك يا بطل أنا متأكدة من نجاحك و الان استودعك الله الذي لا تضييع
ودائعه و أتمنى أن تعتني بجميلة جيد و لو حتى من بعيد".
بعدما فرغ صهيب من قراءة الرسالة الصادمة فتح باقي الأوراق فوجدها تحكي عن انتحار حاتم و عندما أشعل شريط الفيديو و
هنا انسكبت دموعه بغزارة و هو يشاهد بشاعة الجريمة الذي اقترفها أبوه الشرعي على أحن أب وجده في الكون و الى هنا
تذكر صهيب كيف كان حاتم قدوته فتعلم منه حب الاخرين و احترامهم و مساعدة الضعفاء و المحتاجين كما لم ينسى كيف
كان يساعده في مراجعة دروسه كما علمه كيف يتوضأ و يصلي و كيف كان يحكي له قبل نومه الحكايات و
قصص الانبياء و و
الى هنا استفاق صهيب من ذكرياته فزاد من قبضة يده و هو يتوعد في عز كما أحس أن عمته و جده في خطر لكن كيف
سيساعدهم؟كما لم ينسى أمه عائشة و زوجته الحبيبة جميلة،فهب واقف و اتجه الى الجامعة بعدما اتصل بمساعديه
ليذهبوا الى البيت و يحضروا أمه،فاستلق سيارته و انطلق بها بسرعة و عندما وصل الى الجامعة أوقف السيارة ثم ركض في
الممرات باحثا عنها و هو يتمنى أنه لم يصل متأخر عليها و عندما أقبلت من كافتيريا الجامعة مع
غادة و فادي استغربت وجود
صهيب و عندما لمحها هذا الاخير ركض اليها و احتضنها بكل قوة فسقطت حقيبتها و أوراق المحاضرة و عندما أطال صهيب
احتضانها تأوهت في ألم فتركها ثم حملها أمام دهشة الطلاب و الأساتذة و حتى قوات الأمن الذي أسرعوا باتجاههما امرين
صهيب بتركها فيدخل صهيب يده في جيبه و يخرج منها دفتره العائلي و هنا يبتسموا رجال الامن و يتركونه يكمل طريقه و
عندما يصل الى سيارته يفتحها و يدخل جميلة و يضع لها حزام الأمان أمام أنظار جميلة التي لا تدري مابه صهيب فانها حتى
لم تستطع النطق و عندما انتهى اتجه الى باب السائق و فتحه ثم انطلق بسرعة جنونية أخافت جميلة فاغلقت عيناها بقوة
و هي تمسك بطنها وعندما رأى صهيب ملامح الخوف الظاهرة على ملامحها اقترب من أذنها و همس لها قائلا"حبيبتي لا
تخافي ارجوك أنت معي و لن يحصل لك مكروه ان شاء الله و اعدك اننا عندما نصل الى مكان آمن سأخبرك بكل شيء"ثم
يقبل وجنتها و يرجع الى القيادة من جديد و عقله يفكر بكم المصائب التي وقعت فوق رأسه.