كاتب الموضوع :
wafa hadad
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: لن تدوم السعادة
الفصل الخامس
توجهت عائشة مع صهيب و سلوى جارتها الى السيارة التي يقودها زوج هذه الاخيرة و هنا الجميع لاحظ توتر صهيب فما كان
من أمه الى أن امسكت بيده قائلة"مابك يا صهيب لماذا انت متوتر هكذا"فيقبل صهيب كف أمه قائلا"لا شيء يا امي لكن
تعلمين انني اكره المناسبات و هذا الجو يخنقني و انا بهذه البدلة السخيفة"فترد عليه امه باسمة"ماذا تقول يا ابني انت في
غاية الجمال و الجاذبية ستفتن بك جميع الفتيات واولهن زوجتك"فتضحك سلوى بعد ذلك قائلة"اه يا صهيب كبرت و اصبحت
عريس و غذا نرى اولادك في حضنك يالها من نهاية سعيدة،لكن لماذا لم تطل فترة الخطوبة حتى يتسنى لك أن تعرف الفتاة
جيدا"فيقاطعها صهيب و قد بانت عليه ملامح الضيق"انا اعرف جميلة جيدا فهي ابنة الاصل و....."فتقاطعه هذه المرة سلوى
قائلة"و هل هي جميلة كاسمها"،و هنا يحمر صهيب خجلا و يفضل الصمت فلم يبقى القليل للوصول الى قصر التاجي،فهو
بالرغم من حبه لسلوى و اعتبارها اخت لم تلده امه لكن يكره فضولها و تدخلها في الامور التي لا تعنيها،و هنا استفاق
صهيب من شروده حيث كنت امه تطبطب على كتفه و تحثه على الخروج لانهم وصلوا الى قصر التاجي الذي كان في يوم
من الايام تحت امرها و تصرفها فلاحظت انه لم يتغير شيء منذ تركته قبل سنوات،فالحديقة لا تزال مزهرة بشتى انواع الزهور
و الورود و عطورها التي تبعث في النفس الهدوء و السكينة كما ان القصر لا يزال كبيرا و لا تزال صباغة الجدران على حالها
لكن احست و كانه خاوي من الداخل بارد كبرود الصقيع رغم وجود اهل يسكنون به فتنهدت و هم امام الباب يدقدقون
فيه،ففتحت صابرين الباب على مصرعيه و ابتسامة تملأ شفاتيها قائلة"تفضوا بالدخول زارتنا البركة ادخلوا الى تلك الغرفة
التي اليسار فالسيدة رندة تنتظركم هناك،تصرفوا على راحتكم و اعتبروا البيت بيتكم"ثم همت للدخول للمطبخ و هنا همست
سلوى في اذن عائشة"هل نحن في عزاء لا يوجد لا معازيم و لا موسيقى اظننا اخطأنا العنوان"فتهم عائشة بالردة عليها لولا
الخروج المباغة لرندة من غرفة الضيوف فتنصدما لرؤية بعضهما لكن سرعان ما تشتت رندة نظراتها على الجميع دون مبالاة
قائلة لهم بلهجة امر"الم تخبركم الخادمة انني انتظركم من وقت،هل تودون مني أن اخرج شخصيا لاستقبالكم؟"ثم تنظر
باتجاه عائشة بتعالي مما افقد عائشة صوابها و كانت تود الرد عليها لولا أن صهيب مسكها قائلا"اتركينا منها يا امي نحن
سنأخذ جميلة و ننصرف"فاومأت عائشة لابنها بالايجاب و لحقا برندة اما سلوى فكانت في حالة دهول تام فكانت محدثة
نفسها قائلة"مع كل هذا العز لم يحضروا حفلا ضخما،يالها من عائلة،ما سر كل هذا الجفاء في المعاملة،كنت أظنها حفلة
للاغنياء صرفت كل نقودي لابدو مثلهم في الشكل و التصرف لكن يالحظي العاتر لو كنت اعلم لما اتيت من الاصل وبقيت في
بيتي اشاهد التلفاز و احلم بالبطل الذي يطل عليا و ينتشلني من هذه الحياة الكريهة"و نظرت بعد ذلك لزوجها ثم لحقت
بصهيب و امه و جلست بجوارهما بعدما فتحت فاءها من ثراء هذه العائلة الغريبة؟
اما عز فكان يراقب كل شيء منذ وصول عائشة و سوء معاملتها من طرف زوجته المصون لكن تعهد بينه و بين نفسه انه
سينتقم من اجلها فرغم كل هذه السنين لازال فؤاده معلق بها و لن يجعل امرأة مثل رندة التي انتشلها من قمامة توذي
حبيبته عائشة و لو بكلمة،ثم توجه بعد ذلك الى غرفة ابنته و الغضب يعميه و هذا ما زاد ارتجاف و دقات قلب جميلة بعدما
اقتحم ابوها غرفتها بكل وحشية دون ان يدق الباب اصلا ناظرا باتجاهها قائلا"لقد وصل العريس كفاكي دلال و هيا
معي"فاجابته جميلة راجية و باكية"لا اود يا ابي ارجوك اعتقني انا خائفة جدا ارجو...."فلم يسمع ابوها باقي كلامها و اصبح
يجرها من يدها و هي تتوسل اليه و كانت امها تتبعها بأنظارها بكل اسى بعدما غادت غرفة الضيوف حتى وصلا الى نهاية
السلم و هنا جاء صهيب بسرعة بعدما المه قلبه لسماع توسلات و دموع جميلة التي لم تتوقف فدفعها عز باتجاه صهيب
قائلا"خذها هي الان ملكك افعل بها ما تشاء و شرطي الاخير ان تعيشا مع بعض الى اخر العمر حتى و ان كانت بينكما
مشاكل فلا اود طلاق بينكما و بالتالي لا اسمح برجوع ابنتي الا اذا كانت زيارة قصيرة فقط"ثم يزيح نظره باتجاه عائشة التي
خرجت للتو لتعرف ما حدث فتاهى فيها و هو يحدث نفسه"لقد زدت فتنة و جمالا يا عائشة مع مرور السنين و حجابك
اعطاكي هالة ملائكية خاصة"و بعد كلمات العيون بينها التفت عزمغادرا الى غرفته كفهد جريح بعدما رأى بامن عينيه حبيبته
الطاهرة بعد كل هذه السنين مازال قلبه يدق و يلهف للقاءها و يشبع حواسها في النظر لملامحها البريئة فدخل غرفة مكتبه
و اغلقها بعدما القى نظرات وعيد لرندة التي كانت في أعلى السلم تنظر دور حراك و هنا فقط انهار و تساقطت دموعه
الواحدة تلوى الاخرى ينعي بقايا حبه.
انصدم صهيب و من معه من تصرف عز و كأن ابنته جميلة حثالة أو قمامة و هنا شكت سلوى ان تكون جميلة ارتكبت خطيئة
جعلت ابوها يتصرف هكذا و ارغم صهيب الزواج بها حتى يستر عليها فهي تعرف صهيب جيدا لا يمكن أن يوذي نملة و في
غمرة افكارها اسرعت رندة الخطى نحوهم معتذرة"اسفة على تصرف زوجي لا اعلم ما به هذه الايام،انها ضغوطات عمله
فانت تعلمون هو يحتل منصب الجنيرال"و عندما نطقت منصب عز حولت نظراتها المغرورة باتجاه عائشة التي ما ان رأتها حتى
استغفرت الله،اما سلوى فسألتها قائلة"مادام هكذا مشغول لماذا عجلتم بالزواج؟"فتلعثمت رندة و لم تستطع ايجابتها
فحاولت عائشة أن تدارك الموقف قائلة"انه ابني منذ راها و هو يحسب الايام لتكون حلاله"ثم ابتسمت لسلوى و هنا تنهدت
رندة و هي تحثهم قائلة"تفضلوا بالجلوس ساطلب من الخدم احضار الضيافة"فتحركت رندة تسبقهم تليها عائشة فسلوى.
اما جميلة فكانت كالصنم فقد سمعت حوارهم لكن لم تبالي فلقد كانت حزينة من اجل نفسها لكن مهلا هي تشعر بالراحة
في حضن هذا الغريب،نعم لم تكن جميلة تعلم انها في حضن حبيبها صهيب فعندما دفعها ابوها باتجاهه سقطت في حضنه و
وجهها مختبأ في صدره فلم تريد الابتعاد عن هذا الصدر الحاني و ذلك لاحساسها بلذة و امان في حضنه و لم ترفع رأسها الا
لما سمعت دقات قلبه السريعة و المتلاحقة و هنا صدمت لرأيته و لم تستطع الكلام الا بهمهمات"ههههه...لللل..هل
اننن...انت صهيب حقا ام أن عقلي بدأ بالتخريف"فيجيبها باسما"بل انا بشحمه و لحمه و دمه كذلك"فتدمع عيناها لكن
سرعان ما يعيدها صهيب الى حضنه و يزيد احتضانه لها مع زيادة شهقاتها ماسحا على شعرها و ظهرها مهدئا اياها و قائلا
لها"لا تخافي جميلة انت الان معي و اعدك انه لن يحدث لك مكروه"فتدفعه باكية"لا تلمسني لقد خدعتني،كذبت عليا،انت
بذلك مثل ابي انا اكرهك"فينصدم صهيب من كلامها شارحا لها"اتركيني اوضح لكي وجهة نظري من فضلك يا
جميلة،فأنت..."فتصرخ في وجهه قائلة"طلقني صهيب و الان" و هنا تـأتي اليها عائشة و رندة بعدما سمعا صراخها،فتقترب
منها عائشة مبتسمة قائلة لها"ما هذا الكلام الذي تنطقين به ابنتي فأنتها تحبا..."فيقاطعها صهيب قائلا"امي من فضلك
اذهبي مع السيدة رندة وانا سأبقى لاتفاهم مع جميلة"فتوؤم الام بالايجاب و تغادر و معها رندة و في الطريق لم تنطق اي
منها بكلمة واحدة.
و عندما بقي صهيب مع جميلة لوحدهما نطق بصراحة"انا حقا اسف لم استطع اخبارك لان والدك اصر على ذلك"فتجيبه
جميلة بمرارة"نعم كان يجب ان اعرف من الاول ان سبب تعاستي دائما هو والدي يالا السخافة و هو الان يرميني تحت
قدميك لاكون جارية بل خاد..."و لم تستطع جميلة اكمال جملتها لان صهيب باغتها بقبلة عاطفية طويلة اجتاحت كيانها و لم
تستطع جميلة الا ان تتجاوب معه لانه في الاخير حبيبها الاولي و لم يستطيعا التوقف الا بمرور صابرين المفاجىء لكليهما
فابتعدا عن بعضهما،و هنا اعتذرت صابرين لهما و فرت باتجاه المطبخ بنفس السرعة التي ظهرت بها،حاولت جميلة الهروب من
صهيب غير انه فطن لحركتها فأمسكها من خصرها متعمدا احراجها امام صابرين التي كانت تأخذ الاطباق باتجاه غرفة الضيوف
و تحاول الا تحسسهم بوجودها و التي فرت من امامهما خشيت أن يعيدا الكرة مرة اخرى فهي لم ترتح بتاتا لنظرات صهيب
نحو شفاه جميلة،و هنا تنفجر جميلة في وجهه قائلة"ايها الغبي ماذا سوف تقوله عني صابرين الان؟و بعد ذلك ستخبر امي
بتأكيد"فيرد عليها صهيب مبتسما"الست زوجتي؟فيحق لي أكثر من قبلة و أمك و صابرين و كل العالم يعرف ذلك
جيدا"فخجلت جميلة من كلامه الجريء و اخفضت رأسها لكن سرعان ما رفع صهيب ذقنها قائلا لها"لم كل هذا الخجل يا حلوة
انها البداية فقط"ثم يسيران مع بعض متجهان الى اهلهما و الفرحة ترسم اقاسيم وجهيهما فيا ترى هل سيجدان السعادة
التي يبحثان عنها؟
فيدخلا الى غرفة الضيوف و لما ترى سلوى منظر صهيب و زوجته تبتسم لهما و هذا ما يزيد خجل و احمرار وجه جميلة التي
اعتقدت ان سلوى كشفت ماكانا يفعلانه منذ وقت قصير فما لبثت أن رفعة نظرها باتجاه صهيب الذي ابتسم لها ابتسامة
جميلة و هنا فقط انصدمت جميلة لما رأته فخبأت وجهها بين يديها محدثة نفسها"اه لقد انكشفنا و كله بسبب صهيب الغبي"
فتسرع الخطى نحو عائشة و هي تقبل يدها معتذرة"اسفة يا امي على فضاضتي قبل قليل لقد كانت اعصابي متشنجة و انا
لا اعلم من يكون زوجي المستقبلي"،فتمسح الحاجة عائشة على شعرها قائلة"كلنا مررنا بهذا الوقت العصيب فلا تتأسفي
يا حبيبتي فترك بيت الوالدين اصعب شيء فالانسان لا يطيق ترك البيت الذي عاش فيه طفولته و فراق اهله الذين هم اغلى
ما عند الانسان"و هنا تقاطعها رندة معاتبة ابنتها"ارى انك يا جميلة نسيتني لمجرد رؤية حبيبك و امه؟"و هنا تركض اليها
ابنتها متأسفة"اسفة يا امي لكن انت علمتني انني عندما أخطأ عليا أن أصحح خطئي أولا،و انا اخطأت في حق الحاجة
عائشة، ام أنت فأنت تاج فوق رأسي"ثم تقبل يديها و جبينها فتدفع الحاجة عائشة ابنها نحو رندة حتى يكسب رضاها هو
كذلك و ينصرفوا بعد ذلك لان الوقت متأخر من جهة و احساسها بأنها غيرمرغوب بها في القصر من جهة أخرى خاصة بعد
اعتكاف عز في غرفته و تصرف رندة نحوها.
|