كاتب الموضوع :
wafa hadad
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: لن تدوم السعادة
الفصل السابع و العشرين
بعدما غادرت جميلة من مكتب عز بحثت عن مكتب محاماة حتى تسجل قضية طلاقها من صهيب لكن بلا جدوى فبحث و
بحثت حتى تعبت قدماها و عندما ارادت الرجوع الى غرفتها في الإقامة وجدت قدماها تقودانها الى عش الزوجية أي بيتها
السابق فبدأت بالبحث عن المفتاح في حقيبة يدها فلم تجده و عندما ارادت الطرق على الباب تفاجأت بالباب يفتح من
الداخل فالتقت نظراتها مع نظرات صهيب و بقيا يحدقان في بعضهما و لم يخرجهما من تأملهما الا صوت الحاجة عائشة التي
جاءت مسرعة تسأل ابنها قائلة"مابك يا ابني قلت أنك مستعجل ألم..."و لم تستطيع اكمال جملتها فلقد التقت نظراتها
بنظرات جميلة الهادئة غير أن جميلة تشيح ببصرها و توجه كلامها مباشرة لصهيب قائلة له"المعذرة افصح لي الطريق لو
سمحت فأنا مستعجلة جئت فقط من أجل أخذ أغراضي"و ما كان من صهيب الا أن أزاح نفسه من أمام الباب و هنا دخلت
جميلة فأغمض صهيب عينيه و هو يستنشق رائحة عطرها النفاذة فما كان منه الى أن أمسك بمعصمها و ادارها ناحيته و هنا
انفجرت جميلة في وجهه و عيونها تلمع بتحد لم يره من قبل قائلة له"ماذا تريد مني الان؟أنت لا تفهم أنا أود الطلاق أليس
لذيك ذرة من الرجولة طلقني"لكن صهيب زاد من شدة مسكه لمعصمها قائلا لها و هو يصك على أسنانه"لن أطلقكي
فهمتي لن يربى ابني شخص اخر لكن اذا أردت أنت التخلي عن ابنك فلكي ذلك"فتجيبه جميلة و الغضب يتطاير من
عينيها"فشرت،لن أترك ابني فهو لي وحدي فقط و أنت ستطلقني و ان كان هذا اخر شيء أفعله في حياتي" ثم تنزع جميلة
يد صهيب بعنف بعدما ارخى يده عليها،فتهم جميلة بالدخول غير أن الحاجة عائشة تقطع طريقها قائلة لها بكل حنية"ارجوكي
يا جميلة المشاكل لا تحل بهذه العصبية،و اذا حصل الطلاق لسمح الله فان ابنك هو الخاسر صدقيني فأنا..."و لم تكمل
عائشة كلامها لان صهيب قاطعها قائلا لها و أنظاره على جميلة"أمي كفاكي توسل لها،فأنت تعلمين أنه اذا حصل الطلاق
فعلا فلن ترى ابنها و اقسم على ذلك"ثم أشار بيده لجميلة التي ردت عليه و كلامها موجه للحاجة عائشة و نظرها على
صهيب"صدقيني يا حاجة و أقسم لكي أنه هو من لا يرى ابنه و سأربي ابني بعيدا عن تعقيد ابنك و اخبريه أنني كرهت
الزواج و الفضل لابنك المصون فأنا الان لن أعطي الصلاحية التامة لأي رجل ليتحكم بحياتي مرة أخرى فلقد رأيت حب ابنك لي
فكان مجرد تمثيلية فاشلة القت باخر فصولها يوم ضربه لي"ثم تركتهما جميلة و دخلت الى غرفتها السابقة مع صهيب أمام
أنظار صهيب و عائشة المصدومة،أما جميلة فلقد ندمت على اليوم الذي قررت فيه المجيء الى هنا ثم توجهت الى خزانتها و
بدأت برمي ملابسها فوق السرير حتى تجمعهم بعد ذلك في حقيبتها و هي تكتم دموعها فلكل قطعة من ملابسها قصة مع
حبيبها صهيب فحملت الفستان البني الذي يصل الى نصف الساق و هو أطول فستان لها فلقد اشترته بعد حادثة البحر
حيث بعد عودتهما عاقبها صهيب عقاب شديد لكن بطريقته الخاصة حيث أنه أدخلها معه الى الحمام و قام باستحمامها بالماء
الدافيء حتى لا تصيبها نوبة الزكام ثم حبسها معه في الغرفة و أعطاها دروسا في العشق و في اليوم التالي و عندما
استيقظت جميلة لم تجد صهيب في مكانه ففرحت لأنه أخيرا ستستطيع الخروج و عندما همت بمغادرة السرير ارادت أولا
الذهاب الى الحمام و عندما فتحت الباب وجدت صهيب هناك يحلق ذقنه فاغلقت الباب بسرعة ثم توجهت الى خزانتها و
ارتدت فستانها البني و همت بمغادرة الغرفة غير أن صهيب أمسكما و حضنها من الخلف و بدأ بتقبيل أذنيها و شعرها و
رقبتها قائلا لها بابتسامته الساحرة"صباح الحب يا حبيبتي،اه أراكي تريدين أن تهربي مني اه"فتجيبه جميلة"لا كنت اريد
الاستحمام،أنا حقا اسفة لم اسمع صوت الماء فاعتقدت أنك في الخارج"و هنا يديرها صهيب باتجاهه ثم يمسك وجهها و
يقرب فمه من فمها و يسألها بشقاوة"اه صدقتك،لكن حبيبتي ما رأيك في عقابك البارحة؟أنا شخصيا أود اعادته"فتحاول
جميلة الابتعاد منه لكن صهيب يجذبها أكثر فيلتصق جبينها بجبينه و هنا ترد عليه بعدما ابتلتعت ريقها"لا يمكن لأن سلوى
ستقوم بزيارتنا اليوم،اعدرني سأذهب الى المطبخ لأحضر الطعام لها"فيقبلها صهيب بكل رقة على شفتيها ثم أطلق
صراحها،فتسرع باتجاه الباب و تخرج منه و هي تحمد لله و عندما هدأ تنفسها تفاجأت بسلوى التي اسرعت نحوها قائلة"اه
العروس الصغيرة استيقظت كنت سأتي لايقاظك لأن الحاجة عائشة أخبرتني أنكما لا تنهضا الا عند الظهر كل هذا نوم؟"ثم
تغمز بعينها فتخجل جميلة و تنزل رأسها و هنا يفتح صهيب الباب و يرد على سلوى و عيناه على جميلة"أليس من حقها
النوم؟فهي عروس جديدة"فتبتسم له سلوى و ترد عليه بكل شقاوة و عيونها على جميلة التي انصهرت من الخجل"أعرفك
جيدا يا صهيب لا تخجل أبدا لكن جميلة المسكينة صغيرة على هذا المجال"و بعدها يقترب صهيب من جميلة و يحضن كتفيها
و يجيب سلوى بكل فخر"انا سأعلمها كل شيء،و من ثم لماذا تتدخلين بيننا أليس لديك زوج و أنت من سبقتنا للزواج فأنت
الأكثر خبرة بيننا"فتضحك سلوى من قلبها و ترد عليه بكل جرأة"أنا لم أنسى أثار أحمر الشفاه على شفتيك يا متسرع"لكن
هذه المرة لا يجيبها صهيب بل يرفع ذقن جميلة نحوه و ألتهم شفتيها بهدوء و بكل رقة ثم نظر باتجاه سلوى مخاطبا إياها
بكل تحد"مارأيك الان؟أليست زوجتي و تقبيلها شيء بسيط"و هنا تصفق سلوى و تجيبه و هي ممسكة بكتفه"أحييك من
كل قلبي صهيب،أنت حقا داهية عشق،و الان أنا أنتظر أطفالكم فلتسرعوا"ثم تغمز لهم مغادرة غير أن صهيب يرد عليها"في
القريب العاجل سيملأ البيت صراخ ابننا"ثم يبتسم لجميلة التي كانت منزلة رأسها و الخجل يملأها من أعلى رأسها الى
أخمص قدميها،و هنا تستفيق جميلة من ذكرياتها و هي تتلمس بطنها محدثة إياه"اسفة حبيبي لكن لن أستطيع أن أعيش
مع أبيك مرة ثانية،يكفي أنه كان سيمنعني من رأيتك لولا حماية الله لك"ثم تكمل جمع ملابسها الا أن تصل الى فستانها
الأزرق و هو أول فستان لبسته لزوجها فأخذت تتحسسه و قد زادت دموعها فكتمت شهقاتها و هي تجلس على السرير و
تتحسسه و تأخذ مخدة صهيب و تبدأ بشمها كذلك و بعد مرور الدقائق جففت دموعها و أخذت تنظم ملابسها في الحقيبة ثم
توجهت الى طاولة الزينة خاصتها فأخذت جميع مستحضراتها بالإضافة الى قارورة العطر الخاصة بصهيب لتبقيها كذكرى و
بعدما انتهت تماما أغلقت حقيبتها و بدأت تجرها و خرجت من الغرفة بعدما مسحتها مسح و هي تتذكر كل أحداثها مع صهيب
من أول يوم لها الى يوم الحادث و كيف كانت الجدران تكتم أنينها،و عندما راها صهيب أقبل اليها و حمل حقيبتها فهي كانت
ثقيلة جدا عليها و هي الان حامل فلم تمنعه جميلة بل سعدت لمبادرته و لا شعوريا لمست بطنها فنظر لها صهيب و سألها
قائلا"هل تحسي بألم؟سأخذك للطبيب اذن"لكن جميلة تجيبه قائلة و الدموع تتجمع في عيناها"لا أنا بخير،لكن..."فلم
تستطيع اكمال جملتها و اجهشت بالبكاء في حضن صهيب الذي لم يفهم شيء فبدأ يهدئها قائلا لها"اسف حبيبتي لكن ماذا
أصابك؟"و هنا تبتعد عنه جميلة و هي تتأسف فلم تستطع أن تقول له أنها تود أن يلمس بطنها حتى يشعر ابنهما به،لكن
صهيب بالرغم من حبه لها لا يستطيع قراءة عيونها لهذا تركها و أخذ حقيبتها معه و عندما همت جميلة بلحاقه جاءت الحاجة
عائشة و احتضنتها قائلة لها بلوم"ألن تودعيني يا جميلة؟فانا حقا اسفة لما حدث لكن هذا في الأخير قرارك،لكن سأدلي
لكي نصيحة اعتبرها من أم ضحت من أجل سعادة أبنها،جميلة حبيبتي أنا أود اخبارك بسر قبل عودة صهيب فهو لا يريدك أن
تعرفي لكن من حقك أن تعرفي و الموضوع متعلق بعز التاجي و صهيب"ثم تصمت قليلا منتظرة ردة فعل جميلة لكن هذه
الأخيرة كانت ملامحها جامدة فلم يظهر عليها اية ردة فعل فأكمت عائشة كلامها قائلة بهمس"في الحقيقة أنا كنت متزوجة
بعز قبل زواجه من أمك بخمس سنوات تقريبا و عندما تزوجت منه و في السنة الاولى بالتحديد حملت منه و كان آنذاك في
مهمة و كانت نسبة نجاحها ضئيلة،فخططت مع أختي أن المولود الذي سأضعه سيحمل لقب زوجها لاني كنت خائفة من
كلام الناس و أن يتهموني في شرفي خاصة و ان زواجي كان مقتصر على أقاربنا فقط يعني مثل زواجكما"و هنا تقاطع
جميلة كلامها متأفأفة"و ما دخلي أنا بكل هذا،اه فهمت أظنك أنت أيضا تريدين محاسبتي على مافعلته أمي بكي؟و لهذا أنا
سأطمئنك بل سأسعدك لأني أنا أيضا سأبتعد من طريقك"ثم تصمت جميلة قليلا لتهدأ تنفسها و تضيف بأسى و مرارة"لقد
كنت أمني النفس بسعادة مع أبنك لكنه أجوف من الداخل،فالسعادة ليست مكتوبة عليا"ثم تغادر جميلة و لم تترك الفرصة
للحاجة عائشة من اكمال حديثها و لم تودعها حتى فتركتها بقلب جريح على ابنها.
|