كاتب الموضوع :
wafa hadad
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: لن تدوم السعادة
الفصل الخامس و العشرين
تجمد صهيب في مكانه من جراء العاصفة التي هبت على رأسه من أحب انسانة على قلبه و هنا وضع فادي يده على كتف
صهيب قائلا له"لقد جرحتها جرح عميق أنا أعرفها جيدا لن تسامحك صدقني فمن الأفضل لك الابتعاد عنها و الا ستستمر
في جرحها لك حتى تحقق ما تطلبه منك،حقا أنا تفاجأت من أنها ليست ابنة عز التاجي لكن هي نسخة منه هي لا
تستطيع القتل لكن عندها أساليب تدمر بها كل من يقف في طريقها،احذر يا صهيب و حاول أن تنساها"ثم يغادر بعد ذلك تاركا
صهيب جسدا بلا روح.
وصلت جميلة الى غرفتها في الإقامة الجامعية و هي غرفة بسيطة تحتوي على سرير واحد يسع لشخص واحد و خزانة كما
بها حمام صغير و أول شء قامت به هو أنها أخذت حمام بارد حتى تطفأ النار التي تغلي في صدرها فهي بمقدار حبها لصهيب
لكنها لا تود أن تعيش كما عاشت أمها في السابق فكم كان عز يقلل من شانها و يهينها و هي امامه طفلة صغيرة لا حول
لها و لا قوة و هنا تبدأ بنفض رأسها من كل هذه الذكريات التي تجتاحها و بعدها خرجت من الحمام ترتدي تنورة من الجينز
الأزق الباهت لفوق الركبة بقليل مع تيشارت أحمر و تركت شعرها منسدل على كتفها ثم تأملت نفسها في المراة فوضعت
الماسكارا و ملمع للشفاه بلون الأحمر الفاتح ثم حملت حقيبتها مغادرة الغرفة.
كانت رندة و الحاج حسين في هذا الوقت يتناولا وجبة الغذاء فسأل حسين رندة قائلا"اتصلت بكي جميلة؟"فترد رندة
بلامبالاة"لا،هي عنيدة ورثة هذا من عز لن تتصل أنا أعرفها لكن أنا خائفة عليها من تصرفاتها فعندما تغضب لا تعد تستخدم
العقل و هذا ما أنا خائفة منه أخاف ان تخسر أشخاص أحبوها بصدق في هذا الوقت العصيب"فيجيبها حسين باسما"حفيدتي
ذكية و ستعود اليك في القريب العاجل"فتبادله رندة الابتسامة و هي ترجو من الله تعالى ان تعود اليها ابنتها غير انها
تستبعد هذه الفكرة فهي تعرف كم ان جميلة عنيدة.
أما عائشة فكانت في موقف لا تحسد عليه فعز من جهة و صهيب من جهة أخرى فمنذ خروج جميلة من المشفى و حاله
انقلبت 180 درجة فلقد نبتت له بعض الشعيرات على ذقنه فزادت مظهره هما على هم و من جهة أخرى طلب عز الغريب
حيث تتذكر في اخر لقاء معه عندما أخبرته أن صهيب ابنه حصل ما كانت تخاف مواجهته ( كان عز جالس على الرمال و هموم
العالم فوق رأسه فخافت عائشة من صمته المفاجأ فاقتربت منه و جلست بجواره ثم ما لبثت أن سألته قائلة"عز ارجوك
سامحني أنا اسفة حقا لم أكن أعلم أن موضوع الأطفال مهم عندك،كما أنني اعتقدت أن جميلة ابنتك و هي فتاة تحتاج اليك
و الى أمها و أنا كنت متعودة على غيابك كما أن أختي كانت نعم الأم لصهيب طيلة مدة بقائه معها كما أن حاتم
كان..."فيقاطعها عز صارخا في وجهه"يكفي عائشة بالله عليك حاتم حاتم قتلته بيدايا هاتان و لازال طيفه يلاحقني رغم مرور
كل هذه السنوات"فتجفل عائشة و تنزل رأسها بين رجليها فيدنو منها عز و يمسك ذقنها و يديره باتجاهه و هو ينظر الى
عيناها المليئتان بالدموع فيتأسفها قائلا"اسف عائشة لم أكن أريد الصراخ عليك،لكن كان هذا اليوم مليء بالصدمات و لم أجد
أحد أفشي به غضبي غيرك،سامحيني"لكن عائشة تجهش بالبكاء قائلة له"أنت من قتلت حاتم أليس كذلك؟لكن لما؟
لما؟"فيحضنها و يقرب فمه من أذنها قائلا لها بهمس"كل هذا لأنه أخذك أخذ المرأة الطاهرة التي لا أسمح بأي يدي أن تلوث
براءتها و طهارتها"فتجيبه عائشة بنفس الهمس"لكن أنت قتلتني قبل الكل بفعلتك تلك مع رندة"فيجيبها باسما"اه يا صغيرتي
رغم مرور تلك السنوات،أنت لم تفهمي بعد اللعبة القذرة التي مارسها حاتم مع رندة للايقاع بنا،فتلك السافلة استغلت
حاجتي الى امرأة لتظهرني على أنني الخائن بينما ذلك السافل كان كطبيب يداوي جراحك واعتبركي أخت له و بعدها بدأ
بالاقتراب منك رويدا رويدا و أوهمكي أنه واقع في حبك فبعد طلاقنا و انتهاء عدتك اسرع الى خطبتكي و من ثم الزواج منك
خلال أسبوع فقط و في نفس الأسبوع تزوجت أنا برندة بعدما أوهمتني أنها حامل مني،و الان اتركينا من الماضي فنحن أبناء
المستقبل و كفانا تضييع للوقت فأنا لم أعد قادر على تحمل بعادك عني فهانا ذا أطلب يدكي للزواج مني فما رأيك؟").
وصلت جميلة الى مكتب عز التاجي و طرقت الباب عليه بهدوء و عندما سمح لها بالدخول أطلت برأسها و حيته بكل
رسمية"عمت مساء سيد عز سأسرق من وقتك الغالي بعض اللحظات لمناقشة قضيتنا العائلية"فيبتسم عز بسخرية قائلا
لها"تفضلي سيدة الراسي كلي أذان صاغية"فتجلس شاكرة له و هنا يسألها عز مباشرة"شكولاطة ساخنة أم عصير
البرتقال؟"فتجيبه بسرعة"عصير البرتقال لو سمحت"فيطلب لها عصير البرتقال و يطلب له قهوة،و هنا تضع جميلة ساق فوق
ساق و تبدأ بالكلام"سيد عز الان كل الأوراق كشفت و أنا أود معرفة مكاني الصحيح ما بين كل هذه الدوامة،فبعد طلاقي ان
شاء الله اود تصحيح أوراق الحالة المدنية الخاصة بي و أتمنى أن تساعدني و ذلك قبل وضعي لمولودي فأنت تعلم أني
حامل في الشهور الأولى كما أنني خجلة لما قاصيته معي طيلة سنين طفولتي و شبابي و أنا حقا أشكرك من أعماق
قلبي على كل ما فعلته لي الى حدي الان"ثم تصمت قليلا لأن الحارس جاء بطلبهما ثم انصرف من جديد فارتشفت جميلة
القليل من عصيرها اما عز فلقد عدل من جلسته قائلا لها"سيدة الراسي يؤسفني طلاقك لكن انا لا يهمني هذا الموضوع ولا
أي موضوع اخر،فاذا أردت الإبقاء بلقبي فلكي ذلك و ان أردت الحصول على لقب أبيك الشرعي فلكي ذلك أيضا لكن للأسف
انا لا أستطيع مساعدتكي في ذلك فكما ترين المحامي عمران مختفي منذ فترة و أنا لا أعرف له طريق؟"فتجيبه
جميلة"اشكرك سيد عز على لطفك معي لكن كما قلت أنا اريد لقبي الأصلي و اسفة لأني أخذت من وقتك الثمين بلا فائدة
ترجى،لكن أود أن أسألك سؤال واحد فقط ثم انصرف فهل تسمح لي؟"فيرد عز باسما"لكي ذلك سيدة الراسي"فتسأله
جميلة بحيرة"لم أجد أثر لوردة و أنت تعرفها جيدا فهي ابنة المحامي الذي يعمل عندك،فهل يا ترى تكون سافرت معه؟ففي
الحقيقة لديا دين عليا أن أسدده لها"فيجيبها عز بكل براءة"حقا المعذرة سيدة الراسي فأنا لا أعلم شيء عن مكانها لا هي
و لا أبوها،حقا كان بودي مساعدتك لكن هذا فوق طاقتي"و هنا تقف جميلة استعدادا للمغادرة و تصافح عز قائلة"حقا أشكرك
على كل شيء فعلته من أجلي فانا لن انسى صنيعك معي مدى الحياة"ثم تتوجه الى الباب مغادرة تاركة عز مبهور و فخور
بها و هو يحدث نفسه قائلا"أحسنت جميلة هكذا أودك أن تكون شامخة رغم كل المشاكل التي تحاصرك و لكن لا تهتمي
بوردة و عمران فهما يدفعان فقط ثمن سخافتهما فهما أراد اللعب مع الكبار و أنا جهزت كل شيء للعب بالأصول"و هنا ينفجر
بضحكته الشريرة غير أن دخول صهيب بطريقة همجية وتره قليلا لكنه استطاع استعادة رباطة جأشه فقال له بكل
صرامة"كيف لك أن تقتحم مكتبي هكذا كعصابة المافيا؟"لكن صهيب لم يبالي به حيث سأله مباشرة"هل حقا أنت والدي؟"و
هنا الجمت الصدمة لسان عز فلم يعد قادر على الكلام و من يراه هكذا يعتقد أنه مات حيث أن كل جسده يرتعش فلم يمسك
توازنه حيث سقط على كرسي مكتبه القابع بجواره فلا ترى الا حركة أهدابه الكثيفة.
|