كاتب الموضوع :
wafa hadad
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: لن تدوم السعادة
الفصل الثاني و العشرين
مرت دقائق ثقيلة على كل من رندة و رامز و كلاهما ينظر للاخر و ينتظره للبدأ في الحديث لكن لا أحد تجرأ على فتح فمه
بحرف واحد و هنا تدخل حسين بعدما عاد من كافتيريا و هو حامل معه كؤوس القهوة فعندما اجتاحه عز عندما أراد زيارة
جميلة توجه حسين الى الكافتريا ليحضر القهوة و لكن عند عودته لم يجده فقد أراد حسين أن يشمل بينهم لكن تفاجأ بأن
ابنته رندة كشفت المستور فما كان منه الى أنه وضع الكؤوس في الطاولة و اقترب نحوهما ثم مسك رامز من كتفه و خاطبه
قائلا له"الكل يخطأ ابني رامز أنا أيضا عاقبتها على كذبتها و لم أزرها منذ الحادث و تركتها تتجرع المهانة و الالام و هي بجواره
فأنا لم أنسى أبدا تركها لك و تفضيل عز عليك لكن كما يقال الله يمهل و لا يهمل فحياتها معه كانت جحيم في جحيم فحتى
انه لم يلمسها قط و كان كل واحد منهما ينام في غرفة مستقلة عن الاخر فهو كان يعتقد أن جميلة ابنته و من أجلها فقط
وافق على الزواج بها حتى يصلح خطأهما لكن ابنتي رندة لم تحقق من زواجها هذا الا السلبيات فلم يتهاون يوما في ضربها
بسبب او بغير سبب كما كان يهينها بماضيها بالطالعة و النازلة،فكلنا كان يعلم أنه لايزال يموت عشقا في عائشة و لم
يستطع نسيانها رغم مرور السنين و في الأخير أنا الذي خسرت كل شيء حيث أنه قتل حاتم بعد زواجه بعائشة فهو للان
يعتبر عائشة ملكه و لا يمكن لأحد أن يلمسها و أنت تعرف قذارة السياسة فاشتغل منصبه لتدمير أي واحد يعرقل طريقه و
هذه هي الحقيقة يا ابني اقسم لك"فرد عليه رامز مغادرا الغرفة"رغم ما قلته و ما سمعته اليوم لكن لا أستطيع أن أسامحك
يا عم لا أنت و لا رندة فأنتما كنتما السبب في افساد حياتي لا يعقل أن أصدق أن لي ابنتة بعد 20 سنة لم أعرفها و لم
ألمسها و الأسوء أنها كانت عند عدوي لا لا هذا كثير انه لا يطاق لن أسامحكم طوال حياتي و من الأحسن لكم مغادرة
المشفى حالا"فتتوسله رندة و تركع بجواره و تكاد تقبل يديه غير أنه يشيح بيده عنها فتترجاه قائلة له"ارجوك لا تقسى عليا
كنت صغيرة و جشعة كنت اود الوصول الى القمة بأي طريقة و كان عز و أنت و حاتم وعائشة و حتى أبي ضحايا فعلتي
فحتى جميلة لن تسامحني فحياتها كلها كذبة،رامز أعلم أن قلبك كبير فسامحني ارجوك انا مستعدة أن أحقق كل
طلباتك،موافق؟"فيقاطعها رامز قائلا بغضب"اغربي عن وجهي يا فاسقة أنت دوما هكذا تركضين أينما تجدين مصلحتك،و على
فكرة رامز القديم مات مات هل سمعتي؟و فعلتك تلك هي التي قتلته،و رغم كل شيء فأنا لن أأذي جميلة فهي في الأخير
ابنتي و من صلبي و سأحافظ عليها و سأتركها في المشفى حتى تشفى تماما اما أنت فغادري الان و بسرعة و لن أمهلك
الا 5 دقائق و من ثم أطلب من رجال الأمن اخراجك بالقوة و أتمنى الا تعودي مرة أخرى،فهمتي؟"و هنا يخرج رامز صافقا الباب
وراءه اما رندة فتسرع الخطى باتجاه ابنتها ثم تهم بتقبيلها و توديعها فهي تعلم أن ابنتها لن تسامحها كما أنها لن تستطيع
رأيتها من جديد لكن ردة فعل جميلة الجمتها حيث ابتعدت عنها قائلة لها"لا تلمسيني يا سيدة رندة و انسي أنه لكي
ابنة،فما ذنبي أن أعيش أنا هكذا؟طول عمري أحس أنه في شيء خطأ في حياتك مع السيد عز لكن الان ادركت كل شيء
ادركت أن كلكم كذبتم عليا،لماذا الان تمثلين امامي دور الأم الحنونة التي تهتم بصحة ابنتها،ارجوكي اخرجي من غرفتي و
اخرجي من حياتي فلقد سئمت منكم جميعا"ثم تبدأ بالصراخ فما كان من رندة الى أن حملت حقيبتها و خرجت من غرفتها
مع أبيها و هي عبارة عن بقايا امرأة.
اما من جهة أخرى فعز و عائشة لم يكونا أحسن حالا من رندة و رامز فمازلا على نفس الحالة فالاول كان جالسا على الرمال
و الأخرى كانت مواجهة للبحر فكان السكون مغلف المكان الا من صوت ارتطام الأمواج على الصخور فيقطع الصمت سؤال عز
لعائشة"احكي لي ماذا حصل بالتفصيل يا عائشة ها أنا ذا كلي أذان صاغية"فتتنفس عائشة بعمق مجيبة إياه"عندما تزوجنا
قبل سنين و تحديدا بعد مرور شهرين من الزواج حملت منك و لم أخبرك بذلك لأنك كنت مسافر لعمل خارج البلاد فلم أكن
أريد تشتت ذهنك و أنا أعلم أنه لو علمت اني حامل ستترك عملك و تعود اليا و هذا يعتبر مجازفة بحد ذاتها كما أنني أذكر
حساسية الموضوع الذي كنت فيه فقطعت كل وسائل الاتصال بك و لم أخبر أحد بحملي الا أختي التي ساعدتني على ذلك
فكم مرت حاولت دفعي الى الإجهاض لكن انا رفضت ذلك فأنا خفت عليك من أن تقتل في تلك العملية و كنت مصرة على
انجابي لهذا الطفل حتى و ان ربيته لوحدي و بعدها طال غيابك عني و بدأ انتشار خبر موتك و لأنني خفت ألا يصدقني أحد
أني حامل منك فعند وضعي لطفلنا طلبت من أختي أن تكتبه على اسم زوجها و هي وافقة على ذلك و بعد مرور سنة من
ذلك عدت أنت الى الديار و لم أخبرك بالرغم من تعلقك بابن أختي الذي هو في الحقيقي ابنك،أنا اسفة عز كان لابد أن
اصارحك من زمان ان صهيب ابنك،نعم هو ابنك و من صلبك أقسم بذلك لكن اعذرني أنا كنت خائفة من الناس خائفة من
كلامهم عليا فلا أحد سيصدقني في ذلك الوقت خاصة أن زواجنا كان مقتصرا على أسرتينا فقط،أعلم أنك الان غاضب
منيلاني أطلقت لقب الراسي على ابنك و أنا أعلم الحساسية التي تجمعك بهذه الأسرة لكن أقسم لك أن حاتم كان نعم
الأب على صهيب عامله كما لو كان سيعامل ابنه لكن للأسف اكتشف حاتم أنه لن يستطيع الانجاب و ذلك بعد زواجنا منذ
شهر فاقترحت عليه تربية ابن أختي التي كان في الحقيقة ابني و لأننا تركنا المدينة سهل الموضوع عليا و ربيت ابني أحسن
تربية و أنت الان تشهد على ذلك،أليس كذلك؟،لكن عندي رجاء أخير ارجوك لا تقسو عليا يكفيني ما تلقيته طول حياتي الى
الان"ثم تجهش بالبكاء أما عز فلقد ألجمته الصدمة على الكلام و هو الان لا يعلم ماذا سوف يفعل فكل خططه انهارت امام
قدميه و هاهو الان في حيرة مما سيفعله فحياته كانت كذبة و كذبة كبيرة كذلك فهو الذي ارغم صهيب على الدخول في
سلك الأمن حتى ينتقم من حاتم بابنه لكن كل خططه انهدت فوق رأسه،فماذا سيفعل الان؟
|