كاتب الموضوع :
wafa hadad
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: لن تدوم السعادة
الفصل العشرين
سار عز ببطىء شديد حتى تجاوزهما و هنا اسرعت رندة الخطى و أقفلت الطريق عليه قائلة بغضب"ألم تفهم ما قلته في
بيت حبيبتك؟قلت لن ترى جميلة مرة أخرى و لو كان هذا اخر عمل لي في هذه الحياة،لن أسمح لكي بتعذيبها بعد الان،هيا
انتهى وقت الزيارة و زيارتك في الأصل ممنوعة"لكن عز بقي يتأمل فيها و لم ينطق بأي حرف ثم بدأ بتمرير أصابعه على
قسمات وجهها قائلا بسخرية"اه رندة لم أعرفك أنك قاسية القلب لهذا الحد أهكذا تمنعيني من ابنتي أين حبك لي أم هناك
من احتل مكاني في قلبك"ثم أشار الى قلبها فحاولت رندة التملص منه لكن دون جدوى حيث أطبق على جذعها و دفعها
بكل قوة باتجاه الجدار لكن لحسن حظها أن رامز أسرع نحوها و حضنها من الخلف و لو لم يكن هناك للقيت حتفها فسألها
رامز بقلق"سيدة رندة هل أنت بخير؟هل أصيبت بمكروه لسمح الله؟"فتجيبه بامتنان"لا الحمد لله لقد اتيت في الوقت
المناسب أشكرك حضرة الطبيب"فيبدأ عز بتأمل كل من الطبيب و رندة و هو يحس في قرارة نفسه أنه رأى هذا المشهد من
قبل لكن لسوء حظه ذاكرته لم تسعفه على التذكر،و من ثم تركهما متوجها الى غرفة جميلة ففتح بابها و اغلقه بهدوء ثم
توجه الى حيث انها نائمة بكل امان فبدأ بمناداتها قائلا لها"جميلة،جميلة يا حبيبة أبيكي استيقضي يا حلوتي فحياتي بدونك
لا طعم لها كما لكي أن تفرحي الان فلقد عاقبت وردة و ابيها اشد عقاب على ما فعلاه بكي و بصهيب كما أن الجميع
يسألون عليكي و يريدون الاطمئنان عليك فهيا يا حبيبتي أعلم أنكي غاضبة مني و لهذا جئت أستسمحكي فأنا جد اسف
على ما فعلته بكي"ثم قبل جبينها و بدأ بتحسس وجنتيها ثم مسح على شعرها و هنا فتحت جميلة عيناها و ملامح الذعر
بانت عليها فبدأت تتلوى في فراشها و تأن لكن قناع الاكسجين لم يسعفها حتى تصرخ ليخرج هذا الوحش من غرفتها و هنا
بدأ عز يطمئنها قائلا لها"لا تخافي يا جميلة هذا انا بابا عز هل نسيتني؟انا اسف يا حبيبتي لكن من كان في مكاني ستكون
ردة فعله مثلي لهذا هيا ارجوكي اهدئي و لا تنفعلي فالانفعال سيزيد الامر سوء"و هنا يفتح الباب على مصرعيه و تدخل
رندة و معها الطبيب رامز و الممرضتان و عندما تسرع رندة الخطى لترى ما ألم بابنتها الحبيبة و هي تصرخ في عز"يكفي إيذاء
للاخرين فسلطتك علينا لا تعني أن ترفسنا مثلما تشاء هيا اخرج وجودك هنا يزيد الامر سوء"لكن عز بقي على حاله لم
يتحرك بل حضن كف يد ابنته و قبلها و لم يرد على رندة كأنه لم يسمعها أصلا و هنا يتدخل رامز قائلا"سيد عز أعرف معزة
الابن رغم أنني لم أجربه بعد لكن ابنتك في حالة حرجة و انت أكيد تعرف السبب فبالاضافة لما فعلتموه بها هي الان حامل
فارجوك أي مضاعفات ستؤذي الى اجهاض الجنين و من ثم القدرة على الانجاب مدى الحياة،لهذا اتركها تسترجع عافيتها ثم
زرها هل كلامي مفهوم؟"،لم يبالي عز بما قاله الطبيب بل بقي يحدق فيه حتى بدأ بالتذكر قائلا له"الان عرفت من أنت انك
رامز الزوج السابق لرندة،اليس كذلك؟"و هنا تنصدم كل من رندة،جميلة رامز و الممرضتان اللتان غادرتا بعد ذلك حتى يتجنبا
احراج الطبيب فيبدو ان وراء رامز قصة عاطفية كبيرة.
يذهب صهيب الى منزله بعدما الجمته الصدمة و عندما يفتح الباب يجد أمه تنتظره في الصالة و ما ان تراه حتى تسأله قائلة
له"صهيب اود مكالمتك حالا"فينصاع صهيب لاوامرها فيقبل جبينها ثم يجلس جنبها في الكنبة قائلا لها بابتسامته
المعهودة"ها انا كلي أذان صاغية"فتعدل الحاجة عائشة من جلستها قائلة له"ماذا يود عز منك،على ما اعتقد انك طبيب و
مكانك المناسب الى جانب زوجتك في المشفى و ليس الى جانب عز في مركز الشرطة؟"فيجيبها صهيب"كنت اقف معه
فقط في مصابه"فترد عائشة بكل عصبية"انا لست طفلة حتى تضحك عليا بهذا الكلام،انا متأكدة ان وراءك سر كبير،فهل
تتفضل عليا و تخبرني ام اعرف وحدي و بطرقي الخاصة"فيقوم صهيب بتهديتها قائلا"حسنا يا امي سأخبرك لكن لن تغضبي
مني،موافقة؟"فتؤوم عائشة بالإيجاب،و هنا يتنهد صهيب بعمق قائلا لها"امي انا اعتذر منك لكن أنا لم أدرس الطب كما
تتصورين"ثم توقف صهيب من الكلام حتى يرى ردة فعل عائشة التي اغروقت عيناها بالدموع فصاحت فيه"انت كذبت عليا
طيلة هته السنوات،أليس كذلك؟لماذا فعلت بي هذا لماذا؟"فيحضنها صهيب قائلا لها"اسف امي لكن انت وعدتني أنك لن
تغضبي"فتبعد عائشة نفسها من حضن ابنها قائلة له"هل تعلم ماذا فعلت انت انك عصيتني و كذبت عليا و الان تريدني الا
اغضب منك"ثم تهم بمغادرة الصالة غير أن صهيب يمسكها من يدها موقفا إياها"أمي ارجوكي أنا لم أكمل كلامي بعد"فتجيبه
قائلة"أي مصيبة تخفيها عني أيضا؟"فمسكها صهيب من يدها و أجلسها على الكنبة و جلس بجوارها قائلا لها"أمي انا أعمل
في سلك الشرطة مع عز،لكنني لم أدخل الى هذا الميدان الا من اجل الانتقام من قاتل أبي فقط"فتشهق عائشة من
شدة الصدمة فتغلق فمها بيدها و تدمع عيناها بصمت فيقترب صهيب منها و يحضن وجهها متأسف"اسف يا امي و الله كانت
غايتي هو الانتقام من قاتل أبي و لقد وعدني عز أنه سيساعدني فلا تقلقي ارجوكي"فتزيد شهقات عائشة فيزيد صهيب
من احتضانها فتقول له من بين شهقاتها"أنت تعلم انك ذهبت الى الجحيم برجليك"و عندما لم تجد أي رد من صهيب غيرت
الموضوع قائلة"صهيب أكيد أنت تعرف نتائج ما حصل بينك و بين جميلة،و أكيد سيكون الطلاق بينكما وشيكا فأنا أعرف رندة
جيدا لن تتنازل عن كرامة ابنتها حتى و ان كلفها هذا حياتها كما انها ابنتها الوحيدة فلها الحق في كل هذا"فيقاطعها
صهيب قائلا"مستحيل لن أطلق جميلة،فأنا أحبها يا أمي و هي تحبني لا أستطيع تطليقها كما أن الفراق و البعد بيننا لن
يزيدنا الا اشتياقا كما انه الان بيننا طفل مستحيل أن يعيش طفلي بعيدا عني أو يربيه غيري"و هنا تنصدم عائشة قائلة"هل
أنت متأكد،جميلة حامل؟"فيجيبها صهيب باسما"نعم حامل و لقد أخبرني جدها بذلك،ذلك الشيخ الذي جاء مع السيدة رندة
يوم الحادث"فتعجز الحاجة عائشة عن الكلام و هنا يلاحظ ابنها تغير ملامحها فيسألها قلقا"أمي هل أنت بخير؟فحتى الان لم
تبارك لي"فردت عائشة قائلة"عفوا يا صهيب مبارك لك لكن هل ستحتفظ بالطفل؟"فيجيبها قائلا"و لما لا فهو ابني في الأول
و الأخير و هذه إرادة الله لا يمكن أن أغيرها،لكن يا أمي أنت قلت قبل قليل أنك تعرفيني الكثير على رندة فما قصة هذه
المرأة؟"فتبتلع الحاجة عائشة ريقها قائلة"ليس بالكثير انما السيد عز عندما جاء عندنا في ذلك اليوم أخبرني أنه طلق رندة
بعد زواجك أنت و جميلة و الان جميلة لا تعرف بطلاق أمها و أبيها"فيرد صهيب بصدمة"طلقها و لكن لماذا انها عشرة
عمر،كيف لهما أن يتخذا هذا القرار السخيف؟"فترد امه مغادرة الصالة"لكل واحد منا اسرار خاص به لا يحب أن يكشفها أمام
الملأ لكن الأيام وحدها من تكشف ذلك"ثم تركت ابنها في حيرة مما تلفظت به.
|