كاتب الموضوع :
wafa hadad
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: لن تدوم السعادة
الفصل السابع عشر
وصلت سيارة الاسعاف في وقت قياسي و هنا كل الطاقم الطبي التفت وراء تلك الجثة الهامدة و رندة تجر السرير معهم الا
ان وصلوا الى غرفة العمليات هناك فقط لم يسمح لرندة الدخول معهم و هنا صرخت فيهم قائلة"سأدخل ابنتي في خطر اود
البقاء معها اود أن اشمى رائحتها قبل ان افتقدها"و هنا تجهش ببكاء مرير يقطع القلب و هي تلعن نفسها قائلة"انا السبب
ماكان عليا تركها معهم انهم وحوش، من اي جنس من الامهات انا ؟ لقد ذهبت و تركت ابنتي تواجههم وحدها،يا الاهي لو
تأخذ عمري و تبقي جميلة المسكينة التي لم ترى في حياتها الا التعاسة و الحزن و الالام الله لا يوافقني و لا يوفقهم لاني
انا التي تركتها عنزة في وسط الذئاب،انا السبب،انا السبب"و تبدأ بصفع نفسها و تدخل في حالة هستيرية و هنا يحضنها
ابوها و يطبطب على ظهرها حتى تهدأ لكن كل هذا زاد في صراخها و هستيريتها و هنا تقدم منها الممرض و حقن في
وريدها حقنة مهدئة فاسترخت في حضن ابيها و هي تبكي بصمت و تدعو الله أن يحمي ابنتها الوحيدة.
تدخل جميلة الى غرفة العمليات فورا فهي في حالة حرجة تتطلب تدخل امهر طاقم طبي فهذا يقيس نبضها و الاخر يزودها
بقناع الاكسجين و هذا يمدها بالمغذي و ذلك يفحص جروحها و يأخذ عينة من دمها لتحليلها فهم الان في حالة استنفار
قصوى فلكل واحد منهم عمل خاص به لانقاذ ما يمكن انقاذه،و خارج تلك الغرفة كانت رندة تجلس في الممر بين أحضان
حسين و هي تبكي على ما ألم بابنتها الوحيدة و حسين يصبرها و يدعو لحفيدته بالنجاة و هو يزيد من حضن ابنته حتى
تستمد منه القوة و يؤكد لها انه معها و في أحلك الأوقات كذلك و هنا تقطع رندة الصمت قائلة"اسفة يا ابي دائما اكون
السبب في شقاءك لكن دائما تبقى احن حضن لي في هذه الدنيا فحتى خطيئتي غفرتها لي و ها انت الان تشاركني
حزني و الامي ادام الله في عمرك،ارجوك،ارجوك يا ابي سامحني يا ابي على ما اقترفته من ذنوب و سامحني لاني كنت
في يوم من الايام سبب في كره الناس لك لما ركضت في حضن رجل متزوج و ارتكبت معه الخطيئة،سامحني يا ابي فأنت
لم تكن قاسي كعز الذي اراد قتل ابنته من أجل غسل شرفه و المشكلة كانت التهمة باطلة عكسي أنا"ثم تعود الى البكاء
من جديد لكن هذه المرة اقوى مع زيادة في صوت شهقاتها فيطمئنها حسين قائلا"يا رندة كل واحد منا يخطأ لكن تختلف
درجات الخطأ من واحد الى الاخر و لكن عندما نعترف بخطئنا و نصلحه و نتوب و نستغفر رب العالمين فهذا هو الصواب،فالله
عز و جل يغفر ومن نحن حتى لا نغفر و نسامح زلات بعضنا حتى و ان كانت قاسية،قد أكون تجرعت الكثير من المأساة
بسبب خطأك لكن هذا لم يجعلني اكرهك او حتى اتمنى موتك او اقتلك لكن هذا لا يمنع ان هناك من له تفكير اخر فانا و
انت بقينا لوحدنا فبعد وفاة امك و اخوك حاتم لم يعد لي غيرك و انت لم يعد لكي غيري و غير جميلة،فأنا كنت احس ان
حياتك مع عز ناقصة لكن لم اواجهك بهذا بل تركتكي وحدك تعانين قد يكون هذا عقابي لك لكن نحن الان تصافينا و بدأنا
حياتنا من جديد و سعيد بعودة جميلة معنا ان شاء الله بعد تماثلها للشفاء،و الان ماعلينا الا الدعاء من اجلها فالله دوما
معنا و هو الوحيد القادر على مواساتنا و مسح أحزاننا مهما كبرت و لهذا فانا اسامحك و ارجو من الله سبحانه و تعالى ان
يعاقب كان من سبب في ايذاء حفيدتي"و هنا تسقط دمعة يتيمة من الجد حسين سرعان ما يمسحها .
جلس الثلاثة في الصالة و جلستم يغلفها الصمت الرهيب سرعان ما قطعه عز قائلا"صهيب من هي وردة؟هل هي نفسها
ابنة عمران؟"فيرد عليه صهيب"لا اعلم حقا لكن هي ضيفة لدينا"فيتحرك عز باتجاه الباب و هو يأمر صهيب قائلا"هيا بنا لدينا
عمل كثير"فيوؤم له صهيب بالايجاب و يتحرك باتجاهه غير أن عائشة توقفه قائلة"ابني ارجوك لا تتهور فأنا أخاف عليك"فيقبل
صهيب جبينها قائلا لها بابتسامة مطمئنة"لا تخافي يا امي انه عملي"و بعدها يخرجون من البيت قاصدين مركز الشرطة
كل واحد منهمك في عالمه الخاص فعز بفكر في طريقة لينتقم من هذه الوردة بطريقة شنيعة و بشعة و صهيب عقله مع
جميلة و يدعو الله في سره أن تشفى جميلة حتى و ان قررت الابتعاد عنه و الانفصال منه فيكفيه انها لا تزال على قيد
الحياة و ان يتشاركا نفس الهواء،و عند وصولهم الى مركز الشرطة يوقف عز السيارة ثم ينزل مسرع منها و هو يجري
اتصالاته مع عمران الغبي الذي لا يدري اي مصيبة اوقعتها وردة فوق رأسه و رأسها فكان مشغولا في الحمام فلم ينتبه
للاتصالات الكثيرة و لا بالوقت الذي مر سريعا دون عودة ابنته.
دخل عز الى مركز الشرطة و اتجه الى أول ضابط لمحه امرا اياه"معك الجنرال عز التاجي اود رؤية وردة حالا" و هنا يرتعد
الضابط من حزامة عز و يتجه معه الى حيث توجد وردة،فيدخل عز و يأمر الضابط بالانصراف ثم يبتسم ابتسامة سخرية بعدما
صدمت وردة برؤيته فيسألها بكل براءة"اه وردة ماذا تفعلين هنا؟حقا انا مستغرب وجودك هنا يا ابنة الاصول؟"فتجيبه وردة
بعدما بلعت ريقها بصعوبة"اهلا سيدي الجنرال،انه سوء تفاهم فقط سرعان ما.."و لم تكمل جملتها بعد و تتفاجأ بهجوم عز
عليها كأسد و يجذبها من شعرها قائلا"ماذا فعلت بجميلة يا حقيرة،تودين القاء سمومك عليا يا ابنة الحثالة؟ألم يكفيكي أن
كل ما تملكينه هو من تعبي و شقائي و في الاخير تجازين هكذا؟تلعبين معي لعبة قذرة كهذه للايقاع بصهيب وجميلة"ثم
يدفعها باتجاه الحائط و يبدأ بركلها و ضربها و هي تتلوى من الالم و هي تصرخ طالبة النجدة،فيدخل عليهم صهيب
قائلا"ارجوك يا سيدي انها لا تستاهل أن توسخ يدك بدمها الفاسد"فيرد عليه غاضب"اتركني ابنتي بين الحياة و الموت و
هذه الحثالة تتمتع بحياتها كما تشاء،لن أتركها تذوق طعم السعادة ما حييت"ثم يتوجه اليها و يجرها من شعرها اخذها معه
الى مكان لا يعلمه الا الله و هو، تاركا وراءه صهيب و هو مصدوم و مستفسر الى أي جحيم ذاهب بها و قلبه و عقله غير
مطمئنان بما يحمله المستقبل لهم.
بعد خروج صهيب و عز الحاجة عائشة لم تطمئن لخروجهما كيف لابنها الطبيب ان يشتغل مع عز؟اكيد وراءه مصيبة و هنا
قالت الحاجة عائشة محدثة نفسها"الله يلعن اليوم الذي تعرفت فيه عليك يا عز و الله يلعن اليوم الذي أحب فيه صهيب
ابنتك"لكن استغفرت الله قائلة"قل ما يصيبنا الا ما كتبه الله لنا"ثم غادرت غرفة الضيوف و توجهت الى غرفة ابنها و زوجته
التي كانت مليئة بالفوضى و هنا فقط شمرت على ساعديها و بدأت بترتيب الغرفة و تنظيف الارضية التي تحتوي على
قطرات متفرقة من دم جميلة و هي تدعو في سرها ان الله يحميها و يشفيها فالفتاة مظلومة مثل ابنها تماما فكما
يقال"الاهل يخطئون و الاولاد يدفعون ثمن اخطائهم".
|