كاتب الموضوع :
wafa hadad
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: لن تدوم السعادة
الفصل الرابع عشر
بعدما ذهب عمران الى مركز الجيش بحث طويلا لكن دون جدوى فرئيسه ذهب من وقت طويل و هنا التقى الحارس فسأله
عمران قائلا"هل السيد سيتأخر للعودة الى المركز؟"فيرد عليه الحارس نافيا"لن يعود كما أنه أخبرني أنه من الأحسن لك
أنت أيضا أخذ ايجازة نصف يوم فهو لن يعود الى في الغذ صباحا ان شاء الله"فشكره عمران و توجه الى سيارته و ركب فيها
و انطلق من جديد و هو لا يعلم ما يدور في خلد سيده فحتى انه لم يصرخ عليه عندما لم يحضر اليه صهيب فياترى هل تغير
بعدما زوج ابنته لصهيب؟،لكن لا يمكن انه يخطط لخطة شيطانية اخرى فعز لا احد يستطيع قراءة ما يجوب في دهنه و الى
هنا وصل الى بيته،فأوقف السيارة في مأراب السيارة و حمل مفتاح البيت و عندما وصل امام البيت فتح بابه بالمفتاح و هنا
فوجيء بصوت ابنته و هي تضحك بقهقات عالية و كأنها جنت،فأخذ يقفز على الدرج قفزا حتى يصل الى غرفة ابنته،فدق
عليها الباب لكن وردة لم تنتبه ففتحه ببطأ و اقترب نحوها أين هي جالست على سريرها و حاسوبها الشخصي بين
أحضانها،فخاطبها عمران متسائلا"ماذا تفعلين يا وردة؟و لماذا كل هذا الضحك؟و لماذا لم تذهبي الى الجامعة اليوم؟فأنت
حتى لم تباركي لصديقتك جميلة؟"فتجيبه وردة ضاحكة"اني سعيدة من أجل جميلة"ثم تندت تنهيدة راحة مضيفة"فلقد
حققت حلمها في اسرع وقت ممكن و تزوجت من سرق قلبها في ثواني،اما عن مباركتي لها فاليوم ارسلت لها هدية
زواجها حتى باب بيتها و هي أجمل هدية قد تتلقاها على الاطلاق صدقني يا ابي،اما الجامعة فسأذهب اليها مساء لأن
محاضراتي هذا اليوم متأخرة نوعا ما كما انني سأمكث قليلا مع اصدقائي فربما زارتنا اليوم جميلة و نحتفل معا بمناسبة
زواجها،اليست فكرة صائبة يا والدي؟"فيجيبها اياها باسما و هو لا يعلم مقدار خبث ابنته اتجاه جميلة خاصة"أكيد يا وردة
فهي في الأخير صديقتك بل أختك التي لم استطع انجابها لك"ثم يهم بالانصراف نحو غرفته ليرتاح قليلا قيل أن يعد العشاء
لابنته فمنذ وفاة ام وردة كان لها الاب و الام فلم بتزوج بعدها لانه كان يخاف على مشاعر ابنته وفكان يعتقد أنه بزواجه
ستحصل المشاكل بين زوجته و ابنته فهو يخاف على مشاعر وردة كثيرا و كان يحقق كل مطالبها و لو كان ذلك على
حساب راحته او كرامته،خاصة عندما انتقلوا للعيش في المدينة بعدما كانوا يعيشون في الريف فبعد وفاة أمها عمل عمران
على التخلص من أي ذكرى قد تتسبب في حزن ابنته فهي فلذة كبده و ابنته الاولى و الاخيرة،و مع انتقاله الى المدينة
تعرف عمران على عز فتوظف عند هذا الاخير الذي أصبح ذراعه اليمين كما اشتغل في مجار دراسته و هو المحاماة بعدما
كان مجرد فلاح يحرث الارض التي ورثها من ابيه،لكن مع عز فقط بدأت معاناته فكان كالحيوان عز يأمره و هو ينفذ دون
مناقشة و حتى ان كانت طلباته غير معقولة فكان ينفذ و بدون اي كلمة و هذا كله من اجل فتاته الوحيدة الذي يعيش من
اجلها و لها فقط وردة،فحين وردة اتصلت بفادي و اخبرته أن يجهز نفسه و يعزم أصدقائهما من الاجل الاحتفال بخراب زواج
جميلة المسكينة.
شهقت جميلة من هول الصدمة و هوت في الارض تجهش ببكاء مرير يقطع القلب و هي ترى فستان نوم يشبه فساتين
بنات الهوى فكان يفضح أكثر من أن يستر مما أثار فيها مشاعر الاشمئزاز فبالاضافة الى تصميمه المثير لونه القبيح المتمثل
في الاحمر القاني مما زاد من شعور الغثيان لديها اما صهيب فقد الجمته الصدمة من هول ما رأى و لم يستفق الا على
صوت جميلة الواهن و هي تحضن ساقاه قائلة بتعب واضح"اقسم اني بريئة يا صهيب فانا لم احب و لم احب غيرك،هل أنا
من شكيلات هؤولاء الفتيات التي تبعن أنفسهن و شرفهن من أجب لأمور تافهة؟،ارجوك يا صهيب لا تنظر لي هذه النظرة
المشمئزة فهي تقتلني،ارجوك يا صهيب انظر لي نظرة الحب و الاحترام،صهيب أنا..."لكن صهيب لم يهتم بماقالته له بل
رفسه بقدميه و كأنها حشرة و القى على وجهها الفستان ثم فتح الباب و خرج من غرفتهما ثم اقفله بالمفتاح مرة اخرى،و
عندما استدار مغادرا اقبلت نحوه امه تهم بالكلام لكنه قطعها بحركة من يديه و امرها قائلا"لا اريد لهذه الحثالة الخروج من
هنا كما لا أسمح لها بالاتصال او استقبال أين كان"،ثم خرج من البيت صافقا الباب وراءه و امه في صدمة مما سمعت
فحدثت نفسها قائلة"مستحيل أن تفعل جميلة هذا الشيء الفظيع انها اطهر منه"لكن نفسها الامارة بالسوء ترد عليها"امها
فعلت ذلك قبلها فلما لا تفعل هي ذلك فكما يقال في المثل"اكفي القدرة على فمها تطلع البنت لأنها"و لكن السؤال الذي
مازال يلعب في عقلها هو كيف وافق عز على زواج ابنته و هو يعلم بماضي أمها القذر؟هل يود ايذائها مرة اخرى؟أم انه
جاهل حقا بما تفعله ابنته من وراءه؟لهذا قررت أن تتصل به و تواجهه بالحقيقة،فتهم عائشة بالاتصال به غير أنها في أخر
دقيقة تغلق السماعة بعدما سمعت انين جميلة فاقتربت من الباب حتى تسمع ما تقوله جميلة لها"ارجوكي يا امي
صدقيني،أنا مستحيل أن ارتكب حماقة مثل هذا فلا ديني و لا تربيتي تؤهلني الى فعل هذا الشيء دنيء،لكن هل تعلمي
مازاد في حزني و المي هو شك صهيب بي و نظرته المشمئزة نحوي،فأنا حقا لا استطيع أن أبادله نفس المشاعر و
الرغبات لأني مازلت أخجل منه،أقسم بذلك يا امي اقسم"و هنا تجتازها موجة بكاء مريرة و تزداد شهقاتها أكثر فأكثر مع
احساسها بالالام في بطنها و شعور الغثيان و دوار الرأس التي اعتقدت ان سببه ارتطامها بحافة السرير،و هنا قامت ببطأ
الى الدرج الذي يحتوي على علبة الاسعافات الاولية و هي تسند يديها الى الجدار حتى وصلت فبحثت عن المطهر و القطن
و امسكت المراة و بدأت بتمرير القطن المبلل الى جبينها و يدها ترتجف و شعرها اشعث كما احست ان جسدها كله تكسر
جراء الضربات التي وججها اليها صهيب فلم يسلم من ركلاته الا بطنها التي حمته بكلتا يديها و هنا نظرت الى يديها
فوجدتهما مليئتان بالكدمات الزرقاء و تحسست وجهها الاحمر من جراء الصفعات المتتالية و هنا سقط القطن من يدها و
اغمضت عيناها و استسلمت الى موجة بكاء صامتة و هي تتذكر وعد صهيب لها بأن يحميها و لا يؤذيها لكن هاهو ذا أثبت
لها حقا كيف يحبها و يهتم بها،فابتسمت بمرارة و هي تحدث نفسها قائلة"اه يا جميلة في بيت أبيك لم تسلمي من
الضربات و لا حتى في بيت زوجك"ثم تنهدت بمرارة و هي تسمع الحاجة عائشة ترد و تطمئن عليها قائلة"انا لا
اشك فيك يا جميلة و انا التي تعرف طعم الخيانة لكن ماعسايا أن اقول لكي الا أن تسلمي امرك لله فهو الوحيد القادر على
اثبات براتك و الان ماعليا الا ان ادعو من اجلك حتى يزيل الله تعالى عنك هذا البلاء" و عندها تغادر الحاجة عائشة الى
الحمام اين تتوضأ ثم تتوجه الى غرفتها و تفرد سجادتها و تبدأ بالصلاة و الدعاء من أجل جميلة المظلومة.
وصل صهيب الى قصر التاجي أين اتفق مع عز لوضع النقط فوق الحروف فماان هم صهيب بذق الباب حتى فتحه عز باسما و
هو ينظر الى خلف لعلا صهيب احضر جميلة معه لكن لم يجد احد بل تعجب من ملامح الضيق التي ترسم في وجه صهيب
فدعاه الى الداخل و عند الوصول الى الردهة سأله عز قائلا"صهيب مابك يا ولدي قلت انك تحتاجني في موضوع مهم؟لماذا
انت صامت الان؟هب حدث مكروه لجميلة؟فأنا اتصل بها لكن هاتفها مغلق و اردت الاتصال بالهاتف الارضي لكنني تراجعت
بأسباب خاصة"فيرد عليه صهيب بعصبية لم يعهدها عز فيه"لماذا يا سيدي لماذا؟ان هذا كثير عليا،لماذا عرضت عليا الزواج
من ابنتك المصون؟ام اردت الصاقها بي لانها فاجرة.."و هنا يمسكه عز من تلابين قميصه قائلا"اصمت يا خسيس مت هذا
الكلام الذي تتفوه به هل جننت؟"و هنا يقطعه صهيب ساخرا بعدما نزع يدي عز من تلابين قميصه"جائتني هدية خاصة من
أجل ابنتك و معها رسالة"و بعدها وضع صهيب يده في جيب سرواله و اعطى لعز الرسالة التي التهم عز كلماتها التهاما و
عيناه احمرتا من شدة الغضب و عندما انتهى من قراءتها جعدها بين يديه ثم رماها و غادر باتجاه سيارته و هو يتوعد.
|