كاتب الموضوع :
wafa hadad
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: لن تدوم السعادة
الفصل الثالث عشر
وصل عمران مبكرا الى المطعم المطل على البحر وجلس امام النافذة المطلة على البحر و هو يشد معطفه فالبرد كان
شديدا رغم الدفأ الذي يعتلي في المطعم لكنه يحس بالبرد يجمد اوصاله فضم وشاحه على رقبته أكثر و ارتدى قفازاه و
أخذ يرتشف فنجان قهوته الساخنة ناشدا الدفأ،مر الوقت سريعا لكن لا خبر لصهيب انتظر 10 دقائق ف15 دقيقة ثم 30
دقيقة،وهنا اعتلاه الضيق فاتصل بصهيب مرة و مرتان و ثلاث مرات لكن دون رد و لما هم بالاتصال بصهيب سبقه هذا الاخير
فرد عليه عمران لكن صهيب لم يترك له مجال للكلام فزمجر في وجهه قائلا"لن أأتي الان فلديا مشكلة عائلية سأحلها و
بعدها ساتصل بك و أحدد موعد معك"ثم أغلق الهاتف في وجهه أمام ذهول عمران الذي فتح فاهه دون أن ينبت ببنة
شفا،فاتصل عمران بعز و هو خائف من ردة فعله فرن الهاتف مرتين قبل أن يجيب عز بصوته الجهوي قائلا"لماذا تأخرت يا
غبي ألم تحضر لي صهيب بعد؟"فبتلع عمران ريقه قائلا"اسف يا سيدي لكن صهيب اتصل و اعتذر على المجيء لأن هناك
مشكلة عائلية على مايبدو"،فيرد عز مستغربا"كيف مشكلة عائلية و لم يدم زواجه غير شهر،فكيف ستأتي المشاكل أنا
أدرى بتربية جميلة فانها لا تستطيع أن توذي نملة فكيف حدث فجأة،كما أن عائشة عطوفة و محبة للناس جمعاء،أظنه
خدعك أيها الغبي؟"فيجيب عمران"لا أظن ذلك يا سيدي فان صوته عندما كلمني كان يغلي من الغضب المكتوم كما انني
أعتقد أن المشكلة كبيرة"فيقاطعه عز قائلا"حسنا سأتصل به فهو في الأخير صهري"ثم يبتسم ابتسامة استخفاف و يغلق
السماعة في وجه عمران و يبدأ بتشعيل سيجارته فهو متضايق جدا و يريد أن ينهي مشكل انتقام صهيب بأقل الخسائر
الممكنة و بعدها يتفرغ لموضوع عائشة و هنا ابتسم بينه و بين نفسه و هو ينفث من سيجارته ثم اتخذ قراره و حاول
الاتصال بصهيب ليفهم منه ما المشكلة التي يواجهها فهو دائما المساعد له في مختلف أطوار حياته منذ أن رأه لأول مرة
عندما اقتحم مكتبه و هو في قمة الغضب لما عرف من أمه أن أباه قتل و لم تكون حادثة كما كذب عليه لما كان صبيا حتى
لا يرتكب الحماقات فكان غضبه يعميه مثله بذلك كمثل عز و كأنه ابنه،و هنا فقط تمنى عز لو أن صهيب ابنه كيف ستكون
حياته و علاقته معه؟ أما عمران فتنفس الصعداء لأن سيده استقبل الأمر برحابة صدر ثم غادر نحو سيارته ليعود الى عمله.
عندما فتح صهيب الباب الجمته الصدمة لما وجد هدية مغلفة بالأحمر موجهة الى زوجته و اعتبر أن هذا هو ضرب لرجولته
خاصة أنها كانت بتوقيع شاب و الأدهي من ذلك كله ان في جانبها رسالة مليئة برسومات القلوب يعني هذه الرسالة
ليست بريئة ابدا و لم تحمل داخلها مشاعر الأخوة قط فشكلها فقط يوحي بما تحمله،هو من المتفتحين الذين يأمنون
بالصداقة بين الرجل و المرأة لكن في حدود لكن هدية و رسالة فهذا الذي لم يصغيه عقله بتاتا فأصبح كالمجنون يفتش في
الهدية و قد حملها ما بين يديه و توجه بها الى الداخل بعدما صفق الباب و كاد أن يخلعه أيضا و مشاعر الغضب ترتسم على
ملامح وجهه الجميل و الهادىء و هو يكتم غيظه و يشد على يديه و فكه و هو يلتهم سطور الرسالة التهاما،فاسرعت الأم
نحوه متسائلة"مابك يا صهيب قلت أنك ستذهب الى مشوار مهم لماذا غيرت رأيك و لمن هذه الهدية؟"و اشارت بيدها الى
الهدية التي يحملها صهيب ظنا منها أنه هدية زواج ابنها لكن عائشة انتبهت الى ملامح ابنها المشدودة فحذفت الفكرة من
رأسها،لكن ابنها لم يهتم بأسئلتها السابقة فأجاب عليها باستنكار و هو يشير الى جميلة قائلا"اسئليها"اما جميلة فكانت
تهم بالدخول الى المطبخ لكن عندما سمعت صوت صهيب و رده الذي كان موجهه لها بالتحديد فوقفت امام باب المطبخ
بجمود و هي تنظر في وجه صهيب الذي اشتعل غضبا و امه التي بجواره تارة و الهدية القابعة بين يديه تارة اخرى و مع
اقتراب صهيب منها ارتجفت وزاد انكماشها و هي تنظر الى صهيب باستغراب و كيف أن حاله تبدد كغيوم الشتاء و هنا
امسكها صهيب من معصمها و هو يزمجر بها"من هذا الفادي و لماذا يرسل لك هدية خاصة و من أعطاه عنوان البيت و
لماذا يرسل معها هذه الرسالة المليئة بالحب و العشق،هيا اخبرني لماذا انت صامتة هكذا لماذا يا فاجرة؟"ثم يهم بصفعها
على وجهها امام دهولها حيث انها لم ترمشي بعينيها حتى و هي تنتظر ان يصفعها فهي متعودة على ذلك منذ كانت في
بيت ابوها فابتسمت بمرارة و هي تحث نفسها الا تضعف امامه و تبكي و ترمي في أحضانه ليهدأ و هنا وصلت الى حقيقة
ان كل الرجال متشابهون فكم كذب عليها صهيب و اوهمها انه سيبقى الى جانبها و لن يترك مخلوقا يؤذيها و هاهو الان
يسير على خطى والدها كيف لا و هذا الاخير من اختاره لها فسيشبهه حالا و كيفا لكن مهلا هي لا تحس بأي الم من
جراء الصفعة فتنظر خلف صهيب فاذا بأمه تمسكه من يده ناهرة"توقف يا صهيب،لماذا تريد ضربها و لماذا كل هذا الكلام
السوقي،هل ربيتك انا على هذا؟"و هنا ينفض صهيب يده من يد أمه التي كانت تمسكه بها و يبعدها من طريقه و هو يجر
جميلة المصدومة الى غرفتهما مغلقا الباب وراءه بالمفتاح و يرمي جميلة على ارض الغرفة فتسقط و ينصدم جبينها على
حافة السرير فتنزف و يبدأ الدم بالسيلان و لكن هذا لم يأثر في صهيب الهائج كالثور بل ذهب الى حيث هي و جثى على
ركبتيه و شد شعرها بكل عنف لتقف بمواجهته و هي واهنة القوى لا تكاد تقف حتى تقع من جديد لكن كل هذا لم يشفع
لها امام صهيب حيث بدأ بهزها قائلا لها"هيا أخبريني و الا قتلتك يا فاجرة،كل سنوات عمري التي افنيتها من اجل أن
تبادليني نفس المشاعر صارت الان هباء منثورا،الان فهمت لماذا لا تبادليني نفس الشعور و نحن في أكثر اللحظات
خصوصية،ايتها اللعوب،اخبريني ماذا كان ينقصني حتى تهيمين بذلك الغبي،اه فهمت الان فأنت عاشقة للحرام أيتها
اللعينة"و ما ان سكت حتى تفاجأ بصفعة مدوية رغم المها و الخدر التي تحس به و هي تمسك بطنها بيدها صارخة في
وجهه"اصمت و كفاك هذيانا أنا أشرف من الشرف،كيف تهينني هكذا أنا لم أعطه العنوان قط و لم أتصل به حتى انني لم
اخبر احدا بزواجي،و انا جاهلة بالموضوع مثلك تماما"فيقطع كلامها و هو يشد شعرها من جديد"كفاكي تمثيلا،الا تملين؟"ثم
يخرج من جيب سرواله رسالة و يفردها امام وجهها و يقرأها بصوت جهوي واضح"الى حبي،عشقي،هيامي جميلة أنا لن
ألومك على تفضيل ذلك الغبي عليا و انا الذي كنت لك خير عون في ليالينا الحمراء الطويلة،كيف لا أنسى و انت تتمايلين
معي و تتجاوبن معي و كأننا خلقنا لبعض كل منا يكمل الأخر،و لن أنسى سهراتنا سويا و كيف كنا نقبل بعضنا بعاطفة
جياشة،اعلم أنك الان ستشتاقين الى حضني كما افهم حاجتك اليا فانت جد متطلبة و لن يشبع زوجك رغباتك الجامحة
لهذا سيكون موعدنا دوما في الجامعة و سنختلي مع بعضنا مثل الايام الخوالي فلا تقلقي من هذه الناحية يا حبيبة
فؤادي،كما اود أن أنوهك بأني أهديتك هدية رائعة و اعلم أنك ستحبيها فهي من نوعك المفضل اولا و من اختياري ثانيا كما
كنت أتمنى رأيتها على جسدك ايتها الفاتنة لكن لا يهم ذلك الان.وداعا يا حبي"و هنا يسرع صهيب الى حيث الهدية
المرمية في الارض فيفتحما بلهفة و يخرج ما فيها و هنا ينصدم من هول ما رأى و عيناه تقتدح شرا اما جميلة فتنكمش في
ركن بعيد من الغرفة تنظر الى صهيب و ما في يده بصدمة فيداهمها شعور غثيان و يزداد ألم رأسها و بطنها التي تضع
يديها عليه تحميه من المجهول و عينيها تسكب العبارات الواحد تلوى الأخرى.
|