كاتب الموضوع :
wafa hadad
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: لن تدوم السعادة
البارت الثاني عشر
استيقظ عز و رأسه يألمه من كثرة الشرب حتى أنه وجد نفسه نائم في ردهة القصر و الخدم حوله ينظرون فيما بينهم و
يتهامسون مما زاد من حنق عز نحوهم فزمجر بهم قائلا"انتهى العرض الان فاليذهب كل واحد فيكم الى عمله و اود أن
تحضروا الفطور حالا و اياكم ثم اياكم التأخير سأذهب الى الحمام امامك 5 دقائق و ان لم أجد الفطور جاهزا سيكون العقاب
عسير"ثم توجه الى الدرج يتراخى في مشيته الى أن وصل الى غرفته ثم دخل الى حمامه فنزع ثيابه و القاها في سلة
الملابس ثم فتح المرش و جلس تحته فتذكر اتصاله بعائشة البارحة فابتسم محدثا نفسه"هل افرح أم أحزن عائشة لاتزال
تذكرني لكن لا اعلم هل مازلت تكن لي المشاعر و لو القليل ام لا أمل لي معها،لكن عندي طريقة لجلبك تحت اقدامي يا
عيوش"و بدأ بالضحك الهستيري بعدما انتهى من حمامه السريع حيث ارتدى بدلته الرمادية و قميصه الوردي و ربطة عنق
بلون الرمادي ثم اسرع الخطى يقفز السلم بسرعة الا أن وصل الى غرفة الطعام فبدأ يرتشف قهوة الصباح من فنجانه و قد
زادت ملامحه وقارا بعدما انبتت بعض الشعيرات في ذقنه فهو لم ينسى ذوق عائشة و هو الان يفكر كيف يعيد عصفورته
الى القفص و بعدها توجه الى غرفته و احضر منه معطفه لأن الجو بارد الان فالشتاء حل فوضعه على كتفه مغادرا بذلك
غرفته ففيلته متوجها الى عمله و هذا هو روتينه الجديد بعد مغادرة رندة من البيت و طلاقه منها في اليوم التالي،فركب
سيارته و انطلق بها بسرعة و عندما وصل الى مقر عمله أوقف سيارته في موقف السيارات و دخل الى مكان عمله
فاستقبله عمران قائلا"صباح الخير سيد عز،هاقد مر شهر من زواج صهيب،هل تود الاتصال به الان؟"فيجيبه عز بكل
هدوء"صباح النور أكيد اتصل به و ادعوه الى مطعم فخر تناولا وجبة الفطور ثم تعالا عندي حتى ابارك للعريس،هل كلامي
مفهوم؟"فيرد عمران"مفهوم سيدي لك ذلك".
لقد عاشت جميلة طيلة هذه الشهر مع صهيب أجمل أيام حياتها فكان نعم الأب و الحبيب حيث كانت تنام في حضنه ليلا و
تستمد الدفء منه حيث كان عطوفا جدا و حنونا عليها و معه فقط أحست بالسعادة وهاهي اليوم تستيقظ قبله و تتأمل
وجهه بكل حب و هيام و هو نائم كطفل فسرحت في خيالها بعيدا عنه مخاطبة نفسها"يا ترى كيف سيكون طفلي هل
سيشبهني أم يشبه صهيب؟"و عندما لم تحس كيف أن يداها بدأت بملامسة تقاسيم وجهه برفق و حب و هي تمني
النفس الا يستيقظ لكن يالا حظها التعيس فقد كان صهيب بالفعل مستيقظا لكنه مغمض العينين يتمنى من جميلة أن تقوم
بالمبادرة اولا حتى يتسنى له أن يسافر بها الى مكان لا يعرفه سواهما و لكنه احب ملمس يداها الناعمتان لوجهه كما
أحب ملامسة جسدها لجسده و هنا و بدون سابق اندار احس بأنفاسها تلفح وجهه فاقتربت منه جميلة و كادت أن تطبع
قبلة على شفتيه لولا صوت هاتفه الذي افسد ماكانت تنوي فعله جميلة،فتململ صهيب في سريره مجيبا على هاتفه
قائلا"صباح الخير عمران،كيف حالك ارجو أن تكون بخير؟ماذا؟نعم نعم انا جاهز سأغير ملابسي و أكون عندك بعد 10
دقائق"و بعدما انهى صهيب اتصاله نظر باتجاه جميلة التي كانت تغطي وجهها بالكامل بالشرشف و قد علمت أنه لم يكن
نائم و قد أحس بكل ما فعلته فأصبحت تلعن نفسها في داخلها مع اقتراب صهيب لها الذي يحاول نزع الشرشف لكن بدون
جدوى فخاطبها قائلا"هل ستختبئين هكذا طويلا؟اود زوجتي التي كانت تود تقبيلي قبل قليل و كذا اود أن أخبرها أنها
بامكانها الذهاب الى الجامعة فانا عندي عمل لكن قبل ذلك أود أن أرى ملامحها لأشبع منها"و هنا ابعد الغطاء عنها و
حملها و اجلسها على الصوفة قائلا لها"لا خجل بيننا جميلة الى متى ستظلين هكذا؟"لكن لا مجيب و هنا دنى صهيب
برأسه ناحيتها و قبل شفتيها بعاطفة و هي تبادله فزاد من ضغطه عليها الا أن تأوهت فتركها مبتعدا عنها فسندت جميلة
رأسها في الكنبة متثاقلة قائلة في نفسها"دائما غبية أفسد روعة اللحظة"و بعدها خرج صهيب من الحمام و جسمه
مغطى بمنشفة فقط و شعره لا يزال مبتلا فسحرت جميلة من منظره لكن سرعان ما خجلت و ابعدت نظرها عنه و انزلت
رأسها للأسفل قائلة"سأعد لك الفطور يبدو أنك جائع"لكن سرعان ما يمسكها صهيب من يديها موقفا اياها لتواجهه رادا
عليها"أنا جائع حقا،لكن لك فقط،فهل أسديت لي معروف و احضرت لي ملابسي و تقبيلني بلهفة كما فعلت البارحة
ليلا"فيطلق سراحها املا أن تنفذ طلبه لكن هيهات فما كان من صهيب الى أن كتم غضبه و قهره محدثا نفسه"ستدفعين
ثمن هروبك و ستري ذلك"،فما ان أطلق صهيب سراحها ركضت باتجاه الباب و فتحته بسرعة و اغلقته بسرعة أيضا و هنا
تقابلت مع الحاجة عائشة فاسرعت اليها تحضنها و تقبلها من جبينها كعادتها منذ زواجها من صهيب فلقد تعلمت منه هذه
الطريقة ليكشف لأمه مقدار حبه لها،و هنا ابتعدت قليلا منها و قالت لها باسمة"صباح الخير يا أمي،هل فطرت؟"فتجيب
عائشة باسمة بكل حب"صباح النور يا ابنتي،نعم فطرت أنت تعلمين أنني لن أستطع الانتظار فأنتما عادة ما تستيقظان مع
وقت الغذاء دائما"فتخجل جميلة قائلة"لا عليك غذا ام شاء الله سنستيقظ مبكرا علينا العودة الى دروسنا أليس كذلك؟لقد
تأخرنا مدة شهر كامل على الجامعة"فترد عائشة قائلة"نعم،فليوفقكما الله لما تصبوان اليه"و هنا يخرج صهيب بعدما اختار
سروال جينز أزرق و قميص بني و مشط شعره و حلق ذقنه فزاد جمالا رغم ملامح الضيق البادية على وجهه،فأرسل نظرة
ذات معنى لجميلة التي ما ان رأته حتى اشاحت بوجهها بعيد عنه فاقترب نحو أمه و القى عليها التحية و قبلها على جبينها
مغادرا بعد ذلك لكن أمه استوقفته قائلة"ألن تفطر مع زوجتك؟"فيرد عليها مسرعا"لا،عندي موعد و لا تنتظراني مساء
فسيطول غيابي حتى وقت متأخر"و ما ان هم أن بفتح الباب حتى سمع جرس الباب ففتحه و اذا بهدية مغلفة بالأحمر أمام
باب شقته و مازاد من غضبه انها خاصة جدا و موجهة لجميلة من طرف المدعو فادي الزبادي.
|