كاتب الموضوع :
wafa hadad
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: لن تدوم السعادة
الفصل التاسع
وصل عز الى مكان عمله و بدأ بتشغيل السي دي و هو يبتسم ابتسامة شريرة محدثا نفسه"سأنتقم منك يا حاتم شر
انتقام فقتلي لك و اخذي منصبك لا يشفع لك بعد هناك مفاجأة تنتظرك في الافق،لقاءك مع ابنك الوحيد صهيب أصبح
وشيكا"و بدأ في قهقهات عالية تصم الأذان،وهنا دخل عمران فزعا قائلا له"مابك يا سيدي،لماذا كل هذا الضجيج؟"،فيرد
عليه عز قائلا"و ما شأنك بي أيها الأحمق و من سمح لك بالمجيء اصلا في هذا الوقت المبكر،لقد اعطيتك تعليماتي و
اياك ثم اياك مخالفتها"،فيعتذر عمران قائلا"اسف يا سيدي لكن ما ذنب الحاجة عائشة لتنتقم منها كذلك الا تعلم انها
ستجن اذا مات ابنها كذلك؟"،فيزمجر عز غاضب"لا تتدخل في شؤوني و اياك أن تلفظ اسمها مرة اخرى و الا سأقطع
لسانك"،فيغادر عمران بسرعة و هو يشتم في هذا الكائن المجرد من الانسانية.
تنزل رندة من سريرها غير ابهة بالالام التي تلم بها و بدأت بجمع أغراضها مغادرة فيلا التاجي لانها سئمت مع هذه الحياة
خاصة بعد زواج ابنتها و عودة عائشة من جديد"لقد خسرت من يكفي لا اود ان اخسر ثانية لكن اعدك يا عز ستندم على
كل كلامك و على كل اهانتك الموجهة لي و سوف اكشف حقيقتك لكن صبرك عليا لابد أن أتحصن جيدا قبل أن ارتكب أي
حماقة تفقدني حياتي فحتى سنوات زواجنا العشرين لم تأبه بي و كنت جارية فقط،حاولت أن لا أحسس ابنتي بالنقص
الذي أعيشه بهجران زوجي منذ حملي بها لكن بعد الان لا يهمني أين كان سأعيش من أجل رندة التي أصبحت منبوذة من
الجميع بعد خطيئتي معك لكن أهنئك يا عز لقد انتقمت مني و انا التي كنت باشارة مني أوقف طابور من الرجال بأكمله
ليستسمحوا رضائي،حطمتني يا عز حطمتني"و هنا فتحت باب غرفتها اولا ثم غادرت فيلا التاجي بدون أن يحس بها اي من
الخدم الذين يسهرون من أجل عز و عائلته و هي تمني نفسها بمستقبل يمسح كل اهاتها و احزانها بعدما جعلها عز
التاجي عبارة عن بقايا امرأة لا تصلح لشيء الا الضرب.
ابتعدت قليلا الحاجة عائشة من ابنها و زوجته و هنا قالت جميلة"سأغير ملابسي و اجهز الطاولة حتى نتعشى معا"فبدأت
تجر في حقيبتها و هي متسائلة"اي الغرف هي غرفتي"فيرد عليها صهيب"التي على اليسار و لكن اخطأتي فهي غرفتنا
انا و انت و ليست غرفتكي وحدك"و هنا تخفض جميلة رأسها متابعة سيرها غير ان الحاجة عائشة تقول لها"بمناسبة
العشاء،قولي انه فطور فأنتما لم تعودا باكرا من مشواركما،لكن غيري انت ملابسك و انا أجهز الطاولة لكما"و هنا يتدخل
صهيب قائلا"لماذا امي ألن تتناولي عشاءك المتأخر معنا؟"،فتبتسم الام مجيبة"لا عليك يا ابني،أنا سبقتكم و اكلت و الان
سأصلي ثم اوي الى فراشي فالتعب قد نال مني"،فتتكلم جميلة"أمي أنا لن أأكل ماذام أنت لن تأكلي معي"،فيرد عليها
صهيب و قد بانت في ملامحه الضيق"أمي مرهقة،ألم تسمعي أتركيها ترتاح و ثانيا أنا لست وحشا حتى تخافي مني؟"و
هنا تظهر ملامح الحزن في وجه جميلة بعدما احست ان صهيب قسى عليها بكلماته لكن سرعان ما تخفيه عندما تتحداه
قائلة"و انا لست جائعة فكثرت الحلويات التي أكلتها في منزلنا أحستني ببعض الشبع فسأخلد الى النوم انا كذلك و تناول
عشاءك بمفردك"،فيحاول صهيب الرد عليها لكن امه تقاطعه و تبدأ بتهدية الوضع حيث أنها أحست بالشحناء التي بين ابنها
و جميلة فتقول باسمة و هي توجه أنظارها باتجاه جميلة"ما بكم يا أبنائي الأعزاء،لماذا كل هذا؟حسنا سأتناول عشائي
من أجلك فقط يا جميلة،هل استرحتي الان؟"،فتوؤم لها جميلة بالموافقة ثم تركض نحوها مقبلة اياها من جبينها قائلة
بفرح"شكرا لكي يا أحن أم في العالم"و ثم تغادر بسرعة باتجاه غرفتها و تغلق خلفها الباب بالمفتاح و تبدأ باستخراج
ملابسها ثم تنقل بصرها باتجاه الغرفة باحثة عن خزانة لتضع ملابسها بها،فكانت الغرفة بسيطة ليست واسعة كغرفتها في
قصر التاجي كان أرضيتها من خشب الفلين و جدرانها بلوني البني الفاتح و الباج في وسطها سرير يسع لشخصين ذو لون
أبيض و على يساره باب للحمام و على يمينه خزانة من نفس اللون لتخزين الملابس و أمامه طاولة الزينة،و خلفه نافذة
تغطيها ستائر بلون الاجوري نفس لون غطاء السرير و الزربية،و هنا تضع جميلة حقيبتها فوق السرير و تبدأ بالبحث عما
ترتديه فبحثت و بحثت حتى وجدت ضالتها فأخذتها و توجهت للحمام لأخذ حمام ساخن و سريع بعدما نضمت ملابسها في
الجهة الفارغة حيث لاحظت أن صهيب يعتني بملابسه جيدا فكانت مرتبة و نظيفة.
اما عند صهيب و الحاجة عائشة فكان الاول يريد الذهاب اليها لكن امه اوقته قائلة"لا تقسو عليها انها حساسة و هشة
للغاية كما انني أعتقد أنك الأدرى بحياتها السابقة مع أبيه و قسوته عليها فكن لها نعم الأب و الحبيب"،فيبتسم لها صهيب
بعدما لانت ملامحه قليلا و قبل أمه على جبينها قائلا"لك هذا يا أغلى الحبايب أطال الله في عمرك و أسكنك فسيح
جنانه"،وهنا تدلف جميلة الى المطبخ بعدما ارتدت فستان صيفي أزرق منقط بدوائر بيضاء كبيرة تصل الى ما فوق الركبة
بحمالات رفيعة جدا و هذا ما أفقد صهيب صوابه فأسرع اليها قاصدا أنه سيساعدها على اعداد الطاولة أمام أنظار والدته
المبتسمة.
توجهت وردة كالعادة الى الجامعة بعدما ارتدت فستان أحمر يصل الى ما فوق الركبة مع بوت طويل أبيض ذو كعب عالي و
معطف أبيض و قبعة صوفية بيضاء و عيناها الزارقاوتان أصبحتا داكنتان بعدما أحست بخداع جميلة لها و اصبحت تبحث عن
وسيلة للايقاع بها و هنا لمحت فادي من بعيد فلوحت له و قد وجدت خطة جهنمية للقضاء على هذا الزواج الفاسد من
أوله،فسارت باتجاهه حتى وصلت اليه فحيته قائلة بابتسامة واسعة"صباح الخير فادي،أين أراضيك يا رجل مر وقت طويل لم
أرك فيه في الجامعة؟"،فيرد عليها و هو متشتت يبحث عن جميلة"صباح النور،انها مشاغل الحياة،لكن أين جميلة لا أراها
معك؟"فتجيبه بفضاضة"اه جميلة،لقد تزوجت أيها الغبي"فيفتح فاهه بصدمة ثم ينطق أخيرا"غير صحيح،لالالا مستحيل"و
عندما وجد أن ملامح وردة لا تبدو عليها ملامح المزاح فيسألها قائلا"متى ذلك؟"فتجيبه"البارحة،صدق أنها لم تعزمني على
زفافها و كأنني سأخطف منها زوجها،لكن أخبرني ألن تفعل شيء لاسترجاعها اليك؟"فيجيبها"وماذا عسايا أفعل أنت
تعرفين أبيها انه سفاح،لن يتهاون في قتلي و شرب دمي كذلك"فترد عليه بضيق"خسارة كنت أود مساعدتك لكن تبين لي
أنك مغفل و تتقبل الخسارة بصدر رحب كذلك،الم تكن تتغنى بحبها دوما و ابدا ماذا حصل لك فجأة؟على العموم سأبحث
عن غيرك ليتفذ طلبي"و تهم بالمغادرة لكن سرعان ما يمسكها فادي من معصمها قائلا لها"ماذا سوف نفعل؟أنا معك اذا
كان هذا يرجعلي جميلتي"فتجيبه بفرح"أكيد سترجع الى كنفك الليل قبل النهار لكن لن ننفذ خطتنا الى بعض مرور شهر
من زواجها على الأقل"،و هنا تبدأ بسرد مخططها لفادي قائلة له"سنرسل لها هدية موقعة من طرفك و سوف تكون مفاجأة
من العيار الثقيل لها مع رسالة عشق و حب و هيام و عتاب و ستكون أحلى هدية لأحلى عروسين"ثم تطلق ضحكة
هستيرية و عيونها الزرقاء تبرق بمكر.
|