كاتب الموضوع :
wafa hadad
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: لن تدوم السعادة
الفصل الثامن
فتحت وردة باب غرفتها و اندثرت في سريرها باكية محدثة نفسها"كنت أحس بذلك لقد فعلها و فعلتها انها داهية تنكر
معرفتها به و هي الان زوجته بين أحضانه حقا ان كيدكن لعظيم،لكن اقسم انك لن تعيشي السعادة الابدية فأنا لكي
بالمرصاد"ثم تضحك ضحكة شريرة و تمسح وجوهها بعنف من اثار البكاء.
وصلت جميلة و صهيب الى شاطيء البحر فنزعت جميلة حذاءها و هي تهم بفتح الباب،فيوقفها صهيب قائلا"لماذا كل هذه
العصبية يا جميلة،ولماذا تنزعين حذاءك البرد شديد في الخارج و لا أظن انك سوف تسبحين في هذا الجو؟"،فتجيبه بضيق"و
ما أدراك،افتح هذا الباب اللعين"،فيرد عليها باسما"لن أفتح الباب و أنت هكذا" و هو يشير الى ما ترتديه من اللباس حيث انها
لم تغير فستان زفافها اصلا،فترد بانتصار"حقيبتي في السيارة سأختار منها ما أريد و البسه"،فيقاطعها قائلا"و أين ستلبسين
يا ذكية؟"فتجيب بسرعة"في السيارة طبعا،هيا افتح الباب فأنا لا أطيق صبرا حتى احضن الرمال بين يدايا و تقبل رجلايا مياه
البحر الغاضب"،والى هنا يفتح صهيب بابه متوجها لبابها حتى يفتحه بهدوء واضعا سترته على كتفيها قائلا لها بابتسامته
العذبة"لن ينفع معك الا هذا يا حلوتي"،وهنا تقفز جميلة من السيارة راكضة للبحر بدون ان تعطي أهمية لما قاله صهيب قبل
قليل و هي بهذه الحركة تفقد ما تبقي من عقل صهيب فيركض وراءها فتسرع هي بذلك الخطى و هي فرحة و ضاحكة و
كأنها طفلة صغيرة ومع اقتراب صهيب منها ترفع اصبعها محذرة"اياك و الاقتراب لانني سأرش ملابسك الغالية ووجهك الجميل
بمياه البحر الباردة" وتضحك عليه و هي مغمضة العينين و هنا و بحركة خاطفة من صهيب يسقطها في حضنه قائلا"كفاكي
لهوا يا حلوتي ألست جائعة بعد ركضك هذا انه يكاد يغمى عليا من الجوع هيا نأكل قبل أن يبرد الأكل" و عندما لم يلقى اي
تجاوب حملها صهيب مغادرا بها شاطي البحر بعدما ابتلت ملابسهما جراء سقوطهما معا فتحاول جميلة التملص منه لكنه
يزيد من قوة ضمها له امرا اياها أن تحوط ذراعاها حتى لا تسقط نتيجة رطوبة كل منهم،و في هذه الاثناء تسحر جميلة لمنظر
القمر المتكامل المنعكس في وجه صهيب فيعطيه هالة من الجمال و الوقار لا مثال لها فتبتلع جميلة ريقها و تزيد من ايحاطة
ذراعيها في رقبته و تغمر وجهها في صدره بعدما طبعت قبلة رقيقة على خديه تاركة صهيب مصدوما من جرأتها و مجنونا بها
محاولا قطع المسافة المتيقية بأسرع وقت حتى يصل الى منزلهم"عش الزوجية".
في هذا الوقت كانت الحاجة عائشة مستلقية في فراشها منتظرة عودة ابنها وزوجته التي احبتها من اول نظرة محدثة
نفسها"معك الحق يا بني ان تسحرك هذه الفتاة و ترجع ليلك نهارك فانا لا الومك على طلب يدها بهذه السرعة انها حقا
رقيقة و حساسة تشبه ابوها في الماضي"فتدمع عينها لكن تمسحها بسرعة و تسترسل في ذكرياتها التي لا تنسى:
"حبيبتي عائشة اذا رزقنا الله تعالى بأولاد انا أعطيكي الحرية الكاملة في لاختيار اسماهم فانا اثق فيكي ثقة عمياء"فتجيبها
عائشة باسمة"هذا كثير عليا انك تدللني كطفلة صغيرة و بهذا سأتعود و ستمل مني"فيمسك عز بيديها الاثنتين و يقبلهما
بالتناوب بكل رقة قائلا لها"و من لي غيرك الان انت وردة حياتي و بسمة أيامي انا احبك بمقدار السموات و الارض و احمد الله
انه انعم عليا بزوجة صالحة تعينوني على مصاعب الحياة،اخبريني الان ما اسم اولادنا في المستقبل؟"فترد باسمة"سيكون
لدينا 3 اولاد ان شاء الله ابنتان و صبي سأسميهم جميلة،هنادي و اخر العنقود صهيب"فيجيبها باسما"ما شاء الله أسماء
جميلة بارك الله فيك و اعانني عليك"فيضحكا معا بسعادة و عيناهما تبرق بكل حب ووئام و هنا تستيقظ عائشة من ذكرياتها
على صوت الباب الذي يفتح فتغادر غرفتها مستقبلة ابنها و عروسه قائلة لهما بابتسامة عندما اقبلا نحوها"اهلا بكي بنتي
بيننا،شرفتي و نورت البيت"فتجيب جميلة بحياء"البيت منور بأهله"و هنا يعاقب صهيب مازجا"بدأت اغار احدهم يريد أخذ
مكاني"،فتتوجه الحاجة عائشة و تضمهما معا الى حضنها قائلة"لكل واحد منكما معزة خاصة في قلبي".
الدماء تسير و عز ينظر اليها بنظرات جامدة و هو يأخذ الشرشف و يضمد به جرحه الظاهري لكن الجرح في قلبه ابى ان
يشفى و مع عودة عائشة الى الواجهة زاد من فظاعة الالم فغادر الحمام بسرعة فالغرفة ثم البيت بأكمله و استقل سيارته و
ادارها الى حيث يشعر بالامان و الهدوء الى مكان عمله اين ينغمس في قضاياه متناسي الامه تاركا بذلك جثة بلا روح تأن من
الالم هي رندة فعند دخول صابرين عليها شهقت هذه الاخيرة من هول ما رأت فأسرعت اليها مستفسرة"سيدتي ماذا
اصابك؟هل تحتاجين الى الطبيب أم تودين ان اتصل بجميلة؟"فتقاطعها رندة قائلة لها بحزم"ماذا تقولين ايتها الغبية؟جميلة
عروس كيف لك أن تتصل بها هذا اولا و ثانيا لا اود الطبيب انا بخير ثالثا و هو الاهم من سمح لكي بدخول غرفتي دون
استئذان فلتخرجي في الحال"فتفزع صابرين من فضاعة سيدتها و تهم بالهروب مسرعة مغلقة الباب وراءها بكل هدوء حتى
لا تزيد الطين بلة،وهنا فقط تسمح رندة لدموعها بالهطول مجددا قائلة"أي جحيم ستعيشينها يا جميلة؟".
|