كاتب الموضوع :
wafa hadad
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: لن تدوم السعادة
البارت السابع
بعدما فرغ الجنيرال عز من ضرب رندة أخذ بمسح دمائها و تذوقها فهو مهووس بتذوق دماء ضحاياه و خاصة حاتم و رندة
فخاطبها قائلا"رغم مرور كل هذه السنوات غير أن مذاق الدم عندي أهم من حياتي كلها خاصة اذ كان مصدره عائلتكم
الموقرة"ثم ضحك ضحكة زلزلت كل ارجاء القصر فردت عليه رندة بصعوبة بالغة نتيجة الضرب المبرح لها"ان.....ان....انت مريض
و عليك بالعلاج،قتلت اخي حاتم امام ناظري ثم تزوجتني غصبا عني،انا اكرهك،اكرهك،هل تسمع؟"لكن عز ولاها ظهره حيث
قال لها و هو مغادر الغرفة"لن ارد عليك فأنت مرهقة جدا و عليك اخذ حمام ساخنا حتى تسترخي و من ثم ضمدي جراحك و
استعملي الثلج لتتخلصي من الكدمات يا حلوتي"ثم طبع لها قبلة في الهواء صافقا وراءه الباب مغادرا بذلك الى غرفته و
بتحديد الى حمامه و هو يأخذ دوش بارد حتى يصفي ذهنه لكن الذكرى ابت أن تفارق مخيلته،فرجع الى الوراء و بالتحديد الى
ماضيه السعيد مع زوجته و حبيبته عائشة"لا اصدق يا حبيبي اننا تزوجنا،انا حقا سعيدة"فيطبع عز قبلة دافئة على شفتيها
مجيب لها"انت لا تعلمين كم كنت اتوق الى هذه اللحظة يا عزيزتي"و هنا يقترب من عنقها يستنشق عبيره تارة و يقبلها تارة
اخرى ثم يحملها معه و يسافر بها الى عالم كله حب و عشق،و هنا يستيقظ عز من كابوسه و يغسل وجهه مرارا و تكرارا
بالماء البارد حتى يمحو تلك اللحظات التي يحنو اليها و قد زاد شوقه لها منذ رأيته لعائشة هو كان يعلم جيدا انه يلعب بالنار
فهو الان لم يعد يستطيع الاحتمال اكثر من بعاد عائشة خاصة انها الان صارت طليقة فبعد زواج صهيب واستقراره حان دوره
ليستقر بعد تعب السنين الذي افقده شبابه مبكرا فلن يعيش الان بعيدا عن حبيبته فهذا تعب اظناه سنين من التفكير حيث
انه كان يراقبها مع ابنها على الدوام و عندما علم ان صهيب يريد الانتقام من قاتل ابيه ادعى عز انه سيساعده فصدقه صهيب
المسكين و منذ حصوله على شهادة التعليم الثانوي و التحاقه بالجيش كانت له علاقة طيبة مع عز لكن عز طلب منه التستر
على مهنته فحتى عائشة تعتقد ات ابنها درس الطب لكنه كذب على الجميع فعز يعلم ان عائشة لا تحب سلك امن الدولة و
سترفض بتاكيد التحاق ابنها به فهي تعتبره الموت بعينه و هي قد عانت ذلك في سنواتها الاولى من زواجها لعز و كذا زواجها
الثاني من حاتم.
و هنا لم يتحمل عز كل هذا فلكم انعكاس صورته في المراة لتنفيس على غضبه و هو بذلك يشترك نفس الاحساس مع رندة
المتهادية في مشيتها و دموعها التي ابت التوقف و هي تصرخ من الداخل"لماذا احببتك؟لقد خسرت كل شيء كل شيء
اولها كرامتي،عائلتي،أخي الذي لم يعش شبابه كما خطط له او كما خطط له ابوايا،ماذا جنيت على نفسي الا الخسارة،كنت
اعلم انك لن تنسى يوم عشقك لعائشة و ها أنا ادفع ثمن اخطاء الماضي".
بعد ايصال الحاجة عائشة الى بيتها أخذت بتشغيل النور و ايضاءة البيت و عيونها تدمع و فمها يبتسم لا تعلم لما،هل تفرح ام
تحزن فبعودة عز الى حياتها مرة اخرى ستشقى فهي خائفة ان تكون ضحيته الموالية هو ابنها فتسرع الى الحمام لتتوضأ و
تصلي الى ربها راجية منه ان يحفظ ابنها من كل الشرور ة هي الان المجربة لوجهي عز العاشق الولهان معها و القاسي
الغليظ مع عائلته الصغيرة رندة و جميلة و كيف رماها تحت قدميه كحثالة.
اما عند جميلة و صهيب هاقد اوصلا سلوى و زوجها و هي لا تكفوا من النصائح و الارشادات قائلة"لا تسهرا كثيرا،و لا تسرع
في القيادة صهيب أعرفك متهور و كن لطيفا مع عروسك و اياك ثم اياك أذيتها،هل تسمع كلامي؟"فيرد عليها صهيب
مبتسما"أنت فقط اخرجي منها و كل شيء سيكون بخير و جميلتي معي لن يصيبنا اي مكروه ان شاء الله مع دعوات امي
المستجابة لاني بار بها"قالها و هو كله فخر و اعتزاز فابتسمت له سلوى و لوحت له مغادرة موجهة كلامها لجميلة"طابت
ليلتك يا جميلة و لكن لا اظن انك ستنامين و انت مع هذا"و اشارت باصبعها لصهيب ثم انصرفت،وهنا تحرك صهيب بالسيارة
ثم التفت لجميلة قائلا"هل تودين أكل شيء فأنا اتضور جوعا لنشتري الاكل ثم نتوجه الى البحر،ما رأيك؟"فتجيبه جميلة
قائلة"كما تريد،لكن أفضل الأكل مع ماما عائشة"و هنا يبتسم صهيب قائلا لها"لا تخافي سنترك لها نصيبها،ثم انني اصبحت
اغار فمكانتي عند أمي ستهتز و كله بسببك"فترد عليه جميلة"انا لن اهدم مكانتك عند امك فهي محفوظة لديها،فأنارأيت
نظرات الحب و الخوف عليك و الموجه اليك"فيباغتها بسؤال مفاجأ"و هل تغارين من أمي؟ّ"فتدافع عن نفسها قائلة"لا اغار
فهذا حقها، فهي في الاخير امك و مكانتها عالية عند الله تعالى،فكيف لي أن أحدث مقارنة بيني و بينها؟"ثم تصمت و تشيح
ببصرها الى نافذة السيارة متأملة النجوم في السماء و كذا صهيب يتأمل الطريق تارة و نظرات الحزن في عيون حبيبته تارة
اخرى،الى أن يقطع الصمت قائلا لها"ماذا تحبين أن اجلب لك من المطعم ام اختار انا من ذوقي الخاص؟"فترد عليه
جميلة"اختار ما تشاء"فينزل صهيب من السيارة و تكاد تفعل جميلة مثله غير انه يوقفها امرا"انتظريني في السيارة لن
اتأخر"فتستجيب جميلة لطلبه و تركب السيارة متأفئفة محدثة نفسها"ها قد بدأنا التسلط".
تحاول وردة الاتصال بجميلة لكن الخط مغلق فتخاف ان مكروه اصابها فتنزل ال الاسفل و هي تود مغادرة المنزل للاطمئنان
على صديقتها غير ان لعمران رأي اخر فيمسكها من يدها قائلا"الى أين يا وردة في هذا الوقت من ليل؟انت تعلمين أنه لا
خروج بعد صلاة المغرب و نحن الان على مقربة من الفجر"فتجيبه وردة"اتصلت بجميلة لكنها لا ترد على مكالماتي و انا خائفة
ان يكون اصابها مكروه ما"فيقاطعها والدها قائلا"لا تخافي عليها فكيف لعروس أن تجيب في ليلة دخلتها"فتنصدم وردة و تقول
لابيها"أنا قلت جميلة و ليس عروس،لكن على اي عروس تتكلم؟"فيجيبها والدها بدون اهتمام"اعلم،وكنت انا من شهود و
جميلة هي العروس، لقد تزوجت بصهيب شاب و لا كل الشباب طول و عرض و فهم سيجافظ عليها مثل عز بل أكثر،و لكن لما
انت مصدومة هكذا؟"و هنا تركض وردة الى غرفتها تاركت ابوها يثرثر وحده و هي مصدومة برفيقة عمرها تتزوج و هي اخر من
يعلم،لكن لماذا لم تعزمها لعرسها هل خافت من أن تسرق زوجها منها لكن بسيطة سأنتقم منك يا جميلة التاجي و سترين
لن تدوم سعادتك و لو كان هذا اخر عمل لي في هذا الحياة.
|