كاتب الموضوع :
auroraa
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
28
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبه
Aurora
..
كل عام وأنتم بألف خير لكل من يقرأ
وكل من يمر على متصفحي
الفصل الثامن والعشرون
دخل إلى غرفتها الباردة واقشعر جسده من برودتها ، لقد كانت بارده تماماً كالصقيع وبرودة قلبها وروحها .
مرر عينيه بنظرات سريعه بأنحاء الغُرفة الغريبة ، حتى غرفتها كانت تُشبهها بجمودها وقوتها .
لو انه يعرف ان عمه ليس له من الخِلفة إلا البنات لأقسم انه دخل بالخطأ لغرفه ولده الذكر .
يا الله !!! ماهذه الكآبة ؟؟! وماهذا المزاج الغريب ؟؟! هل هناك امرأة تطلب ان تُصبغ جدران غرفتها بالرمادي القاتم والأثاث مابين الاسود والرمادي الفاتح .
على الأقل كان يوجد الاثاث الرمادي الفاتح حتى يُخَفِّف قليلاً من قتامه الغرفة الم تعرف كيف تكسره بالبياض .
خرجت من دوره المياه تلتف بمبذل ابيض وكأن أفكاره تجلّت امامه للوجه بيضاء صافيه .
كان الماء يسير بلا هواده على ساقيها المكشوفتين ويُقطّر من أطراف شعرها كالمطر حين يهطل .
صرخت بهلع وهي ترى امامها الظهر العريض الذي بالتأكيد ليس إلا لرجل وطرأ على عقلها تلك الليلة قبل ثلاث أشهر وتشنج جسدها بمكانه دون ان تستطيع التحرك .
التفت لها بقوه اتشحت بالبرود واقترب بسرعه يتدارك الامر و يكتم صوتها بباطن كفه ، وفِعلاً هدأت نبضات قلبها نوعاً ما و توقفت عن الصراخ عندما نظرت بعينيها المُرتعشتين لعينيه الداكنتين و القاسيتين .
ودون ان يُبعد يده عن فمها قال بصوتٍ غليظ وقاسي : هشش هذا انا زوجك يعني لو للحين متذكره !!! لا تفضحينا عند هلك .
ارادت ان تُخرج انفاسها المُرتاحة من رئتيها لانه كان هو وليس أخيه الذي مايزال يزور كوابيسها ولاكنه لا يسمح لها بالتنفس وهو يكتم فمها ويهيم عليها من علُوّ مُهيب .
أبعدته بقوه وهي تضع كفها على صدرها وتُطلق انفاسها أخيراً ، ثم نظرت له بغضب وهتفت بسخط : عما ان شاء الله فجعتني !!! وبعدين مين سمحلك تدخل غرفتي واحنا خلاص بننفصل دام ماعاد في شي يربطنا ببعض ؟؟؟!!!! اعتقد هذا الكان رح يصير من البدايه الطلاق مادري كيف زلقت منا الأمور ؟؟؟!! ووصلنا للوصلنا له .
قال بهدوء وهو يدُس كفيه في جيب الشورت ويرمُقها بجرأه : اول شي عمتي هي السمحت لي بصفه إني للحين زوجك ، وثاني شي ما قد ذكرت لك اني ودي انفصل طوال فتره زواجنا هالشي انتِ ألّفتيه بنفسك وانفصالنا المؤقت اليصير الحين بسببك .
ثم ابتسم بمكر لمع في عينيه وهو ينظر لها من الأسفل لأعلى : وعن كيف زلقت الأمور ؟؟؟! عادي بذكرك بهذيك الليلة الدخلت فيها الغرفة و ...
قطعت كلامه بوجه مُحمّر من الخجل والإحراج : خلاص ، خلاص لا تذكرني ولا اذكرك ، كانت غلطه عُمري اصلاً مع كل الصار بينا وتركك لي معلقه سنتين من قبل وطريقه زواجنا وكل شي ، وحاولت أبني حياه بينا بس بدون فايده .
قالت كلامها الأخير بحُزن اتضح بعينها والتقطت ثيابها لتذهب وتُبدل في دوره المياه بعد ان لاحظت نظراته الوقحة المُتمهلة بكسل على ساقيها البرونزيتين .
ثم خرجت بعد ان استعادت رباطه جأشها ، وتسأله بصراحه وهي تجلس على طرف سريرها وتنظر إليه : طارق !!! أنت الحين وش تبغى مني ؟؟؟! البينا انكسر من زمان من ذاك الوقت قبل اكثر من سنتين و الرفضتني فيه ويوم بديت أنسى جرحك لي وأتقبل حياتي معاك شرختني اول شرخ يوم قررت انك تتزوج عليّ بعد ما أسمن وارجع مثل قبل وخاصه انه وزني الكبير من قبل كان هو سبب تهميشك لي في ملكتنا ومن البداية ، وزاد الشرخ اكثر وأكثر مع تصريحك لي إنَّا ما نجيب عيال الحين ، وانكسر الزُجاج في اللحظه الماوثقت فيها فيني وصدقت كلامي عن اخوك لين صار الصار وفقدت جنيني .
عقدت ذراعيها لصدرها وقالت بقصد : بس تدري ما عدت زعلانه على فقده ، لانه خيره لي إنَّا ما رح نكمل مع بعض ومايكون في رابط بينا للأبد .
تنهد بصمت وهو ينتظرها ان تُفرغ كل مافي قلبها وتقول كُل ما يُحتجز بداخلها ولم تقله من قبل ، وقد بدت له قد انتهت من كلامها من انفاسها التي تخرج من رئتيها بلا هواده وكأنها قامت بمجهود مُضني .
جلس بجانبها على طرف السرير بعينين غير مقروئتين التعابير والتقط كفيها بين كفيه ، وحاولت ان تُبعدهما عنه وعن مجاله الذي يجذبها لها كانجذاب سِراج الليل للضوء ، ولكنه شد عليهما عنوه وهو يهتف بصرامه : ما كنت ادري انك حاشيه كل هالكلام في قلبك ولا صارحتيني في من قبل والحين بس العرفت سبب نفورك مني وبرودك معي وياليت انها أمور كبيره كلها مواضيع تافهه ماعدا الأخير بسألك سؤال وجاوبيني !!! لو جيت وقلتلك اختك تتحرش فيني بتصدقيني ؟؟؟!!!
همست بغصة : مروج ما تسويها !!!
قال بألم اتضح في عينيه وهو يُبلل شفتيه : وانا كنت اقول طلال ما يسويها ، بس هو طلع نذل وقذر سواها وغدرني ، فلا تلوميني على ثقتي الخليتها معه سنين وطعن فيني بكل سهوله هالشي مو سهل عليّ أبد مثل ما أوجعك هو اوجعني وكسرني كسر ما رح يتصلح لآخر العُمر .
عبثت بكفيها ولم تستطع النظر إليه فهو محق في النهاية ذلك القذر يُعد أخيه ولن يُصدَّق عليه الباطل .
أجفلها عندما قال : خليكِ من سالفه اخوي الحين لانه ما ودي اتنرفز قبل لا نتكلم في المواضيع التافهة الذكرتيها واشرح لعقلك الصغير كل شي !!!!
قالت بغضب : مواضيع تافه بالنسبه لك ، انت ما تدري كيف احس بس افكر انك ممكن تتزوج علي لانه وزني زاد وماعدت املِّي عينك السطحية ؟؟؟! ما تدري كيف أعيش بكل يوم افكر وش السبب اليخليك ما تبغى مني عيال ؟؟! آآه بعدين أتذكر انه الحمل يخليني أسمن وانت تبغاني على سنقه عشره ولا يزيد كيلو من وزني .
تنهد بهدوء وهو ينظر لحِجره ثم رفع نظراته لها بطوله بال ليقول بصرامه ويكاد يُجن من صِغَر عقلها وهو الذي يظُنها عاقله : الحين مين قالك انه السبب الرئيسي الخلاني ما أتواصل معك لسنتين في ملكتنا لانه كنتِ سمينه ؟؟؟! خاصه وقتها كنت افضل المليانه على فكره مو العظام تقول عصا وللحين ترا لا تحسبين هيكلك العظمي عاجبني .
ونظر لها بمغزى جعلها تحمر بخجل ثم بللت شفتيها ، وقالت ببعض الغضب وتحشرج صوتها بغصه : اجل وش كان السبب ؟؟؟! كل الناس كانت تتكلم وتقول انك ما قدرت تطالع بوجهي لاني مثل البرميل .
عقد حاجبيه وقال بحده : قصّ بلسان اليقول عنك برميل ، المهم السالفة قبل سنتين بدت معي أعراض غريبه حكه بكل جسمي وكانت مثل الحساسية وبقع حمره كبيره على بشرتي غير الحرارة الغريبه التجيني وقُرحة لا تُحتمل في المعدة حاله مايعرف فيها إلا الله ، ووقتها دخل علي أبوي فجأه وقال لي اروح معه قريب عشان أخطبك وانا طلبت منه ينتظر لين اشوف وضعي ، طبعاً ما كنت أوضح هالشي قدامهم وكنت اغلب وقتي بره البيت عشان لا يشوفوني و ما ابي اخرعهم عليّ بس هو عَصّب عليّ وعلى باله اني بديت اطلع عن السيطرة وفرضك عليّ فرض .
كانت تنظر له بتحفز وقلبها يرتعش بين اضلعها مما يقول ومما ستسمعه تالياً من بين شفتيه ونُغِز قلبها نغزة مؤلمة عندما ذكر انها فُرضِت عليه .
قال يردف وهو يضغط على كفيها : المهم وقتها عصبت يوم اجبرني عليكِ و كنت تعبان وحالتي حاله ومالي خلق لشي وأبوي همه اتزوجك كُنا انا وهو مثل المثل اليقول " هم الخروف في الروح وهم القصّاب في اللحم " وقلتله اني ما ابيك لأنك سمينه يمكن تكون حجه عشان اوقف الزواج ، و كانت اول وآخر مره اقولها ذاك اليوم وبعدين صار الصار وعقدنا ، وما قدرت اقابلك السنه الاولى عشان لا تحسين انه فيني جرب من الحكه وشكلي الكان مثل المدمنين وعيوني الحمرا من التعب .
قطعت كلامه و قالت بحُزن اتضح بعينيها : طيب ما رحت دكتور عشان تعرف وش هذا الجاك ؟؟؟! واهلك ماكانوا يدروا عن شي ؟؟؟!
أومأ برأسه : إلا ، إلا ، أصلاً السنه الاولى من ملكتنا قضيتها من دكتور لدكتور وكل واحد ما يدري ايش فيني واحد يعطيني مضاد والثاني يعطيني كريم يخف الالم شوي وبس أقرر ازورك وابدا أتعرف عليكِ عن قُرْب وفجأه يرجع جسمي يُقب وأكثر من اول ، وأهلي ماكانوا يدروا كبريائي يمنعني أقولهم ويشفقوا عليّ ما كنت اوضح اني أتألم هي عيوني الواضحه بس من احمرارها وعلى بالهم من السهر والاستهتار .
ازدردت ريقها وهمست : طيب ايش صار بعدين ؟؟؟! والسنه الثانية .
ابتسم بفتور : السنه الثانيه طحت بدكتور الله يذكره بالخير حل لي هاذي المُعضلة ، كنت في المستوصف مع أمي تتعامل معهم من زمان ومرتاحه معهم ، عاد انا ما اعترف بالمستوصفات الصغيرة دايماً افضل المستشفيات ، كنت واقف جمب الغرفه انتظر أمي و كالعاده كأنه فيني جرب أحك جلدي وشافني دكتور جلديه بالصدفة وقال لي اذا عندي موعد عندهم قلتله لا فبعدين طلب ارفع كم قميصي وقتها ما كنت البس إلا أكمام طويله وغامقه عشان احياناً يطّلع دم مع الحكه ، المهم اول ماشاف الحساسيه عرف علطول وش المعضلة وكأنه حاس فيني يوم شاف عيوني وشكلي المبهذل ، وتحمست معه وحسيته فاهم صدق وبديت أعالج عنده واحتجت لوقت طويييل لانه حالتي كانت متدهوره وتسمم جسمي بسببها والوضع كان خطير وكنت بروح فيها .
قالت وهي تسحب كفيها وتضعها على فمها من صدمتها : ياالله !!! طيب وش كان السبب كذه فجأه طلعتلك هالحالة ؟؟؟!
قال بابتسامه صغيره وسحب وسادتها ببساطه من خلفها ووضعها أسفل ذراعه واستند عليها ومدّ جسده قليلاً بعرض السرير : أكيد في سبب كُلّ هالمآساه كانت بسبب " بوسي " !!!!
اتسعت حدقتيها وقالت باستغراب والاسم ليس غريباً عليها : بوسي !!! مين بوسي هاذي ؟؟؟؟!
كان يبتسم وهو واثق بأنها ستعرفها ، اتسعت عينيها بصدمه وهي تقول بذهول : مستحيل !!!! مو معقول التقوله .
قال وهو يلوي شفتيه : إلا صدقي قطوه بطول كفي سوت كل السوته فيني بدون لا أشك فيها .
قالت بصدمه : كانت قطوه منازل ونظيفه وبيضه وتلمع من نظافتها .
قال طارق : إلا قولي قطوه شوارع كل أمراض الدنيا فيها ، حسبي الله على ابليسها دمرتني وعشان كذه ما كنت اخفّ السنه الاولى والحساسية تزيد منها ولا جا على بالي ابداً انه منها ، وهي تجي تتمسح فيني بالفرو الكله ميكروبات وجراثيم تقولين اني امها .
ارتعش جسده بقرف عندما تذكرها وأردف : عاد يوم قالي الدكتور انه القطط هي التسوي كل هالاعراض ، افتكيت علطول منها وقلت للكل في البيت يفحص الحمدلله لحقنا على نورا بدت تجيها الحساسيه والحرارة لانها تلعب معها دايماً .
قالت سميره : يعني عرفوا اهلك بالاخير عنك ؟؟؟!
هزّ راْسه نفياً : لا ، هم عرفوا انها تجيب أمراض بس طلعناها والكل راح يفحص وبس .
لا تعرف ماذا حدث فجأه ؟؟؟! وكأنها نست جميع أحزانها ، طفلها المفقود ، غضبها على طارق وحنقها منه ، لينجذب جسدها تلقائياً إليه وتُلقي بنفسها بأحضانه في مواساة متأخرة .. متأخره جداً .
احاط ذراعه يضُمها اليه بخفه وعلامات الذهول تتسم على وجهه الخشن الملامح ، ومع ذلك لم يُبعدها عنه وقد ادرك ان هذه الفتره قد فقدها وأشتاق اليها كثيراً ، فاليروي قليلاً من شوقه لها بهذا الفُتات الذي منحته له .
نظرت لساعده الذي احاط خصرها و كان به الكثير من البُقع السوداء الداكنة فقالت والدموع تتجمع في مقلتيها : وهاذي اثار الحساسيه صح ؟؟!
أومأ برأسه بهدوء ثم قال : ايه بس مادري تروح مع الوقت ؟؟؟! ولا رح تبقى ؟؟! عاد يوم تعافيت وماباقي فيني شي قررت اجي ازورك واعوضك عن كل شي بس انصدمت من رفضك لي يوم كُنَّا بنتمم الزواج وفهمت انك عتبانه عليّ وزعلانه وانه سنتين مو قليله عليكِ اكيد وانتِ تنتظريني وما الومك ابداً .. عاد وصار الصار وتزوجنا ، وبصراحة تفاجأت بنحفك يوم زواجنا بس ابهرتيني بطلتك وكنت ناوي أأكلك كثير لين ترجعين تسمنين شوي واعوضك عن السنتين الراحت بس ماش برودك معي وتصرفاتك تخليني اتنرفز .
دفنت رأسها بصدره والخجل يكتسح ملامحها من جرئتها معه بينما غامت عينيها في غياهب الحزن على ما آلت إليه الأمور بينهما .
ثم سألته برقه وتعلم جيداً ان الاجابه سوف تكسرها وتجعلها تستصغر عقلها لانه بالتأكيد لديه تفسير مهم لسؤالها : وليه ما كنت تبغى اطفال ؟؟؟!
تنهد وهو يُعدل جلسته ويسند ظهره إلى الحائط ويمُد ساقيه عرض السرير ويلُف ذراعه على كتفها ساحباً إياها إلى صدره : لاني كنت بجهز لك مفاجأه بس بما انها قربت تنتهي بقولك عليها ، من اربع سنوات وانا وأبوي نتعاون عشان نبني فيلا اكبر من هاذي العايشين فيها بكون الدور التحت لامي وأبوي ونورا لين تتزوج والدور الفوق شقتين منفصلات عن التحت وحده لي والثانية لطلال .
بلل شفتيه وقست عيناه وازداد عُمقهما وأردف : كنت حاب نستقر في بيتنا الجديد بالاول لانه خلاص صار جاهز وبس باقي الاثاث و عشان لا تتعبين لما تكونين حامل واحنا نأثث البيت ، بس بعد الصار اجبرت طلال يعطيني شقته الوسخ وشريتها منه وصارت الشقتين لي بنخلي وحده ونعيش بالثانيه الشقق كبيره ما يحتاج نفتحها على بعض عشان لايصير البيت كبير مره علينا ، وبكذه نصير ببيت منفصل وبنفس الوقت أكون قريب من أمي وأبوي وهذا الخلاني ارفض طلبك اول إنَّا ننقل لبيت مُستقل .
همست له بإكتئاب وهي تُعانقه بقوه وتدفن رأسها اكثر بصدره : انا اسفه .. آسفه .. آسفه ما كنت ادري عن اي شي ، لا عن مرضك وحتى عن البيت ، كنت انانيه معك ولا حاولت أفهمك وعقلي ثبت في الماضي بدون لا يتحرك من هناك .
مسح على شعرها وهو يبتسم بفتور وقال : طيب الحين دوري أسألك وماعندي غير سؤال واحد ، ليه ما علمتيني انك حامل ؟؟؟! ليه أخفيتي عني هالموضوع المهم وما خلتيني افرح لو عرفت اكيد كنت رح افرح وكنت بسيل همّ تعبك لانه ورآنا شغل كثير في البيت الجديد .
نظرت له وغمامه الدموع تملأ عينيها : اول شي عشان قلتلي انك ما ودك بأطفال وخفت تعصب عليّ ماكنت ادري انك خايف على صحتي ، والسبب الثاني يوم سألتك وش رح تسوي لو رجعت سمنت زي اول قلت رح تتزوج ، وانا توترت ولا قدرت اقولك خاصه انه اكيد كنت رح أسمن مع الحمل .
طيّر عينيه للسقف وقال بملل : يا ذي السمنه المسويه لكم قلق يا الحريم .
أخفض نظراته إليها وأردف : لا عاد تفكرين بهذا الموضوع ، ما يهمني تكوني سمينه او نحيفه انا كل اليهمني هو أخلاقك وتعاملك مع الكل مو بس مع اهلي ، ويكفي انك احلى زوجه ممكن يحظى فيها اي رجال ، زائد ما ودي هالأشياء البسيطه والتفاهه تكون بينا ياليت تحكين اليضايقك اول باول ولا يتراكم وتحشيه في عقلك ، شفتي شلون مشاكل تافهه وقفت حياتنا ثلاث شهور لو انك مصارحتني باليضايقك من اول كان علمتك بكل شي .
قالت بصوتٍ خافت : ما اعرف ايش اقول ؟؟؟! كلامك من البداية خلاني أعجز أني أتكلم او اقول أي كلمه وحسيت نفسي صغيره قُدامك .
ابتسم ورفع ذقنها بإصبعه يُقرب وجهها إلى وجهه : عمرك ما رح تكونين صغيره بعيون احد دايماً رح تكونين سميره القوية الطموحة ، ولا عاد اشوفك تنزلين راسك لازم يكون دايماً مرفوع لفوق ، وبعدين ما يحتاج تتكلمين او تقولين شي ، خليني انا الأتكلم وأسوي ...
كانت تنظر له بانبهار ووجهه يعلّو وجهها وعينيها غامتا بالشوق إليه ، وقبل ان تسأله عما يُرِيد ان يفعل ، أُجفلت من قُبلته الضارية التي اجتاحت شفتيها بجوع طال لأشهر ، أغمضت عينيها المُرتعشة لقُربه تُبادله قبلته التي كدمت شفتيها وقلبهما يضُخ الدماء بقوه هذه العاطفة التي اجتاحتهما ، ينبض القلبين فيهما كما لم ينبض من قبل .
ابتعدا عن بعضهما يلتقطا انفاسهما الثائرة .
وقال بحراره وانفاسه المُلتهبة ترتطم ببشرتها : لازم اطلع الحين ولا بتهور وعيب عند هلك ، جهزي نفسك وبجيكِ بكره آخذك .
شدد على حروفه وهو يضغط ابهاميه على صدغيها : فاهمه بكره بجي آخذك لانه الوقت الحين تأخر ، ولا اسمع ولا حرف .
قالت بوقاحة تبتسم وعينيها تلمعان بالإثارة والجرأة : طيب ولا يهمك رح اجهز نفسي وانتظرك بس انت لا تتأخر عليّ مره اشتقت لك .
نظر لسريرها الضيق وأردف بخُبث : ما رح اتأخر يا وقحه لا تخافين مستعجل أكثر منك ، على فكره عجبني سريرك ضيق ، ذكريني نشتري مثله لغرفتنا الجديده عشان تصيرين لاصقه فيني ولا تقدرين تتحركين ولا سانتي وإلا رح تطيحين منه .
شهقت بصدمه وهي تصفعه على كتفه : قليل أدب .
ضحك بصوت منخفض ووقف على قدميه وسحبها حتى تنزل من السرير وتستقر بين احضانه ، وقال بحنان لا يخلو من وقاحته : انتبهي على نفسك لين اجي بكره ، لازم نعوض نفسنا بسرعه عن الطفل الراح .
ضحكت ضحكتها التي تعرف جيداً ما تُثيره بداخله من عواطف جياشه ،
ابتعدت عنه لترى له الطريق حتى غادر .
أجفلها صوت والدتها من خلفها تقول بريبه وهي ترى شكلها المُشعث : سميره !!!
التفتت لها وهي تقول بهلع : لبيه يمّه سميّ .
قالت والدتها بهدوء : لبيتي بمكه يا رب ، إلا وش جالسه تسوي انتِ وطارق صارلكم ساعتين بالغرفه بدون لا احد فيكم يُطل ، ماعندكم بيت يمّه تسون فيه التبون .
لم تكن تلمح بل كانت تُقرّ أمراً واقعاً فاحمرت وجنتيها كثيراً من الاحراج وهمست داخلها " يالله !! وش ذَا الاحراج المفروض انزل له تحت مو يجيني فوق ، حسبي الله على الكرامه التخليني اتغلّى عليه هالثلاث شهور "
قالت بهدوء ورزانه : صدقيني يمّه ما سوينا شي كل هذا الوقت كُنَّا نتكلم ونحط النقاط على الحروف انا كنت اقول كل اليضايقني وهو كان يقول البخاطره لين حلينا كل امورنا المعلقة من شهور الحمدلله ، وبيجيني بكره ياخذني .
قالت والدتها بحنان وهي تُصدق ابنتها العاقلة بما انها تكلمت بثقه دون ان تُطيّر عينيها بالسقف عندما تكذب : طيب يمه ، الله يصلحكم يا رب وتكون اخر الاحزان ويهديكم ويديمكم لبعض .
همست سميره من كل قلبها والندم يتآكلها بتضيعها ثلاث اشهر من عُمرهما وهي بعيده عنه دون ان تحاول ان تفهمه او تتفهمه او حتى تتحاور معه بسبب هذه المشاكل التافهة : اللهم امين يا رب اللهم امين .
*****
الثعالب تجول في رأسها هذا ماتشعر به فِعلياً عندما سمعت الخبر الذي نزل على رأسها كقنبلة ذريه ، لم تعتقد ابداً انها من الممكن ان تحْمل بهذه السرعة .
صفعها فهد بخفه على كتفها ولم تكن صفعته خفيفه كما كان يظن فقد شعرت بها تُحطّم عظامها من خشونه كفه ، وقال بخشونه وصوتٍ خرج من حنجرته كمرور الازميل على الحديد ، وخوف اكتنز قلبه رُغماً عنه ان يُصيب طفله او صغيرته مكروه من حقدها وحسدها : عما ان شاء الله كل ذي شهقه ؟؟؟! اذكري الله .
قالت سوزان بتدخل سريع من الخوف : ريما بسرعه صبي لها قهوه خلها تشرب ونأخذ اثرها .
ثم نظرت لدينا التي فغرت شفتيها بصدمه من جرأه حماتها التي قذفت الكلمات في وجهها .
وقالت سوزان بوجوم : معليش يمّه حتى لو مو قصدك تحسدينها الاحتياط واجب ومافيها شي .
نهضت رسيل تقول بمرحها وتنظر بغيظ لدينا : وانا بروح اشبّ البخور .. عين الحسوووووود فيها عووووود يا رب .
مال حاجبيّ دينا بغضب لتنهض بقوه وهي تقول وقد جمعت دموع التماسيح في مقلتيها بصعوبه من ضغطها عليهما : حرام عليكم وش ذَا التسوه فيني ؟؟؟! كل هذا عشان شهقت من الصدمه وماحد علمني بحملها ؟؟! وكأني بأكلها لميرال و تعايروني بعقمي ولأنها حملت قبلي .
قال سلمان وهو لا يستسيغها ابداً ويدعو لابنه بالصبر عليها : ماحد يعايرك هنا يا بنيتي بس الواحد يذكر الله ويقول ماشاء الله بس الاحتياط واجب يأخذون من أثرك مافيها شي ، ماسوينا غلط وقلنالك بوجهك ما اخذنا من وراكِ .
انتفضت بغضب ثم أعطتها ريما فنجان القهوه لترميه بقسوه عند اقدام ميرال تحديداً التي انتفضت بخوف ورفعت قدميها قليلاً عن الارض بقلق من جنونها .
ونظرت لها دينا نظرات شيطانيه مليئة بالحقد والشرّ لحياتها التي فسدت منذ دخلت إليها ، ثم قالت ساخطه وصوت عالي تُحرك سبابتها بتهديد لمن اهانها الآن : اقسم بالله العظيم ما رح أعدي لكم هالحركات الوسخة السويتوها فيني وكأني مشعوذه وبصير شي للبيبي ، هاذي المرة خافوا مني صدق !!!!
نهض فهد مُجدداً ليُعطي هذه المرأه صفعه تُعد أقوى من الصفعة السابقة قبل عده اشهر ، فهي المرأه الوحيدة التي تُخرجه عن طوره وتجعله يتصرف تصرفات همجيه لم يتصرفها بحياته من قبل .
وضعت كفها على وجنتها وعينيها تترقرق بالدموع وقالت بألم : ثاني مره يا فهد ثاني مره تسويها قدام الكل ، والله ما رح أعدِّيها لك هالمره .
شوّح بكفه غاضباً وهو يُزمجر : سوي التسوينه وحسابك معي ما خلص عشان تعرفين كيف ترفعين صوتك وترعدين وتهددين بكل وقاحه يالحسوده ، انقلعي لجناحك الحين وبتفرغ لك قريب .
ثم صرخ بأعلى صوته كدويّ المدافع وجسده يرتجف من الغضب ، عندما رأها واقفه ولم تتحرك من مكانها وتنظر له بكل الحقد الذي اجتمع طوال سنوات زواجهم الأربع : انقلللللللللللللعي !!!!
صعدت تنهب المسافات ولكن هذه المره علمت بأن نهايتها قريبه في هذا المنزل فهي لم تعد تحتمل البقاء زوجه لهذا الرجل الحقير من اجل النقود ،
ولكنها تُقسم بالله وتالله انها لن تخرج من هنا قبل ان تنتقم منهم جميعاً بدون استثناء ستجعلهم يدفعون الثمن واحداً تلو الأخر على سُخريتهم بها واهانتها .
التمعت عينيها السوداوتان في الظلام الداكن والشياطين تُحيطها من كل جانب وهي تنظر من النافذة لتلك الغبية " ميرال " تعود لجُحرها " جُحر الضبْ " الذي جمعها مع زوجها .
وتُفكر بفكره خطيره تجعلها تتخلص منهم جميعاً دفعه واحده تحتاج للكثير والكثير من العمل .
غادرت ميرال بهدوء وهي تدعوا الله ان يحفظ لها جنينهاولا يُريها به سوءً او مكروهاً كانت تثق بأن ربها سيحميها ويحمي جنينها فمنذ سنوات وهي لا تترك قراءه الأذكار .
اما فهد فقد كان صدره يرتفع ويهبط بانفعال شديد فوضعت سوزان كفها على كتفه وهي تهمس بحنان : ماعليه يمه اهدى شوي وكل شي بينحل وخليها تتأدب شوي عشان كلنا كنّا متساهلين معها و كانت هي تتمادى ، روح الحين وطمن ميرال واجلس عندها اكيد اخترعت البنت على البيبي وخافت من دينا وبناخذ اثرها قريب وبدون لا تدري حتى .
هدأت انفاسه قليلاً .. قليلاً فقط من صوت والدته الحنون والرقيق ولكن جبينه مايزال مُقطباً ومتجعداً من الغضب وهو ينوي الخلاص منها قريباً .. قريباً جداً .
توجه إلى شقته الخالية من جدته كم تمنى ان تعود قريباً من عند عمه سعد ليتمرغ بدفء ذراعيها بما ان صغيرته ماتزال غاضبه عليه ولا يلومها أبداً وسيصبر إلى ان تعود بنفسها بين ذراعيه .
دخل بهدوء لغرفتهم ليجدها تجلس على الأريكة وتُمارَس هواياتها بالتطريز ، تُطرز بهدوء وقد كانت هادئه بشكلٍ ظاهري .
شعر بأنّ كل انفعالاته وغضبه وعقده حاجبيه وتشنج جسده يتلاشى وكأنه قد نسي كل هذا العالم من حوله ولايوجد إلا " هو وهي " .
تجلس ببهائها ونعومتها بشورت قصير وبلوزه تُظهر رقه كتفيها المرمريين ، لا يستطيع ان يقول انها أغوته بلباسها فهو بطبعه لا يُغريه اللباس ذو اللحم المكشوف ، ولكن هي بذاتها كلها من رأسها لأخمص قدميها تقوم بإغوائه بحركاتها البلهاء ونظراتها المُعجبه به وتحديقاتها المُدلهة .
تلك النظرات التي انحسرت فما بات يراها على بلورتيها ، تلك النظرات التي بُهتت و اشتاق اليها من عينيها .
جلس امامها على السرير فقالت بسرعه وهدوء قبل ان يتكلم : معليش ممكن تروح عند دينا من يوم رِجْعَتْ من السفر ما رحت لها إلا الاسبوعين الراحوا و أذيتها كثير اليوم لأنك متعود تأذي من الأساس سواء بالكلام او الفعل ، وصارت تحوِّل علي وتعصب عليّ بسببك .
قال بعينين ناعستين ، وآلمه ان تشعر بأنه شخصٌ مؤذي : خليها بس تأذيك بشي وانا ما رح ارحمها وتعرفين وقتها شلون أأذي صدق ، انتِ بالنسبه لي خط احمر ماحد يتجاوزه ، وبعدين وش دراكِ اني كنت عندها الاسبوعين الراحوا ؟؟!
هزت منكبيها بهدوء دون ان تنظر إليه او تتأثر بكلامه الكاذب ، نعم فهو كاذب ويُمثل الاهتمام بها وبصحتها : ماكنت تنام هنا !!! اكيد بتكون عندها ، وين رح تنام يعني ؟؟؟!!
ابتسم ابتسامه فاترة لم تظهر على شفتيه : وليه زعلانه طيب ؟؟! مو انتِ القلتِ من اول اروح عندها وما ودك تشوفين وجهي عشان لا تتذكرين كلامي الجرحك .
ارتعش جسدها بوضوح لعينيه وقد عاد يُذكرها بقسوه كلامه ومافعله بها وقالت ببعض العصبية : لا مو زعلانه هي زوجتك من اربع سنوات ونص يعني قبل لا أكون انا ، وغايبه اربع شهور اكيد اشتقتوا لبعض ، وما رح اقول شي لو ريحتني منك شوي او أزعل .
أسبلت أهدابها وقلبها يرتعش وضغطت بكفها على القُماش حتى تتماسك ولا تنفجر .
انها كاذبه واكبر كاذبه ايضاً ، طوال الاسبوعين الماضيين وهي تغلي كالمرجل من غيرتها العمياء عليه ، وتتخيل تلك الفاتنة بين ذراعيه يضُمها بحنان كما يفعل معها ، يُقبلها كما ...
قطعت افكارها عنوه وهي لا ترغب ان تُسهب في التخيل وإلا فإنها ستُجن من الغيرة .
بحق الله لقد كان معها طوال الأشهر الماضيه رغم عدم اقترابه منها إلا انها اعتادت على وجوده حولها ، اعتادت وكم كرهت هذا الاعتياد وهي تشعر برائحته تغزو المنزل .
ابتسم بسخريه من حالهم الذي وصلوا إليه بسبب كلامٍ قذفه في لحظه قهر ، ومع ذلك لن يستسلم لمُراضاتها حتى تعود إليه كما كانت ورده نقيه متفتحه .
فقال بهدوء : يعني بعدك مُصرّه ماتسامحيني ؟؟؟!
ومُصرّه على الطلاق ؟؟!
قالت بكذب وهي ماتزال تشعر بجرحها ينزف وبللت شفتيها : الطلاق رح يكون أفضل لي يمكن وجعي يخف وقتها مع الأيام بس مع شخص مُتسلط مثلك ما أتوقع انك تحررني ، كلامك وشكك فيني ما اقدر أنساه بس رح احاول اتناساه مع الأيام .
ارتفع حاجبه المشروخ بسؤال مُستغرب : أحررك ؟؟؟! ليش هو انا حابين بسجن ؟؟! عشان تقولين أحررك .
ثم اردف بسخريه : قد قلت لك وأعيدها انسي الطلاق او اني أحررك مو انا الأطلق بدون سبب كبير ، والله يجيب اليوم التسامحيني فيه ونبدأ فيه صفحه جديده مع ولدنا قريب .
لم ترد على دعوته ولم تؤمِّن ولكنها لانت معه قليلاً فقط عندما لم يفتح التحليل واثبت لها بتمزيقه ثقته بها هذا الامر قد أراحها قليلاً ولكن لم يجعل المها يزول .
بينما اردف هو بكسل مُتمهل : بالمناسبه بأخذ لك موعد بكره عشان نطمن عليكم !!!
ميرال بجفاف وقد عادت للتطريز : ما يحتاج تتعب نفسك ، طول الشهور الراحت وانا وريما ناخذ المواعيد ونروح مع بعض و مع السواق ، وعندي موعد بعد يومين .
ارتفع حاجبه ثم قال : وانا وش شكلي وموقعي من الإعراب عندك ؟؟! عشان ما تعلميني بمواعيدك الخطيرة !!!! وانا ابو الطفل على فكره مو ريما !!!!
احمرت وجنتيها قليلاً عند تذكيره إياها بأنه والد الطفل ، وهمست : انت سمحت لي اروح مع أخواتك لأي مكان بدون لا استأذن منك ، ولا نسيت ؟؟؟! وانا ما اروح العب واتمشى بالمستشفى .
رفع حاجبه المشروخ مره اخرى وهزّ رأسه بموافقه ، ثم عقد ذراعيه لصدره وقال باستفزاز : لا مانسيت ، طيب يا مليحه ودك تروحين مع السواق روحي انتِ ، بس ولدي ما يروح إلا معي !!!!
ارتفع حاجبيها وهي تنظر له باندهاش : كيف يعني ؟؟! اطلع لك الولد من بطني مثلاً وأعطيك ياه وكل واحد يروح لموعده .
هزّ كتفيه ورفع حاجبيه بتسليه ، بمعنى انه لا يعرف .
ثم قالت بانفعال من هرمونات الحمل الثائرة بداخلها : طيب مو مشكله إذا على الروحه ، وبعدين لِيه تتكلم مع الطفل بصيغه المذكر وتقول ولدي ، افرض انها بنت وسمعتك بعدين رح تخاصمك .
فهد وهو يُمثل علامات الذهول : صدق !! رح تسمعني بنتي وتزعل لاني أكلمها بصيغه مُذكرّ ؟؟؟!
قال ذلك وهو يُشير على بطنها بتعجُب !!!!
اومأت واتسمت ملامحها بالجدية المُقيته وقالت تشرح له : ايه الاطفال في الرحم يسمعوا كل الحولهم ويتأثروا من كل شي و حتى يتأثروا من نفسيه الام كمان .
شددت على كلامها تقصده بكل حرف : اذا كانت زعلانه يزعلوا ويعصبوا على الزعلهم كمان .
ابتسم بهدوء وملامحه تلين و تعود لطبيعتها وتلاشت عنها التسلية وقد وصلته الرسالة ، وهو يعرف صحه كلامها فقد سمعه من قبل ولكنها ألفت جملتها الاخيره من رأسها .
نهض وهو يُغَيِّر مكانه ويجلس بجانبها . شهقت شهقه مكتومه كما انحسرت انفاسها داخل رئتيها عندما شعرت بجسده الضخم يجثم عليها من علّو ويستقر بجانبها حتى تضيق عليها الغُرفة و تضيق الأريكة ولا تتسع لطرفٍ ثالث كما العاده .
تصلّب جسدها عندما وضع كفه وأذنه على بطنها المُنتفخة قليلاً بحركه حميميه وهمس بصوتٍ حريري يُحدث الطفل : خلاص يا بنتي لا تزعلي لو انتِ بنت من جد !!!!! و ان كنت ولد ولا بنت ما رح تفرق معي ، المهم لا تتعب أمك وانا رح اخليها مبسوطه عشان انت تحس فيها وتصير مبسوط مو زعلان وتعصب عليّ ، اتفقنا .
رفع رأسه ونظر لعُمق عينيها وحمدالله انه هذه المره لم يرى نظرات الاشمئزاز في عينيها فتلك النظرات وحدها هي ما تقتله وتجعل نفسيته تنهار للحضيض .
كان يُحرك كفه على بطنها بحنان وحوّل نظرته لبطنها بعينٍ غائمة ، وهي كانت مُتصلبة الجسد لم تكن تجرؤ على النظر إليه من كميه المشاعر التي ثارت داخلها من هذا الاقتراب الحميمي ، اقتراب فقدته منذ اشهر وهاهو يعود ليجتاحها ليُصرحّ لها بملكيته .
ولم تكن ترغب في ان يرى مشاعرها المُتناثرة في عينيها السعيدتين والخجولتين لحركته التي أشعرتها بأنوثتها وأمومتها وكيف يبدو بانه سيُصبِح أباً رائعاً .
قال وهو ينهض أخيراً : طيب انا بقوم الحين لازم انام عشان عندي رحلات كثيره بكره ، ولا تنسين تذكريني بيوم موعدك عشان أوديك تفحصي جدولي مضغوط مره ويمكن أنسى .
هزّت رأسها وهمست بـ" طيب " دون ان تنظر إليه حتى لا يرى وجهها المُحمَّر من جرأته ومُشاكسته التي فقدتها طوال الأشهر الماضية ، وخرج هو بهدوء ، ليُثير مع خروجه الغيرة المُقيتة وانحباس الأنفاس في رئتيها وهي تتخيله يُحاول ان يُراضي امرأته خارقة الجمال ويبقى معها هذه الليلة .
،
كانت تتقلب على فِراشها وبدأ العرق يتسلل لجبينها مع ارتفاع ضربات قلبها بسبب الحمل وتحتاج لشُرب الماء حتى تهدأ هذه النبضات الثائرة .
جلست على السرير وكانت تتنفس ببعض الصعوبة . مدت ذراعها للمنضده حتى تلتقط قنينه الماء الكبيره فتفاجأت بها قد انتهت .
تأففت بضجر و لا رغبه لها بالنهوض ولكنها نهضت بكسل شديد مُجبره لتُعبئها ، دخلت للمطبخ وقامت بتعبئتها بينما كانت تتثائب بنعومه وتُغطي فمها بكفها وترغب في العوده والقفز إلى سريرها البارد في هذا الجو الحار وتغرق في النوم مُجدداً .
خرجت من المطبخ وأجفلتها البرودة القادمة من غرفه الجلوس رغم انها متأكده من اغلاقها للمُكيف قبل ان تنام .
توجهت بخطوات خائفه نحو غرفه الجلوس لتُصعق وتتسع عينيها عندما وجدت ذلك الجسد الرجولي الذي تعرف تفاصيله جيداً يستلقي على الأريكة ويُغطي عينيه بذراعه القوية .
تألم قلبها كثيراً لحاله ومال حاجبيها بحُزن ، وهي تراه يسند رأسه على ذراع الاريكة وبالكاد اتسعت الأريكة الصغيرة لضخامة جسده .
اقتربت وهي تجثو على رُكبتيها بقرب رأسه وحركت كفها برقه على كتفه توقظه بفظاظة وبصوتٍ خافت : فهد .. فهد .
انتفض جالساً وهو ينظر لها بعينين ناعستين ويلتقط وجهها بين كفيه ويقول بقلق : بِسْم الله عليكِ ، انت بخير ؟؟! فيكِ شي ؟؟؟!
أومأت برأسها نافيه وهمست : أنا بخير مافيني شي !!!
تنهد براحه وأبعد يديه عن وجهها ليُخلل بها خصلات شعره المُتشابكه ثم ينظر لساعة معصمه ويقول باستغراب : طيب وش فيكِ صحيتيني الحين لو مافيكِ شي ؟؟! لِسَّه باقي ساعتين على اذان الفجر !!!!!
قالت بهدوء وملامحها حزينه : ليه نايم هنا ؟؟! ومن متى تنام ؟؟؟!
اتسمت ملامحه البرود وقال بصراحه : جواب سؤالك الثاني من اسبوعين وانا انام هنا ، وجواب الأول عشان لا اشوف نظرات القرف والاشمئزاز في عيونك مني !!! النظرات الشفتها بعيون كل التزوجتهم ، زائد انتِ كنت تطرديني بشكل محترم وماودك تشوفيني فهذا افضل حل اني انام هنا .
كان صدرها يرتفع ويهبط بهدوء مُتناغم وهمست بصوت متحشرج من الالم : بس ، بس انا كنت افكر انك تروح ...
قطع كلامها وقال بجفاف اختلط ببحه استيقاظه من النوم : عند دينا صح ؟؟؟! بس يكون بعلمك دينا البيني وبينها شرخ كبير اكبر من انه يتصلح بيوم وليله حتى مستحيل اروح لها وأخليك لحالك بالشقة وجدتي عند عمي سعد .
بالطبع هو لن يخبرها بان تلك تنفر منه منذ الأزل ولم يعد يتحمل نفورها بعد ان جرب قُرْب ظبيته لتعود هي ببساطه وتقذفه في هوَّه عميقة كما فعلت زوجاته السابقات .
لم تستطع ان تنظر له وقد علمت ان نظراتها له سببت له الالم ، لم تكن تقصد ان تؤلمه .. لم تكن تقصد !!!! كما قصد هو ان يؤلمها .
فقالت بصوت اختنق من الدموع وكلمات متقطعه ، وهاهي تفتح الصنبور الذي لا ينضب مُجدداً دون ان تُسيطر على دموعها من الهطول : انا .. انا ماكان قصدي أوجعك بنظراتي اصلاً ما كنت انتبه لنظراتي ، بس انت اوجعتني كثير وكنت تقصد توجعني ، ايش تبغاني اسوي ؟؟! غصبٍ عني عيوني ما تضحك لك .
شهقت بقوه ودفنت وجهها بين كفيها ، وتشعر بأن انفاسها تقطعت من البُكاء وصدرها يعلو ويهبط : يعني .. يعني بالرغم من كل السويته فيني من قبل وإني زعلانه منك للحين ، وأنك اوجعتني لدرجه ما اقدر أسامحك فيها للحين ، بس مايهون عليّ انك تنام هنا بالهشكل وشُغلك من اساسه مُتعب وانت جالس على الكُرسي طول الوقت ، وهالنومه مو مُريحه لك ورح تتأذى كثير .
منذ ان رأى الدموع تتجمع في عينيها اقسم بأنه سيسحبها لصدره عنوه حتى وان لم تُرد ذلك ، سيأخذها بين ذراعيه بعد هذه الأشهر التي مرت عليه بجفاف وليحدثُ ما يَحْدُث بعدها .
سحبها عن الارض وهو يُبعد وجهها الجميل عن يديها ويُزيح خصلات شعرها التي ارتوت من دموعها خلف إذنها ويزرعها بصدره بذرة تنمو للربيع .
بينما كانت هي ترتجف كورقه خريف في مهب الريح و أغرقت منامته القطنية بدموعها وهي ترتجف بين ذراعيه دون ان تُفكر بالابتعاد عنه ، فهي مُنهاره من كل الذكريات التي تقافزت على عقلها وليس هُناك غيره ليُواسيها " مُعذبها هو نفسه مُواسيها " اشتاقت كثييراً لدفء جسده وقُربه الذي يُشعل النار في جوفها من شوقها ويؤلمها في ذات الآن .
مسح على شعرها بكفه وهمس وهو يُثبت ذقنه أعلى رأسها : بقولك كلمه ما قد قلتها لأحد من قبل ، تصدقين حتى وانا بزر الكبرياء كان يمنعني أنطقها واعبر عنها بالافعال ، بس انتِ بالذات تستاهلين اقولها لك الف مره .
لم ترد عليه بينما اردف وهو يُقبل خُصلات شعرها : آسف .
رفع وجهها بين كفيه وهو يُقبل جبينها ويهمس بصدق : أسف لاني أوجعتك وجع ماهو بسهل .
لاحظت بأنه أراد التمادي في تقبيلها ولم تُرد ان تؤثر بها قُبلاته حتى وان لم يكن يقصد التمادي فتململت بين ذراعيه وهي تهمس : يعني انا محظوظه الحين لاني اول وحده اعتذرت لها ؟؟!
ابتسم بخفه وهو يُمرر أنامله على منابت شعرها ويُعيد خُصلاتها خلف إذنها ، وهمس : ايه انتِ اول وحده اعتذر لها والاخيرة ، ورح اصبر لين تسامحيني وما يبقى في قلبك اي شي يوجعك بسببي .
بللت شفتيها وهي تقول : ما ادري المده الاحتاجها عشان أسامحك بس هالشي يعتمد عليك .
واردفت تشُد على باقي الحروف : و ممنوع حركات مُلتويه زي الحين .
ابتعدت عنه ليُغادرها الدفء وتحتل البرودة قلبها ، بينما قال هو بمكرٍ لمع في عينيه : يعني افهم من كلامك انه هالحركات الملتوية رح تسرّع من مسامحتك لي ؟؟؟!
توترت قليلاً ولكنها قالت بقوه : لا طبعاً بس انت تعرف كويس انك تأثر فيني ، وما ابغى اي ضغط من هاذي الناحية عشان قلبي يصفى للأخير .
ابتسم بخفه وهو يُدلك عُنقه المتشنج من طريقه نومه الخاطئه بباطن كفه ، ويقول بتسليه : طيب بدون حركات مُلتويه زي الحين مع اني ما سويت شي ما دري وين الالتواء بالموضوع ؟؟؟ بس لازم حركات شبه مُلتويه على الأقل شويه حركات و كلمات و لمســ ...
قالت بحرج ووجه مُحمر كثمره الطماطم : بس .. بس ، خلاص روح نام الحين بالغرفه ورح أصحيك مره ثانيه للفجر طيرت النوم من عيوني .
ثم نظرت له وكأنها تذكرت وهي تسأل : جوعان تبغى تاكل شي قبل ترجع تنام ؟؟؟!
أومأ برأسه وهو يقول : ايه جوعان من الصباح على لحم بطني طفشت من اكل الطيارة بعد ما تعودت على أكلك صار ما يملى عيني وانا الكنت متعود عليه ، الحمدلله على النِعم يا رب .
تنهدت بقوه وهي تقول بعبوس : آسفه ، أهملتك كثير هالفترة و مع الحمل اتعبني كثير ووحامي كله نوم ، والصار من قبل خلاني ما اسأل عنك .
ابتسم لها بفتور وهو يهمس بصوت خافت : لا تحاتين متعود اصلاً ، انتِ بس لا تهملين نفسك ولا الطفل وكل الأمور تمام .
لماذا يتقصد ان يُؤلمها بلسانه السليط دوماً ، لقد فهمت قصده بأنه مُتعود على إهمال زوجاته السابقات له ليضعها معهم بنفس الخانة .
قالت بألم : انا مو مثل زوجاتك القبل ما تعمدت اني أهملك بس غصبٍ عني كل شي تراكم عليّ .
ابتسم لها بحنان والتقط كفيها بين كفيه وقال بصرامه : انا ما قلت انك مثلهم انتِ تكرمين عنهم ، انا قصدي اني متعود ماحد يهتم فيني مو سوء منك .
ربت على كفيها برقه رغم خشونته وأردف : والحين روحي وحاولي ترجعي تنامي وارتاحي وانا بطلع افرفر واشوف لو في مطعم فاتح للحين !!!!
تأففت بضجر وهي تقول : يا الله يا هالجيل ياحبهم لاكل بره ، وهو كله سموم وزيوت و اكل فاسد .
رفع حاجبه من تحلطمها بينما أردفت وهي تنهض من جانبه : اجلس ، اجلس لا تروح مكان بروح اشوف لك اكل تاكل .
قال بابتسامه يرفع صوته بتسليه ولن يُفوت الفرصة في ان يبقى معها : طيب وريني وش عندك وايش راح تسوين لي يا المن جيل جدتي ؟؟؟؟؟!!!!!!
التفتت تنظر له بتأنيب دون ان تتكلم بكلمه واحده ثم عادت بنظرها للأمام بعِليّاء من مُزاحه السَمِج وهو يصنفها من جيل جدته وكأنها عجوز .
اما فهو فلم يعد قادراً للسيطره علًى عدد ضخات قلبه التي تتقافز بجنون بين أضلاعه التي تشتاق اليها ، وقد بدا له انه قريب جداً لمُصالحتها وعندها سيُعوضها عن كل لحظه الم سببها لها ، سيُعوضها كما لم يفعل لأحدٍ من قبل .
*****
كانت تذرع الغُرفة ذهاباً وإياباً والغضب والحقد يلتمع في عينيها ، غاضبه غاضبه جداً .
انفاسها كانت تخرج من انفها وفمها كالتنين ، أطلقت صرخه مكتومه وهي تُمزقّ ملابسها الخفيفه التي ترتديها حتى بقيت بملابسها الداخلية ، وأفسدت تسريحه شعرها البسيطة وهي تشُده بقوه حتى خرجت بعضُ الخُصلات الشقراء بين أناملها .
توجهت بعُنف إلى طاوله الزينه وهي ترمي ما عليها بجنون حتى حطمت زُجاجه عطر في المرآه و التي شُرخت لعده أنصاف وترى شكلها بكل نصفٍ بها .
انهارت ولم تستطع الصمود أكثر من ذلك وسالت دموعها على وجهها المُزين بمساحيق التجميل ورسم الكحل الاسود خطين متوازيين على وجنتيها وتلطخت عينيها بالألوان حتى باتت مُرعبة الهيئه .
ماذا فعلت بحياتها ليرزقها الله بزوجٍ مثل هذا الزوج القذر ؟؟؟! ما الذي فعلته ؟؟؟!
بل عليها ان تقول مالذي بقي ولم تفعله حتى الان ؟؟؟!
اربع اشهر .. متزوجه منذ اربع اشهر ولم يرغبها زوجها لليله واحده ، إذاً لماذا تزوجها هذا القذر ؟؟! لماذا يفعل معها ذلك ؟؟؟! على ماذا يُعاقبها ؟؟؟!
تذكرت ما حدث قبل ساعتين ، اي قبل ان تُجن الآن .
*
كانت تتجهز كما العادة ولكن هذه المره بذلت جهداً اكبر من قبل حتى تستطيع إغوائه وسحبه لفراشها ، كانت راضيه عن شكلها النهائي وكان هو يقضي معظم الليالي عندها دون ان يقترب منها وهذا ما يقهرها ويُغيظها .
همست بصوتٍ ناعم ملئ بالإغواء فور ان رأته يدخل للغرفه بوجهه العابس على الدوام وجسده الذي فقد بعض الوزن وبات هيكلاً من العِظام بسبب غرقه في العمل ، لقد كان يأكل عملاً ويشرب عملاً كما يرقد على فراش العمل : فيصل !!!
نظر لها بطرف عينيه وهمس بنفاذ صبر منها : وش تبين يا ملاك ؟؟! ما تملين انتِ في كل ليله ؟؟؟! قلتلك لو بقرب منك بعطيك خبر قبلها ، مُحاولاتك المبتذلة هاذي من اول يوم ما تعجبني ولا تروقني ، وقله الأدب والوقاحة ما تجذبني غشيمه انتِ ما تفهمين ، فلا تتعبين نفسك وتحاولين بدون فايده .
اقتربت منه بمكر دون ان تأبه لكلامه وتعلقت بعُنقه وهمست بصوتٍ خافت : وين قلّه الأدب في الموضوع ، انت زوجي على سنه الله ورسوله وانا كلي حلالك ، شوفني واشبع مني لو ماقدرت زوجتك الاولى ترضيك انا موجوده .
ابعدها عنه ببعض القوه ودفعها بخفه مُزدريه وهو يشمئز منها ومن وقاحتها ، عندما تزوجها كان ينوي ان يكون زواجاً طبيعياً ولكنه نَفَر منها منذ الليله الاولى وقد اتضحت على حقيقتها القذرة في تلك الليلة .
قال بقوه وهو يكاد يُجن من قلّه حيائها منذ الليلة الاولى : انقلعي عن وجهي ما تفهمين ، انتِ اي شي تسوينه ما يغريني ولا يخليني حتى افكر فيكِ واسرح فلا تتعبين نفسك أبداً .
عندها بدأت تظهر نوبات جنونها وقالت بقوه ووقاحه : عاد تدري لو مو زوجتك حامل كان شكيت بوضعك من اول ، بس الحين جتني شكوك ثانيه وصرت اتخيل زوجتك حامل من غيرك وموجودة هنا باتفاق معك و تغطي على خيبتك عشان كذه ماتنام عندها كثر ما تنام عندي .
اتسعت عينيه بقوه وهو يُدرك جيداً ماذا تقصد بكلامها القذر ، واهتزت حلقه حدقتيه المُحاطه بلون القهوة الداكنة ، وأصبحت ملامحه الحادة مُخيفه ، مُخيفه بشكلٍ لم تراه من قبل على اي رجل ، ملامح مُرعبه وتُنذر بالشرّ .
لم تشعر بشي عندما حلّق جسدها بالهواء وارتطم ظهرها بالحائط ، بينما كفه بأنامله الطويلة والنحيلة تعتقل عُنقها الذي اختنق من ضغط أصابعه على حُنجرتها .
اقترب بحده ومايزال يُعلقها على الحائط ويقول بصوت خافت خطير وهسيس انفاسه يحرق بشرتها : لسانك الوسخ ذا رح اقصه لكِ قريب ياالوسخة ، وتدرين ما رح اسوي التبين و ألوث نفسي فيكِ عشان اثبت لك اني طبيعي ومو شاذ والطفل التحمله ميس هو ولدي ومن صُلبي ، وهي النظيفه والطاهره التستاهل أقرب منها وتسواكِ وتسوى طوايفك .
تركها بعد ان فقدت انفاسها التي كانت تدور في جسدها باحثه عن مخرج ، وكادت ان تخُرّ صريعه و على اعتاب الموت للتوّ واللحظة وتركها تتنفس باللحظة الأخيرة تلهث وعينيها مصدومتين ، وخرج وهو يصفع الباب خلفه بدوي يشبه دوي السندان .
خرجت من غمره ذكرياتها وهي تتلمس الاحمرار الشديد في عُنقها بسبب ضغطه عليه بلا رحمه . تأوّهت بألم و في كل يوم يمر تحقد عليه وعلى زوجته الاولى اكثر لانه يُقارنها بها دوماً .
*
،
كان ينزل خطوات السِلّم بعُنف شديد ويشتم نفسه على ذلك الخطأ الذي ارتكبه عندما قرر ان يتزوج ليُعاقب ميس ، وإذ بها كانت هي من تُعاقبه بهدوئها وعدم مُبالاتها التي تُثير جنونه وكأنها تنتظر ان تلد حتى تتخلص منه ، والادهى والأمّر انه كان يُعاقب نفسه بهذا الزواج الفاشل منذ اول ليله .
سقطت أنظاره على تلك الحورية ببطنها المُنتفخة من حملها و الذي وصل لشهره الثامن ويكاد طفله ان يخرج لهذه الحياة وتغيب هي عن حياته .
قست عيناه كما لم تقسو من قبل .
ولكن هيهات ان تنجوا منه بهذه السهولة ويفعل ما تريده ويجعلها تذهب .
كان ثغرها يرسُم ابتسامه خجولة وتحمل معها " صينية " تحتوي على إبريق من الشاي وبعض المكسرات والبسكويت .
اقترب منها وهو يأخذ الصينيه ويقول بهدوء ظاهري وقد اثارته كما تُثيره بالعاده ببساطتها
: هاتيها عنك لا تشيلين شي ثقيل انتِ الحين بأخر شهرين ولازم ترتاحين .
اجابته بجفاء وهي تأخذ منه الصينية بقوه
: معليش الصينيه خفيفه مو ثقيله ، وبعدين عمي طلب مني انا الاجيبها عشان نجلس مع جدتي قبل ترجع لبيتها وقلتها باقي شهرين وتنتهي التمثيلية بينا واحنا نوضح للكل انه وضعنا تمام ماعدا خالتي التعرف بالموضوع طبعاً وتنتظرني اروح ، لا تخاف رح اطلع من حياتكم للأبد ولا رح تشوفني مره ثانيه .
غادرت امامه بخيلاء تتجاهله بشكلٍ رسمي ، وتركته خلفها يبتسم ابتسامه شاحبة لم تصل إلى عينيه ، ثم اصبحت ابتسامه قاسية في كل يوم تذكره بأنه لن يراها للأبد بعد ان تلد ولكن كما قال هيهاااااات ان يُنفَّذ ما يجول في نفسها .
خطر على باله زوجته الاخرى التي كاد ان يقتُلها للتو ، وهاهي حبيبته تتهادى امامه غير مُباليه به .
شتّان يا الله بين الماء والنار ، شتّان بين السماء والبحار ، شتّان بين الهواء والضباب .
منذ ذلك اليوم الذي قسا عليها به وهي تعامله بجفاء وبرود وتخبره انها تنتظره على احرّ من الجمر حتى لاتراه مُجدداً كما لم تنسى ان تُذكره بطريقه زواجهم الخاطئه وكم أهينت في ذلك اليوم .
وعندما تتحدث معه مُجبره فهي تتحدث بجفاف قاسي لم يعتده منها ، اما علاقتها مع الجميع فهي تبدو جيده رغم أنهما اتفقا ان يُمثلا امام الجميع بأنهما بخير .
حتى والدته لم تعد تشتكي منها و لا يعرف ما السبب تماماً ؟؟!!
إما ان والدته قد باتت تُحبها كما احبها الجميع من قبل ولم تعد تهتم لأيه فوارق بينهما ، او انه حُب مؤقت لها لان ميس اصبحت تعتني بها وتُساعدها بعد ان كُسرت قدمها قبل شهر وتجاهلها الجميع ماعدا حبيبته الحنون .
حتى انه يشُك بأنهما اصبحتا صديقتين تبتسمان معاً وتتبادلان الأحاديث في بعض الأحيان وتُثير والدته عجبه !!! حقاً تُثير عجبه !!!!
اما ما يُثير غيرته حقاً علاقتها مع والده الذي يبدو لها كالأب الحنون ، ولن ينسى ذلك اليوم عندما تألمت واكتسح رأسها الصُداع ركضت إلى والده فوضعت رأسها عَلى حِجره ثم وضع كفه المُجعده على رأسها يُحركها بحنان ويقرأ عليها بعض الأذكار وآيات القرآن حتى فُكّت عقده حاجبيها وزال ألمها وتراخت ذلك اليوم في حضنٍ غير حضنه وغفت .
آلمه ذلك المشهد بقدر ما اثار المشاعر في قلبه ليبتسم بحنان لوالده الذي وضع سبابته على فمه حتى لا يتكلم ويُزعجها .
وضعت ميس الصينية على الطاولة في منتصف الغُرفة وبدأت بتوزيع الشاي وبعض المُكسرات على الموجودين ولم تنسى ان تعبس بوجه فيصل وهي تُقدم له البسكويت الذي يُحبه ، ثم جلست بقُرب الجده وهي تلتقف كفها وتُقبله وتقول بصوتها الناعم : وين رح تروحين يا جده ما شبعنا منك لِسَّه ؟؟؟!
قالت الجده بهدوء : هوّ يا بنيتي صارلي عندكم من زمان ، خلاص يكفي برجع لبيتي وأريح ، زين اني جلست عندكم اسبوعين ولا انا مستحيل اترك بيتي ما اقدر ، بس قلت منها أطمن عدى حُرمه ولدي ومنها أغير جو شوي .
قالت إيمان بلُطف : الله يخليك لنا يا خالتي ويديمك على راسنا ، صدق غيرنا جو معك هالأسبوعين عاد لا تقطعينا .
الجدة : الله يخليكم لبعض يا رب وان شاء الله اقدر امر من فتره لفتره بس تدرين حركتي صايره قليله وصعبه .
مسحت وجهها بكفها المُجعدة وهمست : يالله الجنه بس !!
ثم أردفت تتحلطم كعادتها : انا مو مضاقيني ومكدرني غير سيفوه من يوم جيت ولا جا وَسَلَّم عليّ ولا كأنه له جده حتى بالعيد مافكر يجيني وهذا هو عيد الحج قرّب ولا طلّ عليّ .
ارتعش سعد بألم وغامت عيناه بالحُزن والصبر بينما نظر له فيصل بقلق وقال يُجيب الجده : سيف مسافر يا جده من اربع شهور ، الله يرجعه بالسلامه ، شكله ماحد عطاكِ خبر .
قالت الجدة بسخط عصبي : مو منه الهايت اليهيت بالشوارع ، كله من ابوك ومنك انت يا اخوه الكبير المخلينه على مزاجه وفاكين له الحبل يسوي اليبيه .
نظرت لفيصل واردفت بقسوه : بالله تسمي نفسك اخو وانت فآلت اخوك بكل مكان ، ولا عندك غيره بعد على اختك الهايته في بلاد الغُرب .
همس فيصل : موضوع عبير مو راضي عليه من اول بس أبوي هو الحكم وما اقدر أتدخل بس أمورها بخير واتواصل معها دايماً .
نظر لوالده وهو يتذكر ذلك الشِجار الكبير الذي دار بينهما بسبب اخته ورفضه ان تُسافر لوحدها والذي انتهى بأخذه لوالده للمشفى في نوبه قلبيه إصابته بسبب كلامه القاسي .
ولكنه اردف ببعض الإكتئاب .
: وبالنسبه لسيف ، الله يرجعه بالسلامه ووقتها يصير خير .
لم يُجبها سعد وهو يُحدق بالرسومات على السُجاده وترك فيصل هو من يتحدث .
قالت إيمان تهمس لفيصل بقلق ، ولا تعرف ما الذي اصاب ابنها منذ اشهر يرفض زوجها او ابنها ان يُطمئنا قلبها عليه : فيصل تكفى انك تقولي وش فيه ولدي ؟؟؟! ليه كل ما تنجاب سيرته الالوان تهرب من وجه ابوك ؟؟! ولا يقدر يتكلم !!!
قال فيصل بصدق : يمه وش فيكِ تسأليني عنه كل يوم ؟؟؟! والله مافيه شي تعرفي ولدك التقليدي ، ما يوفر شي بيستغل الاجازه استغلال ، إذا ودك تكلميه علميني لانه المناطق اليروحها مافيها شبكات زينه .
هزت رأسها دون ان تصدقه قلبها يؤلمها لا تُرِيد ان تسمع ما يؤذيها عنه تُرِيد ان تراه بخير فقط : ايه ، ايه بكلمه بس مو قدام جدتك عشان لا تشره عليه ، الله يرجعه لي بالسلامه يا رب .
همس فيصل : بيرجع قريب ان شاء الله .
لم يستطع فيصل او سعد اخبار اي احد بما حدث لسيف تلك الليلة التي أُصيب بها فهد وقاما بنقله فوراً لمشفى الأمل ، اربعه اشهر لم تكن كفيله باستخراج السموم من جسده ووصل للشطر الأخير من العلاج هذا الشهر فقط ، وقد بدا افضل من قبل وتحسن وجهه الشاحب وعاد له الوزن .
نظرت له إيمان بطرف عينها وقلبها متألم وتعرف انه يكذب و هناك ما يُخفونه عنها بينما قلبها لا يتوقف عن الخفقان خوفاً على ابنها .
نهضت ميس ترفع بعض الحاجيات عن الطاولة حتى تأخذها للمطبخ .
وضعت الصينية على الرُخام المصقول وألقت نظره وإذ بها تجد بطيخه قُرْب باب المطبخ قد وضعها السائق هذا الصباح وتذكرت ان الجده وعمها يُريدان تناوله .
اقتربت لترفعها والتفت بجسدها لتشهق عندما رأت فيصل يقف خلفها ولا يُوفِّر اي فرصه تكون بها لوحدها حتى يراها .
التقط منها البطيخة بعينين مُصغرتين وهتف ببعض الحدة : ما تفهمين ؟؟! كم مره اقولك لا تشيلين اشياء ثقيله ؟؟؟!
قالت تكُزّ على أسنانها بسخط : لا تخاف ولدك بخير ، وباذن الله رح تاخذه سليم مُعافى بدون اي أضرار .
كان قريباً منها ، قريباً جداً وهو يهمس قُرْب إذنها : انا اليهمني انه ولدي وأمه يكونون بخير ، ما ودك تشوفينه وترضعيه وتلعبي معاه ؟؟؟؟!!!!
ارتفع حاجبيها وقالت بقوه : أكيد ودي بهالشي !!!! بس ما أسرع نسيت كلامك لي انك بتاخذ ولدي وترميني ولا كأنه لي وجود بحياتك ورح يصير هالشي قريب ان شاء الله تطمن .
قال وهو يُمرر اصبعه على صدغها هابطاً به لوجنتها ببطء جعلها تقشعِّر : تدرين انتِ وقعتِ على وجودك بهالمكان للأبد قبل سنه يوم وافقتي تتزوجيني ولا تفكرين انك رح تطلعين من هنا بسهوله ، و ايه قلت اني بطلعك من حياتي بس كانت لحظه غضب نادره لي ، اكيد ما رح يهون عليّ احرمك من ولدك او احرم ولدي من أمه وبتشوفيه طول العُمر ، موب أنا الأسويها .
قال الكلمة الأخيرة دون ان ينظر لعينيها
قالت بأسى والحزن يلتمع في عينيها : تأخرت ، تأخرت كثييير على هذا الكلام .
وضع كفه على وجنتها التي احترقت من دفء كفه وقلبها الخائن يتراقص بين اضلعها لقُربه الشديد قربه الذي اشتاقت له لشهور ، وقال بهدوء مُتمهل : وش قصدك بإني تأخرت ؟؟؟!
أبعدت كفه عن وجنتها وهي تسدير وتلتقط السكين لتبدأ بتقطيع البطيخ : ولا شي ، ممكن تروح الحين عشان لا تجي عمتي وتشوفنا وتفكر غلط .
قال ببعض المكر وهو يتكئ بمرفقه على الرُخام ويتأملها تُقطع البطيخ : اها ، قصدك تشوفنا بهالقرب ترى عادي !!! انتِ للحين زوجتي وماسوينا شي غلط او حرام .
قالت بهدوء وهي تُقطع البطيخ : زوجتك مؤقتاً ، مؤقتاً بس لين أولد .
ثم أردفت بهمس وصل إليه مغموم : واكيد تعرف مثل ما انا اعرف انه عمتي ما تشوفيني أليق فيك او في العائله من البداية ، ما ودي اذا شافتنا نتكلم عادي انها تفكر إنَّا ممكن نرجع لبعض ، احنا مستحيل نرجع .
ثم نظرت له أخيراً بعينيها اللوزيتين واردفت بسُخريه : ياليت اهتمامك هذا توجهه لزوجتك الجديدة هي التليق فيكم يا آل الكاسر .
تجاهل كلامها الآسي فلتتكلم ولتقل ما تقوله وهو يعلم جيداً انه لن يستطيع ان يُخرجها من حياته بسهوله كما تظُن ، وهي في كل يوم يمُرّ تتغلغل اكثر في أعماقه
كيف ينتزعها ويُخرجها من اعماقه ؟؟! ، تتغلغل دون ان تترك له مجالاً لالتقاط ذرات الهواء .
قال بهدوء وهو ينوي إصلاح الأمور بينهما تدريجياً من اجل ابنهما على الأقل !!!!
ياله من كاذب ان فكر بانه يُريدها من اجل ابنه !!!! ذلك الجزء الصغير يسار صدره لا يتوقف عن النبض كلما مر طيفها امامه و حتى وان كانت طماعه وخدعته مع اخيها وتزوجته من اجل النقود فهو يُريدها ، انه اضعف من ان يتركها لأحدٍ غيره : بالمناسبه حاب أشكرك على اهتمامك بأمي مع افكارك هاذي وأنك بتتركي البيت يعني لو غيرك كان ما اهتمت لانها تدري مصيرها بتترك البيت .
قالت وهي تتابع عملها دون ان تنظر له : قد قلتلك بعوض الفتره الجلست فيها عميا وهذا واجبي بما اني للحين زوجتك ، ورح ينتفي هالسبب قريب باقي شهر وأولد وتوقع على ورقه طلاقنا للأبد زواجنا من البدايه كان غلط اصلاً .
قال بهدوء : اشوف ماتمر لحظه بدون لا تذكريني بموضوع الطلاق ، ماكنت ادري انك متحمسه له .
نظرت له بَشَرّ : أكييد متحمسه له اليوم قبل بكرى ، عَل وعسى ارتاح من الافتراء والاتهامات التتهموني فيها ، وبذكرك عشان لا تنسى نفسك عند جدتي ترانا نمثل عندها ان امورنا تمام ما يحتاج تتلصق كثير فيني عشان نثبت لها انه وضعنا كويس .
رمقته بنظرات أشعلته كالبُركان وتجاهلته وهي تحمل صينيه البطيخ فقبض على عضدها وأدارها إليه ينتزع منها الصينيه بذراعه الاخرى ويضعها
على الرُخام .
بينما جسده يدفع جسدها المُكورّ نحو الحائط ويُقيد معصميها ويُثبتهما بجانب رأسها على الحائط ، ويقول وقلبه يرتجف لقُربها الشديد ومُلامسه كفه لبشرتها الحريرية : لسانك صاير طويل ميس هانم ، وش فيها اذا تلصقت فيكِ ؟؟! شكلك نسيتِ اني زوجك ولي حقوق ساكت عنها من شهور عشان لا أجرحك ، بس انا اعرف شلون اقصره لكِ .
وقبل ان تتكلم اي كلمه كان يلتهم كلماتها وشهقاتها بين شفتيه ، يُقبلها بشوق قد أضناه وقلبه يخفق فوق قلبها ولم يشعر بجسدها الذي يُقاومه بعُنف .
نسي المكان الذي يقف فيه وتوقف به الزمن في عُرفه عند هذه اللحظه التي كان يتغاضى عنها كلما نظر إلى شفتيها ، لتنهار صلابته أخيراً امام حسنها وكرامتها المُقيتة .
حرر مُعصميها وأحاط وجنتيها بكفيه دون ان يُبعد شفتيه الجائعة عن شفتيها ، كان مُستمراً بتقبيلها دون توقف وهو يُحرك شفتيه القاسية على نعومه فمها ،
بينما كانت هي متسعه العينين تُحاول دفع جسده عنها بقوه وتوجه له بعض اللكمات على كتفيه وصدره دون ان يتزحزح من مكانه ، ولكن هيهات ان تستطيع إزاحة هذا الجبل الرابض امامها .
انهارت قوتها امام صلابته لم تعد تستطيع المُقاومه اكثر وستكذب ان قالت انها لم تشتاق لقُربه ، ارتخى جسدها بين ذراعيه وتوقف عن المقاومه التي لا فائده منها .
نظرت ببهوت لعينيه المُغمضة وقُبلاته التي تتحول من الوحشية إلا الرقة مع ارتخاء جسدها لتُغمض بدورها عينيها ويستكين جسدها الخائن رُغماً عنها .
بعد لحظات قصيره تعب أخيراً ليبتعد وهو يسحب اكبر كميه من الأوكسيجين بعد ان انحسرت انفاسها في شفتيها ، نظرت له بشزر ووجنتين مُحمرتين وتتقدم بقوه للأمام حتى تدفعه بكتفه وتقول بحده غاضبه : قليل الأدب ووقح ، ما رح أسامحك على السويته الحين في غفلتي !!!!!!
بينما كان هو مُستمتعاً ومُنتعشاً بالنظر لتخبُطها هنا وهناك وكأنها نسيت ماذا عليها ان تفعل ؟؟! وهمس بمكر : يمكن بالبدايه انا سويت بس في الأخير حتى انتِ ما قدرتي تقاومين !!! اعترفي !!! أخذت الصينيه ووجها عابس بقوه مُحمره الوجنتين من كلامه الوقح في المطبخ وحركاته وخشيت ان يدخل اي احدٍ ويراهم او يسمعه ، تجاهلته وتوجهت لغرفه الجلوس .
و قالت الجده : الله يسلم يدينك يا قلبي ما قصرتِ .
إيمان بهدوء : تسلمين يا ميس ، الله يعطيكِ العافيه .
ميس برقه ووجها يبدو مُنتعشاً رُغماً عنها وكأنها أزهرت من جديد : بالعافيه .
ظهر فيصل مُجدداً دون ان يجلس هذه المره ، فقالت الجده بحنان : تعال ياوليدي كُلّ الحبحب القطعته مرتك ، طعمه مثل العسل .
ابتسامه خلابه تُزين ثغره كما يبدو انه مُنتعش الملامح ومُنتشي الجسد وكأن هذه القُبله قد أعادته للحياه بعد سُبات دام طويلاً ، كان ينظر لها بينما عينيها كانتا مغرورتين غاضبتين تأبيان النظر له قال بهدوء : بالعافيه عليكم انا توني كنت ماكل من العسل نفسه .
ابتسم على رده فعلها وهي تسعُل وقد غصت بقطعه البطيخ من جرأته وصفاقته .
فقالت ايمان بحاجبين معقودين : غريبه من وين اكلت العسل ؟؟! ماعندنا !!!!
رفع رأسه قليلاً للسقف وهو يضحك بصوتٍ مُرتفع ولم يضحك هكذا منذ اشهر ، بينما ميس احمر وجهها كثيراً من الخجل والغضب وترغب في هذه اللحظه ان تنهض وتقضي عليه ولا يبقى له اي اثر في الوجود .
شدت قبضتيها على جلابيتها المُنسابه على قدها السمين وبرزت عروقها بشكل مُخيف .
نظرت لها إيمان وفهمت ماذا يقصد ابنها من حاله زوجته ، فقالت بمكر : خلاص يمه فهمت بالعافيه عليك .
نظرت لها ميس بملامح خائفه وشفتين مكدومتين ومرتعشتين ، بينما ايمان نظرت لها بهدوء دون ان تتكلم .
قال فيصل بهدوء : بطلع للدوام عندي شِفْت ثاني اليوم .
دعوا له بان يحفظه الله وغادرت الجدة لمنزلها وقد جاء فهد لأخذها ، وانتهت التمثيلية هُنَا لتقول ميس بخفوت : ودك بشي خالتي ؟؟! بروح ارتاح شوي .
ثم تلعثمت وهي تردُف : اسفه ، الصار مع فيصل ماكان ودي فيه .
احمر وجهها ولا تعرف ماذا تقول ؟؟
قالت إيمان ببعض التردد والصراحة : لا ما ابي شي الحين تسلمين ، والصار مع فيصل ما عليكِ منه ، هو زوجك بالاخير ومو حرام اهم شي .
ثم اردفت باستسلام : بس بعدين ودي انك تنزلين وتسولفي عليّ ، من يوم تزوجت عمك سعد والقصر موحش و حتى بعد ما جبت عيال وكبروا كل واحد صار لاهي في نفسه وفي جواله ومستقبله وحياته ، يعني مافي تواصل بين العائله ماكنت احس بمعنى كلمه العائله إلا يوم جيتي لهنا تغير كل شي فجأه ، وصرت انبسط وانا اسولف معك او احياناً لما نجتمع انا وانت وعمك وفيصل وقتها احس صدق انا عائله .
نظرت لها باستغراب فهي المره الاولى التي تطلب منها هذا الطلب او تُصرحّ ما في قلبها !!!!! وحقاً باتت تخاف اكثر من قبل .
ولكنها ابتسمت بهدوء وقالت : ولا يهمك خالتي بجي اسولف معك ، بس تدرين هالوضع مؤقت مو علطول صح ؟؟؟!
أومأت إيمان : إيه ادري لا تشيلين هم ، وشكراً لكل شي سويتيه عشاني من اهتمامك بأدويتي وأكلي من يوم انكسرت رجلي ، مع اني ما استاهل بعد كل السويته فيكِ .
اقتربت منها ميس تجلس بجانبها وتلتقط كفيها وتهمس بغصه : ولا يهمك خالتي هذا واجبي واعاملك مثل ما أعامل أمي ، وادري انه عيلتي ووضعنا المادي ما يليق فيكم ومتفهمه هالشي وتتمني لابنك الأفضل مني ، ورح اطلع بدون مشاكل لاتحاتين .
مسحت إيمان على شعرها وقد قررت بعد اشهر عِجاف ان تعترف لابنها بكل شي و كم ظلمت هذه الفتاه المسكينة ، نعم تمنت له الأفضل ولكن ليس تلك الأفعى ملاك ، كما ان ابنها يبدو سعيداً مع ميس ويُريدها ولايبدو عليه انه سيترُكها ، وهي ستتوقف عن ابعادهما عن بعضهما ، فلم تعد تحتمل وجود تلك الملاك وميس فعلت لها مالم تفعله لها تلك المُدللة لتتأكد بأن ميس هي الافضل لابنها وعائلتها .
قالت ايمان بخفوت : روحي ارتاحي بجناحك الحين ، تعبتي اليوم كثير الله يعطيكِ العافية .
أومأت ميس بنعومه وقلبها يتقطع ، حياتها هنا اصبحت من افضل مايكون ومع ذلك ستختفي من حياتهم قريباً .
عمها بات لها الاب الحنون وخالتها تحسنت كثيراً في معاملتها خلال الأشهر الماضية ، وتغيرت معها كثيراً عندما كُسرت قدمها وباتت تهتم بها كوالدتها .
وزوجها لا يتوقف عن التلميح لها بأنها لن تخرج من هنا بسهوله ولا يفوت اي فرصه حتى يقترب منها ويُشاكسها لترده بالصدّ البارد والجمود ، ماذا يُرِيد بها ؟؟؟! وهو قد تزوج عليها وكسرها وجرحها جُرحاً لن يبرأ ، لن يبرأ ابداً .
مالذي يُريده منها بعد ان فعل ما فعله معها ؟؟؟!
توقفت افكارها وهي تسمع صوت زوجته الثانية يقول من خلفها : هي انتِ !!!! يا البقرة ما تسمعين ؟؟؟! ولا كرشتك اثرت على إذنك وحاسه السمع عندك ؟؟؟!
التفتت ميس بطوله بال وهي تقول بملل وقد أُجفلت من شكلها المُرعب بشعرها الأشقر المنكوش والمكياج الذي سال على وجهها وملابسها المُجعده التي ارتدتها على عجل ، كان شكلها مُنافياً لصوتها الناعم : وش تبغين يا ملاك ؟؟! تعبانه وودي ارتاح ، عندك شي ضروري ؟؟؟!
اقتربت ملاك وهي تدفعها من كتفها وتقول بقوه : انا ابغى افهم بس ، زوجك الكلب لو انه يحبك ويبيك ليييييه يتزوجني الحيوان ؟؟؟! ولا قد قرب مني او لمسني ليله ؟؟؟؟؟؟!!!! وش يبغى فيني وهو حاططني منظر عنده ؟؟؟!
عبست ميس بملامحها بألم وبطنها يؤلمها منذ الامس وقالت : مادري عنك انتِ وهو سو التبغو بس لا تدخليني بينكم .
كانت تستمر بدفعها للخلف حتى ارتطمت ميس بالحائط وتلك تتابع ما تقوله بجنون : لا بدخلك بينا ، ليه الكلب يتزوجني وهو يبغاكِ ؟؟؟!
كان الألم يشتد عليها فلقد أرهقت نفسها كثيراً هذا اليوم وتجاهلت كلام الطبيبة التي نصحتها بالراحة التامة .
قالت بصوت خافت وقد انزلق جسدها على الحائط ببطء : ملاك تكفين وخري عني تعبانه ومو قادره أتحرك ؟؟! وبعدين نتكلم ونتفاهم بس روووحي الحين .
ذهبت ملاك دون ان تهتم بما اصابها ، وتتوعد بالانتقام من ذلك القذر فيصل بما انها لم تحصل على جواب من حديثها مع زوجته الغبية .
صعدت إيمان للأعلى عن طريق المصعد وهي تسير بعُكازها تنتوي الراحة بغرفتها وتفاجأت من جلوس ميس على الممرّ وهي تنحني بألم على الأرض .
اقتربت منها إيمان بوجوم وهي تهمس بقلق : ميس وش فيكِ ؟؟! بِسْم الله عليكِ .
تأوّهت بألم وهي تقول : خالتي ، شكلي بولد بطني يتقطع من الوجع .
شحبت ملامحها وهي تقول : غريبه توك بأول الثامن مستحيل تكون ولاده .
صرخت بقوه وهي لم تعد تحتمل هذا الالم الفظيع الذي يُقطع أحشائها دون ان تستطيع الرد ، لتلتقط ايمان هاتفها بسرعه وتتصل على فيصل ، فميس لا تبدو كمن ستلد فقط .
*****
أحاطت الجده ذراعيها تضُم ميرال إليها وتقول بحنانها : اشتحنت لك كثير يمّه ، شلونك وشلون وليدي الفي بطنك ، عساكِ بس مو مهمله نفسك ومهملتيه .
ابتسمت ميرال بنعومه وهي تدفن رأسها بصدر جدتها اكثر : وانا اشتقت لك كثييييير حسّيت انك غايبه عني سنتين مو اسبوعين ، ولا تحاتين مهتمه في البيبي كويس .
مسحت الجده بكفها على بطن ميرال : ايه يمّه احرصي على أكلك زين وفيتاميناتك ، هذا الغالي ولد الغالي .
ونظرت إلى فهد المُبتسم بجذل ويعقد ذراعيه لصدره ويسند كتفه إلى إطار الباب .
كان يشعر ببعض الغيرة وهو يرى صغيرته تُعانق جدته هذا العناق القوي والمُشتاق وترفض عناقه فقط استسلمت رُغماً عنها الليلة الماضية لتعود وتُجافيه هذا الصباح وهو يُعطيها الوقت الذي تُريده حتى تعفو عنه ، يُعطيها الوقت الذي تُرِيد ولكن فالتعفو بسرعه .
قالت الجده : يلا انا بروح انام وارتاح شوي ، وهذيلا الشواذي لا تخليهم عندك طول اليوم يأذونك وديهم لخالتهم رسيل تنتبه عليهم هالكسول قليله الحيا الماغير تهابد بزوجها وكأنه ماحد غيرها تزوج * ثم قالت بسُخريه تُحاول تقليد صوت رسيل * يوسف جا وبشوف يوسف ويوسف انقلع .
قالت الكلمتين الاخيرتين بصوتها الطبيعي المُجعده من كبر السِن ،
ونظرت لفهد وأردفت بصرامه : ترى زواجها قريب لا تخليها تشوف يوسف لين يوم العرس ، خلها تركد شوي ابوك مامنه فايده مخليهم على راحتهم ولو عليه كان خلاهم يطلعون ويفضحونا ، بس انت شدّ عليها يا اخوها .
أومأ فهد بهدوء مُبتسم وقال : من عيوني يمّه ولا تشيلين هم ، اليوم اخر يوم بيجيها واشوفه يطلب يجي مره ثانيه .
نهضت الجده تتكئ على عصاها : والله حلو بيجيها اليوم بعد ، يلا الله يتمم لهم على خير بدون فضايح بس .
همس فهد وميرال معاً : آمين .
اغلقت الجده الباب خلفها ، ونظرت ميرال لاطفال ريما الجالسين امام الطاولة ويلعبون في الألوان والصلصال .
فجلست بجانبهم على الأرض ونظرت لفهد الذي جلس على الأريكة فوق رأسها ، وقالت بنعومه دون ان تنظر اليه : فهد تبغى اجهزلك شي ؟؟؟!
فهد : تسلمين ، بتفرج شوي على المُباراة .
التفت لها مؤيد وقال بصوته الطفولي : ميلو شوفي وش سويت بالصلصال .
قالت ميرال وهي تُداعبه : شطور حبيب قلبي ، الله يسعدك يا عمري ، وش هذا السويته ؟؟؟
مؤيد : سمكه !!!!
ابتسمت له : حبيبي انت .
غارت منه راما لتنهض من مكانها وتلتف إلى حيث تجلس ميرال وتجلس بقوه على حِجرها : انا احبك بس ، هو ما يحبك كداااب .
مؤيد وهو يشُد شعر اخته : الا احبها ، انت كدابه !!!
همست ميرال لَهُمَا : تؤتؤتؤ عيب تتهاوشوا مع بعض إنتوا اخوان وحبايب ، وانا احبكم كلكم .
كان فهد ينظر لها من علُوّ ويبتسم بخشونه على نعومتها ورقتها ، لا يلوم هاذين الطفلين على حُبها إذ كان هو ايضاً يشعر بذلك ، يشعر بأنه يُحبها ويُريدها ان تكون حبيبته .
أُجفل من أفكاره التي باغتته للمره الأولى بحياته ، هل هو حقاً يُحبها ؟؟؟!
نعم فهذا ما يشعر به ، لا يُريدها ان تحزن بسببه يُحِب ان يرى ضحكتها ويُحِب ان يرى ابتسامتها تُزين وجهها دوماً ، ويُحِل ان يرى دلالها وغنجها ، يتألم قلبه عندما يرى الْحُزْن يلمع في فيروزيّها .
يشعر بانه يُريدها معه عندما يذهب إلا اي مكان حتى يستمتع بوقته وهي بقربه ، كل ذلك يعني انه يُحبها ولا يُرِيد ان يفقدها .
أجفلهم طرقٌ على الباب فنهض حتى يفتحه ويعبس بحاجبيه وهو ينظر للعاملة الآسيوية التي يصل طولها إلى خصرة : وش تبين ؟؟؟!
قالت وهي تتأمل وسامته الخشنة ببعض الخوف : ابغى بيبي مؤيز و راما ماما ريما يبغى هوا .
همس بهدوء : اها مؤيز أجل ؟؟؟! طيب ادخلي خذيهم .
دخلت لتأخذ الأطفال ويُغلق فهد الباب خلفها ، ونظر لميرال التي حاولت ان تنهض ببطء وقد بدأ بطنُها بالنمو وبدأ جسدها يثْقَلْ تدريجياً .
اقترب منها حتى يُساعدها وهمس بقلق : شوي شوي انتبهي .
كانت تلتقط انفاسها بينما فاجأها هو بإعتقال خصرهابين ذراعيه وهمس بخُبث : وش هالكلام التقولينه للصغار وحارمتني منه ؟؟؟!!
عقدت حاجبيها وهي تلهث من التعب وحاولت التخلص من ذراعيه دون اي جدوى : اي كلام ؟؟؟! وش قصدك ؟؟!
همس : يا حبيبي ويا عمري ، وحبيب قلبي ووووو ، دايماً أسمعك تقولينها لهم وللكل إلا انا !!!!
اردف ببعض المكر : وانا مو حبيبك بعد ؟؟؟!
احمّر وجهها وهمست ببرود : لا مو حبيبي للاسف ما احس فيها الكلمة عشان اقولها ، مو لأَنِّي رجعت اهتم فيكِ يعني اني سامحتك ، أسوي الاسويه لانه واجب عليّ مو من خاطري مثل اول .
بلل شفتيه بتوتر وشحبت ملامحه كما قُتمت عيناه باللون الاسود في عُمق الظلام .
حسناً ، لا بأس سينتظر وإن كان لباقي العُمر حتى تعفو عنه ، فهو يستحق هذا الجفاء لانه فاشل حتى بمُصالحه النساء فهذه المرة الأولى التي يضع بها كبريائه وكرامته تحت الأقدام من اجل ان يُصالح امرأه !!!!!!
بحق الله !!! ماذا عليه ان يفعل اكثر من ذلك ؟؟؟!
همس لها بقصد يُرِيد ان يوصل لها حُبّه بتلاعُب : ماقدرت ارحب فيكِ عدل يوم دخلت جدتي والأطفال كان زحمه .
حاولت دفعه بخفه وهمست بتعب من الجلوس على الأرض لبعض الوقت : عادي مو مشكله ، سلمت عليّ يوم دخلت ما يحتاج تسلم مرتين .
قال بهدوء : إلا مشكله لا زم ارحب فيكِ بطريقتي ، بقولك جمله الحين واعتبري الكلمة الاخيرة منها هي اهم كلمه ، كلمه حتى ما كنت اقولها لأي وحده بأي لغة ، لانه ما كنت اقول اي كلمه بدون لا احس فيها .
عبست بوجهها وهي تنتظر ان يقول ما يُرِيد قوله فأردف : هاي سينيورا بونسوار قوزاليم كومو ايستاس .
ثم همس بصوت أجش ينفُث انفاسه المُشتعلة قُرْب إذنها حتى تحترق بشرتها الناصعة : مِيَّا مور .
ارتفع حاجبيها الرقيقين بتُعجب !!!
وهمست : ما فهمت غير كلمه " هاي " بالانجليزي يعني مرحبا والباقي ماعرفت ايش اللغة الغريبة التكلمت فيها .
ابتسم ابتسامه صغيره وهو يتلاعب بالكلمات كما يُرِيد وقال : تكلمت بخمس لُغات في جمله وحده الاولى هي الانجليزية مثل ماقلتي وصح عليك !!!
ووضع انفها بين سبابته والوسطى ليضغط عليه برقه و أردف : شاطره !!!! واللغة الثانية الإيطالية وكلمه سينيورا معناها السيدة يعني تُقال للمتزوجات وهذا دليل انك موسومه فيني للأبد وما عدتي سنيوريتا .
كشرت بوجهها وهمست : مغرور وشايف نفسك ، وخرّ عني لو سمحت احنا اتفقنا رح تعطيني الوقت بدون حركات مُلتويه .
وحاولت التخلص من عِقاله دون جدوى فقال بهدوء يشدها إليه برقه : انتظري اخلص الترجمة اول وبعدها بتركك ما رح اكمل ترجمه ولا رح أتركك إذا ما هديتِ .
توقفت عن الحركة وهي تنظر له بتحفز وأردف : بونسوار كلمه فرنسية مشهوره معناها مساء الخير وقوزال بالتركية يعني جميل بس انا ربطتها بياء التملك يعني جميلتي .
احمرت وجنتيها قليلاً وازدردت ريقها مع ياء التملك التي ألحقها به ، دون ان تتكلم وتنتظره ان يُكمل وفعلاً تابع ما يقوله : وكومو إيستاس بالاسبانية ومعناها كيف حالك ؟؟؟!
تنهدت بعُمق وهي تقول : كلها كلمات عاديه ما منها معنى كان تقدر تقولها بالعربي وارد عليك ، ضيعت وقتي على الفاضي .
لم يرد بينما هي قالت وقد تذكرت : صح في كلمه اخيره نسيت وش هي ، ماقلت معناها .
همس بصوت أجش : مِيَّا مور .
ميرال : وش معناها طيب ؟؟! هي القلت لي اركز عليها صح !!!!
فهد : ايه صح ، بس ما رح اقولها لك بالعربي لين تسامحيني ، ووقتها مادري ارجع أتشجع واقولها ولا لا ، بس الاكيد اني احس فيها .
عقدت حاجبيها بعدم فهم وقالت : طيب براحتك يعني هالشي ما رح يهمني الحين .
انها تكذب الفضول يقتلها من الآن حتى تعرف معنى هذه الكلمة التي اصرّ عليها ورفض ترجمتها لها ، هي حتى لا تعرف اللغة !!!
مِيَّا مور ، مِيَّا مور ، مِيَّا مور ، رددتها في رأسها حتى تحفظ الكلمة وتبحث عن معناها .
أجفلهم طرق على الباب ، فذهبت لتفتح الباب وابتسمت كما تبتسم دوماً عندما ترى رسيل بوجهها البشوش .
قالت رسيل بقلق : فهد هنا !!!!
أومأت ميرال وقالت : ايوه موجود ، ادخلي جوه .
همست : طيب يلا تعالي .
قالت رسيل وهي تنظر لفهد : فهود ، في شي بقوله .
رد عليها بحنان : قولي وش عندك ؟؟؟!
أسبلت أهدابها وقالت بسرعه : في حرمه تبغاك بالمجلس ، ولا قالت اسمها ولا شي وتبغاك على انفراد وكمان تقول انك رح تعرفها بس تقولك مين هي .
عقد حاجبيه ونظر لميرال التي نظرت له ببرود ، برود شديد هزّ الصخر .
كما اجتاح قلبه الصقيع بنظراتها الباردة .
|